قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل التاسع عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل التاسع عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل التاسع عشر

ولج سيف داخل غرفته، خلع سترته ورماها على سريره باهمال، تقدم من المرأة وهو يفك أزرار قميصه، توقف للحظه عما يفعله وهو يتذكر هاتفه وإذا ما كان قد جلبه معه ام لا، بحث داخل جيب سترته الا انه لم يجده وقد تأكد حدسه فهو قد نساه هناك في شقة رغد، زفر بغضب فهو مضطر الان ان يذهب هناك مره اخرى لجلبه وهو لا يرغب نهائيا ان يرى رغد الان بعد ما حدث بينهماا منذ قليل...

حمل سترته وارتداها مره اخرى ثم اتجه خارج الغرفه صافقا الباب خلفه بعصبيه، هبط درجات السلم متوجها نحو الباب الخارجي فوجد معتز امامه والذي سأله بتعجب الى اين؟..
اجابه سيف بجديه نسيت هاتفي في شقة رغد، سأذهب لأخذه...
هز معتز رأسه بتفهم ثم صعد نحو غرفته الخاصه به في القصر بينما ذهب سيف الى شقة رغد...

بعد حوالي ثلث ساعة وصل سيف الى المكان المطلوب، هبط من سيارته واتجه الى الشقه، فتح الباب وولج الى الداخل فوجد هاتفه في نفس المكان الذي تركه فيه موضوعا على الطاوله الزجاجية الموجوده في غرفة الجلوس، اخذه من مكانه وقرر الخروج مره اخرى الا انه تراجع عن هذا وقد تولدت بداخله رغبه لرؤيتها والقاء نظره عليها فهي كانت منهاره للغايه بعدما حدث بينهما هذه الليله...

ولج داخل الغرفة خاصتها، بحث عنها بعينيه لكنه لم يجدها، استغرب هذا كثيرا فأين قد تكون ذهبت في وقت كهذا؟..
خطر في باله للحظه انها تركت الشقه وهربت الا انه سرعان ما استبعد هذا الاحتمال فهي لا تملك جواز سفر اضافه الا انها لا تعرف احد هنا قد تذهب اليه...
ذهب ببصره ناحية الحمام فشك انها قد تكون في الداخل، اتجه الى هناك وطرق على الباب المغلق عدة مرات الا انه لم يجد جواب...

فتح الباب وولج الى الداخل ثم تسمر في مكانه بعدما رأه...
اعترته الصدمه للحظات وهو يتطلع الى المنظر الماثل امامه، رغد متمدده على الارضيه بنصف جلسة رأسها مائل على الحائط الذي بجانبها بينما الدماء تنزف من رسغها...
آفاق من صدمته بعد لحظات ثم ركض اتجاهها وهو يردد اسمها بلهفه...
جس نبضها بيده فلم يشعر باي شيء يدل على وجود الحياة فيها...
حملها فورا واتجه بها ناحية اقرب مشفى...

كانت جالسه على السرير تحتضن جسدها الذي يلفه غطاء السرير بقوه تبكي بانهيار بينما كان هو واقفا موليا اياها ظهره يرتدي ملابسه ببرود تام غير عابئ للجريمه المشينه التي ارتكبها منذ لحظات...
أغلق اخر زر في قميصه ثم استدار نحوها وهو يرمقها بنظرات هازئه، اقترب منها قليلا ثم حدثها بنبرة جديه يكفي بكاء، لقد حدث ما حدث، لن تستفيدي شيء مما تفعلينه...

رفعت عينيها الحمراوتين نحوه ثم حدثته من بين دموعها قائله بكره انت حقا شخص حقير، لم أتوقع يوما ان تكون حقيرا وسافل لهذه الدرجه، لم أتوقع هذا ابدا...
ماذا توقعت اذا؟، سألها بسخريه بينما اجابته هي بمراره كنت أظنك رجل شهم، خاصة بعد ما فعلته معي، لكن اتضح لي العكس، لقد خدعتني بشهامتك المزعومه...
اخر من يتحدث عن الخداع انت يا يارا، فانت أستاذه فيه...

ثم اقترب منها اكثر حتى اصبح وجهه يقابل وجهها ثم حدثها قائلا انت اصريتي على عنادك يا يارا، كنت تعرفين جيدا انني لن اتركك حتى أاخذ منك ما اريد، ماذا كان سيحدث مثلا لو فعلتي هذا برضاك...

انقضت عليه يارا فجأة وهي تمسك بتلابيب قميصه وتصرخ بهيستريا سوف أقتلك، سوف ادمرك يا قصي، اللعنه عليك لما فعلت هذا، ظلت تضربه بقبضه يدها وتصرخ به متوعده له وهي ما زالت ممسكه به حتى دفعها عنه وهو يزمجر بها غاضبا اخرسي، كم مره علي ان اقول لك لا تتجاوزي حدودك معي، ثم قبض على فكها بين يديه وهو يقول هل كنت تظنين انني سوف اتركك بهذه السهوله بعد خيانتك وخداعك لي، ما فعلته معك هو جزاء خيانتك هذه يا انسه، انت تستحقين هذا، فكفي عن هذه التصرفات الغبيه وارضي بعقابك وتقبليه...

ابتعد عنها بعد كلماته الاخيره ثم هب خارجا من الغرفه بينما نهضت يارا من السرير وهي ما زالت ممكسه بالغطاء الذي يلف جسدها تصرخ به بعصبيه سوف تندم يا قصي، سوف تندم كثيرا، لن أسامحك ابدا على ما فعلته، سوف اخذ حقي منك كاملا، لن ارتاح حتى ارى هلاكك امام عيني وعلى يدي ثم وقعت على الارض بعدها وبدأت تبكي وتنتحب بقوه...
بعد فتره نهضت من مكانها وهي ما زالت تلف جسدها بذلك الغطاء ثم اتجهت ناحية الحمام...

بعد حوالي نصف ساعه خرجت يارا من الحمام وهي تلف المنشفه حول جسدها، جلست امام طاولة التزيين وهي تتطلع الى وجهها الأحمر ومقلتيها الدامعتين، ابتلعت غصه مريره في حلقها وهي تشعر بالدموع تنساب على وجنتيها بغزاره...
مسحت دموعها بكف يدها بعنف وهي تهتف بحقد والله لن اتركه، سوف أريه من انا، لينتظر ويرى ماذا سأفعل به، لم يعد هناك شيء اخاف عليه، لم يعد هناك شيء لدي اخاف ان اخسره...

ظل سيف يجوب ممر المستشفى ذهابا وإيابا امام غرفة العمليات حيث توجد رغد والتي دخلتها منذ فتره ليست بقصيره...
تقدم معتز منه وهو يهتف به قائلا هل خرجت من غرفة العمليات ام بعد؟..
اجابه سيف بهدوء كلا، لم تخرج بعد...

هز معتز رأسه بتفهم ثم جلس على احد الكراسي الموجوده في الممر وهو ينظر بعينيه الى سيف الذي وقف بالقرب منه مستندا على الحائط عاقدا ذراعيه امام صدره، كان وجهه جامد خالي من التعابير لا يوحي باي شيء وقد فشل معتز في اقتناص اي شيء يدل على مشاعره في هذا الوقت...
بعد دقائق قليلة خرج الطبيب من غرفة العمليات فتقدم منه سيف بسرعه وهو يسأله بترقب قائلا كيف حالها...

لقد نجوت منها باعجوبه، لو تأخرت لدقائق اخرى لما كانت ستعيش...
زفر سيف براحه ثم شكر الطبيب والذي اخبره انها سوف تبقى في المشفى لثلاثة ايام، ذهب الطبيب مبتعدا من امامه بينما تحدث معتز قائلا حمد لله على سلامتها، هيا لنذهب الان ونعود غدا لنراها...
اذهب انت، انا سأبقى معها الليله...
تبقى معها! هل تنوى ان تصبح ممرضه لها ترعاها وتعطيها الدواء مثلا...

مط سيف شفتيه بلا مبالاة وهو يقول كف عن سخريتك يا معتز، تفضل واذهب مكملا نومتك، هذا أفضل شيء تفعله من رأيي...
اجابه معتز بجديه معك حق، هذا أفضل شيء افعله في الوقت للحالي، ثم أكمل ساخرا وبالطبع غدا لن اراك في الشركة، فانت لن تترك ست الحسن والجمال حتى تخرج من ازمتها النفسيه بالتأكيد...
حدجه سيف بنظرات مشتعله بينما قهقه معتز عاليا وهو يبتعد عنه خارجا من المشفى باكملها.

بعد مروو أسبوع
في أمريكا
تقدم جاد من تمارا وهو يقول بجديه والآن ماذا استفدتِ مما فعلتيه، بسبب تسرعك هذا خسرتي كل شيء...
رمقته بنظرات ضجره بينما أردف هو قائلا لا تنظري اليَّ هكذا، انت خسرتِ حتى صداقته بفعلتك هذه...
وما أدراني انا انه سيحدث هكذا، ظننت انه سينجذب لي ويحبني، ظننت ان قبلتي له سوف تحرك مشاعره نحوي...
من اخبرك بهذا؟، اريد ان اعرف من اين جائتك هذه الفكره السخيفه؟..

اجابته تمارا ببساطه رأيتها في احد الأفلام، فعلتها البطله حتى تجعل البطل يحبها وبالفعل احبها بشده بل ومات من اجلها في نهاية الفيلم...
هز جاد رأسه بعدم تصديق أفلام! الموضوع زاد عن حده فعلا، هل وصلت الى هذه الدرجه من اليأس حتى تتبعي كلام الأفلام...
أغمضت تمارا عينيها وهي تهتف بنفاذ صبر ارجوك يكفي، لم ينقصني سوى ان تؤنبني انت ايضا، يكفيني ما يحدث معي، كل شيء يسير ضدي...

بسببك، بسبب تهورك واندفاعك، ماذا جرى لك يا تمارا؟، منذ متى وأصبحت هكذا...
سألته تمارا ماذا تقصد؟..

ما اقصده انك تغيرت للغايه، تغيرت بشكل غريب، والمشكله الأكبر انك تغيرت بسرعه دون ان تعطي الفرصه لنفسك ان تدرسي هذه التغيرات جيدا، للاسف صمتك وبقائك في الظل لفترة طويله جاء بنتائج سلبيه للغايه، أصبحت تتصرفين بغباء وعدم تفكير، كل ما تريدينه هو ان تحققي اي إنجاز في إنتقامك المنتظر، اي إنجاز يثبت لك انك تجاوزتي الظلام الذي عشتي فيه لسنتين كاملتين...

اكتفت تمارا بالصمت ولم تعلق على حديثه نهائيا الا انها رغما عنها وجدت نفسها تفكر في حديثه هذا وقد شعرت بان ما يقوله جاد فيه نوعا من الصحه بل يكاد يكون صحيحا بالكامل.

والآن ماذا نويت ان تفعل معها، قالها ياسر صديق حازم المقرب بتساؤل بينما اجابه حازم بجديه لن افعل شيئا...
ماذا يعني لن تفعل شيئا، الفتاة اعترفت بانها تحبك، هل ستظل واقفا هكذا دون اي رد فعل تجاهها؟..
وما هو رد الفعل المناسب برأيك؟، أساسا انا ما زلت مصدوم مما فعلته...
والى متى سوف تظل مصدوم مثلا؟، الم تتصل بها ابدا بعدما حدث...
ابدا، هي الاخرى لم تتصل بي نهائيا، ولم تأتِ الى الشركة ايضا...

بالطبع لن تأتي او تتصل، فهي تنتظر جوابا منك...
زفر حازم وهو ينهض من مكانه ثم قال ماذا اقول لها يا ياسر؟، انا لا اعلم ماذا يجب ان افعل...
سأله ياسر بجديه الا تشعر بشيء تجاهها يا حازم؟..
نظر اليه حازم مطولا ثم اجابه بجديه مماثله صدقني لا أعلم، حسنا هي فتاة جميله، يعجبني شكلها وشخصيتها كثيرا، لكن ما زلت اجهل طبيعة مشاعري نحوها...
جيد، لنقل انك معجب بها، اخبرها بهذا بكل صراحه...

اجابه حازم بعد تفكير لا اريد ان استعجل في اي شيء أقوله او افعله، لأفكر جيدا قبل اي خطوه اخطوها معها، لا اريد ان أتورط في علاقة اجهل ما ينتظرني بها...

هبط معتز من سيارته متقدما ناحية رجاله الذين ينتظرونه بالقرب من احدى المستودعات القديمه للغايه...
سألهم بصرامه قائلا هل جلبتموه؟..
نعم سيدي، اجابه احد رجاله بينما اكمل معتز قائلا وهل قمتم بواجب الضيافه بشكل جيد؟..
بالتأكيد سيدي، تفضل وتأكد بنفسك...
تقدم معتز الى الداخل ليجده مرميا على الارض وجهه مدمر بالكامل وجسده مليء باللكمات...

اقترب منه اكثر بينما انتفض جميل من مكانه فورا ما ان رأه وقد تذكره فورا...
تحدث جميل بفزع انت، ماذا تريد مني؟، لماذا تفعل بي هكذا؟..
قبض معتز على ياقة قميصه وهو يقول بغضب شديد بسبب لسانك الطويل أيها الحقير، لماذا تحدثت عن نورا بهذا الشكل، تريد ان تفضحها بين سكان منطقتها، تظن انني سوف اتركك هكذا دون حساب...

ارجوك يا سيد سامحني، اقسم لك انني لن افعلها مره اخرى، والله لم اكن اعرف ان هذا الموضوع سوف يزعجك هكذا...
ابتعد معتز عنه ثم تحدث بقرف سوف تذهب وتعتذر منها امام المنطقة باكملها، سوف تخبر الجميع انك فعلت هذا كونها رفضت الزواج بك، وتخبرهم بانها لم تفعل شيئا سيئا وانت كنت تكذب فيما قلته...
هز جميل رأسه وهو يقول برعب حاضر، سوف افعل ما تريد، فقط اتركني...

سوف اتركك الان لتنفذ ما قلته، لكن اقسم لك اذا كررتها مره اخرى فاني سوف افرغ رصاص مسدسي في رأسك ولا احد سوف يمنعني من هذا، نورا لا تقترب منها أبدا ولا تتحدث معها ولا تنظر لها من بعيد حتى...

حاضر، قالها جميل من بين شفتيه المرتجفتين بينا امر معتز رجاله ان يحرروه من قبضتهم وخرج من المكان متجها الى سيارته ليرن هاتفه باسم سيف والذي اخبره بدوره انه ذاهب الى المزرعه وسوف يعود متأخرا طالبا منه ان يحل محله في الشركة لهذا اليوم.

كان واقفا يراقبها من بعيد يتأملها بعينيه يرغب في الاقتراب منها الا انه متردد وبشده، لأول مره يشعر بالتردد في شيء ما، لطالما كان يفعل ما يريده وما يخطر في باله بدون تفكير، لكن اليوم وفِي هذه اللحظه بالذات لا يعرف ماذا يجب ان يفعل؟ وكيف يتصرف معها؟، يخشى ان يقترب منها فتنهار فورا كما فعلت معه في اول مره رأته فيها بعد ان استعادت وعيها، وفِي نفس الوقت لا يريد ان يتركها لوحدها هكذا دون ان يطمئن عليها على الأقل، لم يتوقع منها شيئا كهذا ابدا، هي بالذات لم يتوقع منها ان تفعل هذا ولم يحب ما فعلته بتاتا، لقد خيبت ظنه بها كثيرا، لطالما رأها بصورة الفتاة القويه الثائرة التي لا يوجد شيء يقف في وجهها، كان يظن انها ستصمد اكثر بل وستحارب اكثر، لكنها استسلمت من الجوله الاولى واختارت ان تضحي بنفسها بهذه السهوله، اختارت طريق الجبناء الذي يبغضه وبشده...

انها على هذا الحال منذ ان جائت الى هنا، لا تأكل الا قليلا، تكتفي ببضعة لقيمات صغيره، ولا تتحدث نهائيا، تجلس وحدها طوال الوقت...
قالتها مدبرة المنزل بقلق واضح بينما هز سيف رأسه بتفهم مخبرا اياها انه سوف يتصرف بهذا الموضوع، وبعد لحظات حسم قراره وتقدم اتجاهها ثم جلس بجانبها بصمت...

كانت تجلس في حديقة المزرعه تلف جسدها بوشاح عريض للغايه بينما تلفح نسمات الهواء البارده وجهها الشاحب وشعرها المنثور بفوضويه حول كتفها...
تطلع اليها فوجد وجهها شاحب للغايه خالي من التعابير اما عينيها فبدت غامقه للغايه وقد فقدت خضارها اللامع المميز...

كانت حزينه، بائسه، محطمه، فقدت روحها الثائره التي اعتاد ان يراها بها، رغد لم تكن هي رغد التي عرفها منذ شهر او اكثر، كانت واحده اخرى تختلف عنها تماما، واحده لم يعرفها ولا يريد ان يعرفها ابدا...
سألها بهدوء قائلا كيف حالك؟..
لم تجبه نهائيا ولم تلتفت نحوه حتى، صمت هو الاخر ولم يعرف ماذا يجب ان يفعل؟، ظل صامتا لفترة طويله حتى شعر بان صمته هذا لا فائده منه وانه يجب ان يتحدث ويقول اي شيء...

وقد قرر في هذه المره بالذات ان يتحدث بما يشعر به الان فتحدث بصدق اعرف ان جميع ما حدث بسببي انا، لقد آذيتك كثيرا، أجبرتك على البقاء معي، استغليت مشاعرك وحبك لي، فعلت اشياء سيئه للغايه في حقك، استنفذتك نفسيا وجسديا، لكنني لم اكن اريد ان يصل الامر الى هذا النحو ابدا، لم اكن اريد ان تفعلي شيء كهذا بنفسك...

لم يستطع ان يتحدث أكثر من هذا بالرغم من ان هناك اشياء كثيره يرغب في قولها، كان يريدها ان تعود كما كانت، ثائره، قويه، متمرده، يريد ان يرى عينيها وهي ترسل له شرارها الناري كما فعلت في اول مره التقى بها، يريد من لسانها ان ينطلق بكلامها الجريء اللاذع كما اعتاد ان يسمع منها، يريدها كما كانت، كما رأها في اول مره مره، شعلته الثائره الذي اقسم على تروضيها بنفسه واخماد تلك النيران المنبعثة منها الا انه لم يخطر في باله يوما انه قد يمقت انطفائها هذا.

أوقف سيف سيارته امام احد محلات المجوهرات الراقيه ثم التفت الى جنا وهو يقول بجديه هيا انزلي لتختاري الخاتم المناسب لك، هذا المحل ارقى محل في البلد، سوف تعجبك أشياءه بالتأكيد...
ابتسمت جنا بإغراء وهي تقول سوف يعجبني طالما انت من اخترته، انا متأكده من هذا...
بادلها سيف ابتسامتها وهو يقول هيا اذا لننزل من السياره...

هبط كلا من سيف وجنا من السياره ثم تقدما ناحية المحل ودلفا الى الداخل حيث استقبلهما صاحب المحل بترحاب شديد للغايه ثم عرض عليهما مجموعة من الخواتم الماسيه الرائعه بعد ان طلب سيف منه ذلك...
لمعت عينا جنا بإعجاب وهي تتطلع الى الخواتم الماسيه المرصوصه امامها، كانت الخواتم رائعه ذات تصميم خرافي لا يرتديه سوى ارقى النساء واغناهن...

اي منهم أعجبك؟، سألها سيف بترقب بينما اجابته وهي تشير الى خاتم ماسي رائع التصميم هذا، اعجبني للغايه...
خلعه سيف من العلبة المخمليه المثبت بها ثم ما لبث ان وضعه في إصبعها وهو يهتف بإعجاب حقيقي ذوقك رائع للغايه...
ابتسمت جنا بحبور وهي تقول سوف أخذه، انه جميل جدا...
اشترى سيف الخاتم لجنا ثم خرج كلا منهما من المحل فهتفت جنا به قائله متى سوف نعلن خطبتنا رسميا...

اجابها سيف بهدوء انتظري قليلا، لدي بضعة اعمال انتهي منها اولا، كما انني يجب ان اخبر والدتي بالموضوع...
ابتسمت جنا باصفرار وهي تقول كما تريد، لكن اتمنى الا يتأخر الموضوع كثيرا...
اجابها سيف بجديه لن يتأخر ابدا، اطمئني...
هزت جنا رأسها بتفهم ثم تقدم كلا منهما ناحية السياره وذهبا الى الشركة.

كانت جالسه على سريرها تحتضن جسدها بيديها عينيها الخضراوتين مسلطتين على الفراغ الذي امامها، كانت ملامحها جامده لا توحي باي شيء مما يعتمل داخلها شارده في خيالها الذي تأتيه الأفكار من كل صوب، أفكار كثيره وهموم كبيره تفوق طاقة تحملها بكثير، تشعر بانها ضائعه بلا روح ولا حياة، أغمضت عينيها وهي تتنهد بصمت وسؤال واحد يتردد في داخلها الى متى ستبقى هكذا؟..

لقد كتبت لها حياة جديده بعد ان قررت ان تنهي حياتها بيدها، هي لم تفعل هذا ضعفا منها فهي لم تكن يوما ضعيفه الى هذا الحد لكن خجلها من وضعها المخزي الذي باتت عليه وما قاله سيف لها وحقيقة انها باتت اسيرة لديه جعلها تتخذ قرار كهذا، لقد ظنت في بادئ الامر ان حبها له كافي لكنها اخطأت كثيرا في اعتقادها هذا فسيف كل ما اراده منها هو ان يمتلكها مثل اي لعبة أعجبته واشتراها وهي للاسف انساقت وراء مشاعرها بكل غباء وسلمت نفسها له وباتت تحت طوعه يحركها كما يشاء وعندما ارادت التحرر كان الوقت قد فات ولم يعد هناك مجال للخلاص...

عاد نفس السؤال يتردد في ذهنها مره، مرتان، ثلاث، هل سوف تبقى على هذا الوضع المزري؟، يائسه محطمه الى هذه الدرجه...

لا والف لا، هي لن تبقى على هذه الحال ابدا، لقد ان الاوان لتعيد ترميم نفسها من جديد، لان تتحرر من هذا العشق الذي استنزفها كليا، سوف تعود كما كانت بتمردها وقوتها، لن تصمت ولن تقف مكتوفة الايدي امامه بعد الان، سوف تقف بوجهه منذ الان فصاعدا، لن تسمح له ان يتحكم بها، من الان فصاعدا سوف يرى رغد اخرى غير تلك التي عرفها لفتره طويله، رغد الخاضعة العاشقه انتهت وحلت محلها اخرى لا تشبها للبته، اخرى ماتت روحها وغدرت امالها على يده هو، سوف تنهض بنفسها من جديد وتجعله يندم اشد ندما، سوف يبحث عنها ولن يجدها، سوف يشتهيها ويرغب بها ولن ينالها، سوف يتعذب كما تعذبت هي وأكثر، لقد أقسمت بهذا وسوف تحققه...

قفزت من سريرها فجأة وقد التمعت عينيها بعزيمه ومكر، مكر امرأة جرحت من اقرب الأشخاص على قلبها، شعرت بان الروح قد دبت في اوصالها من جديد، ذهبت باتجاه خزانه الملابس ثم اخرجت منها بنطال وبلوزة شتويه ثم ارتدتهما بسرعه، لملمت أغراضها الخاصه بها ووضعتها في حقيبتها ثم خرجت مسرعه من الغرفه متجهه خارج المزرعه...
اوقفها احد الحراس وهو يسألها بهدوء الى اين سيدتي؟..

الى الخارج، اجابته رغد ببساطه بينما أردف هو قائلا بنفس الهدوء ممنوع!
ماذا يعني ممنوع؟، سألته رغد وقد بدأ الغضب يتخذ طريقه نحوها بينما اجابها قائلا هذه أوامر السيد سيف، ممنوع ان تخرجي من هنا...
صرخت به رغد بغضب شديد هل جننت، ماذا يعني ممنوع ان اخرج من هنا، من تظن نفسك، انا سوف اخرج من هنا حالا...
تحدث الحارس محاولا تهدئتها سيدتي لا داعي للعصبيه...

بلى هناك داعي للعصبيه، انا لستُ بسجينه لدى سيدك، انا يجب ان أخرج حالا والا سوف افعل شيء لا تتوقعه مني بتاتا...
شعر الحارس بالتوتر من رغد وهيئتها العصبيه هذه فاخرج هاتفه من جيبه واتصل بسيف...
ما ان اجابه سيف حتى هتف الحارس به قائلا سيدي الانسه رغد تريد ان تخرج من المزرعه، أخبرتها انك لا تسمح بهذا، الا انها مصره على هذا...
أخبره انني اريد الذهاب من هنا فورا...

صرخت رغد بهذه الكلمات بعصبيه شديده بينما تحدث الحارس محاولا امتصاص غضبها سيدتي اسمعيني ارجوك...
الا انها لم تستمع له نهائيا فكل ما كان يشغل بالها ان تخرج من هذا المكان فورا...
فاجأته بعدها وهي تسحب منه الهاتف الخلوي ثم تحدثت بصوت هادر اسمعني يا هذا، انا سوف اخرج من هذا المكان فورا، وانت لا يحق لك ان تمنعني، اخبر حراسك ان يتركوني وشأني...

ثم استطردت بغضب عاصف مهدده اياه اذا استمريت فيما تفعله فأقسم لك انني سوف ارمي نفسي من الطابق العاشر هذه المره...
رغد اهدئي ماذا جرى لك، قالها سيف بهدوء محاولا ان يحتوي غضبها الا انه لم يؤثر بها بتاتا وهي تجيبه اريد ان اخرج من هنا حالا، لا اريد ان ابقى في هذا ألمكان لحظه واحده...

وصلها صوت زفير انفاسه الغاضبه ثم تبعها تنهده وهو يقول حسنا يا رغد، سوف اطلب من السائق ان يعيدك الى الشقة، لكن عديني الا تتهوري وتفعلي اي شيء يضرك...
لم تجبه رغد على جملته الاخيره بل سألته بحنق لماذا لا اعود لوحدي؟..
انت لا تعرفين المكان اصلا، وهذه منطقه بعيده للغايه...

اضطرت رغد الى الموافقه والعوده مع السائق فسيف كان معه كل الحق فيما قاله فهي لا تعرف الأماكن جيدا ومن الصعب ان تجد شخص يوصلها الى الشقه...

بعد عدة ساعات وصلت رغد الى شقتها فدلفت اليها وهي تشعر بتوتر غريب وقد عادت اليها ذكريات تلك الفتره التي قضتها في هذه الشقه، بالرغم انها كانت فتره قصيره الا انها مليئة بالذكريات الحلوه والمره في ان واحد، أبعدت تلك الأفكار من رأسها قدر المستطاع فهي لديها أشياء اهم يجب ان تنفذها، سارعت الى الدخول الى غرفة نومها ثم اخرجت حقيبة سفرها الكبيره ووضعت فيها جميع أغراضها وملابسها وقد تركت جميع الأشياء التي أهداها سيف لها، اخرجت بطاقة التأمين الخاصه بها والتي قد اعطاها سيف لها لتؤمن مصاريفها ثم مزقتها الى نصفين وهي تنظر اليها بسخريه فهي لم تعد تريد اي شيء منه، شكرت ربها انها جلبت معها بضعة أموال من فرنسا وتركتها دون استعمال فهي ستحتاجها الان بالتأكيد ثم حملت حقيبتها وتوجهت الى الخارج واستأجرت تاكسي طالبه منه ان يأخذها الى احد الفنادق القريبه من هنا...

بعد فتره قصيره ولجت رغد الى داخل الجناح الخاص بها في احد الفنادق الراقيه، فتحت حقيبتها وأخرجت منها بيجامه مريحه ثم دخلت الى الحمام وأخذت دوش سريع، خرجت بعدها وجففت شعرها جيدا ثم سارعت وأخرجت هاتفها وحاولت الاتصال بكريستين الا انها لم تجب...
زفرت بضيق ثم أرسلت رساله لها وهي تقول كريستين اتصلي بي حالا، انا بحاجه لك، ثم اغلقت هاتفها وجلست على السرير تنتظر اتصال كريستين.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة