قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس عشر

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس عشر

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس عشر

نشوان لو بعيداً عن الشغل، وطلبت منك نتقابل واتكلم معاكِ لحد م افضى دماغى من كل الل فيها
هتوافقى؟!
دق قلب نشوان متصارعاً وهي تعطيه ظهرها، ولسان حالها يقول ربما نُبتلى بشتات الأمر
لنُساق لخير لم نفكر به من قبل.
لم يأخذ التفكير حيز بعقلها، التفتت إليه وتنحنحت واردفت
متأسفه يا مستر زين مش هقدر اقبل دعوتك
نظر زين ب اتجاهها باهتمام
ليه؟

حضرتك جوا اطار الشغل انا موجودة، لكن فيما غير كدا مش هينفع وآسفه لرفض الدعوة بس دا اسلوبي
بعد اذنك
انصرفت وهرولت ناحية مكتبها سريعاً كى تختبأ من رد فعله وفعلها أيضاً. جلست وشردت في مقولته الاخيرة
كان رد فعلها هو الحاسم. ولكن بداخلها شئ آخر، شئ تود كتمانه قدر الإمكان لو استطاعت!
على ظهر باخره، في وضح النهار. كانت مقامه حفل خطوبة روان وفارس. وقد امتلئ المكان بكم المدعوين.

العدد كان اكبر بكثير من حفل خطوبة فارس ونورهان!
ارتدت روان ثوب قصير جدا بالكاد يغطى جزء من ساقيها وضيق للغاية على جسدها المتناسق
يتدلى منه ذيل طويل خلفها. صنعت رسم الوشم ب اسم فارس باللغه العربية على ظهرها العارى الى نصفه، وشعرها ارجوانى اللون ذو الخصلات الطويلة المستعارة كان يغطى جزء من ظهرها وجزء يتدلى من على احد كتفيها.

اما عن فارس، من الواضح ان قرار خطبته من روان كان بداية خطوات الجنون، ف حِلته ب الحفل كانت عبارة عن كنزة بيضاء وعليها جاكيت رمادى اللون وسروال من الجينز قصير الى ركبتيه وجوارب بقدميه وحذاء رياضى كوتشى وتسريحه شعر مختلفه تماماً.
روان قامت بدعوة كل من يقطن ب قصر الاميرة، اعتذرت نشوان لسفرها الى بلدها المنصورة واعتذرت أميرة حرصاً على مشاعر نورهان ولم تغضب روان منها بالعكس تفهمت الامر.

حضرت هدير، وحضرت لطيفه الام ترتدى فستان قصير أيضاً وصبغت شعرها لوناً جديد زائد مساحيق التجميل التي ع وجهها جعلتها تبدو اصغر سناً حتى عن فتياتها.
اما عن نورهان، فكانت اول الحاضرين، كى لا يشمت بها احد
وتثبت إلى حالها انها قادرة على المواجهه وان فارس لم يكن بداخلها من الاساس بل هي مرحلة ارادت هي بها نسيان الماضى الذي لم يُنسى..

بعيداً عن نخبة اساتذة الجامعة والطلاب والطالبات، واصدقاء وصديقات ومتابعين روان عبدالحافظ على مواقع التواصل الاجتماعي. قامت روان بدعوة كلاً من عيسي وزين بنفسها وعلاوة على ذلك
دعت صالح لأجل هدير دون علمها حتى يتم الصلح بينهم.
صخب الحفل، الاغانى، الكل يرقص الكل يضحك، عدسات الكاميرات تترقب كل حدث
صحفيون بالمكان، مروجى مواقع التواصل الاجتماعي.

المكان مكدس ل آخره، يجلس زين وعيسي على منضده يشاهدون من بعيد ويحاولون الاستمتاع بالمنظر من فوق سطح الباخره والاجواء المحيطه بهم أيضاً.
قام النادل بوضع مشروب الحفل وقطع الكيك الى زين وعيسي وانصرف ف امال زين بوجهه على عيسي يحدثه
العروسة مبالغ فيها اوى
ضحك عيسي واردف الاخر
والعريس وحياتك، تحس مطلعينهم من سرك شغالين فرك الله ينور الاتنين
وهى متشعبطه فرقبته تقول حيهرب
والفستان شغال يترفع وانا اشوووف حجاااات.

طرق زين كف يد عيسي واردف
ولد عيسوى عيب اختشى، رونى زى اختك برضو
لاء انا اختى لو عملت فروحها الل هي عاملاه هقرقشها وابلع وراها شوية عصير قصب
صمتوا قليلاً ف انتبه عيسي لوجود صالح بمكان قريب منهم نسبياً ولكن وجود الجمع يحول بينهم، ف أشار الى زين متحدثاً بالقرب من اذنه
صالح هناك اهو
عقد زين حاجبيه واردف
هو يعرف حد هنا
اجابه عيسى وهو ينظر ناحيته
مش عارف، نناديه؟
ماشى اندهله.

نهض عيسي وذهب نحو صالح واتى به لينضم إليهم
ابوالصلح، تعرف مين هنا يانمس؟
كان ينظر صالح حوله يشاهد الاجواء واردف إليهم
رونى هي الل كلمتنى. امهم دى فعلا ياض!
نظرا كلا من عيسي وزين الى لطيفه واردف عيسي ساخراً
اه تقريبا شغاله انا ام العروسة ام العروسة بس بصراحه الولية عود وصغيرة
اصتنع زين بفمه حركه استهزاء واردف
عمليات دى يابنى ولبس مودرن وتسريحه ودمتم، صغيرة ايه بص على ايدها.

اتسعت عين صالح وهو ينظر ناحية لطيفه التي كانت تتحدث الى شباب متابعين ابنتها وتضحك بصوت عالى، اردف صالح متعجباً
يبقى رونى دى مجنونة لامها، شايفين بترقص ازاى
مين العروسة ولا امها
قالها عيسي ف اردف صالح
رونى
الاتنين مُسخه، الله يعافينا
تابع صالح
اتارى البت رونى دى فورتيكه الفراتيك، لاء البت بطل حقيقي بطل بطل يعنى
كفاية بقا عشان عاملين زى عواجيز الفرح احنا الاتلاته ياللت والعجن دا.

ضحك ثلاثتهم، بينما انتبه صالح إلى هدير التي كانت تغطى الحفل صوت وصورة وتنقله مباشرة الى احدهم
مروووووووش، الخطوبة ناقصااااكِ.
تنظر أميرة مبتسمه عبر شاشة الهاتف وهي ترى الاجواء خلفها على روان وفارس والجمع حولهم يتراقصون بشدة. اردفت إليها
جميل جدا عقبالك ياهدير
بعد الشر ي اميرة، فال الله ولا فالك.

قالتها فضحكت اميرة بشدة، ووضعت الهاتف جانباً وتذكرت ذكرى خطرت ببالها الآن وكأن قرار اقتحامها أتى الآن وعليها القبول.
عودة إلى الماضى
فين اميرة هانم؟
جوة فالمطبخ يازين بيه
المطبخ!
حضرتك عارف، هي بتحب تعمل قهوتها بنفسها
ولج زين إلى المطبخ، ليجدها تعطيه ظهرها وتقوم بتحضير قهوتها بمزاجية كما اعتادت. ف يقوم على فجأة بجذب المعلقه من يدها ف تنتبه هي وتلتفت إليه
زيين، هات اكمل
لاء
هات بقا
تؤ تؤ
وبعدين معاك!

لو معملتيش القهوة دلوقت هيحصل ايه يعنى
وقفت امامه واردفت
مزاجى هيقفل
ومزاجك مش بيتعدل بوجودى؟
بطل غلاسه وهات بقا
تحاول إمساك الملعقه منه وهو يخبأها خلفه يمينا ويساراً حتى امسك بها بين احضانه واغلق احكام ذراعيه عليها واردف
انا ولا القهوة
إوعى يا زين سيبنى
اقترب بانفاسه الى اذنها واردف برقه صوت
اعدل مزاجك انا ولا القهوة
يوووه.

كان بالخارج الخادمه الصغيرة ذات الخمس عشر سنوات تقوم بتشغيل اغنية وتتراقص عليها اثناء تنظيفها البهو الكبير، فسمعها من بالداخل زين واميرة
مردتيش عليا انا ولا القهوة يا اميرة حبي أنا
لفت اميرة ذراعيها حول رقبته واردفت مصوبه سلاح عينيها الى مقلتيه اللامعتان
إنت طبعا
صوت يأتى من الخارج
انتِ يابت اطفى الصوت دا، رشيد بيه لو سمع هنبقا انا وانتِ برة
جذب زين يد اميرة وانضم إليهم في الخارج واردف.

لا خليها الاغنية دى، وزودى الصوت
نظرت الخادمه الى امها ف أشارت ان تطيع الامر، وبالفعل جللجل صوت المطبرب بالاغنية في المكان
ف امسك زين يد اميرة وتراقص أمامها، ضحكت هي فالبداية ومن ثم تماشت معه
ورقصت الخادمه الصغيرة، وانضم إليهم سفرجى المطبخ والطباخ وباقى الخادمات.

مشهد ك مشاهد الافلام العربية قديما ولكنه كان من القلب بالفعل، كان الجميع يتراقص ويعم الفرح بالمكان كله، وكل دقيقة يهم زين بحمل اميرة والدوران بها وهم حوله حتى سمع الجميع صوت رشيد بك الاجش
ايه التهريج الل بيحصل دا؟
هرب الجميع من امامه في ثانيه وحمل زين اميرة بين ذراعيه وهو يقول
يالا نهرب يافضيحتنا!
عادت اميرة من ذكرياتها مبتسمه وقلبها به نفس اللوعه التي كانت بقربه طوال سنوات طفولتها وشبابها.

وعلى الجهة الاخرى
كانت هدير تتراقص مع روان والبقية، ف اقترب منها صالح الذي لم تكن تعلم بالفعل بوجوده بالحفل وكانت مفجأة بالنسبة لها
انتِ احلى من العروسة ع فكره!
التفتت هدير لتجده صالح، نظرت اليه شذرا وعادت إلى الرقص بمكانها كأنه شئياً لم يكن، فعاد عليها هو حديثه كأنه يعرف ب انه يفرض نفسه عليها حتى تتقبل الأمر
على فكرة التقل صنعه مش غباوة
ومين قالك انى بتقل عليك ي اسمك ايه، ولا حتى انت فبالى.

ياسلام، لسانك قالها انك بتحبينى
ايوا دا ساعه اما كانت عينى بتنور وتطفى اما تشوفك قبل م يعالجونى من مرض عذاب الاسماك، دلوقت انا كويسة وعرفت اد ايه كنت اغبي بنت فالدنيا لما بصيت لمعوق زيك
قام صالح بلكزها بجانب جسدها بحدة واردف وهو يكز على أسنانه
طب من غير غلط من غير غلط
انت الل تاعب نفسك ومعرفش ليه يعنى، م تفكك منى وتشوفلك سحلية من سحاليك السهلة دى وبالمرة تمرمطها براحتك وتهينها زى م انت عاوز.

التوت شفتى صالح واردف
ثوانى بس بلا اشوفلى سحلية بلا برص، انتِ فعلا هتتخطبي للكابتن محمود ناجى؟
تركت هدير النظر لكاميرا هاتفها ونظرت إليه ممتعضه وقالت
شئ ميخصكش
معلش خدينى على اد عقلى وجاوبينى
وافرض!
هنا جذبها صالح من ذراعها بحدة وقال
اسمعى يابت انتِ انا جبت اخرى معاكِ، انتِ مش هتوافقى على حد ولا تتخطبي لحد سامعه
ليه يا سطا كنت جوز خالتى!
هدير انا مش هسيبك!

رقصت نبضات قلبها عقب كلمته هذه، بدا يوضح عليه اهتمامه بها الشديد حتى انه فقد السيطرة على نفسه مثلما اعتاد او مثلما كان ي أول امرهما معاً، حاولت هدير التماسك امامه قدر الامكان واردفت بنبرة حاسمه وبقوتها المعهودة
المفروض اسمع منك الكلمتين دول اقول يافرحتى، ياااااه شجيع السيما ابوعضلات حربية بيحبنى وييقولى مش هسيبك يافرحة قلبي ياهناه الليلة
انتِ الل حولك كدا، انتِ الاول كنتِ بتتمنى بس المحك!

اهتز قلب هدير بمعرفه حقيقة امرها منذ البداية فابتلعت ريقها واردفت إليه من دون اهتزاز
يعنى كنت عارف وعامل مش واخد بالك؟
رفع صالح هاتفه اليها وفتح مدوناته بها في حافظة بملفات الهاتف وجعلها تقرأها وتقرأ تواريخها كى تتأكد انه لم يوقع بها بفخ جديد وانه يروى الحقيقه ولا ينوى ايذائها هذه المرة..
قرأت هدير كان شعورها ممتزج بين الفرحه والخوف واللهفه، ولكنها تماسكت.

وبعدما قرأت المُجمل التفتت إليه دون إكتراث واردفت
ايوا وايه المطلوب؟
نرجع الشريط من اوله ياهدير، ونبدء على صفحه بيضا ونشوف دنيتنا هتودينا على ايه
دنيتنا! لاء دنيتك انت انك تقضيها بقا معايا وحاجه تبقا فل فالموز وبعدين تلاقى الاحلى والاشيك وتكون زهقت منى ف تلقى بيا في سلة المهملات دون ان تلقِ بالاً لحالى مش كدا؟
رفع صالح شفته العلوية اعتراضاً واردف لها بحدة
ايه الغباوة دى، لاء طبعا، مش هعمل كدا
ايه ضمانى.

ضمان ايه؟
انت عاوز نتصاحب وانا مش عاوزة كدا
اومال عاوزة ايه ياهدير، انتِ بتحبينى وانا للاسف حاسس ان مشدودلك بجنون وقرفك معايا دا ثبتك بزيادة فدماغى، ف ايه الحل
امسكته من اطراف ياقته واردفت مصوبه عيناها الخضراوتين بعيناه
نتجوز يا روح امك..

تركته وانصرفت بعدما القت بقنبلتها في وجهه وتركته فاغراً فاهه لا يعرف ماذا يفعل مع هذه اللعينه! قد اصابت قلبه لعنه عيناها وكى يتخلص من سحرها لابد من قراءة طلاسمها والمشى على خطواتها حرف بحرف!
وهناك من إذا غاب، لم ولن يملأ مكانه أحد!
يده ممتده إليها دعوها للرقصه التاليه، نهضت اميرة بحِلتها الرائعه المَلكيه ك عروس هي بالفعل اميرة السلطان!

امسكت اميرة بيد زين واخذا يتمايلا معاً على نغمات الموسيقى المعزوفة خلفهم بالحفل، تنظر هي لعيناه تحدثه بها ويتهرب هو من عيناها، تنظر هي بجانبها يراقب هو وجهها ورائحتها من القرب.
وعلى هذا الحال بين سباق نظرات والتفتات، قلبان يتصارعا حباً ودقات تنطق بإسم وليف كل منهما للآخر، آه يا لوعة الغرام!
تلك اللوعه التي لاشفاء منها ولا دواء لوجعها.
ابو الزنازيييين
انتبه زين لصوت عيسي ف اكمل عيسي.

ايه مركز مع رقصة العرايس سلو، ولا سرحان ولا ايه حكايتك
لا مش سرحان ولا حاجه
طب انا هقوم اعمل طبق من البوفيه، جوعت
قوم ماشى
طب اعملك معايا طبق خفيف
لاء مش عاوز
نهض عيسي متجهاً نحو طاولات الطعام المجهزة خصيصاً للحفل، اختار الاصناف المحببه إليه وسكب مشروباً ي كأسه وفي طريقه للعودة انتبه!
هناك من تبكى خلف الستار دون علم احد، او شعور اى شخص بها.
لحظة!

انها تشبه كثيراً للعروس، ولكن على طراز هادئ وراقى ومتزن، ياتِرى من هذه ولمَ البُكاء بيوم كهذا؟
لم يعرف وقتها ما الذي جعل قدميه تقوده نحوها، اقترب حتى سمع تنهيدات بكاؤها التي مزقت روحه برغم عدم معرفته بها من الأساس.
ترك صحنه جانباً ووجد نفسه يحدثها دون شعور منه
على فكره، اى ان كان الل بتعيطى عشانه، مفيش حاجه مستاهلة ومفيش حاجه تستحق الحزن ابدا لان كله بيعدى.

التفتت نورهان نحو صوت عيسي وامسكت المنديل تجفف دمعاتها وتحاول ان تظبط من شكلها قليلاً بعشوائية، تابع عيسي
بصّى انا معرفكيش، بس انا لاحظتك بتعيطى بعيد ف شئ الهى خلانى اقرب ناحيتك وبعدين فيكِ شبه من العروسة وو
انا اختها التوأم
رفع عيسي حاجبيه ونظر نحو روان التي كادت تهد الارض رقصا هي وفارس وعاد بنظره الى نورهان تلك الملاك الباكى واردف
التوأم! ازاى كدا.

ابتسمت نورهان رغماً عنها وهي تجفف دمعاتها ف اردف عيسي
كويس انك ضحكتِ، بتعيطى عشان اختك هتتجوز ولا فيه سبب تانى
ركزت نورهان بمقلتيها الى عيناه ولاول مرة تتحدث نورهان بتلقائية الى غريب هكذا
بعيط قلبي موجوع ومش قادرة اشيل واكتم اكتر من كدا، فجيت ع جنب بعيد عن الناس عشان مبوظش الفرح بس.
تمزق قلبه! يا الله، من هذه المخلوقه ومن اين اتت ووقعت بطريقه، اراد عيسي فك توترها وضغطهغ فمد يده بمصافحتها.

عيسي العشماوى، مخرج
ابتسمت نورهان وقامت بمصافحته قائله
نورهان عبدالحافظ. مُعيدة فالكلي بتاعت روان وزميلة فارس خطيبها
اهلا وسهلا، اتشرفت يا دكتورة
الشرف ليا يا استاذ عيسي
نظر عيسي بجانبه على صحنه المُعد وقد نادته معدته تستغيث جوعاً ف اردف اليها بشئ من المرح كعادته
طيب انا مبسوط انى اتعرفت على الجزء التانى من روان الل مالوش دعوة بيها خالص
ضحكت نورهان فابتسم عيسي واردف.

ثانياً بقا انا جعان جدا وممكن تلحقونى بمية بسكر بعد كدا ف انا هروح اكل بقا عصافير بطنى ماتت اكلينيكا
قهقهت نورهان عالياً ف ابتسم عيسي وتابع
ضحكتك خسارة تدارى فشوية عياط بيكبروا الواحد عالفاضى، الوجع الل بتعيطِ عشانه دلوقت دا خير ربنا عاوزه بس انتِ الل مش فاهمه. انا همشى بقا
اومأت نورهان وعلى وجهها ابتسامتها فعاد بظهره عيسي ثانية واردف.

اوعى تعيطِ تانى، انا اول مرة اشوفك وانا مش بعاكس، عيونك حلوة واتخلقت عشان تضحك. اعرفى قيمتك واضحكِ اتفقنا
تركها وانصرف ف نادته بلهفه
استاذ عيسي، ممكن رقم تليفونك!
شايف اليوم جامد زوحليقه ازاى يابيبي
نظر فارس الى روان مبتهجاً واردف
متخيله مش عارف اتعود على بيبى منك ي رونى، لسه فودانى يا دكتور
ضحكت بشده واردفت وهي تتحدث ب انوثه استطاعت بها اغواء قلبه العاطش.

ماهو شوية بيبي، وشوية يا دكتور، وشوية حبيبي، وشوية فاروستى وكدزة
كدزة
ايوا كدزة
الطلاب مستغربين شكلى ع فكره
لاء طبعا دول متغاظين منك حماده وبكره يقلدوك
نظر فارس الى روان وعيناه مشطت جسدها كله العارى فيه قبل المغطى واردف
هما من ناحية انهم متغاظين ف هما مفروسين مش متغاظين بس
ضحكت روان ضحكه رقيعه عاليه تنظر نورهان إليها من بعيد وعلى يمين نورهان ينظر لها عيسي وهي يتناول طعامه مردفاً الى زين.

ياخى الدنيا دى غريبة اوى
انتبه زين له فقال
على ايه
هقولك اما نروح، تاكل
حلو الاكل؟
امتعص عيسي واردف
م قولتلك اعملك طبق معايا.
لاء خلاص كُل انت بالهنا والشفا
صمتا الاثنين، ف اردف زين الى عيسي وهو ينظر الى روان ب ازدراء
هو خطيبها دا مش غيران عليها؟ دا لحمها كله بره
اردف عيسي وفمه ممتلئ
ياسيدى، خللى الشعب يعيش
يعيش ايه دى هتبقا مراته، ديوث يعنى دا ولا ايه مش فاهم.

ديوث ولا حجش احنا جايين ننبسط مش جايين نتعين حكّام الماتش الدولى بين لحم العروسة الل خارج برة وبين اخلاقيات العريس المعدومه
صمت عيسي قليلا ومن ثم اردف
وبعدين انت من طبقه راقيه يعنى يا زوووز، وعندكم اللبس دا عادى
انتفض زين ونظر ناحية عيسي
لاء طبعا مين قال كدا، فكل حته فيه الوحش والحلو، طبقه راقية طبقه متوسطه كله زى بعض
صمت ثوان واردف مدافعاً عما قاله عيسي.

على فكره بقا، اميرة كان لبسها كويس جدا رغم انها دلوعتى انا وعمى بس كانت عارفه تعمل ايه الصح والغلط
حلوة ياض دلوعتى انا وعمى دى، عجبتنى، دخلت مزاجى
غمز عيسي ب احدى عينيه ل زين، فابتسم زين وتذكر شيئا مستحيل نسيانه
عودة الى الماضى
على حافة حمام السباحة بمنتجع كبير الاسم والمكانه، كان يقضى زين برفقه عمه واميرة اجازة فاصله عن عملهم والانصهار به واخذ قسط بسيط من الراحه.

كان يجلس والد اميرة يتصفح الجرائد كعادته، وزين بجانبه مرتدياً نظارته الشمسية وملابس السباحه ممد جذعه على المقعد الخشبي امام المياه.
خرجت اميرة من الجناح المخصص لهم بالمنتج ترتدى مايوه قطعتين معروف ب اسم البكينى وكانت هذه اول مرة. غير مُعتاد من اميرة ارتداؤه من قبل
نظر زين خلفه ف رآها، اشتعل به الغيظ ونهض مسرعاً وادخلها ثانيه واغلق الباب الزجاجى
ايه الزفت الل انتِ لابساه دا
ايه يا زين مايوه فيه ايه.

فيه ايه، القرف دا تقلعيه حالا فاهمه دا لو مش عاوزه اننا نروح دلوقت وحالا
نظرت اليه بتحدِ واردفت بشئ من القوة
مش من حقك!
تلعثم زين واردف
ايه الل مش من حقى، انتِ لابساه عشان تغيظينى يا اميرة صح
زين، مش من حقك كل الل انت عامله دا
شعر زين بالغضب ووضع يده على جذعها العارى ليرجها في مكانها
لاء بقا من حقى وهيفضل من حقى
ابتسمت أميرة بهدوء وابعدت يده عنها واردفت ساخره.

مبقاش من حقك تقول، ولا حتى لمستك دى، ولا يحق ليا انا المسك زى الاول
وضعت يدها على صدره المتناثر عليه الشعيرات الكثيرة تكاد تغطيه بالكامل، انتفض قلبه وشعر زين بالرغبة فيها في هذه اللحظة واخذ صدره يعلو ويهبط واردف بعدما اقترب إليها
اميرة متعاندنيش
مش عناد، دا امر واقع ودا الل لازم يحصل
تركته وترجلت للخارج وقفزت بالماء وكأن بالفعل تبرهن له كلماتها، ليس له سلطه عليها بعد الآن.

حتى لو مُعجبه بيه، عارفه انه غصب عنى ومكنتش اقصد، مينفعش يانشوان
احنا خدنا قرار على نفسنا وقلبنا، مبدأك الل هتفضلى عايشة عليه
انك لبنتك وبس، مفيش راجل هيدخل قلبك ولا حياتك ولو كان غصب عنك
انفضى قلبك وارجعى زى م كنتِ، خليها نقطه قوتك انك لوحدك ومش متعلقه بحد ولا بحاجه
ماما، كعانه
ابتسمت نشوان وحملت ماريا وهي تعد الطعام بمنزل عمتها ببلدتها في يومين الإجازة، واردفت الى طفلتها.

خمس دقايق ياعيون ماما والاكل يجهز
صوت فتح باب المنزل واغلاقه، كان مهدى ف تسللت رائحه الطعام الذكية الى انفه ف اردف متهلله اساريره
ايه ياما الروايح دى، متقوليش انك الل عامله الاكل دا
ضحكت والدة مهدى واردفت إليه
بقا مش عارف تميز؟
عقد مهدى حاجبيه واردف
اميز ايه؟
خرجت نشوان خارج المطبخ وابتسمت لاول مرة منذ عهد الى مهدى واردفت
ازيك ي مهدى.

ابتسم قلبه قبل عيناه لها، وهم ب حمل ماريا واردف وصوته تختلج به نبرات الفرح
حمدلله عالسلامه يانشوان
تدخلت الام وهو ينظر لنشوان بسيل من الهيام والغرام
نشوان عملت حته عشا، اشترت وطبخت كل الاكل الل تحبه ماريا وابوك وانا وانت
تعجب مهدى ونظر لوالدته ونظر لنشوان
وانا كمان!
اردفت نشوان بهدوء
ياسلام! وانت كمان طبعا
قبل ماريا بوجنتها وهو ناظر الى نشوان واردف مصوب عينه لعيناها
حمدلله عالسلامه ي وجع قلبي كله.

سمعته نشوان ف دلفت الى المطبخ تتصنع حِجتها مراقبه الطعام، تعلم بعشق مهدى لها حد الجنون
ولكنه شخص غير مؤهل لها ولمسؤليه طفلتها، ادركت ايضا من احدهم ذاك المخرج التليفزيونى ب أنه شغفه نحوها يقوده إلى الرباط الشرعى ولكنها رفضت!
طريقه غير طريقها وقلبها لم يتعرف إليه برغم انه صاحب الفضل عليها حاليا ولكنها غير مُجبرة على قبول دعوته للزواج من باب رد الجميل!

اما عن زين، مجهولها الذي لا تعلمه وتتهرب بعيداً كى لاتعلمه ولا تواجهه بيوم من الايام.
كانت شاردة دلف اليها مهدى مبتسم ويردف لها
هستحمى والبس لبس نضيف وانهاردة السجاير مش هتدخل بوقى خالص وانا فالبيت وانتو هنا
بس ترضى عنى.
قالها وهرول بعيداً ك طفل يخبر امه ب انه سيذاكر كى يلفت انتباهها اليه بنجاحه البعيد ويخاف رد الفعل ككل مرة!

اما عنها ف جميعنا نخفي بداخلنا مواقف مؤلمة لانتحدث بها ابداً نحاول نسيانها نبتعد عن أماكنها وربما أحيانا نتغير على أشخاص لأنهم جزء منها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة