قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

تصرفي يا كريستين، جدي حلا لي وبشكل عاجل...
قالتها رغد موجهه حديثها الى كريستين والتي كانت تتحدث معها عبر الشات فأجابتها كريستين بنبرة متذمره وماذا بيدي انا يا رغد، تقحمين نفسك بالمشاكل وتطلبين مني ألمساعده، ماذا سأفعل لك مثلا...
لا اعلم، لكن تصرفي ارجوك، سوف يكون منظري سخيف للغايه اذا خسرت امامها خصوصا انني من افتعلت المشكله و اصريتِ على هذا المشروع...

انا لا افهم لماذا فعلتي هذا، كنت تركتي المشروع لها وارتحت، تعرفين نفسك جيدا وإمكانياتك، لماذا تضعي نفسك في موقف محرج كهذا...
زمت رغد شفتيها بعبوس وهي تجيبها لقد تورطت وانتهى الامر، جدي لي حلا سريعا بدلا من ان تلوميني طوال الوقت...
عقدت كريستين حاجبيها بتفكير ثم صاحت فجأة وجدتها...
فسألتها رغد بلهفه تحدثي، ماذا وجدتي؟..
اجابتها كريستين بجديه سوف نجلب احد اخر ينفذ التصميم...

سألتها رغد بعدم فهم لا افهم، ماذا تقصدين...
لماذا اصبحت غبيه هكذا، حسنا سوف أوضح لك، سوف نجلب مهندس محترف ونطلب منه ان يرسم التصميم كما هو مطلوب منك، وتأخذيه انت وتسلميه لهم وكأنه انتِ من صممتيه بنفسك...
لا مستحيل، اخاف ان يكشفون كذبتي...
من الذي يكشفها، هم سوف يرون امامهم تصميم متكامل مثالي، مالذي يجعلهم يفكرون انه ليس لك...

حسنا، ما تقولينه صحيح، لكن ماذا اذا سألوني عنه واستفسروا على بعض النقاط فيه، يجب ان أجيبهم على جميع ما يسألونه كوني صاحبة التصميم...
ماذا تقولين يا رغد، هل تريدين ان أجلب شخص يشرح التصميم بدلك ايضا، قالتها كريستين بسخريه ثم أردفت قائله على العموم هذه ليست بمشكله، سوف يشرح لك الشخص نفسه كل شيء يخص التصميم حتى تكوني على درايه كامله به وتجيبي جميع الاسئله المطروحة عليك...

رائع، قالتها رغد بسعاده ثم عادت وسألتها بقلق ولكن اين سوف نجد شخص يفعل كل هذا...
اجابتها كريستين بجديه لا أعلم في الحقيقه، لكنني سوف ابحث لك وأحاول ان اجده في اقرب وقت، انا لدي معارف كثر، عسى ان اجد واحد بينهم قادر على مساعدتنا...
قالت رغد برجاء خالص ارجوك يا كريستين تصرفي، انا اعتمد عليك الان، جدي هذا الشخص في اقرب وقت...

ثم سمعت باب الشقة الخارجي يفتح ويغلق مره اخرى فهتفت قائله يجب ان اذهب الان حالا، يبدو ان سيف قد جاء، انتظر منك جواب قريبا...
لا تقلقي، سوف اجد الشخص المطلوب في اقرب وقت...
اغلقت رغد حاسوبها ثم توجهت الى صالة الجلوس لتجد سيف جالسا على الكنبه وهو يخلع ساعته اليدوية ثم رماها على الطاوله فاقتربت منه وجلست على جانبه وقبلته على خده وهي تسأله بسعاده لقد جئت مبكرا اليوم...

انتهيت من أعمالي مبكرا وجئت اليك فورا، حتى لا تقولين انني بدأت أتأخر عليك واهملك منذ ان عدنا من تلك الرحله...
ثم هتف بها قائلا غيري ملابسكِ، سوف نخرج و نتعشى سويا في احد المطاعم القريبه من هنا...
حاضر، قالتها رغد بجديه ثم نهضت من مكانها متجهه ناحية غرفتها الا ان صوت رنين هاتفها اوقفها في مكانها فتوجهت نحوه وحملته من على الطاوله لتجد تمارا تتصل بها...

احتل التوتر ملامح وجهها بالكامل فشعر سيف بهذا والذي نهض من مكانه متوجها نحوها ثم سحب الهاتف من يدها ليجد اسم تمارا يحتل الشاشه كما توقع...
فتح الغطاء الخلفي للهاتف ثم اخرج شريحة الهاتف وقسمها نصفين وأعاد الهاتف بعدها الى رغد وهو يقول بنبرة حازمه هذا أفضل حل حتى لا تزعجك بعد الان، غدا سوف اجلب لك شريحه جديده بدلا عنها...

ظلت رغد تنظر اليه بصمت تام ولم تجبه على ما قاله ثم ابتعدت عنه بعد فتره متجهه ناحية غرفتها بملامح جامده واجمه.

تفضلي، قالها حازم لتمارا وهو يعطيها السندويش الذي اشتراه لها فأخذته منه بعد ان شكرته بهدوء بينما جلس هو بجانبها فسألته قائله لماذا لم تشتري لك انت ايضا...
اجابها حازم بجديه لست جائع، ثم أردف متسائلا يبدو انك احببت هذا المكان كثيرا والطعام هنا...

قضمت تمارا قطعة صغيره من السندويش الساخن ثم اجابته بصدق أحببته للغايه، الجو هنا رائع، انا اصلا اعشق الجلوس امام البحر وخصوصا في المساء، كما ان السندويشات التي يعدها لذيذه جدا...
قال حازم بابتسامه بالعافيه عليك، فعلا الطعام هنا لذيذ للغايه، انا أاتي هنا دائما، أفضل تناول طعامي هنا بدلا من المطاعم الفخمه التي اشعر بها بالاختناق...

يا لك من متواضع، قالتها تمارا يتهكم بينما سألها حازم حدثيني عنك يا تمارا، في المره السابقه حدثتك انا عني وعن عائلتي، لقد جاء دورك الان...
ابتلعت تمارا ريقها بتوتر ثم اجابته بصوت خافت ماذا أحدثك مثلا، حسنا والدي كان رجل اعمال غني للغايه، لكنه خسر فجأة امواله في احدى الصفقات فاصيب على اثرها بجلطه قلبيه ومات، انتقلنا بعدها انا ووالدتي الى فرنسا وعشت لها حوالي سنتين، وجئت من فرنسا الى هنا كما تعلم...

صمت حازم قليلا ثم تحدث بنبرة جديه بصراحه اشعر نحوك بشيء غريب، لا اعلم لماذا تبدين لي فتاة غامضه نوعا ما، كما انني اشعر دائما بحزن غريب في داخلك، وجع رأيته عدة مرات في نظرات عينيك ونبرة صوتك بالرغم من انك تحاولين عدم إظهار ذلك، اشعر أنك تضغطين على نفسك فقط لتظهري بهذا الشكل المتفائل المرح الا انك في الداخل تتألمين كثيرا...

تطلعت تمارا ناحية امواج البحر التي بدأت ترتفع قليلا بفعل نسمات الهواء البارده ثم رمشت بعينيها عدة مرات وهي تحاول السيطره على دموعها التي بدأت تهدد بالنزول من مقلتيها الزرقاوتين، تحدثت بصوت متحشرج قائله معك حق في جميع ما قلته، انا بالفعل احمل في داخلي الكثير من الوجع والالم، لقد عانيت في حياتي كثيرا يا حازم، وفقدت الكثير ايضا، انا اعلم انك لا تفهم شيء مما تقوله، الا انني أتعذب وبشده...

اخذ حازم نفسا عميقا ثم حدثها بنبرة صادقه انا لن اسألك اكثر يا تمارا، لكن اريدك ان تعرفي انني دائما بجانبك، انت الان اصبحت بمثابة اخت لي، بالرغم من معرفتي القليله بك الا انك اصبحت تعنين لي الكثير، متى ما اردت التحدث او احتجت الى مساعده سوف تجدينني بجانبك، تأكدي من هذا...
تطلعت تمارا اليه وعلى شفتيها تكونت ابتسامه خفيفه ثم سرعان ما عادت بانظارها ناحية البحر وكلمة واحده تتردد في إذنها اخته...

كان سيف واقفا وبجانبه معتز يستقبلون الضيوف الذي بدئوا يتوافدون الى الحفل الضخم الراقي الذي اقامه سيف في قصره...
بحث معتز بعينيه عن ليان فوجدها واقفه تتحدث مع شابين اثنين وتضحك معهما بصوت عالي فذهب اتجاهها تاركا سيف يستقبل ضيوفه لوحده...

قبض معتز على ذراع ليان ثم جرها خلفه ووقف بها في ركن خالي من الضيوف ثم نهرها بعصبيه قائلا الا تخجلين من نفسك ولو قليلا حتى، منذ يومين كنت تتوسلين بي كجرو مهلوس لحل مشكلتك، والآن واقفه تتحدثين مع شابين لا اعلم من هما و تضحكين معهما وكأن شيئا لم يكن...
تأوهت ليان بصمت من قبضه معتز القويه فهتفت به قائله ارجوك يا معتز اتركني، انت تؤلمني كثيرا، اعدك انني لن أكررها...

حرر معتز ذراعها من قبضه يده وهى يقول باشمئزاز انت حقا بلا احساس يا ليان، اريد ان افهم شيئا واحده، الا تتوبين ولو قليلا حتى عن تصرفاتك الرعناء هذه، الم تتعظِ مما جرى معك بعد...
اجابته ليان بتأفف قلت لك أسفه يا معتز، ماذا تريد ان افعل؟..
امرها معتز بنبرة حاده اريدك ان تذهبي و تجلسي مع مجموعة من الفتيات، وإذا رأيتك تتحدثين مع اي شاب بالحفله فاني لن ارحمك حينها...

والله ليست مشكلتي اذا كان الشباب يتهافتون حولي ويحاولون التحدث معي والاقتراب مني، هل تريد مني ان اطردهم مثلا اذا تقدموا نحوي...
كز معتز على اسنانه بعصبيه وهو يشعر برغبه كبيره في ان يصفعها على وجهها بكل قوه فحدثها بغضب مكتوم اغربي عن وجههي يا ليان، اذهبي حالا قبل ان افرغ غضبي كله عليك...

ابتعدت ليان بسرعه عن معتز وهي تتأفف بضجر بينما ظل معتز يتابعها بنظراته حتى تأكد انها نفذت كلامه ووقفت بجانب مجموعه من الفتيات...

في الجانب الاخر من الحفله كانت رغد واقفه بجانب اثنتين من موظفات الشركة التي تعرفت عليهم في الفترة السابقه، كانا يتحدثان سويا بينما رغد بين الحين والآخر تذهب بنظراتها ناحية سيف الذي ما زال يستقبل ضيوفه ويرحب بهم...

فجأة وجدت جنا تتقدم الى الداخل وهي ترتدي فستان اسود طويل عاري الاكتاف، فاحتقن وجهها بالكامل وهي تراها بهذا الشكل الرائع والذي استطاعت به ان تخطف انظار جميع من بالحفل...

تقدمت جنا ناحية سيف ومدت يدها لها وهي تحييه بابتسامه قائله مبارك لك الصفقه سيد سيف...
رفع سيف يدها نحو فمه ثم قبلها، هتف بها بنبرة إعجاب قائلا تبدين رائعه...
ابتسمت له برسميه وهي تقول اشكرك كثيرا...
تفضلي انسه جنا، استمتعي بوقتك...
هزت جنا رأسها باتسامه ثم ابتعدت عنه بينما ظل هو يلاحقها بنظراته الحارقه الراغبه حتى شعر بمعتز يضربه على كتفه قائلا متى نويت...

اجابته سيف بابتسامه غامضه قريبا، قريبا جدا...

ضغطت رغد على يديها بعصبيه وانتفخت اوداجها بشده مما رأته وهي تشعر بغل رهيب ناحية جنا وزادت عصبيتها اكثر عندما وجدت بعد لحظات سيدة شقراء رائعة الجمال ترتدي فستان احمر قصير نوعا ما تتقدم ناحية سيف وتقبله على خده بحميمية ثم همست له ببضعة كلمات جعلته يقهقه عاليا فيما بادلها هو همساتها باخرى مماثله لها فضحكت هي الاخرى...

ازداد غضبها أضعافا وهي تشعر برغبه كبيره في ان تمسك سيف من يده وتجره بعيدا عن هذا الحفل باكمله وتضعه في جزيرة خاليه من جنس النساء اللواتي يتهافتن حوله من كل صوب...
اقتربت ليان من رغد وهي ترميها بنظرات ساخره ثم همست لها قائله هذه رولا، عشيقة سيف المفضلة، هو على علاقه بها منذ اكثر من ثلاث سنوات...

احتقن وجه رغد باللون الأحمر القاني وتشنجت ملامح وجهها بالكامل وهي تضغط على اسنانها بعصبيه ثم ابتعدت عن ليان التي ارتسمت على شفتيها ابتسامه انتصار.

وضع سيف هاتفه على الطاوله ثم خلع سترته ورماها على الكنبه وجلس بجانبها وهو يمدد عضلات جسده المتشنجه من شدة الإرهاق والتعب...
تقدم معتز منه وجلس هو الاخر على الكنبه المقابله له وهو يهتف به قائلا اليوم كان متعب للغايه، لكن الحفله كانت رائعه، بالتأكيد انت راضي عنها...

أغمض سيف عينيه ووضع يده خلف رأسه ثم اجابه بصوت مجهد راضي للغايه، ثم عاد وفتح عينيه وأردف قائلا الحفله تمت كما كنت أريد تماما بل وأفضل حتى، كما اننا خرجنا باتفاقيات وصفقات مهمه للغايه، قالها بابتسامه راضيه سرعان ما تلاشت وهو يسمع صوت ليان يصدح في ارجاء المكان مناديا باسمه...
تقدمت ليان منهما وهي تهتف بصوت مرتفع قليلا سيف، لقد كنت ابحث عنك، ظننتك انك في غرفتك لكني ذهبت ولم أجدك هناك...

سألها سيف قائلا خير يا ليان، ماذا تريدين؟..
اجابته ليان وهي تجلس بجانبه هناك عريس متقدم لي، يريد مقابلتك حتى يخطبني منك...
تشدق فم معتز بابتسامه ساخره بينما عقد سيف حاجبه وهو يسألها بتعجب قائلا عريس يريد ان يتقدم لخبطتك! من يكون...
ضغطت ليان على شفتيها بتوتر ثم اجابته بصوت حاولت ان تجعله متماسك نوعا ما اسمه دياب، يكون زميل لي في الجامعه، والده رجل اعمال..
قاطعها سيف قبل ان تكمل حديثها قائلا مرفوض...

ماذا يعني مرفوض؟، سألته ليان بعدم استيعاب فاستطرد سيف في حديثه مكملا جوابه مرفوض يا ليان، انا لن أزوج اختي لشاب صغير ما زال يدرس في الجامعه، شاب في هذا السن بالكاد يستطيع تحمل مسؤوليه نفسه ومصاريفه...
انه غني للغايه يا سيف، والده رجل اعمال كبير، لهذا لا داعي ان تفكر في الأمور الماديه نهائيا...

حتى لو كان غني يا ليان، انه ما زال صغير للغايه، وانت فتاة هوجاء طائشه، بالتأكيد لن يناسبك ويسيطر عليك نهائيا...
لماذا تحكم عليه دون ان تراه يا سيف؟، من المحتمل ان تغير رأيك عندما تتعرف عليه...
اجابها سيف بنبرة متهكمه لست بحاجه لان اتعرف عليه يا ليان، يكفي انك انتِ من جلبتيه، هذا السبب لوحده يجعلني ارفضه...
نهضت ليان من مكانها بحنق وهي تقول بنبرة مستاءه اذا انت مصر على قرارك بالرفض يا سيف...

هز سيف رأسه مؤكدا على كلامها نعم مصر يا ليان، انسي موضوع هذا الشاب نهائيا، ولا تفكري بهذه المواضيع نهائيا، انتهي من دراستك اولا ولا تقلقي فانا حينها سوف اختار لك العريس المناسب...
وضعت ليان يدها على خصرها وهي تقول بانزعاج ما معنى هذا الكلام، هل ستزوجني حسب مزاجك يا سيف...

بالتأكيد يا ليان، سوف تتزوجين حسب مزاجي انا، ومن العريس الذي اختاره انا، ولا اريد ان اسمع كلمة اخرى منك، تفضلي الان واذهبي الى غرفتك...
ضربت ليان الارض بقدمها بعصبيه ثم تمتمت بغضب شديد هذا حقا ظلم، انت فعلا ديكتاتور متسلط، ثم ذهبت متجهه الى غرفتها وهي ما زالت تتحدث بعصبيه شديده وتنعته بابغض الصفات...

في صباح اليوم التالي
خرجت نورا من القصر وهي تحمل حقيبتها بيدها ثم وقفت امام الباب الخارجي له منتظره ان يأتي السائق ليقلها الى منزلها كما أخبرتها جميله...
نظرت الى ساعة يدها وهي تتأفف بضجر فقد تأخر السائق عليها وهي واقفه هنا تنتظره منذ حوالي ثلث ساعة...
قطبت جبينها بانزعاج وهي تجد معتز يقترب بسيارته ناحيتها ثم توقف امامها مباشره ومد رأسه من الداخل قائلا بلهجه أمره اركبي...

أدارت وجهها الى الجهه الاخرى دون ان تجيبه او تتحرك من مكانها فهتف بها قائلا بنبرة عاليه اركبي، ماذا تنتظرين؟..
اجابته نورا بثبات لن اركب، سوف يأتي السائق الان ويأخذني معه...
لا يوجد سائق سوف يأتي يا نورا، لهذا اركبي ولا تعانديني كالعاده...
عقدت حاجبيها بتعجب وهي تقول لكن السيدة جميله هي من اخبرتني بهذا، قالت لي ان السائق سيأتي ويأخذني معه...
اجابها معتز بنفاذ صبر انا طلبت منها ان تخبرك بهذا...

ماذا، صرخت به نورا ثم أردفت بغضب انت كيف تفعل شيء كهذا...
ضغط معتز على اسنانه بغضب وهو يحدثها قائلا اركبي حالا يا نورا...
هزت رأسها بعلامة نفي وهي تجيبه بنبرة حازمه كلا لن اركب...

اركبي يا نورا قبل ان انزل بنفسي واحملك واضعك داخل السياره، اركبي يا انسه قبل ان أسبب لك فضيحه بالقصر كله، اركبي ولا تختبري غضبي، قالها بنبرة صارمه اجفلتها قليلا وهي ترى ملامح الغضب قد احتلت وجهه باكمله فاضطرت الى مسايرته...
جلست نورا بجانب معتز وهي تضع حقيبتها على صدرها و تحيطها بيديها مما جعل معتز يحدثها ساخرا لماذا تضعين حقيبتك هكذا وكأنها درع سوف يحميك مني...

اجابته نورا بغيظ من فضلك لا تتحدث معي نهائيا، وهذا التصرف طبيعي حينما اجلس بجانب شخص مجنون الله وحده يعلم ما قد يصدر منه تجاهي في اية لحظه...
احترمي نفسك يا نورا ولا تقللي أدب، صاح بها معتز غاضبا فأجابته والله اذا لم يعجبك جوابي انزلني من سيارتك...
قبض معتز على مقود السيارة بشده وهو يضغط على اسنانه بقوة اكبر ثم قاد سيارته متجها بنورا الى منزل عائلته...

توقف معتز بسيارته في نفس المكان الذي توقف به المره السابقه فنزلت نورا منها بسرعه وأغلقت الباب خلفها بعصبيه فأصدرت ضجيجا عاليا اثار غيظه منها و مما ضاعف غيظه اكثر انها ذهبت دون ان تلقي السلام او كلمة شكر واحده حتى...

تقدمت نورا ناحية عمارتها لتجد جميل في وجهها كالعاده فتقدمت منه هي هذه المره قائله بانفعال خير ماذا تريد؟، اذا كنت تنوي ان تلقي على مسامعي كلامك السخيف المعتاد فأقسم لك انني سوف اصرخ باعلي صوتي وأجمع الشارع كله عليك...
فرغ جميل فاهه بعدم استيعاب فهو لم يتحدث بكلمة واحده حتى لتتعصب نورا وتحدثه بهذا الشكل فسألها قائلا ما بك يا نورا؟، لماذا تتحدثين معي بهذا الشكل؟، مالذي فعلته انا؟..

تحدثت نورا بعصبيه نورا، نورا، نورا، اللعنه عليكم، ماذا تريدون مني، ثم أردفت بنبرة ساخطه الخطأ مني أساسا، انا من أعطيت مجال لأمثالكم ليتجاوزوا حدودهم معي، لكن لا بأس من الان فصاعدا سوف اوقفكم عند حدكم، وانت يا جميل لا اريد ان اراك امامي ابدا، و اياك ان تقترب مني او تتحدث معي او تحييني من بعيد حتى، قالت جملتها الاخيره وابتعدت عنه تاركه اياه يهز رأسه وهو يقول بأسف لقد جنت نورا، الفتاة جنت بالتأكيد...

بينما هناك في الجهه الاخرى كان جالسا في سيارته يراقبهم من بعيد باعين متقده غضبا وقد قرر في لحظه ما ان يتجه اليهم ويعنفهم لكن سرعان ما تراجع عن تلك الفكره وهو يدير سيارته متجها الى الشركة.

في أمريكا...
اخته، انا اخته يا جاد...
ضغط جاد على فكه بقوة وهو يحاول ان يكبح ضحكته بصعوبه ثم قال لا بأس يا تمارا، ما زلت في بداية الطريق، لا تتوقعي منه ان يحبك بهذه السهوله...
اي طريق يا رجل، انه طريق مسدود منذ بدايته...
ثم أردفت وهي تشير الى نفسها بإصبع يدها انا يقول لي انت بمثابة اختى، بعد كل محاولاتي للتقرب منه واهتمامي الموجه نحوه ويراني فالآخر اخته...

هذه المره لمم يستطع جاد ان يسيطر على نفسه فخرجت منه ضحكة عاليه اغاظتها بشده فحدثته بتبرم انا لا امزح يا جاد، انا بالفعل منزعجه للغايه، اشعر بان كل ما افعله يضيع هباءا، انا انسانه فاشله يا جاد...

توقف جاد اخيرا عن الضحك وأجابها بصوت مبحوح لا تقولي هذا يا تمارا، انت لست فاشله بل هو إنسان غبي و بلا مشاعر، ثم وضع يده على فمه يخبأ ضحكة خفيفه صدرت منه بينما استطردت تمارا في حديثها وهذه ايضا اين اختفت، اتصل بها منذ ثلاثة ايام و هاتفها مغلق...
تقصدين رغد، سألها جاد فأجابته وهي تهز رأسها نعم رغد، ثم حملت هاتفها واتصلت بها مره اخرى علها تجده هاتفها مفتوح هذه المره...

اغلقت تمارا هاتفها ثم رمته بجانبها وهي تهتف بغضب مغلق كالعاده، منذ ثلاثة ايام وهاتفها مغلق، يا الهي لماذا لا تجيبني او تتصل بي...
ثم استدارت ناحية جاد الذي كان جالسا مقابلا لها وهي تقول بخوف هل حدث شيء سيء معها مثلا؟، هل كشفها سيف...؟ يا الهي سوف اموت من القلق وكثرة التفكير...
اجابها جاد مهدئا اياها لا داعي لكل هذا الخوف يا تمارا، قد تكون مشغوله مثلا، او هاتفها تعطل مثلا...

انا خائفه عليها للغايه، لن أسامح نفسي اذا حدث شيء سيء لها...
الا تعرفين احد من عائلتها او المقربين لها ز...
بلى اعرف، صديقتها كريستين...
هل لديك رقمها؟..
كلا، لكن اعرف حسابها على الفيس بوك...
ماذا تنتظرين تحدثني معها واسأليها عنها...
وهذا ما سأفعله، قالتها تمارا وهي تبحث عن حساب كريستين حتى وجدته ثم أرسلت لها رساله تسألها فيها عن رغد وإذا كانت تتصل بها...

اغلقت تمارا هاتفها وهي تتطلع امامها بصمت تام وملامح متجهمة فسألها جاد بتوجس وهو يلاحظ وجهها الذي احتقن فجأة والوجوم الذي سيطر عليه قائلا ماذا هناك يا تمارا؟، ، بماذا اخبرتك صديقتها؟، هل حدث لها شيء سيء لا سامح الله...
اجابته تمارا بصوت جامد اخبرتي انها كانت تتحدث معها منذ ساعه، وأنها بخير للغايه، ولا يوجد لديها أية مشاكل...
ماذا يعني هذا؟، لماذا لم تتصل بك اذا؟..

سألها جاد بتعجب بينما ظلت تمارا تنظر اليه بوجه خالي من أية تعابير وصمت تام وألف فكره تدور في رأسها لكنها جميعها تؤدي الى اجابه واحده وهي ان رغد باعتها وتخلت عنها...

نهضت من فوق السرير وهي تلف غطائه على جسدها العاري ثم اخذت قميص نومها المرمي أسفله وارتدته بسرعه وهي تتقدم ناحية سيف الذي كان يقف امام المرأة يرتدي ربطة عنقه...
اكمل ارتدائها ثم أغلق أزرار كم قميصه وارتدى سترته واغلق ازرارها هي الاخرى ورش القليل من عطره...
كانت تراقبه وهو يقوم بكل هذا ثم وجدته فجأة يقترب منها وهو يقول بجديه سأذهب الان، هل تريدين مني شيء؟..
سألته بجمود الى اين ستذهب...

لدي عمل يجب ان أنجزه، لماذا تسألين؟..
عمل في منتصف الليل، قالتها بتهكم فأجابها بهدوء غير آبه لتهكمها هذا نعم يا رغد، عمل في منتصف الليل، هل هناك مشكله...
لوت فمها ثم تحدثت اخيرا بغضب مكتوم البارحه في الحفله كانت هناك فتاة شقراء تبدو مقربه منك للغايه، كانت تتحدث معك بحميمه واضحه...
من تقصدين؟، كان هناك الكثير من الفتيات بهذه المواصفات في حفلة البارحه...
اجابته باحتقانتلك التي كانت ترتدي فستان احمر...

قاطعها فورا تقصدين رولا، ما بها؟..
انا التي يجب ان تسأل، ما بها رولا؟، او لأصحح السؤال، من تكون رولا؟..
اجابها سيف ببساطه عشيقتي، رولا تكون عشيقتي يا رغد...
ضغطت على فكها بقوة من جرائته ثم قالت تكون وليست كانت...
كانت وما زالت عشيقتي، قالها بصوت حازم فاجابته بنبرة ساخره هكذا بكل بساطه، تقول انها عشيقتك بكل سهوله وكأن الامر شيء عادي بالنسبه لك...

سيف وهو يقلد نبرتها الساخره نعم، هكذا وبكل بساطه، والامر جدا عادي بالنسبة لي...
ثم أردف قائلا بصوت جاد مشددا على كل حرف من كلماته كما انها ليست الوحيدة، هناك غيرها الكثيرات، ظننتك تعرفين بهذا، لكن من الواضح انك تفاجئتي...
وماذا عني؟، سألته وهي تقف امامه بعدما رأته ينوى الخروج، عقد حاجبيه وهو يقول ما بك انت؟..
سألته بترقب وهي تنظر الى عينيه ماذا امثل لك انا؟، ماذا انا بالنسبه لك يا سيف؟..

زفر بضجر وهو يقول ما هذه الاسئله الغريبه يا رغد؟، ما الداعي لكل هذا؟..
رغد بإصرار غير مهتمه لما يقوله أجبني يا سيف، انا ماذا بالنسبه لك؟، لن تتحرك من هنا قبل ان تجيبني...
غريبه انتِ يا رغد، تسألين اسئله أجوبتها واضحه للغايه، وانت بنفسك تعرفينها...
لا تلف وتدور يا سيف، انا اريد اجابه محدده على سؤالي...

انا لا الف ولا ادور يا رغد، سؤالك جوابه واضح للغايه، اسألي المنطق وهو سوف يجيبك، المنطق ماذا يقول يا رغد، ماذا تمثلين انت بالنسبه لي...
ابتلعت ريقها بالم ثم اجابته بمراره عشيقتك...

برافو يا رغد، الم اقل لك ان جوابها واضح للغايه، قالها بجديه ثم ربت على وجنتيها بكف يده وهو يقول وجهك شاحب للغايه جميلتي، اظن انك لم تنامي جيدا، اذهبي وارتاحي في سريرك، اكمل كلامه هذا ثم حمل هاتفه واتجه الى الخارج بينما ظلت هي تتابعه بنظراتها المتألمه حتى توارى عن أنظارها تماما.

ذهبت ناحية سريرها ثم جلست عليه بعد ان اخذت هاتفها من على الطاوله التي بجانبه، بحثت في سجل الأرقام حتى وجدت رقم ليان أخيرا والتي سبق ان أخذته منها في يوم السباق...
ضغطت على زر الاتصال بعد تردد وقد عزمت على تنفيذ ما يجول داخل رأسها...

في صباح اليوم التالي
أوقف سيف سيارته امام احدى مواقع البناء الخاصه بشركته ثم هبط منها واتجه ناحية جنا التي نزلت هي الاخرى من الجهه الاخرى للسيارة...
تقدم كلا منهما ناحية الموقع وبدأ سيف يشرح لها حول طبيعة المشروع و يوصفه لها وجنا تنظر اليه بتركيز شديد...
تحدثت جنا بجديه سوف يكون مشروع رائع للغايه، تمنيت لو انا من كنت المسؤوله عنه، لكن لا بأس سوف يكون مشروع القريه السياحيه أفضل من هذا بكثير...

تعجبني ثقتك بنفسك كثيرا، كما يعجبني ايضا حماسك الشديد لعملك...
انا احب عملي للغايه سيد سيف، هو اهم شيء في حياتي، لقد تعبت كثيرا حتى وصلت الى ما انا عليه الان...
رائع، انا احب كثيرا المجتهدين في عملهم امثالك...
ابتسمت بهدوء ثم صمتت لفتره قصيره وعادت لتقول هل يمكنني ان اسألك سؤال واحد...
اجابها سيف قائلابالطبع...
سألته قائله تلك الفتاة لا اذكر اسمها، تقريبا رغد او ريم...
قاطعها سيف رغد، اسمها رغد...

تحدثت بجرأة نعم رغد، اظن انها على علاقة بك، اليس صحيح ما أقوله؟..
نظر اليها سيف مطولا ثم قال بنبرة هادئه لكنها حازمه في نفس الوقت اسمعيني يا جنا، انا لا اسمح لأي احد كان ان يتدخل في حياتي الشخصيه او يسألني اي شيء يخصها، وسؤالك هذا شخصي للغايه لهذا فانا لن أجيبك عنه، كما انني لن اقبل ان تتدخلي في أمور كهذا او تسألي هكذا سؤال مره اخرى...

أدارت جنا وجهها للجهه الاخرى بغضب من طريقة حديثه معها ثم قالت بحنق انا سوف اذهب هناك، سوف ارى كيف يتم المشروع بشكل أوضح، ثم ذهبت بسرعه مبتعده عنه قبل ان تسمع جوابه حتى...

بعد حوالي نصف ساعه كان سيف واقفا مع العمال يتحدث معهم حتى اقترب منه احد العاملين وهو يقول سيد سيف، تلك الفتاة التي جائت معك، تعرضت لحادث...
قاطعها سيف سائلا حادث ماذا...
كانت تمشي داخل الموقع بينما كان احد العمال يتقدم بسرعه وهو يحمل بضعة اشياء احتجنا لها في البناء فاصطدم بها دون ان ينتبه لتقع في حفرة كانت قريبه منها...

ذهب سيف مسرعا ناحية جنا ليجدها تمسد قدمها بيدها وهي تبكي بصمت بينما التف العمال حولها...
اقترب منها وهو يسألها هل انت بخير...
هزت رأسها نفيا وهي تجيبه بدموع لاذعه كلا لست بخير، قدمي تؤلمني للغايه...
انهضي معي، يجب ان تذهبي الى الطبيب...
قالها وهو يمد يدها له فالتقطتها فورا ونهضت من مكانها بصعوبه ثم تحركت معه وهي تستند بجسدها عليه...

بعد حوالي ساعة خرج كلا من جنا وسيف من الطبيب بعد ان اخبرهم ان الحادث قد سبب لجنى كسر جزئي ثم قام بتجبير قدمها وأمرها ان لا تتحرك نهائيا حتى تتعافى تماما...
جلس سيف امام مقود سيارته بعد ان اجلس جنا في مكانها والتي تحدثت قائله أشكرك كثيرا سيد سيف...
لا داعي للشكر يا جنا، الحمد لله ان الكسر كان جزئي، المهم ان تلتزمي بدوائك ولا تتحركي من مكانك كما قال الطبيب...
سوف التزم بالتأكيد...

سوف آخذك الان الى بيتي، قالها سيف بهدوء فسألته بتعجب الى بيتك لماذا؟..
هناك يوجد الكثير من الخدم ليعتنوا بك، بالتأكيد لن اتركك تبقين وحدك في الفندق وانت بهكذا وضع...
لكن هذا لا يجوز سيد سيف...
لماذا لا يجوز، بالعكس هذا هو الشيء المنطقي، هناك سوف ترتاحين كثيرا، كما ان القصر سوف يعجبك للغايه، ستشعرين انك في رحلة استجماميه...
ابتسمت جنا بهدوء ثم قالت حسنا كما تريد اذا...

بادلها ابتسامتها باخرى مماثله لها ثم ضغط على فرامل سيارته بعد ان قام بتشغيلها متجها بجنا نحوه قصره.

هبطت ليان درجات السلم بخفه ثم اقتربت ناحية جميله التي كانت واقفه في مدخل القصر تبدو وكأنها تبحث عن شيء ما فسألتها قائله هل تبحثين عن شيء ما سيدة جميله...
اجابتها جميله نعم ابحث عن خاتمي، لا اعرف اين اختفى فجأة، ثم أردفت قائله انت سوف تخرجين الان...
اجابتها ليان بجديه نعم لدي موعد مع صديقة لي..

سمعت كلتاهما جرس الباب يرن فسارعت جميله لفتحه لتجد سيف يدلف الى الداخل ومعه فتاة شابه تستند عليه فسألته جميله قائله اهلًا بك سيد سيف، خير ماذا هناك؟..
اجابها سيف بجديه هذه جنا يا جميله، انها مهندسه لدي في الشركة، جنا سوف تكون ضيفتنا الفتره القادمه، لقد تعرضت لحادث بسيط وتحتاج الى رعاية جيده حتى تشفى...

تقدمت ليان منهم والتي كانت تتابع الموقف باهتمام شديد سرعان ما تحول الى غضب وهي تسمع كلام سيف وحديثه عن بقاء هذه الفتاة معهم في القصد...
تعالي يا ليان، هذه جنا بالتأكيد رأيتها البارحه، قالها سيف لليان بعدما رأها تتقدم نحوهما بينما شملت ليان جنا بنظرة تقييمه من رأسها الى اخمص قدميها ثم منحتها ابتسامه صفراء وهي تقول اهلًا انسه جنا...
فبادلتها جنا ابتسامتها ببرود وهي تقول اهلًا انسه ليان...

تفضلي يا جنا، لنصعد الى الطابق العلوي، هناك توجد غرف الضيوف اختاري اية واحده تعجبك لتبقي بها هذه الفتره...
اومأت جنا برأسها ثم تقدمت امامه حتى صرخت فجأة بالم قائله اه لا استطيع، تؤلمني للغايه...
حركات مفضوحه، قالتها ليان بقرف ثم تقدمت اتجاههما وهي تقول احملها يا سيف، ماذا تنتظر؟.
ثم أردفت بنبرة ساخره مقلدة اياها انها تتألم يا سيف، انها مسكينه يا سيف، قدمها تؤلمها يا سيف...

رمقها سيف بنظرات حاده وهو يجيبها بنبرة حازمه سأحملها، سأحملها يا ليان...
ثم وضع يديه تحت قدميها وحملها بخفة وارتقى بها درجات السلم متجها نحو الطابق العلوي تحت انظار ليان الحانقه
بينما تحدثت جميله الواقفه بجانبها هل ما قاله صحيح؟ سوف يجعلها تسكن هنا الفترة القادمه...
اجابتها ليان بغل يبدو كذلك، هذا ما كان ينقصنا، بلاء جديد يدخل هذا القصر...

ثم ضربت الارض بقدميها واتجهت خارجه من القصر بعصبيه بينما ظلت جميله تتابع ما يحدث بنظرات غير راضيه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة