قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع والثلاثون

ماذا قلت ِ، ستتزوجين...
قالها معتز بثبات و ملامح وجه جامده لا توحي باي تأثر منه اتجاه ما قالته فكررت نورا جملتها السابقه مشدده على كل حرف من حروفها مؤكده على ما قالته لتجعله يتقدم نحوها بخطوات هادئه ثابته جعلتها تتراجع الى الوراء تدريجيا...

استمر معتز في التقدم اتجاهها حتى بات بالقرب منها وإذا به يفاجئها ويقبض على ذراعها بقوه دافعا اياها نحوه لترتطم بصدره، أبعدت نورا رأسها عن صدره وهي تهدر به بعنف:
ماذا جرى لك، هل جننت...؟
ضغط على ذراعها بقسوه اكبر جعلتها تأن الما وهو يردد بعينين مشتعلتين غضبا ونبرة هائجة:
لا يوجد احد مجنون غيرك يا فتاة، تخبرينني بكل وقاحة انك سوف تتزوجين، كيف تجرؤين...!

اجابته نورا وهي بالكاد تتحامل على نفسها من شدة الالم الذي تشعر به:
وما علاقتك انت، تتحدث وكأن الامر يعنيك...
سحبها اتجاهه مره اخرى وهو مستمرا في الضغط على ذراعها قائلا لها بنبرة حازمه:
بلى يعنيني، وانت ِاكثر من يعرف هذا...
لا تتحدث بالألغاز يا معتز، قل ما لديك...
صاحت به بعدها بصوت عالي وقد شعرت بان جميع صبرها قد نفذ ولم تعد قادره على التحمل اكثر:.

قل ما لديك يا معتز، ماذا تنتظر...؟ هل تريد ان ان اتحدث انا، هل تريد ان اقولها بدلا عنك...
حرر ذراعها من قبضته وهو يطالعها بعينين متسعتين متفاجئتين من جرئتها بينما تقف هي امامه تلهث بقوه صدرها يعلو ويهبط وكأنها خرجت لتوها من سباق للجري...
استرسلت في كلامها مرده بصوت عالي بعض الشيء متألم:
قلها يا معتز، قلها اللعنه عليك، ماذا تنتظر بعد، تنتظر ان أزف امام عينيك حتى تقولها...
قاطعها بصوت جهوري صارم:.

لن يحدث، على جثتي ان تزفي لغيري يا نورا...
لم تستطع ان تمنع ابتسامه واسعه تكونت على شفتيها بعد ان حصلت على اعترافه المبطن هذا، بينما ظل هو يرمقها بنظرات ثابته مرددا على جثتي، عدة مرات مقتنعا بكل ما قاله غير آبه او نادم لاعترافه هذا...
افاقا من حديثهما على صوت صراخ حازم وهو يقتحم الباب الخارجيه للقصر مرددا بصياح اين هو، اين اخي المحترم، اخي العزيز...
ادخلي الى القصر حالا...

قالها معتز لنورا بحزم وهو يبتعد عنها متجها ناحية حازم الثائر بينما هزت نورا رأسها بتفهم وابتعدت عنهما متجهة الى داخل القصر...
ماذا هناك يا حازم...؟
سأله معتز بجديه وهو يقف في وجهه فأجابه حازم وهو يبتعد عنه بسرعه متجها الى داخل القصر:
اتبعني لتعرف...
ولج حازم الى داخل القصر ومعتز يتبعه بينما الاول يردد بهياج وهذيان:
سيف، سييييييييف...

خرج سيف الاخر من غرفته متجها بخطوات راكضه نحو حازم ورغد تتبعه، اتجه ناحية الدرج ليتوقف أعلاه وهو يتطلع الى حازم الذي يقف في الطابق السفلي يرميه بنظرات مخذوله غير مصدقه طعنتنه في مقتل...
لماذا، لماذا يا سيف...
سأله بنبرة عاليه متألمه جعلت سيف يخفض نظراته بخزي ولأول مره يدرك معنى الندم وشعور بالضعف اجتاحه لاول مره...
تطلعت رغد الى الاثنين بالم شديد وقد ادركت فورا ما يقصده حازم من كلامه...

هبط سيف درجات السلم بتخاذل شديد حتى وصل اليه ليقف امامه، هز حازم رأسه بأسف شديد ثم ما لبث ان لكم سيف على وجهه بقبضة يده...
حازم هل جننت...؟
قالها معتز وهو يحاول ان يقبض عليه الا ان سيف منعه وهو يقول:
اتركه يا معتز...
انصاع معتز لما قاله سيف رغما عنه وابتعد عن حازم بينما مسح سيف الدماء التي تكونت على شفتيه وهو يردد:
حازم اخي...
انا لست باخ احد يا سيف، من الان فصاعدا انا لست بأخيك...

قالها حازم بنبرة حاسمه ثم تحرك مبتعدا عنهم متجها خارج القصر الا انه توقف على صوت سيف وهو يترجاه:
اسمعني يا حازم، ارجوك...
ماذا تريد ان اسمع، جريمتك الحقيره واغتصابك لها...
تلك الحقيره هي...
لا تجلب سيرتها على لسانك، هل فهمت...
أردف حازم بعدها بحزم وتوعد:
اياك ان تتحدث عنها باي شيء يا سيف، وإياك ان تقترب منها او تؤذيها لانك حينها سوف ترى مني ما لن تتوقعه بتاتا...

كانت تمارا جالسه على ارضيه شقتها تحتضن جسدها النحيل بيدها وتبكي بعنف، تشعر انها خسرت جميع ما لديها حتى حازم، لاول مره تشعر بمدى أهمية حازم في حياتها، تعلقت به واعتادت عليه دون ان تشعر وبات جزء مهم من حياتها...

رفعت وجهها قليلا بعد ان شعرت بظل طويل تكون امامها لتجده واقفا امامها يطالعها بنظرات جامده، انتفضت من مكانها بسرعه وتقدمت اتجاهه وضمته بقوه بينما ظل هو ثابتا لم يبادلها ضمتها، ابتعدت عنه بعد لحظات وهي تمسح دموعها باناملها
ثم تحدثت بحشرجه:
انت لم تتركني، انت لم تتركني يا حازم...
اهدئي يا تمارا ولا داعي لكل هذا...
قالها حازم بجديه وهو يبتعد عنها ويجلس على الكنبه بينما ظلت هي واقفه امامه...

اجلسي يا تمارا...
امرها حازم بنبرة جاده لتجلس على الكرسي المقابل له كما طلب منها وهي تسأله بخفوت:
ماذا فعلت...؟ اين اختفيت طوال ساعتين..؟
تنهد حازم بصوت مسموع ثم حدثها قائلا:
ذهبت الى سيف...
صمتت تمارا ولم تتحدث بينما اكمل هو حديثه قائلا:
اسمعيني جيدا يا تمارا، سيف لن يتركك ابدا...
هزت تمارا رأسها وهي تقول بصوت باكي:
اعلم...
استطرد حازم في حديثه مكملا:.

انا لن انسى يا تمارا انك استغليتني في لعبة إنتقامك الحقيره، لن انسى هذا ابدا، هل فهمت...
هزت تمارا رأسها مره اخرى وهي تضغط على شفتيها بقوه محاولة كبح الدموع التي تجمعت في مقلتيها بينما ااستمر هو في حديثه قائلا:
ولن أسامحك ابدا...
سيف لن يرحمني، سوف يقتلني بلا تردد...
قالتها تمارا برعب حقيقي غير منتبهه جيدا لما يقوله حازم والذي قبض على كفي يدها قائلا بجديه:.

لن يستطيع ان يمسك يا تمارا، لن يمسك بسوء طالما انا موجود هنا...
كيف، ماذا ستفعل معه...؟
سألته بقلق ليجيبها قائلا:
لأني سوف اتزوجك يا تمارا...
ماذا تقول يا حازم...؟
عادت وسألته بعدم استيعاب ليكرر ما قاله مؤكدا على كل كلمه خرجت من فمه:
نحن سنتزوج يا تمارا، الان وحالا...

كانت واقفه امام نافذه غرفتها تتطلع الى الحديقه الخارجيه للقصر بينما افكارها شارده في أوقات مضى وانتهت بحلوها وذكرياتها السعيده...
جالت ببصرها في ارجاء المكان محاوله إيجاده، عقدت حاجبيها بغضب وزمت شفتيها بعبوس واضح وهي تتطلع الى سيف الذي يقف على بعد أمتار قليله منها يتحدث مع احدى الشقراوات والابتسامة تزين وجهه...

اقتربت منه بخطوات سريعه لتجد الفتاة تبتعد عنه ملوحة له بيدها ويبدو انها أنهت حديثها معه، توقفت امامه وهي تضع يدها على خصرها وتسأله بحنق:
من هذه...؟
اجابها سيف وقد اختفت ابتسامته تدريجيا:
انها موظفة لدي...
ومالذي جلبها هنا...؟
هي ايضا مقيمه هنا، جائت من اجل عمل يخص شركتنا...
رمقته بنظرات مستهجنه وقد بدت غير مقتنعه بما قاله ليحك هو ذقنه بأطراف أنامله وهو يسألها:
ما بك، تبدين متضايقه من شيء ما...؟

لماذا كنت تضحك معها...؟
سألته بسرعه غير مدركه لحقيقة انها فضحت غيرتها امامه، وضعت كف يدها على فمها بحركة لا اراديه ولعنت لسانها الذي يضعها في مواقف سخيفه ومحرجه كهذه...
ابتسم سيف وهو يسألها بخبث:
هل تغارين علي...؟
ابتسمت بتهكم وهي تشير الى نفسها بابهامها مردده:
انا، أنا اغار عليك، انا فقط مستغربه لا اكثر...
قرصها من وجنتها وهو يقول بابتسامه:.

لماذا لا تعترفين بانك تغارين علي يا جملتي، قوليها ولا تتردي، انا اغار عليك، اعترفي بهذا حلوتي...
أبعدت كف يده عن خدها بعصبيه وهي تقول:
قلت لا اغار، لا تلح علي ارجوك...
حسنا كما تريدين، لنذهب الى المطعم ونتناول فطورنا اذا...
اذهب لوحدك...
ما معنى هذا...؟
سألها سيف بعدم فهم لتجيبه بجديه:
تناول فطورك لوحدك او لاقل لك اذهب الى شقرائك الغبيه وتناول فطورك معها...
لا تفعلي هذا...
قالها سيف بضجر لتردف رغد بعناد:.

لا اريد ان ارى وجهك سيف، عقوبه لك لن تنام بجانبي لمدة ثلاث ايام، حتى تفعلها وتضحك مع تلك الشقراء مره اخرى...
ابتسمت بالم من تلك الذكرى التي عاودتها الان، ذكرى لايام مضت قضتها في كنفه ولحظات من السعاده التي لا تنسى...
كيف انقلب الحال بهم الى هنا ووصلا الى هذه النقطه...
تمارا هذه مصيبه، راعيه للمشاكل وبحق...
كانت هذا صوت كريستين التي اقتحمت غرفه رغد وتقدمت اتجاهها وهي تكمل قائله:.

القصر مقلوب في الكامل بسبب ما حدث...
استدارت رغد ناحيتها وهي تحدثها بصوت هادئ:
يبدو ان المصائب لا تنوي ان تترك هذا القصر ابدا...
انت تبدين متعبه يا رغد...
كلا، انا بخير...
حقا...
صمتت رغد ولم تجبها بينما طرقت الخادمه الباب وأخبرتهم بان العشاء جاهز فتطلعت رغد الى كريستين وحدثتها قائلا:
هيا بنا لننزل ونتناول العشاء معهم...
على طاولة العشاء.

كان الجميع جالس يتناول طعامه بصمت تام، كانت رغد ترمق سيف بنظراتها دون ان تتحدث بكلمه واحده، كان يبدو متعبا ومتضايقا و وجهه شاحبا للغايه...
لم يكن حال معتز بافضل فهو الاخر كان متأثرا بما حدث بين سيف وحازم وبما وصل الحال بينهما اليه...
لميس الاخرى كانت جالسه على طاوله الطعام تتناول طعامها بينما عقلها شارد في قصي ورغد رحالهما الذي لا يسر ابدا...
الجميع كان قلق ومتوتر بشده...

لحظات اخرى واقترب سعيد منهم بوجه مكفهر وهو يقول:
سيد سيف لقد اتصلوا بنا الشرطه منذ قليل...
تطلع سيف اليه وركز انتباهه نحوه ليكمل سعيد قائلا:
لقد وجدوا السيده دارين مقتوله...
شهقت رغد بقوه ما ان سمعت كلام سعيد بينما وضعت لميس يدها على فمها بعدم تصديق، ذهبت رغد ببصرها ناحية سيف لتجده مرتديا قناع البرود كعادته، نهض من مكانه بعدها بلحظات وتطلع الى المعتز الساكن بجانبه وهو يقول بجديه:.

اخبروا جميع أقاربنا بما حدث وبلغوهم بان الجنازه سوف تكون صباح الغد...

اخرج الكيس من جيبه ثم فتحه بسرعه و وضع المسحوق الأبيض على يده، وضع انفه على المسحوق الأبيض وبدأ في شمه بانفه وهو يشعر بنشوة لذيذه احتلت كل جزء من كيانه...
اخذ نفسا عميقا بعدها ونهض من مكانه متجها ناحية غرفته...
وجدها جالسه على سريره كعادتها تحتضن جسدها بيديها وتبكي...
خلع قميصه ورماه على السرير بجانبها ثم تبعها ببنطاله...

ربت على شعره بيده ثم اقترب منها بخطوات هادئة لتنتفض جزعا من مكانها وتتراجع بجسدها الى الوراء، اقترب منها بسرعه وقبض على جسدها محتضنا اياه بين جسده الشبه عاري وهو يخبرها قائلا
هش لا تخافي...
ابتعد عني...
قالتها وهي تحاول التملص منه الا انه كان اقوى منها وهو يمد جسدها على الفراش ويقيده بجسده...
تطلعت اليه فوجدت نظراته تبدو غير طبيعيه وكأنه سكران او شيء من هذا القبيل...

حاولت ان تدفعه عنها الا انها لم تستطع ذلك فاغمضت عينيها بالم شديد وهي تشعر به ينتهك جسدها بجسده القوى...

في مكان اخر وتحديدا في احد مراكز الشرطه...
اغلق هاتفه وهو يتطلع اليه بانتصار، ذهب ببصره ناحية صديقه وأخبره قائله:
عشرة ايام ويقع سيف النصار في قبضتنا و بالدليل القاطع...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة