قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع والعشرون

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع والعشرون

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع والعشرون

قبل اى حاجه ويارب م توقعى منى هنا، شكلك سُكر وانتِ داخله عليا انهاردة
خجلت نشوان كثيرا واحمرت وجنتيها ف اكمل زين وهو يميل ب رأسه لها
وضحكتك قمر برضو
على مسامعه قليلاً وناظريه أيضاً، كان مهدى يشاهد كل شيء!
كانت تبتسم نشوان خجلاً وتنظر الى أسفل طيله الوقت وتعدل من هندام وشاحها حركتها المعهوده، كان يطيل زين النظر بها ومن ثم أردف مبتسم الوجنتين.

مش عاوز اطول عليكِ، لأن اكيد انتِ عاوزة تمشى بدرى وانا عارف
خلّينى اجمع نفسي كدا عشان اعرف اقولك الل عاوز اقوله لك من زمان
رفرفت نشوان ب اهدابها تعجباً ورددت بعده جملته
من زمان!
ايوة يا نشوان من زمان. عاوزك تقعدى معايا القعدة دى واحكيلك حكايتى كلها
مش عاوز غير بس تسمعينى. كنت الاول بحس ان عاوزك تسمعينى من كتر الراحه الل كنت بحسها فيكِ
وبعدين شوية بشوية بدأت اتعود. بقيت مشغول.

بقى اليوم كله عبارة عن نشوان. ولو مش شايفها قصادى فالشغل، ابقا بفكرفيها!
تؤمروا ب ايه حضراتكم!
قطعه صوت النادل، فتم فصل زين عن عالم حديث قلبه الذي بدأ للتو
ف عاد للخلف ضاحكاً يردف الى نشوان
تاكلى ايه؟!
اجابته ب خجل بالغ
لاء مش هاكل، انا بس شوية وهمشى
عَلم زين مدى خجل نشوان لتعرضها لموقف ك هذا لأول مرة وكان متفهماً الأمر حقا ف هز رأسه واردف الى النادل.

طيب احنا ممكن نشرب درينك مثلا اتنين لمون بالنعاع وشويه ونشوف العشا وحواره
تحت امر حضرتك
تركهم النادل ف تابع زين حديثه
كنتِ بتقولى ايه
انا مقولتش حاجه. حضرتك الل كنت بتتكلم
بجد! انا
اه
اصل معرفش ليه الكلام كان طالع من قلبي انا. وقلبي هو انتِ
شهقت نشوان بصوت مسموع جعل نورهان تنتبه معها واردفت هي وانفاسها متهدجه
يا مستر زين واحدة واحدة معلش
حاضر حاضر لسه اللمون مجاش صحيح. حاضر
ضحكت هي بخفه ف اكمل زين.

نشوان. مبدئياً قبل م ابدء كلام مفيش حضرتك ومستر وبالذات فقعدتنا دى
او عالاقل خليها انهاردة، متفقين؟!
اومأت ب رأسها إيجاباً ف اكمل هو
ثانياً بقا احب اعرفك بنفسي، زين خليل السُلطان. ابن عيله السُلطان
لو سمعتِ عنها، تمتلك اكبر مجموعة من مجموعات شركات التسويق العقاري فمصر
ضيقت نشوان عيناها تتذكر شيئاً ومن ثم قالت
اه، شوفت لهم اعلان وشوفت حضرتك فيه. يانهار ابيض عالصدفه؟!

اقترب زين بوجهه الى امام على المنضده واردف مداعبا
حضرتك تانى؟!
ابتسمت واردفت
اسفه، شوفتك فيه. بس نسيت ومجاش فبالى
طيب ياستى كدا انتِ عارفانى معرفه سابقه قبل الشركه، من الاعلان ولما خبطك فالشارع
والفلوس وقعت وقفشتى فيا كأنى حرامى
ابتسمت نشوان وخبأت فمها بخجل فقال هو
طبعا عاوزة تسألى ليه انا بشتغل فالشركه الل احنا فيها ومش فشركات عيلتى؟
ايوة فعلا كنت لسه هسأل، لو مش هيضايق حضرتك.

يادى حضرتى، لاء مش هيضايق حضرتى انهاردة يومك انتِ تسألى وانا اجاوب ولو مش هتسألى
هجاوبك انا لأن حاسس بالل عاوزة تقوليه
صمتت نشوان ونظرت إليه ب اهتمام ف اكمل زين
انا كنت متجوز يانشوان، اتجوزت بنت عمى. عن حب سنييين طويلة
او تقدرى تقولى وعيت عالدنيا لاقتنى بحبها
شعرت نشوان بالغيرة قليلاً، ف اتى النادل بعصير الليمون ووضعه وانصرف
ف اخذت رشفه منه تختبأ خلف غيرتها واحمرار الدماء بوجنتيها.
لاحظ زين واكمل.

وياستى بعد كل الحب وكل العشق والصراعات الل قبل جوازنا وماصدقنا اصلا اننا نتجوز وكل دا انفصلنا، تم الطلاق
بمحض إرادتها وإرادتى.
بللت نشوان شفتيها وسألته
طب ايه السبب؟
بدا يظهر على وجهه الارتباك، ف اخذ يمسح عيناه ب منديله وبدأ يتحدث
كانت طول الوقت بتشوفنى اقل، رغم اننا ولاد عم دم ولحم واحد، بس كانت بتشوفنى كدا رغم غرامها ليا والل اكاد اجزم انها محبتش غيرى اصلا.

كانت بتشوفنى كدا عشان والدتى كانت جليسه وممرضه والدى الله يرحمه، والدى كان مريض صرع وبعض الامراض المزمنه فالدماغ. كانت بتخليه مش ف وعيه معظم الوقت
ووالدتى كانت بتراعيه ومع الوقت جدى خلى والدى يتجوز والدتى عشان تفضل مُقيمه معاه ع طول
وحصل دا، لكن الل مكانوش عاملين حسابه ان الجواز يبقا شرعى وبجد ووالدى يقيم علاقة شرعيه زى اى راجل عادى ووالدتى تبقا حامل فيّا!

امسك زين كوب العصير يرتشف منه القليل بطريقه مهذبه ونشوان على نظرتها وتركيزها معه
وقالت
لو الكلام هيخليك..
الكلام ليكِ هيخلينى ارتاح، سيبينى اكمل
اتفضل
تنهد ب عمق واكمل ب أسى
شككوا ف نسبي وعملوا اكتر من تحليل واتأكدوا من انى ابن خليل السلطان ولكن الشيطان صورلهم انها حيله من امى. فقرر جدى فحياته يكتب كل ثروته لعمى، والد حبييتى
وميكتبش حاجه لوالدى. ولا اى حاجه!
بس دا حرام شرعاً
كان شايف انه مريض وميستحقش.

بس المريض دا ربنا رزقه ب ولد له الحق
شافوا ان الولد مجرد أداة للجليسة بتاعت الحوارى عشان تاخد كل الثروة
صمتا الاثنين ف قالت نشوان متسائله
ووالدتك فين؟
معرفش اى حاجة عنها ولا هي فين ولا عايشه ولا ماتت، والدى توفاه الله وطردوها وهددوها
وفضلت انا مع عمى، ربانى ودخلنى احسن مدارس.

وكنت مع دا دراعه اليمين فالشغل، حبه حبه كنت عكازه الل بيسند عليه والبوصله الل ميعرفش يمشى من غيرها، بقيت بترقى فالمجموعة رغم سنى الصغير ومتابعتى لدراستى الجامعية
طبعا كنت بلبس واكل واشرب واشترى، بس عارف انها مش فلوسي
وان هييجى يوم ويتقالى مع السلامه ملكش اى حق ف اى حاجه.
ارتشف من كوب العصير وابتلع فتحركت تفاحه ادم برقبته واستطرد
على الجانب الآخر من النهر، كان حبي لبنت عمى بيزيد بشكل جنونى.

وكانت هي بتكبر قصاد عينى يوم عن يوم وبتحلو، العرسان بدأت وكترت
كنت انا بقا بقيت الچان الاوحد فحياتها. كنّا سوا عاملين اجمل قصة حب ممكن تسمعى عنها
وكل حاجه تتخيليها عملناها سوا، سفروخروج وفسح ورقص وجوابات واغنيلها
اعترف ان فيه تجاوزات حصلت بينا. بس مش لدرجه انى.
اوماات نشوان ب رأسها ونظرت لاسفل خجلاً ف اكمل هو
عمى حس بحبي ليها، ف قرر ف ثوانى انها تتجوز غيرى وانى منساش العرق الصعلوكى الل فيا.

وابص لفوق حتى لو كنت ابن عمها، ف بعد مداولات ومحاولات منى ومنها
اتجوزت بقراره هو لأنه دايما بيشوف الاصلح ليها. اتجوزت وانا عايش معاهم فنفس المكان
وبشوفها كل فحضنه ومعاه وواقف متكتف!
نظرت نشوان إليه ب حزن على ماكان يشعربه وقتها، اكمل زين وكأنه طفلاً صغيراً اخيرا عاد الى أمه
ويقوم ب قص كل الاحجيات التي فاتتها في حياته.

جوازتها مكنتش كويسه وكان زوج مهمل وسئ اهم حاجه شغله وانه يطيع اوامر باباه وباباها من غير جدال!
هزت نشوان رأسها متفهمه واجابت ساخره
جوازة مصلحه يعنى بتاعت الطبقات الراقية
بالظبط كدا، طبعا صعب واحدة زيها بعد كل الحب الل شافته معايا تلاقى نقيض عامل كدا
ف اتطلقوا وبعد محاولات كتييير انا وهي اتجوزنا
ومع ذلك ومع كل حبها ليك شافتك نفس نظرة باباها
زفر زين بحرارة وأردف بنبرة تحمل الكثير من الحزن.

مش كدا وبس، انا هقولك السبب الرئيسي ف انفصالنا. ويمكن دا السبب برضو الرئيسي فقعدتنا دى
وانى اعزمك عالعشا واتقدم ليكِ بطلب الجواز، عشان تبقى عارفه كل حاجه
والقرار ف ايدك.
الصمت ؛وقفة وداع ل أشياء كنا نحملها، فذهبت تحمل كل ما فينا.
على صَمته مهدى يتابع حديثهما وبداخله تتأجج النيران، على غير عادته الصمت المبالغ فيه وهذا السكون والهدوء!

ولكن أحياناً ليس كل الهدوء مستحب، ف هناك هدوء نسبي يسبق عواصف رعدية ممطرة!
بعد مضى وقت، أتى العشاء الذي طلبه زين لهما ول نورهان على منضدتها أيضاً. كان قد افضى زين كُل مافى جعبته لمعشوقته والكرة المقذوفه اصبحت بملعبها الآن والخيار بيدها.
نهض الجميع من على مناضدهم، فسرعان م ترجل مهدى خارج المطعم يتخفى منهم، حتى خرج ثلاثتهم
اوصلكم!
ابتسمت نورهان ونظرت الى نشوان تنتظر ردها ف أجابت نشوان.

معلش مش هينفع، احنا هنطلب تاكس
تدخلت نورهان مردفه
مفيش مشكلة يا نشوان لو استاذ زين يوصلنا يعنى
معلش يانور
ابتسم زين متفهما نشوان جيداً وأردف
سيبيها يا آنسة نور، انا خلاص حفظت نشوان
قامت نورهان بالاتصال ب احدى سيارات الأجرة وظل زين معهم حتى أتت واستقلاها الاثنتين ومن ثم استقل زين سيارته ورحل.
حتى ظهر مهدى ينظر ناحيتهم وعيناه تتحدث عشقاً وغدراً. ,.

نسيت نفسي في دنيا كُلها امانى، رجعلى عمرى المَنسى وليل الحب صَحانى
وحنين الشوق ف حُبك مدوبنى، مسهرنى. مخلينى ادوب واعشق اعيش واعشق
كانت تستمع هدير لغناء الهضبه عمرو دياب على جهاز الحاسوب المحمول الخاص بها في غرفتها، وتتصفح صورها مع زوجها صالح والايام الماضيه الجميلة بينهما.
والاغنية مع صورهما لن تذكرها فقط ببعض المواقف وحسب، بل رأتهم امامها صوت وصورة.

تتقلب بفراشها ومن ثم تفرك عيناها فتجده مستيقظ بجانبها ينظر لها ويتمعن النظر
صباح الخير ياواد
صباح النور يا بت
مالك مركز فيّا كدا ليه وانا نايمه، بتشبه ولا حاجه؟
آه بشبه بصراحه
متقولش شبه امك!
ضحك صالح بشدة وأردف لها وهو يلكزها بيدها في جنبات جسدها
امى ياللى متربتيش. لا طبعا مش شبه امى
اومال مبحلق فيّا ليه
عشان قمر اوى وانتِ مخمودة، ولسانك المتبرى منك دا ساكت ومحطوط جوا بُقك.

تستعد هدير للنهوض من على الفراش وتعتدل
بس اوعى كدا اوعى، القمرات كتير انت هاتثبتنى
هنا امسك صالح بذراعها يوقفها ودنى منها وعيناه مصوبه بعيناها
عندك حق القمرات كتير، بس الل خطفت قلبي واحدة
ابتسمت هدير وشعرت ان الكلمه قد دغدغت احساسها من الداخل، ف اكمل صالح وهو يستميلها إليه ل تنام على ساقيه وهو يتحدث
انا من اول م اتعينتى وعينى عليكِ، بس مناخيرك المرفوعه كانت مخليانى عاوز اديكِ بالجزمة.

واكسرهالك، وانا الل تابعتك وشوفتك كنتِ ساكنه فلوكاندة حقيرة كدا
كُنت مهتم اوى بتفاصيلك ومن غير م تحسي او اى حد يحس. حبيتك!
نظرت إليه هدير لأعلى ب هيام بالغ وهي ممسكه ب كف يده وممدة على ساقيه
وايه كمان؟!
واتعلقت بيكِ اكتر لمّا حسيت إنك واقعه فيّا يابت
ضحكت هدير ولكمته في صدره بخفه، ف آمال ب وجهه عليها ينوى تقبيل شفتيها مردفاً بصوت منخفض.

وعاوز اعترف ان برغم كل الستات الل عرفتهم، إلا انك دمرتى كُل الحصون يا موناليزا..
وبخفه بدأ يستطعم قطعتين الفراولة بوجهها والمسمى لهما شفتين حتى ذهبت معه هي الأخرى بمكان وعالم آخر يُذهبها إليه هو في كل مرة عندما يقوم بتغطيتهما بالغطاء بالكامل على جسديهما
معلناً بداية حرب عِشق جديدة.
وتظل الاماكن القديمه ْ تَحكى قصصاً صامته تركتها آثارهم، في نفس الوقت كان ينظر صالح.

الى ساعة يده التي قدمتها له هدير حين عودتها من إحدى رحلاتها، وقطع شروده صوت شقيقته
يعنى تتجوز وتنبسط وتعمل فرح مجنون وشهر عسل أجن واعرف بالصدفه وانتو زعلانين سوا
مط صالح شفتيه، ف اقتربت شقيقته منه بحنو وربتت على يده بكف يدها وهي تتحدث
انا عاوزه اعرف ايه الغلط الل قالته مراتك عشان تفكر انك تسيبها؟
عاوزة تحول كل حاجه حلوة لكابوس، عاوزة تحول الجنان والخفه واللذاذة ل واقع وقرف
ومكانش دا اتفاقنا من الاول.

يابنى ماهى فيوم كانت حتزهق وتطلب الل طلبته دا، هي عاوزة بيت واسرة وكانت واخداك على اد عقلك وخلاص ومستنيه التَكّه تيجى منك بس انت مش هنا ومستمتع
احنا مكملناش 3شهور سوا، طب سنه حتى
سنه وكنت هتسيبها ياصالح، انسى بقا الل فات. انسى بابا وماما
مانا متجوزة ومخلفه اهو وزى الفل فيه ايه؟!
نهض صالح غاضباً من مكانه وأردف
لاء مش هنسي، بابا وماما كانو خناق عمّال على بطال. كانو زعيق وصوت عالى.

كانوا كل يوم عياط وشكاوى وبهدلة، ماما كانت بتقعد بينا في بيت جدو اكتر من بيتنا على طول زعلانه منه
البيت كان قايد حريقه ليل ونهار وانا ماصدقت كبرت وبعدت وانفصلت عن عالمهم وبقيت عايش ب دماغى
أمالت شقيقته ب وجهها ناحيته واردفت بهدوء
ولما اتجوزت بنت خالو كملت يا صالح
كنت غبي، افتكرت ان هبعد عن بيتنا ببيت جديد انا عاوز اعمله على مزاجى.

اتاريها نسخه طبق الاصل من ماما وانا بقيت زى بابا فالزعيق والشخط والخناقات والهروب من المسؤلية
اتجوزت بدرى وهي خلفت بسرعه واتورطت ومقدرتش
تنهدت شقيقته ب حزن ف أكمل صالح
لكن انا حبيت هدير، وحبيت جناننا وحبيت انها مطاوعانى على دماغى
حبيت اننا بنعمل كل حاجه من غير مشاكل، مفيش تعقيد
مفيش روتين مفيش ارف وزهق وملل وهروب
انا الل كنت بدور عليها، انا الل كنت بستناها
نهضت شقيقته خلفه ولامست ذراعه وادارته لها.

يبقا ترجعلها ياصالح، انا متاكدة ان هدير غير، والل قدرت تفرحك فتلات شهور
هتفرحك على طول، بس اديها زى م بتاخد. ,
قوللى يا ثروت، انا عملت ايه عشان تعمل فيا كدا؟
ليه خونتنى! ومع اعز صحباتى، حرام عليك، انا عمرى ماهسامحك
عمرى
كاااات!
توقف الممثلون من اداء المشهد امام عيسي، ف نهض عيسي مقترباً منهم وقال
هناخد الشوت تانى بس عن قرب، بس ب احساس اقوى من كدا تمام.

ابتعد عيسي مرة اخرى وجلس الى مقعده وامسك مكبر الصوت وبجانبه نورهان تشاهد بصمت وابتسامه لاتفارقها، ف اقتربت منه تتمتم بهدوء
ببقا مستمتعه وانا شايفاك بتشتغل ياعيسي
سمعها هو ف ابتسم وترك المكبر ونظر إليها
هو انا قولتلك قبل كدا
قولت ايه
انك احلى حاجه من كل حاجه، ومش عارف اركز فالشغل عشان انتِ جمبي
امسكت نورهان المكبر واعطته له واشارت الى الممثلون وقالت في همس
لاء انا عاوزاك تكمل وانا هسكت خالص.

ضحك عيسي واكمل عمله ونورهان بنظرتها الجميلة له، ودونت ب دفترها خلسه دون ان يلتفت
أبحث عن القلب الذي سيحبك وأنت في أسوء أوقاتك. وعن الحضن الذي س يضمك وأنت في أضعف حالاتك
اختلس عيسي النظر لها وهي تكتب، وبعدما انتهو من تصوير المشاهد
امسك الدفتر منها فجأة!
لاء عيسي هاته، عيسي متبقاش رخم بقا هاته
لاء اصبرى انا هعرف صندوقك الاسود كله من هنا اصبرى بس
هاته متبقاش رخم
انا رخم.

امسكه وفر هارباً منها تحاول ان تلاحقه، فتحه وقرأ العنوان ب اول صفحاته عوض القلب، عيسي
ومن ثم تصفح باقى الصفحات ووقعت عيناه على كلمات ابهجته كثيراً حتى تم اختطاف الدفتر منه وهو هائم بين كلماتها عنه.
هات بقا يا عيسي. الله!
اقترب عيسي منها وامسك بالدفتر قذفه بعيدا بحركه مضحكه
ايه دا
شبّك اصابعه ب أصابعها، والصق جسده نسبيا بالقرب من جسدها واردف
كل دا حب فيا انا
تهربت بنظرات خجله واردفت
وهو انا قولت انه فيك؟!

عوض القلب عيسي دا يبقا ايه؟! بتاع البقاله الل ع اول الشارع
تهربت منه وهرولت بعيداً
بس بقا ياعيسوى يووه
هنا امسك عيسي ب مكبر الصوت واردف به بصوت عالى جهور
يانورهان تتجوزينى! والنبي قولوها تواااافق!
التم الممثلون على طاقم اعداد الفيلم ونظروا اليهما ف اكمل عيسي
قولولها انى بحبها وهي بتحبنى بس فيه حاجه واقفه فالنص انا مش عارف ايه هى
هرولت ناحيته نورهان تحاول كتم فمه
بس ياعيسي كفايه فضايح.

قولولها وافقى يا نوووور، بعد الفيلم م يخلص لو موافقتيش هخطف مامتك طنط لطيفه الزلحدار
واختك رونى حلزونى ماليش دعواااه
ضحكت نورهان ف اردف الجميع خلفها في صوت واحد
وافقى يا نووووور
ضحكت بشده وخبأت وجهها وهي تشير له بيده انه مختل عقلياً ف اردف هو
طب يالا بقا مدام مجنون، هغنيلك
اجمل مافيها الل واخدنى. ضحكه بريئة بتوعدنى
بحجات كتييير بحلم بيها انا من زمان مستنيها. لكنى موش هحكيهااا
ميتحكيش عليهاااا.

احدهم قام بتشغيل الاغنيه على الفور فتراقص الجميع وتراقصت نورهان بيد عيسى خجله وممسك هو
مكبر الصوت يفتعل به التمارين وتضحك هي وتحول موقع التصوير لفيلم آخر رومانسى بطولة العاشقان
عيسى ونورهان.
لو تمكنت من رؤية قلوب البشر. لرأيت في كل قلب قصة وجع!
فلنرحم بعضنا بعضاً لعل الله يرحمنا.
كان احدهم يناول الآخر سيجارة بها الكثير من المواد المخدرة، والثانى بقوم بحقن نفسه في اوردته.

ومن ثم هدأ وانتعش، ومن بعيد يجلس مهدى لايفعل اى شئ سوى البُكاء وحيداً
يتذكر ماسمعه من هذا العاشق الذي يُدعى زين، ويتذكر ضحكاتها وخجلها. صوتها الناعم
وكلماته المفعمه بالغرام لها، يبكى ب احتراق شوق دام لسنوات داخله، واخذ يتمتم إلى نفسه كالمعتوه
يعنى خلاااص كدا، كل مرة تتاخدى منى واقف ساكت
مرة اخويا ومرة ابن الذوات! طب انا ناقصنى ايه يا نشوان يابنت قلبي وروحى.

عشان مش بعرف البس ولا عشان مبعرفش اتكلم ولا عشان برشمجى وحشاش وبودرجى!
يعنى قصدك بتخافى منى يا نشوان؟ تخافى من اكتر حضن ضمك في صغرك!
ولمين كان سهرى ولمين كان عذابي يابنت خالى، مفيش مرة عرفتِ تشوفى وجعى وتشوفى قلبي
بجرى عليكِ مشتاقلك بعد كل مرة بتصبي فوق دماغى تهزيقك وتقليلك منى، بيفضل قلبي يعشقك وميشوفش غيرك يانشوان. شايفك بتضحكيله، مكسوفه منه
عيونك لمعانه فيها صورته ياغاليه!

قلبي رايحلك طاير فجأة لاقيته اتسجن. طب انتِ حاسه باللى فيّا ولا بتفكرى فجوازتك الجديدة من الباشا
وناسيه ان فيه خدام طول عمره كان تحت رجلك مستنى نظرة عطف حتى!
وسنين ضياعى كُلها ف كوم، وضياعى منك كوم تانى. لكن وحياتك وغلاوتك فقلبي
م هسيبك تتهنى يوم يا نشوان، لا انتِ ولاهو ,,.

على نغمات الموسيقى المعزوفه من قبل فرقه ايطاليه ب احدى المنتجعات السياحية المشارك بها رشيد بك السُلطان، كانت تتراقص بمفردها اميرة، فقد قررت ان تأخذ قسط من الراحه وان تقوم بفصل عقلها وتفكيرها وشرودها الدائم بتغير المكان والاشخاص.
تتراقص هائمه وسط الجموع في وضح النهار امام شاطئ البحر، منظر خاطف الأعين حتى اقترب احدهم منها
ليه بترقصى وحدك يا اميرة، انتِ ممكن تشاركينى الرقصه دى.

انتبهت اميرة، انه احد معارفها القدامى من النادى الرياضى المشتركه به، صافحته فقال هو
مبسوط ان شوفتك، بقالنا كتير مااتقابلناش مش بتروحى النادى وللا ايه
ابتسمت اميرة واردفت برصانتها المعهودة
لاء بروح، بس انا غيرت النادى كُله واشتركت ف نادى تانى
هز رأسه واردف لها بعدما ارتشف رشفه من مشروبه الممسك به
ممم يبقا الكلام الل بيتقال صح
انتبهت أميرة
ايه الل بيتقال؟!

بعد طلاقك انتِ وزين سيبتِ القصر واونكل رشيد وصحباتك وحتى النادى
تلعثمت اميرة وسارت بعيدا بخطوات متباطئه فوق الرمالً، ف لاحقها وهي تردف
انا مبحسش انى انفصلت عن زين، الل ممكن تحكى عنه انى اتطلقت منه هو احمد شريف الراوى
لكن زين حتى بعد الإنفصال، بحس ان روحى معاه وروحه ساكنانى لسه
تعجب الرجل وعقد حاجبيه وقام بسؤالها
طيب ماترجعوا يابنتى، ليه مصعبينها على بعضكم كدا.

رفعت اميرة رأسه لها بكبرياء كما تعودت وأردفت
انا وزين لما قربنا اوى، بِعدنا جدا. بقينا ابعد اكتر م كنا قريبين واحنا بُعاد
فيه جرح حصل وفيه غُربه وفيه حبات عقد كانت بينا انفرطت كلها ومش عارفين نلمها
وانا وهو اختارنا ان انا نبعد، يبقا مالوش لازمه نبان ضُعاف
وعشان كدا لما بتيجى سيرة طلاقى او انفصال بقول عن احمد، لأن زين كان حبيبي يعنى اكتر من كلمه جوزى، عشان جوزى دى انا محسيتهاش لكن حبيبي دى عمرى كله.

حتى بعد حفلة طلاقك منه! كل الناس وقتها قالت انك مبسوطه انكم انفصلتوا
عشان وقتها كنت بحتفل ب فك حصار اكتر حاجه كرهتنى فيه، زين الزوج
لكن زين الحبيب، لسه هنا
قالتها واشارت الى قلبها، ابتسم الرجل لها فقالت اميرة
محدش حيفهم. انا ماشيه رايحه الاوتيل
مبسوطه انى شوفتك، سلم لى على داليدا
تركته وسارت بمفردها وتذكرت اهم ذكرى كانت بينهما في يوم من الايام.
يا اميرة مش قادر، ناااار فيا. يعنى ايه انت ف حضنه.

وبيلمسك كل يوم. قوليلى ازاى بياخد الل مش من حقه وانتِ حقى
كانت تحاول اميرة ابعاد جسد زين عنها بقدر الإمكان وان تغلق فمه وهي تتحدث
زين، زين ارجوك خلاص كفايه اتجوزته والل حصل حصل وانت معرفتش تعمل حاجه مع بابي
عمى بهدلنى يا اميرة حسسنى انه ممكن يشحتنى لقمه لكن جوهره عينه دى عاليه عليا.

قام ب احتضانها بشهوة بالغه وهو يقبل رقبتها ووجهها وشفتيها بشكل عشوائي وانفاسه تلهث، اما عنها فقد داهمها الحنين الى لامساته وقبلاته وعناقه ورائحته وانينه ب أحضانها ف تناست امرها في أحضانه. فهمس بجانب اذنها وهو يقبلها ويلصق جسده بجسدها اكثر
حكايتنا مخلصتش يا اميرة، اعملى حاجه عشان الزين، مينفعش يا اميرة انتِ بتاعتى انا
ملكى انا، ارجوكِ يا اميرة. انا كدا مش هعرف اعيش.

اتفضل ياعمى، انا كنت حاسس وحضرتك مصدقتنيش. المرة دى بقا شوف بعينك
كانت كلمات احمد الراوى تتساقط على اذنيهما كالرصاص، فتوقف زين عما كان يفعله مشدوهاً امام نظرات احمد زوج اميرة ورشيد بك والدها!
عادت اميرة من الذكرى وهي تجلس على مقعدها تراقب الغروب. منظر بديع ولكن ليس كل غروب يُعد ساحر.

هناك غروب ارواح. غروب صور. غروب قصص وحكايات تعلن نهايتها الأبدية، نترقبها بهدوء بدون ادنى حيله لاقناعها بالاشراق من جديد.
عُلبه من اللبن الزبادى المُحلاه كانت تقوم نشوان ب اطعامها ل طفلته ماريا، تضع الملعقه فمها وهي شاردة مبتسمه ذهنها عالق ب اجمل لحظات حياتها، لقائها معه وتتذكر.

انا حبيت اقولك كل غلطاتى وسقطاتى من قبلك حتى لو اتجوزت البنت الل اتجاوزت معاها ف انا مش عارف اسامح نفسي وبتمنى وبدعى ربنا يسامحنى. ومتأكد ان ربنا خلق التعب الل فيا يظهر لما اتجوزتها عشان استعجلت واتعاقبت ب انى اتحرم منها ومعرفش استمتع بيها ك زوجه، ومش ندمان ولا زعلان انى قولتلك على ذنوبي الل قبلك، عاوز ابدء صفحه بيضا معاكِ
عاوز ارتاح بقا تعبت جرى. والله تعبت. متعشم ف ربنا يكون قرارك بالموافقه.

ووقتها عمرك م هتندمى، ولو يوم عدى عليكِ وحسيت انى خالفت وعدى يارب اكون وقتها تحت الارض ومش معاكِ، ايوة حبيتها وعشقتها، بس انتِ حاجه تانيه يانشوان، انتِ الطمأنينه والراحه وانتِ الامان
مام. خلثت. خلث
انتبهت نشوان ف قذفت بالعلبه فارغه بسلة المهملات، وحملت طفلتها تقوم بغسل وجهها ويداها ويستعدا لنوم عميق واستقبال يوم آخر.
اوووف بجد وقتها وقعت ف بيج ميستيك، كنت فعلا هتزحلق زحاليق مهوووله.

قالتها روان اثناء تجمعها مع اصدقاءها ب نادى ليلى وسط صخب الموسيقى والرقص والاحاديث، فقالت لها إحداهن
بس انتِ كنت بتحبي دكتور فارس يا رونى
ارتشفت روان شيئا من مشروبها ومن ثم أردفت لها
لاء مش بحبه، فارس كان محطه كدا عاوزة اقول التيك توك مش فتيات ليل يعنى
وان اى حد فالدنيا يحب جدا يرتبط بينا. احنا نجوم
بس بقا حصل حادثه وشلل بلا بلا المود بقا وحش اوى في الآخر
رن هاتف روان ب اسم والدتها ف ابتسمت وقالت.

دى ماما، هيلوووو ماما
روان، افتحى النت بسرعه
واتس رونج مام
فيه مصيبه!
اهتمت روان فقامت بفتح موقع التواصل الاجتماعي لديها وتصفحت حتى توقفت عند فيديو لها وهي عاريه ترقص وتغنى وعنوانه
فتاة التيك توك الشهيرة رونى حافظ شاهدها ترقص وتغنى عارية تماما قبل الحذف
وضعت روان يدها على فمها بهلع تصرخ
يانهار اسود!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة