رواية الطاووس الأبيض ملحق إضافي للكاتبة منال سالم الفصل الثالث
لم يكن من النوع الكسول المتراخي في عمله، بل كان حريصًا أشد الحرص على مراجعة كل شيء بنفسه، والوقوف على رأس الحاضرين، ليتأكد من عدم وجود ما ينقص. وضع تميم يديه أعلى منتصف خصره مراقبًا ما يقوم به العمال من تعبئة الخضار والفواكه الطازجة في الأقفاص البلاستيكية تمهيدًا لرصها في الشاحنة الخاصة بأحد عملائهم. نظر تجاه أحد رجاله عندما كلمه بصوتٍ شبه لاهث:
-توريد البحر جاهز على التحميل يا معلم.
استحسن المجهود المبذول لإنهاء الكثير من العمل في وقت قليل، وقال وهو يربت على كتفه:
-عاش.
التفت بجسده دفعة واحدة عندما جاء صوتًا من خلفه يناديه بما أثار في نفسه الفزع:
-الحق يا معلم تميم!
قطب جبينه متسائلًا:
-في إيه؟
بالكاد التقط الرجل أنفاسه، وأخبره مشيرًا بيده:
-بيقولوا في حرامي عند محل جماعتك.
كالمذعور اندفع ركضًا نحو الطريق المؤدي لمقر عملها وهو يتوعده بشراسة جمة:
-نهاره إسود.
في التو سارع الحاج بدير باستدعاء كافة المتواجدين ليلحقوا بابنه صائحًا في صوتٍ آمر:
-نادوا الرجالة أوام وحصلوا تميم.