قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل العشرون

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل العشرون

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل العشرون

عارف انك خايفه. ِ وعارف إنك رافضه تدخلي اي حد حياتك وانك شايفه كل الناس زي بعض، عارف انك حاطة حدود لنفسك قبل ماتكونِ حطاها لغيرك.
ولمّا انت عارف كدا بتقرب ليه؟!
سكت زين ل برهه ورفع لها عينيه واردف بصوت خذلان قلبه
عشان أنا عاوز افضل جنبك ك صاحب ك اخ ك اى حاجه انتِ تقولِ عليها، أنا ممكن ابقي اي حد إنتي عاوزه بس المهم إن افضل جنبك، اقوم من نومي الاقيكي لسه في حياتي
صمت قليلاً واكمل حديثه.

انا أصلاً خايف اخسرك
نكست نشوان رأسها للاسفل وخبأت عبرتها قبل ان تسقط وهي تقول
انا مش مرتبطه بيك او بغيرك عشان تخسرنى
عارف وعشان كدا بخاف، بخاف حد يدخل حياتك فجأة بدون ما أحس وياخدك مني رغم إن أنا شايفك ومراقب حياتك وبرضو عارف ومتأكد اننا اصلا مش سوا، بخاف لتروحي في عز ما أنا متأكد إنك موجوده، بخاف تتوهي مني
وايه الل حصل لكُل دا يا زين، الل يسمعك يقول بينا سنين يتسجل فيها اساطير حب!

ابتسم زين ساخراً، هو يعلم انها بالفعل تجهل قدر حبها في قلبه
مش عارف ازاي اعبر عن اللي عاوز اقوله ليكِ ولا عارف ارتبه جوايا
صمت واتبع
جوايا زحمه من التفكير بسببك وكل الطرق للوصول ليكِ صعبه او شبه مستحيله، عارفه إنك مرضي و دوايا من غير م تحسِ! وإنتِ كل حاجة وعكسها و إنتِ الاحساس اللي مش عارف اعبر عنه بكلمه وإنتِ الحروف اللي مستخبيه وسط كلامي، إنتِ غير يا نشوان.

نظرت إليه بعينيها الضيقتين. تلك العينان اللتان برغم عدم اتساعهم ولكن بداخلهم عُمق الدنيا وماعليها.
نظرت نحوه بنظرات توسل مردفه إليه
ارجوك ترحمنى من كُل دا، انا ماليش دخل ب الل بتحس بيه سيبنى ف حالى الله يخليك
اقترب قليلا ف ابتعدت هي واردف هو بصوت حانى
طب سيبينى اكمل واعتبرينى واحد مجنون
صمتت نشوان ونظرت للاسفل نحو قدميها، ف استطرد هو.

كل اللي بخاف منه إنك تعتبريني زيهم، زي اي حد مر عليك عشان كدا خايفه، ِ وانا والله مش كدا
إنتِ مختلفه عن اى حد يا نشوان وانا هتثبتلك الايام ان مش زى كل الل عملوا فيكِ كمية الخدوش دى فروحك الله يسامحهم.
نشوان انا اول ما بشوفك بتغير ولما اسمع صوتك برتبك ولما اقف قدامك ببلم في ملامحك، إنتِ مختلفه عن كل اللي كانوا، فيكِ حاجة مش فيهم ومش شبههم.

عارفه، بتمنى كل يوم اشوفك في احلامي ولما تتحقق امنيتي بتمنى افضل نايم ومصحاش ومن حلاوة الحلم بتمنى افضل نايم لأخر يوم، عشان بس نفضل سوا، وأنا عاوز افضل معاكِ.
كل ما احاول اتكلم الاقي الكلام صعب يطلع مني فبحاول اقوي نفسي بلاقيني قدامك ضعيف، ضعيف عشان خايف، ممكن تقولي من رد فعلك او خايف اخسرك. بس خدى الكلام وارميه فقلبك قبل البحر، انا فعلاً بحبك!

كف مارياّ الصغير يلامس وجنتى نشوان برفق وهي تتلعثم بالحديث إليها
مام، ماما..
استيقظت نشوان من نومها مُبتسمه إثر ما رأت بمنامها، كان هو وصوته وعيناه وتوسلاته.
احقاً الى هذا الحد يعشقها، ام انها مجرد احلامها به فقط، والواقع غير ذلك!
زووووز، مش ناوى تيجى يوم تحضر تصوير الفيلم، شرفنى كدا قدامهم
ممكن المنتج لو شافك يبدل البطل بيك أساساً
قالها عيسي وهو يضحك ف اردف زين له ب رد مقتضب
ربنا يوفقك ياعيسى.

تعجب عيسى ف اقترب ناحية زين واردف
ربنا يوفقك ياعيسى! هو انا بقولك انا نازل ع امتحان الجغرافيا دلوقت؟!
زين، فيه ايه؟
حاول زين اخراج الكلمات من صدره واردف بصعوبة
مفيش
لاء فيه يا زين، من يوم إياه وانت مش انت معايا
قولى حصل ايه
التفت زين إليه ونظر بعمق في عينيه
انا بقيت بخاف منك ياعيسي
فغر فاه عيسي واردف بتعجب بالغ
بتخاف منى؟! انت لمّا حكيت لى ع كل الل فات فحياتك كان دا رد فعلى عليك يا زين.

انا مأذتش حد يا عيسي، انا لو اذيت ف انا اذيت نفسي
واميرة! مأذتهاش؟!
اردف زين بصوت عالِ يدافع عن نفسه
لاء مأذتهاش، كان غصب عنى وعنها
لاء مش غصب عنكم، انت كنت عارف انه مينفعش انك تسبب نفسك وتخليها هي كمان تنسي نفسها وفالاخر تقولوا ياريت الل جرا م كان، ومع ذلك سمعتك وحسيت بيك وب المك فالقصة كلها
لكن انت اتغيرت عليّا لمجرد الل حكتهولك يا زين
عيسي، انت اذيت ناس تانيين معاك مالهمش ذنب.

انا عمرى م كنت هصدق لو حد حكالى، انت ياعيسي بعتبرك ملاك ربنا فالارض
كلنا لينا هفوات وغلطات يا زين، محناش ملايكه
عندك حق، بس غلط عن غلط بيفرق
يعنى دلوقت انت شايفنى شيطان؟! شايفنى مجرم، م تقول شايفنى ايه
تنهد زين وربت على كتف عيسي بحنو
عيسي انت مش عارف انا بحبك اد ايه، والله م تقدر توصل لغلاوتك عندى بقت ازاى
بس بقيت بخاف فعلا لو كان دا تفكيرك ولسه برضو زى م انت.

قولتلك انها كانت فترة وعدت، وانا لو وحش كنت محكتش اصلا لك حاجه
لكن انا حكيت لاخويا الل ربنا مدهوليش كأنى بزيح جبل من على صدرى كاتم بقاله سنين
انا كنت نسيت الل حصل لولا انت فكرتنى، انا مبقتش زى م كنت يا زين
نظرا الى بعضهم البعض، وفي الوقت ذاته قاما بعناق بعضهم البعض وكأنهم كانا في احتياج شديد الى هذا العناق. شعرا حينها أن اسوأ ما يعاني منه الانسان ان يمر بأمر لا يمكن السكوت عنه. ولا يجيد الكلام.

زين انت متعرفش انت بقيت بالنسبة لي ايه، انا طول الوقت قلقان ل الفلوس تلعب معاك وتاخد شقه تانية وتسيبنى، شايف لدرجه ايه يا بيه اتعلقت بيك وبوجودك
ترك زين عناقه واردف ساخراً لتهدئه الامر
اتعلقت بيا! لا يا عيسوى انا راجل جدا وانت عارف
قهقه الاثنين عالياً واردف زين بعدما جلس الى اقرب مقعد وشرد
هو انا فعلا هشوف شقه تانية وهمشى بس مش دلوقت
عقد عيسى حاجبيه وجلس امام زين واردف
بتهزر! عاوز تمشى ليه يا زين.

طرق زين بكف يده بخفه الى صدر عيسي واردف مبتسماً
اكيد مش هروب من جمال وحمتك الل بصطبح بيها كل يوم، انا، شكلى وقعت وطبيت واتدبست تدبيسه والله م عارف جت ازاى
ابتسم عيسي واردف بعفوية طفل
بتحب؟!
هز رأسه زين إيجاباً ف تابع عيسي
غير اميرة؟!
عبس وجه زين ثانية واردف
اميرة منكرش ان لحد وقت قريب كانت واكله قلبي كله مش سايبه غير حته اعيش بيها
صمت ومن ثم شرد وبعيناه ترقرقت الدموع.

بس أميرة دبحتنى مش جرحتنى، اميرة شيفانى قصادها اد كدا
اشار باصبعيه السبابه والابهام ومابينهما صغير جدا واكمل
انا من ضمن م ملكت، اميرة مرحمتش ضعفى فحاجه ماليش ارادة فيها
اميرة مرحمتش قلبي الل كانت عايشه فيه
امال عيسي ب وجهه على وجه زين واردف بصوت خافت
كانت!
ايوا كانت ياعيسي، هو انا مش من حقى اعيش بعد جرحها فيا. مش من حقى اقوم.

من حقك يا زين، ومحدش مننا له سلطان على حقوق التانى، بس اميرة لو وجعتك ف دا بسبب وجعها منك
واد م جرحها لك لسه بينزف يابنى. انت عارف انها بتتنفس انفاسك
حتى بعد انفصالكم. انفصلتوا لأنكم عناديين مش عشان كرهتوا خلاص
انا لسه عند كلامى هي لسه بتحبك. وانت لسه عندك مسؤولية حب شايلها على كتافك. حبها هي وبس
تلعثم زين واردف بعينان يراوغ بهم النظر إلى عيسي.

بس انا بجد احساسي الحالى مُختلف، ومش مجرد احساس، انا كل م افتكر للى كان بينى وبين اميرة
بشوفه زى الازاز الل اتكسر، لو لملمناه قلوبنا هتتعور قبل ايدينا
امال عيسي رأسه للامام واردف يتحدث بلهجه حاسمه
وحبيت يابن السلطان؟!
نهض زين ناظراً نحو النافذه وهو يردف ووجهه مبتسم وعيناه.

معرفش بحب، ولا مُغرم، صفاء روحها بيخلينى عاوز ادوب جواها. عاوز اناااام وارتاح من تعب مشوارطويل وكأنها فيها من روح امى، ومن رضا والدى بالل قسمه له ربنا
فيها هدوء وراحه رهيبه ياعيسي، انا اصلا بتلكك ابص لها واشوفها عشان استريح
عشان اترمى فحضن عينيها الل دايما بتخبيهم عنى. حتى صوتها ياعيسي
صوت حنين دافى، فيه استقرار وعيله وسكن، فيها كل الناس وفيها بيوت يا عيسي
طرق عيسي كفاً ب كف وهو يضحك واردف.

انا لما يدوب قولت كلمتين عن نورهان قولتلى بقينا شُعرا، اومال سيادتك تتسمى ايه دلوقت باللى بتقوله دا
يا ابن الاصول؟!
جلس زين مرة ثانية امام عيسي وأكمل
والله م عارف اصلا الكلام بيطلع ازاى، اهو بيطلع مش مترتب وخلاص
حلوة؟!
لكز زين عيسي في كتفه واردف
متسألش عن الل هتبقى مرات اخوك حلوة ولا لاء عشان متزعلش
مرات اخويا! لاء الموضوع خرج من ايدى وبندور عليه بمنادى، احنا بنغير كمان نقول حلوة ولالاء.

عاد زين بظهره على الفراش واردف بعدما عقد ذراعيه خلف رأسه وقال
تخيل بقا انها مش فيرجينا، عادية جدا جدا، بس والله بشوفها بجمال فنانات هوليوود
جمال بتاع ملايكه كدا
اه زى السينابون الل انا بحبه ومطلع عينى
قالها عيسي بعد تنهيده منه وزفره طويله ومن ثم دلف الى الشرفه واستند الى سورها صامتاً
ف ولج خلفه زين واردف إليه
يانااااس ياساكتيين نحن هنا
نظر عيسي نحو زين واردف بعد زفرة طويلة منه
منور يابو الزنازين.

ايييه مالك، كأنى جبتك من آخر الدنيا
على صمته عيسي ف اكمل زين
انت اتعديت منى ولا ايه، م تقول ياعم ماله السينابون بتاعك تاعبك ليه
مش من عادتي ان افتكر حاجة, بس انا فاكر كل حاجة حصلت ما بينا بالتفصيل. والمشكلة اني مش عارف اتجنب التفكير فيها، وتوحشني!
نظر عيسي لاسفل ف اردف له زين
انت عامل كدا فنفسك، قوللها وريح روحك بقا، قولها انا حابب نكمل سوا عاوز اتجوزك فيه ايه.

اقولها ازاى، دى عامله ميت قفل ع قلبها وموقفه جان حارس عليه كمان، عندها عداء رهيب ضد اى راجل وضد اى ارتباط، فاكره كل الناس زي بعض
صمت عيسى ل ثوان ومن ثم استطرد حديثه
يدوب لمحت عملت من بنها، عاوزنى اقولها عشان تبعدنى عنها! وبدل م اهو بعرف اشوفها او اكلمها نبقى شيش بيش خالص ماليش علاقه بيها أصلا. لاياعم مقولهاش
وجه زين نظره ناحية عيسى واردف بجديه
اومال هتفضل كدا.

فاكر نظريتك يا زين، بتاعت مينفعش نحب الا لما نفهم، ومدام مش فاهمين الل قدامنا يبقا منحبوش
وان لازم الل يحبنا يفهمنا بقلبه، يبقا عقلنا وقلبنا كيان واحد متفقين عليه!

المصيية السودة انى فاهمها وبحبها اكتر من اى بنت قابلتها وعرفتها قبلها، والمصيبة الاكبر انها مش بس رافضه الحب والارتباط، هى اصلا مش شيفانى انفع اكون بطل حكايتها المقفولة، لأنى ب اختصار هسيبها زى الل سابوها وكلنا اندال ف نظرها مهما اختلفت صوابع ايدها. ,
تنهد زين واردف بحزن
المشكلة ان انا كمان حاسس انها هترفضنى، هترفض ترتبط اصلا، دانا متأكد كمان.

جثى الحزن والسرود صمت الاثنين، وبداخل كل جسد احد منهم مضغه تَحن الى وليفها.
ولكن هيهات، هناك قلوب لا يفوز بها، إلا من كان مُحسناً للوصل!
عشّ كما تَشاء لاتَمنح الآخرِين حقُوقَ التَدخُل في حياتِك ف تصمُت وتَحزن لإرضائِهم فقط، خُذ حياتِك في كَفِك وأملأها بما تُري مناسباً لسعادتك. ,.

يعنى ايه وواحدة واحدة كدا، مامتك مسيحيه وباباكِ مسلم واتجوزها عن حب وأهل باباكِ طفشوها فعيشتها وركبوها المرض لحد م اهلها اخدوها وتوفاها الله عندهم وسابوكِ لأهل باباكِ، باباكِ بقا نفسه فييين؟!
وانت مال اهلك! هو احنا مش متجوزين جوازة تفاريحى كدا، لما تعوز تخليها جوازة بحق وحقيق ابقا اجيبلك الجرنال من اوله نقعد نفلى خبر خبر سوا ياهندسه قلبي!

كان صالح يتذكر آخر ما دار بينه وبين هدير قبل عودتهم الى ديارهم وعملهم من جديد، كل احد منهم بعمله المستقل بحياته ترتدى هي الخاتم ب إصبعها ومعروف عنه هو انه قد تزوجها!
ايييه ياعريس، شكلك ظبطت الحوار ورفعت الشعار مع الموناليزا
التفت صالح الى حديث زميله بعد شروده واردف
ولاااا، متتكلمش عن هدير كدا احترم نفسك دى مراتى
مراتك! الا مراتك دى كمان
نهض زميله من مكتبه ودنى الى مكتب صالح وهو يضحك.

ياعم جوازة ايه الل كل حد منكم زى ماهو فبيته وكل حد بيتعامل فالعادى بتاعه، ايه النظام الجديد دا بقا
امسك صالح القلم وقذفه على زميله الذي يسخر واردف
ياسيدى انا وهي عملنا نظام جديد مناخيرك مالهاش فيه بقا
بقا الواد الخبرة صالح الل بيعدى من خرم إبرة، توقعه الموناليزا لا وايه وتتجوزه كمان، حكاوى مسمعنهاش قبل كدا ياجدع
امسك صالح بلوح خشبي كان اسفل مكتبي ورفعه واردف يعض على شفته السفلى.

جربت دى عالدماغ يا حبيبي
فزع زميله بخوف مصطنع وعاد الى مكتبه، امسك صالح هاتفه وبحث عن اسم هدير وضغط اتصال.
يعنى الجواز حلو يابت ياهدير
ممم على حسب، مش اد الدعاية المعموله عليه الحقيقه
ضحكن الفتيات حولها من زميلات عملها، ف اردفت واحدة منهن
بس شكلك علّمتِ عالبشمهندس صالح، اصله مالوش كبير وبتاع بنات ومش سالك من زمان
شعرت هدير بالغيرة من حديث زميلتها واردفت.

يا حبيبتي انا دورا. ديدى ديرووو، الكل ييجى عند محطتى ويقف
رن هاتفها ب اسم صالح
اوووه ماى هاسبند، عن اذنكم يافتياتى
ضغطت زر الاستجابة واردفت
صالوحتشى
كبدة صالوحتشك
ايه يا حبيبي الرد دا، انت جعان ولا حاجه
ايوا جعان، ايه رأيك نروح نضرب اى حاجه ف اى حته وتيجى عالبيت عندى انهاردة
قالها وهو يغمز باحدى عينيه ف ضحكت هي واردفت
لا يا حبيبي الشقاوة دى مش هتنفع انهاردة، عندى رحلة بليل وهروح استعد لها
لمّا ارجع بقا.

طب مفيش تصبيرة لصالوحتشك؟!
ضحكت بشدة واردفت
لااااء، انا يدوب هروح استعد الوقت ضيق
كدا! مااااشى، طب انا هطلع بليل مع العيال وهنرافق مزز
عضت على شفتها السفليه غضبا ولكنها تمالكت نفسها
عادى يا صالوحتشى، اعمل الل عاوزه وغور مع الل تحب تغور معاه، وانا كمان هعمل الل حباه
احتقن وجه صالح واردف
عشان ابقا اعمل من وش حضرتك ستيكر عالحيط يامدام هدير
هنشوف يابشمهندس صالح، اقولك باى بقا عشان مستعجلة.

اغلقت الهاتف، واخذ هو يفكر بها وبحديثها وبدعابتها له و ب الايام الماضية التي قضتها هي في أحضانه
فتح هاتفه ينظر الى صورهما سويا، وصورها بمفردها
ابتسم وتمتم الى نفسه
اه يا كلبه، عرفتِ تعلقينى بيكِ، جاتك داهيه فجمال امك!
على اجهزة الافاقه بغرفه العناية المركزة، كان يقبع خلفها فارس ممد لاحول له ولاقوة بغيبوبة بعد حادثته.
فُقد هاتفه. والى الان لا تعلم روان عنه شيئاً!

بكلمه من يومها مش بيرد تليفونه اتقفل والواتس مفيش، حتى فالكلية مش بيروح، نووور متقدريش توصلى لحل
اخذت نورهان تفكر ب امر خطيب شقيقتها واردفت
انا حتى معرفش الا الدكاترة زمايلنا وكلهم ميعرفوش.
صمتت نورهان واردفت
انتِ يابنتى. رقم مامته او باباه مش معاكِ
افتعلت روان حركه بكتفيها أى أنها لا تعلم ف اردفت نورهان
ايه يابنتى اللامبالاه دى، انتِ مش خطيبة ابنهم وهتتجوزوا، انا كانو عندى ومسحتهم للاسف.

وانا مالى بيهم يانورى، متكبريش الموضوع
امسكت نورهان هاتفها وبحثت عن اسم اكثر زملائها الاساتذة قربا ل فارس
هكلم دكتور عمر يمكن يعرف رقم والد فارس يطمنك
هيطمنى لوحدى يانور؟
رفعت نورهان الهاتف على اذنها واردفت بثقه
ميخصنيش حاجه ففارس الا انه خطيب اختى
الوو. دكتور عمر، اسفه للازعاج كنت عاوزة بسأل عن حاجه كدا ويارب الاقى ضالتى عندك!

على الجانب الاخر كان يقف شقيق فارس ووالده خارج غرفه العناية المركزة ينتظران اى شئ يطمئن قلوبهم، ف ولجا نورهان وروان على الفور
بعدما نظر شقيق فارس الى روان شذرا نظرات غير مستحبه، بينما توجهت نورهان بسؤالها لوالد فارس
عمو. احنا لسه عارفين فون فارس مقفول
تليفون فارس ضاع واللاب توب وكل اوراقه ضاعت من يوم الحادثه
كان شقيق فارس يجيب نورهان دون النظر لها، ف اردفت روان
طيب هو صحى!

نظر ثلاثتهم الى روان تلك البلهاء التي تتفوه هراء ليس في محله، قامت نورهان بلفت انتباهها وحاولت هي انقاذ صورة شقيقتها
روان من وقت الحادثه وهي هتموت عليه، ربنا يطلعه بالسلامه
انا سألت الدكتور وانا طالعه على حالته
وطمنك يا دكتورة؟!
قالها شقيق فارس ساخراً ف اردف والد فارس
ممكن محدش يتكلم انا مش مستحمل
جلس الجميع صامتون، ف دنت روان بالقرب من اذن نورهان واردفت
يلا نمشى يانورى انا زهقت.

زهقتِ! احنا جايين نلعب، يابنتى خطيبك جوا بين الحياه والموت
تأففت روان ونفثت بحنق واردفت الى نورهان بصوت خفيض
اوووف، يعنى ايه هو انا هعمله ايه بقعدتى دى ربنا يشفيه وهو انا لما اقعد هيبقا كويس بسرعه يعنى؟!
رن هاتف روان برقم لاتعرفه ف نظرت اليه واردفت الى نفسها
دا نمبر معرفوش ومش جاى عالتروكولر
مترديش عادى
رن الهاتف بنفس الرقم اكثر من مرة، ف نفثت روان
مين السئيل المصمم دا..

اجابت الاتصال ب اخر صبرها وبصوت عالِ غير آبهه لمن حولها
الووو، مين؟!
اتاها صوت المتصل من الناحية الاخرى لرجل يتحدث بطريقه سوقيه مردفاً
ايوة ياقشطه بالزلابيااااا، عامله ايه يا كربااااج
ابعدت روان الهاتف عن أذنها ونظرت إليه ونظرت الى شقيقتها
واحد بيتكلم بطريقه وحشه
اقفلى ف وشه واسكتِ بقا يا روان بيبصوا عليكِ
اغلقت روان الهاتف، ف اعاد الاتصال عدة مرات من دون إجابة منها
حتى بعث لها رسالة مدون بها.

بصى يا مانجا، من غير كلام كتير وحوارات، صورك وفيديوهاتك وانتى بلبوصه، معايا
وبقت تخصنى، اللاب توب والموبايل بتاع القتيل بقوا بحوزتى
وعرفنا منه بلاوى وجبنا اسمك ورقمك يا موزة، ف لما اتصل تردى وتسمعى طلباتى للاخر
بدل م هننشر كل الفراولة دى والدنيا تبهوق منك عالاخر عالنت والزباين تبقا عليكِ زى الرز، قولتِ ايه ياحلوة!
قرأت روان الرسالة وعيناها اتسعت من هول المفاجأة! خبئت بيدها فمها فزعه مع قولها.

الحقينى يانور!
فالله إله التعويضات يحتفظ بالأشخاص الأروع للذين آلمتهم الحياة كثيرا
(رواية 12شهرإعترافات ل غادةكريم)
كانت تتصفح اميرة الرواية وتنتبه لكل سطر وحدث بها كمعتادها، تغوص داخل الشخصيات والاحداث كأنها واحدة منهم، ورفيقتها قهوتها اللذيذة التي تعدها على طريقتها السرية، واغانى فيروز
بالمناسبة كانت مدارة بجانبها اغنية. يا أنا يا أنا. أنا وياك، صِرنا القصص الغريبة.

وكُل هذه الاجواء ارجعتها الى ذكرياتها المحفورة بقلبها قبل عقلها.
جالسان بحديقه قصر رشيد بك السلطان، ممسك زين راحة يدها برفق ناظران امامها صامتان
حاسه ان بابي وافق على جوازنا مضغوط، يعنى من جواه مش موافق
قصدك أخيرا حس بيّا وبقلبي ووافق يا اميرة
التفتت اميرة ناحية زين تنظر له نظرة مُغرم بها هو واردفت برقتها
هو وافق لما كل الامور وضحت قصاده يا زين، ان الل هو عاوزه مبيريحنيش فالنهاية.

وايه الل هيريحك ي اميرتى؟!
اقتربت منه واسندت رأسها الى صدره واردفت
عارفه ان كل الل حصل بينا كان غلط. بس كان غصب عنى وعنك يا زين
مش كدا
امسك زين كف يدها واستنشق عطرها به ومن ثم قبله في راحته من الداخل
بحبك طيب وهو رغم دا داس على قلبي ورفض كذا مرة وعاند وفالاخر خضع للى احنا عاوزينه
تنهد زين واكمل
رغم حب عمى ليا وتربيته لكن بيفضل يبصلى البصة الل عند الكل فعيلة السلطان
هنتجوز خلاص يا زين؟!

قام زين ب احتضان اميرة بقوة محبذه إليها وضمها إليه وهو يقول
إحنا متجوزين من زمان ي اميرتى، كان فاضل الرسميات بس!
ابتسمت هي وهو وظلّا على عناقهم هذا، ارواح ممزوجه ببعضها البعض صعب انفصالها
عادت اميرة من ذكرياتها شاردة تتنهد تنهيدة تتحدث ب اسمه برغم جرحها منه
برغم البعد والانفصال. أحياناً كل ما يتمناه اى شخص مِنّا أن يضع أجمل لحظاته في أطار ويتأملها للأبد. فقط للأبد,.

كانت تسير نشوان ب طُرقه الشركه ممسكه ملف، اوصلته لاحد زملائها ومن ثم عادت الى مكانها فالمكتب
ف ولجت احدى زميلاتها إليها
نشوان، بليز ابعتى الايميلات الل في الفلاشه دى لمستر زين بسرعه
طيب ابعتيهم انتِ
انا هعمل اذن اروح اجيب الواد من الحضانه اتصلوا بيا بيقولوا سخن فجأة.
كانت تهرول زميلتها الى الخارج مُسرعه ومن ثم قالت.

وبعدين انتِ لو بعتِ الايميل بنفسك لمستر زين وقولتيله ان عندى ظرف واستأذنت هينبسط واحتمال يدينى اجازة اسبوع
انتبهت نشوان الى ماترمى اليه زميلتها فقالت
قصدك ايه يعنى
قصدى ايه دا ايه؟! الشركه كلها مالهاش كلام الا عنك انتِ وهو لما كان بيكلمك فالحفلة وهووب وقعتِ من طولك ومحدش عرف مالك اصلا لحد انهاردة
ارتبكت نشوان فحاولت الدفاع عن نفسها كالعادة مقتضبه عابسه بوجهها.

اولا انا اغمى عليّا عشان الحلويات بتوطيلى ضغطى فجانى دوار ووقعت، ثانياً مسمحش لاى حد يتكلم عنى ف اى حته سواء هنا او برة الشركه
والل بتلمحى بيه دا انا برفضه نهائى واسلوبك مش حلو ومرفوض بالنسبة لى
اقتربت زميلتها تهدأ من روعها واردفت
يابنتى بس بس اهدى، انا بنكشك يانوشا، عالعموم ياستى مفيش حاجه
انا همشى ومتنسيش الايميلات
بعد وقت، ارسل زين إليها تأتى الى مكتبه فدلفت عابسه الوجه
ايوة يا مستر زين.

ليه انتِ الل بعتتِ الايميلات مش مدام زينة؟!
هى اخدت اذن ومشيت
مالك مكشرة كدا ليه؟!
مفيش حاجه حضرتك
خلع زين نظارته وترك القلم من يده واردف
لاء فيه، اما اسألك جاوبي ع طول
مستر زين، بعد اذنك انا هقدم استقالتى وارجو حضرتك ومجلس الإدارة تقبلوها
تعجب زين ورفع حاجبيه واردف ب إهتمام
ايه دا فيه ايه؟! استقاله مرة واحدة، فيه حاجه ضايقتك فالشغل؟!
ايوة فيه، حضرتك انا ست ارملة، ولوحدى وبحاسب على كل خطوة بعملها وبقولها.

ومسمحش لاى حد يدوس على اى طرف ليا، وبصراحه بمشى دوغرى وعدوى يحتار فيا
فمش مسموح لاى حد يتكلم عنى او يتغمز ويتلمز
تمام كلامك سليم واى حد ممكن يتكلم ب امرك ف شئ انا بنفسى مستعد اوقفه عند حده
بس حصل ايه؟
ارتبكت ف اعطاها الماء، ارتشفت رشفه وجلست واردفت ناظرة للاسفل كعادتها
بيتكلموا فالشركه عليّا يوم الحفلة ولما اغمى عليّا وحضرتك كنت بتكلمنى
ماشى فين المشكلة
المشكلة انهم بيلمحوا ان، ان يعنى، فيه حاجه بينا!

ابتسم زين لبرائتها وهي على نظرتها لاسفل ف أردف واضعاً يده تحت ذقنه
هو دا الل مزعلك وعاوزة تسيبي الشركه عشانه
ايوة طبعا، انا ست بقعد فالمكان بسُمعتى ومسمحش لحد يتكلم عنى
عقد زين ذراعيه وعاد للخلف بظهره الى المقعد واردف
طب مش جايز بعد م تمشى يقولوا اهو شافولهم مكان بعيد عن الشركه عشان يخلالهم الجو فيه!
نظرت نشوان ناحيته متسعه حدقتيها بهلع ف اكمل زين.

عشان كدا انا مش مع استقالتك، اقعدى واشتغلى غصب عن اى حد ب ادبك كالعادة
انتِ مبتعمليش حاجه غلط تتهربي منها، المفروض هما الل يتعلموا منك
هدأات نشوان بعض الشئ، ف اردف هو
نشوان عندى استشارة دينيه ينفع اقولهالك؟!
ارتبكت نشوان كعادتها واخذت تعدل من هندام وشاحها المعدول بالاصل واردفت
اتفضل
هو لو حد، كان بيعمل شئ وحش او ذنب فحق ربنا وحق نفسه.

والذنب دا بطله، بس بيؤرقه جدا كل م يفتكره، بيصلى وبيصوم وبيعمل الل عليه
يعرف ازاى ان ربنا سامحه
ابتسمت نشوان بوجهها البشوش واردفت بحديثها اللين على قلبه كالعادة
بص حضرتك، الصلاة والصوم دول حاجه ربنا كاتبها علينا ومفروضه فهى مش بتمحى ذنوب
دى فميزان اعمالنا وحسناتنا، اما عن الاقتلاع عن الذنب فشروطه حاجتين
التوبة نهائياً. والصدقه وبإذن الله مدام نية الشخص دا طيبه نحسبه ع خير ان ربنا قبل توبته ومحى ذنبه.

نظر زين براحة إليها ومن ثم اردف
طيب عشان معطلكيش، روحى لمكتبك ومتشكر انك جاوبتينى
همت نشوان بالرحيل ف أوقفها
نشوان مجاوبتنيش عالسؤال!
انهى سؤال انا جاوبت حضرتك
لاء بتاع الحفلة، هووب اغمى عليكِ وخضتينا كلنا
حاولت نشوان ان تخفى ابتسامتها واردفت
هو كان ايه السؤال مش فاكرة حضرتك
نهض زين ووقف امامها واردف
لو فيه حد انا مشغول بيه، مشغووول ومهتم اوى وحاسس ان بحد اتملك جزء منى كبير.

وعاوز افاتحه ف ارتباط بس قلقان من رد فعله اعمل ايه
انا باخد رأيك زى اختى انتِ عارفه
تماسكت نشوان هذه المرة واردفت
انا شايفه ان اه تفاتح الشخص دا وع حسب رد فعله بقا وربنا يوفق حضرتك.

قذفت كلماتها وهرولت مسرعه من امامه في اقل من ثانيتين وتركته مبتسم وقلبه يتراقص فرحاً، اما عنها فجلست الى مكتبها تحتمى به كى لاتقع مرة اخرى هائمه، وصوت قلبها يتحدث إنه لا رادّ لسعادةٍ أذن الله أن تُصافح قلوبنا، فلا تجزعِ يانشوان على فوائت حظك، كل مافي الامر أنه لم يكتب لك ما فات، وهناك الاجمل في القادم!
ماريا تهرول بالمنزل ممسكه بشئ ما ذهبي وذهبت الى والدتها اثناء قيامها بكى الملابس.

ف امسكت نشوان منها هذا الشئ قائله
ايه دا يا ماريا الل جيباه دا سلسله مين
امسكت القلادة وفتحت القلب المتدلى منها وجدت مدون فكل جانب اسمين، زين، اميرة!
تعجبت نشوان وعلمت انها تخص اميرة ف ذهبت إليها وطرقت الغرفه عدة مرات من الواضح انها بالخارج الآن. ف وجدتها تخرج من المرحاض ترتدى معطف الاستحمام والمنشفه
ماريا لاقت دى، تخصك مش كدا
امسكت اميرة القلادة ممتنه الى نشوان واردفت.

كانت ضايعه منى وكنت فمود مش حلو خالص، ميرسي يا ميمي
طب كويس اننا لاقيناها
همت نشوان بالخروج وبداخلها الف سؤال ومن ثم اردفت الى اميرة تتسائل
اميرة معلش هو سؤال غريب، طليقك كان اسمه ايه
كانت اميرة تبدء ب استخدام مجفف الشعرف ابطلته واردفت
اسمه احمد الراوى، ليه؟
ابتسمت نشوان واستراحت قليلا
لاء كنت بسأل عادى، تصبحِ ع خير.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة