قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثامن عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثامن عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثامن عشر

دلفت جنا الى جناحها وهي لا زالت غير مستوعبه لما جرى معها منذ قليل، خلعت معطفها الشتوي ورمته باهمال على الارض ثم رمت بجسدها على السرير، كانت تنظر الى السقف العلوي بينما عقلها ما زال يتذكر حديث سيف معها و عرض الزواج الذي قدمه لها، من كان يصدق ان رجل مثله سوف يتنازل بهذه السهوله ويقرر الارتباط بها؟، من كان يتوقع ان يحدث شيء كهذا بهذه السرعه؟..

لما لا؟، فأنت جنا التي أخضعت اقوى الرجال واعتاهم، أوقعتهم في شباكها واستنزفتهم كليا، امتصت جميع مصادر القوة والسيطره لديهم، حولتهم من ذوي سلطه ونفوذ الى بقايا رجال محطمين يائسين، رجال كانوا كل شيء من قبلك وأصبحوا لا شيء من بعدك، لم يكن سيف الاول ولن يكون الأخير، ولن يكون مصيره أفضل ممن سبقوه وهي تعلم هذا جيدا، مثلما تعلم تماما انه مختلف عن غيره فهو صيد ثمين، ثمين للغايه، والإيقاع بشخص مثله سوف يضيف الى رصيدها الكثير ويعزز من مكانتها بالتأكيد...

قالت هذه الكلمات لنفسها ثم نهضت من وضعيتها المتمدده وذهبت باتجاه المرأة، وقفت امامها تتطلع الى وجهها الجميل وعيناها الزرقاوتين اللاتي لمعتا ببريق الإصرار والتحدي بينما زينت شفتيها ابتسامه خبيثه تماثل ما يوجد داخل عقلها الذهبي من خبث ودهاء...

وقفت رغد تتطلع الى البنايه الماثله امامها بتردد، ما زالت غير متأكده من صحة ما تفعله، تراجعت عدة خطوات الى الوراء وهي تفكر في الابتعاد فورا بدلا من الدخول الى هناك ومقابلتها، فهي ما زالت تخشى مواجهه كهذه وتشعر انها سوف تسبب لها الكثير من المشاكل، شعرت بحسرة على نفسها وما وصلت اليه، منذ متى ورغد تخاف المواجهه وتتخبأ عما يدور حولها بهذا الشكل المخزي؟، منذ متى وأصبحت هكذا؟، ابتلعت غصة مريره في حلقها ثم ضغطت على عينيها بقوة محاولة كبح دموعها التي شارفت على الهطول، اخذت نفسا عميقا وهي تحاول ان تضفي القليل من الشجاعة الى نفسها، تقدمت الى الامام بخطوات متعثره ثم دلفت الى داخل مركز التجميل وطلبت مقابلتها...

اهلًا انسه رغد، اخبرتني سكرتيرتي انك تريدين مقابلتي، اخبريني بماذا تحبين ان أساعدك...
فركت رغد يديها عدة مرات بتوتر ثم ازدردت لعابها وهي تقول اردت الحديث معك قليلا، لدي بعض الأشياء التي يجب ان اتحدث بها معك، لكن قبل ان نبدأ حديثنا يجب ان تعرفي شيئا مهما، انا لست بصديقة ليان...
تجهمت ملامح رولا باستغراب ثم سألتها قائله اذا من تكونين؟..

اجابتها رغد بنبرة يطغى عليها الآلم والإحراج والخجل ايضا انا صديقة سيف...
ثم اكملت بوجع عشيقك السري...

اتسعت مقلتي رولا بتعجب لما تسمعه منها ثم ما لبثت ان تفحصت رغد الجالسه امامها باستغراب فكيف لواحدده مثلها ان تكون عشيقة لسيف!، هي ليست من نوعه المفضل وهي تعلم هذا جيدا طوال السنين الفائتة وهي ترى نوعية الفتيات اللواتي يظهرن معه، باتت تحفظ جيدا التفاصيل التي يحبها في صديقاته عن ظهر قلب، ولا تنكر ان هذا ساعدها كثيرا في الحفاظ عليه وجعله يستمر معها كل هذه السنين، اما الفتاة الماثله امامها لم تكن تملك أية من تلك المقومات، فشكلها كان عادي للغايه وجسدها صغير لا يملك مقومات انثوية مغريه فكيف انجذب سيف اليها؟..

أزاحت تلك الأفكار عن رأسها جانبها فهذا ليس وقتها نهائيا ثم سألت رغد بابتسامه اذا انتِ صديقة سيف الجديده، كنت اعلم انه لديه صديقة جديده هذه الفتره لكن لم استطع التعرف عليها، لقد اخفاك عني على غير العاده...
ماذا تقصدين؟، ماذا يعني اخفاني عنك؟..

ما اقصده، انه في السابق كنت اعرف هوية الفتاة التي يخرج معها سيف حتى لو لم يخبرني هو بهذا، هو كان يظهر معهن بشكل علني حتى يصبحن معروفات لدى الصحافه والمجتمع المحيط بنا، اما انت فلم يتعرف احد عليك لانه لم يظهر معك بشكل علني كما اعتاد ان يفعل مع من قبلك...

حاولت ان تتوصل رغد الى شيء مهم مما قالته الا انها لم تفلح في استنشاف حقيقة ما يبطنه حديثها فوضعيتها الحاليّه وتوترها الزائد لم يسمحا لها بالتفكير جيدا بما قالته...

تطلعت الى رولا بتعجب حقيقي من ردة فعلها الهادئة تجاهها بعدما عرفت حقيقتها وما زاد تعجبها هو الابتسامه الحقيقيه التي رسمتها على وجهها وهي تتطلع اليها، يبدو انها معتادة على مواقف كهذه من قبل وجهت الى نفسها هذا الكلام ثم ما لبثت ان سألتها قائله الم تتضايقي مني بعدما عرفت حقيقتي ومن أكون؟..
ولماذا سوف أتضايق، مالذي قد يضايقني مما قلتيه؟..

اجابتها رولا بنبرة هادئه بينما اكملت رغد تساؤلها قائله الا تغارين مني؟..

اخذت رولا نفسا عميقا ثم زفرته بقوة، نهضت من مكتبها ثم ذهبت وجلست امام رغد وهي تجيبها بصدق حقيقي كلا، لم أغار منك يا رغد، ولا من غيرك، أتعرفين لماذا؟، لأنني روضت نفسي جيدا على هذا الوضع، علاقتي بسيف لا يوجد بها مجال للغيره والعواطف التقليدية الموجوده بين اي اثنين، علاقتي به مختلفه تماما، هو يريد شيء محدد وانا اعرف جيدا ما يريد واوفره له بافضل شكل ممكن، وهو في المقابل يقدم لي تعويضا مناسبا يليق بما أقدمه له، كلانا يعرف ما له وما عليه جيدا، لا عواطف لا تطلبات ولا غيرة بالتإكيد...

ولماذا انت راضيه بهذا؟، مالذي يجبرك على وضع كهذا؟..
وضع كهذا!، قالتها رولا بتعجب ثم اكملت بجديه ما به وضعي؟، انظري اليَّ، انا في احسن أوضاعي، حياة مثاليه لم احلم بها من قبل، لقد وفر سيف لي اشياء كثيره وجعلني اعيش في مستوي لم أتخيل في يوم انني قد اصل اليه، وفِي الحقيقه انا ممتنه له كثيرا...
كيف لك ان تتحدثي هكذا بكل بساطة؟، كيف تكونين مرتاحه لوضع كهذا؟، الا تشعرين بالخجل من وضعك هذا؟.

تتحدثين وكأن وضعك يختلف عن وضعي، شعرت رولا بقساوة كلماتها التي تركت اثارها على ملامح رغد بوضوح فأكملت بنبرة اكثر لطفا انا اعرف جيدا ما تعانين منه وما تشعرين به، لكن صدقيني الندم لن يفيدك نهائيا...

قاطعتها رغد قائله معك حق في جميع ما قلتيه، الندم لم يعد ينفعني، لقد سلمته نفسي وانتهى الامر، اعرف جيدا اني ارتكبت خطأ شنيع بحق نفسي، وبكامل ارادتي، لكن لا مانع من تصحيح هذا الخطأ، هذا سيكون أفضل بكثير من الاستمرار به...
اياك ان تتصرفي بشكل خاطئ، حينها سوف تندمين كثيرا...
لن يحدث شيء لي اسوء مما حدث، يكفي انني خسرت كرامتي وكبريائي، ماذا سأخسر بعد؟..

وماذا تنوين ان تفعلي؟، سألتها رولا بجديه فأجابتها رغد بعزيمة سوف ارحل، سوف اعود من أينما جئت...
وهل تظنين انه سوف يتركك؟..
ليفعل ما يشاء، ان لن اصمت بعد الان، ولن ارضى بوضعي هذا ابدا، سوف اتركه واعود كما كنت، هذا أفضل شيء يمكن ان افعله...

نهضت رغد من مكانها بعد كلماتها الاخيره فنهضت رولا هي الاخرى من مكانها ثم حدثتها بجديه اسمعيني يا رغد، لا تتصرفي بحماقه سوف تتأذين منها كثيرا فيما بعد، سيف لن يتركك ابدا حتى يرغب هو بهذا، نصيحتي لك ان تسايريه وتتقبلي وضعك الحالي، حتى عندما ينتهي منكِ يتركك بسهوله بعد ان يعطيك تعويض مناسب، اما الان اذا عاندتي معه وقررتي ان تتركيه فهو لن يرحمك ابدا، يعني ستكونين انت الخاسرة الوحيد بكل تإكيد...

استمعت رغد بتركيز الى كلمات رولا الصادقه ثم هزت رأسها بهدوء وخرجت من مكتبها دون ان تنبس بكلمة واحده حتى...

فتحت رغد باب شقتها ثم دلفت الى الداخل لتجد سيف جالسا على الاريكه واضعا قدما فوق الاخرى وهو ينظر اليها بوجه بجمود...
تطلعت اليه باستغراب شديد فهو لم يأت اليها نهائيا منذ ان تركها قبل اسبوعين بعد المشكله التي حدثت بينهما...
هل ستظلين واقفه مكانك هكذا؟، سألها بهدوء فتقدمت منه بتوتر وهي تقول ماذا تريد مني؟..
اجلسي اولا...

لا اريد، انا مرتاحة هكذا، قالتها بجمود اغاضه بشده، يكفي انها لم تستقبله بسعاده ولهفه كما اعتادت ان تفعل كلما يأتي اليها، لقد ظن انه غيابه عنها لمدة اسبوعين سوف يأدبها قليلا، وفِي الحقيقه كان يتوقع مجيئها له واعتذارها منه على ما فعلته لكنها لم تأتِ ولم تعتذر...

نهض من مكانه متجها نحوها حتى اصبح في مواجهتها تماما مما زاد من توترها ورهبتها منه، اخذ سيف نفسا عميقا محاولا ان يهدأ من غضبه الذي بدأ يظهر على محياه تدريجيا ثم سألها بجديه الى متى سوف تظلين هكذا؟، تركتك اسبوعين ظنا مني انك سوف تعقلين قليلا وتتركين تصرفاتك الحمقاء هذه، لكن ما أراه انك ما زلتي مصره على عنادك هذا...

عقدت ذراعيها امام صدرها وهي تجيبه بحنق قائله والله اذا لم تعجبك تصرفاتي هذه يمكنك الذهاب، انت غير مجبر على البقاء معي أساسا، وانا ايضا غير مجبره على صياغة تصرفاتي مثلما ترغب انت...
ما ان اكملت حديثها حتى تركته واتجهت نحو غرفتها وتبعها هو ايضا...

ولجت الى داخل غرفتها ثم خلعت سترتها الصوفيه وتقدمت امام المرأة وبدأت تفك شعرها لتنساب خصلاته الناعمه على ظهرها بينما وقف هو خلفها ينظر اليها بتمعن شديد اربكها كثيرا لكنها حاولت قدر المستطاع ان تسيطر على نفسها امامه...
همت ان تتحرك من مكانها متجهه الى الحمام الا انه قبض على ذراعها بكفه القوى مانعا اياها من التحرك فسألته قائله ماذا تريد؟..
اريدك...

ابتعدت ريقها بتوتر وهي تسأله باستغباء ماذا يعني تريدني؟..
اقترب منها اكثر حتى شعرت بأنفاسه تلفح وجهها ثم حدثها بنبرة جديه ونظرات راغبه متعطشه اريدك يا رغد، اليس من الواضح ماذا اريد، لقد صبرت عليك لمدة اسبوعين، ماذا تريدين بعد؟..
أسفه، لا استطيع ان اعطيك ما تريد، فانا لا رغبة لدي بهذا...
قبض على خصرها بيديه وهو يقول بسخريه هل تظنين الامر يتم برغبتك انت...

ثم التهم شفتيها بقبلة جامحه الا انه لم تستجب له نهائيا!..
ظل يقبلها و يحرك يديه على اجزاء جسدها محاولا ان يستميلها اليه ويحصل على استجابتها لكنه لم ينجح بهذا فهي كانت تضغط على نفسها بقوة كي لا تتأثر به وبلمساته بالرغم من شوقها واحتياجها اليه...
دفعها بعيد عنه وهو يقول بعصبيه ماذا جرى لك يا رغد؟، مالذي يحدث معك اخبريني؟..
صرخت به بانفعال قائلة لم اعيد اريد، الا تفهم ما أقوله...

كز على اسنانه بغضب وهو يقول لماذا الان؟، مالذي تغير؟..
لأنني شعرت بمدى حقارة وضعي هذا، بحقيقة انني لا اختلف عن اي عاهرة عرفتها انت من قبل، قالتها بغصه ودموع لاذعه انحدرت على وجنتيها بينما قبض هو على شعره في مقدمة رأسه بقوة وهي يقول بغضب مالذي تهذين به؟، هل جننتي يا رغد، من اين جائتك هذه الأفكار السوداء، من الذي ادخل في رأسك هذا الشيء، ثم صرخ بها بصوت جهوري ارتعدت أوصالها بسببه اخبريني...

مسحت دموعها بكف يدها وهي تحاول التماسك وعدم التأثر بعصبيته انا من فكرت بهذا، لقد ادركته متأخرا اصلا، انا أسفه يا سيف، لكنني لن استمر في هذه العلاقة الحقيره بعد الان، انت لن تلمسني ابدا بعد الان، لن تلمسني نهائيا طالما لا يوجد رباط شرعي بيننا...
عفوا أعيدي ما قلتيه، تريدين رباط شرعي بيننا، اكملي وماذا تريدين ايضا؟، هيا اخبريني بماذا تفكر تلك الحجارة الموجوده داخل رأسك ايضا؟..

اجابته بثبات غير عابئة لسخريته منها وتوعده المبطن لها كلامي واضح للغايه، انت لن تلمسني بعد الان الا في حالة واحده وهي ان تتزوجني...
ماذا جرى لك يا فتاة، كفي عن الهذيان بسخافات كهذه، عودي الى رشدك
لقد عدت الى رشدي فعلا يا سيف، لهذا فانت لن تلمسني مره اخرى بدون زواج، هذا كلامي نهائي وانتهى الامر...
وإذا قلت بأنني غير موافق على ما تريدين، ماذا ستفعلين حينها؟..

ابتلعت غصة مريره في داخلها من كلامه هذا، فهاهو يرفض الزواج منها بل انه يسخر من تفكيرها بشيء كهذا، لقد تأكدت الان بانها لا تمثل له اي شيء، فهاهو يقف امامها بشموخ وملامح وجهه تعلوها التهكم والسخرية، يرمقها بنظرات مستاءه حانقه منتظرا جوابها الممل بالنسبه له...
سوف ارحل حينها واعود الى فرنسا، اجابته بجديه بينما اقترب هو منها قائلا ومن سيسمح لك بهذا؟..

ارجوك يكفي، لقد تعبت كثيرا، لم يعد لدي طاقة لتحمل كل هذا، اتركني وشأني، حررني من قيدك هذا، اتركني اعود من حيثما جئت، ارجوك قالتها ببكاء وترجي تتوسّله ان يرحمها من هذا العذاب ويرحم قلبها المسكين البائس بينما قبض هو على خصرها مره اخرى وضمها اليه وهو يهمس لها قائلا هش، لا تبكي، اهدئي يا رغد، انا افهم جيدا ما تمرين به، كما انني احاول قدر المستطاع ان أكون مراعيا لك وأتقبل ما تقولينه من كلام خاطىء...

رفعت وجهها ناحيته وهي تنظر له بالم بينما انخفض هو بشفتيه ليقبل وجنتيها بقبلات ناعمه خفيفه ثم اتجه ناحية عنقها وبدأ يقبله بهدوء وهو يحاول ان يفك سحاب فستانها بيديه الا انها دفعته بعيد عنها بعدما استعادت وعيها ثم قالت ببكاء لا، لن اسمح لك بهذا...

قبض على ذراعيها بقوه حتى اصطدمت بصدره العريض الصلب ثم هدر بها بعصبيه قائلا ماذا تظنين نفسك فاعله؟، يكفي تمثيل يا رغد، انا اعرف جيدا انك تضغطين على نفسك لكي تقاوميني...
اتركني، همست له برجاء الا انه اجابها بحده لن اتركك ابدا، لن اتركك حتى آنال ما اريده، حتى لو كان بالإجبار، لست انا من يرفض يا رغد، لست انا ابدا...
ثم رماها بعدها على الفراش و رمى نفسه بجسده فوقها محاصرا اياها جيدا...

حاولت ان تدفعه عنها، قاومته كثيرا بينما ظل هو يحاول معها، ظل ينثر قبلاته على جسدها بينما هي تتململ بين يديه محاوله التحرر منه، كان يحاول ان يحرك مشاعرها قليلا ويوقف مقاومتها هذه مستغلا نقاط ضعفها جيدا بينما ظلت هي على حالها هذا لفترة قصيرة، الا انها ضعفت في الاخير واستجابت له لينالها مره اخرى وبإرادتها ايضا...

نهضت من فراشها وهي تنظر اليه بقهر بينما كان هو واقفا يغلق ازارار قميصه موليا اياها ظهره...
ارتدت روبها المعلق على الشماعة الموجوده بجانب السرير بينما استدار لها وهو يبتسم بانتصار فهمته على الفور...
اقترب منها ثم قبلها على شفتيها بهدوء وهو يقولكنت أودّ ان أبقى معك الليل كله، لكنني للاسف مرتبط بموعد مع معتز، سأعوضك غدا يا حلوتي...

ثم ابتعد عنها متجها ناحية الكنبه الموجوده في ركن الغرفه ليأخذ سترته بينما صرخت به قائله انت حيوان...
تسمر في مكانه للحظات ثم استدار لها وتقدم ناحيتها بوجه خالي من التعابير، توقف امامها وهو ينظر اليها بصمت وجمود ثم ما لبث ان نزل بكفه على وجهها صافعا اياها بعنف...

لم يكتفي بصفعه واحده بل تبعها باخرى اخرجت الدم من فمها، ثم قبض على فكها بين يديه وهو يهمس لها بنبرة غاضبه هل هاتين كافيتين لإعادة عقلك الى رأسك، ام تحتاجين الى واحده ثالثه...
أبعدت وجهها من بين يديه وهي تصرخ به قائله اخرج، اخرج حالا...
ثم اقتربت منه ودفعته قائله هيا اخرج، اخرج واتركني، لا اريد ان اراك بعد الان، لا اريد ان ارى وجهك امامي...

حسنا سأخرج، قالها بحنق وهو يبتعد عنها ثم اخذ سترته وارتداها فورا وخرج من الغرفه باكملها بينما جثت هي على الارض بركبتيها وبدأت تبكي بقوة لاعنه عشقها المميت له وضعفها المخزي امامه.

دلفت الى الحمام ثم وقفت امام المرأة وهي تتطلع الى وجهها الباكي...
كلماته الاخيره التي القاها في وجهها و ما فعله بعدها جعلتها تدرك حقيقة انها لا شيء بالنسبة له، هي لم تكن بالنسبة له سوى لعبة أعجبته فامتلكها وجعلها وسيلة لإشباع رغباته، كانت تعلم ذلك جيدا الا انها اختارت ان تعمي قلبها عن حقيقته المره فكانت هي الخاسره الواحدة في نهاية المطاف...

نظرت الى وجهها في المرآة فوجدت صورة باهته لفتاة كانت تضج حيوية وشقاوة في وقت سابق، لقد فقدت عينيها بريقهما المعتاد وذبلت شفتيها اليانعة واحتل الالم ملامح وجهها التي لم تعرف طريق الحزن او العبوس يوميا، لقد اخذ منها كل شيء، استنفذها كليا ولم يترك منها سوى اشلاء انثى محطمه لا يوجد شيء قادر على ترميها وإعادتها الى سابق عهدها، كانت حزينه، ضائعه، منهاره، وحيده، ورغما عنها ذهبت بعينيها ناحية موس الحلاقة خاصته فمدت يديها بارتجاف ومسكته وهي تتطلع اليه بنظرات زائغه متردده...

جلست على ارضيه الحمام الرخاميه البارده ثم نظرت الى يدها بتردد، في تلك اللحظه كانت يائسه للغايه، لقد خسرت كل شيء، يكفي انها خسرت كرامتها امامه وشهدت انتصاره عليها، كيف ستنظر اليه بعد الان وترفع وجهها في وجهه، بل كيف ستتقبل هي نفسها بعد استسلامها المخزي له والذي لم يكتفي به بل تبعه بصفعاته المهينه التي سددها على وجهها...

أغمضت عينيها بقهر ثم فتحتها مره اخرى وهي تقدم تلك الآلة الحاده من يدها، وبعد لحظات لا تتعدي الثواني بدأت الدماء تنساب منها بينما بدأت هي تبكي بشهقات مؤلمه، ظلت تبكي بوجع وهي تشعر بان وعيها يقل تدريجيا حتى اختفى تماما لتميل برأسها على الحائط جانبها فاقده للوعي تماما بينما الدماء ما زالت تنساب من يدها ممتده على ارضيه الحمام.

اغلقت نورا هاتفها بغضب شديد جراء ما سمعته من والدتها، لقد اتصلتَ بها والدتها منذ لحظات وهي تصرخ بها بعصبيه وتطلب منها ان تترك عملها حالا، حاولت ان تهدأها قليلا لتفهم منها ما حدث لينزل كلام والدتها كالصعيق فوق رأسها، أخبرتها ان جميل يتحدث عنها في المنطقة ويخبر الجميع أنها على علاقة مع شاب، فضحها في الحي باكمله حتى بات الجميع يتحدث عنها وعن عملها هذا، ناعتين اياها بأبشع وأحقر الصفات...

ضغطت على اسنانها بقوه ثم خرجت من غرفتها متجهه الى معتز الذي جاء منذ عدة ساعات مقررا ان يبيت هذه الليله في القصر بعدما طلب سيف منه هذا...
دلفت الى صالة الجلوس لتجده وحده يتابع احدى المباريات باهتمام، من حسن حظي اني وجدتك لوحدك حتى استطيع التحدث معك، قالتها بغضب بينما عقد حاجبيه بتعجب وهو يسألها ما بك؟، ماذا هناك؟..

اجابته نورا بانفعال شديد لقد حدث كل شيء بسببك انت، لماذا تدخلت فيما لا يعنيك، هل ارتحت الان لما فعلته، هل شفيت غليلك مني ام بعد...
نهض معتز من مكانه وهو يجز على اسنانه بعصبيه ثم سألها قائلا للمره الف اقول لا ترفعي صوتك بوجهي هذا اولا، ثانيا اخبريني مالذي تتحدثين عنه، ماذا فعلته انا لتقولي هذا...
اتحدث عن عراكك هذا اليوم مع جميل، من طلب منك ان تتدخل، لماذا تحشر نفسك وتتدخل في خصوصياتي...

هل هذا جزاء دفاعي عنك، بدل ان تشكريني على ما فعلته من اجلك، انت حقا لا فائده منكِ، لسانك السليط هذا لا يمكن ايقافه ابدا...
اشكرك على ماذا؟، على الفضيحه التي سببتها لي..
فضيحه! اي فضيحة تقصدين؟..
سردت عليه نورا ما أخبرتها والدتها به مما جعل معتز يضغط على كفه بعصبيه وهو يقول بحنق الحقير، كيف يفعل شيء كهذا، اللعنه عليه، لكن لا بأس، انا سأعرف كيف أتصرف معه...

ارجوك انت لا تتدخل، اخرج منها انت فقط وكل شيء سيصبح بخير...
رمقها بنظرات حانقه اخافتها كثيرا بينما تحدث قائلا بحزم اذهبي انت الان، انا اعرف جيدا كيف أتصرف مع اشكاله...
حدثته نورا بإصرار قلت لك لا تتدخل، الموضوع يخصني لوحدي، وانا لا أسمح لك ان تحشر انفك به...
امرها معتز قائلا الم تسمعي ما قلته، اذهبي حالا...

ضربت الارض بقدميها وذهبت من امامه بينما تقدم سيف بعدها بلحظات وهو يرمي بجسده على الاريكه فسأله معتز قائلا انتظرتك طويلا، على أساس هناك عمل يجب ان نتحدث فيه..
اجله الى الغد، فانا متعب للغايه واريد ان انام الان...
كما تشاء، قالها معتز بهدوء بينما نهض سيف من مكانه متجها ناحية غرفتها ليأخذا قسطا من النوم بينما ظل معتز جالسا في مكانه وهو يتوعد لجميل بعقاب على ما فعله فهو لن يرتاح حتى يأخذ حق نورا منه.

تحدثي يا تمارا؟، ماذا تريدين ان تقولي؟..

نظرت تمارا اليه بتردد وهي ما زالت غير متأكده لصحة ما تفعله، لقد نفذ صبرها كليا وهي تنتظر منه ان يخطي خطوه واحده تجاهها، ليحطم جميع امالها ويخبرها انها مجرد اخت بالنسبه له، حازم هو املها الوحيد ووسيلتها الوحيده لتصل الى ما تريد، فحتى رغد تخلت عنها، لاحت على شفتيها ابتسامه سخريه وهي تتذكر رغد سارعت لإخفائها قبل ان يراها حازم، قررت ان تتحدث اخيرا وتبدأ هي الخطوه الاولى عكس ما ارادت من قبل، لكن لا بأس لتخطو هي هذه الخطوه علها تؤثر به...

تحدثت أخيرا بصوت هادئ لقد فكرت كثيرا قبل ان اتحدث معك واخبرك بهذا، لكنني لم أعد استطيع ان أخبئ هذا اكثر، لهذا قررت ان أبوح لك بمشاعري هذه واترك حرية القرار لك...
سألها حازم بتوجس ماذا تقصدين؟..
اقتربت تمارا منه ثم ركزت بعينيها على عينيه وقالت له بحب انا احبك...

التزم حازم الصمت لفترة قصيره وهو ينظر اليها بوجه شبه خالي من التعابير، صدمه اعترافها وبشده ولم يعرف كيف يتعامل معه، لقد كان يلاحظ تصرفاتها الغريبه معه واهتمامها الزائد به، لكن لم يتوقع ان تعترف له بشيء كهذا، لم يتوقع منها ان تكون جريئة لهذه الدرجه...
نهض من مكانه وهو يقول بتردد تمارا انا...
نهضت من مكانها هي الاخرى وقاطعته قائله لا تقل شيء أرجوك، ليس الان...

نظرا الى بعضهما بهدوء وكلا منهما في داخله أفكار ومخاوف كثيره، ضغطت تمارا على يدها بتوتر وهي تستعد للخطوه الاخيره التي ستنهي بها هذا اللقاء...
اقتربت منها فجأة ثم قبلته من شفتيه بينما ظل واقفا متسمرا مكانه لا يصدق ما تفعله هذه الفتاه، ابتعدت تمارا بعد لحظات منه ثم حملت حقيبتها وركضت مبتعده عنه تاركه حازم واقفا في مكانه يتابعها بنظراته المدهوشه غير مصدقا للتصرف الذي صدر منها قبل قليل.

دلف قصي الى الفيلا وهو يهتف بصوت عالي مناديا سعاد والتي تقدمت فورا وهي تقول بترحيب اهلًا سيد قصي، كيف حالك؟..
اجابها قصي بهدوء بخير، اين يارا؟..
انها في غرفتها سيدي...
وكيف وضعها الان؟..
في الحقيقه لم يتغير اي شيء شيدي، انها عنيده للغايه ولا تسمع الكلام، لا تتناول الطعام نهائيا، ترمي الصينيه ارضا بمحتوياتها، كما انها تصرخ بي وتطردني كلما حاولت التقرب منها...

هز قصي رأسه بتفهم وهو يقول لا يهم، انا سأعرف كيف أتصرف معها...
ارتقى درجات السلم متجها ناحية يارا ثم فتح باب الغرفه ليجدها جالسه على السرير تضم ركبتيها الى صدرها وما ان رأته امامها حتى انتفضت فورا من مكانها واتجهت اليه وهي تهتف به قائلا أخرجني فورا، انا لا اسمح لك بان تحبسني هنا، هل تفهم؟..
اجابها وهو يضع يديه في جيوب بنطاله ويحرك رأسه يميناً ويسارا بحركه مستفزه هل تتحدثين معي انا؟..

اجابته بحنق بل مع الحائط الذي خلفك، انا لا امزح بما أقوله، أخرجني حالا والا سأهدم هذا المنزل فوق رأسك...
قبض على شعرها بيديه وهو يقول تهدمينه على رأس من؟، انت بالفعل لا تتعلمين من أخطائك السابقه، الم اخبرك الا تتجاوزي حدودك معي...
جرها خلفه وهو ما زال قابضا على شعرها بيديه ثم رماها على السرير وهو يقول التهديد لم يجلب نتيجته معك، اذا لنبدأ بالتنفيذ...

بدأ يخلع أزرار قميصه بينما رفعت يارا جسدها قليلا عن السرير وهي تسأله برعب ماذا تفعل؟..
سأريك الان ماذا افعل، قالها قصي وهو يقترب منها ثم ما لبث ان انقض على جسدها بجسده القوي...
قيدها من ذراعيه وهو يزيح فستانها عن جسدها بينما ظلت يارا تقاومه باقصى قوتها...
ظلت تدفعه عنها وتقاومه بلا شراسه لكنها لم تؤثر به بل على العكس ازداد هو الاخر قوة وشراسه معها...

شعرت ان نهايتها أتت على يده لا محاله وقد ادركت انها لا مفر لها منه لكنها لم تستسلم ابدا و استمرت في مقاومته فهي لا تريد ان يشعر للحظه واحده بضعفها او انحسار مقاومتها، لن تعطيه هذه اللذه بتاتا، ظلت تضربه بقبضة يديها بينما هو يأبى التوقف عما يفعله، هبطت دموعها رغما عنها ليتردد صدى صرخاتها المتألمه بعد لحظات وقد ادركت حينها ان كل شيء انتهى وأنها خسرت الشيء الوحيد المتبقي لها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة