قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع عشر

انزل سيف جنا من بين ذراعيه بعد ان وصل الى الطابق العلوي ثم قال لهاهل يمكنك المشي لوحدك ام تحتاجين ان تستندي عليَّ...
هزت جنا رأسها بعلامة النفي وهي تجيبه قائله كلا، يمكنني المشي لوحدي، اشكرك كثيرا...
العفو يا جنا، سوف آخذك الان الى غرفتك لتستريحي فيها...

هزت جنا رأسها بتفهم ثم ذهبت مع سيف الذي ادخلها الى احدى الغرف الخاصه بضيوف القصر ثم قال لها هذه الغرفه سوف تكون لك طوال فترة مكوثك معنا، اتمنى ان تنال إعجابك و ترتاحي بها...
اجابته جنا بصدق انها رائعه للغايه سيد سيف، اشكرك حقا على اهتمامك بي على هذا النحو...
حدثها سيف بجديه لم افعل شيئا يستحق هذا الشكر، هذا واجب علي كونك موظفه لدي يا جنا...

ثم أردف قائلا سوف اتركك الان لتغيير ملابسكِ وتستريحي قليلا، سوف تجلب الخادمه لك حقيبة ملابسكِ الان، أراك مساءا وقت العشاء...
ابتسمت جنا بهدوء وهي تقول ان شاء الله...
خرج سيف من الغرفه ليجد جميله في وجهه فسألته قائله هل تحتاج الانسه جنا شيء ما سيدي...

كلا جميله، حاليا لا تحتاج اي شيء، سوف تغير ملابسها وترتاح في غرفتها حتى يحين موعد العشاء، لن أوصيك جميله اعتني بها جيدا، جنا ظيفه مهمه جدا بالنسبة لي...
لوت جميله فمها ثم قالت بالتأكيد سيد سيف، لا داعي ان تخبرني بهذا، نحن معتادون ان نعتني بضيوفنا ونهتم بهم على اكمل وجه، وانت تعرف هذا جيدا...

اعرف هذا جيدا، فقط اردت ان أؤكد عليك هذا لا اكثر، قالها بجديه ثم انسحب من امامها خارجا من القصر باكمله بينما ظلت جميله تتابعه بنظرات متهكمه...

ذهبت جميله نحو غرفة ثريا ثم طرقت الباب و ولجت الى الداخل بعد ان سمحت لها ثريا بذلك...
تقدمت جميله من ثريا وهي تخبرها قائله سيدة ثريا، لقد جاء السيد سيف منذ قليل ومعه فتاة...
عقدت ثريا حاجبيها بتعجب ثم سألتها قائلهفتاة! من تكون؟..
يقول انها موظفه لديه، سوف تبقى هنا معنا في القصر لفترة معينه...
ستبقى في القصر ايضا، لماذا؟..

يبدو انها تعرضت لحادث سبب لها كسر في قدمها، جلبها هنا حتى نعتني بها لحين اكتمال شفائها...
نعتني بها حتى تشفى، هل ينوي سيف ان يحول القصر الى مشفى لموظفيه، قالتها بتهكم ثم استطردت في حديثها وكيف تبدو هذه الفتاة يا جميله؟.
انها جميله للغايه يا سيدتي، لكنني لم ارتح لها نهائيا، كان المفروض ان تأتي لزيارتك اولا لكنها لا تستطيع المشيء بسبب كسر قدمها...

لا توجد مشكله يا جميله، سوف أراها على العشاء بالتأكيد، وسأعرف ما قصة هذه الفتاة التي ادخلها سيف الى القصر على غير العاده...

ولجت ليان داخل احد المطاعم الراقيه لتجد رغد تنتظرها على احدى الطاولات التي تتسع لأربعة أشخاص...
جلست ليان على الكرسي المقابل لها بعد ان وضعت حقيبتها على الطاوله ثم هتفت بها قائله خير يا رغد، أردتِ مقابلتي بشكل عاجل، ماذا تريدين مني؟..
قولي مرحبا على الأقل، قالتها رغد بنبرة ساخره فزمت ليان شفتيها بانزعاج وأجابتها مرحبا يا رغد، كيف حالك؟، هل هذا كافي؟..

نعم يكفي، قالتها بهدوء ثم اكملت حديثها بجديه اردت مقابلتك اليوم لأسألك على بضعة اشياء، كما انني لدي طلب صغير منك ايضا...
تريدين ان تسألي وتطلبي ايضا، قالتها بنبرة متهكمه ثم أردفت سائله ماذا تريدين ان تسألينني يا رغد، تفضلي قولي ما تريدين؟..
فركت رغد يديها بتوتر ثم قالت بتردد اريد ان اسألك عن رولا...

لوت ليان شفتيها بتهكم واضح ثم قالت كما توقعت، يبدو انني نجحت فيما اريد ولم أجعلك تنامي الليل كله من كثرة التفكير...
ارجوك لا داعي لكل هذا الكلام، اذا كنت تنوين الاستمرار في طريقتك هذه وسخريتك المعتاده فقولي لي حتى انهض فورا واعود الى المكان الذي جئت منه...
ما بك يا فتاة، اهدئي قليلا، الا تتحملين المزاح، قالتها ليان ثم أردفت بتساؤل ماذا تريدين ان تسألينني عنها؟..

علاقتها بسيف، متى بدأت؟، كيف تعرف عليها؟، اخبريني كل شيء يخصها...
حسنا سأخبرك بالاشياء التي عرفتها من قبل، لقد تعرف عليها سيف منذ اكثر من ثلاث سنوات، لا اعرف كيف تم التعارف بالضبط لكن اظن انه رأها في حفلة ما وأعجبته، لم تأخذ معه وقت طويل فقد وقعت في شباكه على الفور وأصبحت عشيقته مثلك تماما...
ضربت رغد الطاوله بيدها ثم نهضت من مكانها قائله بحده انت قليلة أدب، انا أساسا المخطئة لأني جئت وتحدثت معك...

اجلسي، اجلسي يا رغد، قالتها ليان بحزم ثم أردفت قائله بنبرة هازئه اجلسي يا حبيبتي، انت تحتاجينني كثيرا، فلا احد قادر ان يعطيك ما تريدينه من معلومات سواي...

ضغطت رغد على اسنانها بشده وهي تدرك صحة ما قالته ليان، فهي بالفعل تحتاجها كثيرا لتعرف منها ما تحتاجه من معلومات تخص سيف وتلك المدعوة برولا، حاولت ان تهدأ من نفسها قليلا فأخذت نفسا عميقا ثم زفرته وعادت لتجلس امام ليان والتي ابتسمت بدورها بظفر ثم تحدثت بجديه مكمله ما قالته بدأت علاقة سيف برولا اكثر من ثلاث سنوات وما زالت مستمره الى الان...

أليس من الغريب ان يبقى معها طوال هذا الوقت، لماذا استمر في علاقته معها كل هذه السنوات؟، هل يحبها مثلا؟..

سألتها رغد وهي تشعر بالم شديد يغزو قلبها ويسيطر عليه بينما اجابتها ليان بهدوء شديد وقد لاحظت الحزن والتوجس في نبرة صوت رغد ففهمت ان تلك الفتاة الماثله امامها عاشقه لأخيها بشده ويبدو انها تتألم كثيرا بسببه وقد شعرت ليان بالشفقه تجاهها فهي اكثر من تعرف سيف ومدى قسوته وبروده و جلادة مشاعره لا اظن انه يحبها يا رغد، سيف لا يحب ابدا، قلب سيف صلب قاسي لا يعرف الحب نهائيا، هذا اذا كان لديه قلب من الأساس...

عضت رغد على شفتها السفلى ثم قالت بجديه هل لي بطلب صغير منك يا ليان...
بالتأكيد، قولي ماذا تريدين؟، سألتها ليان بجديه فأجابتها رغد قائله خذيني لها...
سألتها ليان بعدم فهم من تقصدين؟، اووه لا تقولين انك تريدين مقابلة رولا...
هزت رغد رأسها مؤكده على ما قالته نعم، اريد ان أراها وأتعرف عليها...

تطلعت اليها ليان بتعجب من طلبها الغريب الا انها قررت ان تأخذها الى هناك كما تريد فلا يوجد سبب معين يجعلها ترفض طلبها هذا...

بعد حوالي نصف ساعه وقفت ليان بسيارتها امام احد مراكز التجميل الراقيه ثم هبطت منها وذهبت ناحية رغد التي فعلت نفس الشيء ثم حدثتها قائله هذا مركزها التجميلي، لقد اشتراه سيف وأهداه لها، كما انه اشترى لها شقه خاصه بها ايضا، سيف كريم للغايه مع عشيقاته يا رغد، قالتها بخبث بينما لم تهتم رغد لها نهائيا وهي تحدثها قائله ماذا ننتظر، لندخل اليها هيا...
ثم سارت متجهه ناحية المركز و ليان تتبعها...

ولجت رغد داخل المركز الذي ادهشها بشده بسبب فخامته ورقيه ضخم للغايه و يتكون من عدة طوابق كل منهم مخصص لفئه معينه في الرشاقة والتجميل كما ان جميع العاملين فيه يحملون الجنسيات الأجنبيه، يبدو انه بالفعل كريم للغايه معها، قالتها بسخريه ثم سمعت صوت أنثوي ناعم يأتي من خلفها فاستدارت لتجد رولا تتقدم منهما وعلى شفتيها ابتسامه خلابه ترتدي فستان اسود قصير مع حذاء احمر ذو كعب عالي وشعرها الاشقر ينسدل على ظهرها، كانت جميله للغايه انثويه جدا خصوصا وهي تطلي شفتيها بذلك اللون الأحمر القاني فبدت مثيره للغايه...

اقتربت رولا من ليان وهي ترحب بها بحراره وقبلتها على وجنتيها بينما حدثتها ليان وهي تشير بيدها ناحية رغد قائله أعرفك يا رولا، هذه رغد صديقتي...
التفت رولا ناحية رغد ورحبت بها كثيرا ثم طلبت منهما ان يذهبا معها الى الداخل في مكتبها لتضيفهما اولا وبعدها ترى طلباتهما فذهبت ليان معها وتبعتهما رغد وهي تفكر في هذه المرأه الشقراء والتي من المفترض ان تكون غريمتها...

اخبروني ان هناك ضيفة لدينا في القصر...
قالتها ثريا وهي تجلس على طاوله الطعام بجانب سيف الذي كان يترأس الطاوله كعادته...
نعم، انها مهندسه لدي، تعرضت لحادث بسيط في اثناء العمل سبب لها كسر في قدمها، جلبتها هنا ليعتني الخدم بها فهي وحيده ليس لديها احد يعتني بها...

منذ متى ونحن ندخل الغرباء الى منزلنا يا سيف، سألته ثريا بجديه فأجابها سيف قائلا اطمئني امي، انها صديقة كريستيان يعني ليست غريبه كما تظنين...
لوت الام شفتيها بعبوس ثم قالت بعدم اقتناع كما تريد يا سيف، لكنني كما سبق وقلت لا أحبذ جلوس الغرباء معنا، انت تعرف وضعنا جيدا لا يتحمل اي مخاطره حتى لو كانت اشياء بسيطه كهذه...

تقدمت ليان وجلست بجانب والدتها و تلاها معتز الذي جلس بجانب سيف من الجهه الاخرى بينما تحدثت ثريا قائله وأين ضيفتك اذا؟، لماذا لم تأت بعد؟..
تحدثت ليان بنبرة متهكمه وهي ترشق سيف بنظراتها بينما تزينت على شفتيها ابتسامه ساخره اذهب اليها يا سيف، يبدو انها تحتاج لك حتى تحملها وتنزل بها الى الطابق السفلي كما فعلت صباح اليوم...

يحملها!، قالتها ثريا بتعجب بينما اجابتها ليان وهي مستمره بتهكمها نعم فولدك حملها الى الطابق العلوي بنفسه لانها لم تستطع ان تصعد درجات السلم لوحدها...
ضرب سيف على الطاوله عدة ضربات خفيفه ثم قال بنبرة صارمه هل انتهيتي من سخريتك ام بعد، لم تجبه ليان بينما اكمل هو قائلا ادخلي لسانك داخل فمك جيدا يا ليان، والا سأدخله انا بطريقتي الخاصه...

ما ان اكمل جملته حتى شاهد جنا وهي تدخل الى الغرفه مستنده على جميله وكانت ترتدي فستان اخضر طويل بحمالات رفيعه بدت فيه جذابه للغايه...
تقدمت جنا من طاولة الطعام ثم جلست بجانب معتز بينما تحدث سيف قائلا وهو يشير الى والدته أعرفك يا جنا هذه والدتي السيدة ثريا النصار...
ابتسمت جنا وهي تقول اهلًا بك سيدة ثريا، اعذريني قدمي لا تسمح لي بالنهوض لك...

اجابتها ثريا بابتسامه لا يهم حبيبتي، الحمدُ لله على سلامتك، اخبرني سيف بأمر الحادث، كيف اصبحتي الان...
بخير الحمد لله، اجابتها جنا بجديه فقالت ثريا هي الاخرى بدورها
الحمد لله...

خرجت رغد من الحمام وهي ترتدي بيجامه قطنيه زهرية اللون و تنشف شعرها الطويل نوعا ما بالمنشفه فوجدت سيف جالسا على الكنبه يقلب بهاتفه...
ما ان رأها سيف حتى نهض من مكانها وهو يحمل بيده علبة حمراء صغيرة الحجم ثم اقترب منها وفتحها ليخرج خاتم ماسي رائع للغايه يحتوي على فص زمردي اللون ثم سألها قائلا ما رأيك به...

جميل، اجابته بهدوء بينما اقترب منها اكثر ثم مسك خصلة من شعرها المبلل ولفه على إصبعه وهو يقول بنظرات لامعه لقد تم صنع هذا الخاتم خصيصا من اجلك، طلبت من الصائغ ان يصممه لك، قطعه واحده لا يرتديها غيرك جميلتي، وأخبرته ان يزينه بفص زمردي اللون يماثل لون عينيك الأخضر تماما بلمعانها وتوهجها...

تطلعت اليه بنظرات صامته جامده لا توحي باي شيء ثم تحدثت بصوت بارد كالصقيع يبدو ثمين للغايه، لكن هل ثمنه يليق بخدماتي التي اقدمها لك؟..
تصلب جسدها بالكامل مما قالته فهو لم يتوقع ردة فعلها هذه بتاتا، لقد لاحظ انها متغيره نوعا ما لكنه لم يهتم كثيرا بهذا الموضوع الا انها الان وبما قالته أكدت له ان هناك شيء غريب بها فسألها ببرود ماذا تقصدين؟..

انت أذكي بكثير من ان تسأل سؤال كهذا، اجابته بجديه بينما تأفف هو بضجر وقال
يا الهي يبدو انك ستعودين وتتحدثين بنفس طريقتك السابقه الممله...
ممله، أحاديثي باتت ممله بالنسبه لك...
نعم ممله للغايه، وانا لست مستعد ان أضيع وقتي في سماعها، لهذا اعذريني اذا كنت تنوين ان تقضي هذه الليله في كلامك هذه فانا سأذهب الى مكان اخر أفضل من هنا اتسلى به قليلا...

ثم ذهب وحمل ساعته المرميه على طاولة التزيين الخاصه بها وشرع بارتدائها...
انا لست بواحدة من عاهراتك...
صرخت به بعصبيه شديده حتى شعرت بان حبالها الصوتيه قد تمزقت من شدة الانفعال...
اذا لا تتصرفي مثلهن...
اجابها ببرود وهو يقف امام المرأة يرتدي ساعة يده مما جعلها تستشاط غضبا من استفزازه ولا مبالاته تلك وهي التي تكاد تنفجر من شدة الغضب...

انا لا اسمح لك ابدا ان تتحدث معي هكذا وتتجاهلني بهذا الشكل، ومالذي فعلته انا حتى تقول لي هكذا...
بدأت تتمتم بعصبيه وهي تتحدث بعدة كلمات بدت غير مترابطة فيما ظل هو واقف امامها ساكنا منتظرا منها ان تنهي حديثها الممل بالنسبة له...
حتى صرخت بغضب قائله لا تقف امامي مثل اللوح وتنظر اليَّ هكذا، تحدث، قل اي شيء...

اقترب منها بهدوء يناقض انفعالها الشديد وعينيه لا تحيدان عن وجهها الذي أصبح احمر من شدة الغضب، وما ان وصل اليها حتى قبض على ذراعها بخشونه وهو يقول لقد تجاوزتِ حدودك معي كثيرا، و سكوتي لا يعني اني موافق على ما تقولينه، انفعالك و امتعاضك الغبي هذا لا تفرغيه فوق رأسي، فانا لست بفاضي للاستماع الى أسباب استيائك التافهه الممله...

ثم اكمل بقسوه و اذا كنت غاضبه بشأن علاقتنا فهذه ليست مشكلتي، انا لم أجبرك على شيء يا حلوتي، كل شيء تم برضاك وكامل إرادتك، فلا داعي للندم الان، طالما انتِ ترينها علاقه فاسقه لما وافقتي عليها من الأساس...
ارتدت الى الخلف وهي تهز رأسها بعدم تصديق، لم يكن هو نفسه الرجل الذي كانت معه وتنعم باحضانه منذ قليل، الذي كان يبادلها عاطفتها الجامحه بلهفه وجنون تماثل جنونها وشغفها به...

لم تعرف بماذا تجيبه، فاخر شي توقعته منه ان يحدثها بهذا الشكل المؤلم الا انها تحدثت اخيرا بمرارهمعك حق، كل شيء تم بإرادتي ورضاي...
ثم اكملت بتحدي زائف وكما اصبحت لك بإرادتي، سوف اخرج من حياتك بإرادتي أيضا...
ابتسم بسخريه قائلا خروجك من حياتي مستحيل يا جميلتي...
ثم اقترب من إذنها هامسا لها كلانا يعرف جيدا انك لا تستطيعين الرحيل، فانتِ تعشقينني لدرجه يصعب عليك فيها تركي والابتعاد عني...

لقد كان صادقا في ما قاله فهي فعلا تحبه لدرجه لا تستطيع فيها الابتعاد عنه والعيش بدونه، عشقها له بات كالمرض الذي يستفحل جسدها بقوة، يتحكم بها ويتلاعب بها كما يريد...
وهاهي تحاول جاهدة انتزاعه منها الا انها تفشل في كل مره...
أغمضت عينيها بقوه محاولة كبح الدموع التي بدأت تأخذ طريقها اليها ثم فتحتها مرة اخرى على مهل وهي تتحدث بهدوء سوف ارحل...
اجابها بهدوء وهو يبتعد عنها خارجا لنرى اذا...

الا انها لم تتركه يخرج بسهوله فتقدمت منه على عجل وهي تقف امامه تهتف به بيأس سوف تذهب اليها اليس كذلك، سوف ترتمي باحضانها بعد ان كنت تتلوى عشقا بين أحضاني قبل قليل، سوف تتلو عليها كلمات العشق والهيام التي كنت تهمسها لي منذ لحظات...
زفر غاضبا وهو يقول ليس من شأنك، ذهابي اليها من عدمه لا يخصكِ، ولا يحق لك السؤال أيضا...

ثم اكمل حديثه بتحذير سوف اقولها للمره الاخيره، حياتي الخاصه لا تتدخلي فيها، لدي عشيقة واحده، اثنان او مئة حتى، سوف تقبلين بهذا الوضع ولا تفتحي فمك بكلمة واحده، انت تعرفينني جيدا صراخك ولومك هذا لن يغير شيئا بتاتا...
اخفضت رأسها بالم فيما اكمل حديثه قائلا لا اريد غدا صباحا ان اراكِ بنفس الوجه الكئيب هذا، حينها لن تتوقعي ما سوف يصدر مني اتجاهكِ...

ثم ابتعد عنها خارجا من الغرفه باكملها بينما جلست هي على السرير ودموعها تغطي وجهها بغزاره، لقد عايرها منذ لحظات بعلاقتها به، هي تعلم جيدا انها تستحق كل هذا، فقد سلمته نفسها على طبق من ذهب، وهاهي تدفع ثمن ما فعلته جيدا...
ذنبها الوحيد انها أحبته بصدق وظنت للحظات انه قد يبادلها مشاعرها الصادقه هذه، نسيت ان قلبه الممتلئ بالسواد والاجرام من الصعب جدا ان يحمل في داخله الحب بمشاعره الصادقه النقيه...

في صباح اليوم التالي
كان سيف جالسا في حديقة قصره يتناول قهوته ويقلب في حاسوبه الشخصي حتى تفاجئ بجنا تقترب منه وهي ترتدي بنطلون جينز فاتح اللون وفوقه بلوزه زرقاء فاتحه تماثل لون عينيها الرائع...
جلست جنا على الكرسي المقابل له وهي تهتف به بابتسامه قائله صباح الخير سيد سيف...

صباح النور جنا، كيف اصبحت قدمك الان؟، سألها بجديه فاجابته بهدوء قائله أفضل من البارحه بكثير، حتى انني نزلت لوحدي الى هنا، ثم تسائلت بجديه قائله لقد رغبت في ان أتنفس الهواء النقي قليلا فانا لا احب البقاء داخل المنزل لوقت طويل، لكن اذا يضايقك جلوسي بجانبك اخبرني من فضلك...
ابدا، لا يضايقني ابدا، قالها بجديه فابتسمت له بهدوء بينما صب لها سيف القهوه ثم قدمها لها فتناولته منه بعد ان شكرته...

ظلا يتحدثان طويلا في اشياء كثيره ومواضيع مختلفه لكي يتعرفا على بعضهما بشكل اكبر...
سوف اخبرك شيئا اتمنى الا يزعجك، قالتها جنا بهدوء فأجابها سيف قائلا قولي ما تريدين ولن انزعج منه بالتأكيد...
عندما جئت الى هنا ورأيتك اول مره شعرت انك رجل مغرور متعجرف وزير نساء ايضا، هذا الشيء جعلني أنفر منك و اتجنبك طوال الوقت...

والآن ماذا تغير؟، سألها سيف بنظرات مترقبه فاجابته بإعجاب حقيقي لقد تغيرت نظرتي لك كثيرا الان، فانا ارى امامي الان رجل مثقف لبق للغايه راقي في تعامله انيق في طلته وبالتأكيد وسيم، وسيم جدا...
هذا رائع، من الجيد انك كنت صريحه وقلتي ما بداخلك دون ترددد او مواراة...

وماذا عني؟، ما رأيك بي، سألته بجرأة واضحه فأجابها هو الاخر بإعجاب وصراحة مطلقه انت تعجبينني كثيرا يا جنا، انا أعجبت بك منذ اول مره رأيتك بها، في الحقيقه انت قادره على ان تعجبي اي رجل في هذا الكون، جمالك المثير جذبني بشده، شخصيتك الصارمه المسيطره وثقتك الكبيره بنفسك، كلها اشياء تعجبني يا جنا...

ثم اقترب منها اكثر وهو يركز عينيه على ملامح وجهها الفاتن كلك يعجبني يا جنا، كل قطعه فيك تعجبني، كل كلمة تصدر منك تعجبني كثيرا وكل تصرف تقومين به ايضا...
رمشت بعينيها عدة مرات بارتباك ثم أبعدتها عن عينيه المركزتين عليها بقوة وحملت كوب قهوتها وتناولته بتوتر تحت أنظاره الساهمه لينهض بعدها وهو يخبرها انه سيذهب الى الشركة وسوف يعود مساءا لرؤيتها.

ماما يجب ان اذهب الان، هتفت نورا بهذه الكلمات الى والدتها التي كانت واقفه في المطبخ تعد طعام الغداء فأجابتها بجديه قائله انتظري قليلا يا نورا، سوف انتهي من إعداد الطعام بعد دقائق وآخوتك سوف يعودون من مدرستهم الان ايضا، تناولي الغداء معنا و اذهبي بعدها الى عملك...
لا استطيع ماما، لا يحق لي ان أتأخر عن موعد رجوعي لدقيقه واحده حتى وانت تعرفين هذا، لقد تركت لك بضعة أموال وضعتها في حقيبتك...

اقتربت منها والدتها و ضمتها اليها ثم ابتعدت عنها بعد لحظات وهي تقول بجديه كما تشائين يا حبيبتي، لا اريد ان نكون السبب في تأخيرك عن عملك...
ابتسمت نورا بهدوء وهي تربت على كتف والدتها ثم قالت يجب ان اذهب الان، انتبهي على نفسك وعلى اخوتي جيدا، اراك الاسبوع القادم انشالله...
خرجت نورا من شقتها وهبطت درجات السلم متجهه نحو عملها وأثناء سيرها في الشارع وجدت جميل يقترب منها...

تأففت بحنق ثم قالت مالذي جاء بك هنا، هل تراقبني يا جميل، هذا حقا غير معقول، في اثناء دخولي وخروجي أجدك امامي...
اجابها بجديه انا واقف امام منزلك منذ ساعتين انتظركِ ان تخرجي يا نورا حتى اراك وأتحدث معك...
كزت على اسنانها بعصبيه ثم قالت بضجر ارجوك يا جميل، اتوسل اليك، اتركني وشأني، اقسم لك انني مللت وانا احاول اخبارك طوال الوقت باني لا اريدك ولا اريد ان تقترب مني او تريني وجهك حتى...

زمجر بها بعصبيه قائلا ما بك يا نورا، لما اصبحت قليلة أدب هكذا...
انا قليلة أدب، لا يوجد احد قليل أدب غير يا جميل، ولا تافه وممل غيرك ايضا، ماذا افعل لك حتى تتركني وشأني؟، ماذا افعل يا الهي؟، قالتها بيأس بينما قبض هو رسغها قائلا لا تتحدثي بهذه الطريقه معي يا نورا، احترميني جيدا والا سوف أتصرف معك على طريقتي الخاصه وافعل لك اشياء لن تعجبك بتاتا...

ماذا ستفعل لها مثلا؟، استدارت نورا بعدم تصديق بعد سماعها لهذا الصوت الرجولي الذي وصل إليها لتجد معتز واقفا امامها واضعا يديه في جيوب بنطاله ويرمق جميل بنظرات هازئه ساخره...
تحدث جميل بتساؤل قائلا ومن تكون انت ايضا؟، ما الذي ادخلك بيننا؟..

اقترب معتز من جميل و سحب ذراع نورا من يده بكل خفه ثم وقف امامه و ربت بيديه على ذراعي جميل قائلا بهدوء ساخر ليس المهم من أكون انا وما علاقتي بكم، المهم ان تبتعد عنها ولا تقترب منها نهائيا...

ضغطت نورا على كف يدها بعصبيه من معتز وتصرفاته هذه، تصرفه الحالي وهو واقف في منتصف الشارع و يتحدث مع جميل بهذه الطريقه سوف يجلب لها الاقاويل من قبل الجيران و سكان المنطقة والتي تعرف جيدا انهم لن يتركوا حدث كهذا يمر مرور الكرام...
اقتربت منه نورا بسرعه حتى توقفه عن اي تصرف اخر أهوج قد يصدر منه فقالت بجديه اتركه يا معتز، اتركه ارجوك...

ومن يكون السيد معتز يا انسه نورا، هيا تحدثي، اظهري على حقيقتك، لهذا ترفضينني طوال الوقت اذا، من اجل حبيب القلب اليس كذلك؟، قالها جميل بغضب بينما قبض معتز على ياقة قميصه وهو يقول بغضب ساحق يبدو انك لن ترتاح حتى احطم وجهك القبيح هذا...
ارجوك لا تضربه يا معتز، اتوسل لك، قالتها نورا بتوسل وهي ترى الناس بدئوا يتجمهرون حولهم يشاهدون ما يحدث بين معتز الثائر وجميل الحانق...

لم يستمع معتز لكلامها بل ظل قابضا على ياقة قميصه دون ان يتركهه فهتفت به نورا بتوسل ارجوك لا تسبب لي فضيحه في منطقتي، اتوسل اليك...
تطلع اليها معتز للحظات ثم ترك جميل فجأة والذي وقع بدوره ارضا بينما التف معتز ناحية نورا وأمرها قائلا هيا امامي، يجب ان تعودي الى القصر حالا...
ثم أردف بصوت عالي قاصدا ان يسمعه المحيطين بهم لقد أرسلني مديرك حتى أوصلك الى هناك بنفسي، السيد صغير يبكي طوال الوقت ويريدك...

هزت نورا رأسها بتفهم ثم انطلقت متجهه نحو سيارته وهو يتبعها تاركا جميل يلاحقهم بنظراته الحانقه وقد توعد لهم بداخله كثيرا.

بعد مرور اسبوعين
طرقت جنا على باب مكتب سيف عدة مرات ليصلها صوته سامحا لها بالدخول، فتحت الباب ثم ولجت الى الداخل وهي تقول سيد سيف، جئت لاودعك قبل ان اذهب...
نهض سيف من مكانه ثم تقدم اتجاهها وهو يقول لماذا انت مصره على الذهاب هكذا يا جنا؟، قلت لك لا داعي لان تذهبي، فترة إقامتك هنا في البلاد ابقي بها معنا...
لا استطيع سيد سيف...
لماذا؟..
هذا أفضل لي سيد سيف...

اولا لا تقولي سيد سيف يا جنا، لم يعد هناك داعي لوجود الألقاب بيننا على ما اظن...
عقدت حاجبيها ثم قالت بجديه لماذا لم يعد هناك داعي سيد سيف؟..
اظن ان علاقتنا يا جنا قد تجاوزت مرحلة الألقاب، أليس صحيح...؟
ماذا تقصد بعلاقتنا سيد سيف؟، منذ متى ونحن بيننا علاقة خارج إطار العمل؟..
نظر اليها سيف مطوله ثم اقترب منها فجأة وقبض على خصرها بذراعيه مما جعل وجهها يصطدم بصدره العريض الصلب...

اقترب من إذنها وهو يهمس بها قائلا هل سنظل طوال الوقت هكذا يا جنا؟، انت تعرفين جيدا ماذا اقصد بكلامي، فلا تدعين الجهل من فضلك؟..
رفعت أنظارها نحوه ثم سألته بهدوء ماذا تقصد بحديثك هذا سيد سيف؟، ولماذا تقول انني ادعي الجهل امامك...

حسنا يبدو انك تحبين ان تراوغي في حديثك، وانا على عكسك تماما، لهذا سأتحدث بصراحه، انا اقصد فيما قلته يا جنا الانجذاب الواضح بيننا، الإعجاب المتبادل بين كلينا، ماذا هل ستنكرين هذا ايضا، ثم أردف قائلا بجديه انا اعرف جيدا انك معجبه بي، واعرف ان تقاربنا من بعض طوال الاسبوع الفائت زادك اعجابا وانجذابا نحوي، وفِي الحقيقه انا مثلك تماما، لقد تعرفت عليك جيدا في هذه الفتره، عرفت طباعك اكثر وازددت إعجابك بك وبشخصيتك الرائعه، فلا تنكري من فضلك ما قلته...

كلا لن أنكره، انا معجبه بك، معجبه بك كثيرا، ومنجذبه لك ايضا، منجذبه بشده، قالتها بصراحه مطلقه جعلته يعقد حاجبيه بتعجب وهو يسألها طالما تعترفين بهذا، لماذا اذا تريدين ان تتركي منزلي، اليس من المفترض بعد حديثك هذا ان ترغبي البقاء معي...
ومن قال اني لا ارغب البقاء معك، بلى انا أرغبه كثيرا، لكن أرغبه بطريقه مختلفه، طريقة تختلف تماما عن التي تفكر بها...
ماذا تقصدين؟..

سأوضح لك مقصدي سيد سيف، حتى لو كنت معجبه بك جدا وارغبك كثيرا فهذا لا يعني انني سوف أكون لك كما تظن، سيد سيف انا افهم جيدا ما تريده، وانا اقولها بصراحه ما تريده مني لن تناله الا في حاله واحده لا غير...
وما هي؟..

اجابته بنظرات ثابته ونبرة جريئة الزواج، اذا كنت تريدني حقا وترغب بي لهذه الدرجه فعليك به، اما الأشياء الاخرى التي تفكر بها فانساها تماما، لانها لن تحدث ابدا مهما حصل، ثم قالت بجرأة اكبر لست انا من ترضى ان تكون عشيقتك سيد سيف، انا سيدة لي وضعي ومركزي الاجتماعي فلا تتوقع مني ان اجري وراء أهوائي ورغباتي ابدا، انا لن اسلم جسدي لأي رجل كان حتى لو كان سيف النصار...

همت ان تتحرك من امامه بعد ان اكملت ما قالته الا انه قبض على رسغها مانعا اياها ان تتحرك من مكانها، ظل ينظر لها نظرات مطوله بوجه جامد خالي من التعابير بينما كانت واقفه هي امامه تنظر اليه بثبات تام دون ان يرمش لها جفن حتى...

تحدث اخيرا بصوت هادىء ثابت لقد توقعت جوابك هذا يا جنا، انا ايضا لدي نظرتي في كل شخص اجده امامي، نظرة لا تخيب ابدا، كنت اعرف جيدا انك لن توافقي ان تكوني معي بطريقة غير شرعيه، فانت بشخصيتك الصارمه صعب جدا ان ترضي ان تكوني بهكذا مكانه، لقد عرفت هذا من تعاملك وصدك الحازم لأي اقتراب بينناطوال لأسبوع الفائت، وفِي الحقيقه هذه من الأشياء التي اعجبتني بك كثيرا...

ثم أردف بتساؤل اذا انت تريدين ارتباط رسمي؟..
هزت رأسها بهدوء ثم قالت ولا شيء غيره...
تحدث بصوت هادئ رزين قائلا لك ما تريدين يا جنا...
حاولت استيعاب ما قاله لها وهي تسأله بعدم تصديق ماذا تقصد؟..
اجابها سيف بصوت واثق واضح انا اعرض عليك الزواج يا جنا؟..

حاولت كثيرا معها سيد قصي لكن بلا فائده...
حاول مره اخرى يا أيمن، حاول ان تتقرب منها بشكل اكبر، انا متاكد انها ستلين وتتجاوب معكِ في الاخر...
هي بالفعل بدأت تتجاوب معي سيد قصي، لكن فجأة تغيرت وانكمشت على نفسها مره اخرى، حتى باتت لا تقبل ان اتحدث معها بكلمه واحده حتى، اشعر انه هددها بشيء ما...

تطلع اليه قصي بهدوء ثم فتح درج مكتبه واخرج منها صورة لطفل صغير وأعطاها الى أيمن الذي تناولها منه وهو يقول ما هذه الصورة سيد قصي؟..
اجابه قصي بجديه هذه صورة ابنها يا أيمن، اعطيها لها وانا متاكد انها سوف تؤثر بها كثيرا، هي لم تره منذ اكثر من عامين، بالتأكيد هي الان متلهفه لأي معلومه صغيره عنه، وانت عندما تجلب لها صورته سوف تفرح كثير وتتمسك بك لا إراديا...

هز أيمن رأسه بتفهم وهو يقول حاضر سيد قصي، سوف اعطيها الصوره وان شاء الله تجلب نتيجه معها، هل تريد مني شيء اخر قبل ان اذهب؟.
كلا يمكنك الذهاب يا أيمن، ألقى أيمن التحيه على قصي ثم خرج من غرفة مكتبه ليدلف بعدها رامي ثم جلس على الكرسي المقابل له وهو يقولماذا سنفعل الان يا قصي، ثلاثة أسابيع مرت على خسارتنا الكبرى بسبب ذلك الحقير وانت لم تفعل اي شيء له، متى سوف نسترد حقنا منه...

اجابه قصي بجديه سوف نسترده يا رامي، سوف نسترده أضعافا مضاعفه، اطمئن انت يا رامي، فانا لن ارتاح حتى اخذ حقي منه كاملا...
ثم أردف قائلا منذ الان وصاعدا اصبحت الحرب بيننا علنيه، وانا متجهز لها بشكل جيد، اصبر انت قليلا، وعن قريب سوف أرسل اولى ضرباتي له، ضربه تليها الاخرى، حتى انهيها بضربة قاضيه تمحي اسم سيف النصار من سجلات الحياة باكملها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة