قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل الختامي

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل الختامي

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل الختامي

بعد مرور بضعة أشهر..
تقف أمام هيئة المحكمة يخفق قلبها بقوة تنتظر إصدار الأمر بحريتها، يجاورها والدها الذي إسترد روحه بعودتها سالمة إلى أحضانه مرة أخرى..
( حكمت المحكمة بتطليق المدعوة سمر عبدالله من زوجها )..

خطوة أخرى نحو حريتها بعدما فقدت الأمل برؤية بريق الحياة مجددا، تغادر قاعة المحكمة لتداعب أشعة الشمس صفحة وجهها مستنشقة عبير نسمات الخريف الباردة التي تثلج روحها، فاجئها والدها بإحتضانها فبادلته بسعادة غامرة..
وجدته يقف أمامها فقد طال الإنتظار يا فتاتي، تبسمت بهدوء: -
محمود؟!
صعد الدرجات القليلة التي تبعد بينهم، قابلها يقول: -
إنتظرت اللحظة دي سنين طويلة، مش هتيجي من كام شهر كمان..

طرقات عدة على حجرتها، يأتيها صوته من الخارج: -
خلصي بقي يا مي إتأخرنا..
فتحت الباب تبتسم بهدوء ليطلق صفيرا عاليا ليقول: -
إيه الجمال ده؟!، أنا أختي حلوة كده..
تبسمت بخجل تجيبه: -
طول عمري حلوة إنت بس اللي مش واخد بالك..
وقف بجانبها ليتابع: -
أميرتي الصغيرة، تقبلي عزومتي المتواضعة على العشاء؟!.
اتخذت وضع التفكير قائلة بمرح: -
على حسب المكان اللي هنروحه..
عدل من هندامه ليردف بفخر مصطنع: -.

عربية عم عبده بتاعت الكبدة، إيه رأيك؟!
موافقة..
ضحكا سويا فمازحها: -
واقعة واقعة..

كام شهر فاتوا أهو ومش قادرة أفوق من غيبوبة دماغي، كل ما بفكر إني كنت في يوم من الأيام مجرمة وعلى وشك إني أكون زعيمة مافيا كبيرة بنهار، أنا عمري ما كنت بالضعف ده، هو أنا هفضل أعيش في الكابوس ده كتير يا دكتورة؟!.
أجابتها برسمية: -.

إنتي مصرة تجلدي نفسك وتعذبيها، ريم إنتي اللي أنقذتي نفسك وأنقذتي بنات كتيرة من مصير محتم، شوفي دايما الجانب الأفضل في حياتك، الحياة مش بتقف عند حدث سيء، إنتي لسه قدامك كتير عشان تعيشيه..

بعد مرور بعض الوقت كان يقف أكمل بتوتر يرتدي حلة رسمية، يعبث بهاتفه بملل ليجاوره خالد قائلا بمرح: -
عمري ما كنت أتخيل إني أحضر اليوم ده، اللي يشوفهم بعد ما رجعوا ومواقفهم في الشغل خاصة بعد إصرار ريم إنها تشتغل ورفض أحمد يقول واحد فيهم هيقتل التاني..
أجابه بضحك: -
هو ده اللي مدي لحياتهم معنى، هم الأثنين بدون الخناق ده حياتهم ملهاش طعم..

أقبلت عليهما فاطمة، تبدو كمن على وشك أن يرتكب جريمة، توزع نظراتها المبتسمة بإصطناع على الحاضرين من حولها، همست بغضب: -
أكمل إتصلت على أحمد، ينفع كده بقالنا ساعتين منتظرين في الشمس، الناس زهقت..
إبنك مابيردش ولا ريم كمان، تلاقيها بس إتأخرت عند الكوافير ولا حاجة، هتصل بيه تاني دلوقتي ماتقلقيش..

يجلس بسيارته المزينة، ينظر للمرآة الصغيرة يعدل من خصلاته الثائرة، بدأ الملل والحنق يتسرب إليه من تأخرها، لحظات واستقلت السيارة بجانبه بفستانها الأبيض البسيط، تحاول جمع أطرافه المبعثرة حتى تتمكن من غلق باب السيارة..
كل ده تأخير يا هانم؟!
أجابته بغضب: -
كلمة كمان والله وهخرج من العربية وأقطع لكم الفستان ده أنا مش طايقة نفسي أساسا..

شعر بإنزعاجها الشديد، حاول تهدئة الأجواء بقبضه على كفها مقبلا إياه بحب: -
حبيبي ماله بس؟!، إيه اللي منرفزك كده؟!
كادت تبكي، فأجابته بصوت متقطع: -
أحمد أنا مش عايزة أتجوز..
نظر لها بصدمة: -
مش عايزة إيه؟!
نظرت له بطرف عينيها تجيبه بتردد: -
مش عايزة أتجوز، ممكن نأجل الفرح شوية؟!.
اعتدل بجلسته ليقابل مقود السيارة قابضا عليه بغضب مرددا: -
تماااام، تماااام..

فاجئها بجذب سلاحه، وجهه على جانب رأسها قائلا: -
إحنا كاتبين الكتاب من شهر يعني إنتي مراتي، وعملنا الفرح ده عشان خاطرك إنتي ووالدتي وأنا اصلا مش موافقكم وعلى أخري، فكلمة كمان وإنتي عارفة اللي هيحصل..
ضحكت بهدوء، قبلت وجنته لتتابع بمرح: -
يلا يا حبيبي هنتأخر على الناس..

نظر لها بحب ليهم بتشغيل السيارة إستعدادا للإنطلاق، صدح صوت جهاز إنذار عاليا، نظرا من النافذة لمصدر الصوت فإذا به المصرف المجاور لهما يصاحبه خروج بعض الأشخاص الملثمين حاملين لحقائب كبيرة يضعونها على عجلة من أمرهم داخل سيارة سوداء ليهموا بالفرار..
مد لها بسلاحه بينما يخرج أخرا من بين ثنيات حزامه الجلدي، تبادلا نظرات التحدي، سحبا صمام الأمان لينطلق أحمد مسرعا خلفهم..

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة