رواية العاشرة و النصف للكاتبة هبة شاهين الفصل السابع والعشرون
#Niall#
فتحت عيناي ببطء عندما تسلل اليها ضوء ابيض ساطع ازعجها. تنفست بهدوء و انا ادير عيناي في المكان. اين انا؟
سمعت صوت مألوف صدر جهاز قد وضع بجانبي ادرت رأسي ببطء و نظرت اليه لاجد انه جهاز قياس نبض القلب. غريب! ادرت رأسي إلى الاتجاه الاخر لاجد المزيد من الاجهزه. تبا! انها مستشفى.
رفعت يدي اليسرى و قمت بفرك عيناي ببطء و لكنني لاحظت ان هناك من قام بربط شيء ما على معصمي فأخذت اتفحصه قليلا. هل من الممكن ان يكونوا قد علموا بالامر؟ و لكن لحظه! كيف وصلت إلى هنا؟ من احضرني؟ كل ما اتذكره هو انني كنت في منزل الشجره و بعدها دخل شخص ما غريب و عندما اقتربت لاعرف من هو كانت. كانت ايما، اتذكر انني اخذت اتمتم بكلمات حتى فقدت وعيي و الان استيقظ لاجد نفسي في مستشفى؟
اذا لابد انها هي من احضرني إلى هنا، من المستحيل ان يعرف كريس او جايد بمكاني، بل ايما! لماذا كانت عند البحيره على اي حال؟ امازالت تتردد على هذا المكان؟ امازالت تتذكر ما كنا نفعله هناك؟ تبا! هي لن تود تذكر ذلك على اي حال بل لابد انها تكره ذلك المكان الان، ربما كانت هناك فقط عن طريق الصدفه.
شعرت بألم شديد في جسدي بأكلمه و كأنني على وشك ان افقد وعيي مجددا. كان صوت ذلك الجهاز مزعج تمنيت او انني استطيع تحطيمه و نزع تلك الاشياء عن يدي. لحظه؟ لماذا فقدت الوعي؟ لماذا انا هنا اصلا!
فجأه سمعت صوت خطوات اشخاص قادمه من الخارج و اصواتهم و هم يتحدثون بأشياء لم استطع سماعها جيدا فلم افهم ماذا قالوا و لكن فتح باب الغرفه اخيرا لتدخل جايد و خلفها كريس بسرعه
جايد اخي! لقد استيقظت اخيرا.
كريس هل انت بخير؟
جايد هل مازلت تشعر بأي الم؟
كريس هل تشعر بالجوع او شيء كهذا؟
جايد يمكنني ان اطلب من الممرضه ان تحضر لك طعاما
كريس هل تشعر انك افضل الان؟
جايد اهناك شيء ما تريد قوله نايل؟
اومئت
جايد ماذا؟
اصمتا!
قلت فتراجع كليهما للخلف قليلا و توقفا عن الاسئله اخيرا! لحظه، لماذا يبدو صوتي ضعيفا؟ لماذا اشعر ان هناك شيء ما عالق في حنجرتي؟
جايد هل تريد...
رفعت اصبعي لها لاحذرها من طرح المزيد من الاسئله. تبا هذا مزعج. نظرت إلى معصمي و تمنيت لو انني استطيع نزع هذا الرباط لارى كيف هي حال يدي
نايل جايمس هوران
رفعت رأسي فور سماعي شخص ما يقول اسمي لاجد الطبيب يقف امامي و يحمل بيده بعض الاوراق
اجل
الطبيب سررنا بعودتك ايها الفتى لقد مر يومين
يومين؟ مر يومين على ماذا؟ التفت و نظرت إلى جايد و كريس بأستغراب
كريس انت هنا في المستشفى فاقدا الوعي منذ يومين.
حقا؟ و لكن لماذا لم اشعر بهذا حتى؟
الطبيب كيف يمكنك فعل هذا بنفسك مستر هوران؟ اعني خساره هذا الكم الهائل من الدم و عدم تناول الطعام لمده اسبوع!
و ما دخل،
كريس انه فقط يمر بأيام صعبه قليلا
قاطعني عن توبيخ الطبيب، اعني جديا ما دخله هو؟
الطبيب و لكن ما يفعله يعد انتحار، بل انه يقتل نفسه ببطء كل يوم
هلا توقفت عن،
كريس نحن سنعتني به منذ اليوم، اعدك
قال فتنهد الطبيب و نظر الي.
الطبيب نايل بني، ما تفعله ليس حلا لاي مشكله واجهتها او ستواجهها لاحقا، اخذ المشرط و تجريح نفسك بهذا الشكل لم يكن حلا ابدا! اتعلم ما هي كميه الدم التي فقدتها؟ اتعلم ماذا كان سيحدث لك اذا استمريت على هذا الوضع؟ من خلال الفحوصات اكتشفنا انك كنت تشرب الصودا فقط دون تناول اي نوع من انواع الطعام لمده اسبوع. كنت تقتل نفسك نايل
اخذ يحدق بي و كأنه يلومني على ما فعلته، رفعت حاجبي و نظرت بعيدا عنه.
الطبيب على اي حال. هناك بعض الاطعمه التي يجب ان تتناولها يوميا حتى تعوض ما فقده جسدك من غذاء امم يجب ان تتحرك كثيرا و تجنب الجلوس في مكان واحد لفتره طويله، يجب عليك ان تنال قسطا كافيا من الراحه و النوم.
نظر إلى كريس و جايد و اكمل
الطبيب لا تكلفوه بالقيام بأعمال متعبه ولا تجعلوه يشعر بالحزن او بالاكتئاب.
نظر إلى مجددا.
الطبيب و طبعا هذا لفتره قصير و بعدها يمكنك ممارسه حياتك بشكل طبيعي و لكن الان. يجب ان تستحم
كما قلت، انا لم يعجبني هذا الطبيب على اي حال! تجاهلته و نظرت إلى كريس و جايد
طبيب اخيرا، يمكنك المغادره اليوم اذا اردت و لكن بشرط ان تلتزم بكل ما قلته لك
كريس بالطبع سنكون حريصين على هذا
الطبيب جيد. اهلا بعودتك مستر هوران
قالها و هو يخرج الغرفه. حسنا هذا الطبيب يبالغ في مزحه!
شكرا لانكما ستعتنان بي.
قلت فأومئ كريس بينما لم تنظر جايد لي اصلا
ما الامر جايد؟
جايد لا تتحدث لي
لم لا؟
جايد لانني غاضبه منك! كيف امكنك فعل هذا نايل؟ هل كنت تريد الرحيل؟ من اجل ماذا؟ ترحل و تتركني
اوه! لا تكوني سخيفه جايد انا هنا الان، من سيعتني بي اذا لم تتحدثي الي؟
جايد كريس سيفعل
و لكن اريد ان تهتم بي اختي
جايد لا
جايد
جايد لا
جايد
جايد لا
جاااايد
جايد لاااا انت مجنون! لا تصرخ فأنت متعب
ها! كنت اعلم انك ستمانعين صراخي حتى.
كريس يمكنكما الانتهاء في اي وقت يا رفاق!
سخر و هو يجلس على الكرسي
جديا انا اريد الخروج من هنا
كريس حسنا.
خرجت من الغرفه و انا الف ذراعي حول كتف جايد. لا اعرف لماذا و لكن توقعت انني سأرها عندما اخرج و لكنني عندما ادرت عيناي في المكان كان الممر خاليا و لا يوجد اي احد. تبا! لماذا توقعت هذا حتى؟ ربما لان هناك رغبه شديده بداخلي تريد رؤيتها. انا فقط لا اعرف ما يحدث لي!
اتعلمان؟ لقد اشتقت للمنزل حقا
جايد ايا يكن
قالت و هي تزيل ذراعي عن كتفها و تركتني وحدي صعد كل منهما إلى غرفته فصرخت
هااي! اين الرعايه التي اخبركما بها الطبيب؟
و رغم هذا لم يجبني احد
انا جائع!
كريس اذهب للاستحمااام
صرخ من غرفته. ماذا؟ هل رائحتي سيئه لهذه الدرجه؟ رفعت طرف قميصي و وضعته على انفي. اخخ حسنا انا حقا بحاجه للاستحمام. صعد إلى غرفتي و لاحظت ان اللوحه التي كنت علقتها ليست موجوده.
ستعاقبان على دخولكما لغرفتي لاحقا!
اغلقت الماء الساخن و خرجت من الحمام و انا اجفف شعري و وقفت امام المرآه و نظرت إلى نفسي لاشعر انني ارى شخصا غريبا، شخصا نحيفا و ضعيفا و وجه شاحب قليلا.
ابعدت عيناي عن المرأة و نظرت إلى معصمي و إلى تلك الجروح التي كنت قد صنعتها. في ماذا كنت افكر؟ كيف امكنني فعل هذا؟ انا لم افعله لانه كان يريحني او شيء كهذا بل انا كنت اكرهه و لكن لسبب ما لم استطع التوقف عن فعله. احاول تجاهل الامر و قمت بلف الرابط حول معصمي مجددا و بدلت ملابسي و خرجت من الغرفه لتستقبلني رائحه طعام لذيذ، يجب على ان اعترف لقد اشتقت حقا إلى تناول الطعام فكما قال الطبيب طوال ذلك الاسبوع لم افعل اي شيء عدا تجريح معصمي و شرب الصودا.
نزلت السلم و توجهت إلى المطبخ لاجد كريس و جايد يقفان هناك يعدان الطعام
جايد هاي انظروا من قرر ان يخرج اخيرا! اتعلم انك قضيت اكثر من ثلاث ساعات بالاعلى؟
لم اتحقق من الوقت
قلت و انا انظر إلى الطعام لارى ماذا حضرا
اعتقد انكما ماهران في الطبخ في النهايه
كريس اجل
قال و جلسنا نتناول الطعام
اذا. امم كنت افكر في العوده إلى العمل
جايد مستحيل! انسى الامر يجب ان ترتاح
و لكن الطبيب قال انه يجب ان اتحرك كثيرا.
جايد تتحرك و ليس ان تبذل مجهودا
هذا سيؤدي إلى طردي من العمل و انا لست مستعدا للبحث عن عمل اخر
كريس يمكنني الذهاب و التحدث اليهم في العمل و سأطلب منهم ان يمنحوك اجازه لاسبوع اخر
ايا يكن
قلت و انا ادير عيناي و اكملت تناول الطعام
ماذا عن المدرسه اذا؟
جايد يمكنك الذهاب إلى المدرسه
لا انا متعب لن اذهب
جايد نايل!
حسنا حسنا
قلت و بدأ بالضحك، انهما مجنونان.
الصباح!
ارتديت ملابسي، تيشرت اسود و جينز اسود و صففت شعري للاعلى و ارتديت حذائي الابيض و حملت حقيبتي و خرجت من الغرفه
جايد نايل سنتأخر
لقد انتهيت
خرجنا من المنزل فتركت جايد تخرج اولا ثم كريس فلحقت به و همست له
هل تظن ان الذهاب إلى المدرسه فكره جيده؟
سألت و انا اعني ماذا لو رأيت ايما هناك؟
كريس هل تريد الحقيقه؟
اجل
قلت و انا انتظر اجابته بشغف
كريس لا.
توقفت في مكاني بينما استمر هو في المشي فقلت بصوت مرتفع
شكرا! لطالما كنت شخصا يرفع من معنوياتي
سخرت و ركبنا السياره و انا القي نظره سريعه على المنزل المقابل و لكن سرعان ما ابعدت عيناي عنه.
لطالما كنت اكره هذا الصوت
قلت و نحن ندخل المدرسه و سمعنا صوت الجرس
كريس ماذا لديك الان؟
التاريخ
كريس حسنا حاول ان لا تتحدث مع احد كثيرا عدا اصدقائك الفتيان و لا تهتم لما سيقوله اي شخص عنك فأنا متأكد انه علموا سبب تواجدك في المستشفى و ايضا...
توقف عن معاملتي كطفل، رجاءاً
كريس لا تنسى انني الاكبر
انهما فقط دقي،
كريس حتى لو كان الفرق بيني و بينك دقيقتين فمازلت انا الاكبر
هل يمكنني الذهاب الان؟ سأتأخر.
قلت و كنت طوال الوقت انظر حولي فربما ارى ذلك الوجه الذي كنت قد اشتقت اليه، او ربما ارى ذلك الوجه الذي سأعجز امامه عن الحديث تماما. توجهت إلى صف التاريخ و انا اعلم جيدا انني سأراها هناك و بالفعل عندما دخلت الصف رأيتها و لكن عندما رفعت رأسها و نظرت إلى ابعدت عيناي بسرعه. كنت في طريقي إلى مكاني المعتاد لاجلس و لكن صوت الاستاذ اوقفني فجأه
الأستاذ من الجيد حقا رؤيتك مجددا هوران
نظرت اليه و اومئت
شكرا.
قلت بصوت منخفض و انا احاول ابقاء يدي اليسرى في جيبي حتى لا يراها احدهم و توجهت إلى مكاني بسرعه، اكره انه ينصب انتباه الجميع الي. رأت هاري و زين و ليام يجلسان في الاتجاه الاخر فلوحت لهم و لكنني لم اجد لوي و لا اشتون، نظرت اليها مجددا بسرعه و جلست بعيدا عنها حيث يمكنني رؤيتها و لكنها لا يمكنها رؤيتي.
اخيرا صدر صوت الجرس ليعلن نهايه هذا الصف الممل فخرج الجميع بسرعه و لم يتبقى سواي انا و الاستاذ و ايما التي مازالت ترتب اغراضها و شيء ما بداخلي يريد الذهاب و مساعدتها و لكنني لا استطيع. كنت على وشك الخروج و لكن صوت الأستاذ اوقفني مجددا
الأستاذ هوران انتظر قليلا
اجل
الأستاذ لقد لاحظت مؤخرا قبل تغيبك طوال الاسبوع الماضي انك مستواك ضعيف جدا فأنت...
بدأ يتحدث دون توقف بينما لم استطع ابعاد تركيزي عن ايما التي حملت حقيبتها و كانت على وشك الخروج
الأستاذ، فما رأيك في الانسه رود؟
همم؟
توقفت ايما فجأه في مكانها بعد ان سمعت اسمها، ماذا؟ ماذا قال؟
الأستاذ قلت ما رأيك في الانسه رود لو ساعدتك على مراجعه ما فاتك خلال الاسبوع الماضي و انا متأكد انها هي المناسبه فهي طالبه ممتازه
ايما انا؟
تبا كم اشتقت إلى هذا الصوت. لحظه ماذا قال هذا الشخص مجددا؟