قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني

علبة من علب مساحيق التجميل كانت تتناولها نورهان وتضع منها القليل على وجهها، ومن ثم تناولت قلم احمر الشفاه ووضعت منه لمسه بسيطه وقامت بتعديل انسياب شعرها على ملابسها واعتدلت تنظر لنفسها نظرة أخيرة أمام المرآة وتنظر نظرة كُليه لمظهرها كاملا. شعرها المتهادى على اكتافها ثوبها الانيق المرتب، سحبت حقيبتها وهمت بالنزول.

اثناء خروجها من غرفتها قابلت روان وفي عيناها النُعاس تقاومه ممسكه بكوب ماء تشرب منه ف اوقفت شقيقتها بسؤالها
نازلة ولا ايه؟
اه م انتِ فالبلالا، هحضر مناقشة زميلنا استاذ عمر العدوى
حكت روان ب رأسها تتذكره وتركت الكوب مكانه وقالت
اااه، يعنى فيها مرواح للقاهرة، طب بقولك ايه هاتيلى معاكِ مارشميلو كتير اوى بصّى كتير جدا
نفسى ريحاله بغبااااء معرفش ليه
وقفت نورهان وعقدت ذراعيها أمامها وقالت بسخرية.

نفسك ريحاله اوى، ايه حامل ولا إيه؟
هيهيهي دمك تقيل، هترجعى امتى
نظرت نورهان الى ساعة اليد خاصتها واردفت
معرفش، بس اتغدوا انتِ وماما انا شكلى هتأخر، سلام
رحلت نورهان، ودلفت روان إلى غرفتها مرة اخرى تنعم بقسط من النوم مرة ثانية.
استقلت نورهان سيارة الاجرة متجهه إلى القاهرة، وفي الطريق كان قلبها يرقص فرحاً أخيراً س تراه!
سترى من ينطرب القلب فرحاً حينما تنظر إليه او تستمع إلى كلمة من كلماته، ذلك الفارس!

فارساً لقلب دقاته مجهوله بالنسبة له، فهو لايعلم ب حب نورهان المدفون داخلها ولم تقصه على أحد.
فارس هو يعد زميلاً لنورهان وروان في فترة الجامعة، كان يكبرهم بعامين وكان شاباً متميز ومجتهد
كان من ضمن قائمة الاوائل لدفعته كل عام حتى وصل الى ان يكون مُعيدا وحاليا في طريقه ان يكون استاذا بعدما يسجل درجة الدكتوراة.

تأكدت نورهان من شكلها قبل ان تدلف الى الجامعه وخاصه الى القاعه التي بها المناقشه، ولجت إليها وعيناها تترقب المكان كله تبحث عنه ولكنه لم يكن هناك!
جلست وحضرت المناقشه كاملة، ولكنها كانت تنتظر قدومه بفارغ الصبر ف هي تعلم انه صديق مُقرب لصاحب الرسالة التي يتم مناقشتها الآن وعلى هذا النحو هي اتت بالفعل من بلدها الى هنا.

إنتهت المناقشه، وهمت نورهان بالرحيل بعدما فقدت الأمل. قامت بمصافحه زملائها وتبادل الابتسامات ومن ثم بعدها قررت ان ترحل وتستقل اقرب سيارة اجرة وتعود الى حيثما أتت.
دكتورة نورهان!
التفتت نورهان إلى صوته الذي تحفظه عن ظهر قلب مبتسمه
دكتور فارس، ازيك
كويس انى لحقتك، انتِ كنتِ ماشية؟
اه حضرت المناقشه وبسم الله ماشاء الله كانت ممتازة
للاسف ملحقتهاش وعارف ان عمر هيزعل منى دلوقت.

ابتسمت نورهان له وقامت بالرد عليه
لاء دكتور عمر اكيد هيقدر الظرف بتاعك
ابتسم فارس ونظر إلى الخلف ونظر إليها مرة اخرى
طيب انا هروح اهنيه واحاول اظبط الموقف، انتِ هتمشى؟
آه
لو مش هأخرك، ينفع نشرب فنجان قهوة سوا فالمكتب
قالها بتلعثم وراجيا ان تقبل طلبه، فرحت نورهان كثيراً وردت بهدوء وقور
خلاص مفيش مشكلة، هستناك فالمكتب يا دكتور
ذهب فارس الى صديقه، بينما كانت نورهان تنتظر فارس وهذه اللحظة بفارغ الصبر.

بعد وقت. دلف فارس إلى مكتبه بقاعة هيئة التدريس بالجامعه وكان خلفه العامل يضع فنجانين من القهوة وانصرف.
ازيك يا دكتورة
ابتسمت نورهان وقالت برقة
لسه مش دكتورة يا دكتور فارس
بس على مشارفها، وبعدين انا كمان لسه مش دكتور
ضحكا الاثنين ضحكه بسيطه وقورة ومن ثم أردفت نورهان
بس الل سجل الماجستير وفطريقه للدكتوراه، غير الل محتاس ف الرسالة اصلا
متقلقيش، ولو عايزة اى حاجة انا موجود.

ابتسمت نورهان وتناولت فنجان القهوة ترتشف منه، اما عنه كان يصوب النظر ناحيتها وهو يضع فنجانه وبادر بسؤالها
روان عاملة ايه؟
كويسة الحمدلله
وعاملة ايه فالتيك توك بتاعها
ايه دا انت متابع الهبل الل هي بتعمله دا
امسك فارس هاتفه مبتسماً ووجهه ناحية نورهان يريها شيئا وهو يقول
انا متابعها ع فكرة
تعجبت نورهان وهي على ابتسامتها ف اوضح لها هو.

بتعحبنى عفويتها، وروحها وطريقتها، الل يتعامل معاكم انتو الاتنين مستحيل يقول توأم
انزلت نورهان واحدة من ساقيها التي وضعتها فوق الاخرى وقالت وهي تهم بالنهوض
بعد التقاليع وشعرها والحاجات الل عاملاها ف وشها، مبقيناش شبه بعض لاشكل ولا شخصية
نهض فارس أمامها واردف
ليه مستعجلة كدا؟
يدوب عشان هيستنونى عالغدا
طيب ابقى سلميلى عليهم
يوصل
وإن خمدت النيران فدخانها يُصيب!

يابنتى كان لازم يعنى تفضحيه، م كان كفاية الل عملتيه فيه ومشيتى اهو داير فالبلد كلها يقول إنك سرقتى المحل وعاوزة تغطى على عملتك
رفعت نشوان نظرها الى تلك العجوز عمتها اثر احتضانها لطفلتها ماريا وقالت بصوت متهدج
عمتى، انا معملتش حاجه غلط، انا دافعت عن شرفى ومكنتش هخرج هربانه لازم افضحه عشان الناس كلها تعرف وساخته.

وهو يانشوان مكفكيش سلختيه بالنار وضربتيه كمان روحتى تعملى له محضر، اهو عملك محضر بالسرقه وخلى سمعتك زى الطين
احتضنت نشوان ابنتها ماريا بقوة وكأنها تستمد منها الأمان وقالت وهي تدفن رأسها في جسد صغيرتها
ربنا معايا ياعمتى، وهيوقف جنبي مش هيخذلنى ابداً. والبلد كُلها عارفه انى ست حرة وفحالى وبجرى على اكل عيشى وعيش بنتى وبالحلال. مش هسرقهم دلوقت وانا بقالى معاهم شهور اد كدا وعارفينى كويس.

ودى مش اول شوغلانه تروحيها وتمشى منها بمشكلة يانشوان!
كان هذا صوت مهدى، قادم من الخارج وجلس بجانب والدته متحفز ومنتظر رد نشوان عليه
ايوة يا مهدى مش اول شوغلانه، وكل مرة كان بيبقى فيه مشكلة وكلكم عارفين ليه
مرة ياكلوا حقى وميدونيش مرتب، ومرة يضحكوا علينا ويقولوا مشغل خياطه وهما عاوزين يشغلونا فالحرام من تحت لتحت والل كان عاوزنا نشتغل فالشغل وخدامين فالبيت للست بتاعته ومننطقش.

والله انت عارف كل دا يامهدى من غير ماتتريق وتحسسنى انى بتاعت مشاكل وفضايح
اومأ برأسه ب سخرية منها وطرق كفاً بكف متعجب منها، بينما كانت نشوان تهدهد على صغيرتها ماريا حتى نامت فنهضت تضعها بفراشها بالداخل. فسمعت همهمه ل مهدى مع والدته
متخليهاش تطلع تانى ولاتدور على شغل يا امى، سمعانى
يابنى وهو انا هتحكم فيها ولا ابوك، انت عارف نشوان ودماغها حجر صوان
لا دماغها حجر ولا بتاع، مفيش خروج يعنى مفيش.

وانت بقا الل هتتحكم فيا يا مهدى؟
خرجت تلك الكلمات من نشوان بعدما اراحت صغيرتها ففراشها وخرجت
م ترد عليا؟
اه انا يا نشوان، مش عاجبك
لاء مش عاجبنى، لان مش هييجى اليوم الل اقعد فيه فالبيت استناكم تشحتونى انا وبنتى تمن العيشه
اردفت العمة بحزن من حديث نشوان وقالت
ليه يابنتى كدا، هو احنا قصرنا معاكِ فحاجه؟
هرولت نشوان ناحية عمتها وقبلت يدها أسفا عما بدر منها، ولكنها تهم بتوضيح سوء الفهم الذي حدث.

ياعمتى والله م اقصدك، لا انتِ ولا عم جابر. انتو ربتونى وعلمتونى وجوزتونى وخلاص حملكم زاد اوى
انا ليا بنت ولازم اتحمل مسؤليتها واصرف عليها
اقترب مهدى واصبح مقابل لجسد نشوان وعيناه تتأجج نارا
وانا ابقا عم البنت دى، وهتكفل بيها
بجد! طيب ياريت، بس قولى يامهدى هتصرف عالبت دى منين
من الشم ليل نهار ومشيك مسطول بين الناس، ولا من الحشيش الل مش بيفارق جيبك.

ولا ماريا تكبر شوية واشغلهالك رقاصه للمساطيل الل بتقعد بينهم ترقص وتحاسبلك عالمشاريب
من دون سابق إنذار، قام مهدى بصفع نشوان صفعه مدوية على وجهها جعلتها تصرخ بقوه ف هرولت ناحيتها العمه قائله تنهر ابنها
ايه يامهدى! ليه بتضربها يابنى
كانت تضع نشوان يدها على وجهها تنظر إليه نظرة صارمه، بينما هو كان صدره يصعد ويهبط كأنه يلهث واردف.

لازم تتعلم الأدب، هي افتكرت ان مجدى مات وعيارها فلت ومحدش هيوقف ف وشها، بس لو مجدى مات انا موجود
كورت نشوان يدها ودبت بها على صدر مهدى عدة مرات وهي تتحدث بصوت مرتفع
ملكش دعوة ب مجدى الله يرحمه، ولا ببنت مجدى ولا بيّا من اساسه والقلم دا هدفعك تمنه يا مهدى
وخليك فاكر!
أنا مكتئب مش كئيب .
انت كتلة برود مش كئيب
لُطف الرد يجعل من الحزن ورد
يالطيف اللُطف يارب، والنبي انت الل ورد وكلامك ورد فيسكوز دا!

خليك على طبيعتك واللي هيشوفك بقلبه هيحبك وهينبهر بيك،
كونك تلقائي في زمن مليان تصنع ده يثبتلك قد إيه إنت صح!
وانت هامّك قلب ولا كلاوى! قاعدة شغاله اقرا واكراش على حلوف. دا حلوف مش ممكن يكون زينا كدا
كانت هدير تتصفح حساب صالح على الفيس بوك خِلسة وتقرأ كلماته وتعلق عليها وتسخر منها تارة، وتارة اخرى تحملق بصورة حسابه الشخصي تهيم بين عينيه وتتعمق في محاولة قراءتهم.

ظلت على حالها هذا، حتى شعرت بالنعاس ف اردفت متحدثه إلى نفسها
اقوم اخد شاور وانام بقا عشان رحلة بكرة
كانت تترنح ناحية خزانتها وهي تغنى بصوت منخفض إثر إحضارها ثياباً والمنشفه.
مالى شِغل بالسوق، مريت لِ اشوفك، حتى السمك بالمىّ مروى على شوفك
احضرت اشياءها وفي طريقها إلى المرحاض، فتحت صنبور الماء ولم تجد ماء!

زفرت بضيق وتوجهت بخطوات سريعه نحو الباب والغضب يكاد يمزقها. هبطت على الدرج حتى وصلت الى موظف الاستقبال بالفندق الصغير المقيمه فيه واردفت بصوت عالٍ
الميّه مقطوعه ليه؟ كُل يوم فالوقت دا تقطعوها بالساعات
رفع موظف الاستقبال نظره إليها وتحدث في لامبالاه
نعملك ايه يامزمزيل، غصب عننا مش بمزاجنا
تشدقت هدير بشفتيها تكرر ماقاله موظف الاستقبال وتحدثت بنبرة تحذيرية.

اسمع! تتصلوا بحد يجيب الميه تجيبولى الميه لحد فوق، تعملوا نداء عاجل لشركه المية
مش شُغلى، انا واحدة بطلب ب اقل حقوقى فالمخروبة دى وعاوزة مية حالا
يا مزمزيل لووعاوزة مية للشرب نتصرف ونشتريلك ازازتين ونظبطلك كل الحوار
طرقت هدير بيدها المكتب الخشبي الهالك وقالت بحزم
ازازتين ايه، انا عاوزة المية تيجى حالا وحوار قطع المية دا عشان تغلى تمن الاوضه ف مش هياكل معايا
ماشى!
فغر فاه موظف الاستقبال ومن ثم اردف.

لاء اذا كان كدا يا آنسة هدير فالمية مقطوعه ومعندناش حل، لو عندك انتِ حل اتفضلى!
هتفضل ماشى!
امسكت بزهرية قديمه موضوعه على المكتب المتهالك وقذفتها على الارض
ماشى!
صخب حفل الخطوبة مُقام بمنزل العروس، ويشاركانها الحفل زملاءها واصدقاؤها ومن بينهم صالح!
يقف بعيد نسبياً ممسكا بكأس يحوى العصير ويتراقص مع صوت المزيكا بشكل هادئ.
بتشرب ايه يا معلم؟!
رفع صالح الكأس وقال في اذن زميله
عصير اكيد مش ويسكى.

ضحك زميله ف دنى منه واردف
فكك بلا عصير بلا بتاع، خد
اعطاه علبه معدنيه كانز تحوى مشروب كحولى مخفف
ايه دا، بيرة!
دى خطوبة ياهندسة، هنقضيها عصير عاوزين نفرفش كدا
وهى الفرفشه لازم ب كدا يا مؤذى..
تدخل ثالثهم وهو يردف الى صالح
ياعم م تشرب، لاعندك مدام خايف تقفشك من ريحتها ولا اولاد يقولولك بابا السكير جه
ضحك صالح وحك ب انفه ب يده، حركه معتاده معروفه منه واردف.

انا حتى لو متجوز هعمل الل انا عاوزه، دا لو لاسمح الله يعنى
ولا ياصالح خليك كدا بلا جواز بلا قلبه دماغ
صمتوا الثلاثه، ومن بعدها كان احدهم عيناه تمشط ارجاء الحفل والمدعوين ومن ثم اردف
الموناليزا مجاتش
دنى منه الآخر وقال
قصدك مين، هدير!
هو فيه غيرها
لا دى متجيش، بتشوف الكل حثالة المجتمع يستحيل تيجى هذا الحفل المتواضع
قهقه الآخر وقال مشاركا صالح بحديثه.

هى بت مناخيرها من ازاز بس جاحدة بنت جاحد فورتيكه يا معلم، ولا ايه رأيك ياصالح
انتبه صالح للحديث واردف
على مين؟
على مين ايه، على هدير الل فطقم المضيفات فالشركة
ابتسم صالح ساخراً من حديثهم واردف
انا مش عارف ذوقكم زفت كدا ليه، انا مش بشوف هدير حلوة ياجماعه
امسك أحدهم صالح من كتفه وقال
لا ياصُلح اسمحلى، البت قنبلة موقوته وتتمنى انها تنفجر فحضنك
يابنى بطل وساخه، انتو تفكيركم دايما شمال كدا.

يمين ولا شمال، البت هدير مش عاجباك ف ايه
اومأ صالح ب رأسه بعدما ارتشف من المشروب الكحولى واردف بعدم اكتراث
عادى يعنى بشوفها عادية، وماليش احتكاك بيها بس البنات الل مناخيرها عاليه دى بتخنق منها
ف ي اتعامل واكسرهالها ي اتجاهلها تماماً
اشطا يا صاصا يا جاااامد
اقتربت احداهن من جمع الثلاثة وقالت وهي تنظر ناحية صالح
ايه ياشباب مش هتشاركوا فالحفلة.

انا لو شاركت صاحبة مراتى هنا وهبات عالسلم، خلينى واقف ع جنب احسن
ضحك الجميع ف قال الثانى
صالح الوحيد الل فهم الدنيا صح ومن حقه يشارك يابخته ابن المحظوظه
امسك صالح يد الفتاه وهم ب ان ينسحب من الجمع قائلا ونبرته يمتزج بها السمو
اتغاظوا زيادة بقا عشان هشاركها الرقصة الجاية وانتو اتفرجوا علينا ياشوية متجوزين
ذهب صالح مع الفتاة ورقصا سويا وسط الجمع الراقص من الثنائيات وف الوسط العروسان.

الحياة مجموعه من السقطات والأنكسارات والهزائم والمتاعب ومعهم انتصارات ومكاسب تحتاج صبرا وعنادا مع أنفسنا ومعها ستدرك تماما أن كل شيء يحدث في وقته تماما (من كتاب حكايات البُعد واللقاء)
ميرو، اميرة، انتِ هتفضلِ ماسكه الكتاب كتير وقاعدة منفضالنا
لم تنتبه اميرة لصوت رفيقتها، فقالت الاخرى
اه قولى كدا بقا، احنا جايين النادى ننزل نعوم شوية ونتمشى وسيادتك قاعدة بتاخدى تان ومسحولة قراية يابرونزية هانم.

اغلقت اميرة الكتاب بهدوء ونظرت إليهم ووجهها مبتسم
عاوزين ايه يا شلة الرغى
عاوزين نعرف، هتعملِ ايه ف الل جاى فحياتك؟
اعتدلت اميرة ف جلستها بعدما كانت ممدة على المقعد الشيزلونج امام حوض السباحة واردفت
الل جاى فحياتى بفكر اخليه ميشبهش الل فات بحرف واحد
هرولت احداهن مسرعه ناحية اميرة وجلست بجانبها
لاء بقا فسرى كلامك المجعلص بتاع الروايات دا وقولى كلام نفهمه.

يعنى عاوزة اغير كل حاجه فاتت واتعودت عليها عشان كانت لازم تحصل مش عشان انا عاوزة
نظرت إليهم فاغرات افواههم لها ف علمت ان لم تصل الرساله بعد، ضحكت واردفت مستعينه بكلتا يداها
بصوا، هغير اميرة القديمه بعيشتها والناس والصحاب، عاوزة الحق اعيش بطريقه حباها
قالت احداهن
يعنى ايه؟!
ردت الاخرى عليها قبل ان ترد اميرة
الل فهمته ان أميرة عاوزة تسيب البيت ل اونكل!
نظرت الى اميرة واومأت تتابع حديثها
صح ولا ايه؟

رجعت اميرة بظهرها إلى الخلف، وقالت في ارتياح
هسيب البيت، والناس، هعمل الل تحبه اميرة وبس
وهتسيبينا يا اميرة!
نظرت اميرة ناحيتهم وقالت
ممكن مكونش دايما معاكم، بس هكون معاكم متواصله دايما
انا بس عاوزاكم تساعدونى ان القى نفسي الل ضاعت بايدين كانت بتحركنى ومكنتش انا
ممكن!
نظرن كل واحدة منهم للاخرى وعادو بالنظر إليها ثانية يتأملون ردات فعلها عساهم يفهمون شيئا مما يدور ب رأسها.

صوت طرقات على الباب، مرة، الثانية، فُتح الباب في المرة الثالثه
عيسي بيه يانجومية
ابتسم عيسي وقام ب ادخال مساعده وهو يفرك في عيناه. اردف مساعده
انت كنت نايم وللا ايه
ااه
طب فوق كدا عشان فيه كلام جميل جاى عشان اقوله لك، برنلك من امبارح مش بترد
أردف عيسي إليه وهو فطريقه الى المطبخ
هعمل براد شاى كبير وجايلك، عشان نفهم بعض انا اصلا نايم من امبارح.

كوبان من الشاى الممزوج بورق النعناع الأخضر، وجلس عيسي الى مساعده
عامل ايه يا ريس
امسك عيسي كوبا منهما واردف
عامل ايه، شحات وبائس ومفيش شغل ولا فلوس ومعفن هكون عامل ايه
لا ياعيسوى. لا يانجومية، برضو الفنان يقول كدا
اقول ايه ماهو ع يدك
كان ينظر المساعد الى ارجاء منزل عيسي وقال
ايجارها عالى الشقه الالاجا دى صح
اومأ عيسي رأسه بالايجاب، فتابع مساعده
طب م تسيبك منها وتأجر واحده فمنطقه محندقه ع ادك.

مينفعش ياحمار، الشقة والمكان بيدوا للواحد قيمه عشان انا ييجى شغل
اومال عاوزنى اسكن فعشة من عشش المناطق الل تحت السلم وابقا كدا المخرج الل محصلش
اسكت. اسكت خلينا نشرب كوباية الشاى
احتمال تبقا اخر كوباية شاى فالقبيله
ابتسم المساعد واردف بجدية
طيب م نعمل الل عاوزة المطرب الل اسمه الجن دا ونطلع بالسبوبة وخلاص.

بقولك ايه ياض يا شيطان انت، انا سمعت كلامك واتنازلت وبقيت بخرج كليبات لناس بتنعر مش بتغنى وقولنا معلش اول السلم وبقينا مخرجين وادى النتيجة جه واحد ميسواش 3جنيه وربع بهدلنا وعاوز نعيد الشغل الل طلع عنينا فيه عشان يعجب حضرته
ياريس طاطى للريح بس، كليب ل دا مطرب شعبي، وكليب لمطرب مع رقاصه مشهورة والعجلة تمشى والفلوس هتبقا للركب
امسك عيسي مساعده من قميصه بطريقه مضحكه واردف.

وهبيع بانجو امتى ياض هاه، نعمل كليبات لرقاصات ومساطيل وابقا ادخل فالكادر انقط صح
نقطنى بسكاتك واشرب وغور خلينى اكمل نوم
ياريس اسمعنى، دى وبس، حتى يبقا معانا فلوس ندفع الل علينا ونمشى لآخر الشهر وبعدين يحلها الحلال
امتعض وجه عيسي واردف
بص انا عارفك، هو نفس البُق المعفن بتاع المرة الل فاتت واتنيلت سمعت كلامك وخليت واحد يشتغل فالمجارى العامة يقولى يابو وحمه وهو شبه البطاطس المسلوقه.

طب خلاص اهدى، بس انا هحاول معاه ومع الواد المساعد بتاعه، وهخلى يطاطى ونمشى الكليب
صمت المساعد وعيسي ينظر إليه فتابع
ومش هخلى حد يقولك يابو وحمه، او يقولها بس فسره مرضى يابا؟
امسك عيسي الصنينة الموضوع عليها الاكواب وطرق بها جسد المساعد عدة مرات وهو يقوم بطرده
قوم ياض، قوم يامعفن، ودينى لانفخك يلا ياض من هنا
زين خليل السلطان! رشيد بك السلطان..
قاطع زين مسؤل ال HR ب شركة معروفه للتسويق واردف ب ثبات.

يبقى عمى
وحضرتك جاى تقدم على شغل عندنا وعندك مجموعه بضخامه مجموعه السلطان!
نظر زين الى الاسفل وابتلع ريقه فتحركت تفاحه آدم البارزة ب رقبته ورفع عينه إلى المسؤل واردف
انا كنت المدير المسؤل للمجموعه، وحاليا سيبتها وحابب ابدء بعيد
تعجب المسؤل منه، كيف له ان يترك ماله بالفعل ويأتي ليبحث عن عمل لا يساوى م كان عليه قديما ابداً. بادر زين بقطع الصوت المتحدث داخل هذا المسؤل.

لو فيه امكانيه بعد اطلاعك على اوراقى انى اتعين هنا دا شئ يسعدنى ولو مفيش ف..
طبعا فيه يا استاذ زين، بس الخوف ان استاذ رشيد يتضايق لو الموضوع دا وصله
ابتسم زين بوقار واردف
لاء متقلقش مش هيتضايق، هو على علم باللى بعمله، انتظر رد حضراتكم امتى
نهض المسؤل ومد يده لمصافحه زين بحفاوة قائلا
تنتظر ايه حضرتك، مبروك انت معانا يا استاذ زين من بكرة.
تبسم زين ب احراز اول هدف له من اهدافه بيسر ومن دون تعقيد.

وفى المساء، كان يتتاول قهوتة الثقيلة بشرفه الفندق المقيم به مؤقتاً حتى يعثر على شقة للإيجار، شارداً يتذكر ما مضى وماحدث وماترك، ويرى امامه رسم لما ينوى فعله وماهو قادم إليه حتى قطع افكاره صوت هاتفه يرن، احدهم اخبره ب انه وجد شقة مناسبة بمكان مناسب.
ايه رأيك ي استاذ؟!
كان يتجول زين بها، جيدة الى حد ما. الاجهزة التي بها، الفراش.

كان يتكلم بداخله انه سيغير كل شئ شيئا فشيئا فيما بعد، هبط لاسفل للتعاقد مع صاحب المنزل
نورتنا ياسعادة البية
اشكرك، نتكلم فتفاصيلها عشان الحق اعمل تشيك اوت من الفندق واجى
نظر مالك المنزل اليه لم يفهم شيئاً، ف اعاد زين حديثه مرة اخرى
يعنى التفاصيل ايه يافندم
انت هتاخد شقه بمنافعها، وبيتهيألى انها لقطه يابيه
مختلفناش، اتفضل قولى المطلوب ايه
من عنيا بس اشرب واجبك الأول.

بعد حديث لم يدوم طويلاً، اتفقا الاثنين ودفع زين بما يسمى ب العربون له وهم بالرحيل حتى يجلب أشياءه من الفندق، ف اوقفه الرجل قائلاً
انت مش متجوز يابيه مش كدا؟
اختلجت عضلة فك زين واردف بصوته الهادئ
لاء مش متجوز
اه يعنى عازب وهتسكن لوحدك، طيب تحب تؤمر ب اى حاجه
لاء متشكر
قالها زين ومن بعدها تذكر شيئا ف اردف
ممكن بس لو واحدة ست تنضف الشقه ووو
ضحك المالك بخبث وربت على كف يد زين قائلا.

متقلقش يابيه كله هيبقا تمام انت بس تؤمر وكله هيجيلك لحد عندك
تعجب زين من طريقة هذا الرجل، ومن ثم رحل في طريقه يجلب اشياءه من الفندق
وفطريق العودة اشترى بعض الاغراض اللازمه له.
صعد الى شقته ورتب اشياؤه، ولاحظ ان الشقة مازالت كما رآها لم يقوم احد بتنظيفها كما طلب وكما تعهد مالك البيت له.
رتب هو ما استطاع ودلف الى المرحاض تحمم ومن بعدها تناول وجبه عشاءه الخفيفه. وتوضأ وصلى.

وهو على سجادة الصلاة سمع صوت طرقات على الباب، طرقة ومن ثم الصمت ثم طرقه اخرى
ماهذا الارتياب!
نهض ورفع سجادة الصلاة بعيداً وهم بفتح الباب ف وجد سيدة ترتدى ملابس سوداء وووشاحا اسود تخرج خصلات شعرها المصبوغه صبغه رخيصه الثمن منه وضحكت ضحكة رقيعه واردفت
سالورد ياباشا، ياباشا البشوات كلها، هيهيهي
دلفت وخلعت ثيابها والذي تبين من تحتهم ملابس عاريه مثيرة تضوى ألواناً كثيرة، ف وقف زين مشدوهاً لايعلم ماهذا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة