قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع

كان معتز واقفا يتابع السباق الذي بدأ منذ لحظات بين سيف وقصي، يتأفف بضجر فهو لا يحبذ تلك المنافسات التي تجري بين هذين الاثنين، كلاهما يتحدى الاخر بطريقة مرضيه، يتنافسان على كل الأشياء المتاحه حتى السخيفه منها والتي لا تستدعي المنافسه من الأساس، يجاهد كل منهما لإثبات انه الطرف الاقوى...

عداوة عائلية امتدت لسنوات طويله منذ وقت اجدادهم ليوروثها الى ابنائهم ثم احفادهم والذين استقبلوها بكل ترحيب واستعدوا لها خير استعداد...

احيانا يرغب في إقناع سيف بانهاء هذه العداوه والتركيز في عملهم واشياء اخرى اهم من منافسة قصي وتعقبه، الا انه يعلم جيدا ان هذا مستحيل، فسيف تربى على يد والده حسن النصار والذي لم يتوانى لحظه واحده في زرع بذور الحقد والكراهيه داخله وحثه طوال الوقت على محاربة أعداءه بكل قسوة واجرام، فحسن النصار كان رجل قاسي القلب ذو عقل إجرامي بشكل مخيف لا يرحم احدا ابدا وقد تولى بنفسيه تربية سيف وإعداده لمهمته كزعيم للعائلة من بعده غارسا فيه جميع صفاته هذه، وحتى لو حدثت معجزه وقرر سيف ان ينهي هذه المنافسه فقصي لن ينهيها بتاتا فهو الاخر تربى على يد عدنان العمري والذي لا يختلف نهائيا عن حسن النصار في إجرامه وقسوته...

بعد فترة قصيره بدأ يلمح اضواء خافته تقترب من بعيد بينما تأهب الجميع للتعرف على الفائز في هذا السباق، وصلا الاثنان في نفس التوقيت متعادلين في هذه المنافسه وهذا هو المتوقع عندما يتقاتل المتنافسان من اجل الفوز وكلاهما يريد الفوز ليس من اجل نفسه بل من اجل خسارة الطرف الاخر...

هبط سيف من سيارته اولا متقدما ناحية معتز يتبعه قصي الذي ذهب باتجاه رامي، أوقف سيف النادل الذي كان يمر بجانبه ثم أخذ منه كأس يحوي مشروب كحولي وشربه على دفعه واحده وأعاده له مره اخرى، تطلع الى رغد فوجدها مندمجه في الحديث مع ليان بينما اقترب اسد منه وهو يقول متى سنذهب...
تطلع معتز الى سيف والذي كان وجهه جامد بلا تعابير فسأله قائلا هل انت متضايق لعدم فوزك في السباق...

اجابه سيف بجديه ليس تماما، لكن كنت ارغب بشده ان أحقق انتصارا كهذا عليه، ثم استطرد في حديثه قائلا لنذهب الان، لقد تأخر الوقت ولدينا اعمال مهمه غدا صباحا، خذ انت يا معتز ليان معك وانا سوف أوصل رغد الى الفندق...
تمام، اجابه معتز بهدوء وهو يتبع سيف الذي تقدم من مكان جلوس رغد وليان قائلا هيا انهضوا سنذهب الان، نهضت كلتا الفتاتين من مكان جلوسهما ثم حدثت رغد من ليان قائله بابتسامه سعدت بمعرفتك ليان...

اجابتها ليان بابتسامه مماثله وانا أيضا، سوف اراك مره اخرى بالتأكيد، طالما سوف تبقين ثلاثة أشهر معنا...

بالتأكيد، اجابتها رغد بهدوء ثم ذهبت مع سيف وهي تفكر في ليان، ففي بادئ الامر تضايقت من حديثها الوقح معها بشده وتجاهلتها تماما، لكن بعدها جائت ليان وجلست بجانبها وبدأت تفتح الأحاديث معها ولم تستطع رغد سوى التجاوب بالتأكيد خصوصا انها الاخرى كانت تجلس وحيده في هذا المكان لا تعرف احدا بينما سيف مشغول في السباق، ومن خلال حديثها وجدت ان ليان ليست شخصية سيئه لهذه الدرجه هي فقط تبدو مندفعه ومغرورة قليلا الا انها استشعرت مرحها ومشاغبتها في اثناء حديثها معها مما جعلها تتناسى ما قالته...

اوصل سيف رغد الى الفندق والغريب انه نزل معها موصلا إياها الى الجناح الخاص بها...
وقفت رغد امام باب جناحها بينما سيف يقف مقابلها تماما مما جعلها تبتسم بخجل وهي تقول هل سوف تظل واقفا هنا هكذا...
ألن تدعيني للدخول معك وتضيفيني ولو بمشروب كولا حتى، قال جملته الاخيره ساخرا...
اجابته برفض بالتأكيد لا، الوقت متاخر كما انه، توقفت عن الحديث فجأة وهي تراه ينظر اليها بطريقه غريبه اخرستها فورا...

كانت عيناه مركزه على وجهها بنظرات راغبة مشتعلة سببت لها انقباضه قويه في قلبها بينما بدأ صدرها يعلو ويهبط بسرعة وكأنه يتأهب لموجة مشاعر ناريه سوف تقتحهما بعد لحظات بقوة...
قبض على خصرها بيديه جاذبا إياها اليه ليلتصق جسدها الرقيق بجسده القوي المتملك...
قرب وجهه من وجهها حتى بات الفاصل بينهما لا يتعدي سنتيمتر واحد بينما تركزت عيناه على عينيها الخضراوتين وهو يرى فيهما اللهفة والتردد في ان واحد...

رغد، غمغم بخفوت بينما عيناه انخفضت هذه المره نحو شفتيها المكتنزتين...
ولأول مره تشعر بلذة اسمها ومدى جماليته، اسمها الذي خرج من فمه كمقطوعه موسيقية عازفه على أوتار قلبها البريء...
اقتنص شفتيها بقبلة دافئه ناعمة دغدغت مشاعرها وسببت لها رجفه امتدت على طول عمودها الفقري بينما نبضات قلبها المسكين ازدادت ارتفاعا حتى شعرت به يكاد يخرج من بين أضلعها...

بالرغم من إدراكها لخطأ ما يحدث الا انها لم ترغب في دفعه بعيد عنها بل انها مدت يديها لتحيط برقبته تبادله قبلته بلهفة وشوق وكأنها تنتظرها منذ زمن طويل مما جعله يزيد من عمق قبلته ماحيا كل ذرة مقاومة من الممكن ان تتولد لديها مسيطرا على أحاسيسها بعبق انفاسه التي اخترقت قلبها قبل شفتيها...

اغلقت باب جناحها بسرعة مستنده عليه وهي تضع يدها على صدرها وتلهث بقوة، تقدمت بخطوات بطيئة ناحية المرأة وهي ترى انعكاس صورتها فيها، كانت شفتيها حمراوتين منتفختين بشكل واضح فلمستها بهدوء وهي تشعر بآثر قبلاته التي تركها فيها، عضت على شفتها السفلى بحرج وهي تتذكر استسلامها المخزي له وتجاوبها المخجل معه...

لكن الامر لم يكن بيدها فما ان لامست شفتيه شفتيها حتى انهارت جميع الحصون التي احاطت نفسها بها...

الإحساس الذي شعرته في تلك اللحظة كان أقوى من اي معارضة قد تبدي منها تجاهه، احساس اطاح بها فورا وقضى على اي مجال للتعقل متواجد لديها، وكأن قبلته تلك كانت الاشارة التي تنتظرها منذ وقت طويل تحديدا منذ ان قابلته، لتثبت لها الحقيقة التي حاولت ان تتجاهلها في الأيام الماضيه، حقيقة كانت تهرب منها طوال الوقت الا انها فالأخير استسلمت لها بهذه الطريقة المفجعة...

عندما وصلت افكارها الى تلك النقطه شعرت بالم قوي يحتل قلبها ودموع حارقة تكورت داخل مقلتيها وهي تحدث نفسها قائلة ليس هذا الرجل بالذات يا رغد، ليس هو ابدا...

وقف بسيارته امام مستشفى الأمراض النفسيه التي تقطن فيها دارين زوجته!
فتح باب السيارة هابطا منها بتثاقل متجها الى داخل المشفى دون ان يستأذن من احد حتى رغم ان الوقت تعدى الثانية صباحا، فهو لديه الصلاحية في الدخول الى هذه المشفى متى ما أراد ولا يحق لأي شخص ان يقف في وجهه أو يسأله حتى...
كان يسير داخل رواق المشفى الخالي من البشر حتى وصل اخيراً الى غرفتها...

فتح الباب بهدوء ثم دخل اليها بعد ان أغلقه مره اخرى...
اقترب منها بتمهل ووقف بجانبها يتأملها قليلا بينما كانت هي نائمة على سريرها بسلام لا تشعر بوجوده حولها وبهذا القرب...
امتدت يده نحو خدها فضربه بخفه حتى تستيقظ من سباتها، ثم هزها بعنف وهو يصيح بها ان تستيقظ...
فتحت عينيها لتتفاجئ به أمامها واقفا ينظر اليها بجمود تام...

وما ان تحركت من مكانها رافعه رأسها قليلا للأعلى مرتده بجسدها الى الخلف في حركة لا اراديه حتى امتدت يده قابضة على رقبتها بقوة...
سيف وهو يخنق انفاسها بقسوه هل يجب ان استعمل العنف معك دائما يا دارين، الا تستطيعين ان تضعي لسانك داخل فمك، الم تتعلمي من أخطائك السابقة بعد...

كان يتحدث وهو يزيد من شدة قبضته على رقبتها، بينما كانت هي تحاول التملص منه لكن بلا فائدة، حتى تأكدت ان نهايتها هذه المره أتت لا محاله، ويبدو انها ستخرج اخر انفاسها بعد قليل، كفت عن مقاومتها الواهية وهي تغمض عينيها مستسلمه ليده القذره التي التي تغتال روحها بكل قسوة...

الا انه فاجأها وهو يتركها مبتعدا عنها مما جعلها تسعل بقوه وهي تضع يدها على رقبتها ما زالت غير مستوعبه لحقيقة انه لم يقتلها وأنها ما زالت حية، اقترب منها مره اخرى وهو يقبض على وجهها بيديه قائلا هذه المره تركتك تستردين أنفاسك في اخر لحظه، في المره القادمة لن افعلها، هذا اخر تحذير لك...
ثم خرج من غرفتها صافقا الباب وراءه تاركا إياها تلهث بقوه والرعب مسيطر عليها بينما هطلت دموعها بغزارة لتغطي وجهها.

في صباح اليوم التالي
في شركة العمري.

زفرت بضيق وهي تنظر الى كومة الملفات الموجودة على مكتبها والمطلوب منها ان تنتهي منها خلال مدة زمنيه لا تتعدى ثلاثة ايّام، البارحه نعتته باللطيف واليوم تشتمه بأبشع الألفاظ بعد كمية المهام التي أوكلها اليها، هي لم تكن من النوع المتكاسل يوما بل على العكس، دائما كانت نشيطة وتنجز أعمالها بحماس شديد بلا ملل أو ضجر، لكن هذه المره الوضع مختلف فكمية الملفات التي تركها اليها مبالغ فيها، هل يحاول ان يختبر مدى كفائتها مثلا، هي الان يجب ان تنجز هذه الاعمال بوقتها المحدد حتى لا يغضب منها، والله وحده يعلم ما قد يفعله بها قصي العمري اذا غضب...

مسكت قلمها بيدها وفتحت احدى الملفات الموجودة أمامها لتبدأ في دراسته، كانت تعمل بتركيز شديد حتى شعرت بشخص ما يدخل مكتبها، رفعت ببصرها لتتعرف على هوية الشخص القادم فوجدتها شابه انيقه ترتدي فستان اسود قصير فوقه سترة حمراء صوفية تنظر اليها بابتسامه لطيفه وهي تقول صباح الخير، اريد مقابلة قصي من فضلك، أخبريه ان هايدي الصاوي جائت لرؤيته...

هزت رأسها بتفهم وهي ما زالت مبهوره بجمال وأناقة هذه الفتاة الواقفه أمامها والتي تبدو مقاربة لها في السن، أخبرت مديرها بقدوم هايدي الصاوي فأمرها ان تسمح لها بالدخول فورا...
سارت هايدي أمامها متجهه نحو مكتب قصي بينما نظرات يارا المبهوره ما زالت تتبعها الا انها سرعان ما عادت بتركيزها الى كومة الملفات اللتي تنتظرها...

في مكتب قصي
نهض قصي من مكانه لاستقبال هايدي التي اقتربت منه وهي تقبله على خده بحب ثم ابتعدت عنه وجلست على الكرسي المقابل له بينما عاد هو الاخر ليجلس في مكانه المعتاد...
تحدث قصي قائلا قهوة أم عصير، ماذا تفضلين...
فأجابته بهدوء شكرا قصي، تناولت فطوري قبل مجيئي الى هنا بقليل، ليس لدي شهية لتناول اي شيء الان...
ثم اكملت بارتباك اريد الحديث معك في موضوع مهم...

قصي بجديه تحدثي يا هايدي، كلي اذان صاغيه لك...
انا حامل...
قالتها بترقب مخيف وهي تنتظر ردة فعله تجاه ما سمعه منها، ظل يتطلع اليها بصمت لفترة قصيرة حتى قطع هذا الصمت بنفسه وهو يقول حقا، مبارك لك...
رمشت بعينيها عدة مرات وهي تحاول ان تفهم شيئا منه، فردة فعله لم تكن توحي بشيء لها، كانت بارده بلا اي معنى...

تحدثت باضطراب وهي تقول والآن ماذا سنفعل يا قصي، ما هي الخطوه القادمة التي ستتخذها بعدما علمت بحملي...
عفوا، عن اي خطوة تتحدثين، ما علاقتي في الموضوع، قالها ببرود تام بينما رفعت هي احد حاجبيها بتعجب قائله ما علاقتك في الموضوع! انه ابنك...
وكأن كلمتها تلك أوقدت لهيب الغضب المخزون بداخله مما جعله ينهض من مكانه وهو يضرب المكتب بيديه بعصبيه أجفلتها بشده...

أعيدي ما قلتيه من فضلك، هذا الموضوع ليس لي علاقة به، هل فهمتِ...
صرخت به بغضب وهي تنهض من مكانها ماذا تقول انت...
ذهب اتجاهها قابضا على ذراعها بقوة وهو يصرخ بها بعصبيه مفرطة تلوين ذراعي يا هايدي، تحاولين اجباري بهذه ألطريقه على الزواج بك، تظنين ان بما قلتيه سوف اذهب راكضا لوالدك واطلب يده منك...
انا لا اكذب، انا بالفعل حامل منك، والتحاليل التي تثبت ما قلته موجودة في حقيبتي...

كذبك من عدمه لا يهمني، بكل الأحوال انا لن اتزوجك يا هايدي، وحتى لو كانت لدي نية بشيء كهذا، بفعلتك هذه تراجعت عنها، ليس قصي العمري من تتحكم به امرأة وترغمه على شيء لا يريده، هل فهمتِ...
ابتعدت عنه بعد محاولات عديده ثم صرخت به انت سافل وحقير، كنت تتقرب مني من اجل والدي فقط، حتى تكسبه في صفك، والدي الذي فعلت المستحيل لتكسب رضاه، وانت تعرف جيدا انك بلا دعمه لا تساوي دينار واحد حتى...

صفعه قوية على وجهها كان رده المناسب عليها، اقترب منها وهو يقبض على وجهها بين يديه قائلا بنبرة مرعبه أعيدي ما قلته، من هذا الذي لا يساوي شيء، ان كان والدك ذو منصب مهم في الدولة فهذا لا يعني انه اعلى شأنا مني، اذهبي واسألي والدك من ساعده في محنته الاخيره قبل ثلاث أعوام، من دفع عنه ديونه وساعده في ترميم خسارته، ما بيني وبينه مصالح مشتركه يا حلوتي، والدك لا يساعدني هكذا بلا سبب، جميع ما يفعله معي له مقابل...

كانت تعلم هذا جيدا، فقصي من اهم رجال الاعمال في البلد، الذي لا يقل عن والدها شيئا، الفرق الوحيد انه لا يملك منصب سياسي في الدولة، لكن غضبها منه اعماها وجعلها تتفوه بكلام لا معنى له من الأساس...
سوف اتحدث مع والدي يا قصي، ساخبره انك شخص حقير لا تستحق دعمه لك في الصفقه التي تنتظرها...
أجابها ساخرا قولي له ما تشائين، وعندما يسألك عن السبب، اخبريه انك كنت على علاقة معي وحامل مني أيضا...

اخبرها بهذا وهو يعلم جيدا انها لن تتجرأ لحظه واحده في اخبار والدها عن شيء كهذا، فهو لن يرحمها بالتأكيد...
انا لا اصدق انك نذل الى هذه الدرجه، كيف خدعتني بسهوله...
انا لم أخدعك يا هايدي، كل شيء تم بارادتك، كما انني لم أوعدك بالزواج أو شيء من هذا القبيل...

انت سوف تتزوجني يا قصي، انا حامل منك وانت مجبور على هذا، قالتها بصرخة متوسله الا انه سحبها من يدها متجها بها نحو الخارج وهو يقول هذا الطفل لا علاقة لي به، انت من قررتِ ان تحمليه لوحدك، لهذا انت ستتحملين مسؤوليته لوحدك أيضا...

ثم فتح الباب لها وهو يقول اخرجي، ظلت واقفه مكانها بلا حراك مما جعله يدفعها بقوة الى الخارج بينما انتفضت يارا من مكانها وهي ترى هايدي تخرج بعصبيه ثم وقفت في منتصف غرفتها وهي تصرخ بقصي الواقف أمامها بجانب باب مكتبه سوف ادمرك يا قصي، اقسم لك انني سوف انهيك، ليست هايدي الصاوي من تتعامل معها هكذا وتهينها بهذه ألطريقه، قالت كلماتها الاخيره بصياح ثم ذهبت الى الخارج تحت أنظار موظفين الشركة الذين سمعوا صياحها باكمله...

ظلت يارا تنظر الى قصي بارتباك بينما دخل هو مره اخرى الى مكتبه، حمل هاتفه وسترته ليخرج مره اخرى مخبرا إياها ان تلغي جميع مواعيده فهو لن يعود الى الشركة هذا اليوم...

ما ان خرج قصي حتى جلست يارا في مكانها متعجبه مما يحدث حولها، اتجهت أنظارها لا إراديا الى حقيبتها هناك حيث يوجد جهاز التصنّت الذي أعطاه لها معتز، فكرت في ان تتصل بسيف وتخبره بما حدث، فهو بالتأكيد سوف يهمه معرفة شيء كهذا، وبالفعل بعثت له رسالة أخبرته فيها ان هناك شيء مهم حدث اليوم في شركة العمري يجب ان يعرفه، ليجيبها بكلمه واحده وهي تمام، ويبدو انه معتاد على استخدامها في هكذا مراسلات.

رائع، احسنت يا يارا...
هتف سيف بتلك الكلمات بعد ان استمع للتسجيل الذي جلبته يارا لها، كانت يارا واقفه أمامه وهناك رجلين ضخمين يقفان بجانبها، تماما مثل المره السابقة ما ان خرجت من الشركة ومشت مسافه بعيده عنها حتى تفاجأت بشخص ما يقبض عليها مدخلا إياها في سيارة سوداء ضخمه، لكن هذه المره وجدت نفسها في شقة فخمه للغايه بدلا من الشارع المظلم وسيف النصار جالس أمامها...

ابتسمت براحة لإطرائه عليه ثم تحدثت قائله كنت خائفة ان يكون هذا التسجيل غير مهم، لكن مع هذا قلت يجب ان اخبرك بكل ما يحدث...
لو تعلمين مدى أهمية هذا التسجيل يا يارا، انه ثمين للغايه، قالها بخبث ثم اخرج من محفظته رزمة من الأموال وأعطاها لها، اخذتها منه بتوتر سرعان ما اختفى وحلت محله الدهشة حالما رأت المبلغ الكبير الذي بات بحوزتها الان...

لمعت عينيها بسعادة لم تستطع ان تخفيها فيما تحدث سيف قائلا هذا مبلغ بسيط جزاء ما جلبتيه لي، ثم التفت الى الرجلين اللذين يقفان بجانبها وأمرها ان يقومان بإيصالها الى منزلها...
خرجت يارا من الشقه لتتقدم رولا منه وهي تقول ماذا حدث، تبدو منتشيا من السعادة...
سيف وهو يقبض على خصرها جاذبا إياها اليه لتجلس بجانبه بينما يديه تحيطان بكتفيها لقد وقع قصي في قبضتي يا رولا، وبشكل اسهل مما توقعت...

هذا امر رائع، اجابته بابتسامه
نعم رائع جدا، قالها وهو ينهض من مكانه مرتديا سترته فنهضت هي الاخرى وسألته الى اين...
لا أستطيع آليوم ان ابيت معك يا رولا، سوف أاتي لك مره اخرى...
اقتربت منه وهي تقول بضجر متى يا سيف، أعطني وقت محدد، حتى لا اقضي يومي فانتظارك...
بعد غد سوف ابيت معك، ارتحتي الان، قالها بفتور بينما اجابته هي بدلع نعم، ارتحت كثيرا...
في أمريكا.

كانت تمارا تجوب غرفة الجلوس في شقتها التي استأجرتها ذهابا وإيابا حامله هاتفها بيدها وهي ما زالت مترددة فيما سوف تفعله، هل تتصل به الان أم تنتظر الثلاث ايّام ان تنتهي ليتصل هو بها ويجلب لها سيارتها...
بعد تفكير طويل اتخذت قرارها واتصلت به...
كان حازم يقود سيارته عائدا الى شقته حينما رِن هاتفه، اخرجه من جيبه وتفاجئ كثيرا حينما رأى اسم المتصل، ضغط على زر الإجابة وهو يقول اهلًا انسه تمارا...

اجابته تمارا على الطرف الاخر بخجل مساء الخير سيد حازم، كيف حالك...
انا بخير، وانت...
انا بخير، اجابته بارتباك ثم استطردت في حديثها قائله في الحقيقة اتصلت بك لأشكرك مره اخرى على ما فعلته البارحه، وايضاً لأرد لك ما فعلته ومساعدتك لي...
حازم بصدق انسه تمارا لا داعي لكل هذا صدقيني، ما فعلته شيء طبيعي جدا، لا يحتاج لان تردينه لي...
تمارا بإصرار لكن انا مصره على ان أرده لك وباي طريقه...

حازم بإصرار هو الاخر قلت لك انا لا اقبل بان تدفعي اجرة التصليح بدلا عني...
ومن قال اني سأدفع اجرة التصليح بدلا عنك، سوف أرد لك ما فعلته بطريقه اخرى...
حازم بتساؤل كيف...
تمارا بتردد لقد فكرت كثيرا في ألطريقه المناسبه، ولم اجد أفضل من ان ادعوك على العشاء، كشكر بسيط على مساعدتك لي...
لكن...
قاطعته بإصرار ارجوك لا ترفض، انها عزومه بسيطه...
حازم بهدوء حسنا موافق...
هل لديك شيء مهم اليوم...

اجابها بتعجب اليوم، كلا ليس لدي شيء...
ما رأيك ان نتعشى سويا اليوم اذا، هناك مطعم رائع قريب من بيتي، لنلتقي هناك بعد ساعة، بالطبع اذا لم يكن لديك مشكله في هذا...
كان يريد الرفض فهو لا يجد داعي لهذه العزومه من الأساس الا انه لم يشأ ان يخجلها فأجابها بهدوء ليس لدي مانع، اراك هناك اذا، فقط اعطيني اسم المطعم من فضلك، أملت عليه اسم المطعم ومكانه ولحسن الحظ كان قريب من موقعه الحالي فاتجه اليه...

اما تمارا فذهبت مسرعة باتجاه خزانة ملابسها لاختيار شيء ملائم ترتديه فهي يجب ان تظهر بأبهى حلة اليوم أمامه، بعد تفكير طويل وقع اختيارها على فستان حريري اسود اللون يناقض بياض بشرتها الناصع، ارتدت فوقه كوت احمر طويل للغايه ومعه حذاء اسود اللون ذو كعب عالي، بينما تركت خصلات شعرها الاشقر كما هي مكتفية بتسريحها له...

بعد حوالي ساعة وصلت تمارا الى المطعم لتجد حازم ينتظرها هناك، تقدمت منه على استيحاء بينما نهض هو من مكانه فورا عندما رأها وحيياها بهدوء...
جلسوا على المائدة ليأتي النادل ويأخذ طلباتهم ويجلبها لهم بعد حوالي نصف ساعة ليبدئوا في تناول طعامهم...
سألها حازم قائلا اذا هذا ثالث يوم لك في أمريكا...
نعم، جئت قبل يومين...
هل تنوين الاستقرار هنا اذا...

ارغب بهذا كثيرا، لكن لا اعلم اذا كانت ظروف المعيشه هنا سوف تسمح لي بهذا...
ما بها ظروف المعيشه هنا، هل لديك مشكله معينه...
انا جئت هنا لوحدي، ونويت ان استقر هنا لوحدي، استأجرت شقة صغيره لي، ولكن...
لكن ماذا...
لكن المساله تكمن في مدى إمكانية إيجادي لعمل مناسب هنا، انا لا أستطيع البقاء هنا بلا عمل، اذا لم اجد وظيفه معينه سأضطر الى ان اترك أمريكا واعود لبلدي، رغم كرهي لشيئ كهذا...

هل بحثتي على عمل في شركات معينه هنا...
اجابته بكذب لي صديق هنا، منذ ان علم بقدومي هنا قبل شهرين بدأ يبحث لي عن وظيفه، لكنه لم يجد للأسف، رغم ان معي كل المؤهلات التي تساعدني في قبولهم لي، فأنا خريجة الجامعة الامريكيه وعملت في شركة والدي لفترة طويله، يعني افهم جيدا في أمور التجاره وادارة الاعمال، قالت كلامها الأخير محاوله منها للفت انتباهه فسألها مره اخرى قائلا اذا انت خريجة إدارة اعمال صحيح...

نعم، درست إدارة اعمال في الجامعة الامريكيه...
ما رأيك ان تعملي لدي في الشركة، نحن نحتاج خريجين إدارة اعمال كثيرا...
كتمت فرحتها بصعوبة وهي تتحدث بدهشة كاذبه انت لديك شركة...
نعم لدي شركتي الخاصة هنا، تحديدا في نفس المكان الذي ضربتي به سيارتي البارحه...

اجابته بخجل مصطنع انا غير موافقه يا سيد حازم، انت غير مجبور على تعييني لديك لأني لم اجد وظيفه الى حد الان، أساسا لو كنت اعلم بوجود شركة لديك ما كنت لأخبرك بهذا كله...

لا داعي لهذا الكلام تمارا، انا بالفعل احتاج موظفه لها نفس مؤلاهتك، وحتى لو كنت ارغب في مساعدتك، اين تكمن المشكلة في هذا، نحن أبناء بلد واحد، نقيم سويا هنا في بلد غريب عنا، من الطبيعي ان يساعد كلانا الاخر، قال كلماته الاخيره بصدق مما جعلها تبتسم بارتباك ثم تحدثت اخيراً حسنا سأوافق، لا أستطيع الرفض بعدما قلته...
جيد، متى تحبين ان تبدئي...
متى ما تريد...

تعالي غدا اذا، حتى تتعرفي على الشركة وطبيعة العمل لدي...
اومأت برأسها موافقه ثم اخفضت رأسها نحو طبقها وهي تتناول طعامها بشهيه مفتوحة، كيف لا وجميع الأمور تسير لصالحها وبسرعة قياسية لم تتوقعها بتاتا.

فتحت خزانتها الخشبية وأخرجت منها صندوق خشبي صغير يوجد به قفل حديدي، وضعت الصندوق على سريرها وأخرجت المفتاح خاصته من تحت الوسادة ثم فتحته لتجد به بضع وريقات ماليه كانت تصمدها منذ وقت طويل، مسكت حقيبتها الموضوعه هي الاخرى على السرير ثم اخرجت منها الأموال التي أعطاها لها سيف وهي تنظر لها بحبور فالمبلغ كان مغري للغايه، وضعته داخل الصندوق ثم أغلقته بالمفتاح وهي تحتضنه بسعادة...

يبدو ان تجسسها لصالح سيف سوف يدر عليها باموال كثيره، قد تكون فيما تفعله خطرا عليها لكنها لن تنكر مدى استفادتها منه في نفس الوقت، معلومة مفيدة اخرى تعطيها لسيف وسوف تنال منه مبلغ مشابه لهذا وحينها سوف تكون انتهت من جمع المبلغ الذي حددته لتحقق بعد ذلك ما ارادته وتسافر الى الخارج متحررة من والدتها وزوجها السافل، هناك سوف تبدأ حياة مختلفه تماما، وهذه الأموال سوف تساعدها بالتأكيد، فهي سوف تستخدم جزء منها في دفع تكاليف السفر والجزء الاخر تأخذه معها لتبدأ مشروعها الخاص بها هناك في بلد اخر مع ناس جدد وحياة جديده، لقد كان هذا حلمها الذي ارادته منذ زمن طويل وسعت اليه بقوه، ولولا اكتشاف سيف للاموال التي اغتلستها لكانت الان في مكان اخر بالفعل...

طرقات على الباب ايقظتها من افكارها، كانت والدتها في الخارج تخبرها ان العشاء جاهز، أخبرتها انها قادمة ثم نهضت من مكانها وتوجهت نحو الخزانة لتعيد صندوقها الثمين فيها وبالطبع لم تنسَ ان تعيد المفتاح الى مكانه تحت الوسادة...

تأكدت من احتشام ملابسها وعدم إظهارها لأي جزي من جسدها ثم خرجت من غرفتها متجهه نحو المطبخ لتجد والدتها وزوجها جالسين على المائدة يتحدثون بصوت منخفض للغايه وما ان رأوها حتى سكتا على الفور...
لم تهتم كثيرا لهما ولا لما يتحدثان به بل جلست على المائدة وشرعت بتناول طعامها حتى تحدثت والدتها وهي تقول يارا، لدي خبر مفرح لك، لقد جاءك عريس اليوم، شاب بمواصفات رائعه لديه...
قاطعتها بحزم لن أوافق...

لماذا يا يارا، سألتها والدتها بتعجب بينما اكملت يارا بإصرار قلت غير موافقه، لا داعي للاستفسار...
نظرت والدتها الى ضياء لتحدثه قائله تحدث انت يا ضياء، اخبرها عن مميزات العريس هذا...
وما علاقة السيد ضياء يا ماما، سألتها بحنق فأجابتها والدتها بارتباك العريس من أقاربه...

هكذا اذا، قالتها وهي ترسل نظراتها المتوعده له مما جعله ينهض من مكانه قائلا انا سأذهب الى صالة الجلوس، هناك فيلم جميل يعرض على الشاشه، هاتي لي الشاي هناك...

بعد حوالي خمس دقائق نهضت يارا هي الاخرى وأخذت سكينه كانت موضوعه على الطاوله دون ان تنتبه والدتها لها، خرجت من المطبخ متجهه نحو صالة الجلوس وهي تخبئ السكينه وراء ظهرها بطريقة لا يلاحظها ضياء بتاتا تاركة والدتها مشغوله في غسل المواعين وإعداد الشاي...
اقتربت منه يارا وجلست بجانبه فجأة مما جعله ينظر اليها بدهشه فهده المره الاولى التي تقترب منه الى هذا الحد...

انتفض برعب وهو يراها تنقض عليه محيطه رقبته من الخلف بيدها اليمنى بينما تضع السكينه عليها من الامام و هي ما زالت جالسه في نفس مكانها بجانبه...
يارا بتهديد لآخر مرة اقولها لك، ابتعد عني ولا تتدخل بي نهائيا، هل ترى هذه السكين التي تحيط برقبتك، اذا بدر منك اي تصرف يزعجني مره اخرى، فلن أتردد لحظه في ان اذبحك بها...

ثم اكملت قائله وهي تقرب طرف السكين من جلد رقبته اكثر حتى باتت على وشك ان تخترقه ليست يارا من تصمت عن أفعالك السافله هذه، انا لست بضعيفه يا ضياء، فنصيحة لك لا تتلاعب معي، وابحث عن واحدة غيري تتسلى بها، فهمت؟..
نعم فهمت، اجابها بصوت بالكاد يسمع بينما أبعدت هي السكين عن رقبته ورمتها على الطاولة الموجودة أمامه وهي تنهض من مكانها متجهه الى غرفتها مره اخرى تاركه إياه مرعوبا غير مصدقا لجنون تصرفاتها.

عادت رغد الى الجناح الخاص بها بعد يوم طويل قضته في الشركة، استيقظت صباحا وهي تتوقع ان يأتي سيف ليأخذها معه كونه اليوم الاول لها كموظفة لديه، الا انه فاجأها بإرساله سائق لها يأخذها الى هناك، وطوال اليوم لم تره بتاتا، لم يفكر حتى في تفقدها والاطمئنان على وضعها وهو يعرف انها جديده لا تعرف احدا...

فتحت باب جناحها ودخلت فيه ثم أغلقتها، خلعت معطفها الشتوي واستدارت الى الجهة الاخرى من الغرفه لتتفاجئ به واقفا أمامها بقامته المديده واضعها احدى يديه في جيب بنطاله بينما يحمل في يده الاخرى كأسا يحوى على احد المشروبات الكحوليه و معطفه الشتوي مرميا على سريرها...
هل ستظلين تنظرين الي بهذه الطريقة...

مالذي تفعله هنا، كيف تقتحم غرفتي بهذه الطريقة، انت فعلا وقح للغايه، قالتها بارتباك وهي تراه يتقدم أمامها بخطوات واثقه متمهله حتى اصبح مباشرة أمامها ثم تفاجئت به وهو يقبض على جسدها بيديه بغتة عنها مما جعلها تصطدم بصدره العريض...
ابتعد...
صرخت به بعصبيه وهي تحاول التحرر منه بينما كانت ذراعيه الاثنتين تقبضان على جسدها بقوة مانعه اياها من الابتعاد...

لقد صبرت عليك كثيرا يا رغد، لم اصبر لهذه الدرجه مع اي امرأة من قبل، اليوم سوف تكونين لي، برضاك او غصبا عنك...
في أحلامك، لن اسمح لك بالاقتراب مني يا سيف، اقسم لك انني ساقتلك اذا فعلتها...
كانت تتحدث وهي تتلوى بجسدها بين يديه تحاول التخلص من قبضته المسيطره عليها حتى صرخت برجاء ارجوك سيف، ابتعد...
لن ابتعد يا رغد، كفي عن هذه التصرفات السخيفه، انا افهم ما تحاولين فعله واثباته جيدا...

ثم اكمل قائلا هل نسيت ليلة البارحه عزيزتي، لقد تجاوبت معي بكل سهوله، ما سبب رفضك الان...
اللعنه، اقول لك ابتعد، الا تفهم ما أقوله...
كلا لن افهم، لقد اتخذت قراري يا رغد، لا مجال للرجعه ابدا، اليوم سوف ننهي كل شيء، وستكونين لي...
قالها بنبرة متحكمه مسيطره متحديا اياها ان ترفض ما قاله بينما التمعت عينيه ببريق وحشي مخيف ينذر بشؤم وبشاعة ما ينتظرها...

القاها على السرير ثم ألقى بجسده فوقها قابضا على يديها بقوة وتملك بينما كانت هي تقاومه بشراسه، بدأ يقبلها عنوة عنها ويده تتحرك على جسدها برغبة، حاولت ان تبعده عنها باقصى قوة ممكنه، حاولت كثيرا بهذا حتى شعرت بمقاومتها تضمحل تدريجيا حتى تلاشت تماما، سيطرت روح الاستسلام عليها فتركت جسدها له يفعل به ما يشاء بينما أغمضت هي عينيها بمرارة...

فجأة انتفض سيف مبتعدا عنها، فتحت عينيها بعدم تصديق، لقد تراجع عن فعلته في اخر لحظه بينما كانت هي مستسلمه له...
نهضت من مكانها فوجدته يغلق أزرار قميصه ثم حمل بعدها معطفه بيده متجها الى الخارج، لكن قبل ان يخرج اقترب منها قائلا لم افعلها يا رغد، تراجعت في اخر لحظه، أتعلمين لماذا...

كانت تنظر له بخوف شديد وجسدها يرتجف بالكامل بينما اكمل هو حديثه قائلا لأنني متأكد انني سوف أنالك قريبا، بكامل إرادتك وبدون حاجه لاستخدام العنف والإجبار، ثم خرج من جناحها بينما احاطت هي جسدها بيديها بخوف وهي تفكر جديا فيما قاله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة