رواية العشق الممنوع للكاتبة إيمان شاهين الفصل الأول
كان يجلس بمكتبه بعد ان انتهى من اجتماعاته التي لا تنتهى، فهو يدير امبراطوريه كامله ومشاكلها لا تنتهى، ثم قرر الذهاب للقصر للراحه قليلا، كان بسيارته عندما رن تليفونه فنظر للمتصل ثم رد بسخريه
- اخيرا تنازلت وقررت الاتصال بى
- انا ليس لدى وقت لهذه التفاهات.
- تفاهات يا كينان، تسمى الاطمئنان على صديقك الوحيد الذي لن تجد احد يتحملك مثله تفاهات، منذ ان انجبت ملاك لك التوأم وانا لا استطيع ان اراك او أتحدث معك
- وهذا ذنب من، انت عم فاشل لا تأتى الى القصر لترى ابناء اخيك سوى كل فتره
- اعتذر صديقى كان هناك مشاكل بناقلات البترول ولم يستطيع نديم ان يحلها بمفرده فكان يجب ان اساعده
- كيف حال نديم ومتى سيعود لمصر؟
- سيعود خلال شهر، هناك شئ يحدث معه ولن ارتاح حتى يخبرنى ما به
- اطمئن سيكون بخير، انا اتصلت لاخبرك ان اخر الاسبوع عيد ميلاد التوأم الاول وبمناسبه ذلك سأقيم حفل كبير للعائله والاصدقاء فلا تتأخر افضل لك
- وهل استطيع انا ان اتأخر على احباب عمهم سأكون عندك من الصباح للتجهيز معك للحفل
- تمام يا صديقى، ارسل سلامى للخاله نرمين، وسوف ننتظركم يوم الخميس
- حسنا اتفقنا، سلام
- سلام.
بعد ان انهى اتصاله توجه لقصره وبمجرد دخوله استقبلته امه بوجه مبتسم، قبل ليث راسها وقال بحنان
- كيف حالك امى؟
- انا بخير حبيبى، كيف حالك انت مازلت ترهق نفسك بالعمل
- انا بخير امى اطمئنى، العمل هو الحياه بالنسبه لى
- متى سأفرح بك ليث، انت تبلغ الخامسه والثلاثون اريد ان ارى اولادك قبل ان أموت
- بعد الشر عنك امى، ارجوكى لا تفتحى معى هذه السيره ابدا، انا لن اتزوج، لن اجعل عاهره تتحكم بحياتى ابدا.
قالت نرمين بصراخ
- ليس كل النساء عاهرات ليث، لا تتحدث بهذه الطريقه
- بل اكثرهم هكذا وانا لن اضع حياتى قيد التجربه، ارجوكى امى انا لا اريد ان اغضبك لذلك لا تفتحى معى هذا الموضوع مره اخرى
ذهب ليث لغرفته وهو غاضب من نفسه لانه رفع صوته امامها، لكنه لا يتحمل كلام الزواج امامه ابدا
بمجرد ان دخل لغرفته ازال ملابسه وذهب للحمام وفتح الماء الدافئ ووقف تحته، كأن الماء ينزل ويزيل همومه وتعبه.
جاءت الذكريات السيئه لعقله مع نزول الماء على جسده، تذكر كلام والده له وهو طفل بأن والدته عاهره خائنه تركته وهو يبلغ العامين وهربت مع عشيقها ثم توفت بحادث سياره بعدها بشهر، لقد دمره هذا الكلام لولا نرمين التي وقفت امام زوجها واخبرته ان ليث ابنها هى، فهى من ربته ولن تسمح لاحد ان يؤذيه.
تذكر عندما اكتشف ان نرمين تزوجت من والده لتربيته وانها رفضت الحمل حتى لا يشعر انه غريب وسطهم، ضحت ان تكون ام من اجله ومن هذه اللحظه اقسم ليكون الابن البار بها ويفعل كل شئ من اجل سعادتها وخصوصا بعد وفاه والده بالسرطان.
تذكر عندما كان يبلغ التاسعه عشر وتوفى زوج عمته تاركا زوجته وابنه الوحيد نديم الذي كان يبلغ العاشره من العمر، كيف ان عمته تزوجت بعد انتهاء العده بأسبوعين تاركه ابنها لنرمين لان زوجها الجديد لا يريده، فاخذته نرمين ووعد ليث نرمين انه سوف يعتنى به دائما وقد فعل، لقد تعامل مع نديم كالاب والاخ والصديق.
ثم تذكر اثناء تحضيره للماجستير عندما احب فتاه تدعى شيرين كانت اصغر منه باكثر من عشر سنوات وكان مستعد ان يفعل اى شئ من اجلها ثم سمعها تحكى لصديقتها خطتها لايقاع به والاستيلاء على امواله
لقد اكتفى من العاهرات بحياته بعد ذلك، اصبحت النساء بالنسبه له وسيله للتسليه ولا يقضى مع واحده اكثر من ليله واحده فقط ثم يبحث عن اخرى، فقد ايمانه بالحب وبالاخلاص في النساء.
بعد ان تخرج من الجامعه استلم اداره الامبراطوريه الواسعه التي تركها ابوه له، وعلى الرغم من ان الجميع توقع سقوطه وانه سيفشل بسبب سمعته السيئه الا انه اذهل الجميع بتوسيع الامبراطوريه اكثر، لم يدخل صفقه لم يحصل عليها حتى اطلقوا عليه لقب الصياد لانه لا يخطئ هدفه ابدا
ما يضع عينه عليه يحصل عليه مهما كان الثمن، لكنه كان شخص اخر مع الذين يحبهم والدته ونديم وكينان صديق طفولته.
خرج من ذكرياته السيئه وارتدى ملابسه وخرج من القصر لتوجه للملاهى الليلية كعادته، كان بالطبع الجميع يعلم من هو ويخافوا منه، وكان هناك صاله مغلقه مجهزه مخصوصا من اجله
كان يجلس وهو يشرب ويشاهد الراقصات يتمايلن، كان يشعر بالاشمئزاز منهم ولكنهم بالنسبه له مجرد وسيله لافراغ شهوته وطاقته، هم من رخصوا انفسهم هكذا فلماذا يهتم.
وبعد مرور ساعتين اختار احدى الفتيات التي تم اختيارهم له بدقه من قبل صاحب الملهى ثم ذهب بها لشقته بالزمالك، هذه الشقه التي يستخدمها لقضاء لياليه
بعد ان انتهى منها رمى لها الاموال وقال ببرود
- اريدك خارج المنزل قبل ان اخرج من الحمام
وتركها ودخل ليستحم ويطهر نفسه مما حدث، كان يقف تحت الماء وهو يتساءل الى متى سيستمر هكذا، خرج من الحمام وجد الغرفه خاليه قام بارتداء ملابسه وتوجه الى القصر.
مر الاسبوع عليه بملل، طوال الوقت اجتماعات ومشاكل وبالليل بالملهى ومع العاهرات، حتى جاء يوم الخميس عيد ميلاد سيف ومهيتاب ابناء كينان، قام باحضار العديد من الهدايا لهم.
بمجرد وصوله لقصر كينان امر الحراس بادخال كل الهدايا، ثم دخل ووجد كينان يعطى تعليماته لمنظم الحفله فقال بصوت عالى
- يا رجل انه عيد ميلادهم الاول وليس زفافهم فارتاح قليلا
نظر له كينان بغيظ وقال
- اما ان تفعل شئ مفيد او تفعل شئ مفيد لا خيار اخر امامك والان اذهب للحديقه وتابع وضع الالعاب بها فحسن بشهر العسل وانا بمفردى هنا
- متى تزوج هذا؟
- منذ اسبوع تزوج من نهى الخادمه وارسلتهم لشهر العسل بجزيرتى باليونان والان تحرك ولا تقف هكذا
- امر سموك هل تأمر بشئ اخر
تظاهر كينان بالتفكير ثم قال
- ليس الان عندما اتذكر شئ سأخبرك
ذهب ليث وهو يسب ويلعن صديقه
- انا حتى الان لا اعلم لماذا انا صديق لهذا الحقير، يأمرنى كأنى خادم، لولا حبى للطفلين للكمته بقوه حتى اعدت عقله الذي فسدته ملاك.
بعد ان اشرف ليث على الامان بالالعاب ذهب للداخل وصعد لغرفه التوأم لرؤيتهم
ابتسم بسعاده عندما وجدهم مع المربيات يغيرون ملابسهم، اقترب منهم وحمل الاثنين معا وقبلهم بحب
- مرحبا بملائكتى الصغار، اشتقت لكم بشده
لم يسمع سوى ضحكات بريئه فقبل رأسهم ثم نزل للاسفل مره اخرى، وجد رزان وملاك يجلسون بغرفه الجلوس فسلم عليهم وجلس معهم.
- ملاك انتى ماذا فعلتى بصديقى العزيز، لقد تحول من لوسيفير لروميو، لقد تغير بسنتين الماضيين كثيرا بسببك
ضحكت ملاك وقالت بحب
- انا فقد احببته اكثر من نفسى، لم افعل شئ أخر
ضحك الجميع بسعاده، مر عيد الميلاد بسعاده وهناء عليهم، وبعد انتهاء اليوم توجه ليث للقصر ونام وهو يتخيل هل سيأتى اليوم الذي يصبح لديه اسره مثل كينان ام انه كتب عليه الحياه والموت وحيدا بمفرده.