قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع عشر

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع عشر

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع عشر

لا تثق كثيرًا بمكانتك في قلوب الناس، تستيقظ الناس كل يوم بمشاعر مختلفة، تتغيّر نظرتهم بإستمرار، تتقلّب عواطفهم في لحظة، قد يتخلون عنك لأتفه سبب، قد يحبوك حين تكون بقربهم لكن ما إن تغيب عنهم يوم أو إثنان حتى تجدهم قد نسوك أو إستبدلوك بآخرين، صديقي الناس مراحل وليست بيوت، قد تطول مرحلة عن الآخرى لكنك في نهاية المطاف ستعود إلى منزلك وحيدً.

انتو بتقولوا ايييه، بتقولوا ايييه اتجننتوا؟ اصلا مفيش تفكير فالحوار دا
قالتها نورهان بصوت جهورى يمتزج به الضيق والتعصب من والدتها وتوأمتها روان، ف اجابت الام بمنتهى الهدوء وهي تطمئن على مناطق الشد في وجهها بعد اجراء عمليه وتنظر الى المرآه غير مبالية للموضوع كلياً
هدّى نفسك يانور وخدى الموضوع بسلاسة عن كدا، فارس اتقدملك واتخطبتوا ومحصلش نصيب وفركشتوا.

لا انتِ حبتيه ولا هو حبك، ودلوقت اتقدم لاختك شايف نفسه معاها من الاول
رفعت نورهان احدى حاجبيها واردفت
اومال كان خطبنى ليه؟
اردفت لطيفه على حالها تنظر للمرآه
مكانش لسه إتأكد من مشاعره.
ياسلام!
بصراحه يا نونو انتِ مزوداها
عقدت نورهان ذراعيها امام صدرها واردفت ساخرة
عندك حق ياماما، فعلا مزوداها، لما اكون كنت معجبه بشخص بينى وبين نفسي ويحصل بينا ارتباط رسمى.

واختار الشبكه والعفش والشقه، واحلم بيوم زفافنا وببيتنا بعد م نكون سوا
ويحصل نصيب انه ينتهى لحد هنا، ماشى مقبولة
لكن مش مقبولة ومش مزوداها ياماما لما اول م نفسخ واختى تقدم له علبه الشبكه بتاعتى يطلب ايدها!
اختى توأمتى؟
دا انا لو فرضت انه راجل اهبل، عالاقل اختى مش هيكون موقفها كدا هي وامى، وللا ايه؟!
اقتربت روان من نورهان واردفت اليها بعينان متحمستان.

نورى، اعتبريه حد عادى فالدنيا. كدا كدا انتو مطولتوش فالخطوبة
نظرت نورهان الى عين شقيقتها بعمق واردفت
روان هسألك سؤال ولو جاوبتينى صح، فعلا هقولك مبروك وانا مش زعلانه
انتِ بتحبي فارس؟ انتِ عمرك ارتبطِ عاطفياً ب اى شخص؟
زفرت روان واردفت بتحدِ
لاء يانور محصلش، بس التجربة سو اكسيتيد بالنسبة لى خصوصاً انى مكنتش حاطه فبالى خالص
ارتباط وحب وجو، ولما تيجى من الدكتور بتاعى فالجامعه.

وانا نجمة سوشيال وزى مابتقولوا تيك توك، هخلى افكار المجتمع المتخلف الل بيفكر نفس تفكيرك يانور
يفكر ف اتجاه تفكيرى انا، وان الانسان يسعد نفسه ويكون هو ايقونه الحظ الوحيده لروحه
وتجربة وحباها بصراحه، ومش معطلنى حوار انه كان خطيبك
استدارت واعطت ظهرها لشقيقتها واكملت
احنا اصلا كنا بنتكلم وسوا طول اليوم، اكتر منك انتِ معاه
التفتت روان الى شقيقتها ثانية
يعنى انا احق حد بيه عنك!

ترقرقت دمعه بعين نورهان ونظرت الى روان ثم نظرت الى والدتها لطيفه واردفت ب أسى
انتو مستحيل تكونوا حتة منى وتعملوا فيا كدا، مستحيل يكون فيه ناس بتعمل فالل ليها كدا
اردفت روان لها على الفور كعادتها مندفعه
نور انتِ محبتيهوش اصلا، وانتِ الل سيبتيه وهو من الاساس كان هيرتبط بغيرك. كنتِ عاوزة ايه يعنى يخلل جمبك؟
يتنيل يرتبط يتجوز بعيد عن نصى التانى ياروان، وقهرة قلبي انا، ونظرتهم فالكلية ليا وليكِ وله.

بقينا مثلث الفضايح احنا التلاته من ساعه م دخل فارس حياتنا
طرقت روان جبهة شقيقتها واردفت باستخفاف
كبرى يا نورى، الناس بتنسي كلت ايه امبارح، هياخدوا وقتهم وهيلاقوا غيرنا يتكلموا عنه
لكن احنا هنعيش الحياة مرة واحدة
وانتِ خلاص ياروان، اختارتِ فارس؟
متحمسه زوحليقه للفكرة وفعلا بحس انه بيحبنى حماده ومن قبل م يخطبك وعاوزة اعرف ادعبس جوا كركبته، حساها تجربة حلوة اوى.

دى مش تجربة ياروان، دا جواز يعنى راجل وبيت وعيال، عارفه نتيجه موافقتك على طلبه ولا مش عارفه؟
نهضت الام من مكانها وتترجل الى الخارج وهي تقول
يوووه، خلاص يانور مش هتعملى محكمه لاختك سيبيها تعمل الل هي عاوزاه، متحسسيناش ان الكون كله مُسخر ليكِ وبس زى م كان معودك باباكِ
هتفت لطيفه بالجملة الاخيرة لينشق قلب نورهان وتخرج منه ذكرى مستحيل ان تُمحى!
عودة الى ماضى.

نور، انا عارف انك انتِ وعلاء بتحبوا بعض من زمان. وعارف بكل الل بينكم زى م كنتِ بتحكيلى
وبقول بنتى شاطرة وعاقله، لكن طالما وصلت لخطوبة وجواز. انتِ متأكدة من اختيارك!
اومأت نورهان ب رأسها بالايجاب ف تابع الاب
والد علاء شخص شكاك، بيشك فصوابع ايده وعامل لاهل بيته رعب. واخاف يابنتى علاء يكون ورث نفس الطبع، ساعتها هتتعبي جدا معاه
اردفت نورهان برقه صوت وهدوء على والدها.

بابا. انا متعلقه بيه من واحنا صغيرين وتقريبا قدرنا واحد من زمان
سيبنى اكون معاه، مش حاسه ان هقدر اكون مع غيره
انا بحس انى متربية على ايده، وانه فيه شبه كبير من طبعك وحنيتك
ابتسم الاب وربت على كتف ابنته واردف مداعباً إياها بالكلمات
عفريته يا نورعين بابا وعارفه نقطه ضعفى ان مبحبش ارفضلك طلب وان لازم الكون دا كله يكون تحت امرك لو ب إيدى، خلاص يا حبيبتي وانا موافق، اتصلى بيه وقوليله انى مستنيه!

عادت نورهان من ذكرياتها التي لا انتهاء لها، وهمت بمسح عَبرة من على وجنتها واردفت الى روان ووالدتها
اعملوا الل عاوزينه، مبروك يا روان
عزيزى فلنقترب ولو القَليل، ف تنهيدات بعادُك هنا ك السِياط على قلبى.
على فكرة انا نزلت وقولت لهم تحت محدش يحضر فطار وهننزل نفطر انا وأنت ف اى حته، ايه رأيك؟
ابتسم لها وهو يتابع عمله على الحاسوب ك مجاملة ف اكملت هى
طب يلا
هنا انتبه
يلا ايه.

غير هدومك عشان ننزل، انا سمعت عن حتة مطعم فتح جديد مش بيعمل الا فطار وبس وبيقفل باقى اليوم بس بيشكروا فيه جدا
عاد ثانية الى حاسوبة واردف وهو ناظراً إلى شاشته
حبيبتى مش هينفع عندى شغل كتير
شعرت اميرة بالضيق قليلاً
بس إنت قولتلى امبارح ان انهاردة اليوم كله بتاعى
اصطنع بيده حركه اعطاء المسامحه له واردف.

والله والله بجد فوجئت ان فيه حجات كتير عليا ولازم اعملها انا بنفسي يا حبيبتي. انتِ عارفه رشيد بك مش بيتهاون ف شغله
اقتربت اميرة ببطء منه وقالت بنبرة حزينه
فيه ايه؟ انت مكنتش كدا، قبل م نتجوز واول الجواز كنت حاجه تانية خالص
ليه بقيت تعمل كدا معايا
اميرة متحوليهاش لمشكلة بينى وبينك انا مقصدتش حاجه
ولا تقصد! انا فعلا اصبحت لاشئ بالنسبة ليك، اللاب توب دا عندك اهم منى ومن وجودى.

مجرد وقت بسيط هخطفه منك نرجع فيه لحياتنا الزوجية ك زوج وزوجه عاديين مش مسموح بيه
افرض عاوزة احكِ وياك، عاوزة افكرك بيّا شوية، عاوزة احكيلك عالل انت مش واخد بالك منه
مسألتنيش عملت ايه عند متابعتى للدكتور؟
تلعثم وبلل شفتيه ف اكملت هى
طبعا متعرفش. ومش فبالك وعمره م هييجى فبالك
قالتها بصوت مرتفع ف أردف هو
اميرة! ليه اسلوبك حاد كدا ياريت نتناقش بهدوء.

هدوء ايه انا صبرى نفذ، انا مبقتش احس انى ست، انا مجرد حاجه هنا بتاكل وتشرب وبس
انت حسستنى ان حتى نعمه ان اكون ام مش عاوزاها! انا بقيت ابعد عن اى حاجه منك حتى لو بيبي. مش عايزااه ومش هفكر ف امره تانى.
قالتها وصعدت الدرج تبكِ باحتراق شديد، اى قلب يملكه هذا الرجل كى يعامله هكذا.

واى ذاكرة تمتلكها اميرة ل تسترجع ماضيها كاملاً هكذا دون نسيان حرف وكأن تلاشت جميع انواع الترياق التي من الممكن تفقد فيها كل مامضى في مثلث برموده الاسود!
احنا جيناااا!
قاطعت صمتها نشوان وهي تدلف الى غرفة اميرة حاملة ماريا طفلتها، هدهدت اميرة على الصغيرة ماريا واراحتها على ذراعها الحنون واخذت تلامس خصلات شعرها الصغيرة المبعثرة حول وجهها وهي نائمه في سبات عميق.
هاتيها عنك.

تبسمت اميرة الى نشوان وقالت بصوت هادئ بعدما هدأت اضاءه الغرفه حولها
انتِ متعرفيش برتاح ازاى لما باخد ماريا فحضنى
شعرت نشوان بالسعادة حينما احست اميرة هذا الاحساس تجاه طفلتها الصغيرة ومن ثم طرأ على بالها سؤالاً فقالت
بتحبِ الاطفال اوى كدا؟
تنهدت اميرة وقالت وهي شاردة واصابعها على حالها تنساب فوق شعر الصغيرة وقالت بنبرة حزينه
هتصدقِ لو قولتلك ع اد حبي الل مالوش وصف للأطفال، الا انى مكنتش عاوزه اخلف.

تعجبت نشوان وقالت بهدوء وهي تجلس أمامها بالفراش
غريبة! مين فينا مش بتتولد وهي جواها ام وعاوزة تبقا أم
انا يا نشوان
طب ليه؟ هو كان مش كويس معاكِ اوى كدا؟
تركت اميرة الصغيرة على الوسادة، واعتدلت ف اصبحت بمواجهه بصوت خفيض مجروح
كان بيغيب اكتر ما بيكون موجود، لأنه ضامن إن مكانُه هيفضل فاضي!
يعنى مش مهتم بيكِ
انا كنت شئ فحياته وخلاص، كنت ضمن قائمه الاشياء.

العلاقه بينا كانت ممكن تتوج بالفتور والبُعد واتنين اسمهم اكتر اتنين قراب لبعض وهما فالحقيقه بُعاد اوى
يبقى كنت هحب اخلف ليه، وانا اصلاً ككيان مش موجودة
ربتت نشوان بحنوها المعهود على كف يد اميرة وقالت ب أعين مملوءة بالقوة
عشان كدا دا احسن قرار اخدتيه، واوعى تندمى عليه فيوم. اوعى!
هي لسيت كغيرها وغيرها يتمنى أن يكون مثلها تملك المزيج من كل شيء حتى تكونت بهذه الشخصية؛ لكن دعونى احدثكم عنها.

هي تلك القوية هدير التي تستطيع تخطي كل شيء، ولكنها أيضًا تملك من الفكاهه ما يجعلك تشعر ب خِفتها! دائمًا ما تكون مختلفة عن البقية وأحيانًا تلك المُختلفة التي تجعلكم تكادوا تجزمون أن الاختلاف خلق لأجلها، عنيدة لأبعد الحدود، وهذا جعل الجميع يظنون أنها مغرورة، قاسية في كل الأوقات، وحنونة أحيانًا.
كان يسطر صالح هذه الكلمات عن هدير ب ملف خاص ب إسمها على هاتفه، حينما أتى اليه مسرعاً زميلاً له واردف.

صالح، سمعت آخر خبر؟
خير
كابتن محمود ناجى الطيار اتقدم ل هدير
شعر صالح ب ان ابتلاع ريقه صعب وان الكلمات وقفت في حلقه ومن ثم حاول تمالك نفسه واردف
طيب وايه المشكلة، وانا مالى
ابتسم صديقه ماكراً ودنى من احد اذنيه واردف
بتلعب على مين ياهندسة دانا فاقسك من بدرى، انت معجب بالموناليزا وقلبك بدأ يخبط من ناحيتها
بس بتكابر، لكن باين عليك، وبيبان عليك اكتر لما تعدى او توقفها تتكلموا.

بتبقى ياعينى شكلك يصعب عالواحد عاوزها تعبرك ب كلمه وهي مصدرالك الل مبتسمعش!
نهض صالح من مكانه ونهر زميله مرادفاً
طب غور من وشى بقا، يلا فصباحك النيلة دا
ابتعد صالح عن المكان وامسك هاتفه وضغط اتصال على اسم هدير، بينما تذكر انها في رحلة الآن
ف اغلق الاتصال وبعث لها رسالة على تطبيق الواتساب قائلا
بيقولولى إنك اتخبطتِ، قصدى اتخطبتِ مبروك!

انتظر ثوان والثوان اتحولت الى دقائق حتى ترى هي الرسالة وتجيبه ولكن من دون جدوى.
ذهب الى مكتبه يفتعل اى شئ كى يلهيه عن انتظارها حتى فتح خانة محادثتها وهي على نفس الحال
انتظر قليلاً وبعث بعدها رسالة اخرى قائلاً
على فكرة يعنى ميهمنيش، انا بس عاوز اتأكد عشان مبحبش ان تحيطك الاوشاعات ايتها السلطعونه المغرورة
تحولت علامتى الرسالة الى اللون الازرق، انطرب صالح وانتظر ردها، ولكنها لم تجيبه!

اشتعل به الغيظ ف كتب الثالثة
متردى ياعروسة ولا تحبي ازغردلك
قرأتها هدير وفي لحظات وجد نفسه مُلقى في قائمه المحظورين على هذا التطبيق!
شعر صالح بوقتها ان الدماء وصلت الى مقدمه رأسه تفور، يريد ان يرد لها الصاع صاعين. فقد طفح الكيل منها، منذ فترة تتعامل معه بهذه الطريقه الغير مباليه السخيفه
بل والأحرى منذ ذلك العشاء الذي لايحين وقت مجيئه اليهما!

ظل يفكر ماذا عساه ان يفعل حتى يوقع ببيدقها على رقعة الشطرنج خاصتهم، ياتُرى ماالحل والسبيل الى تلك المتغطرسة!
تذكر انهاصديقته على موقع الفيس بوك فبعث لها رسالة على تطبيق ماسنجر مسطر بها
كدا! عملتينى بلوق بلوق بلوق، عاملة فيها رضوى الشربينى طاااايب هنشوف والبادى اظلم
قرأتها في وقتها وارسلت إليه
طظظظ.

وفعلت مثل فعلتها الاولى، ووضعته بقائمه المحظورين بهذا التطبيق أيضاً وعلى كل حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي.
دب صالح بيده على مكتبه بعنف، ف انتبه زميله واردف
ايه يا صالح فيه ايه؟
اخذ صالح يهمس الى نفسه ناظراً الى هاتفه
انا تعمل فيا كدا، انا! ماشى، والله لامسحك مسسح بس اشوفك
ضحك زميله واردف إليه
ايه يا صالوحه، موزة جديدة مستعصيه عليك ولا إيه
ياعم اسكت انت كمان مش ناقصك.

على الجهة الاخرى كانت تضحك هدير بشدة وتقفز فوق فراشها كالطفلة الصغيرة تزهو ب انتصارها على ذلك المتعجرف. تعرف انها تعشقه لانفها، ولكن عليها إصلاحه من جديد كى يظفر بها حقاً ولا يضعها بقائمه نساوءه المعتاده، سَتخبره بطريقه او ب أخرى، ان ليست كُل الفاكهة نستطيع عصرها!
قالها جلال الدين الرومي. يا بني، جاور من يُهون عليك الدنيا، لا من تَهون عليه!

انه مُحق بالفعل، فهذه المقولة تُشكل معنى حقيقياً في علاقة زين وعيسي، الثنائى الذي اتى بهم القدر كل واحد منهم على وجهه إلى الآخر بغير ميعاد! حتى تهون عليهم دنياهم بصحبتهم هذه. ويزول ارق الايام وتعب التفكير بمجرد اجتماعهما سويا.
عيسوى هتطلب زى كل مرة وللا ايه؟
نظر عيسي الى قائمه الطعام المقدمه إليهم في المطعم بعدم اكتراث واردف
اطلبلى انت يا زين، انا مفيش ف دماغى حاجه
رفع زين حاجباً من حاجبيه واردف.

مالك يابنى بقالك كام يوم مش مظبوط، كل دا عشان المطربة بتاعتك هتعمل الكليب مع موديل غيرى وانت مخدتش الكوميشن الل وعدتك بيه
قالها مداعباً إياه فابتسم عيسي نصف ابتسامه واردف
اه ياخويا عرفت منين
لابجد ياعيسى فيه ايه، انت بقيت بير غويط كدا ليه وانا الل بقيت بحكى وبدلق كل حاجه م تقول على طول
تنهد عيسي بحزن وقال
زين هو انا فيّا حاجه غلط؟
اه، مش مزرر القميص صح.

يا اخى ابوس ايدك بنتكلم جد بلاش تفاهتى الل اتعديت منها دى
اصل سؤالك سخيف، هيكون ايه الغلط الل فيك يعنى، شاب زى الفل مُكافح وصاحب صاحبه
وجدع وبتساعد كل الناس بطريقه مباشرة وغير مباشرة ومش بتستنى مقابل
وحبوب ولذيذ وطيب، فين بقا الغلط الل فيك
اومال ليه مبتحبش يا زين؟
قالها بنبرة يمتزجها الاسي اعتصر قلب زين له في هذه اللحظه واردف.

عشان اى ان كان السبب، انا بعتقد ان فيه قلوب معينه كدا هي وبس الل تستاهلنا. وبنمشى طول الوقت نخبط فالتانيين. مرة ننجرح ومرة نجرح. مرة نتكسر ومرة نكسر!
لحد م نلاقى الشخص الل يفهمنا بقلبه، عارف يعنى ايه يفهمنا بقلبه؟
اومأ عيسي بعدم فهم له ف اكمل زين
يعنى عقله وقلبه يبقوا كيان واحد متفقين عليك، ولحد م دا يحصل محدش مننا مطلوب منا يزعل على تجربة سابقه اى ان كانت لأن مكانش هيبقا مرتاح.

بس انا كل مرة احب فيها اتقابل بالرفض. معرفش دا عشان الوحمه وللا.
قاطعه زين واردف بحدة
عيسي، متعلقش كل شئ على وحمتك الل فوشك وكأنها شماعتك المكسورة
ليه مش بتحس انها شئ بيميزك مش بيعيبك ي اخى!
ليه متقولش انهم بنات تافهه وعاوزين الظاهر وسايبين الجوهر
بس هي مكانتش تافهه
قالها يتمتم الى نفسه واردف زين له
هى مين؟
صمت عيسي فتابع زين
اى ان كان هي مين، مش عاوز اعرف الا لو كنت انت عايز.

بس طالما هي مش تافهه من وجهه نظرك يبقا فيه شئ تانى له سبب عندها غير موضوع شكلك دا
طب دى والل فاتت الل قالتهالى صريحه، اهلى هيقولوا ع شكلك غريب
دى واحدة متخلفه مراجيح زى البت العبيطه بتاعت الزحاليق دى اسمها ايه
ضحك عيسي واردف له
رونى حافظ
ايوة هي كرتونة العبط دى، بترنلى 24ساعة عملتها بلوك هو انا ناقص دوشة
ابتسم عيسي ف أردف زين.

اسمع بقا احنا هنتعشى ونطلع نشوف افلام ايه فالسينما دلوقت وندخل فيلم، وشيل من دماغك الافكار دى
خللى جواك ثقه ان لسه الاحلى مجاش
تعجب عيسي من قرارات زين فرد قائلا
يعنى صممت نتعشى برة وسينما كمان، تكونش هتتغرغر بيا اول م يضلموا الصالة والفيلم يبدء؟!
قالها وهو يضيق عينيه الى زين، فغزه زيه بصدره مداعباً اياه كعهده واردف
عرفتِ منين يا نسناااسه!
نسناس اما يتنطط على قفا حضرتك يافندم.

لاء انا مشلش الحجم دا على قفايا
قالها زين مشيراً إلى جسد عيسي الممتلئ نسبياً ف اردف عيسي
والنبي اييه
اه صحيح، انت الل هتدفع العشا والسينما والبنزين عليك، انت قابض اد كدا من مطربة الحى الشعبي بتاعتك
ياساتر يارب، دا انت حتى ابن ذوات وكنت بتاكل الشوربة بالشوكه. اعطيله خمسه
شهر عيسي كف يده الخماسي في وجه زين فتبسم ثغر زين ضاحكاً وقال.

كان زمان يا حبيبي، انا من ساعه م بدأتها من تحت وانا بقيت معفن، مش كنت عاوزنى عربجى ومكانش عاجبك الذوق بتاعى!
ضحك الاثنين بشدة، وقام زين بطلب الطعام حتى تكتمل الليلة كما خطط لها زين محاولاً فك حصار قلب عيسي والاهتمام برجوع روحه الخفيفه كما كانت من قبل.
ايه يابنتى العبط دا، انتِ متأكدة ان هنا فيه دماغ مش برطمان صلصه!
قامت روان بنهر هدير بطريقه هزليه واردفت
ايه يا بت انتِ فيه ايه.

ايه هو الل فيه ايه، مقبلانى اول م رجعت بالخبردا! تتجوزى جوز اختك يابت! من قلة الرجالة يعنى
دا حتى انتِ ماشاء الله لو شاورتى بس
نهضت روان وتحدثت وهي تدور ب ارجاء غرفة هدير
مش من قلة الرجالة، بصراحه بقا فارس عاجبنى وبحب طريقته معايا ومكنتش عارفه ان احنا هنوصل لكدا
ونورى سابته ومبتحبوش، يبقا فين المشكلة
المشكلة انك معزة
ايه؟!
ومن غير دماغ كمان
ياهدير بطلى بواخه.

بواخه ايه، انتِ تشلى، وجرح اختك ونظرة الناس يا غباء كله هيفتكر انك خدتيه منها
لوحت روان بيدها غير مباليه
وانا مالى بالناس اصلا، وبعدين هي نفسها موافقه
امتعضت هدير بشفتيها حنقاً على ماتقوله تلك البلهاء واردفت
هى موافقه عشان مفيش حل تانى، اختها مجنونة ومبتفكرش الا فنفسها مع ان غيرك كان اول م عرض عليكِ العرض دا كنتِ قلعتِ شوزتك وادتيله فوق دماغه بيها وانتِ بتقوليله عاوز تسمع ردى! طب اهو.

ذهبت روان ناحية حقيبة هدير المغلقه وفتحتها واخذت تنبش بها وهي تردف
خلاص بقا فكك متعكريش مزاجى، تعالى ورينى جايبه ايه فسفريتك دى
نهضت هدير وذهبت ناحية روان
اسكتِ يابت يارونى جبت حتة دين برفيوم تحفففه جنان موت، بس غالى اوى لكن افتكرت انى اتغيرت بقا وبقيت ليدى
فغر فاه روان وتحدثت متسعه حدقتيها
واااااو، ورينى كدا
زخت منه قطرات على كف يدها
دا جامد زوحليقه، جامد 4زحاليق كمان، طيب مجبتليش انا حاجه.

اخذت تنبش حتى امسكت بصورة من الواضح انها قديمه، كان بالصورة سبدة تحمل طفلة وخلفها طراز واضح جدا انه ل كنيسة وبجانبها القس ممسكاً الصليب ويتحدث بمكبر الصوت.
بس يابت ياهبلة اكيد مجبتش ليكِ حاجه دا انا بشترى لنفسي وقلبي بيتقطع على فلوسى
بحس ان الجنيه بيطلع بشنب من محفظتى من كتر ماربيته
امسكت روان بالصورة وشهرتها في وجه هدير واردفت متعجبه
ايه الصورة دى ياهدير؟ ومين دول.

التقطت هدير الصورة مسرعه منها واردفت منزعجه
روان قولتلك متفتشيش فحاجتى مبحبش كدا
شعرت روان بالاحراج فهمت تعتذر منها
سورى يا ديدى بس بجد مستغربة، مين الست المسيحية الل فالصورة دى
ميخصكيش، ويالا على اوضتك قلبتِ دماغى وانا جاية من سفر بعدين نتكلم
قامت هدير بدفع روان للخارج واغلقت الباب ونظرت إلى الصورة بعدما زفرت زفرة اشتياق واعادتها الى مكانها ثانية.
كل شيء تُحب أن تنالهُ، تفصلك عنه مسافة مليئة بالحسرة.

تسلم ايدك يا واد يامهدى، ظبطت العربية آخر حلاوة
نهض مهدى مبتسما على مدحه يمسح يديه المتسختين بالمحرمه المخصصه لذلك في ورشة تصليح السيارات، ف اردف صاحب السيارة
بصراحه ايده تتلف فحرير، اسطى بجد!
اعطاه صاحب السيارة مبلغ له مكافاة بعيدا عن المبلغ المدفوع مقابل التصليح، واخذ سيارته ومضى
نظر صاحب الورشه الى مهدى واردف.

اه يا واد يامجدى لو تبقا على مزاجى، وتبطل شغل الاونطه بتاعك والنصب والايد الخفيفه دا وتشتغل معايا هأكلك الشهد
ضحك مهدى واردف
ياعم مرعى الدنيا بتمشى بالفهلوة والشطارة، يعنى انا طالع عينى فعربيته وفالاخر ادانى كام ملطوش
انا اجيب ادهم خمس مرات فساعة زمن واحدة
من الحرام يابنى، الحرام مبيدومش ودخلته وحشه على صاحبه
ارضى بقليلك وبالل ربنا قسمهولك وايدى ف ايدك فالورشة.

مش يمكن بكره ولابعده تبقا بتاعتك، وساعتها تنول رضا حبيبة القلب
غمز الرجل ناحية نشوان، التي كانت قادمه من درس خصوصى لها في مادة من مولد الثانوية العامة تأخذه مقابل ان تعطى اطفال هذه المدرسة دروس تقوية بدون أجر.
تهلل ثغر مهدى حينما رآها وهرول ناحيتها بينما كان يلقى صاحب الورشة عليه الكلمات دعابة
اجرى ياخويا اجرى، بس حاسب لاتنكفى على وشك.

اقترب مهدى من نشوان وهي تسير محتضنه كتبها ناظرة للارض على استحياء، اوقفها قائلا
نوشا، خلصتِ الدرس
نظرت نشوان حولها واردفت بقلق
ممكن نتكلم فالبيت طيب، الوقفه دى وحشه تجيب لي الكلام يا مهدى
قطع لسان الل يتكلم عنك نص كلمه، اقطعله لسانه وابلعهوله
طب اوعى عشان اروح
لاء استنى استنى، كنت عاوزة اقولك صاحب الورشة بيقولى ان شغلى حلاوة الحلاوة
وان لو فضلت معاه احتمال يمسكهالى، ايه رأيك.

والله دى حاجه حلوة، عمل شريف نضيف بعيد عن الل انت بتعمله يامهدى
يعنى لو عملت كدا ترضى عنى؟
اعمل كدا عشان نفسك يا مهدى مش عشانى
تركته ورحلت فترجل خلفها وولج الى غرفة والدته التي كانت تتهلل اساريرها فقال لها باندفاع
امى، انا خلاص هتوب عن الل انا فيه وهمسك الورشة مع عم مرعى. بس وحياة النبي م تكسرى بخاطرى
عاوز ايه يا واد داخل عليا حامى كدا
هقولك ياما، انا عاوز اتجوز البت نشوان!

اتسعت حدقه عينها واردفت متهدجاً صوتها واردفت
تتجوز نشوان!
وفيها ايه ياما، والله هينصلح حالى وهبطل كل حاجه بس كلميهالى ولايمونى عليها
فغر فاه السيدة غير مجيبه ف اكمل مهدى
لو عاوزانى اكمل بعد الابتدائيه تعليمى منازل موافق، عاوزة تحلفنى على مصحف ان مش هرجع للنصب والسرقه تانى ولا لشرب السجاير حاضر بس خليها توافق وانا والله هخليها تكمل الجامعة الل بتحلم بيها
بس وهي فحضنى!
زمتت السيدة بشفتيها واردفت.

يابنى حضنك ايه، نشوان خلاص بقت متحرمه عليك
اخوك طلبها وهي وافقت!
ايه؟
لسه الصبح فاتحنى ولما جت قولتلها ولاقيت منها قبول
نهض مهدى من امام وجه والدته قلبه يعتصر الماً واردف
يعنى ايه طيب؟ مجدى يقدر يشوف غيرها عادى مجدى كويس من زمان وشاطر فالمدرسة وطيب واخلاقه الناس بتحلف بيها يعنى غيرها يرضى بيه عادى
لكن انا! انا قلبي دا مفيهوش الا عشق نشوان ياما ومش هعرف اشوف غيرها
نهضت السيدة وتحدثت إليه.

بقولك ايه يابنى لاجل خاطرالنبي، متقومش فالبيت حرايق، خلاص قسمت لاخوك ومجدى مستعد وهنتمم كل حاجه قريب والل قولته دلوقت انساه، بكرة ربنا يكرمك ببنت الحلال انت كمان وافرح بيكم انتو الاتنين.
بقولك ايه ياما، نشوان مش لغيرى، والله لحد م اموت م هتكون لغيرى وهتشوفى
عاد مهدى من ذكرياته الحزينه وهو ينظر الى صورة نشوان ومجدى ف يوم عرسهم، صورة مر عليها السنوات والسنوات. وتظل هي محفورة بقلبه معلقه بكيانه.

مرت والدته فوجدته بحاله هذه يتذكر وينفث دخان سيجارته الملعونه المملوءه بالمخدرات ويمسح دمعاته، ف تربت على كتفه وتقول
لو كانت لك كام ربنا قسمهالك، الدنيا مش كلها نشوان يا مهدى
قوم وارجع لربنا وتوب عن الل انت فيه ضنايا، متقلقنيش عليك يابنى
متحسروش قلبي عليكم
قالتها السيدة بحزن وتركت مهدى ورحلت، بينما تمتم مهدى الى نفسه ناظرا الى اعين نشوان بالصورة.

وانا اجيب منين قلب جديد ميعرفش يحبك؟ ماهو هيحبك برضو يانشوان!
اجتماع بالشركه التي يعمل بها زين، هناك حالة من الارتباك. شئ ما قد سقط من عملهم احدث نتيجه سيئه بمسيرة عملهم فالقادم، زين في حالة عصبيه جدا ولا يتحمل الحرف من احد.
إدخل
دلفت نشوان ممسكه بملف ورقى وتردف الى زين الجالس على كرسيه معطيه ظهره لها
مستر زين الملف الل طلبته
ماشى يانشوان حطيه عندك.

قالها وهو على حالته، فتركته نشوان وكانت تهم بالرحيل ب التف بالمقعد إليها واوقفها
نشوان
افندم حضرتك
صمت زين فشعرت نشوان بتوتره واردفت
حضرتك عملت الل عليك، سيب الباقى على ربنا وهي هتتحل واضح ان حضرتك اعصايك تعبانه
ابتلع ريقه وتحركت تفاحته ورفز بحرارة واردف
نشوان مش عارف، بس يمكن تكونى شخص قريب من ربنا عننا
ادعى ان الشركه متتعرضش لانهيار الفترة الجاية
حاضر، باذن الله هتعدى.

نشوان معرفش بقولك انتِ بالذات كدا ليه بس يمكن بحس انك بتشعى طاقه ايجابيه فيها سماحه ورضا عشان كدا بتكلم معاك دلوقت
وانا تحت امر حضرتك يا فندم
نهض من مكانه وجلس الى المقعد الذي امام مكتبه واردف لها
اقعدى يانشوان
جلست هي على استحياء ولاحظت توتر حركته فقالت له
مستر زين، حاول تثنى على النبي وتصلى عليه فسرك كتير
بتفك الاقفال ودى عن تجربة
ابتسم زين لعفويتها ف ابتسمت هي تستحى وقالت.

معلش لو كلامى بلدى شوية بس يعنى اى مشكلة بنلاقى ليها حل جوا الدين بتاعنا
حاضر يانشوان، هعمل كدا
نهضت من مقعدها واردفت
حضرتك تؤمرنى ب اى حاجه تانى؟
لاء اتفضلى
فى طريقها للانصراف ف اوقفها بقوله
نشوان لو بعيداً عن الشغل، وطلبت منك نتقابل واتكلم معاكِ لحد م افضى دماغى من كل الل فيها
هتوافقى؟!
دق قلب نشوان متصارعاً وهي تعطيه ظهرها، ولسان حالها يقول ربما نُبتلى بشتات الأمر
لنُساق لخير لم نفكر به من قبل. ,.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة