قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثامن والعشرون

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثامن والعشرون

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثامن والعشرون

وقف الزمن! وقفت الساعه، اتسعت حدقة عين أميرة. نهضت من مكانها
إثر ماكانت روان تقص الى نشوان المرة التي رأته بها ورقصت معه في سهرة عيد ميلاد صالح
وأميرة وكأنها لا تسمع أحدا. لاترى احداً كانت نورهان تنتبه معها وعلى الفور تأكدت
وبصوت يملئه الكثير من خيبة الامل قالت اميرة ناظرة الى نشوان
خطيبك الل هيتجوزك زين! زين خليل السُلطان؟!

انتبهن باقِ الفتيات مع اميرة وعبوسها ف كفّوا عن الهَرج والضحك فقالت نشوان مؤكدة
اه هو انتِ تعرفيه
بعينان يملؤهما الدمع بحوراً نظرت أميرة إلى نشوان وابتلعت ريقها قائله
أعرفه! دا إبن عمى يا نشوان، وكان جوزى وطليقى. وحبيبي!
قالتها وسقطت دمعة من عيناها وهي تنظر نحو نشوان مصوبة مقلتيها، دُهشت نشوان فقالت هدير في خفوت.

أوباااااز! ايه الليلة دى. ايه الصُدف دى كُلنا طلعنا نعرف بعض ونفس الدايرة ومحدش مننا عارف التانى
ايه الفيلم الميكسيكى دا يا إخواننا!
عبس وجه نشوان وعلى وجهها علامات مفاجأة خبرية أميرة، ومن ثم قالت بتساؤل
بس أنا سألتك لما شوفت اسم زين فالسلسلة عن إسم طليقك قولتيلى إسمه احمد الراوى
دا جوزى الاولانى، زين جوزى التانى. والاتنين انفصلت عنهم
طب ليه مقولتيش زين؟!
وليه انتِ سألتِ عن زين.

عشان حسيت ان ممكن يكون فيه صلة معرفه وقرابة، وإنتِ موضحتيش دا ليّا
عشان عمرى م اعتبرت زين طليقى، زين مسابنيش ولا سيبته زين لسه بيحبنى وانا كمان بحبه
اشتعلت نيران الغيرة بعينان نشوان و بمنتهى الثقه والجمود كما اعتادت من قوة. لن تجد إنسان قوي دون ماضي مؤلم، بإختصار لا أحد يصل لمرحلة النضج دون أن ينكسر شيء ما في داخله. وهذا ماحدث ل نشوان ف استعدت للحرب التي ستندلع وبكامل قوتها قالت موجهه الى أميرة.

لو لسه بيحبك مكانش حبنى أنا يا أميرة! انتو سيبتوا بعض بمحض إرادتكم
رفعت أميرة حاجبها تعجباً وباقِ الفتيات يُشاهدن المعركة الضارية بصمت. وعينا نورهان عليهما كانت تعرف
حقاً أن هذا سيحدث بعدما تأكدت شكوكها، أردفت أميرة بكبرياء
دا حكالك كُل حاجه بقا؟!
إحنا هنتجوز يا أميرة، وانا وهو صارحنا بعض بكل حاجه
وقالك انه مريض وعاجز عن إقامة علاقه زوجية كاملة؟! ولا اتكسف يحكيلك ياعروسة.

تدخلت روان برد فعل مفاجئ عفوى منها
يانهااار زحالللليق، الجاحد دا مالوش فالستات! صحيح مفيش حاجه كاملة
روااان! يلا بينا جوا
قالتها نورهان وأشارت الى هدير ب احدى عيناها، كى تدخل كُل واحدة منهم داخل غرفتها وتترك ساحة الحرب للطرفين بمفردهما. وبالفعل تم إخلاء الحديقة لهما
اهتزت نشوان وابتسمت ساخرة وقالت ناظرة إلى أميرة
ولسه بتعايريه حتى بعد م سيبتوا بعض، لسه بتحسسيه بنقصه؟!
اه قالى ي أميرة.

والله! وقالك السبب بقا وللا اخترع عليكِ الحكايات، ولا معاكِ انتِ جرّب ولقى انه زى الفل وان كانت فيّا انا العِلة!
مسمحلكيش! انا ست محترمه ي اميرة. ست ماشية ب اخلاقها وشرفها وسط مليون راجل ولا اتهز
وزين اختارنى من وسط الناس عشانى أنا وعشان عارف مين نشوان
وعلى فكرة قالى كل حاجه وأنا مش عاوزه اى شئ منه غير إنه يكون معايا
ضحكت اميرة بسخرية ونظرت لها من أسفل لاعلى وقالت.

عشان هو كتير عليكِ أصلا، اكيد هتتمسكِ بيه حتى لو بيعرج
ترقرقت دمعه بعين نشوان واردفت بمنتهى القوة
لو قصدك المستوى المادى، فهو ساب الجاه والمال وكل الل اتعرضله وبدء حياته من جديد وعلى نضيف
ففى المستوى احنا زى بعض، ولو فالاخلاق. فهو بعد توبته عن كل الارف الل عمله قبل كدا وصراحته معايا
ف ربنا كافئنى وعوضنى بيه عشان طول عمرى كنت شايلة قلبي وحافظه نفسى للى يستحقنى.

اما لو بالنسبة للعلاقه، ف انا اختارته يكون شريك حياتى
مش شريك سريرى! تفرق ي أميرة. وهفضل جمبه ومتقبلاه لحد م نشوف حل للمشكلة
او منلاقيش، برضو متمسكه بيه
تذكرت نشوان كلمات زين لها اثناء العشاء حينما قَصّ عليها كُل القصة.
عودة بالذاكرة
زفر زين بحرارة وأردف بنبرة تحمل الكثير من الحزن
مش كدا وبس، انا هقولك السبب الرئيسي ف انفصالنا. ويمكن دا السبب برضو الرئيسي فقعدتنا دى.

وانى اعزمك عالعشا واتقدم ليكِ بطلب الجواز، عشان تبقى عارفه كل حاجه
والقرار ف ايدك.
قالت نشوان ب إهتمام
قول انا سامعاك
امسك زين كوب الماء وتجرع منه قليلاً، كان النادل يقف أمام منضدة مهدى بالخلف
ف رأى مهدى ان المكان فخم وانه لايستطيع دفع ثمن عشاء ب مكان ك هذا، ف رحل وانتظرهما بالخارج.
بدء زين يروى المؤلم بقصته طيلة حياته، الجزء المظلم الذي مهما حدث سيظل منقوش بذاكرته مُعلق ب ذهنه.

وانا صغير، كنت بروح المدرسة مع سواق تبع عمى رشيد. بعد وفاة والدى وطردهم لوالدتى
هو تولانى وتولى مسؤليتى كاملة، السواق دا كان صغير فالسن. وانا من زمان بحب العب رياضه والعاب حديد، كان جسمى مفرود واكبر من سنى، وفمرة راجع من مدرستى زى كل يوم دخل السواق دا ف اماكن غريبة. لسه بقوله إحنا فين لاقيته زعق لى ورش حاجه اتخدرت
وبعدها محستش إلا أنه..
تنحنحت نشوان واتسعت حدقتيها من هول المفاجأة وقالت بخفوت واندهاش.

اتحرش بيك؟!
دمعت عينا زين واردفت نشوان
وبعدين؟!
مشى محدش يعرف لحد دلوقت راح فين، وانا مقولتش لحد بس اما اتجوزت بنت عمى مكنتش بقدر عالعلاقه. صورة الل حصل كانت قدامى كان طول الوقت عندى هاجس ان عمى الل سلطه يعمل فيا كدا
عشان يخلينى عندى عقدة وعينى مكسورة فمقربش ناحيته جوهرته. بنته!
تعاقدت حاجبي نشوان وقالت
ايه الناس دى؟! ايه الجبروت دا.

ولما حكيت لها مصدقتنيش كالعادة واتهمتنى ان كان كل همى اوصلها عشان الفلوس وبس
تنهدت نشوان واردفت بحزن
احنا مش لازم نسامح اى حد ممكن يكون عمل فينا شرخ اثر فحياتنا لفيما بعد،
قالتها بنبرة أسى ف اردف زين إليها ب اهتمام
ليه بتقولى كدا يا نشوان
عشان انا كمان عندى جرح كبيير اوى يا زين، ولازم تعرفه عشان نبقا انت وانا بيّنا كل الل فات لينا فالنور وبعدها نقرر
عادت نشوان من ذاكرتها ف وجدت أميرة تردف إليها.

فهو بقا لاقاكِ بنوتة مُضحية وشجاعه وقابلاه على عيبه، والوحشه السافلة بنت عمه وحبيبته قبلك متقبلتوش، ف حب يتجوزك مش كدا؟! كأنى كنت مطب فحياته عداه وخلاص خلصنا!
أرادت نشوان تهدئه الموقف قليلاً فقالت
أميرة، انتِ الل كنتِ عاوزة تسيبيه وسيبتيه. ليه مش عاوزة تديله فرصه تانيه وتدى لنفسك
عشان انا حياتى وقفت عليه يا نشوان
انتِ الل موقفاها، انا متأكدة ان الل زيك فيه الالاف بيتهافتوا على بس كلمه منها.

حتى لو فيه، ودا
أشارت إلى قلبها ب عنف قائلة
ودا، دا الل هو امتلكه، دا الل رافض يخرج منه اعمل فيه ايه! ياستى قدرى ان كبرت لاقيت قلبي مش ساكنه الا زين
وانا ايه ذنبي يا أميرة، اقسم بالله كل الل حصل كان صدفه ومشيئة وقدر ربنا انا لا رتبت حاجه ولا خطت لحاجه، وحتى معرفش انه كان طليقك ولا هو وهو بيحكيلى عنك دماغى جابت انه انتِ
اصل منين يعنى، احنا مش ففيلم!

وهتتجوزيه ي نشوان؟! للدرجة دى يخونك إحسانى وعطفى عليكِ؟!
شعرت نشوان بجنون العَظمه الذي يمتلك أميرة والذي اشار له زين في اكثر من مرة في احاديثه عنها ف ردت نشوان
إحسان وعطف! انا سكنت فبيتك زيي زيهم، وبدفع زيي زيهم مش من الشارع انا اوبتتغاضى عن أجرة اوضتى قصاد لقمتى! لو على اول موقف فتحتيلى بيتك فيه واستقبلتينى ف اكيد شايلاهولك فوق دماغى
بس مش عشانه ممكن اضحى بشخص اختارته شريكِ العمر كله.

عقدت أميرة ذراعيها امام صدرها وقالت مستهزءه
طبعاً، فرصة لا تعوض ل نشوان الفلاحه الل كان آخرها تستلف تمن المواصلة!
بمنتهى الكبرياء قالت نشوان وكأن كل واحدة منهم تقف في مكان برقعة الشطرنج وتلقى بالبيدق التابع لها ل يرين على من ستنتهى المباراة!

ايوة فرصة ومن دهب كمان بس مش عشان الل قولتيه، عشان زين دا تاج يتحط فوق الراس ب اصلة وفصله ووالدتة رحمه الله عليها الجليسة الفقيرة باللى حصله زمان حتى بذنوبه، شخص من دهب وياحظى الحلو الل عترنى فيه. ومتشكرة ليكِ ولتلميحاتك
انا مش هقبل الفستان ولا هدايا ماريا، ودلوقت حالا هسيب المكان، ومتشكرة مرة تانية لاستضافتى أنا وبنتى كل المدة دى ك فرد من افراد اسرة قصر الأميرة.

تركتها وولجت نشوان الى غرفتها حاملة طفلتها تبدء في ترتيب أغراضها والحقائب بينما في غرفه نورهان كانت تتحدث روان الى نورهان عما يدور بالداخل والى أى نهاية توصلا طرفان الحرب
لاء بجد، دا نهار زحاليييق مزحلق، صدفه غريبة جدا واوى ياترى مين فيهم الل هيكسب وموضوع نشوان وزين هيتم ولا فاكس، ياجماعة فيه لعنه بتصيبنا واحدة ورا التانية بجد
كانت نورهان شاردة واردفت.

لو أميرة مش عاوزة زين ونشوان يتجوزوا ف دا مش حقها، هي كانت تجربة وعدت فحياة زين وانفصلوا يعنى من حقهم هما الاتنين يعيشوا حياة جديدة مع ناس تانية الحياة مبتوقفش على حد
جلست روان بجانب شقيقتها وربتت على ظهرها بحنو قائلة
مبسوطة يا نورى ان أخيرا قلبك فرح مع حد يستاهلك زى عيسي، وانه اتقبل سرك مش زى علاء والشوز فارس
ابتسمت نورهان واردفت.

كنت حاسه انها من المعجزات ان حد يقبلنى زى م انا من غير م يشكك فيا وف أخلاقى، الحمدلله كنت دايما اقول اختارلى يارب ومتخيرنيش، المهم انتِ قررتى ايه فموضوع البرنامج
انا رأيي تعمليه وتعلمى الناس كلها من تجربتك وتقولى انك مش خايفه من حاجه وارفعى راسك وسط الناس انت خلاص اتعلمتِ من غلطك
ارتبكت روان واردفت الى نورهان
نورى انتِ بتحبينى اوى كدا؟!
طبعا يا روان، طول عمرى بقولك أنك نصى التانى. روحى التانية.

تلعثمت روان وابتعلت ريقها بصعوبة وقالت الى شقيقتها
نور انتِ مجبتيش سيرة لعيسي ان متعملش تقرير بحالتك من المستشفى وهو قبل عادى صح؟!
اه، ليه
صمتت روان وكانت عيناها تتلفت يميناً ويساراً بتوتر ف دنت نورهان منها قائلة
ليه السؤال دا ي روان
عشان، عشان انا عارفه التقرير فين واصلا المستشفى منستيش تعملهولك ولا حاجه انا الل استلمته من المستشفى وقت حادثتك انتِ وبابا ومن زمان عاوزة اقولك بس.

نهضت نورهان غير مصدقه وقالت بغير استيعاب
وإيه كمان ي روان؟!
انا عاوزة اكفر عن ذنبي معاكِ يانور، انا كل الل حصدته دا بسبب غبائى زمان
انا قطعت التقرير وانا الل شككت علاء من ناحيتك. الدنيا كلها كانت بتحبك ي نور وحواليكِ نور الشاطرة نور العاقلة وروان الغبية الطايشة. نفسى فحاجه واحدة من الل كانت حواليكِ بس والله م كان قصدى اعملك حاجه تأذيكِ
انتِ كنتِ تعرفيه؟! تعرفى التقرير فين ودليل يخرس اى حد.

صمتت روان ف كررت نورهان سؤالها
بتقابلي علاء و بتشوفيه؟ وبتكملى ف مسلسلك الدنئ عادى؟ كنتِ طيب بتعملى دا بقلب مرتاح؟
انتِ ظالمانى، أنا أنا
قالتها روان ب اندفاع تحاول الدفاع عن نفسها بكل ما استطاعت، ف اخذت نورهان تعلو صوت شهقتها قبل الدخول في نوبة بُكاء مريرة وقالت
انا عرفت الحقيقة، الل كنتِ طول الوقت بتخبيها عنى بس الحمدلله ربنا كشفك.

كشف انك متنفعيش تكونى اى حاجه ليا متنفعيش تفضلى فالمكانه الل حطاكِ فيها. يعنى مش بس انتِ اختى. مش بس توأمتى. انتِ نص روحى وانتِ دمرتينى يا روان دمرتييينى منك لله
اصبرى طيب، واسمعينى وقتها مكنتش اعرف
مكنتيش تعرفى ايه؟! يعنى ايه مكنتيش لو مكنتيش تعرفى مكنتيش هتتفننى فتدميرى كدا
انا مستحيل اصدق والله مستحيل.
اقتربت روان من نورهان وقالت بهدوء.

مكنتش اقصد، كنت عاوزاه يبعد عنك عشان كان انسان وحش وانانى وشكاك وكان تاعبك معاه
انا عمرى م اذيكِ ي نور
عقلى مش عارف يستوعب، هو احنا بجد اخوات!
نور، انا كنت صغيرة وقتها وكنت فاكره انى بعمل حاجه عشانك
حتى فالشخص الوحيد الل حبنى يا روان غيرتى منى برضو وخرجتيه من حياتى بلا رجعه وكمان خلتينى ماشية ب وصمه عار مش عارفه أدافع بيها عن نفسى حتى!
أنا سألتك وقتها وانتِ محسستنيش انه يهمك أمره من الأساس.

سألتينى عن إيه، مانا كان لازم احسس نفسي إنه الموضوع مش حيهمنى طالما حته ورقة تتشكك فيا وف أخلاقي
شوفتى يا نور انا عملت لمصلحتك انت حتى عرفت وقتها حقيقة علاء وكنت بتدافعى عن نفسك ومكانش همك التقرير
كنت بدافع عن الل باقى منى. لكن دا ميديش ليكِ حق تعملى كدا فيا ومش عاوزة اسمع منك كلمة تانية.

نظرت إليها روان توقفت عن محاولات الدفاع المستميته عن نفسها بالكذب! هي حقاً تكذب ومُخطئه ولكن مهما ُحاولنا دائما أن نبقى بقُلوبِ الاطفالِ، يَظل العالم الخارجي يُجبرنا أن نكون ك الاشرارِ لا رحمةً ولا شفقه بِما إكتسبناه مِنه ومن أشخاصُه ومن ارواحاً لاتُشبهنا، فتطبيق العدل في المعاملة لمن يستحق اهمُ من حياتنا بأكملها.
عاش مين شافك!

استراح صالح من طريقه وجلس الى اقرب مقعد بمنزل زوجته السابقه واردف بعد تنهيده
والل مش بيشوفنى عايش برضو، خير؟!
خير ي صالح، انا كلمتك وقولتك ان الموضوع ضرورى جداً وفعلا هو ضرورى
انا هسيب الولد لأن خلاص هتجوز
ابتلع صالح ريقه بصعوبة وأردف لها
تسيبي الولد لمين؟! أنا.
انت ابوه، وانا كفايانى بقا لحد كدا. وبعدين انا حياتى متوقفش معاك وكمان تقف بعدك
انا كمان هشوف حياتى زى مانت عايش وهتجوز انسان هيحافظ عليا.

اخرج صالح منديلا من جيبه واخذ يمسح قطرات عرقه من على جبينه وقد بدأت نبضات قلبه فالتسارع ومن ثم قال
م انتِ عارفه ان مش هينفع، انا مبعرفش اشيل مسؤولية حد
عقدت السيدة ذراعيها وقالت بسخرية
والله! لاء معلش تتعلم دا ابنك برضو
طيب م تتجوزى وتخليه معاكِ، وانتِ عارفه اى حاجه بتطلبيها له انا ببعتهالك من غير نقاش
حدقت السيدة به مالياً وقالت بنظرات جدية.

خطيبي مش موافق بوجوده، عاوز يفرح بيا ومعايا ومش لازم يعنى يتحمل مسؤلية طفل مش إبنه
بس هو إبنك!
اه أبنى، بس انا شيلت ع اد م اقدر وجه دورك بقا
إثر تحدثهما وشدة الموقف بينهما، كان قد أخذ الطفل القداحه من أمام والده وكان يلعب بها بعيدا
بعدما قام بتقليد والدته وقام بفتح عيون الموقد ب اكملها.
المناقشة نارية والطفل يلعب، الحديث جعلهم لا يميزان رائحه الغاز التي تتسلل الى أنفاسهم.

حتى شعرت هي فقامت على الفور تبحث عن طفلها حتى ضغط هو على القداحه واحدة من الالاف المرات التي يضغط عليها وحدث ما حدث!
الفُرص الجديدة، العُمر الذي لن يتوقف على خيبة، الحياة التي لابد أن نعيشها كما يجب،
المهم في نهاية المطاف. أن تجد الروح التي ترى فيها روحك.
كان يجذب زين الستار من على نافذته وهو يتحدث هاتفياً مع نشوان التي قصت له كل ماحدث بينها وبين اميرة وعلى تركها للمكان.

لا ننكر تعجب زين عن الصلة كيف أتت، ولكنه لم يهتم كثيراً للأمر فكل ما يريده الآن هو استقراره النفسى والسلام الداخلى. ونشوان!
ولايهمك، كان متوقع الل عملته دا. أميرة فاهمه ان الدنيا ما ملكت إيمانها بس الل استغربته انك كنتِ ساكنه فبيتها
تنهدت نشوان وهي تهم بفتح باب غرفتها بالفندق الصغير التي تجلس به فترة ماقبل زفافها هي وزين
ثوانى يا زين هفتح الباب اكيد جايبين الفطار طلبته ل ماريا.

انتظرها زين حتى انتهت ومن ثم قالت له
هو أنا غلطت ف اى حاجه من الل قولتهالها يا زين؟!
لاء مغلطتيش
بس أميرة كانت صاحبتى، وفيه بينا حجات كتيرة حلوة ومواقف منها
دلف عيسي إليه وجده يتحدث ف أشار له انه ينتظره بغرفته ورحل ف اكمل زين.

ماشى بس مش عشان انا كنت جوزها تسمعك الإهانات دى وتهيينى كمان وعاوزة الحياة تقف وتمشى زى ماهى حابة. نشوان فرحنا هيمشى عادى وهنروح لبيتنا عادى وكل الل فات دا خلاص نقطعه من حياتنا ونفصل ونبدء من جديد
الله المستعان ي زين
صمتت نشوان ومن ثم قال زين ك تخفيف الأمر
بس بقا مفيش عروسه تكشر
وانت شايف انى مكشره فين؟!
اهو مبوزة خالص اهو. يالا اضحكِ ولا اقولك انا حاجه تضحكك لأن ضحكتنى أنا شخصياً.

ابتسمت نشوان واردفت له
ايه هى؟!
يعنى طلعت أميرة عاملة بيت مغتربات وفيه مين، هدير مرات صالح صاحبي ونورهان خطيبة عيسي واختها المجنونة روان زحليقه ونشوان الل هحبها وهتبقا مراتى ومفيش بينا كام شارع وعمرى لا خدت بالى منه البيت دا ولا محل الورد بتاعها
ضحكت نشوان وقالت له بطريقتها الطفولية المعتادة
لاء وروان ترقص وياك وتتصوروا وانا معرفش بقا ان المُز الل كانوا بيحكوا عليه يبقا أنت.

ايه دا هما كانوا بيحكوا عنى. طب م تقوليلى بيحكوا إيه
اشتعلت الغيرة بقلبها فقالت مداعبه له
وبعدييين بقا
يالاهوى عالغيرة يالاهوى
ضحكت نشوان واخفت صوتها فقال زين
صوت ضحكتك بيهون والله، ايوة كدا، تعالى نحلم سوا انا وانتِ بكرة ونسيب امبارح م خلاص عدى
ولا إيه رأيك؟!

تنهدت نشوان وصمتت، اغلق معها المكالمة وذهب الى غرفه عيسي ف سأله عن المكالمه لأنها كانت طويلة عن معتاد زين ونشوان فقصّ له كل القصه وبعدما سمعه عيسي للنهاية أردف
ياعم عليا الطلاق دا فيلم اجدع واجحد من الفيلم الل بصوروا
ياعيسوى خليك جد طالما بنتكلم جد.

والله م بهزر يا زوزز، طليقتك وحبيبتك الاولى تعمل بيت مغتربات وتسكن فيه خطيبتك دلوقت وحبييتى انا واختها ومرات صالح صاحبنا، لاء دا كدا فرح وعاوزين نعمل لولولولى
قام زين بلكزه في كتفه واردف
يابنى فكك بس من هزارك دا، تفتكر أميرة ممكن يكون رد فعلها ايه
إلتوت شفتى عيسي وأردف.

هيكون إيه رد فعلها! خلاص قالت بوقين زبالة فيهم غرور وعنجهيه بيت السلطان وخدتهم الغلبانه نشوان وخلصنا هتعمل ايه؟! هتعمل حجر عليك تكتب عليك ممنوع الاقتراب والتصوير؟!
يعنى هي تطين حياتك وانت معاها وتصمم تطلقوا وبعدها عاوزة تخليك تترهبن لجلالتها
نظر زين إلى عيسي متعجباً فاغرا فاه فقال عيسي
ايه يا زوز مالك؟!
اصل موقفك اتغير فجأة، انت كنت بتدافع عن حبي انا وأميرة وكنت بتشوف انى ظلمتها.

جلس عيسي واردف ناظرا لاعلى الى زين وهو يقف امامه
بص يا ابو الزنازين، انا بعد مماطلة اقتنعت. العلاقه الل تطفى وتوجع وتجرح
والله! لو كانت عمر كامل من الحب تغور قصاد الوجع الل حسيته وانت بتحكيلى عن الل قالتهولك والدتك ع فراش الموت. او معايرتها ليك بعدم قدرتك معاها ك زوج وانها مصدقتش الل حصلك وموقفتش حتى جنبك.

انت اما اتكلمت عنها كنت مجروح وسيبت لها هي وأبوها الدنيا والدين، لكن انا كنت ساعتها شايفك العاشق
لكن بعد قصتك مع نشوان صدقت، ان فيه قلوب بتتغير وان القلب ممكن يحب اتنين عادى بس يختار صح
وان لازم نعيش وننسى الل فات بقا حتى لو رفضت الحيطان ذكره!
صمت الاثنين فقام عيسي بلكز زين وأردف
سيبك انت، هتبقا احلى عريس وهيبقا احلى يوم وهتعيش يا بن السلاطين.

وهتعمل بيت كان نفسك فيه وهتحس بدفا امك وابوك الل اتحرمت منهم
عشان انت تستاهل يا زين وربنا وقعك فواحدة شبهك، مشتاقه أمان وشوية حنية. ,
لا ادرى من صاحب المقولة، ولكنه كان على صواب حينما قال تحلوا الحياة برفقة أرواح إن اخطأنا خلقوا لنا ألف عذر،
أهلاً ومرحباً بيكم انهاردة فبرنامج نهاية الليل، انهاردة معانا قُنبلة مفاجأة، صاحبة اكتر موضوع هز السوشيال ميديا الفترة الأخيرة.

حصل جدل وبلبله من الصحف والقنوات. وطلعت هي بكل شجاعه وقالت انها كانت غلط وكانت معميه
وان كلنا بنغلط. بس اهم حاجه نتعلم من غلطنا، رحبوا معايا ب رونى حااافظ!
دلفت روان بثياب اكثر حِشمة عن سابقها، وقد جدلت شعرها لاتضع مساحيق لا تضع أشياءها الغريبة ب وجهها واصابعها. فتاة عادية، روان كما لم تشاهدها من قبل!
رونى قبل اى حاجه عرفنيا عليكِ
اسمى روان عبدالحافظ ذكرى، كنت طالبة بكلية التجارة قبل م يتم فصلى.

كنت نجمة معروفه جدا فالتيك توك. بعمل فيديوز رقص وكدا وعندى اكتر من 2مليون فولورز
قوليلنا يا رونى ايه الل حصل؟!
بدأت روان في رواية قصتها كاملة، ونسب المشاهدة تزيد، وطلب الاعلانات يتزايد
كان احدهم يتابع اللقاء ممسكاً بسيجارته ويدخنها بهدوووء ويستمع للحوارالمذاع أمامه.
طيب ليه طلعتِ لايف وقولتِ كل الكلام دا، اذا كنتِ مقتنعه بالل حصل وعملتِ ومحدش اجبرك عليه.

الل حصل كان حوار دلع لخطيبي وكدا، بس دا كان غلط. انا فعلا كنت ساعات ببقا طايشه وغبية فتصرفاتى
بس اما وصلت انها تأذى غيرى قولت لازم اصلح بقا
نظرت روان الى الكاميرا بعينان دامعتان
زى م قولت لكل البنات، اوعوا تعملوا زيي، انا فوقت صحيح بعد الوقت م انتهى
بس فوقت، اى شاب بيحبك او خطيبك وطلب منك تعملى كدا مش بيطلبه عشان بيحبك
هو شايفك ساهله، وانا فارس كان شايفنى كدا عشان التيك توك والل كنت بعمله عليه.

والتيك توك دا اكبر مقلب اى بنت بتاخده بهدف الشهرة والفلوس ففى الل بيشوفك مسخ وحاجه مؤرفه ومالكيش سعر ولاقيمة
صمتت المذيعه ومن ثم ردت على كلمات روان وهي تشعربها
حقيقي انتِ حد شجاع اوى يا روان، ويكفى مجيتك هنا النهاردة
ابتسمت روان وصفق جمهور الخاضر بالاستديو، فقالت روان الى المذيعه
هو ينفع اقول كلمه لحد عن طريق البروجرام
اتفضلى، بس هتقولى لمين
هقول ل نور، نور اختى.

توجهت روان مباشرة الى الكاميرا وكأنها تراها أمامها وقالت بنبرات توسل ورجاء
نورى، انا غلطت فحقك كتير، حتى فغلطتى دى انتِ اتعاقبتى معايا وملكيش ذنب
وكنت انا من ذنبك ولحد دلوقت، بس والله من هنا ورايح انا هتغير وهبقا احسن مش عشانى
عشانك يانورى، وانا بحبك اوى
صفق الجمهور انسابت دمعه من عينيها، وبالمقابل كانت ترى اللقاء نورهان بالمنزل وبكت أمامها وبداخلها قلب يسامح. انها نصفها الآخر أيضاً!

قاعة كبيرة، تتهيأ لاستقبال حفل كتب كتاب وزفاف العروسان زين ونشوان
العمة بالمنصورة والعم جابر يتهيأن ب ملابس انيقه جدا قد احضرتها لهم نشوان حتى مهدى لم تنساه وقد اشترت له بذلة ثمينه، قاموا هم بدعوة الاحباء والجيران حتى يذهب الجميع ال العُرس بالقاهره.

نشوان تتأهب وتستعد بمركز التجميل وقد صاحبتها زميلة لها بالشركة ونورهان وروان، وعيسى مع زين من قبل ان تشرق شمس الصباح يهيأه ويغنى له ويصفق وقام بتعليه صوت الموسيقى والاغانى انه يوم الزفاف المنتظر.
هدير قبل ان تخرج وتذهب اليهم. رأت اميرة تقف بالحديقة صامته ف اردفت لها
هتزعلى لو روحت ي اميرة؟!
نظرت اميرة ناحية هدير مبتسمه واردفت
لاء طبعا ياهدير روحى.

قبلتها ورحلت وحينما وصلت كانت نشوان قد ارتدت ثوبها الجميل الهادئ ووضعت مسحوق التجميل
وكانت تصفق روان وتقوم بنقل الحدث مباشرة ونورهان تساعد نشوان وكأنها شقيقتها
ف دلفت هدير ترقص وتصفق وقاموا ب التقاط الصور جميعا سويا.
أتت سيارة العريس، صعد عيسي إليها وجلبها له فيده وكأنها وليها
وعالناحية الاخرى كانت مفاجأة حضور مهدى الى الحفل هو ووالدته ووالده يقومون ب استقبال المدعوين.

بالسيارة كان زين ونشوان بالخلف، وعيسي يقود بهم وبجانبه نورهان. وبسيارة هدير كانت روان وزميلة نشوان يتغنون ويصفقون.
وصلوا إلى القاعه، تعالت الزغاريد، رحب بهم الجميع بحفاوة عناق وحميمة شديدة، الكل سعيد
الكل يشعر ببهجه، جلس زين بجانب الماذون وزوج العمه الناحية الاخرى
بدأ المأذون. بالصلاة عالنبي أولا ومن ثم بدأ بالتحدث في مكبر الصوت
زين ينظر الى نشوان خلسة ب ابتسامه وهي تبادله بخجل ممسكه بيد نورهان.

شعرها يتقاطر من المياه، ومن ثم نزعت معطف الإستحمام ووضعته على الفراش
وامسكت بفستان فخم وقيم جدا وقامت ب ارتداؤه
الحمدلله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين، قول ي استاذ جابر زوجتك موكلتى السيدة الثيب نشوان عبدالقادر
زوجتك موكلتى نشوان عبدالقادر
قول يا استاذ زين قبلت الزواج من السيدة الثيب نشوان عبدالقادر
ابتسم زين وغمز له عيسي واردف
قبلت الزواج من موكلتك السيدة الثيب نشوان عبدالقادر.

بجهاز مجفف الشعر كانت تصفف شعرها، وتضع من عطرها الغال زخات على ثوبها ورقبتها وصدرها العارى
ومن ثم نزعت القلادة الذهبية بعنف ووضعتها على المرأة.
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
تعالت الزغاريد، قامت القاعه بتشغيل الاعانى ثانية والجميع يعانق بعضه البعض
قام زين بعناق نشوان امام الجميع وطبع قبله على رأسها وضم ماريا له ومن دون انذار.

جذبه عيسي الى مكان الرقص وقامت الفتيات بجذب نشوان وهي ترفض قد اعتراها الخجل كثيراً
ارتدت حذاؤها، امسكت حقيبتها
خرجت واعلقت المنزل واستقلت سيارتها، انها أميرة
وفى طريقها تذكرت بعض من اسطورة عشقهم الماضية والتي ستظل محفورة
عودة للذكرى
حتفضل تحبنى يا الزين؟!
قولى هتعيش لامتى
وايه علاقة دا بسؤالى
عشان انا عايش بحبك ي اميرتى، أميرة حبي أنا
ذكرى ثانية.

قولى يا زين انا عايشه ليه؟! انا مش قادرة اعيش يوم كامل مع احمد
عايشة عشانى يا اميرة، انا من غيرك اموت!
ذكرى ثالثه
قولتلى كام مرة بحبك لحد دلوقتي؟!
ابتسم زين وضمها إلى صدره واردف
صعب اعرف
عشان كتير
عشان اد م بتنفس حبيتك، واد م حبيتك بتنفس، فاهمه حاجه؟!
ايوة فاهمه
طب فهمتِ إيه
فهمت انك قلبي وانى بحبك
مش ادى يا اميرة حُبي أنا.

تتساقط دمعه وتشاهد امامها ما نى، وزين يتراقص مع نشوان واصدقاءهم وكأن المشهد يتحرك بالرتم البطئ
اميرة في طريقها إليهم وهما في بداية ايامهم للسعادة. او العكس!
دلفت اميرة بحذاؤها. خطوة الثانية، صخب وضحكات ورقصات واصوات عاليه
وزغاريد، لاترى احد. لا تشعرب احد، نظرها محدق عليه هناك
حتى اصبحت مقابلة له
فتوقف هو! ونشوان ومن حولهم
مبروك!
اهتز زين قليلاً، نظر لها وأردف
الله يبارك فيكِ.

معزمتنيش ليه، مش كفاية ان خطيبتك كانت بخيلة ومقالتليش
نظرت نشوان إليها والى البقية ف اردف زين لها
محستش انك هتحبي تيجى، لكن لو اعرف كنت قولتلك
تقولى على ايه؟! ع انى اجى اشوفك مع واحدة غيرى؟!
اشوفك بتتجوز يا الزين!
ايه؟! رد عليا هو الل بينا كان ايه
اتسعت عين عيسي حينما علم ب انها صاحبة محل الورد زوحة زين السابقه، تدخل سريعاً
مدام اميرة ممكن كلمتين بس على جنب انا وحضرتك
نفضت اميرة يد عيسي بعنف وأردفت.

ماليش كلام مع حد منكم، انا معرفش حد منكم. اذا كنت الل اديته كل حياتى عمل فيا كدا
اقترب زين منها وارظف
هو احنا حكايتنا مش خلصت وانتِ الل خلصتيها؟!
اردفت أميرة بصرخه وقالت
ايوة! خلصت وانا الل اقول تخلص ازاى وتفضل انت ازاى وتفضل على حُبي زى مانا عايشه ع حبك
استغفرت نشوان ونظرت على الجمع الذي لايعلم من هذه ولمَ تقف هكذا، ومن ثم انتبهت!
اين صغيرتها!
ماريا فين؟! ماريا فين.

انتبه الجميع، تشتت تركيز زين من اميرة وانتبه مع نشوان اخذ الجميع يبحث
انتبهت نشوان لعدم وجود مهدى، صرخت ب اخر مافى صوتها من قوة
مهددددى!
بسيارة زين كانت نشوان ونورهان وعيسي يحمل بسيارته البقية على المنصورة فقد اشارت انهم بالتأكيد هناك، العمة وزوجها خائفون من تهور ابنهم ولكنهم يرتجون من الله الستر وأن لاتكون معه الطفلة ولكن نشوان متأكدة!
تبكى بنحيب نشوان طيلة الطريق ويقوم زين بتهدئتها.

انا كنت متأكدة انه مش هيعديها ع خير، منك لله يامهدى. الا بنتى، الا بنتى يامهدى هموووت
يامارياااا
يقود زين ويحاول يربت على ذراعها وهو يردف
انتِ بتعيطِ؟!، متعيطيش وحياتك عندى انا الل السبب ف الل انتِ فيه وانا الل هطلعك منه!
اهدى يانشوان انا معاكِ ومش هسيبك
انا عارفه هيأذيها، هيموت بنتى عشان اتجوزتك ي زين
طب ليه عشان هو زى م قولت مجرم ولا عشان..
صمتت نشوان وهي تبكى وتستغفر وتنظر هنا وهناك
م تفهمينى طيب.

ارجوك ي زين مش قادرة اتكلم
وصل الجميع يبحثون هنا وهناك حتى عثروا عليه يجلس على مقعد يضحك قامت نشوان بالانقصاض عليه تنهش بوجهه ب اظافرها حتى منعها زين فقال لها مهدى ببرود
فيه ايه يا عروسه، ايه الل جابك من الفرح
بنتى يامهدى، بنننتى
ماريا! هي فين هي ضاعت
مهدددى ابوس ايدك الا ماريا، انا عمرى م اذيتك
يابنى قول تعرف مكان البنت ولا لاء
قالها والده له ب استعطاف، فنظر مهدى للجميع واردف.

ايه دا دلوقت كلكم بتحاولوا تكلمونى بهدوء وتطلبوا منى بهدوء؟ هو انا اصلا عايش معاكم
هو انتو معترفين بيا ولاحتى المدام! ايه يا نوشا!
مالك بتعيطى ليه
حاول مهدى الامساك بوجهها ف ابعده زين بقوة وردف ينظر له
بقولك ايه هتقول مكان البنت فين ولا نطلع عالقسم؟!
ضحك مهدى بهسيتريا وهو يصفق واردف
لاء حلوة، حلوة يابن الذوات، اطلعوا عالقسم كلكم كدا بربطه المعلم لو اثبتوا حاجه.

اقتربت منه نشوان بتوسل وهي تبكى وقد تشوه وجهها بفعل لخبطه المساحيق من بكاؤها
ابوس ايدك، عاوز ايه، انا هعمل الل عاوزه بس بنتى لاء
عاوز ايه؟! ياااااه ي نشوان دلوقت عاوز ايه
اقولك عاوز ايه؟! انا مكنتش اى حاجه من الدنيا غير ان كنت عاوزك
عاوزك وبس، بس يانشوان!
استحملت ضرب واهانه وشتيمه وبهدلة وقرف عشان بيجرى فدمى عشقك
استحملت وفضلتِ عليا مرة اخويا ومرة ابن الذوات دا!
صرخ بوجهها
لييييه! ناقصنى ايييه.

مزق ثوبه من على صدره قائلا
فيه قلب هنا بيحبك اكتر منهم ومن اى حد، فيه قلب هنا خدااااامك!
كنت عاوز فرصه وكنت هكون تحت رجلك العمر كله
كنتٌ بتقرفى منى وتستحقرينى يانشوان. بتستعرى منى وحبك فقلبي مكلبش زى التعويذة
الل لا راضية تحل عنى ولا عارف اعيش بيها!
كان الجميع يشاهد وكأنها مسرحية تقام امامهم بالفعل، الكل صامت وص
ثلاثى الخوف هم الابطال، نشوان وزين ومهدى.
اقترب زين منه وامسكه من تلابيب قميصه.

اسمع بقولك ايه انا صبرت كتير، نشوان حكيالى كل قرفك وانك شمام وتاجر ففلوس مزورة وبتاع ضرب وحاجه زفت ف ي تقول البت فين وتبطل المسكنه دى ليها عشان دى مراتى وكلمه كمان وهدفنك قدام اهلك هنا، ي هنعرف بطريقتنا وساعتها متلومش الا نفسك
نظر مهدى الى مسكة زين له من ثيابه فنفضها بعنف وقال بثقه
اعملوا الل تعملوه، ماريا خلااااص مبقتش معانا عالارض
دنى من نشوان وأردف يحدث عيناها
عشان تدوقى الوجع ع حق!

شهق الجميع فقالت بصراخ نشوان وهي تضربه بصدره
عملت فيها ايه؟! عمللت ايييه
ماريا، ماتت يا نشوان ب اشارة منى كان كل شئ انتهى ودوقى الوجع بقا
لاء يا مهدى، لاء يامهدى، لااااااااء لااااااء موتت بنتك يا غبي
ماريا بننننتك!
اتسعت حدقه مهدى بعدما كان يتحدث بعدم اكتراث وقامت العمة بطرق وجنتيها، اما عن نشوان فكانت تضرب بصدر مهدى بعنف غير واعيه وهو يقف جامداً غير مصدق م سمعه، وقف زين صلب بلا حراك.

ودنى عيسي منه قائلا
هو الل اتقال دا بجد؟! ولا ودنى عملت ايرور.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة