قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

في صباح اليوم التالي
في مكتب سيف
خير يا رغد، لماذا طلبتي مقابلتي، قالها سيف بتساؤل بينما كانت رغد واقفه أمامه تضغط على باطن كف يدها بقوة وهي تشعر بالارتباك الشديد والذي اصبح ملازما لها في كل مره تقف بها أمامه، تحدثت اخيراً بصوت متحشرج طلبت مقابلتك لأعطيك هذا، ثم اعطته ورقة بيضاء اخذها منها، والمفاجأة انه مزقها فورا ورماها على مكتبه دون حتى ان يطلع على محتواها...

رفعت حاجبيها بدهشة من تصرفه هذا وقالت بصوت متعجب لماذا فعلت هذا، انت لم تقرأها حتى...
لا يحتاج بان اقرأ محتواها، كنت اعرف جيدا انك ستتصرفين هكذا...
لماذا مزقتها اذا، على العموم افعل بها ما تشاء، منذ الان انا لم اعد اعمل معك، وسوف اعود الى فرنسا فورا...

نهض من مكانه متجها اليه مما جعلها تتراجع بضعة خطوات الى الخلف، وقف أمامها مباشرة فشعرت بالضئالة أمامه وهو يواجهها بطوله الفارع الذي يفوق طولها المتوسط كثيرا مما زاد من ارتباكها اكثر...
توقفي عن تصرفات الأطفال يا رغد، قالها بضجر مما جعلها تكز على أسنانها بغيظ ولكنها فضلت ان لا تبين له هذا فتحدثت ببرود مصطنع ماذا تعني بكلامك، لماذا تعتبر قراراتي تصرفات أطفال...

الأطفال فقط من يتصرفون هكذا، لقد وافقت ان تأتي معي وبكامل إرادتك، وبمجرد حصول موقف بسيط بيننا قررتي ان تتركي كل شيء وترحلي...
هل تسمي محاولة اعتدائك علي بالموقف البسيط...
انا لا أراها محاولة اعتداء نهائيا...
اللعنه اذا لم يكن اعتداء، ماذا تسميه اذا، قالتها بعصبيه بينما اجابها هو ببرود تام عندما يكون الطرف الاخر سبق وان اعطى جميع المؤشرات التي تدل على تجاوبه، حينها لا يسمى اعتداءا...

الجمتها كلماته فورا ولم تستطع الرد نهائيا فهو محق فيما قاله، هي تجاوبت معه في الليله التي سبقتها بكل أريحية، لما لا يتصرف معها هكذا اذا!
اقترب منها اكثر وهو يحدثها بنبرة قوية كلانا يعرف يا رغد انني لو استمريت بما افعله ولم أتراجع عنه، لكنت تجاوبتي معي في الأخير وبادلتني عاطفتي باخرى مماثله لها...

ولماذا توقفت اذا، قالتها بنبرة هازئه لم تؤثر به بتاتا وهو يجيبها بثقه لأنني رغبت في ان اراك وان تبادرين لشيء كهذا، بل وتطلبينه مني حتى، سيكون اكثر متعة بالتأكيد...
انت مجنون، وما تقوله لن يحدث سوى في أحلامك...
ضحك بصوت عالي ثم قال هناك أشياء كثيره قلتِ انني لن أراها منك ورأيتها في الاخر، حقا بات التلاعب معك ممتع للغايه...

استفزها حديثه بشده كالعاده، اكثر ما يفاجئها به صراحته المطلقه، فهاهو يخبرها بحقيقة انه يتلاعب معه بل ومستمتع بهذا أيضا، لم يهتم لكون كلامه هذا سوف يخيفها ويرهبها منه، في الوقت الذي يجب ان يتودد لها حتى ينالها، يلقي هو عليها كلماته الحاده هذه...

اخرجها من افكارها بصوته قائلا لن نقضي يومنا نتحدث عن ما حدث ليلة البارحه، يجب ان تأتي معي الان، سوف آخذك الى مكان يعجبك للغايه، ولكي لا يذهب تفكيرك الى منطقه بعيده، انه مكان للعمل، قال كلماته تلك وهو يتناول سترته الجلدية مرتديا إياها ثم اتجه اليها وقبض على يدها ساحبها معه وهي كالعاده انساقت وراءه...

واااو، انه حقا رائع، قالتها رغد بإعجاب وهي تنظر الى ذلك الصرح العالي أمامها، بالرغم انه ما زال في مرحلة البناء، الا ان ما تراه الان من اساسيات له تم بنائها كانت كافيه لتدرك مدى عظمته وروعته...
انه مشروع فندق ضخم، سوف يكون أضخم وارقى فندق في العاصمة، قالها بفخر بينما تحدثت هي بصدق هذا واضح جدا، أتشوق لرؤيته عندما يكتمل...

ثم اكملت بتساؤل هل مشروعنا سوف يكون على هذا النحو من الضخامه، قالتها دون ان تنتبه لحقيقة انها تتحدث عن المشروع التي كانت تنوي تركه منذ اقل من ساعة...
بالتآكيد يا رغد، انا وكريستيان نجهز له منذ ثلاث سنوات...
لماذا تأخرتم في تنفيذه اذا...
حدثت لدينا بضعة مشاغل فاضطررنا الى تأجيله...
قطع كلامه وهو ينظر الى معتز الذي يتجه نحوهما، سأله بتعجب معتز، مالذي تفعله هنا...

اجابه دون ان يلقي التحية عليها أو ينظر لها حتى ذهبت الى الشركة ولم أجدك، السكرتيرة أخبرتني انك هنا، سعيد سوف يصل ظهر اليوم، لقد اتصل بي منذ ساعة، بالتأكيد انت تريد رؤيته فورا...
وأخيرا عاد السيد سعيد من رحلته اللامنتهية، قالها بسخريه بينما تحدث معتز بجديه سوف اذهب الى العمال هناك، لأرى الى اين وصلوا في عملهم...

اتجه معتز الى هناك وفِي نفس الوقت رِن هاتف سيف ليبتعد قليلا وهو يجيب على المتصل تاركا رغد وحدها في موقع البناء...

سارت داخل الموقع الكبير ودهشتها تزداد كلما تعمقت اكثر في التعرف على تفاصيل البناء، كانت تسير بلا وعي وملامح الأعجاب مسيطره على ملامح وجهها، جذبتها التفاصيل الهندسية التي شُيد البناء عليها كثيرا، لم تنتبه الى تلك القطعة الموجوده على مقربه منها وهي تحظر دخول احد الى هذه المنطقة تحديدا، حيث في هذه المنطقة كان العمال يتخلصون من الانقاض كالحجارة و الطابوق باستخدام سيارة متخصصة لهذه الوظيفه ترميها من الأعلى نحو هذه المنطقة، وقفت امام بناء يتمثل ببرج عالي شبه مكتمل وهي تنظر له بانبهار، كان ذو تصميم هندسي رائع، شعرت بأشعة الشمس تسقط على مقدمة وجهها حاجبه عنها الرؤيه، وضعت يدها على وجهها وهي ترتد الى الخلف مبتعده عنها حتى يتنسى لها الرؤيه بشكل واضح دون ان تنتبه انها على بعد مسافة صغيره للغايه من حفرة عميقه خلفها...

أغلق سيف هاتفه وهو يبحث عنها بعينيه، أظلمت عيناه بشده وهو يراها واقفه على حافة تلك الحفره وإذا تحركت خطوة اخرى للخلف سوف يختل توازنها وتقع فيها، تقدم اتجاهها بهدوء حتى لا يجعلها تجفل منه وتفقد توازنها حينها، الا انه مما زاد الطين بله هو تلك السيارة التي تتجه اتجاهها وهي تحمل بداخلها أنقاض كثيره بينما يستعد السائق للتخلص منها ورغد واقفه كالبلهاء لا تنتبه لأي شيء يدور حولها بينما تركيزها منصب على ذلك البناء الضخم الماثل أمامها، لم يمنع صرخت قويه صدرت منه باسمها وهو يركض اتجاهها بينما استدارت هي على اثر صراخه لتجده يركض نحوها بهذا الشكل، وفِي نفس الوقت وجدت تلك السيارة العاليه تقترب منها متحضره للتخلص من تلك الانقاض، تراجعت الى الخلف بفزع وهي تشعر انها ستموت فورا بعد ان تسقط تلك الانقاض عليها، لم تشعر سوى بيد سيف تنقض عليها مبعدا إياها عن المكان ليختل توازنهما هما الاثنان ويتدحرجان سويا داخل الحفرة العميقة...

نهض من مكانه وهو ينفض الأتربة من على ملابسه، صرخ بها غاضبا هل انت غبيه، مالذي فعلتيه بنا...
نهضت هي الاخرى بدورها واضعه يدها على صدرها ما زالت غير مستوعبه لما جرى منذ قليل، لولا تدخل سيف في اخر لحظه لكانت الان في عداد الأموات، تحدثت لتشكره الا انه تفاجئت بصراخه عليها وهو يقول كنّا سوف نموت بسببك، اقسم انك اغبى مخلوقه رأيتها في حياتي...

انا لا اسمح لك بالتحدث معي هكذا، قالتها بغضب شديد وهي تشعر بحمم ناريه تتولد داخل جسدها من شدة الغضب العاصف الذي سببه كلامه لها...
بلى سأتحدث، انت مهندسه انت، الا تفهمين اي شيء، الم تدخلي في حياتك الى موقع بناء، قطعة سوداء اكبر من رأسك مكتوب عليها ممنوع الدخول، كيف لم تنتبهي عليها...

يكفي، صاحت به بقوة الا انه لم يأبه بها وهو مستمر بحديثه بالطبع لن تنتبهي، طالما تسيرين كطفلة بلهاء، عينيك مندهشتان طوال الوقت وفمك مفتوح بشكل اهبل للغايه...
قاطعته بغضب انا لا اسمح لك بالحديث معي هكذا، أتفهم...

كلا لا افهم، قطع حديثه وهو ينظر الى الأعلى ليجد جميع العمال واقفين يتابعون ما يحدث من صراع بينهم بفضول شديد، بينما معتز يتوسطهم وهو يرمقه بنظرات ساخره حتى حدثه قائلا هل ستظلان تتعاركان هكذا، لا تنسيا إنكما ما زلتما داخل هذه الحفره، ثم امر العمال بالتصرف حالا وإخراجهم من تلك الحفره...

بينما قبض سيف على ذراع رغد وهو يقول بغضب مكتوم ماذا افعل بك الان، وانت جعلتيني أبدو بهذا المنظر السخيف امام عمالي...

بعد حوالي نصف ساعة اخرج العمال سيف ورغد من هذه الحفره، مشت رغد بسرعه مبتعده عنه الا انه قبض على ذراعه قائلا بغضب الى اين...
اتركني أيها الحقير المتخلف، والغبي أيضا، قالتها بصياح تحت أنظار العاملين الذين نظروا الى بعضهم البعض بدهشه بينما تحدث معتز بنبرة أسفه مصطنعه اووه يا الهي...

اخرسي يا رغد، وإلا سوف تجدين كف يدي يتخذ طريقه نحو وجهك، وحينها لن تصدقي كم الصفعات واللكمات التي ستتوالى عليه، قالها بحقد ثم ضغط على ذراعها بشكل اكبر وهو يجرها خلفه متجها نحو سيارتها موصلا إياها الى الفندق...

في قصر النصار
تقدم معتز من سيف الذي كان جالسا على كرسي مكتبه يتناول قهوته بكل اريحيه...
جلس معتز على الكرسي المقابل له وهو يسأله ماذا فعلت معها...
لم افعل معها شيئا، اوصلتها الى الفندق فقط...
معتز بسخريه احسنت حقا، احييك على ردة فعلك هذه خصوصا بعد جميع ما قالته في حقك، وامام عمالك...
لا تضخم الأمور يا معتز...

بالطبع لا داعي لتضخيم الأمور، لم يحدث شيئ أصلا يستحق هذا، فقط الان جميع العمال يتحدثون عن تلك الفتاة التي نعتت مديرهم بالغبي، قالها باستهزاء بينما لم يجبه سيف نهائيا...
استطرد معتز في حديثه قائلا بسخريه اكبر غدا سيرتك سوف تصبح على كل لسان، الجميع سوف يتحدث عن المدير الشجاع الذي أنقذ موظفته الجميله، بينما سبته هي ووصفته بالحقير الغبي كرد على ما فعله معها...

مط سيف شفتيه وهو يقول بعدم اهتمام ليقولوا ما يشاؤون، منذ متى وانا يهمني حديثهم...
كما تريد، قالها معتز بضجر وهو يرمقه بنظرات غير راضيه...
قال اخيراً بتحذير اسمعني سيف، تلك الفتاة لا تعجبني نهائيا، انها غير مريحه، قد تستغرب مما أقوله، لكن هناك شعور غريب في داخلي يخبرني ان وجودها في حياتك خطأ كبير وأنها سوف تحمل لك مصائب كثيره...

ما بك يا معتز، هل انت واعي لما تقوله، هذه مجرد فتاة عاديه، مثلها مثل اي فتاة عرفتها من قبل، بل انها قد تكون اقل منهم حتى..
كما تريد، المهم اني قلت لك ما أفكر به، انا حذرتك وانت المسؤول عن الباقي...
حسنا فهمت، قالها سيف بملل من حديثه الذي في نظره ليس له اي اهميه...
بعد دقائق قليلا مد شاب رأسه من الباب وعلى شفتيه ابتسامه مرحه ليأمره سيف قائلا وأخيرا طل القمر علينا، ادخل ماذا تنتظر...

دخل سعيد اليهم وهو يرتدي شورت احمر وقميص اصفر وقبعة خضراء مما جعل معتز يضحك عاليا وهو يقول ما هذا الذي ترتديه، إشارة مرور دخلت علينا، هل كنت في المصيف يا سعيد...
ضحك سعيد هو الاخر قائلا أووه سيد معتز وما أجمله من مصيف...

نهض سيف من مكانه متجها نحوه قائلا حمدا لله على سلامتك سيد سعيد، ثم قبض عليه بقوة وهو يرميه على الكرسي قائلا بعصبيه شهر كامل لا احد يعلم عنك شيئ، هل ارسلتك برحلة الى الصين وانا لا أعلم، وما هذه الملابس التي ترتديها، هذا منظر شخص ذاهب في مهمه سريه كهذه...
ازدرد لعابه بتوتر سيد سيف ارجوك، اقسم لك ان انقطاعي كان له أسباب، كما انني نفذت المهمه على اكمل وجه...
هل حدثت أية اخطاء معك...

هز سعيد رأسه نافيا نهائيا، كل شيء تم على اكمل وجه، أعطيت الملفات للسيدة جميله حتى تضعها في غرفتك...
جيد يا سعيد، قالها وهو يعاود الجلوس في مكانه ثم أردف قائلا هناك مهمه اخرى تنتظرك...
سأله سعيد مهمه اخرى، بهذه السرعة...

نعم بهذه السرعة، ليس لدينا وقت لننتظر، قالها وهو يرمي أمامه ملف يحوي على صورة لفتاة ومعلومات عنها هذه هايدي الصاوي، ابنة رشاد الصاوي، اريد ان تراقبها، تراقب جميع تحركاتها، اريد ان تجلب لي معلومة تفيدني في اقرب وقت ممكن...
حسنا سيد سيف، سوف ابدا غدا في المهمه...
آليوم، اليوم سوف تبدأ في المهمه...
سعيد بضجر سيد سيف، اريد القليل من الراحة من فضلك...

سيف بنبرة حاسمة خذ الملف واخرج فورا من امامي لتبدآ في عملك، اي تأخير فيه سوف يضرنا...
حاضر سيدي، قالها بتأفف وهو يتجه نحو الخارج ليبدآ في مراقبة هايدي كما أمره سيف...
^
في مساء اليوم التالي
في أمريكا
والآن ماذا ستفعلين...

قالها جاد بتساؤل وهو ينظر الى تمارا التي تجوب غرفة الجلوس في الفيلا خاصته ذهابا وإيابا بتفكير، كان جاد صديقها المقرب منذ ايّام الجامعة، فكانا يدرسان سويا وعلاقتهما وطيدة للغايه، وبعد التخرج سافر جاد الى أمريكا وبدأ يعمل هناك، وهو نفسه من ساعدها وجلب لها جميع المعلومات عن حازم...

لا اعلم، يجب ان أتصرف واجد طريقه اخرى تقربني منه في أسرع وقت، لقد ظننت اني من خلال عملي لديه سوف اجد فرصة للتقرب منه بشكل أكبر...
هذا اول يوم لك، لا تستعجلي كثيرا...
أقول لك انه أعطاني وظيفة محاسبة في الشركة، ولدي مكتب خاص بي في طابق اخر عن الطابق الذي يمكث فيه، ولا يوجد تعامل بيني وبينه الا نادرا، كيف سآتقرب منه بالله عليك...
بصراحه لا اعلم، اجابها بأسف.

جلست على الكنبه بجانبه وهي تهز رأسها بتفكير محاولة إيجاد الطريقة المناسبه لتوطيد علاقتها به، انتفضت من مكانها فجأة وهي تقول بحبور وجدتها، وجدتها اخيراً يا جاد...

بعد دقائق كانت واقفه امام حمام السباحه الموجود في الفيلا وهي تكاد تتجمد من شده البرد فالجو كان باردا للغايه بينما تحدث جاد قائلا لا تتهوري يا تمارا، ما تفعلينه جنون...
هذا الحل الوحيد يا جاد، لا توجد طريقه اخرى غير هذه...
وهل هذه طريقه مضمونه يا عزيزتي، ماذا لو لم تحقق النتيجه التي تريدنها...

انا متأكده انها ستنجح، غدا عندما يتصل بي ليعيد لي سيارتي، سوف يجدني مريضه بائسة لا احد بجانبي يرعاني، حينها سيتصرف بالتأكيد ويساعدني...
وإذا لم يهتم...
مستحيل، يبدو شهما جدا، ولن يتركني لوحدي وانا مريضه للغايه...
كما تشائين، لكن تذكري اني حذرتك...
تمارا بإصرار وانا مصره على ما افعله، هيا اقترب مني وادفعني...
قلبي لا يطاوعني، الماء بارد للغايه...

تمارا بعصبيه لا تكن سخيفا يا جاد، انا من سوف يتجمد من البرد داخله وليس انت...
اقترب منها جاد بأسف ثم دفعها بيده لتسقط داخل المسبح وهي تصرخ بفزع من شدة برودة المياه...

هيا يا تمارا اخرجي، قالها جاد بعصبيه وهو ينظر الى تمارا التي تجلس في حوض السباحه تحتضن جسدها بيديها الذي يرتجف بقوة من شدة البرد...
كم مر من الوقت، قالتها وأسنانها تصطك ببعضها وجسدها ينتفض بقوة
اجابها قائلا ثلث ساعة، اكثر من هذا سوف تتجمدين في مكانك...
خرجت تمارا من المسبح وهي ترتجف من شدة البرد ليقترب منها جاد ويحيطها بمنشفة كبيره ويسير بها الى الداخل...

جلست على الكنبه وهي تحتضن جسدها بقوة بذراعيها بينما اصطكت ركبتيها ببعض من شدة البرد...
تقدم جاد وهو يحمل بيده بنطلون جينز وبلوزة شتويه أعطاها لها وهو يقول هذه لأختي، خذيها وارتديها...
أخذته منها ثم تحاملت على جسدها وهي بالكاد تستطيع ان تنهض من مكانها...
بينما تحدث جاد بأسف لم يكن عليك فعل هذا...
المهم ان يجلب نتيجه، قالتها ثم عطست بقوة فتحدث جاد بدأت تظهر أعراض المرض...

هزت رأسها موافقه ثم تركته واتجهت نحو احدى الغرف الموجوده في الطابق العلوي لترتدي الملابس التي أعطاها لها وتعود في الحال الى شقتها.

يكفي عمل اليوم، لقد تأخر الوقت كثيرا...

قالها قصي بجديه وهو ينظر الى يارا التي احتلت ملامح وجهها تعابير التعب والخمول، منذ الصباح وهما يعملان سويا دون توقف، لديه الكثير من الاعمال التي تراكمت عليه في الفترة الاخيره وهو يحاول ان ينتهي منها في خلال أسبوع واحد لا اكثر، لهذ اضطر الى مضاعفة وقت عمله حتى ينتهي من هذه التراكمات، وطبعا يارا كونها السكرتيره الخاصة به مضطره ان تشاركه في اغلب هذه الاعمال، انها مجتهده وذكيه، قالها لنفسه بصدق فيارا كانت في نظره رائعه في عملها، تعمل بجديه و فطنه مما جعله يرتاح معها كثيرا...

نهض من مكانه وفعلت يارا نفس الشيء، حيث نهضت من مكانها وبدأت تلملم الملفات المنثوره على مكتبه وعلى الطاوله التي أمامها، خرجت نحو مكتبها بعد ان انتهت من الترتيب ليهتف بها قصي قائلا انا سأوصلك معي يا يارا، لقد تأخر الوقت كثيرا ولا يجب ان تعودي الى منزلك لوحدك...
لكن، قالتها بتردد الا انه قاطعها فورا وهو يقول لا يوجد لكن يا يارا، الساعة تعدت الثانية عشر مساءا، كيف ستعودين بوقت كهذا لوحدك...

معك حق، هزت رأسها بتفهم وهي مدركة جيدا لصحة كلامه، فهي بالفعل كانت ستشعر برعب كبير من العودة الى منزلها لوحدها في هكذا وقت...
بعد حوالي نصف ساعه توقف قصي بسيارته امام العمارة السكنيه التي تقطن بها يارا...
يارا بابتسامه أشكرك كثيرا سيد قصي، لقد أتعبتك معي...
العفو يارا، غدا بإمكانك ان تأتي متأخره ساعتين من الوقت الأصلي لمجيئك تعويضا عن بقائك اليوم كله تعملين معي...

حسنا، قالتها وهي تنزل من سيارته متجهه نحو شقتها بينما قاد هو الاخر سيارته متجها نحو قصره...

فتحت يارا باب شقتها لتجد الظلام يعم في ارجاء الشقه، ضغطت على زر الضوء ليسطع شعاعه في ارجاء المكان، اغلقت الباب خلفها وهي تتقدم نحو غرفتها الى ان تفاجئت بيد قويه تنقض عليها، صرخت يارا برعب وهي تنظر الى ضياء الذي قيدها بيديه وهو يحاول تقبيلها، أبعدته عنها بقوه وهي تقول أيها السافل، ابتعد عني...

أحاطها بذراعيه بقوه وهو يقول برغبة كلا لن ابتعد يا يارا، وأخيرا وقعتي بيدي، لقد انتظرت هذه اللحظة لسنين طويله...
حاولت دفعه بعيد عنها وهي تصرخ ابتعد، سوف اصرخ على أمي لتتصرف معك أيها النذل...
والدتك ليست هنا يا حلوتي، لقد ذهبت الى صديقتها وسوف تبيت معها الليله، يعني لا يوجد غيرنا في الشقه...

أيها الخائن عديم الشرف، قالتها بنفور وهي تضربه بقبضتي يدها، ظلت تقاومه باقصى قوتها حتى استطاعت ان تدفعه بعيد عنها، قبضت على حقيبتها التي وقعت أرضا بجانبها ثم ركضت مبتعده عنه باتجاه الحمام وهو يلحقها، اغلقت باب الحمام بسرعه بالمفتاح بينما ظل هو يضرب الباب بيده وقدمه طالبا منها الخروج.

فتحت حقيبتها بسرعه وهي ترتجف من شدة الخوف ثم اخرجت هاتفها وبحثت في سجل الأسماء عن الرقم المطلوب، ضغطت على زر الاتصال بينما ضياء ما زال يضرب الباب بيده وقدمه بقوة وغضب...
وضعت يدها على قلبها وهي تدعو ربها ان يرد عليها بسرعه، وما ان سمعت صوته عبر الهاتف حتى استطاع ان يدفع ضياء الباب وتقدم نحوها، هتفت ببكاء قائله سيد قصي، ساعدني ارجوك...

عقدت حاجبيها بغضب بينما اشتعلت النيران داخل مقلتيها وهي ترى المنظر الماثل أمامها، سيف واقف مع فتاة شقراء امام باب جناحه والذي يقع على بعد مسافه قصيره من جناحها، الفتاة تضحك له وهي تستمع الى حديثه بينما يداعب هو وجنتها بيديه، قبضت على يدها بقوة وشعور الغضب يحتل كل جزء من جسدها ورغبه قويه في ان تقبض على تلك الفتاة وتبرحها ضربا سيطرت عليها، وجدت بعد دقائق الفتاة تبتعد عنه بعد ان قبلته على وجنتيه بحميميه...

استدار وهو ينوي العودة الى جناحه لكنه تفاجأ بها واقفه أمامه تنظر اليه بنظرات حارقه، تقدم نحوها وهو يرسم على شفتيه ابتسامه خبيثه ثم حدثها قائله رغد، لما إنتي واقفه هنا...
رمقته بنظرات هازئه ثم تحدثت بنفور قائله واحده من عشيقاتك العديدات أليس كذلك...
عفوا، ماذا تقصدين...
تلك الفتاة الشقراء، عشقيتك أليس كذلك، قالتها بغضب لم تستطع ان تخفيه
ما علاقتك انت بهذا، ما دخلك أساسا، اجابها بسخريه.

صرخت به قائله بلى لدي دخل، مثلما تتدخل انت في حياتي، وتفرض تعليماتك علي، انا أيضا يحق لي التدخل...
أتدخل في حياتك، متى تدخلت انا فيما يخصك أو فرضت رأيي عليك، مالذي تحاولين الوصول اليه يا رغد، لحظه لا تقوليها، هل تغارين من وقوفي مع تلك الفتاة، قالها بخبث واضح مما جعلها تضغط على شفتيها السفلى بقوه وتحدثت اخيراً ماذا تقول يا هذا، لماذا سوف أغار عليك مثلا...

لا يوجد تفسير اخر لتصرفك هذا، قالها بإصرار اغاظها بشده وهي تشعر ان كل شيء اصبح ضدها وموقفها في هذا الحديث بات ضعيفا للغايه...

تحدثت بانفعال انا لم أعد افهم شيئا، انت ماذا تريد مني يا سيف، احيانا أجدك تتقرب مني بكل الطرق، تتعامل معي بكل رقه واهتمام، وأحيانا اخرى تتصرف معي على النقيض تماما، تتجاهليني بشكل غريب، ويتحول كل الاهتمام واللطف الى اُسلوب جاف، انا تعبت من كمية التناقضات التي اعيشها بسببك، من حقي ان افهم ماذا تريد مني، ماذا امثل انا لك، انا متعبه وحائرة سيف، متعبه جدا، جد لي حلا يخرجني من كل هذا، جد لي ارجوك، قالت كلماتها الاخيره بصراخ مما جعله يقبض على ذراعها وهو يجرها داخل جناحها...

أغلق باب الجناح وهو يحدثها بجديه قائلا انت السبب في كل هذا يا رغد، هروبك الدائم مني، هروبك من حقيقة تخافين الاعتراف بها، حقيقة انك وقعت في حبي، انت تحبينني يا رغد، وهذا هو سبب تعبك وحيرتك، اعترفي لنفسك بهذا على الأقل، انت بيدك جميع الحلول، لكنك ترفضين الاعتراف بهذا...
كلا، انا لا أحبك، من المستحيل ان احبك، انت كاذب، قالتها بصراخ.

ثم اقتربت منه وهي تضربه على صدره بقوه وتتحدث بهيستريا انت تكذب يا سيف، توهمني بحبك حتى تحصل علي كما تريد، انت مراوغ حقير، وانا لن اصدق شخص مثلك...
صرخ بها قائلا ما زلتي مصره يا رغد، تعاندين من في كلامك هذا، انت لا تعاندين احد سوى نفسك، تؤذين نفسك بشده...
اصمت، انا افهم جيدا ما تحاول فعله...
حقا، هل تريدين إثبات لصحة كلامي يا رغد...

ابتعدت عنه وهي تنظر له بتوجس فيما اقترب هو منها على مهل، رماها فجأة على السرير ثم رمى بجسده فوقها وهو يحاصرها بكل سيطرة، انقض على شفتيها يقبلها بعنف، حاولت ان تقاومه في بادئ الامر الا انها لم تستمر في مقاومتها له طويلا، حيث لفت يدها حول جسده لتبادله قبلته، وتندمج معه في موجه من الأحاسيس والمشاعر المشتعله...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة