قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السادس والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السادس والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السادس والثلاثون

انتِ ماذا تفعلين هنا...
قالها قصي وعينيه تلمع بغضب دفين وقد مال بجسده الى الامام قليلا...
تحدثت لميس بنبرة متوتره:
جئت من اجلك يا بني، لقد كنت خائفة عليك...
الا انه قاطعها بقوة قائلا:
ومن قال باني ارغب برؤيتك...
لتردف لميس بالم:
اعلم انك لا تريد رؤيتي...
طالما تعملين بهذا، لماذا جئتِ اذا يا سيدة لميس...!

أردف بعدها بسخريه قائلا وهو يلاحظ موجات الالم التي سيطرت على ملامح وجهها بعد مناداته لها بهذا الشكل...
هل سيدة لميس تؤلمك لهذه الدرجه، هل كنت تطمحين لتسمعي كلمة اخرى مني...
هزت رأسها وهي بالكاد تكتم دموعها التي احتلت مقلتيها بقوة لتردف هامسه بصوت منخفض:
كلا لم اطمح لأكثر من هذا...
اذا اخرجي...

قالها وهو يكز على اسنانه بغيظ لتتحدث لميس ببكاء وقد فشلت في السيطره على دموعها ونبرة الترجي والتوسل سيطرت عليها:
ارجوك يا بني اسمعني، اذا كان ليس من اجلي، فمن اجل اختك...
وما بها هي الاخرى...؟
انها متزوجة من سيف النصار...
اتسعت عينا قصي لا إراديا الا انه سرعان ما اخفى ذلك بمهاره وهو يرتدي قناع البرود من جديد قائلا بعدم اهتمام:
وما علاقتي انا بهذا...

انه مجرم يا بني، كما انه السبب فيما حدث لك، أنقذها منه ارجوك...
أشار بسبابته نحوها وهو يقول بنبرة قويه:
اسمعيني جيدا، لا علاقة لي بكل هذا، انت وابنتك تحلان مشاكلكما بمفردكما والان تفضلي واخرجي من هنا...
أغمضت لميس عينيها بالم وهزت رأسها بيأس ثم خرجت بسرعه من الغرفه تحت نظرات قصي الساخره ويارا الحزينه...
تحدثت يارا اخيرا والتي كانت تتابع الموقف بصمت تام:
لماذا فعلت هذا، لماذا طردتها هكذا...

ليجيبها قصي بحسم:
انظري يا يارا، هناك اشياء معينه لا تتدخلي بها نهائيا، انا ارفض تدخلك بها، ومن اهم هذه الأشياء هي علاقتي بتلك السيده، هل فهمت...
هزت يارا رأسها بحنق وجلست على الكنبه المقابله له بينما عاد قصي بجسده الى الخلف وبدأ يفكر فيما قالته والدته بخصوص زواج اخته من سيف النصار...

ولجت نورا الى داخل عمارتها السكنيه وارتقت درجات السلم متجهه الى شقتها، طرقت على باب الشقه لتفتح والدتها لها الباب وتستقبلها بسعاده غامره...
لماذا تأخرتِ كل هذا الوقت يا نورا...
قالتها والدة نورا وهي تضمها الى صدرها بشوق شديد فاجابتها نورا وهي تشدد من ضمها اليها أكثر:
اشتقت لك كثيرا امي، لقد اضطررت الى ان أغيب عنكم الفتره السابقه بسبب ما حدث هناك في القصر...

ابتعدت نورا عن والدتها بعد لحظات وهي تهتف بها قائله:
كيف حال انتِ، وكيف حال اخوتي...؟
جميعنا بخير حبيبتي، لا تقلقي من أجلنا...
ابتسمت نورا بحب ثم عادت وضمت والدتها بقوه وهي تشعر بشوق وحاجة كبيره اليها...
نورا ما بك با ابنتي...
سألتها والدتها بقلق بعد ان أبعدتها عن حضنها قليلا لتهز نورا رأسها نفيا مجيبه اياها:
انا بخير امي، لا تقلقي، انا فقط اشعر بالاشتياق لك...

بعد لحظات وقفت نورا في المطبخ تساعد والدتها في إعداد طعام الغداء...
تطلعت والدتها اليها عدة مرات وفِي عينيها كثير من الأحاديث وقد شعرت نورا بهذا فسألتها قائله:
ما بك امي، يبدو انك تريدين قول شيء ما و متردده من اجله...
صمتت والدتها لوهله ثم تحدثت اخيرا بعد تردد:
هناك شاب يريد التقدم لك يا نورا...

صمتت نورا ولم تتحدث ولم تبدي اية تعابير مما شجع والدتها على اكمال حديثها والبدأ في التحدث عن مواصفات العريس وميزاته...
ها يا ابنتي، ما رأيك...؟ انه شاب جيد للغايه...
اخفضت نورا عينيها للحظات وهي تعصر يديها بقوه حتى رفعتها مره اخرى وقالت:
موافقه...
بعد عدة ساعات
دلفت نورا الى داخل القصر لتجد معتز يتجه نحوها وهو يسألها ببعض العصبيه:
لماذا ذهبت الى منزلك دون ان تخبريني...؟
لتسأله نورا هي الاخرى بعصبيه:.

وما علاقتك انت...؟
تعلمين جيدا انني مسؤول عن إيصالك الى منزلك وجلبك منه...
ومن قال هذا، هل السيد سيف من امر بهذا...
صمت معتز ولم يجبها بينما استرسلت في حديثها قائله:
على العموم اطمئن، كلها ايام معدودات وينتهي كل هذا...
ماذا تعنين بكلامك...؟
سألها معتز بوجوم لتجيبه نورا بتحدي واضح:
لأنني سأتزوج قريبا وحينها لن احتاج لأعمل هنا...

دلفت الى داخل غرفة ابنتها لتجدها نائمه بعمق غير مدركه لأي شيء مما يدور حولها، تقدمت منها بسرعه ثم دنت اتجاهها وهزتها من كتفها محاولة إيقاظها، تململت رغد في فراشها بضجر وفتحت عينيها لتتسع تدريجيا باستغراب وهي ترى والدتها امامها تناظرها بنظرات حانقه...
انهضي حالا...
قالتها لميس بحده وهي تشير بيدها الى رغد التي انتفضت من مكانها فورا وهي تسأل بتوتر:
ماذا هناك...؟ هل حدث شيء ما...؟

لا اصدق انك نائمه هكذا بشكل طبيعي بعد كل الذي حدث...؟
رغد وقد زاد شعور القلق بداخلها:
امي، بالله عليكِ اخبريني ماذا حدث...؟
ما حدث هو انك متزوجه من مجرم وقاتل، تنامين معه في غرفته وتتناولين من طعامه وانت تعرفين انه مجرم...
اخذت رغد نفسا عميقا وزفرته ببطأ وهي تردد:
هل هذا السبب الذي جعلك توقضيني بهذا الشكل...؟
أليس بكافي...
اقتربت رغد منها حتى باتت في مواجهتها، قالت لها بجديه:.

امي، لا داعي لهذا الكلام الذي لن يغير شيء مما حدث...
ضغطت لميس على كف يدها بقوه وهي تقول بغضب مشدده على كلماتها:
انت كيف تقبلين بوضع كهذا، كيف تفعلين بي وبنفسك هذا وتتزوجين من مجرم...؟
انظروا من يحاسبني، المرأة التي كذبت علي لسنين طويله وخبأت حقيقة وجود اخي لي...
لا تقارني نفسك بهذا، انا كنت مجبره...
قاطعتها رغد بسرعه:
وما ادراك عني، ما أدراك انني لم اكن مجبره...

صمتت لميس لوهله ولم تتحدث ثم سرعان ما مسكت يد رغد وهي تقول بإصرار:
لملمي أغراضك، يجب ان نترك هذا المنزل حالا، انت لن تبقي مع هذا المجرم لحظه واحده...
اكملت جملتها تلك واستدارت متجهه الى خزانه ملابس رغد الا انها تفاجئت بسيف يقف امامها يطالعها بنظرات متهكمه...
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تراه يتقدم نحوها وما زال محتفظا بنظراته الساخره وهو يردد بتهكم:
الى اين سيدة لميس...

ضغطت لميس على كف يدها بقوة ثم تحدثت وهي تحاول قدر المستطاع الحفاظ على تماسكها امامه:
اريد ان أاخذ ابنتي واذهب يا سيف...
الى اين...؟
سألها سيف مدعيا عدم الفهم لتجيبه لميس موضحه:
الى فرنسا...
صمت سيف للحظات ثم تحدثت قائلا بجديه:
ومن قال انني سأسمح لكما بهذا...
اسمعني جيدا، انا اصبحت اعلم بكل شيء، ولن اسمح لابنتي بان تظل على ذمة مجرم مثلك...

سأعتبر انني لم اسمع كلام كهذا منك، لانه صدقيني اذا وضعت هذا الكلام باعتباري فإنني سوف اقوم بتصرفات لا تعجبك بتاتا...
تحدثت لميس بعدم تصديق
هل اعتبر هذا تهديد...
اعتبريه كما تشائين...
سيف! صرخت رغد به ليردف سيف قائلا:
ماذا حبييتي، والدتك تنعتني بالمجرم، وقد نسيت حقيقة ابنها المصون...
ما به ابني، الا يكفيك ما فعلته به..

ابنك هو الاخر مجرم وقاتل لا يختلف عني نهائيا، فلا داعي لان نعاير بعضنا اكثر من هذا، افهمي جيدا ابنتك لا خروج لها من هنا الا على جثتي، اما بالنسبه لك فانت حره يمكنك الخروج من عدمه...
انا لن اترك ابنتي واذهب، لن افعل شيء كهذا ابدا...
كما تشائين...
قالها سيف بلا مبالاة وخرج بعدها من الغرفه تاركا رغد ولميس يتطلعان الى بعضهما بتوتر وقلق شديدين مما هو قادم...

دلف كلا من حازم وتمارا الى داخل الجناح الذي حجزته تمارا لها في احد فنادق البلاد...
اغلق حازم الباب خلفه وتقدم اتجاه تمارا التي استدارت له وتطلعت اليه بتوجس من ملامح الوجوم المسيطره عليه...
ماذا هناك يا حازم...
سألته تمارا بقلق ليجيبها حازم بجديه:
انا من يسأل يا تمارا، ماذا بينك وبين سيف...؟
صدمها السؤال بشده ولم تعرف ماذا تفعل، صدرت همهمات منها ولم تستطع الاجابه على سؤاله...

تحدثي ولا تظلي صامته هكذا...
صرخ بها بعصبيه شديده لتضغط على شفتيها بقوه وتتجمع الدموع في مقلتيها الزرقاوتين...
انتفضت مقلتيها بدموع غزيره لتهتف به ببكاء شديد:
اغتصبني، اقسم لك بانه اغتصبني...
اتسعت مقلتاه بصدمه شديده وظل صدى كلماتها يتردد في ذهنه حتى تحدث اخيرا بلا وعي:
كيف...؟ كيف حدث هذا...؟
كفكفت تمارا دموعها وبدأت تسرد على مسامعه جميع ما حدث...

حدث كل شيء منذ عدة أعوام، عندما رأني سيف في احدى الحفلات الخاصه بوالدي وأعجب بي، بدإ يلاحقني ويحاول التقرب مني طوال الوقت، حينها كنت انا مرتبطه بمحمود زميلي في الجامعه...
صمتت للحظات وعادت دموعها لتنساب بغزاره على وجنتيها لتكمل قائله من بين شهقاتها:.

طلبني للزواج بعد فتره ورفضته، في ذلك الوقت تعرض والدي لازمه ماليه، احتجنا الى مساعدته، كان علي ان اقترب منه حتى يساعد والدي، احترت كثيرا وترددت خصوصا اني كنت مرتبطه بمحمود حينها وتمت خطتنا منذ فتره قصيره، اضطررت الى مسايرة سيف وبدأت اخرج معه، حاولت التقرب منه قدر المستطاع حتى يساعد والدي في المقابل وينقذه من أزمته الماليه، في احدى المرات دعاني الى اليخت خاصته فذهبت معه، جلسنا وتناولنا العشاء سويا وقدم لي بعدها كأسا من المشروب، تناولته بحسن نية لاستيقظ بعدها واجد نفسي عاريه في سريره...

ازدادت شهقاتها عنفا وبدأ جسدها ينتفض بالكامل
اعترف باني اخطئت كثيرا، لكن فعلت هذا كله من اجل والدي، لم يكن لدي حل اخر، حاولت بعدها ان اجد حلا لمصيبتي، وبالفعل ذهبت اليه أترجاه ان يستر علي...
عادت بذاكرتها الى الخلف قليلا وهي تتذكر ذلك اللقاء بينهما
( انا موافقة على الزواج بك، )
ما ان سمع كلماتها تلك حتى بدأ يضحك بصوت عالي وكأنها قد ألقت على مسامعه نكته او شيء من هذا القبيل...

ضغطت على حقيبتها بقوة وهي تشعر بالغضب منه ورغبه عارمه في تحطيم رأسه وفمه الذي يبث تلك الضحكات المقرفه بالنسبة لها...
توقف اخيراً عن ضحكاته اللعينه ثم هتف بتساؤل ساخر ( ومن قال اني اريد الزواج بك، )
حملقت به بصدمه وهي لا تصدق ما سمعته حتى تحدثت اخيراً باضطراب ( انتَ، لقد عرضت عليَّ الزواج وها انا أوافق على عرضك هذا، ).

وضع سيجارته داخل فمه وقام بإشعالها فيما ظلت هي تنظر اليه وتقاسيم وجهها يطغى عليها الاضطراب والتوتر...
نفث دخان سيجارته في الهواء ثم حدثها اخيراً بكل عجرفه وغرور
( كنت، كنت قد عرضت عليك الزواج في وقت سابق، وتذكري انكِ من رفضتِ عرضي هذا، اما الان فانا غير مستعد لتجديد هذا العرض ).

انتفضت من مكانها وهي تهتف بعصبيه شديده ( مالذي تقوله يا هذا، مالذي تغير الان، انت يجب ان تتزوجني، أساسا تلك كانت رغبتك فماذا تغير، )
نهض من مكانه مقتربا منها بهدوء فيما تراجعت هي خوفا منه ومن تصرف احمق قد يصدر منه فهي تعرفه جيدا وتعرف مدى حقارته ووساخته وتصرفاته القذره التي طالتها في يوم من الأيام...

وما ان وقف امامها حتى حدثها قائلا وهو يلف خصله من شعرها حول إصبعه وعينيه تحومان حول وجهها بسخريه ( رغبتي بك هي من كانت تدفعني لتقديم هذا العرض لك، كان يجب ان اطلب يدك للزواج حتى أنال هذا الجسد الجميل وأتمتع به كما اشاء، لكن طالما اني نلت ما اردته منك فرغبتي هذه قد انتهت، انتِ لا تلزميني من بعد الان، وبالتالي لا يوجد داعي للزواج منك، ).

ثم أكمل بتشفي ( لقد عاملتك بكل رقي واحترام في بادئ الامر وحينما وجدت انه لا يجدي نفعا معك اضطررت الى استخدام أساليب اخرى، لماذا لا تذهبين الى حبيبك، ذلك الشاب الذي كنت تعيشين معه أحلامك الورديه، لا اتذكر ما اسمه، هل كان محمود او شيء من هذا القبيل، ذوقك رديء جدا يا فتاة، )
رفعت يدها في وجهه محاوله صفعه الا انه كان أسرع منها في القبض على يدها مانعها اياها من ذلك...

صرخت به ويده تقبض على يديها بقوه ( حقير، انت دمرتني وسرقت مني كل شيء، دمرت حياتي، لن أسامحك ابدا، لن اغفر لك ما فعلته معي، )
دفعها بعيد عنه وهو يحدثها ببرود مستفز ( كما تشائين، ان كنتِ تظنين ان كلامك هذا سوف يؤثر بي فانتِ لا تعرفين سيف الدين النصار بشكل جيد يا حلوتي، ).

تطلعت اليه بقرف ثم ما لبثت ان حملت حقيبتها وهي تهم بالخروج من مكتبه الا انه أوقفها صوته الذي يناديها مما جعلها تستدار اليه فورا وهناك امل بسيط ارتسم في داخلها فقد يكون تراجع بالفعل عن ما فعله وأنبه ضميره ولو قليلا على فعلته الدنيئه معها...
حدثها بهدوء قائلا ( أبلغي عماد بيك بان جميع الصفقات والاتفاقات التي بيننا قد انتهت، لقد الغيتها جميعها، ليبحث عن شريك اخر بدلا مني، ).

ألقى كلماته تلك والتي نزلت كالصاعقة عليها وهو ينظر اليها وعلى شفتيه ابتسامه شيطانيه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة