قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع والعشرون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع والعشرون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل السابع والعشرون

في صباح اليوم التالي.

فزعت رغد من نومتها فجأة لتجد الساعة تعدت التاسعه صباحا وهذا يعني انها تأخرت عن عملها، تأففت بضيق وهي تنهض من سريرها متجهه ناحية كريستين النائمة بعمق، هزتها من كتفها محاوله إيقاظها الا انها كانت مستغرقه في نومها بشكل عميق للغايه، يأست رغد منها بعد عدة محاولات لإيقاظها فقررت تركها والذهاب الى الشركة بمفردها، ارتدت ملابسها على عجل ورفعت شعرها القصير بشكل ذيل الحصان ثم خرجت من منزلها متجهه الى الشركة...

وصلت بعد حوالي نصف ساعة الى الشركة فدلفت الى الداخل واتجهت الى مكتبها بخطوات شبه راكضة، ما ان وصلت الى مكتبها وفتحت الباب حتى تصنمت في مكانها وهي تتطلع الى الرجل الجالس على مكتبها الخاص في كرسيها المعتاد واضعا قدما فوق الاخرى ويدخن سيجارته بكل أريحية، نفث دخان سيجارته ثم نظر الى ساعته وحدثها بلهجه عملية مصطنعه:
متأخره ساعه ونصف عن موعدك الأصلي...

ما زالت الصدمه مؤثرة عليها فلم تستطع ان تنطق بكلمة واحده في تلك اللحظه، ان تراه فجأة امامها جالسا بكل عنجفه وغرور يرميها بنظرات هادئة لكنها بارده ايضا لم يكن هينا عليها ابدا، تجمدت اوصالها باكملها من هول المفاجأة وشعرت بجفاف يكسو فمها منعها من الحديث، ازدردت لعابها بتوتر وهي تطالعه بنظرات متوجسه، حاولت استعادة رباطة جأشها والرد عليه فخرج صوتها مترددا متقطعا: -هل وظفوك مدير هنا وانا لا اعلم...

قهقه بصوت عالي وهو ينهض من مكانه متوجها ناحيته، وقف امامها ووضع كف يده على وجنتها التي غدت حمراء من شدة التوتر، توقف اخيرا عن قهقهته وحدثها وهو محتفظ بابتسامة خفيفه: -لو تعلمين كم اشتقت الى مشاغباتك هذه...

كانت نبرته صادقه وقد شعرت هي بهذا مما جعل قلبها ينبض بقوة وعينيها تلمع بنظرات متلهفه، سرعان ما استعادت وعيها من تلك المشاعر التي سيطرت عليها للحظات فابعدت كف يده عن وجنتها وقد تبدلت نظراتها من متلهفه الى اخرى نافره..
تحدث اخيرا بصوت جامد: - لماذا جئت، ماذا تريد...؟
فأجابها بجديه قائلا: - اريد الحديث معك...
انت مشغولة الان، لدي اعمال كما ترى...

لقد اخذت الإذن من كريستيان وهو يسمح لك بالخروج معي الان، قالها بتهكم واضح،
زفرت بضيق وهي تشعر بانها محاصره منه ولا تستطيع الرفض فحجتها الوحيده قد ذهبت سدى، قررت الذهاب معه و سماع ما يريد قوله، خصوصا انها لم تجد سببا مقنعا لرفضها هذا اضافه الى فضولها الزائد لمعرفة ما يضمره حديثه لها...
بعد حوالي نصف ساعة كان الاثنين يجلسان على طاولة مربعة الشكل تسع أربعة أشخاص في احد المطاعم الراقيه...
تحدث...

نطقتها رغد بجمود محاولة قدر الإمكان السيطره على انفعالاتها امامه...
صب سيف القليل من الماء له في الكأس الموضوع امامه وشربه على دفعه واحده...
اخذ نفسا عميقا ثم حاول ان يصوغ كلماته بشكل جيد حتى لا يخطأ بكلمة قد تثير غضبها...
لا يعرف منذ متى وأصبح مراعيا هكذا، لكنه فجأة وجد نفسه مضطرا الى مراعاتها في جميع تصرفاتها...

تحدث أخيرا بصوت هادئ بث الخوف في نفسها، الخوف من الاستسلام، هي تخاف ان تضعف امامه، تخاف ان يخونها قلبها مره اخرى وتسلم نفسها اليه من جديد، ان تعود الى نفس النقطه السابقه هو ما لن تتحمله ابدا...
رغد، اعرف ان ما حدث بيننا كان صعبا جدا بالنسبة لك، لقد آذيتك كثيرا، اعترف بهذا...
انت دمرتني، قاطعته مصححه،
اومأ برأسه مؤكدا ما قالته ثم استطرد في حديثه قائلا معك حق، اعلم انني جرحتك كثيرا و...

قاطعته مره اخرى قائلة لماذا جئت يا سيف، ماذا تريد مني، قل ما لديك بصراحه...
لحظات صمت بينهما مرت جعلتها تتأفف بضجر بينما يجلس هو مقابلها يعقد كفي يديه امامه وعينيه تجولان حول وجهها المتجهم...
تحدث اخيرا بصعوبه لقد جئت لاعتذرك منك عن جميع ما سببته لك، انا أسف حقا...
اعتذارك غير مقبول سيد سيف، قالتها وهي تنهض من مكانها بنية تركه والخروج من المكان الا انه سارع وقبض على يديها مانعا اياها من النهوض...

رغد، انتظري ارجوك...
ماذا تريد..؟ تحدث من فضلك...
رفع سيف حدقتيه الى الاعلى بنفاذ صبر، يشعر برغبة كبيره في ان يصرخ بوجهها ويأمرها بطاعته لكنه لا يريد ان ينفرها منه من جديد...
قرر ان يدخل في الموضوع مباشرة ويقول ما لديه وينهي هذه الجلسه التي باتت تخنقه...
اريد ان نعود سويا،
هكذا بكل سهوله،
انا ما زلت اريدك يا رغد، قالها سيف بنبرة صادقه أرسلت رجفه احتلت جسدها باكمله وجعلت قلبها ينبض بعنف...

شعر سيف بها وابتسم بداخله بخبث وهو يشعر بان كل شيء بدأ يتدحرج لصالحه...
أردف موضحا ما قاله انا اريدك معي دائما يا رغد، اريد الزواج منك...

صوت ضحكاتها العاليه التي تبعت ما قاله أغضبه بشده حتى شعر برغبة قويه في لكمها على فمها الذي يبث تلك الضحكات اللعينه، توقفت اخيرا عن الضحك بينما بدأت الدموع تنساب على وجنتيها بحراره، دموع فشلت في منعها من الهطول او ايقافها، تحدثت اخيرا من بين دموعها بنبرة متحسرة: - أتعلم، لو قلت هذا الكلام من قبل لكنت اسعد امرأة على هذه الارض...

صمتت للحظات ثم اكملت بابتسامه هازئة لكنها مكسورة: - اما الان فلم يعد ينفع...
عقد حاجبيه الثخينين ثم همس متسائلا ماذا تعنين...؟
فاجابته بنبرة جاده وهي تمسح دموع بظاهر كف يدها: - ما أعنيه انني ارفض طلبك يا سيف...
لماذا...؟ اريد ان افهم، لقد اعتذرت منك، وها انا اعرض عليك الزواج ايضا، ماذا يجب ان افعل ايضا...؟

هل تظن انك بكلامك هذا سوف تصلح كل شيء بيننا، وتعيد علاقتنا الى سابق عهدها، انت مخطئ للغايه سيد سيف، ما بيننا لا يمكن اصلاحه بهذه السهوله، هناك اشياء كثيره تدمرت بيننا، انا لن أنسى بسهوله ما حدث وما فعلته بي، لن أنسى خيانتك لي مع تلك المهندسه، ولن أنسى ضربك لي اكثر من مره، وإهاناتك المتكرره والتقليل من شأني، حتى محاولة انتحاري بسببك لن أنساها...

كلماتها اخترقت قلبه كالرصاص، لم يستطع ان يتحدث بكلمة واحده حتى، لم يعرف ماذا يقول، شعر ببرود غريب يسري في جسده جراء كلماتها اللاذعه، وندم كبير يطغي عليه، لقد سبب لها كل تلك الالم والجراح له، لقد أذاها كثيرا...

نهضت رغد من مكانها وتركته غارقا في افكاره واتجهت خارجه من المطعم باكمله، ما ان خرجت من المطعم حتى شهقت بالبكاء وهي تشعر بالم شديد يغزو روحها وقلبها، وسؤال واحد يتكرر داخلها لماذا تأتي الأمنيات في الوقت الخطأ، في وقت تفقد فيه قيمتها...

بعد مرور أسبوع
دلف قصي الى داخل قصره واتجه الى غرفة الجلوس ليجد مونيا جالسه هناك تقلب في احدى المجلات كما توقع...
شعرت بوقع اقدام تقترب منها فرفعت رأسها عن المحبه لتجد قصي يتقدم منها...
اقترب منها قصي وقبلها من جبينها وهو يهتف بها قائلا: - الم يأن الوقت لتباركي زواجي يا عمتي...

أشاحت مونيا بوجهها باضطراب شديد، لطالما كان لقصي معزه خاصه لديها، فهي من ربته منذ ان كان صغيرا وتعتبره في مكانة رامي ابنها...
تحدثت اخيرا بنبرة صادقه: - انت تعرف انني اتمنى لك السعاده والخير من اعماق قلبي، لكن...
قاطعها بسرعة قائلا: - صدقيني يارا جيده، وانا متاكد انني سأكون مرتاحا بهذا الزواج...
ابتسمت مونيا على مضغ ثم نهضت من مكانها و ضمته بقوه وباركت له بصدق بالرغم من رفضها الداخلي لهذه الزيجه...

ارتاح قصي كثيرا لموافقة زوجة عمه اخيرا، صعد الى الطابق العلوي متوجها الى غرفة يارا، طرق على الباب عدة مرات ليأتيه صوت يارا سامحا له بالدخول...
دلف قصي الى داخل غرفتها ليجدها واقفه على الشرفه موليه ظهرها له تنظر الى حديقه القصر...
ما ان شعرت به حتى استدارت له على الفور، عقدت ذراعيها امام صدرها وهتفت به بجمود قائله: - خير ماذا تريد...؟

اجابها قصي بتهكم: - هل هذه الطريقة المناسبه للتحدث بها مع زوجك...
ارجوك لا تبدأ الان، قل ما لديك...
اخذ قصي نفسا عميقا ثم زفره، تحدث بصوت جدي قائلا اريد ان نتحدث جديا بشأن حفل زفافنا...
اذا انت ما زلت مصر على اقامة حفل زفاف...
بالتأكيد، مصر للغايه ايضا...
حسنا، وماذا تريد مني الان...؟
اريد اخبارك بان الزفاف سوف يكون بعد شهرين من الان، اضطررت الى تأجيله قليلا حتى حتى يمر بعض من الوقت على وفاة ابي...

اجله او الغيه حتى، ما علاقتي انا، قالتها يارا بحنق واضح جعل قصي يتقدم ناحيتها ويقبض على ذراعها بقسوه قائلا اسمعيني جيدا، لا تختبري غضبي أفضل لك، اشكري ربك اني ما زلت مراعيا لك واعاملك بشكل جيد، لا تستفزيني أفضل لك...
ترك قصي بعدها ذراعها وخرج من الغرفه باكملها وهو يشعر بغضب شديد يسيطر عليه بسبب يارا وتصرفاتها.

ولجت رغد الى داخل احد المطاعم الراقيه لتجد سيف ينتظرها هناك...
جلست على الطاولة التي تم حجزها مسبقا من قبله ثم سألته بضيق: - ها قد اتيت، اخبرني، ماذا تريد...؟
اجابها سيف بهدوء جم: - اهدئي اولا، و دعينا نتحدث...
بماذا سوف نتحدث...؟
بوضعنا الحالي، وما نحن عليه الان...

عن اي وضع تتحدث...؟ انظر اليَّ، لا يوجد شيء بيننا لنتحدث به، قالتها بنبرة عاليه بعض الشيء ثم ارتدت بجسدها الى الخلف عاقدة ذراعيها امام صدرها محركة شفتيها بحركة عابسه...
نقر سيف بأطراف أصابعه على الطاوله عدة مرات، ثم اخذ نفسه وتحدث قائلا بنفس نبرته الهادئة: - بلى، يوجد بيننا عرض زواج...
اظن ان إجابتي وصلتك مسبقا...

ضرب بيده على الطاولة مما جذب الأنظار اليهم ثم صاح بها قائلا وقد بدأ صبره بالنفاذ: -رغد، لا تستفزيني...
اخفض رأسه قليلا وقد بدأ صدره يعلو ويهبط من شدة انفعاله بينما ظلت هي تراقبه بنظرات متردده...
هدأ تنفسه المضطرب قليلا فرفع رأسه بعدها وبث لها نظراته المتوعده مما جعلها تبتلع ريقها بتوتر، وضع يده داخل جيبه واخرج علبة السجائر خاصته، سحب سيجارة منها وأشعلها ثم بدأ يدخنها...

زفر دخانها ثم تحدث قائلا وقد استعاد بعضا من هدوئه وسيطرته على نفسه: - هل لي ان اعرف سبب رفضك لعرضي يا رغد...؟ على الأقل تحدثِ وقولي السبب...
اخذت نفسا عميقا وزفرته ببطء، خرجت الكلمات متردده واهيه من بين شفتيها وهي تقول: - حسنا، انا من يريد ان يسأل في الاساس، لماذا عرضت علي الزواج يا سيف...؟
ارتد بجسده الى الخلف قليلا ثم قال ببساطه لأني اريدك...

أطبقت على شفتيها بقوة حتى تسيطر على ضحكاتها التي باتت على وشك ان تظهر له مما جعل صدغيها يهتزان من شدة الضغط...
سيطرت اخيرا على ضحكتها ثم تحدثت بصوت متهكم امام نظراته المنزعجه هكذا بكل سهوله،
ماذا اذا...؟ هل هناك شيء اخر يجب ان أقوله...
ثم اكمل ببروده المعتاد: - لا تلفي وتدوري في حديثك، قولي ما تريدين سماعه مني...

صرخت به بانفعال شديد: - انا لا الف وأدور، انت الذي تتغابى، تتصرف وكأنك لا تفهم ما اعنيه...
لا تقللي أدب، صاح بها بصوت جهوري اثار انتباه جميع الموجودين في المكان، نهضت من مكانها بعد ان حملت حقيبتها بيدها متجهه الى خارج المطعم بينما لحقها هو قابضا على ذراعها مانعا اياها من الذهاب...

وكأن نفس المشهد يتكرر من جديد، في اللقاء الثاني الذي جمعهما، وفِي الحالتين كانت تهرب، في المره الاولى كانت تهرب من مغتصب وهذه المره تهرب من حبيب وبين الاثنين فرق كبير وندم واضح وذنب صعب الإغفال عنه...
قبض على ذراعها بيديه وأدارها بالقوه اتجاهه، جال ببصره على أنحاء وجهها فشعر بقلبه ينبض بقوة، نبضات تحتل ذلك الجزء الصغير من جسده لاول مره، نبضات لا يستطيع إنكارها او الهرب منها...

رمشت بعينيها عدة مرات بارتباك شديد من نظراته التي احاطتها من جميع الجوانب...
اخذ نفسا عميقا وزفره ببطء، تحدث اخيرا: -رغد اسمعيني...
قاطعته بسرعه: - لا اريد سماع كلامك المعتاد يا سيف، اما ان تقل شيء مفيد او اصمت...

ظل يرمقها بنظرات مستهجنه تخفي ولعه بها وهو يشعر بحيرة شديد، انه يعشقها، يعترف بهذا لكن في داخله، هناك في الجزء النابض من جسده يتجسد عشقه لها، عشق لا يفطنه سوى قلبه، فهو سره الذي يخشى منه، يخشى ان يخرج امام الملأ فيفضحه...
شعر بنفسه محاصر داخل قفص حديدي أوصدت هي ابوابه جيدا، ولأول مره يجد نفسه امام خيارين لا ثالث لهما...
اما الاعتراف بحبه لها او الرجوع من حيثما جاء...

صاح بها بانفعال وهو يشعر بان اعترافه هذا حبل طويل يقيده
انا احبك، هل ارتحت ِ الان...
لا تتحدث هكذا وكأنك مجبر على هذا الاعتراف...
ثم اردفت بصراخ حانق وهي تعقد حاجبيها بتوعد هل انت مجبر حقا، اجبني...
اجابها بصوت حاد ونظرات مشتعله: -سيف النصار لا احد يجبره على قول شيء لا يريده يا رغد، وانت تعرفين هذا جيدا...
وإذا قلت اني غير واثقه بك، ماذا ستفعل...؟ كيف ستثبت لي صحة كلامك...

وضع أنامله على ذقنه وحرك رأسه دليل على التفكير ثم ما لبث ان التهم شفتيها بقبلة جامحه اخرستها فورا و لم تترك لها اي مجال للمراوغه او الرفض...

بعد حوالي ساعة كانت رغد جالسه بجانب سيف في منزلها منتظره قدوم والدتها، ما زالت غير مصدقه لما يحدث معها...
لقد اعترف لها سيف بانه يحبها ثم قبلها وسحبها من يدها لكي يقابل والدتها ويخطبها منها...
كل شيء تم بسرعه كبيره كالعاده، وهذا اكثر ما يخيفها...
استدارت ناحية سيف الجالس بجانبها على كنبه تتسع لشخصين فوجدت ملامحه هادئه ويبدو مرتاحا نوعا ما...

فتح الباب لتدلف كريستين منه، توترت رغد كثيرا حالما رأتها و خافت من ان تتصرف مع سيف بطريقة خاطئة، و بالفعل فعلت كريستين ما خافت منه رغد...
ما ان رأت كريستين سيف حتى صاحت مشيره اليه: - ماذا يفعل هذا المتخلف هنا...؟
ضغط سيف على انامل رغد بكفه ثم همس لها قائلا: - اخرسيها حالا والا سأتصرف انا معها على طريقتي الخاصه...

نهضت رغد من مكانها بسرعه وقبضت على ذراع كريستين التي كانت ترمي سيف بنظرات محتقره وجرتها خلفها، ما ان أصبحا داخل غرفة رغد حتى صرخت كريستين قائلة: - ماذا يفعل هذا الحقير هنا...
هش اصمتي، قالتها رغد وهي تضع إبهامها على فمها ثم اكملت قائلة: - لقد جاء ليخطبني...
تطلعت كريستين لها بعدم استيعاب، كررت ما قالته رغد لعدة مرات بعدم تصديق لما سمعته، واخيرا صرخت بسعاده وضمت رغد بقوة...

ابتعدت رغد عنها بعد لحظات وهي تهتف بمرح: - مجنونه...
عقدت كريستين حاجبيها وهي تجول ببصرها حول رغد ثم ما لبثت ان قالت ما هذا الذي ترتدينه، اذهبي وغيري ملابسكِ فورا...
كلا، لن اغيرها، و اذا لم يعجبه ليتفضل ويذهب...
ايتها الغبيه، نحن كنا نتمنى مجيئه هاذ منذ وقت طويل...
قالتها كريستين وهي تركض خلف رغد التي خرجت من الغرفه...

بعد حوالي عشر دقائق اخرى فتحت والدة رغد الباب وولجت الى الداخل...
توقفت في مكانها بعدما رأت سيف الذي يجلس بجانب رغد وهي تنظر اليهم بتساؤل واضح...
وثبت رغد من مكانها وتقدمت ناحية والدتها ثم وقفت بجانبها وهي تهتف بابتسامه قائلة: - ماما أعرفك، هذا سيف، جاء لخطبتي...

نقلت لميس أبصارها بين رغد وسيف باستغراب شديد مما جعل سيف ينهض من مكانه ويتقدم ناحيتها بخطوات واثقه ثم مد يده ناحيتها وعرفها على نفسه بنبرة رجوليه قوية: - سيف النصار...
اهلا بك، تفضل، قالتها لميس وهي تشير الى احدى الكنبات بعدما ردت تحيتها فاستجاب سيف لها وجلس على المكان الذي اشارت اليه ثم بدأ يتحدث معها بكل أريحيه وثقة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة