قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع

بخطوات سريعه تحدث صوتاً إثر انتعالها حذاء ذا كعب عالِ كالعادة، كانت هدير تُسرع ل ملاحقة زميل لها في شركه الطيران تريد ان تعرف منه شيئا ً خطير جدا بالنسبة لها.
ولكن لماذا وقع اختيارها على هذا الشخص تحديداً؟ لأنه من ضمن قائمة ضحايا جمالها الفتّان، فهو كلما سنح له الوقت والمكان. انهال عليها بعبارات الهيام والغرام فيها حتى تشعر به وبحبه الدفين داخل مكنونات قلبه.

ولكن هيهات، هدير شخص اعتاد مثل هذه الأشخاص دوماً تقع في طريقها ولذلك اختارت التجاهل والرد بفظاظه اسلم حل.
حازم، حازم، تعالا دقيقه
نظر إليها زميلها لا يصدق ان سلطانه عشقه هدير هي من تناديه، هرول ناحيتها بسرعه مبتسماً
هدير، ازيك
الحمدلله، بقولك ايه كُنت عاوزة أسألك ف موضوع كدا
انا تحت امرك، اسألينى فموضوع واتنين وتلاته وخمستاشر
لكزته هدير في ذراعه بجدية مضحكه وقالت
لاهو واحد بس مش هنفتحها نشرة أخبار.

اؤمرينى
بقولك ايه
دنت من أذنه بعد هذه الكلمه بعدما تلفتت يميناً ويساراً، كانها تخشى أن يكون هناك من يسمعها
انا داخله مسابقه ب اسم الشركه، مسابقه عالنت كدا بيشجعوا انك تفضل سينجل ومن غير ارتباط وبيشوفوا فكل هيئة او مكان عدد السناجل الل فيه ولو كتير بيكسب الشخص الل دخل المسابقة دى هدايا
اومأ زميلها ب رأسه لايفهم شيئا وقال
مش فاهم حاجه!

زفرت هدير بحرارة تكظم غيظها، ورسمت على وجهها ابتسامه مزيفه واعادت قولها مجدداً
يعنى بُص، فيه مسابقه بتكسب هدايا خطيرة انا داخله فيها، ودخلت بناء عالشركه هنا وعاوزة احصر عدد السناجل الل هنا، ممكن تساعدنى؟
قالتها وهي تحملق بعيناها فيه كنوع من انواع التحايل كى يقوم بما تريده منه، ولكنه هو لن يستطع الوقوف أمام سحر عيناها طويلا ف أردف
طب بصى قولى عاوزة ايه ع طول وانا اجاوبك.

اشاحت هدير بنظرها بعيداً وتمتمت بداخلها وهي تزمت شفتيها
دا غباء بقا ومالوش اهل تسأل عليه
ثم نظرت ناحيته ثانية
ماشى ياحازم هقولك اسم حد حد وتقولى سينجل ولا متجوز ولا خاطب، فالشباب لأن انا عارفه البنات
اوك؟
ماشى
بدأت هدير تقول له اسم اسم من الشباب الذين يعملون بالشركه وتدون وراءه امام أسمائهم ب ورقه في يدها هل هو مرتبط ام لا، حتى وصلت إلى الشخص المنشود الذي افتعلت من اجله هذه الحيله المضحكه
وبشمهندس صالح؟

صالح الل فقسم الهندسه؟
امتعضت هدير بوجهها وقالت وهي تكشف عن انيابها غيظا
طبيعى البشمهندس صالح هيبقى صالح الل فقسم الهندسة. اكيد مش صالح الل فتوريدات اكل الطيارة. خلصنى ياحازم مرتبط دا ولاسينجل
ممممم
ايه مممم دى انا بقولك استطعمه؟ ايشمعنا دا الل امممم.

عشان مش عارف، هو صالح مش متجوز بقاله سنين. بس هو كان متجوز صغير زمان اوى اظن وهو فالجامعه ومتوافقش مع مراته وطلقها بعد فترة صغيرة ومعاه ولد منها وعايش معاها وهو بيبعت مصاريفه وبيشوفه تقريبا مرة فالشهر، دا الل اعرفه عن صالح بس معرفش بقا كدا يبقا مرتبط ولاسينجل؟
قالها ب اعين تفيض غباءا بينما هي كانت شاردة فيما يقول هذا الابله ف اردفت
كدا انا لبست سلطانية المخلل على دماغى
بتقولى ايه ياهدير؟

انتبهت هدير إليه وقالت بجدية
ماشى ياحازم وشكراً على المساعدة، بس بقولك إيه، حسك عينك حد يعرف بالموضوع دا هنا فالشركه
لان ممكن حد غيرى يدخل المسابقه ويكسبها منى يرضيك؟
قالتها بحنو خادع كى تكمل تمثيلها عليه للنهاية، ف وقع هو فشباك مخططها واردف
متخافيش يا ديرو، يارب تكسبيها أنت ِ ياروحى يارب
ابتسمت له باصطناع وانصرفت وهي تتمتم داخلها
طلعت روحك من غير مقاطعه.

اميرة ممسكه بالقلم وتوقع على عقد ما مبتسمه تكاد ان ترقص فرحاً، ومن ثم رفعت بصرها الى السيدة الجالسه أمامها.
مبروك يا مدام اميرة
الله يبارك فيكِِ يامدام وداد
صافحت السيدة أميرة قائله وهي تهم بالرحيل
المكان بقا بتاعك خلاص، ونورتيه، انا همشى بقا لأن عندى ميعاد طيارة
متشكرة جدا لتعامل حضرتك الذوق
رحلت السيدة، بينما كانت تتجول اميرة بالمكان، منزل واسع ذا طابقين وسلم داخلى.

يحوى الكثير من الغرف، امامه مساحه صغيرة من الواضح ان كان بها بعض الزروعات ولكنها جفت.
ومن ثم بوابة حديدية مغلقه في واجهه الشارع.
كانت تسير في المكان وكأنها تطير بجناحيها، تعلن حريتها وتفكر في الخطوة الثانية دون ترك مجال للوقت ان يقتحمها.
فنجانين من القهوة، مُعدان في كافيه معروف اسمه، جالسان فيه عيسي وزين في مقابله مهمه جدآ.
انا متشكر جدا يا استاذ زين
ابتسم زين واردف
على ايه يا استاذ عيسي.

عشان حضرتك الل اتصلت وحددت الميعاد
مانا قولتلك هكلمك ونشوف هنتقابل فين
ضحك عيسي ساخراً وقال
انا بصراحه قولت هتنفضلى، رجال الأعمال الكبار دول كان الله فعونهم واكيد مش هتاخد بالك مين كلمك ومين حدد ميعاد
ابتسم زين ب وقار وتناول قهوته، ارتشف رشفه واردف
بس انا طالما قولت حاجه بكون ادها، حتى لو رجال الأعمال زى م بتقول كدا
صمتا الاثنين ف بادر عيسي بالحديث
طيب إيه رأى حضرتك ف الل قولته؟

تنحنح زين وابتلع ريقه فتحركت تفاحه آدم البارزة في منتصف رقبته وقال
خلينا دلوقت نتفق على حاجه، انى سيبت شغلى ف مجموعة السلطان من فترة واشتغلت ف شركه تانيه
عقد عيسي حاجبيه، يبدو ان الامر اصبح في دائرة التعقيد، ف اكمل زين قائلا
بس انا هبلغ المسؤول هناك عن الاعلان بتاعك وهوصى عليك كمان، يعنى انت هتعمل الإعلان عادى كأنى هناك زى م اتفقت معاك قبل كدا، بس المختلف انى مش هكون فيه.

قالها مبتسماً ابتسامه تخبئ جرحه العميق، فبادره عيسي بتساؤل
طب هيكون فيها مشكلة لحضرتك لو اتوسطت عشان الاعلان بتاعى؟
اوما زين برأسه بالنفى، ف هم بدوره ان يستطرد اسئلته
انا متشكر بس عندى فضول، هو ايه يخلى حضرتك تسيب شغلك ومكانك وتروح مكان تانى
رجع زين بظهره للخلف واجاب في ثبات
مسأله شخصية
احس عيسي بالاحراج فتمتم بداخله
ايه الاحراج دا.

انا هكلمهم وف اقرب وقت هتصل بيك تروح تبدء شغلك وهقولك تروح لمين هناك بالتحديد
متشكر يا استاذ زين
العفو يااستاذ عيسي ربنا يوفقك
صمتا الاثنين، فتذكر زين شيئا ف كان من نصيبه أن يسأل عيسي هذه المرة
استاذ عيسي، سورى لو بس هطلب طلب منك
تهللت اسارير عيسي وقال بترحاب
طبعا اتفضل.

هو انا سيبت الفيلا الل كنت عايش فيها وعربيتى وكنت حابب اشوف شقه مناسبه ب ايجار معقول لان وجودى فالفنادق مش مريح وكمان اجرت شقة وطلعت مشبوهه
فقولت أسأل احسن، بس للاسف انا معرفش حد. حتى فشغلى الجديد
تعجب عيسي منه كثيراً، ماهذا الشخص الذي ترك العز والجاه والمال واراد البداية من القاع؟
هل يعلم انه سَيهلك ضمن الهالكين، اما ان اسم عائلته سيحميه من هذا الهلاك
هم عيسي بالإجابة عليه واردف.

طبعا حضرتك ابن ناس ومش هينفع معاك اى شقه. مممم طيب سيبنى يومين هدور وارد على حضرتك
يومين ماشى بس متنساش ياريت
هو حضرتك اليومين دول موجود ففندق مش كدا
أومأ زين برأسه إيجابا، ف تابع عيسي حديثه
ومش مبسوط طبعا؟
ابتسم زين أيضاً اى انه نعم، فقال عيسي
عندك حق يعنى واحد كان عايش ففيلا وبعدين شقق مشبوهه اكيد هيكره اليوم الل اتولد فيه!
افندم!
انا اسف والله مش قصدى.

صمتا الاثنين وبداخل عيسي يتحدث وهو ناظر ناحية زين وطريقه ملابسه وجلسته وحديثه
والله البنى ادم مننا فقرى، حد يلاقى الراحه والعز ويسيبهم؟ مين دا
طب دا انا اجبله شقه بنضافته المُشعه دا منين؟
تذكر عيسي شيئاً فاردف على الفور
انا عندى فكرة، وارجو انها مش تزعجك
ايه هى
انا شقتى فمنطقة راقيه وشيك والله هي والعمارة. عندنا البواب بيغسل السلم كل يوم ومراته بتغسله جلابيته عشان يبقا واجهه مشرفه.

ابتسم زين من خفة دم عيسي، ف اكمل عيسي
عندى فكرة حضرتك تنورنى لحد م نشوف شقه مناسبة لحضرتك لو مفيش مانع
انا عايش فيها وحدى
لعب زين ب أصابعه على المنضده يفكر، بينما كان عيسي يترقب ردة فعله
طيب، مش هيكون فيها ازعاج ليك؟
تهلل ثغر عيسي وقال بفرحه
ازعاج ايه، دا انت هتكون انضف من دخلها، اقولك ع حاجه اكتر هتكون انضف من دخل حياتى.

ضحك زين من اسلوب عيسي، وقررا معا ان يهم بجلب اشياءه من الفندق ويذهب إلى منزل عيسى حتى يجد مكاناً مناسباً له.
روووونى!
هرولت روان مسرعه ناحية صديقاتها اللاتى كانوا في انتظارها بالجامعة، فقد قررا روان ونورهان الذهاب الى الجامعة حتى يأتوا بجدول محاضرات روان الجديد وان يستعدا للعام الجديد سويا والبحث عن مكان للاقامه فالقاهرة طوال السنة.
ف اعطت روان ميعاد لصديقاتها كى تلقاهم وهاهم معها الآن.

ندلة جدا ياروان، معقول متنزليش من اليكس ولا مرة عشان نشوفك
يابنتى بقت نجمة تيك توك شوفتى عندها اد ايه فولورز هتدور علينا ليه
ابتسمت روان وقالت بعفويتها المعهودة
اصبروا بس، احنا فعلا اتلبخنا جدا الفترة الل فاتت انا ونور مش عشان تيك توك ولا حاجه
همت واحدة من هن بالرد
ليه يا بنتى حصل ايه
ماما عملت عمليه تكميم لمعدتها وتعبت فيها جدا وطول الاجازة انا ونورهان معاها
ضحكت احداهن وقالت ساخرة تداعب روان.

مامتك اخدت ورث باباكِ كله عالعمليات والنفخ الله يكون فعونكم
ضحكوا جميعاً حتى روان وقالت هي دون ان تتذمر منهم
عادى خليها تعيش أيامها، ودا حقها وهي بتستمتع بيه بطريقتها
تدخلت واحدة منهم
على فكرة يابت يارونى، انتِ طالعه متدلعه لمامتك اما نورهان بقا مش شبهكم خالص
رفعت روان خصلة من شعرها ذا اللون الارجوانى مختلط بالاحمر غريب الشكل وقالت
بالعكس نور كانت دماغ عنى بمراحل، هي بس بعد الحادثة وهي بقت كدا.

انما انا بقا مش طالعه لماما، انا مجنونة كدا خلقه ربنا لوحدى
ضحكن جميعا بصوت عالٍ، ف لمحت دكتور فارس يسير بعيداً ف هرولت ناحيته
دكتور فارس، دكتور
التفت إليها فارس مبتسما
ازيك ياروان، عاملة ايه
تماموز جدا، انت ايه اخبارك
تماموز برضو زى طريقتك
ضحكا الاثنين، فقالت روان
قابلت نورهان اختى؟ كانت بتدور عليك
تعجب فارس وهو ينظر حوله واردف.

لاء مقابلتهاش، جايز تكون جوه فقاعة هيئة التدريس، انتو جايين وشادين الهمة من اول السنه يعنى
ضحكت روان كثيراً وقالت
الكلمة دى عيب فحقى يا دكتور، مين يشد الهمه انا. انا عاملة عندكم اشتراك زى م بتتريق عليا ماما
انا جيت عشان صحابي وكمان نور بتشوف حوار سكن لينا وراجعين تانى انهاردة
اها، طيب فيه حاجه اقدر اساعدكم فيها
موشكرين يا دكتورز
قلدها في طريقة جملتها الاخيرة واردف.

موشكرين! اسمها موشكرين وجمعتينى كمان حطتيلى ابوستروف اس
ضحكت روان بصوت عالِ ف هم فارس بالرحيل واردف لها
طيب انا هروح اشوف الدكتورة الل انتِ مش شبهها ياطقه، ع فكرة اخر فيديو ليكِ كان رائع
خبئت روان فمها من المفاجآة وقالت بنبرة فرح
ايه ضاااااه، انت متابعنى
طبعا. اول حاجه بعملها كل يوم ادور ع جديد ل رونى حافظ
موشكرين اوى جدا بقا، هسيبك عشان صحابي وانت فرحتنى اوى ع فكرة وحجات كدا
باى باى.

ضحك كثيراً فارس على بلاهتها الممتعه ودلف الى القاعه وبالفعل وجد نورهان تقف على جنب مع احدى الاساتذة بالقسم فشاركهم وقفتهم قائلا
ازيكم يا دكاترة
اجابوه الاثنتين، ف همت زميلتهم بالحديث قائله
عن اذنك يا دكتور فارس، انا هطلع للعميد فوق
ايه دا اذا حضرت الملائكه ولا إيه؟
لا بجد انا كنت طالعه، عن اذنكم
رحلت، ف وقف هو في مواجهه نورهان، ولو استطاع القرب اكثر كان سمع دقات قلبها.

روان بتقولى مشوفتش نورهان، فطبعا جيت هنا عشان اكيد هلقاكِ مش معقول تيجى وتمشى من غير م اشوفك
ابتسمت نورهان بهدوء وقالت محاولة اخفاء مابداخلها ككل مرة
ازيك يا دكتور فارس اخبارك ايه
تمام الحمدلله، كانت بتقولى روان جايين تشوفوا سكن جديد؟
كانت تخفى نورهان ارتباكها بحركه نقل حقيبة يدها من يد الى اخرى واردفت
اه، كنت لسه اتصفحت كام اعلان كدا وجايين انا وروان نشوفهم انهاردة.

طيب انا من يومين شوفت حاجه كدا، وسبحان الله ركزت فالاعلان جايز ربنا بعتنى ليكم
اخرج هاتفه من جيب الجاكيت، وفتحه وقام بالبحث على الانترنت مايقرب لدقيقه ونورهان تنتظره وهي تختلس النظر الى وجهه وهندامه وشعره نظرة سريعه دون ان يشعر حتى قاطعها
اهو
كان يريها الاعلان ف رأته نورهان جيداً، وقالت
مممم شكلة فعلا سكن حلو
وتقريبا العنوان، مواصله واحدة من هنا، وشكلة شيك ونضيف
عندك حق يا دكتور.

خدى الفون بقا وكلميهم وبالتوفيق يا دكتورة
مش عارفه اشكرك ازاى
اشكرى الصدفه الجميلة الل جمعتنى بيكِ انهاردة. عن اذنك يا دكتورة وياريت اشوفكم تانى قريب
رحل فارس وهي تنظر ناحيته تضع الهاتف في فمها ومن ثم أدركت اين هي فرحلت مسرعه وعدلت من نفسها حتى تعود الى صوابها.

بيدها على البحث، كانت ترى هدير حسابات صالح جميعها على الانترنت كى تحصل على معلومه اكيدة مما اخبرها بهم زميلها، وتحدث نفسها وتصب لعانتها عليه كالعادة
مفيش اى حاجة تبين ان سعادته كان متجوز او كان ف اى علاقه مزفته ع راسه
تنظر إلى صوره الكثيرة المرفوعه ع حسابه الشخصى
ولا صورة للمسخوط ابنه الل جاله دا، مفيش مفيش مفيش
نظرت إلى السماء وقالت
يعنى يارب يوم م احب واتكعور على وشى، احب الكائن الل عاوزله كتالوج دا.

امسكت بحذاؤها المخلوع كعبه وقالت
واصلاً اصلاً مش معبرنى، مش شايفنى ابن الزعلانين، اااه
قذفت حذاؤها بعيدا ف رأت حشرة الوزغة على الحائط فقامت خائفه من مكانها
بُرص! بُرص، اعاااااا برص ايه دا تمساح، يالاهوووى
خرجت بثياب نومها على الدرج، وصلت الى موظف الاستقبال البغيض وقالت
وصلت للابراص ياناس يامعفنه، انتو ايييه لوكاندة تحت السلم
فيه ايه بس يا آنسة هدير، ع فكرة مفيش حد بيشتكى من الاوضة غيرك.

كلهم عايشين ومبسوطين
نظرت هدير حولها الى الطبقه التي تقطن معها في الفندق الصغير المتهالك، أناس من الطبقة الشعبية بل اقل ويتعاملون بطرق بسيطه تزعجها، ف دبت بيدها على المكتب وقالت
اكيد هينبسطوا، دول اقصى امانيهم لو عملوا اعياد ميلاد يرشوا ع بعض ميه بخرطوم الغسالة
يا انسة هدير عاوزة ايه كل شوية تزعقى.

الاوضه بتاعتى فيها برص، حد يطلع ينضف الاوضه والبلكونه بتاعتها دا لو سمينا مربع الاكتئاب بتاعها دا الل بيطل ع عم فنجرى بتاع الطماطم بلكونه، وتاخدوا بالكم بعد كدا عشان انا بخاف
نهض موظف الاستقبال من مكانه وقال بنبرة باردة مستفزة.

ياستى اللوكاندة على ادها وفمنطقه على ادها، وكل واحد على اد فلوسه وبعدين يا مزمزيل انتِ مُضيفه طيران وانا اسمع ان الناس دى بتاخد ارقام ف لو مش عاجباكِ الاوضة باللوكاندة شوفى مكان على مستواكِ
والغاوى يانقط بطقيته، يامزمزيل!
اووووف، اوووف
يرحمكم الله
طب معلش ممكن حد يطلع يهش البرص دا انا خايفه منه مش هعرف انام انهاردة، واوعدك من بكرة هشوفلى مخروبه تانيه اتلقح فيهااااا.

نهض موظف الاستقبال بتباطئ وسار امامها وهو يقول
ماشى يا مزمزيل هدير مع ان دا مش اختصاصي بس عشان بعد م تمشى تفتكرينا بكلمه حلوة
كورت يدها خلفه وتمتمت بصب اللعنات والسخفات داخلها وصعدت خلفه تنتظره ان يخلصها من ذاك الوحش حتى تنعم بنوم هادئ هذه الليلة.
بخطوات خائفه. ولجت نشوان على استحياء الى منزل لاول مرة تراه
السلام عليكم
اتفضلِ يا مدام نشوان
دلفت نشوان وصافحت سيدة وزوجها كانوا في استقبالها.

اهلا يانشوان، انا دكتورة ولاء ودا جوزى الاستاذ محسن
اهلا وسهلاً
انا متشكرة جدا لمدام فاطمه انها بعتتلى رقمك، بُصى يا نشوان انا لازم انزل شغلى واتابعه لانى طبيبة زى م مدام فاطمه عرفتك. وجوزى رجله مكسوره فهو موجود فالبيت اليومين دول لحد م يعرف يتحرك بسهولة
وانا عاوزة حد ياخد باله من سليم ابنى لحد م ارجع كل يوم من الشغل، والحقيقة مدام فاطمه شكرت ف امانتك وتعاملك الحلو.

ابتسمت نشوان إثر مجاملة هذه السيدة لها ف اكملت السيدة
انا سمعت بعض حجات عن شغلك قبل كدا سواء فالمحلات او المشغل ويعنى.
قاطعتها نشوان مدافعه عن نفسها
مدام ولاء انا ست بشتغل بضمير، واى مكان مشيت منه كان الطرف التانى السبب مش أنا
ولو كان فيه كلام كتير حصل، فيعلم الله ماليش ذنب فيه
تنهدت السيدة ووقالت
انا هأمنك على بيتى وابنى يانشوان، وكان لازم أسأل عنك.

عالعموم انا عرفت ان عندك بنوتة، والل هقدر اقوله لك ع اد م بتخافى وتطيعى ربنا فبنتك زى كدا بالظبط تكونى مع ابنى وبيتى، مفهوم!
متقلقيش
نهضت السيدة من مكانها واعطت الطفل الى نشوان تحمله وقالت
انا متوسمه فيكِ خير خصوصاً انك طريقتك هادية فالكلام وكمان لبسك محترم
ان شاء الله اكون عند حسن ظنك
ان شاء الله يا نشوان.

قالها زوج السيدة ف اومات نشوان ب رأسها ونظرت الى الطفل النائم على ذراعها آمله ان يكون هناك شئ جميل آتى في الغد!
ارجل تلف وتدور بالمكان، اعين تنظر هنا وهناك، هناك انشراحه صدر وابتسامات متبادلة
قاطع الصمت صوتها، اميرة
ايه رايكم؟
قالت روان في اندفاع
وش موافقين يا نووووور
ابتسمت نورهان لأن بالفعل المكان جميل ومريح، فقد قامت اميرة بعمل تغييرات كثيرة به وفرشه ب اثاثات على ذوقها الخاص وجعلته مهيأ للعيش فيه.

وأيضاً اطلقت عليه، قصر الاميرة وقامت بعمل اعلانات عنه بالانترنت وهو ماعثر عليه فارس واخبر به نورهان
هاه يانور؟
كان صوت روان مثل الطفلة السعيدة التي تحاول ان تدفع والدتها بالموافقه على شئ تريده بشده
ف اردفت نورهان
هو لسه جديد مش كدا، مفيش سُكان غيرك؟
اميرة قالت بوجه بشوش
اه لسه جديد ولسه مفيش غيرى
اوك احنا موافقين، ندفع عربون السكن دلوقت ولا لما نيجى
دلوقت يانووور دلوقت
يووه ياروان اسكتِ بقا بطلى زن.

همت اميرة بالرد
الل يريحكم انا معاكم فيه
اوك هندفع دلوقت
قامت اميرة بكتابه تعاقد لهم بالمبلغ المدفوع، وقاموا الاثنتين بقراءة الشروط المكتوبة جيداً والعمل على الالتزام بها ومن ثم رحلا الاثتين عائدات الى بلدهم بعدما تمت بغيتهم التي اتو من شأنها.
على الجانب الآخر، كان يضع زين ملابسه فالخزانه بالغرفه المجاورة لغرفة عيسى في منزله وينظر حوله على المكان كله، ف طرق عيسي الباب قائلا
اكيد جعان مش كدا.

لاء عادى انا بنام خفيف، انا بس عاوز اعرف القبله منين
ايه دا ماشاء الله بتصلى، تقريبا من هنا، عقبالى انا كمان بصلى واقطع ادعيلى بقا
ابتسم ثغر زين وقال
حاضر هدعيلك
طيب انا بعمل عشا خفيف كدا وعاوزين نبدءها بعيش وملح سوا ايه رأيك
ماشى
هدير، ديرووو
فتحت عيناها بتثاقل وجدت صالح بجانبها يقوم بابعاد خصلات شعرها الناعمه عن وجهها وهو يهمس في أذنها
يلايابيبي اصحى
قامت منتفضه من مكانها قائله.

ايه دا؟ انت ازاى عرفت مكانى وقاعد ف اوضتى وجمبي فسريرى
ضحك صالح وامسك كفها وطبع داخله قبله حانيه واردف
انتِ جاتلك التهيؤات تانى ياروحى، انتِ متعرفيش انك مراتى وام الولد الل بتدوريله على ام دا
نظرت له هدير بسيل من الهيام وقالت وهي تطوق بذراعها على جذعه قائله
بجد انت جوزى، وانا مراتك، طب هات بوسة بقا.

كان يدنو منها وتقترب هي نحو شفتيه حتى سمعت صوت غريب ففتحت عينها وجدت جرذ بجانبها على الوسادة فقالت ب اعلى صوتها صائحه
فاااااااار، الله يخرب بيوتكم يخرب بيوتكم
كنت ببوسه انسخط لفار ف اوضتكم النحس دى، حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة