قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثالث

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثالث

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثالث

طرقة ومن ثم الصمت ثم طرقه اخرى
ماهذا الارتياب!
نهض ورفع سجادة الصلاة بعيداً وهم بفتح الباب ف وجد سيدة ترتدى ملابس سوداء وووشاحا اسود تخرج خصلات شعرها المصبوغه صبغه رخيصه الثمن منه وضحكت ضحكة رقيعه واردفت
سالورد ياباشا، ياباشا البشوات كلها، هيهيهي
دلفت وخلعت ثيابها والذي تبين من تحتهم ملابس عاريه مثيرة تضوى ألواناً كثيرة، ف وقف زين مشدوهاً لايعلم ماهذا!
إنتِ مين؟

اقتربت منه وهي تتلاعب بالعلكه داخل فمها الملطخ ب احمر الشفاه ذا اللون الفاقع
مش زين باشا برضو! صاحب البيت كلمنى وقال انك عاوز واحدة
بس بصراحه اول مرة يستنضف، ايه القمر دا والريحة دى
عقد زين حاجبيه وامسكها من ذراعها بقوة كاد يعتصره وهو يردف بصوت مرتفع
انا قولت عاوزه واحدة تنضف البيت مش توسخه، بره بررره!
أى! بالراحه ياباشتنا، انضف البيت وانضفلك حياتك انت تؤمرنى بس متبقاش عصبي كدا.

دا حتى مسكتك لدراعى خلتنى مش على بعضى
قالتها وهي تغمز ب إحدى عينيها له، فنهرها وقام بسحبها للخارج واغلق الباب خلفها وهو يسبها ويسب مالك المنزل الملعون.
بينما كانت تتحدث الفتاه المشبوهه بصوت عالى من الخارج
طب دخلنى اخد صورة معاك وانت شبه الكابتن ديفيد بيكهام كدا، يابيه، ياراجل يا حلويات انت
جلس إلى اقرب مقعد وهو يتمتم بغضب
كُنت عارف ان بدايتها قرف!

كانت كلمات ماركوس أوريليوس صحيحه حينما قال لا يُمكن للمرء أَن يجد مأَوى أهدأ وأكثر سكوناً مِن روحهِ!
كان يجلس عيسي في اكثر مكان يحبه، على ضفاف نهر النيل بجانب المراكب الشراعية الصغيرة التي تتصاعد منها صوت الاغانى الشعبيه وافرع الاضاءة الملونة التي يعكس ضوئها على المياه وماحولها.
كُنت عارف ان هلقاك هنا
التفت عيسي خلفه وجد صديقاً له قد عملا سوياً ب احد الافلام السينمائية ويعمل أيضاً بالمونتاج.

ابتسم عيسي فور سماعه لصوت زميله واردف
تعالا اقعد، انت كنت بتدور عليا ولا ايه
كالعادة موبايلك مش بيجمع، ومحدش عارف يوصل لسكتك
نظر عيسي أمامه وقال في فتور
وانت عاوز سِكتى ف ايه؟
اقترب منه زميله وتحدث بجدية
مالك ياعيسوى، دا حتى انت فاكهة المعهد. فين الهزار والضحك
فين النكت والتريقة
نظر عيسي إليه قائلا بعينان ذابلتان
مفيش طاقه، خلاص، مبعرفش اضحك ولا اتريق ولا اهزر وانا فاشل مفيش شغل
مفيش حب مفيش ناس.

صمت قليلاً ثم اتبع
جيت من بلدنا وانا بقولهم بُكرة هبقا حاجه، مخرج كبير ولايوسف شاهين هتفرحوا ب ابنكم وهو اسمه على الافيشات والتليفزيون، جيت هنا لاقيت المرمطه على حق ربنا. يا تعمل الل عاوزينه وتمشى ضمن السكه الل ماشية، ياتبقى يمين بس تفضل لوحدك شحات مفيش 5جنيه فجيبك على بعض
ربت زميله على يد عيسي واردف
ايه ياعيسوى، انا اول مرة اشوفك كدا.

عشان هي بقت كدا ياصاحبي، كل حاجه مقفلة وكل حاجه مسدودة، حتى الحب فشلت فيه
وقالتلى معلش اصل شكلك غريب وخايفه اهلى ميوافقوش
حزن زميل عيسي ونظر للاسفل، ف امسك عيسي حجر صغير وقذف به فالنيل امامه وهو يردف ساخراً
هو ايه دخل اخلها فالوحمه عاوز افهم، وبعدين ايه شكلك غريب دى هي كانت شيفانى بعرج قدامها مانا واقف اهو
ابتسم زميله ف اكمل عيسي
الله يسامحك يا امى، انا عارف كان نفسك فيه ايه ومكلتهوش راح طلع فخلقتى.

نظر له صديقه بتعجب وهو يتفحص شكل -الوحمه-جيدا وهو يردف
اه صحيح، هو المفروض الوالدة كانت نفسها ف ايه وملاقتوش فطلع الشكل دا
سنجاب باين
انفرط صديق عيسي فالضحك بصوت عالٍ حتى جعله أيضاً يضحك من طريقته
والله م اعرف ولا هي عارفه، بطاطا محروقه ولا رجل معزة متعرفش كان نفسها ف ايه ومتحققش فلبسته انا
ياسيدى انا شايف انها مديالك شكل مميز عن غيرك، وكمان مش وحشه بالعكس
دى مميزاك ياعيسوى.

ابتسم عيسي قليلاً على مجاملة زميله، ف استطرد زميله حديثه
بُص بقا، انا كنت بدور عليك عشان افكرك بشغل كنا هنعمله سوا وانت نسيته، يمكن ربنا باعتنى ليك ياعم المأشفر عشان تفرج
نظر عيسي ناحيته وقال
شغل! شغل ايه
مش بقولك ناسيه
اوعى تقولى كليب هابط ولافيلم وثائقى عشان متخلنيش احدفك فالنيل هنا
اصبر متبقاش عصبي، فاكر مجموعة شركات التسويق الكبيرة الل كان عندنا فكرة اعلان ليهم.

وفعلا انت روحت وقابلت حد من المسؤلين وادالك ميعاد وبعدها اتلهينا ف تعب ابوك!
تذكر عيسي ومن ثم اكمل زميله
ايه رأيك نجدد العرض، اظن مفيش سبوبة احلى من كدا
مجموعة شركات السلطان!
ايوة، اضرب بدلتك وقولى امتى هتروح واروح وياك ونظبط
تذكر عيسي وامسك هاتفه واردف
انا ازاى كنت ناسي، انا معايا تليفون المدير التنفيذي للمجموعة
كور زميله قبضه يده ولكز بها عيسي واردف.

ياعم ومستنى ايه، يالا كلمه اوام، ولا اقولك انت لازم تتظبط قبل م تكلمه
ابقى مستحمى يعنى وحالق دقنى! امشى قوم عشان بدأت اتخنق من قعدتك
بقا كدا، كلتنى لحم ورمتنى عضم
ايه كلتنى لحم دى هو انا اغتصبتك ياض، اظبط كدا لاحسن الناس حوالينا تفهمنا غلط
جلس مرة ثانية بجانب عيسي وهو يضحك ويقول
انا بتكلم جد، اظبط دنيتك وفوق كدا وشوف هتقول ايه واتصل وحدد ميعاد.

شرد عيسي مبتسماً، ف ارتكز زميله ب رأسه على كتف عيسي وهو يكشف عن اسنانه فرحا ف نظر عيسي له مرة واحدة واردف مذعورا
انت مين؟
انا صاحبك ياعيسي مالك، قاعد معاك هنا من بدرى
طب كفاية عليك بقا الحبه دول، عاوز اقعد لوحدى
كده ياعيسوى، قضيت حاجتى من عند جارتى، كدا
امسك عيسي حجرا صغيراً وقذفه به ف هرول زميله بعيداً وهو يضحك، بينما عاد عيسي يفكر فيما دار بينهم الآن.

قُم بترديدها مع نفسك دوماً. من أراد هجرك، وجد في ثقب الباب مخرجًا. ومن أراد ودك، ثقب في الصخر مدخلًا. فشد انت وثاق قلبك وكن عليه رقيباً!
قبله حانيه على احد الوجنتين جاءت على حين غرة من اميرة الى والدها الجالس في شرفته ينظر إلى السماء ويحتسى قهوته بهدوء.
ممكن اقتحم سرحانك دا واقعد معاك؟
نظر والدها ناحيتها وابتسم واردف
طبعا
سرحان فيه ايه
فقرارك الل قررتيه، وكأن مشكلتكم الوحيدة كانت أنا.

عبست اميرة ب وجهها وقالت بوجه طفولى
بابي، ازاى تقول كدا، لا طبعا عمر م كنت مشكلتى ولا هتكون
اومال عاوزة تسيبينى ليه؟
مش عاوزة اسيبك انا بس..
قاطعها برده الحزين وهو يردف
خلاص، كرهتِ كل حاجه كدا؟ البيت واصحابك وكل الل اتعودتى عليه. حتى بابي!
بابي يا اميرة؟! حيهون عليكِ تسيبيه؟
صمتت اميرة، لم تجد ردا مناسباً. فتابع والدها
من صغرك مبحبش تبعدى عنى، بخاف عليكِ حتى فخروجك وف اختيار صحابك وف كل حاجه.

نظرت اميرة نحو ابيها، تحاول ترتيب حديثها حتى لا تضايقه به واردفت
بابي، دى كانت المشكلة، انا مبعرفش اعمل حاجه ومبعرفش اختار حاجه، انا كل حاجه كنت حضرتك الل بتعملهالى. انا مختارتش ناس ولا اشخاص ولا حياه. بابي عشان خاطرى سيبنى اعمل حاجه واحدة عاوزاها
حاجه واحدة بس، عشان خاطرى، حتى اصحابي مفروضين عليا عشان دول الطبقة الل انا عايشه فيها
محدش منهم حسّ بيا ولا عارف اميرة اصلا كويس. مجرد زيطه كدابة.

نظر والدها الى عيناها، كانت التجاعيد حول عيناه وشعر اهدابه الابيض هما من يحدثاها وليس هو
اسمعى من راجل خبرته فالدنيا اد عمره مرتين، الل اتعود على حاجه 30سنه وييجى مرة واحدة يشوف ويعيش حجات عمره م عاشها، هيتعب
تنهدت اميرة واردفت
هتعب شئ وارد، بس هكسب حاجه واحدة، هكسب نفسي يابابي
الدنيا مش زى الروايات الل بتقريها يا اميرة.

وانا عارفه انها مجرد روايات، وعاوزة اعرف شكل الدنيا برة البيت الازاز الل انا قاعدة فيه. وبعد اذنك يابابي أولا واخيرا، انا خلاص خدت قرارى
ولما تتعبي؟
اتطمن حضرتك. يمكن زى م هيعلمنى التعب. هتعلم ازاى اداويه
صمتت ثوان واكملت
ويمكن يابابي جوا البيت الازاز الل كنت فيه واجهت تعب عمرى فحياتى م هشوفه لو كنت براه، وكفايه عليا اكسب نفسي ولو مرة واحدة.
بعشوائية تبحث، هنا وهناك، تنظر تحت الفراش، بين رفوف الخزانه.

كادت تصاب بالجنون، اين المبلغ الذي كان بحوزتها وقامت بتخبئته بعيداً.
كان هذا المال اخر ماتبقى لها إلى أن تجد عمل جديد، نشوان شخص يعتمد على نفسه لابعد حد
شخص لايريد ان يكون عبئا على احد ذات يوم.
جلست في منتصف غرفتها تمسك رأسها! اين هو؟ ترجلت الى الخارج متسائلة
عمتى، شوفتى ورقه كدا جوا كيس ملفوفه
لاء يا نشوان، كان فيه ايه الورقة دى
كان فيها فلوس ياعمتى، اخر حاجه معايا لحد م الاقى شغل
طب دورى كويس.

ظلت تبحث ولكن من دون جدوى، قفزت فكرة الى عقلها ان يكون مهدى هو من عثر عليهم واخذهم
ل يبتاع المواد المخدرة خاصته.
دلفت إلى غرفته اثناء انشغال عمتها عنها، بينما كانت تلعب ماريا طفلتها بالعابها في بهو المنزل.
بحثت بخزانته. وفى فراشه، في جيوب البسته. فى ادراج خزانته الاخرى.
ولم تجد شيئاً، خرجت ومازالت مقتنعه بفكرة ان هو من اخذ مالها.

وفى ساعة متأخرة من الليل، عاد هو يترنح ف وجدها تجلس في بهو المنزل بمفردها.
مساء الخير
قول صباح الخير يامهدى
ابتسم مهدى وردد وهو يترجل نحو المطبخ
ياستى صباح ولا مسا، ايام وبتعدى، مفيش اكل ولا إيه
نهضت من مجلسها وذهبت خلفه وعرق رقبتها ينتفض من العصبيه
مهدى، انت دخلت اوضتى وخدت فلوسى؟
كان يتناول طعامه واقفاً من أعلى الموقد ف توقف ونظر ناحيتها
نعم! فلوس ايه يا ام فلوس. هى فلوسك دى فلوس، اوعى اوعى.

قام ب ازاحتها بعيدا وخرج من المطبخ فتبعته نشوان وهي تصيح غاضبه
يعنى خدتهم يامهدى؟ فلوسى منك لله ياحرامى
انتِ عامله غاغه عالفاضى ليه، انا مدى قرشين لواحد لما يجيبهم هبقا ارجعهملك
وعملت كدا ليه، ملاقتش غيرى عادتك ولا هتشتريها م كنت بتسرق اخوك برضو
هم ل يغلق باب غرفته في وجهها وهو يردد
عشان متخرجيش يانشوان وتفضلى فالبيت تحت امرى انا سامعه.

طب عناد بعناد هخرج وهشوف شغل ولولا عامله خاطر لعمتى ول مجدى الله يرحمه
كنت بلغت عنك وخلصت منك من زمان
تركته وانصرفت ثم تذكرت شيئا فعادت مرة اخرى وفتحت باب غرفته
واخر مرة بقولك، ملكش دعوة بيا ولا بشئ يخصنى يا اما والله هندمك عالباقى من عمرك!
رفع رأسه من على فراشه وقذف لها قبله في الهواء فنظرت له بازدراء وطرقت الباب طرقه مدوية ثم دلفت الى غرفتها وطرقت بابها الآخر.

واااو، لطيفه هانم لطفى على العشاء. متقوليش ياماما انك انتِ الل عامله العشا
نظرت والدة روان لها بفخر ترفع انفها وتقول
طبعا أنا، اومال مين يعنى
فتحت نورهان المقعد وانضمت الى طاولة الطعام بجانب شقيقتها وهي تردف
ماما، فيه حاجه ف وشك غريبة
حملقت روان ب وجه أمها واردفت وهي تضحك
مش معقول ياماما، عملتِ فيلر فشفايفك تانى؟
قالت الام وهي تتحسس شفتيها ب إصبعها
ايه مش حلو؟

مطت نورهان شفتيها وبدأت بتناول طعامها، بينما ردت روان على سؤال والدتها
لا حلو ياماما، بس كفايه بقا شد وفيلر انا قربت انسي شكلك الاصلى
ابتسمت لطيفه وهي تنظر إلى هاتفها وتتحسس وجهها وتقول بنبرة يمتزجها الفخر
ابطل ايه ياعبيطه انتِ، كبرتونى انتِ واختك عالفاضى وانا أصلا صغيرة وبعدين انا بروح للدكتور كل فين وفين، جمالى دا طبيعى اومال انتو طالعين حلوين ليه؟

ضحكت روان وابتسمت نورهان إثر سماعها كلمات والدتها، صمتوا ثلاثتهم اثناء تناولهم طعام العشاء فقطع صمتهم جملة روان قائله
نورى، هنعمل ايه فموضوع السكن، الكلية عالابواب
نظرت والدتها ناحيتها وقالت ساخره
غريبة، مهم تروحى من بدرى كدا يا رونى، دا انتِ حتى عملتِ اقامه هناك من كتر السقوط
تبسمت روان كاشفه عن اسنانها بضحك وقالت
انا وحشونى اصحابي مش اكتر
مش عارفه ياروان، هدور عالنت ع حاجه كويسة.

اه بليز غير القرف بتاع السنه الل فاتت دا
انا شايفه انكم تنقلوا ع كلية هنا وخلاص وكفاياكم شحططه بتسيبونى لوحدى
قالتها لطيفه ف ردت نورهان بسرعه
روان مرتبطه ب اصحابها، وانا كمان مينفعش انقل انا هسجل الرسالة فيها.

كانت تزعم نورهان ان وجودهم هناك مهم بسبب الرسالة ولكن فالحقيقة هو مهم حتى تكون بجانب فارسها. صوت هاتف نورهان رن ف همت تأتى به من الداخل وحينما نظرت إليه وقرأت اسم المتصل وقفت صامته متردده فقطع ترددها صوت روان
فيه حاجه ولا ايه؟
اجابت نورهان بلامبالاه ومازالت على نظرتها الى الهاتف
مفيش، ثوانى وارجعلكم
ولجت نورهان الى غرفتها وضغطت على الإستجابة واردفت
الوو
نور. ازيك
كويسة الحمدلله
اتصلت ف وقت مش مناسب؟!

صمتت نور وابتلعت ريقها ومن ثم اردفت
اتصالك كل كام شهر ف وقت انت بتختاره دا فحد ذاته مش مناسب
صمت الذي على الجهة الاخرى قليلا ثم قال
ببقا عاوز اتطمن عليكِ يانور
عشان؟
عشان بحس ان دى مسؤليتى تجاهك
نهضت نورهان من مجلسها ونظرت ناحية شرفتها وقالت
مسؤليتك هي بيتك وابنك، لكن انت مش مسؤل عنى ف حاجه ومش مطلوب منك حاجه
انتِ ف كل مرة بتصل بيكِ فيها، بتسمعينى نفس الكلام ومع ذلك انا لازم اكلمك واتطمن يا نورهان.

متشكرة اوى، وانا كمان مسجلة رقمك مش عشان مستنيه اتصالك بس عشان ابقا مستعدة للمكالمه الموسمية دى واقولك انى بخير
تنحنح الذي على الجهة الاخرى واردف بهدوء
يارب دايما تكونى بخير يانور، سلام
اغلقت الهاتف ووقفت تنظر ناحية شرفتها المطله على الشارع تراه وهو يسير فالشارع ممسك هاتفه مبتسما ويحدثها وهي أيضاً بنفس ابتسامتها وعفويتها قبل انطفاءها.

تنهدت وهي تنظر إلى نفس الشارع الخالى. الهادئ وكأنه حزينا على ذكرى العاشقان.
نوووور هشيل الأكل
ايوة يا روان جاية اهو
عقله مشتت. قلبه مرهق يريد النسيان، الذكريات تقتله، اللعنه علي من يفكر في الحب، الحب ما هو الا تدمير لحياة الاشخاص عندما تقع في حب الشخص الخطأ، يتركوك وتعود غريبا كما كنت.
مستر زين، اخبارك ايه
نظر زين ناحية ذلك الشخص الذي يعمل معه بنفس الشركه اثناء سيره في الطرقه
تمام الحمدلله.

مبسوط معانا هنا
تعجب زين ولكن عليه مجاراة الموقف
اكيد
فالميتينج انت كنت عظيم، طبعا وليد مجموعة السلطان هيكون ايه غير وحش
عشان كدا الHRوافق على انضمامك لينا بسرعه
احس زين ان حديث زميله اخذ منعطف آخر من السخرية والتلميح ب ان اسم عائلته هو الذي يصنعه وليس كفاءه عمله
على فكرة مش عشان انا من عيلة السلطان اتقبلت، عشان انا زين خليل ومعروف شغلى ومشوارى فالتسويق
وممكن انت بنفسك تسأل المدير المسؤول.

اوقف الزميل زين وقال بطريقه اقتحاميه سخيفه
هو انت ليه سيبت مجموعة عمك وعيلتك والدنيا دى، وجاى تشتغل هنا؟ هاه
تعمق زين ف وجه هذا الثرثار وقال بهدوءه الحازم
اعتقد انه شئ ميخصش حد
ابتسم زين ابتسامه مزيفه ك اغلاق للموضوع، اومأ زميله ب رأسه ومن ثم سمعا صخب حادث بغرفه مكتب مجاورة، احدهم مرتمى أرضاً والجمع ملتف حوله يصرخون
اكيد نسى ياخد الحبايه
ياجماعة حد يحط اى قماشه فبوقه كدا هيعض على لسانه.

المفروض يقوم ب اجازة بقا ويتعالج
عبس زين وهو يترقب الموقف الحادث امامه، ف سأل احدهم
هو فيه ايه
الاستاذ محمود بس بيعانى من الصرع وشكله نسى ياخد دواه فميعاده
اخذ صدر زين يعلو ويهبط بسرعه ورجع إلى الخلف مصطدماً بالحائط وهو يفك رابطه عنقه يحاول ان يتنفس
، تذكر شيئاً ما، ربما لن ينساه طول حياته ولكن يحاول التناسى.
احس بالدوار ف تشبث ب اقرب شئ بجانبه حتى رن هاتفه ليقتلعه من الدوامه قبل الغرق فيها
الوو.

تنحنح عيسي وقام بترتيب كلماته
استاذ زين السلطان!
ايوة يافندم
انا عيسي العشماوى، كنت جيت فمقابلة مع حضرتك بخصوص اعلان عن المجموعة واخدت رقم حضرتك
زين لايتذكر امر هذا المتصل، ولكن على كل حال اجابه بذوقه المعهود
استاذ عيسي، انا فشغلى حالياً ف ممكن اتصل بحضرتك ف اقرب وقت ونتقابل
طبعا طبعا هستناك يافندم.

اغلق زين الهاتف وماعاد ينظر إلى ذلك الزميل المريض، بل هرول سريعا وكأنه يهرب خارج الموقف ولا يريد ان يلحق به احد.
اصطف صف طاقم الطيارين، امامهم المساعدين. بجانبهم طاقم المضيفات
امام الكاميرا تستعد لالتقاط الصورة
كله تمام
لاء ثوانى، يابشمهندسين يالا
هرولوا جميعا ينضموا الى الصورة الفوتوغرافية المأخوذه كل عام لطاقم عمل شركه الطيران وتضاف ضمن خبر عن الشركه وامكانياتها في مجلة تختص بذلك.

جاء مسرعا المهندس صالح حتى اصطدم ب هدير ف كُسر كعب حذاؤها!
ايييه دا؟ اعمى مش شايف حضرتك؟
قالتها هدير بعدما كُسر كعب حذاؤها ف اصابها هذا بالذعر والجنون واسقاط لعاناتها كالعادة، اما عن صالح ف هم بالدفاع عن نفسه
مقصدتش ع فكرة، جيت اقف بسرعه خبطت فالشوز بتاعك
وانت كسرته اهو، هتصور ازاى دلوقت
عادى ممكن نتصور من غيرك، مش جزء مهم حضرتك فالصورة مش ديل الطيارة يعنى
اييييه دا انت بتهزر ودمك يلطش.

تدخل زملائهم لتخفيف حدة الموقف، ومازال المصور ينتظر حينما يحين التقاط الصورة
بس ياجماعه اهدوا، ممكن هدير تتسند ع حد فنفس مستوى طولها لحد الصورة م تخلص وبعدها تشترى شوز
نظرت هدير لصاحب الفكرة العبقرية ب ازدراء وقالت
شكرا ياسيدى ع خدماتك والفكرة الجهنميه، انت عارف دى بكااام ومنين
صاحت هدير فتدخلت احدى المضيفات تقول في ضيق منها
م خلاص بقا ياهدير انتِ معطله الدنيا عشان الجزمة بتاعتك.

ايوة طبعا انتِ متعرفيش دى بكام ومنين اساسا وبعدين انتِ ايه دخلك، انتو ايه اصلا دخلكم كلكم
كان مدير الشركة قادم نحوهم عندما علم بالمشكلة الصغيرة الناشئة فقرر التدخل للفصل فيما بينهم واخذ الصورة مجدداً
آنسة هدير، معلش هنستبعدك من الصورة المرة دى لكن دا مش معناه انك مش واحدة مننا
تهامست زميلاتها مبتسمات مسرورات لما حدث لها، فاحتقن وجه هدير قائله.

على فكرة حضرتك انا مغلطتش عشان استبعد. الغلطه كلها من الاستاذ دا
الاستاذ دا مهندس لو مش عاجب جنابك
قالها صالح ف تدخل المدير
خلاص، هدير مينفعش نتعطل اكتر من كدا واكيد مش هتوقفى حافيه تتصورى
معلش انسحبي من الصورة، وفالعدد الجديد هتكونِ اول واحدة متواجدة فيها
تمتمت هدير غاضبه تسير بعيدا عن جمع الصورة بطريقة مضحكه بسبب كسر حذاؤها والاخريات يقومون بفعل النميمه عليها بصوت يكاد يكون مسموعا.

انا مش فاهمه الانزحه الل هي فيها دى
احسن خدت على دماغها قال ايه انتو مش عارفين الشوز دى منين مش عارفين معرفش ايه
يالا ياجماعة
اصطفت صفوفهم بطريقة اعلانية والتقطت الصورة أخيراً وهدير تجلس بعيداً لاتعرف ماذا ستفعل!
انتمت إليها واحدة من زملائها التي لاتكن الى هدير حقدا او كرهاً وقالت
خلاص ياهدير اكسرى الكعب التانى عشان تمشى متساوية
انا مش مضايقنى غير البتاع قليل الذوق دا
المدير؟!
لا البشمهندس زفت.

قهقهت زميلتها وقالت بصوت هادئ
حرام عليكِ البشمهندس صالح دا كيوت جدا وطيوب خالص
طيوب! طب تصدقِ بقا مش هعديهاله
امسكت حذاؤها وكسرت الكعب الآخر، وترجلت نحو مكتب صالح وعلى وجهها علامات الشر وافتعال المشكلة
انت يا استاذ انت، مش شايف اى حاجة انت عملتها تضايق تخليك على الأقل تيجى تعتذرلى
كان صالح ممسك بهاتفه لايبالى لها وتحدث ببرود
لا على فكرة لانه مكانش قصدى.

من الذوق انك تكون مدين ب اعتذار ليا، ولو فعلا كنت شخص شيك تطلع تشتريلى شوز تانيه اعرف اروح بيها
على جلسته صالح كما هو ينظر إلى هاتفه واجابها
اعتبرينى مش ذوق ولا شخص شيك
على فكرة انت شخص سخيف جدا
شكراً
زفرت هدير بغضب وهمت بالانصراف من مكتبه، ترجلت خطوتين للخارج فوجدت فتاة ممسكه بطفل تسأل عن صالح واحدهم اخبرها مكانه. ف وقفت في مكانها تترقب من هذه.

دلفت الفتاة الى مكتب صالح الذي حينما رآها نهض من على مقعده فقالت الفتاة بطريقه حازمه
اتفضل يا بشمهندس استلم ابنك، انا تعبت!
قالتها وتركت الصغير ورحلت لاترى اى حد بوجهها، اما عن هدير فكان قول تلك المجهولة ك قرع الرصاص في أذنها
خبئت فمها بيدها وقالت في ذهول
ابنك! إبنه؟ متجوز ومخلف؟ مطلق ومخلف! مش متجوز ودا ابن حرام! دا مش ابنه وانا الل متخلفه؟
انا بحب كائن الصندل دا وعنده ولد؟ ايامك غبره ايامك نييييله!

عن طريق محرك البحث جوجل، كانت تبحث اميرة عن شئ ما درست موضوعه بجدية وعزمت امرها على ذلك حتى وجدت بُغيتها.
نقلت رقم الهاتف وضغطت اتصال
الو، مدام وداد
ايوة
حضرتك انا بكلمك بخصوص الإعلان
اه اهلا وسهلا
معاكِ مدام اميرة، انا حابه اننا نتقابل ف اقرب وقت وانا موافقه على السعر الل حضرتك محدداه
دونت اميرة امامها عنوان ما وتابعت حديثها بالهاتف
تمام، بكرة هكون عند حضرتك. ميرسى باى.

اغلقت الهاتف وامسكت اميرة هاتفها مبتسمه بسعادة منذ الكثير لم تشعر بها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة