قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل السادس عشر

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل السادس عشر

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل السادس عشر

هاى، غيرى صورتك دى لانها مش لايقه عليكِ، حطى واحدة تانية أجمل بجمالك
كانت هذه رسالة من عيسي الى نورهان على الواتساب اثناء ثواجدها بمحاضرة تلقيها الى طلابها، رأت اشعارها من الخارج وما لبثت ان انتهت حتى فتحتها ف ابتسمت وكتبت
المفروض اننا متكلمناش قبل كدا غير فالخطوبة، وداخل بعشم اوى اغير الصورة وبتقول رأيك كمان
ضغطت ارسال وثوان واتاها رده، ملصقات ضاحكه ومن ثم كتب.

ايوة بتكلم بعشم، مش انا العشماوى! وبعدين مش لازم نكون اتكلمنا اد جريدتين ورا بعض عشان اقولك ان الصورة مش لايقه، يكفى احس انها مش لايقه حتى لو دى اول مرة نتكلم فيها واتس!
ترجلت نورهان ناحية مكتبها وفي طريقها تلاقت عيناها ب اعين طالباتها وهم يتهامسون عليها ويتغامزون ولكنها لم تهتم ب امرهم، ارادت التركيز مع محادثة عيسي الآن.

ولجت الى مكتبها وطلبت كوب الكابتشينو وشطيرة جبن ف محاضرتها كانت فالصباح الباكر وذهبت مسرعه الى الجامعه من دون تناول إفطارها.
فكرت فيمَ عليها الرد، ف سطرت في رسالة
وانت شايف انها مش لايقه ليه؟
يااااه كل دا عشان تردى، دنا نمت منك
ضحكت بشدة وارسلت ملصقات مضحكه ف كتب هو
عشان ياستى باصه بعيد وشاردة وعيونك حزينه، اه انعكاس الشمس حلو على لون عيونك بس برضو
انا مخرج وبفهم فالزوايا والبروفايلات.

ماشى يا استاذ عيسي يا مخرج. هعمل بنصيحتك
معطلك عن حاجه بكلامى معاكِ؟
تنحنحت نورهان واتى فطورها، ارادت ان تغلق المحادثة قبل الاسترسال اكثر من ذلك ولكن بطريقة ذوقيه فكتبت
لاء بس انا كنت بفطر، كان عندى سيكسن الصبح بدرى
شكلك بخيلة. طب حتى اعزمى
ضحكت نورهان، تريد ان تغلق محادثته ولكن هو من يفتح الموضوعات في كل مرة.
اتفضل
هتفطرى ايه
سندوتشات جبنه تركى وكابتشينو
جبنه تركى، انتو من اسكندرية صح
اها.

هما هناك يقولوا عالجبنه الرومى تركى، انا بحب اسكندرية والاسكندرانية اوى
من ذوقك الطيب
صمتا الاثنين ف كتب عيسي
طيب اسيبك تفطرى وابقى غيرى صورتك
ماشى
انا مش متطفل والله، ولتانى وتالت مرة انا مش بعاكس. بس بجد الحزن متخلقش عشانك
يلاا سلام، صباحك فل
اغلقت نورهان المحادثة واخذت تفكر ب امر الدقائق التي مرت في صورة كلمات عادية من شخص لاتعرفه دخل حياتها بطريق الصدفه!

بعض الأرواح ضمادات بشرية. بسمتهم، وجودهم، تفاؤلهم، تفهمهم، تراحمهم،
تضيف إلى حياتنا الأمل، حتى لو ان لم يتم ولا يحين اللقاء بعد. ،
ممسكه اميرة بهاتفها تتصفح الفيس بوك وآخر الاخبار حتى انبثقت رسالة من تطبيق الماسنجر لاحدى صديقاتها القدامى تعاتبها على عدم السؤال والزيارة من وقت م تركت منزل والدها والمكان ب اكملة.

بين سؤال وجواب، اطمأنت اميرة الى حال صديقتها وحال باقى صديقاتها عندما سمعت اخبارهن منها، اما عن اميرة فهى اخبرتها بالقليل عنها، لاتريد خلط ماضيها ب حاضرها الآن
هى تعمل بنصيحه قلبها وعقلها في آن واحد، من دون ان تزعج احداً او يقتحمها احد لاتود في وجوده ثانية فالجزء الثانى من حياتها التي اختارتها.

دلف الى المحل بعض الفتيات يتضاحكن من الواضح انهم اصدقاء، يريدون شراء باقة زهور وبعض الهدايا الفضية. فقد تعاونت اميرة مؤخرا مع فتاة تصنع الفضة وتشكلها بيدها صنع يدوى وتقوم بييعها أيضاً بالمحل
فالفتيات يعشقون هذا والفتيان تفضل ماتفضله الفتيات في شراءه ك هدايا لهن!

اختارن جميعا الباقه والهدايا لاحداهن بمناسبة عيد مولدها، صنعت لهم اميرة الصندوق الذهبي كما تسميه وهو الذي يحمل صور تلتقط وتخرج ورقية في نفس الوقت بالتعاون مع فتاة اخرى حديثة التخرج وتعمل على ابراز موهبتها فالتصوير وان تعمل أيضاً.
صممت الصندق اميرة وجهزت الباقة والحِليات الفضية وخرجن الفتيات اصوات ضحكاتهم تملأ ارجاء المكان وهذا ما كانت توده أميرة!

على آنية صنع القهوة، صنعت اميرة قهوتها بحرفية معروفه عنها وسكبتها بهدء في فنجانها وحينها دارت اغنية فيروز سألتك حبيبي ل وين رايحين فجلست تحتسى قهوتها ممسكه بالهاتف تتصفح خاصية للفيس بوك الا وهي ذكريات حدثت في هذا اليوم
قرأت عدة منشورات فالسنه الماضية والتي قبلها وقبلها، حتى وصلت الى منشور صورة تجمعها ب زين
خارج عيادة ل طبيب معروف تضحك وتخرج لسانها خارج فمها وهو يقوم ب احتضانها ومدون فوقها.

للذكرى، انت اقوى إنسان فالدنيا، انت الزين يا زين!
رفعت اميرة وجهها عن الهاتف ورجعت بذاكرتها الى هذا اليوم.
عودة إلى الماضى
بعد وقع الكشف علي زين من قبل الطبيب، كانت تنتظره اميرة على مقعد امام مكتب الطبيب
خائفه تريد معرفه مابه. ولكنها تتغلب على حدة توترها كى لاتقلقه اكثر فكانت ترسم الثبات امامه وفي جوفها قلبها يدق ك بندول ساعه لا يقف!

اعتدل زين يغلق ازار قميصه ومن ثم نهض وتحرك ناحية مكتب الطبيب، تنهد الطبيب واردف
زين بك، مفيش عندك اى حاجه بجد
كانت الابتسامه في طريقها الى ثغر اميرة ولكن قاطعها زين بقلق
اومال الحالة الل بتجينى ليه؟ ايه سببها
بانيك اتآك، بنسميها فالطب توتر وصعوبة فالنفس بسبب حدث قديم بيفضل معلق فاللاوعى
ولم بيتكرر بيحصل النوبة الل بتحصلك دى، لكن انت كويس جدا
لامست اميرة كف يده بحنو واردفت الى الطبيب.

يعنى هو مش بيعانى من نفس الل كان عمو خليل الله يرحمه بيعانى منه
نظر الطبيب الى ورق التحاليل والاشعات الذي أمامه واردف بثقه
التحاليل والاشعات على المخ وغيرها بيقولوا ان زين بك كويس جدا وبصحه احسن منى، هو بس متأثر بحالة والده مش اكتر لكن هو مش بيعانى من اى نوع من انواع المرض
ابتسمت اميرة اليه فبادلها هو بالابتسامه، تابع الطبيب واردف الى زين
مش حابب اشوفك هنا تانى، اتغلب عالبانيك دى انت مش فيك اى حاجه.

نهضا الاثنين. وترجلا نحو الخارج ف قام الطبيب بمناداة زين بمفرده ف انتظرت اميرة بالخارج لاتعرف ما الذي اخبر الطبيب به زين
ولكن خرج زين مبتسماً او يحاول الابتسام، قام بلف ذراعه على كتفيها واردف مداعبا اياها
انتِ امتى تطولى، مش عارف احضنك
ابتسمت اميرة واردفت
على فكرة بقا، البنات القصيرة دول قمرات، البنات الطويلة هبلة عالفاضى
امال زين ب رأسه على رأسها وهم في طريقهم الى سيارة زين واردف مبتسما.

على فكرة انتِ بقا، انا دايب فيكِ دوووب سواء قصيرة طويلة تخينه رفيعه، التراب الل بتمشى عليه دوايا وعلاجى
كانت انفاسه تدغدغ حواسها بالقرب من اذنها نظرت اليه نظرتها الطفولية، تلك النظرة التي تعشقها
فقالت برقتها المعهودة
دواك وعلاجك انا، يعنى مفيش دكاترة تانى خلاص!
حاول زين الابتسام مع ايماءه رأسه بالايجاب، فقامت اميرة برفع هاتفها امامهما واردفت بطفولية.

طب يالا سيلفى نفتكر اليوم دا ان خلاص كدا، زين زى الفل والل فدماغه اوهام وبس
كان يرتديا نظارتهما الشمسية، والعجيب ان الاثنين كانا يرتديا نفس اللون الاوف وايت في انعكاس الشمس
وملامحهم التي تشبه كثيرا لبعضهم البعض، وكأن وقتها التقطت اميرة صورة تجمع بين جمال الشمس والقمر في آن واحد غير مسبوق من قبل!
عاوزة افهم يعنى، انت ميّة ولا هوا ولا نت؟
اردف صالح ممتعضا من حديث هدير عبر الهاتف
لاء.

يبقا غور فحته بعيد عنى متقرفنيش مدام مش هتعمل الل عاوزاه
نهض صالح من مكانه ممسكاً بقلمه واخذ يدون على ورقة بالحائط وهو يحدثها
ياهدير اسمعى قبل م أفقد اعصابي واديكِ بالبونية ف وشك اول م اشوفك
متقدرش تعملها، هكون لبستك انا بحته روسية فدماغك تجبلك ارتجاج
اصبرى بس بدبش اهلك دا الله يخربيت لسانك الل عاوز قطعه ملاقتيش حد يربيكِ
عاوز ايه يا خايب الرجا
زفر صالح طويلاً واردف.

هبقا بضحك عليكِ لوقولتلك ماشى نتجوز، واخد متعتى منك وفالاخر اقلبك زى عربية الترمس القديمه
لأن انا مش بتاع جواز
وانا جو الصحوبية دا مش بتاعى برضو
طب عاوزين حل وسط
تأففت هدير واردفت
حلّوا وسطك يابعيد، بقولك ايه فكك منى لا نتجوز ولا نتصاحب انا مبسوطه كدا وانا لوحدى
وانت خليك بتاع صحوبية وجو دوج ابن دوج وتخرج مع دى وتسافر مع دى براحتك.

سطر صالح على الورق امامه على الحائط كلمه اكبر غبية فالعالم وبحبها واردف اليها
مينفعش يا غباء القرية
ليه يا زفت ايامى
عشان اتنيلت على عين اهلى ودى محصلتش فالتاريخ، وحبيتك!
تركت هدير الهاتف من يدها واخذت ترقص بشدة في غرفتها وعلى الجهة الاخرى صالح ينادى
الو، الووو، انتِ يابت يا جزمة فينك. الوووو
تناولت هدير الهاتف ب انفاس متقطعه وهي تلهث واردفت
ايوة عايز ايه.

هو انا واقف قدام كُشك عاوز ايه؟! اخلصى وشوفيلنا حل يارب تموتى
مانا لو متت هتتعذب عشان حبتنى ولم تقم ب إسعادى
عض صالح على شفته السفلى بنفاذ صبر واردف
ايه إسعادك يا إسعاد يونس؟
نتجوز!
يييي، م ي بنت الحلال ممكن اتجوزك شهرين واقلبك
وليه تقلبنى جاتك قلب معدتك، ماهو ممكن نكمل طالما بتحبنى
ماشى بحبك، بس انا مش بتاع جواز ومسؤلية وعيال وبيت، الجو دا مش بتاعى
اخذت هدير تنبش في شعرها ب اصابعها تفكر واردفت.

عارف المصيبة، ان انا كمان مبحبش كبت الحرية زيك كدا ومبحبش جو المسؤلية ومبحبش الاطفال مش هعرف اربي حد
اردف صالح لها ساخراً
ايوة طبعا كفاية انك مش متربية
اتلم عشان مش اوريك المش متريية دى ممكن تعمل فيك ايه
صمتا الاثنين، ف اردف صالح
بصى، انا شكلى فعلا مبقتش عارف استغنى عنك ودى شكلها دعوة حد عليا الل هو روح الهى تقع فبلاعه معفنه ماتعرف تطلع منها. ف معلش يعنى رجاء نفكر فحل وسط عشان نعرف بعد كدا نتعامل سوا.

ابتسمت هدير وهي تصنع بيدها علامه الانتصار وتردد بخفوت Yes,Yes
ممم طب طير ونبقا نفكر على رواق بقا بعدين، سلام ياصالحوتشى
ارزززع! ايوا بقا ياقلب صالوحتشك يالاهوى عالدلع ياناس
امسكت هدير بطرف خصلة من خصلات شعرها الاماميه واردفت
حلوة يا صاصا
عثثثل يا عيون صاصا
انقلب وجهها وكشفت عن انيابها واردفت
طب يلا غور كفاية عليك كدا، سلام
امتعض وجه صالح واردف
سلام يابومه!

اغلقت الهاتف ودلفت الى غرفه روان ف وجدتها تقوم بتحضير حقيبة ملابسها ومعها ماريا ابنة نشوان تجلس على فراشها وتلعب ب العابها
ايه دا انتِ مسافرة يا رونى؟
كانت تضع روات ملابسها واجابت هدير في عجلة من امرها
ممم، مسافرة السُخنه يومين مع بيبي
التوت شفتى هدير واردفت لها
بيبي! بيبي مين؟
فارس ي هدير
ااااه فارس، ومالك مستعجلة كدا ليه
احنا ماشيين بليل. بس لسه ورايا حجات كتير جدا معملتهاش.

عقدت هدير ذراعيها امام صدرها واردفت
ومسافرة وحدك معاه يا روان، مينفعش ي ام راس بخاخه
يوووه هتدينى درس فالادب زى نور، فيها ايه يعنى
امسكت هدير روان من ذراعها وتحدثت معها بحدة
ايه الل فيها ايه، طبعا مينفعش انتِ متخلفه
متخافوش مش هيغتصبنى، متخلنيش احس انك انتٌ كمان غيرانه منى ي ديدى
تشدقت هدير بشفتيها واردفت
اغير! اغير منك ايه يا عبيطه انتِ، ولانورهان هتغير ليه هي بتنصحك.

نورهان غيرانه عشان فارس بيحبنى انا ولقى نفسه معايا مش معاها وزعلانه اننا مبسوطين سوا
لكن وهي معاه كانت كتلة كآبه لحد م جابتله مرض نفسى
هزت هدير رأسها يميناً ويساراً وهي تضرب كفها ب كف متعجبه منها واردفت
انتِ الل عاوزة مستشفى امراض عقليه بحالها
نظرت هدير ناحية ماريا واردفت
ايه الل مقعد البنت دى هنا؟ هي مش بتروح حضانه ومامتها فالشغل؟
جلست روان تداعب ماريا وهي مبتسمه.

انا بعشق البنوتة دى موووت، قولت لنشوان خليها معايا انهاردة نلعب سوا عشان مش خارجه لحد م نسافر بليل
ممم طب للل جابلك ياختى يخلى لك
قالتها بسخرية، بينما رن هاتها ب رقم غريب ف اردفت
الرقم دا كل شوية يرن..
ضغطت زر الاستجابة
ايوة، ايوة انا هدير مين
على الجهة الاخرى
ايوة ياهدير، انا عمتك زينات
التوت شفتى هدير واردفت
نعم ياعمتى، جبتى رقمى منين وعاوزة ايه.

يابت بلاش قلة ادبك دى انتِ لسه زى م انتِ كدا لسانك مترين ومتبرى منك
تأففت هدير وترجلت للخارج واغلقت باي غرفه روان وهي تتحدث
يوووه ادخلى فالموضوع ع طول ياعمتى عاوزين ايه، وحبتى الرقم منين
ولاد الحلال جابوه بعد م طلعت عنينا. وبعدين بكلمك اتطمن عليكِ يابنت مريم ايه متصلش!
جلست في الشرفه وانعكس ضوء الشمس على ملابسها واردفت بالمبالاه.

لا متتصليش ياعمتى، انا اصلا ماليش صلة بيكم ولا ليكم صلة بيا من زمان، ايه الجديد
يابت بيجرى فعروقك ميه! معقول محنتيش لحد مننا تشوفيه ولا يشوفك، ياساتر على جحودك طالعة لابوكِ
نهضت هدير من مكانها في حركه متوترة واردفت بشئ من التعصب
اخرتها ايه اسطوانتك دى، لاء محنتش لان ببساطه انتو مش اهلى ولا تصلحوا تكونوا اهل لحد، الخلاصة عاوزين مصلحه اكيد عشان كدا بتتصلوا صح.

ولا مصلحه ولا حاجه، احنا سمعنا ان بقالك فترة شغاله فحاجه كبيرة وحالك انصلح جبنا رقمك وقولنا نتطمن يابنت فؤاد لكن اقول ايه العرق دساس
والله فؤاد الل بتشتميه دا ياعمتى يبقا اخوكِ ولو هو واطى زى م بتشتمى وانا طالعاله اكيد انتِ هتكونِ نفس الدم ولا احنا فصيلة وانتِ فصيلة
ي
ياساتر على لسانك الل زى المبرد، يابت حتى كلمه وحشتينى ياعمتى ماقولتيها دنا الل ربيتك.

كانت تربية زفت وحصدت نتيجتها ياعمتى ازواج وافراد، ف ابعدوا عنى كدا بالمعروف ومتسألوش عنى تانى
والخط هغيره واعتبروا هدير ماتت زى امها، وراحت مع الل راحوا، سلام!
اغلقت الهاتف وهي تتأفف وتصب لعناتها عليهم، من اين اتوا برقم هاتفها؟ فقد مر الكثير على تركها إياهم. ماذا يريدون منها؟ نظرت إلى السماء بلا حيلة تريد تركها وشأنها فقط.

كانت تتزعم التجاوز والتناسى، ولكن سريان دماء عروقها دماؤهم مهما حدث. ‏رفقاً بها أيتها الحياة
فليست كل محاولات العبور تعني التجاوز!
حدث نفسك في خفوت، واجلها سريرتك التي لاتحدث بها اى شخص أى أن كان. بعض القرارات رضا للعقل وألم للقلب.

كان زين ب اجتماعه الاسبوعى بكل اقسام الشركه، يتحدث مشيراً الى كل قسم ماذا عليه فعله استناداً إلى مهام جديدة فقد تم ب حمد الله تجاوز المحنة السابقه التي مرت على الشركه وكادت تهدم اساسيتها التي بُنيت منذ اعوام.
يشرح مستخدماً كلتا يديه، اصابعه ويده متنفضه عروقه واوردته بها. نظارته الطبيه على عينيه البراقتين.

ابتلاعه لريقه كل فتره وتحرك تفاحه ادم من مكانها صعوداً وهبوطاً. ابتسامته حينما يلقِ احدهم نكته وسط الاجتماع ك تخفيف حدة توتر الوقت، نظرته الثاقبة حينما يقوم احدهم بطرح اقتراح لايعجبه.
كل هذا يدور ب رأس نشوان وهي معهم بالاجتماع، تحاول ان تلهى نفسها عنه ولكنها لاتستطيع. إلا أن وجه إليها سؤالا على حين غرة
كدا تمام يا استاذة نشوان؟
انتبهت ف اردفت بجدية قدر الإمكان
اه طبعا يا مستر زين.

طيب كدا اجتماعنا خلص، يالا على مكاتبكم
نهض الجميع ونهضت نشوان، فقام زين بمنادتها
استاذة نشوان. دقيقة من فضلك
توقفت نشوان بينما خرج الجميع، اقتربت ناحية مكتبه ف اردف لها
الشغل الايام دى مش عاجبنى فالقسم بتاعك، محبتش اقول كدا قدامهم لان مرة حصلت منى عيطتِ ومحدش عرف يسكتك
ابتسمت نشوان لدعابته ف اكمل زين
انا عاوز اعرف ايه الل مشتتك كدا، حتى فالميتينج كنتِ سرحانه او مش مركزة
فيه شئ يخصك موترك؟ البنوتة كويسة؟

حاولت نشوان التماسك امامه، قلبها ينتفض بشده. لاول مرة بحياتها تشعر هذا الشعور
لاء مفيش حاجه، ومتأسفه لتراجعى فالشغل الفترة دى، مش هتتكرر حضرتك تانى
اومأ زين ب رأسه متفهماً واشار لها
ماشى. تقدرى تتفضلى
ترجلت نشوان الى مكتبها، شاردة، فى صوته في شعوره بها حتى وان كانت الى ان مجرد احدى موظفات عمله لا اكثر، انه الشخص الوحيد الذي عاملها ب لطف دون أن يريد شيئا منه مقابل ذلك!

شخص يُحسن معاملتها لوجه الله فقط, يقوم بتشجعيها ان قامت بشئ محمود، ولا يقوم بتوبيخها امام احد ان تراجعت في انجازاتها حرصاً على مشاعرها.
آآه ياقلبي، بالله عليك تهدأ، طريقاً خاطئ لاتسير به ارجوك، استيقظِ يانشوان انتِ مجرد ارض عطشه لقطره ماء. لاتصبحى فريسة ساهلة لمشاعرك المهترأة، اصبرى وصابرى واحتسبي
لعل جزاؤك عند الله اكبر.
مين حاطط طاسه الزيت دى عالنار.

قالتها هدير بصوت عالِ إثر تناولها زجاجه المية تشرب منها من البراد الكهربائي، ف اجابتها روان
انا هعمل بطاطس شيبس ل ماريا عشان جعانه
غباء غباء ماشاءالله عليكى يا دوجه انتِ، كنتِ طلبتى لها من برة لسه هتعملى
معرفش بقا اهو الل حصل
سمعت روان صوت هاتفها فقفزت في مكانها وتركت ماريا على الارض وقالت
فاااااارس بقا يا سكر بودرة حيااااااتى
هرولت ناحية غرفتها واغلقت الباب، التوت شفتى هدير وتمتمت ساخره.

فارس سكر بودرة! بتحب فكحك العيد، انا اروح اخد دش وانزل
ذهبت كل واحدة منهم الى مقصدها وتركوا الصغيرة وحدها بالمطبخ!
وبتحبي تسمعى لمين كمان؟
ابتسمت نورهان وكتبت عبر رسائل الواتس اب
عايدة الايوبي، كاظم الساهر، كدا
اتتها رسالة من عيسي على الفور مكتوب بها
ايه دا بس الناس العميقه دى، لا احنا مش ادكم يا دكاترة احنا مخرجين بتوع فن وهشك بشك
ضحكت نورهان بشدة، ف ارسل عيسي.

انا بعشق تامر حسنى بشعر صدره وبابا غنوجه وفتحه قميصه
لاء تامر مبسمعلوش
طبيعى شخص بعمقك هيسمع كل مرة اشوفك فيها ببقا نفسى اا اا
لم تستطيع نورهان ان تتماسك اكثر وهي في المطعم بالخارج تنتظر وجبه غدائها وضحكت بشدة مما جعل ممن حولها ينظرون لها
حرام عليك متضحكنيش انا برة
يانهار ابيض، انتِ مش فالجامعة؟
لاء طبعا خلصت شغل ورايحه اتغدا، متخيل بنتكلم بقالنا كام ساعه؟
على الجهة الاخرى ابتسم عيسي واردف.

مش عارف، بس محستش بالوقت، اوعى اكون مضايقك
ترددت نورهان قبل ان تكتب هذه الرسالة ومن ثم تشجعت وكتبت
بصّ، من غير زعل. انا عادة مبتكلمش كتير وات اب وفيس وكدا، ماليش فالجو دا
يمكن دى اول مرة اعملها فحياتى، حتى اما كنت مخطوبة قبل كدا
تعجب عيسي ورفع احدى حاجبيه وكتب
انتِ كنتِ مخطوبة قبل كدا؟
اه. مرتين
عجيبه
ايه العجيب ف كدا
مين جوز الحمير دول، معلش يعنى.

هنا غرقت نورهان في نوبة ضحك مستمرة، لم يسبق لها ان تضحك من قلبها هكذا
حتى بعثت له رسالة صوتيه هذه المرة
بجد خليت شكلى وحش انا برة واول مرة اضحك الضحك الهيستيرى دا
ابتسم عيسي بشدة حينما سمع صوتها، واعاد التسجيل عدة مرات ومن ثم اردف لها مسجلاً رسالة صوتيه هذة المرة وقال
ينفع احلف على مصحف انى مش بعاكس وكتاب الله، صوتك فالريكورد حلو اوى اوى اوى.

سمعت نورهان صوته، تكاد تصدقه انه لا يقوم بمغازلتها، هى تعرف هذه الطريقة من بعض الشباب فقد اتعرضت لها كثيراً ولكن هذا ال عيسي، يتحدث صدقا من قلبه
صوت صرخه طفلة، خرجت هدير بمعطف الاستحمام تتساقط منها المياة وخرجت روان الى المطبخ
ل يجدوا ماريا مطروحه أرضاً مغشى عليها والزيت الساخن منكب على احدى قدميها
صرخت هدير
يانهااااار اسوووود، البت اتحرقت يخربيتك ع بيت فارس
ضمتها روان وهي تصرخ من الخوف والمفاجأة.

هعمل ايييه هقول لمامتها ايه
قومى انا هلبس اى حاجه ويالا هشغل عربيتى ونطلع ع مستشفى البت هتروح مننا منك لله دى امانه
هرولت هدير ترتدى اى شئ بخزانتها غير منتبهه لاناقتها الآن، اما عن روان ف بملابس المنزل كانت تحتضن ماريا، اتت بهاتفها تخبر نشوان
الو، نشوان، الحقينا
هبت نشوان واقفه من مجلسها قائلة بفزع
ايه! بنتى! بنتى!

هرولت ناحية الخارج والكل يسألها ما الذي جرى وهي لاتجيب حتى اوقفها زين الذي كان في طريقه إلى مكتبه الرئيسي
فيه ايه يانشوان
تنهمر دمعاتها وهي تخبره
حضرتك اذنلى بنص يوم انهاردة، بنتى هتروح منى
ظهرت علامات الذعر على وجه زين واردف لها
مالها بنتك
مفيش وقت حضرتك لازم الحقهم
طيب انا هوصلك.

هبط معها واستقلت معه سيارته تبكى وترتل من آيات القرآن ماتيسر على لسانها ينجى طفلتها، كان ينظر لها مشفق لحالها كثيراً حتى وصلت إلى المشفى التي وصفتها لها روان
هبطت وصعدت دون ان تقوم بشكره حتى، كادت ان تتعثر عدة مرات من سيرها بعشوائية وخوف
نظر ناحيتها بحزن وادار مقود السيارة يعود إلى العمل ثانية.

اما عنها فقد وجدت هدير وروان بالخارج، وصوت صرخات ماريا بالداخل يقومون باللازم معها، ف انتابت نشوان حالة من الجنون
بنتى، صوت ماريا دا، دا صوت مارياا
قامت هدير ب احتضانها وكانت هذه لاول مرة يتلاقى الخطان المتوازيان، دفعتها ب احضانها دون التحدث والاثنان تتحدث دمعاتهمها، اما عن روان فكانت تحتضن نفسها بعيداً تبكِ تعلم انها السبب ولكن ماذا عساها ان تفعل، فقد قدر الله وماشاء فعل!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة