قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس والعشرون

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس والعشرون

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس والعشرون

نور انتِ في وعيك ب إتهامك ليّا دا!
كانت تلهث نورهان ب شدة وانفاسها متقطعه بعدما طلبت مقابلة عيسي على الفور بعد عِلمهم بما حدث ل روان من وقع المشكلة عليهم وحجم المفاجأة وقالت وعيناها يتطاير منها الغضب
ايوة ف وعيي ياعيسي، الفيديو الل اتسرب ل روان اختى دا بسببك
كان ينظر لها عيسي يشعر ب أن الجنون كاد يفتك به ولكنه يتمالك أعصابه للنهاية
فيديو ايه الل سربته؟! وايه مصلحتى ف كدا.

مصلحتك نسب المشاهدة طبعا ع فيديو عامل كدا، دولارات فحسابك وفلوووس على حساب فضيحه أختى
وحساب البنت اللي آمنت لك وحطت لأول مرة من سنين ثقتها فيك
اغرورقت عينا عيسي بالدموع واردف لها غير مصدق
هو انا سامع بجد؟ يعنى انتِ يانورهان شيفانى بالرُخص دا. يعنى مش بس مش واثقه فيا لا وشيفانى واحد حيوان ووسخ ورخيص ويبيع عهده معاكِ بخصوص اختك ويبيع حُبك!

ليه عملت كدا ياعيسي؟ كدا مش روان بس اتفضحت وانا وماما والعيلة كلها، ليه ياعيسي
انا كنت حبيتك خلاص. كنت امنتلك دوناً عن كل الناس، ليه!
هنا مسح عيسي عيناه بقوة ونظر لها نظرة تحولت ل نظرة وحش فجأة واردف لها
لاء متنأمنيش يا نور لأن نظرتك ف محلها، وكملى جلدك وعذابك فيا ومش هدافع وايه كمان يانور
اقول ايه ي عيسي؟ فاكر اما كنا سوا وقولتلى لو عندك سر خطير انا عندى سر اخطر.

وتعالى نلعب كل حد فينا يقول سره للتانى ويشوف هيتقبله ولا لاء. وقتها كنت عارفه انها حيلة منك عشان تخلينى اتكلم بس مصدقتش انك فعلا عندك سر. سر فبير غويط مضلم
انك بتخون الامانه ياعيسي
اسفرت شفتى عيسي عن ابتسامه ساخره واردف لها وهو يمسح ذقنه باصبعيه
انا خونت الامانة فعلا ي نور، مدام مسلسلنا الدرامى هيوقف لحد اليوم الل احنا فيه دا.

والساعه الل احنا فيها قصاد بعض هِنا. زى مابين ضلوعى فيه قلب اطهر وأرق من قلب طفل
هو نفس القلب دا بيتحول ل غول لو حد عدا حدوده معاه أو أذى حد بيحبه، زمان كنا احنا والدى ووالدتى واخواتى البنات عايشين مع عمى ومراته وولادهم الاربعه الصبيان.

كانت دايما مرات عمى تعاير امى بخلفه البنات ودا الل عرفته وفهمت عليه بعدين لما جيت الدنيا وبدأت اشب وافهم وأوعى. بلد ارياف والكلام بيتعرف وبيسرى فلمح البصر. وبعدين جيت انا
عيل زى القمر. بس مع الوقت بدأت تظهر له نقطه غريبة ف وشه بتكبر يوم عن يوم ولونها بيختلف وبيغمق
لحد م اجتاحت نص وشه!

والدى كان على اد حاله، معرفش يعمل ايه فيا لحد م خلاص لبست فيها، مرات عمى ام الولاد قالت لامى يوم م ربنا كرمك ياختى ادالك عيل نص وشه محروق.
امى باتت تعيط طول الليل، وانا بيتهم تانى يوم فقبورهم!
شهقت نورهان بخوف وهي تخبأ فمها ف اكمل عيسي بنبرة قوته الغيرمعتاده منه وعيناه المفتوحتان بشراسه.

غرقت بيتهم سولار عشان عمى كان سواق والجاز والسولار دا كان موجود عندنا دايما، وبعود كبريت كان كل شئ مُنتهى وكل الل حصل اقاويل كتيرة ومحدش عرف حقيقتها الا انتِ واقرب صاحب ليا.
عرفتينى يانور!
كادت تنظر له لاتعرف من هذا الشخص المُتحدث بهذه الصيغه من الجنون، اقترب منها عيسي خطوات فابتعدت هي وامسك معصم يدها بقوة مردفا.

بتتهمينى بعدم امانتى على فيديوهات اختك وصورها! وانا بتهمك ب أنك اكتر شخصية انانية شوفتها فحياتى. كاتمه سرك وسيبانى أحبِّك واطلب منك الجواز وكل دا حضرتك ب إرادتك وبمزاجك وقت م تفتحى الستارة عن سِرك انا تحت امرك فالوقت الل تختاريه.
بس انا مستنتش يانور، ماهو دا آخر فصل فمسرحيتنا بقا
انا عِرفت كُل حاجه، كُل حاجه يا نور.

عقدت نورهان حاجبيها ناظرة الى عيناه مباشرة وقلبها يخفق وكأنها ضربات ملاكم بجسد غريم أمامه بقوة وابتلعت ريقها بصعوبة
عارف!
ايوة عارف، من علاء
حاولت التنصل من قبضه يده بصعوبة وقالت بنبرة خوف منه بالغه
وصلت ل علاء ازاى؟
من تليفونك..
تليفونى
ايوة، كُنت هموت واقرب هموت واقولك متخافيش. هموت واضّمك واقولك مهما كان سرك انا قابل
انا مهكر فونك وبسمع كل مكالماتك، وكل محادثاتك بقراها.

وعرفت رقم علاء. وقابلته وحكالى كل حاجه
بتتجسس على فونى ياعيسي.! انا حاسه انى بحلم لاء بحلم ايه انا فكابوس حرام عليك
حرام مش كله ورا بعض كدا
عشان متتهمنيش بالباطل بحاجه معملتهاش، لاء بقا فوقى واعرفى الل عملته بجد عشان نبقا سوا خالصين
انا عرفت سِرك. وانتِ عرفتِ حقيقتى، لما بتأذى مبستناش
او حد يأذى اقرب م ليا. أو صبرى ينفذ مع حد
لكن يشهد عليا الله، انى مخونتش امانتك ولا امانة أختك.

ابتسم ثغر نورهان بخوف وعيناها تسيل دموع على وجنه واحدة واردفت
طب كويس انك عرفت ياعيسي، وعرفت من علاء كمان
وعلى رأيك دا كان آخر مشهد فالمسرحية، مسرحية بدأت بأحلى فصول للعشق ممكن اتنين يعيشوها
وانتهت نهاية قاسية مدبوحين بسكينه مسنونة مخدناش وقت فالموت وروحنا بتفرفر
بس لو كُنت فوقت من صدمتى ب علاء بصعوبة، وانت كنت السبب انى افوق من صدمتى ب فارس.

ف وجعى منك عمره ما هتشفى منه ياعيسي، عشان وجع فقلبي الل أنت كُنت عوضه
او كنت فاكره كدا. تركته ورحلت تبكى وصوت شهقاتها يتعالى
تركته ب مكانه يعود إلى طبيعته الاولى ك طفل صغير تائه، قد تكون إنساناً لطيفاً لوقت طويل , ولا أحد ينتبه لك , لكن بمجرد أن تخطئ سيلتفت لك الجميع.
الطيبون لا يلتقون صدفة. بل تجمعهم نواياه.
الهاتف يهتز. يبدو أنه اتصالاً، يضئ ويظلم مرة اخرى، بجانب الصغيرة النائمه.

حتى ولجت نشوان بعدما انتهت من اغتسالها بالمرحاض وتوضأت كى تصلى ركعتان قبل نومها كما اعتادت
فوجدت هاتفها مُضاء. امسكته واذ بها عدة مكالمات فائته من زين!
سُرق قلبها، بل تم خلعه بقوة من داخل جسدها لا استطيع نُكران ذلك! ابتسمت ب تحفظ وهي تدرك النيّه وراء إتصاله الآن. همت ب رد الاتصال حتى قطعه عليها واتصل هو ف أجابت
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله، انا صحيتك؟!

تنحنحت نشوان وجلست بجانب صغيرتها النائمة بخفوت كى لا توقظها وأردفت بصوت هادئ على استحياء
لاء كُنت صاحية، بس كُنت بعيدة عن التليفون
نشوان
نعم
ينعم عليكِ ربنا يارب، بقولك ايه انا عارف ان القرار صعب بالذات بعد الل قولتهولك آخر مرة
بس الانتظار أصعب ف الرفض انا قابله لكن متسبنيش كدا حرام بصراحه
كادت كلماته تفتك بوتين قلبها، طريقته وعذوبة صوته وجمال حياؤه في طلبه
أردفت له نشوان قائله بنبراتها الواثقه كالعادة.

انا خلاص وصلت لقرارى يا مستر زين
طب ايه قرارك من غير مستر
ضحكت بخفوت ف سمع هو نبرتها المخفيه وابتسم فقالت
انا موافقه حضرتك
ايه؟
موافقه يافندم
لاء موافقه حضرتك ويافندم دى هناك فالشركه، لكن هنا انا واحد بتقدم بطلبي ليكِ تكونى حلالى مينفعش فيه يافندم وحضرتك خالص
قضمت نشوان شفتها السفلى خجلة وتلوح بيدها من هول جرأتها عليها ف أردف هو
ياريت تانى نفس الجملة بس بعد م نعمل مونتاج للكلمتين الل مالهمش لازمه.

انا موافقه
يا مين
يالاهوى!
ايه دا انا موافقه يالاهوى
ضحكت نشوان بشدة ومن ثم تذكرت ماريا فنظرت ناحيتها وكممت فمها سريعاً وأردفت
كُنت هصحى ماريا
يالا قولى الجملة صح، انا عارف انك هتطلعى روحى بس مفيش مشكلة
انا موافقه يا زين
اللهم بارك اللهم صلِّ عالنبي بقا، هقابل اهلك امتى وفين العنوان فالمنصورة بالظبط؟!
وضعت يدها على قلبها وقالت وانفاسها متلاحقه ونبرات صوتها فَرحه
على طول كدا.

على طول ايه، انا فاتح معاكِ الموضوع دا من قبل امتحانات الثانويه العامه، يالا قولى
حاضر، سيبنى ارتب معاهم الاول وبعدها هقولك
ابتسم زين وعاد بظهره للخلف وأردف
ماشى وانا مستنى تصبحِ على خير
اغلق الهاتف ووقف يدندن اغنية عالقه بذهنه ف وحد عيسي قادم من خلفه ووجهه عابس، من فرحة زين لم يستطع تفسير ذلك هرول ناحية عيسي مُبتسماً وأردف
عيسوووووى انا انهاردة أسعد واحد فالدنيا.

ناظر إليه عيسي بنظرة مكسورة غير متحدث ف أكمل زين
قريب اوى هتيجى معايا، بما انك كُل اهلى دلوقت ونتقدم للبنت الل بحبها ومقدرش استغنى عنها
لأنها اخيرا وافقت ي عيسوووى واااافقت ياعسعس
انفرجت شفتى عيسي اخيرا وقال بنبرة باهته خالية من المشاعر
مبروك يا زين
يبارك فيك يا عيسوى، بس مالك؟
لا مفيش حاجه. مش هتقولى بقا مين العروسة
ابتسم زين ولكم عيسي على صدرة ب محبة وقال.

هتتفاجئ، انا بصراحه كُنت مستنى الموضوع يمشى واول م يحصل هقولك
على نظرته عيسي إليه واومأ ب رأسه تساؤلا ف أجاب زين
نشوان
فغر فاه عيسي شيئا ف شيئا وبدأ يتضاحك على مقاطع بشكل هيسترى حتى أصبحت ضحكاته متتاليه بصوت جهورى وهو يضرب كفاً ب كف، اما عن زين فتعجب من رد فعله هذا واستطاع أن يفسر ذلك بأن اى فعل يقوم به عيسي له تفسير ف وقف أمامه ينتظره حتى انتهت دوامه ضحكاته الساخره وعقد زين ذراعيه وأردف.

خلصت؟ ممكن افهم ايه بقا رد الفعل دا؟!
انتهى عيسي وهو يحاول التقاط انفاسه ومن ثم نظر إلى زين وارتمى ب أحضانه يبكى بشدة
وكأن هناك شخص عزيز عليه قد فارقه للتو، أو أنه أراد فقط أن يرى أحدهم يُحاول مِن أجله ولو لمرة واحدة فقط. ,
هتطلبِ ايه يافندم؟!
انتبهت هدير ف أردفت إلى النادل
قطعتين نجرسكو وبانية
تحت امرك يافندم.

تركها النادل ورَحل ف نظرت حولها الى المطعم وطرازه وطريقته وفخامته، عادت بذكرياتها إلى الوراء سنوات عِدة، سمعت ب أذنها الآن ذلك الصوت الذي تبغضه وتلعنه في كل وقت
صوت ملتصق بذاكرتها بِ كُل ماهو أليم. ملتصق بِ كُل ندبة تُركت داخل روحها المُتعبه.
عودة إلى ماضى هدير.

طفلة صغيرة ذات التسع سنوات ولجت الى منزل فخم الهيئة والاثاث والبناء وكانت تتحرك بين ارجاءه كالفراشة، ف امسكتها سيدة بدينه من كتفها بعنف وقالت بصوتها الرخيم
الله ياعمتى، ايه البيت الحلو دا. دا هيبقى بيتنا ولابيت مين
بت ياهدير اسمعى وبطلى حركه، ابوكِ يا حبيبتي سابك وطفش ومعرفلوش طريق
وانا يا حبيبتي مش قد مصاريفك الل كل يوم عمّاله تزيد. البيت دا هتشتغلى فيه.

تكنسي وتغسلى وتمسحى البيت والسلالم وتجيبي طلبات وتنشرى الغسيل وتكوى
عاوزاكِ لهلوبة يابت
اتسعت حدقه عين الصغيرة فزعاً واردفت خائفه
هعمل كل دا لوحدى ياعمتى
يابت م انتِ هتاكلى وهتنامى ف الاُبهه دى، اومال وهتاخدى فلوس كمان
عاوزة تحويشيها عاوزة تصريفيها انتِ حرة انا كدا عملت الل عليّا
لاء انا هحوشها اتعلم ياعمتى، عاوزة اكبر وابقا مُدرسة زى الابلة زينب عندنا
لكمتها السيدة على ظهرها بقبضه يدها وقالت.

تطلعى زى زينب زى حُسنات ميخصنيش، اقعدى هنا وبلاش مشاكل وطولة لسان
معرفش هشغلك فين تانى، كُل حته عاملالى مشاكل فيها
أتى رجل مُسن وبصحبته شاب يقارب السبع عشر سنوات ينظران الى الصغيرة هدير
ذات العيون الفاتنة والوجه الجميل والشعر الطويل منذ الصِغر وأردف الرجل لها
هى دى البنت؟
هتبقا خدامتكم يابيه، ومتنساش حلاوتى
حلاوتك على بنت اخوكِ يا زينات؟!
ضحكت السيدة بدلال بذئ وقالت.

طب شوف ان م غلبت الميّه والنار عندكم مبقاش انا زينات
نظر الرجل الى هدير واردف لها
تعالى هنا ياهدير سَلمى عليّا وعلى ابنى، خيرى
اقبلت هدير وصافحتهم خائفه من هذا العالم الجديد، وقبضت العمة ثمن بيع إبنه اخيها ك خادمه فالمنزل
ورحلت ف كانت تنظر هدير ناحيتها حتى غابت عن نظرها وسمعت صوت عال حاد من امرأة يبدو انها في آخر عِقدها الرابع
بنت هدير!
انتبهت هدير والنادل يضع لها الطعام ويتحدث إليها.

اى خدمه تانيه يافندم
ابتسمت هديرب سخرية وقالت
مُتشكرة
امسكت الشوكه والسكين وشَرعت في تناول طعامها بعد تذكرها لهذه الذكرى البائسة الراسخه في ذهنها أبدا ما كانت هي وليست هذه الذكرى فقط. بل هي كانت البداية!
بيديه المتناثرة عليها الشُعيرات الصغيرة السوداء. كان يتناول مشروبة ويُخرج سيجارته المُشتعله من فمه، ف ربتت يد ناعمه على كتفه وقالت بصوت يمتزج به الميوعه والدلال والتغنج.

إنت هتقعد الليلة كلها؟ ماتيجى نرقص شوية
نظر صالح ناحية هذه الفتاة الجميلة التي اتت ب صحبته الليلة ك عادته من الفتيات صديقاته، واردف ب لامبالاه
ماليش نفس بصراحه انهاردة
انت كل يوم ملكش نفس يا صالح. اومال كلمتنى ننزل نسهر ليه
يووه هتخنقينى امشى
اوووف انت بقيت كئيب موت انا هروح اشوف حد اسهر معاه بدل كأبتك دى.

تركته الفتاه وتذكر صالح كلمات ل هدير تعقب كلمات صديقته هذه او تشبه ذات الموقف حينما كانا بنادى ليلى ك هذا يستمتعان بوقتهما وارادت هدير ب أن تقوم ب استفزازة كالعادة
ايه رأيك فالليلة يا شوزة، احلى من الليلة الل قبلها مش كدا
ارتشفت هدير بعض من المشروب ب كأسها وقالت وهي تتراقص على نغمات الاغانى ب مكانها
اى يوم معاك حلو ياض، انا اصلا لا كنت بدخل الاماكن دى ولاعمرى شوفتها.

ف تخيل بقا دخلتها مع حبيب قلبي الحُمار الل هو حضرتك
أراد صالح ان يجذب أطراف مشاكستها كعهده فقال
عشان بخيلة ومعفنه لازم متدخليش الاماكن دى كبيرك تبصى من برة يا ست كُحيت
قامت هدير بتكوير قبضه بدها والكمته في صدره بقوة تأوه هو منها وقالت
اولاً انا كنت حريصه على فلوسى ودا شئ ملكش دخل بيه يا مهندس نص كُم، ثانيا ادخل ليه الحتت دى.

انا لا مصاحبه ولا بصاحب ولا ليّا بحركات الفرافير والقرف دى، انا ملكه زمانى يا اسطا صالح
مش بتاعت كل يوم واحد، هو واحد بس ولما شاور عليه قلبي جبته وحبيته واتجوزته!
عاد صالح من ذكراه وأمسك الهاتف واضاءه ل يرى خلفيته صورتهما معاً. يحملها فوق ظهره ويلتقطا صورة السيلفى مخرجان السنتهما للكاميرا يضحكان ضحكه نابعه من القلب.
قوليلى ألمها من وراكِ ازاى المرة دى؟ حرام عليكِ يا شيخه الفضيحه مطالتكيش لوحدك.

دى طالتنا كُلنا
قالتها نورهان مندفعه بصوتها العالِ في وجه روان شقيقتها، ف أردفت والدتهما لطيفه
وانا فكرى سابنى وعاوزنا نسيب بعض، ليه يا رونى تعملى كدا يابنتى ليه
نظرت نورهان الى والدتها ب امتعاض وقالت ب استهجان.

ماما! احنا مش فمشكلتك مع اونكل فكرى خالص الل تطلقوا او لاء مش مشكلة اصلا لأن من البداية كل تصرفاتك انتِ وروان غلط وبترجعوا تتهمونى انا ب أنى مثاليه زيادة عن اللزوم وانى بشبه بابا ف حزمه وشدته، بابا كان عارف الصح والغلط ياناس حرام عليكم
احنا ففضيحه، فيديو الهانم لف مصر كلها وبقا يتبعتلى على فونى من ارقام غريبة ويتقالى الل انتِ مدراياه اختك كشفته وكلام ف منتهى البذاء وقلة الادب.

على صفحتى وعلى اى كونت ليا او ليها، ارحمونى ارحمونى
حتى آخر أمل ليا فحياتى خسرته بسببها.
كانت روان تبكى فقط، ف استطردت الام محاولة تهدئه الموقف
انتِ مش قولتِ يانور انك لميتى الموقف وفيه حد ساعدك وجبتوا حجات فارس، الفيديو دا جه ازاى
جلست نورهان تمسك مقدمه رأسها كاد التفكير ان يفتك بها ويجّن جنونها، وقالت بصوت مهزوم
معرفش اتهامى كان صح ولا غلط، ولا فيه حاجه تانيه السبب.

نظرت ناحية النافذة وقالت بخيبة امل تشوب صوتها
كنت فاكره انه احسن حاجه فالدنيا تحصل لأى حد، أتارى مشكلة روان عرفتنى مين هو. ووشه التانى
طب وانا هعمل ايه دلوقتِ؟
قالتها روان ودمعاتها على وجهها لاتكف، نظرت نورهان إليها وقالت.

هو انتِ لما هببتى المصيبة دى كُنتِ سألتِ حد مننا تعملِ ايه؟ لما قلعتِ هدومك ورقصتِ عريانه قدام الكاميرا ل فارس وتعرفيه اد ايه انتِ بلونداية وقمر ومحصلتيش كُنت سألتِ حد مننا اعمل كدا ولا لاء؟
يعنى انا نفسى بجد اعرف، لمّا كان بيطلب منك صور عريانه واوضاع زبالة انا اما شوفتها حسيت انك مش اختى وانك زيك زى اى بريستيود متأجرة حقيرة كُنت بتعملى دا بهدف ايه ي روان؟

طب المكالمات الجنسية؟! يعنى ايه غرض الاستمتاع منها، مخوفتيش منه؟ من نفسك؟ طب ربنا مجاش على بالك؟!
نهضت روان ب اندفاع وقالت بعصبيه بالغه الى شقيقتها
والنبي ماتعملى فيها الطاهرة الشريفه، م انتِ وعلاء كنتوا هاريين بعض تفعيص وارف واسمكم بتحبوا بعض من واحنا صغيرين وبوس واحضان ومحدش اتكلم، محدش احسن من حد يانور، ومحدش كبير عالغلط
ترقرقت دمعة خذلان ب عين نورهان ونظرت لشقيقتها وقالت.

عندك حق، محدش نبي ومحدش كبير عالغلط، وانا كُنت عارفه ان ب حُبي ل علاء بغلط وعشان كدا مع اول موقف شكّ فيّا وسابنى! ونولت جزائى يا روان الل لحد دلوقتِ بدفع تمنه
صمت ثلاثتهم ووالدتهم تشاهد محكامتهم لبعضهم البعض وكأنها لأول مرة تتعرف على فتياتها الاثنين وكأنها من عالم وهن بعالم آخر!
تنهدت نورهان وقالت وقلبها ينزف دماً من جُراحه الغائرة المتتالية.

بس مش من العدل، إنى اشيل مُصيبتى زمان لوحدى ولحد الآن، واتحمل مُصيبتك دى برضو
لأن اكتر من كدا حرام!
ترتب نفسك لتعيش في هذه الدنيا، لا تنسى أن تضع قلبك في مكان آمن!
يا الف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك يا نشوان، بجد بجد مدير وابن ناس وعربية يا منت كريم يارب
ابتسمت نشوان من طريقة عمتها العفوية ف أردف زوج عمتها العم جابر ب وهن وضعف ل كِبر عمره.

انتِ تعبتِ يابنتى وشقيتِ ودا جزاء المولى لك عز وجل، كفاية وقفتك مع مجدى ومرضه وشيلتك لينا طول السنين الل فاتت
ربتت نشوان على كف يد زوج عمتها وقالت بهدوءها وصفاء روحها المعروف عنها.

انتو اهلى، ومجدى ابو بنتى وابن عمتى واول حما وسند فحياتى ياعمى، ولو عالعريس ف انا وافقت عشان حسيت فعلا انه شارينى انا وبنتى وان أخيرا هعيش مرتاحه من غير شقا ومن غير مانا بجرى فالدنيا لغاية م يتقطع نفسى واحارب وحدى ضد طواحين الهوا.

لكن يعلم ربنا مش عشان عربية ولا مدير ولامستواه كويس، انا بدور عالامان ياعمتى وعلى كتف اتسند عليه لما اتعب واقوله شيل انت بقا عنى، وعن اب يحب ماريا من قلبه لأن هو كمان ربنا مكرمهوش ب أولاد من جوازه الاولانى.
ابتسمت العمه لطيب حديث إبنه اخيها وقامت بعناقها واردفت
وماله يابنتى حقك، انتِ لسه صغيرة ولازم تعيشي يابنتى ومتدفنيش نفسك بالحيا، قوليله يشرف ف اى وقت
بس البيت على أده يا ذكية، هييجى فين بس.

قالها زوج العمه بضعف الفقر، فقالت نشوان مدافعه
البيت مفيهوش عيب يا عمى، وهو عارف كُل حاجه ومفيش حاجه تعيبكم ولا تعيبنى
وهتقابلوه زى م انتو كدا لأن انتو اهلى وعزوتى وانا ف اى مكان برفع راسى بيكم
صمتت ل برهه وأردفت مترددة
هو بس قلقانه يومها ل، مهدى يكون هنا ويعمل مُشكلة ولا حاجه
لم تنته نشوان من جُملتها ف دلف مهدى وقد سمع كلماتها الأخيرة ف أردف إليها.

خايفه من مهدى ف ايه ي بنت خالى؟! ولا اقول حمدلله عالسلامه الأول ولا مش مطولة ولا إيه
لكزته والدته ب كوعها في بطنه وقالت
مالك يا واد داخل حامى عليها كدا مش بالراحه
عقدت نشوان ذراعيها امام صدرها وأردفت تنظر له بثبات وتحدِ كعادتها
سيبيه ياعمتى، لاء يامهدى راجعه تانى لأن معنديش إجازات. أنا جيت ابلغ عمتى وعم جابر ان فيه عريس متقدملى وجاى البيت عشان يعملوا حسابهم.

تمالك نفسه مهدى وهو ينظر لها وقلبه يتآكل وكأن سُكب عليه مادة كاوية تكويه ب نارعِشق لايسمح لها الزمان ان يُعلن عن هويتها، أردف لها ب ثقه أيضاً محاولا تجاهل انه يعلم الموضوع
عريس! ماشاءالله ياست نشوان والله الف مبروك، ودا بقا الل نزلتِ مصر عشان تِشقطيه
بعد شعاراتك زى بتوع الانتخابات انا مش هتجوز انا مش هتجوز وهفضل على ذكرى مجدى الله يرحمه
ب عصا خشبيه، حركها العم جابر ناحية مهدى وأردف.

واد يامهدى، ايه كلامك دا وانت مالك تتجوز ولا لاء دى سُنة الحياه هتترهبن يعنى
ابتسم مهدى ب سخرية وأردف
لايابا تتجوز وتعيش حقها
من ثم اقترب من جلستها وأردف لها وهو ينظر لكلتا عيناها
حقك يابنت خالى، والل يدافع عن حقه دا ميزعلش حد
قالها وترك ساحة النقاش وولج الى غرفته كالعادة بعدما رمى قنبله تتلاعب بصدها خائفه من إنفجارها في اى وقت غير مسبوق له حساب او إنتباه.

نشوان، هى البنت الل كُنت مُعجب بيها يا زين، هي الل كُنت بكلمك عليها قبل نورهان
وفاتحتها ب أنى عاوز اتقدم لها بس هي رفضت الموضوع كُله جُملة وتفصيلا، قفلت الباب خالص من غير ماتسمع، معرفش بقا عشان شكلى مش عاجبها
ولاهى كانت بتدور على صيدة أكبر واحلى واحسن. ف أختارتك انت، او ممكن نقول بشياكة
كُنت حصانها الربحان يابن السُلطان فالنهاية وقشيت كُل الل عالتربيزة.

والليلة كمان خسرت نورهان، يعنى مش بس انا فاشل فالحُب. انا مستاهلش ان يفضل حد معايا للنهاية
انا شخص مؤذى يا زين. ومبقتش احب حد.
كانت كلمات عيسي تتردد ب أذن زين وهو يقوم بجمع اشياءه في حقائبه ومن بعدها ترك المنزل وخرج واغلق الباب خلفه!
انا روحت يوم وجيت، انتِ هترجعى امتى بقا وحشتينى وفيه اخبار عاوزة اقولهالك.

كانت تتحدث نشوان إلى أميرة عبر مكالمات الفيديو، ابتسمت أميرة لما تراه من مشاعر نشوان ظاهره على وجهها فقالت
والله يا نوشا كلكم وحشتونى، بس انا فعلا كُنت محتاجه البريك دا أوى الايام دى
تقريبا محدش فالبيت غيرى انا وهدير، حتى روان ونورهان مش هنا
مممم. فيه مشكلة مع روان معرفش انتِ متابعه ميديا ولا لاء
تعجبت نشوان وقالت
معرفش، انا مش من عادتى اتدخل ف الل لايعنينى او فمشاكل حد غيرى طالما هو معرفهليش.

صمتا الاثنين فقالت اميرة
ابقى ابعتيلى صور كتير لماريا عشان بتوحشنى موت البنوتة دى، وحاولى تقوليلى اى تصبيرة عن اخبارك الحلوة
ضحكت نشوان ب خجل وأحمرت وجنتيها
مش عارفه يا اميرة، بُصى شكل كدا قريب هسيبكم وامشى، هييجى يتقدملى عندنا فالمنصورة
هديله ميعاد وهيروح يطلبنى منهم
كونجارتوليشن حبيبتى، بجد الف مبروووك مش قولتلك ربنا مش بيسيب حد خالص يا نشوان وانتِ تستاهلى حبيبتى
تعالى بقا وحشتنى قعدتنا وكلامنا سوا.

انا آخر محطاتى دُبي، هرجع ومع اول طيارة وهنحكى وهنرقص ونفرح كُلنا عندنا كام ليدى اسمها نوشا ام ماريا حبيبتى
ربنا يخليكِ يا اميرة ويعزك، ورحلة سعيدة يارب، هستناكِ ع نار
اغلقا المكالمه، وفتحت أميرة الرواية التي كانت تقرأها وغارقه ب أحداثها قبل مكالمه نشوان لها
أصبحت كلما أقترب مني أحد اطرده. أبرع في العلاقات عن بعد وأخشي من أول اجتياز لخطوط مساحة الراحه الخاصه بي. من رواية ساعتين وداع ل أحمد مهنى.

كانت ترتشف قهوتها إثر جلوسها بمقهى ذا براس يتحدثون ان هناك تحتسى افضل والذ قهوة ممكن ان تتذوقها ب حياتك.
أنا شوفتك من بعيد وقولت اتحقق انتِ ولا مش انتِ، بس طلعتِ انتِ، اميرة!
نفس الخطفه الل اتخطفتها وقت م شوفتك أول مرة.
رفعت اميرة عيناها عن الكتاب لل تتسع حدقتيها وتصمت تماما عن الرد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة