رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثامن والعشرون
بعد مرور ثلاثة ايام
تقدمت جميله الى المطبخ لتجد بتول جالسه تتحدث مع سعيد ويقهقهان سويا...
صرخت بهما بعصبية قائلة: - ما هذا الذي تفعلانه أنتما الأثنان...؟ انهضا فورا وأكملا أعمالكما، السيد سيف وضيوفه سيصلون بعد قليل...
انتفض كلا من سعيد وبتول من مكانهما ثم أسرعا لإكمال أعمالهما بينما هزت جميلة رأسها بنفاذ صبر وخرجت من المطبخ متجهه الى الطابق العلوي...
دلفت الى صالة الجلوس لتجد والدة سيف جالسه وبجانبها ليان وعلى الكرسي المقابل لهما يجلس معتز...
كل شيء جاهز لاستقبال الضيوف يا جميله..؟ سألتها كوثر لترد جميله بنبرة جادة قائلة: - نعم، اطمئني سيدتي، كل شيء جاهز...
هزت كوثر رأسها ثم اردفت قائلة بنبرة ممتعضه: - لنرى من هي تلك الفتاة التي اختارها ابني عروس له...
تطلع كلا من ليان ومعتز الى بعضهما بنظرات قلقه بينما استدارت كوثر ناحية ليان وسألتها: - انت تعرفينها، اليس كذلك...؟
نعم ماما، التقيتها مرتين من قبل، انها فتاة لطيفه و...
من هي عائلتها...؟ ما اصلها..؟
لا أعلم، اجابتها ليان بجديه فذهبت كوثر ببصرها ناحية معتز الذي هز رأسه بعلامة نفس دلالة على جهله لأي معلومات عنها...
اين حفيدي، اريده حالا، قالتها كوثر بنبرة أمرة فجائت نورا على الفور وهي تحمل الصغير بيدها بعد ان صاحت عليها جميله...
تقدمت ناحية كوثر وأعطتها الصغير فأخذته منها، استدارت نورا ناحية معتز فوجدته ينظر لها بلا مبالاة فتعجبت في داخلها كثيرا وشعرت بحزن غريب طغا عليها...
اجلسي يا نورا بجانبي انت والصغير، اريدهم ان يروا حفيدي بجانبي حينما يأتوا...
اطاعتها نورا على الفور وجلست بجانبها وهي تشعر بكأبه شديده سيطرت عليها...
بعد لحظات تقدم سيف الى داخل صالة الجلوس وورائه كلا من رغد ولميس فنهض الجميع على الفور لاستقبالهما...
نهضت والدة سيف من مكانها وتقدمت عدة خطوات لاستقبال ضيوفها الا انها تصنمت في مكانها وهي تتطلع الى والدة رغد بعدم تصديق...
أغمضت عينيها وفتحتها وهي تردد بصوت منخفض: - لميس العمري، زوجة عدنان العمري، والدة قصي العمري...
ابتلعت كوثر صدمتها على الفور حتى لا تجعل احد يشعر بها او يلاحظ تغير ملامحها الذي بالتأكيد سيطرت عليها الدهشة والاستغراب، ابتسمت باضطراب وهي تقترب من والدة رغد وتحييها مرحبة بها في بيتها، ثم اتجهت ناحية رغد التي اقتربت منها بسرعه وقد رسمت على شفتيها ابتسامه عريضه ثم مدت يدها لتحييها فردت كوثر لها تحيتها وهي تهتف بها بنبرة ودودة ماشاء الله جميله للغايه، احسنت الاختيار يا بني...
ابتسم سيف بهدوء الا انه في داخله كان يشعر بما يعتمل داخل والدته من رفض وكره لهذه الزيجه، الا ان والدته تستطيع جيدا اخفاء ما تضمره في داخلها وافتعال العكس بطريقة لطالما ادهشته...
تقدم سيف ناحية الصغير واخده من نورا ثم قبله على وجنتيه ثم تقدم به ناحية رغد والتي استقبلته منه فورا بابتسامه واسعه وحملته منه، قبلت رغد الصغير على وجنتيه ثم قالت بحبور انه يشبهك للغايه، فابتسم سيف لها وحمل الصغير مره اخرى منها ثم طلب من نورا ان تأخذه فقد حان وقت إطعامه...
رحب بعدها كلا من معتز وليان برغد ووالدتها ثم جلس الجميع بصالة الجلوس بعد ان تعرفوا على بعض وبدئوا يتحدثون في شتى الأمور...
بعد مدة زمنيه تقدمت جميله منهم وأخبرتهم بان الطعام جاهز لتطلب كوثر من الجميع النهوض والتوجه نحو المائدة ليتناولوا سويا طعام الغداء الذي اعدته كلا من جميله وبتول بعناية فائقة تليق بضيوف سيف المهمين للغايه...
ترأس سيف مائدة الطعام وجلست كوثر على جانبه الأيمن وبجانبها كلا من ليان ومعتز بينما في الجهة الاخرى جلست كلا من لميس على جانب سيف الأيسر وبجانبها رغد...
بدأ الجميع يتناول طعامه في هدوء تام قطعه سيف والذي تحدث بجديه قائلا لقد حددت موعد الزفاف...
تطلع اليه الجميع بترقب وتعجب في آن واحد فهم توقعوا ان تكون هناك فترة خطوبة تسبق حفل الزفاف،
نظر سيف بعينيه ناحية رغد وهو يكمل ما بدأه سوف يكون بعد ثلاث ايام...
شهقت ليان بصوت عالي جعل سيف يكز على اسنانه بغيظ منها وهو يرميها بنظرات متوعده بينما اتسعت عينا والدة رغد بصدمه جليه ولم تكن صدمة رغد بما قاله سيف اقل منها...
هنا لم تستطع والدة رغد السكوت وتقبل ما قاله سيف فتحدثت قائلة بضيق كان عليك ان تأخذ رأينا اولا قبل ان تحدد موعد الزفاف...
هذا شيء يخصني انا ورغد في نهاية الامر، واظن ان رغد موافقه على ما قاله، أليس كذلك عزيزتي...؟ سألها سيف وهو يرمقها بنظراته الواثقه من موافقتها مما اشعرها بالاضطراب وقلة الحيلة في وضعها هذا، فهي تريد ان تتزوجه وبشده لكنها ما زالت خائفه منه ومن تكبره وجبروته الذي يجعلها تتخيل اشياء سيئة للغايه سوف تحدث معها في المستقبل...
أردفت والدة رغد قائله باستياء واضح لما الاستعجال؟ لتكن هناك فترة خطوبه على الأقل...
فأجابها سيف معترضا انا ورغد نعرف بعضنا منذ وقت طويل، نحن لسنا بحاجة لفترة خطوبه نهائيا...
ثم عاد وكرر سؤاله مره اخرى قائلا أليس كذلك عزيزتي...؟
تطلعت اليه رغد بصمت وهي تشعر بانظار الجميع مصوبه نحوها فلم تملك حل اخر سوى ان تهز رأسها كموافقه على ما قاله...
دلفت رغد الى داخل الغرفة التي أعدت لها مسبقا لتقيم فيها...
اغلقت الباب خلفها جيدا ثم اخرجت هاتفها من جيب بنطالها واتصلت بكريستين...
اجابتها كريستين فورا فهي كانت تنتظر اتصالها هذا على احر من الجمر ليدور الحديث بينهما حول احداث هذا اللقاء
رغد، واخيرا اتصلتي...
كيف حالك؟..
ليس المهم حالي الان، اخبريني ماذا حدث معك؟..
تعرفت على والدته...
جيد، وكيف بدت لكِ...
بدت لي سيدة لطيفه للغايه، كما انها جميله جدا، شقراء وعيونها زرقاء لامعه تشبه...
قاطعتها كريستين بسرعه
ما علاقتي بشكلها انا، ماذا سأفعل به مثلا! حدثيني عن طباعها، كيف تعاملت معكِ...
اخبرتكِ منذ قليل بانها تبدو لطيفه و ودوده، اما طباعها فبالتأكيد لن اعرفها منذ اول لقاء...
معك حق...
استمر الصمت بينهما للحظات قليله قطعته رغد وهي تقول لقد حددنا موعد الزفاف، سوف يكون بعد ثلاثة ايام...
ما ان سمعت كريستين كلمات رغد حتى صرخت بشكل لا إرادي ماذا...؟
ثم اردفت بعدم تصديق
انت تمزحين، أليس كذلك...؟
فاجابتها رغد مؤكده ما قالته
كلا، انا لا امزح، زفافي بعد ثلاثة ايام، وانت يجب ان تأتي قبله بالتأكيد...
زفرت كريستين انفاسها بحنق ثم تحدثت بضجر
لما أنتما مستعجلان هكذا...
سيف هو من قرر هذا، لقد حدث ما حدث، متى ستأتين انتِ...؟
اجابتها كريستين بجديه.
لا أعلم، يجب ان اتحدث مع السيد كريستيان لأاخذ اجازة اولا...
تعالي فورا كريستين، انا في حاجة لك...
تتحدثين وكأن الامر بهذه السهوله يا رغد، قالتها كريستين بسخريه تشوبها عصبية خفيفه...
ما بك يا كريستين...؟ تبدين متضايقه، سألتها رغد بقلق وترقب فاجابتها كريستين بسرعه
متضايقه من هذا الاستعجال الغريب، أنتما حتى لم تقيما حفل خطوبة اولا...
قلت لك ان سيف هو من قرر هذا و...
قاطعتها كريستين بملل وضجر شديد.
سيف سيف، كل شيء يقرره سيف، وماذا عنك...؟
شعرت رغد بالإحراج من سؤال كريستين ولم تعرف بماذا تجيب فالتزمت الصمت...
احست كريستين هي الاخرى بانها ضايقت رغد فيما قالته و أنبت نفسها لانها تحدثت معها بهذه الطريقه الحديه نوعا ما...
تحدثت كريستين بلطف قائله
حسنا يا رغد، يبدو انني بالغت قليلا، اعتذر للغايه منكِ، سوف أاتي في اقرب وقت ممكن...
لا تعتذري يا كريستين، لم تقولي شيء خطأ لتعتذري عنه، ثم اردفت بعدها حقا سوف تأتين...؟
بالطبع رغد...
ابتسمت رغد بسعاده حقيقيه فهي تحتاج كريستين لتقف بجانبها في الثلاثة ايام المقبله، فهي تظل صديقتها الوحيده وأقرب شخص اليها، ووجودها معها سوف يساندها ويدعمها كثيرا...
اغلقت رغد هاتفها بعد ان اكملت مكالمتها مع كريستين، تنهدت بصمت وجلست على السرير وهمت ان تخلع ملابسها الا انها توقفت عما تفعله وهي ترى والدتها تقتحم غرفتها...
رغد، اريد الحديث معك حالا...
قالتها لميس وهي تلج غرفة رغد والانزعاج واضح عليها فاجابتها رغد بالرغم من معرفتها ما تريد والدتها قوله مسبقا...
نعم ماما، ماذا هناك...؟
ماذا يعني الزواج بعد ثلاثة ايام! كيف توافقين انتِ على شيء كهذا...!
ماما، ما المشكله في هذا...؟ لما انت متضايقه هكذا...؟
ألا ترين اي مشكله في هذا...؟
سألتها لميس بتعجب شديد فاجابتها رغد بعد ان مطت شفتيها بضجر
كلا، لا اجد اي مشكله، سيف يحبني ويريد ان نتزوج في اسرع وقت، اين المشكله في هذا؟ انا لست بمستعده لان اخرب علاقتي به من اجل سبب سخيف كهذا...
اريد ان افهم فقط، لما الاستعجال...؟ كما انه ليس بسبب سخيف كما تقولين...
ماما، لا داعي لكل ما تقولينه، زواجي بعد ثلاثة ايام، لنجهز أنفسنا ونرتب امورنا استعدادا له بدلا من هذه الأحاديث الجانبيه...
سألتها لميس بشك
هل هناك شيء انا لا اعرفه يا رغد...
ازدردت رغد لعابها بتوتر ثم اجابتها بصوت متحشرج وهي تهز رأسها نفيا
كلا، لا يوجد شيء لا تعرفينه...
قاطع حديثهم طرقات على الباب فسمحت رغد للطارق بالدخول، فدخلت الخادمه وأخبرت رغد ان سيف يريدها في الأسفل...
اذهبي اليه الان، و نكمل حديثنا فيما بعد...
قالتها لميس بجديه فهزت رغد رأسها بتفهم و خرجت من الغرفة تتبع الخادمه متجهه الى الطابق السفلي حيث سيف ينتظرها هناك...
اخبروني انكِ تريديني في امر هام...
قالها سيف بعد ان تقدم الى داخل غرفة والدته ووجدها جالسه هناك في انتظاره لتحدثه في امر معين كما أخبرته الخادمه...
اجلس لنتحدث قليلا...
لدي مشوار مهم بعد قليل، فأرجو ان ننهي حديثنا بسرعه...
قالها سيف وهو يجلس على الكرسي المقابل لوالدته،
سألته والدته قائله
وما هو هذا المشوار المهم...؟
سوف نذهب انا ورغد لاختيار فستان الزفاف...
تنهدت والدته بصمت ثم تطلعت اليه بنظرات غير راضيه فهمها على الفور، سألته بهدوء
اين تعرفت على هذه الفتاة يا سيف...؟
لما هذا السؤال...؟
مجرد سؤال عادي...
حسنا، كانت تعمل مهندسه لدى كريستيان شريكي الفرنسي، تعرفت عليها هناك...
وهل تعرف عنها كل شيء...؟
سألها سيف بعدم فهم
ماذا تقصدين...؟
فاجابته والدته موضحه
اقصد عائلتها، اصلها، فصلها...
نعم، سألت واستفسرت عن كل شيء يخصها حتى عائلتها...
ضيقت كوثر عينيها وهي تسأله.
هل انت متأكد...؟
امي، لا تتحدثي بالألغاز، قولي ما لديك ِ...
التزمت كوثر الصمت قليلا ثم تحدثت بعدها بنبرة جديه صريحه
انت لا يمكن ان تتزوج هذه الفتاة يا بني...
سألها سيف وهو يضع قدما فوق الاخرى
لماذا...؟
احنت كوثر جسدها قليلا اتجاه سيف مقربه وجهها منه وهمست له متسائلة
والدتها، ماذا تعرف عنها...
تشدقّت شفتي سيف بابتسامه خفيفه وهو يرمق والدته بنظرات متهكمه جعلتها تتراجع الى الخلف وهي تحملق به بعدم تصديق ثم همست قائله انت تعرف...
انزل سيف قدمه على الارض ثم عقد كفيه يديه ببعضهما متجها بجسده قليلا ناحية والدته
وهل يفوتني شيء كهذا...
أردف بعدها لميس والدة رغد هي نفسها والدة قصي...
ما معنى هذا...؟ لماذا سوف تتزوجها اذا...
سألته باستغراب فأجابها سيف ببساطه قائلا
لأني اريدها...
تحدثت كوثر هذه المره بنبرة حاده
سيف، لا تصبني بالجنون، تريد ان تتزوج اخت قصي العمري...
وضح لها سيف مدافعا
رغد لا علاقة لها بهذا الموضوع، هي لا تعرف حتى بوجود اخ لها هنا...
حتى لو ما تقوله صحيح، كيف ستؤمن بها وتدخلها بيتك وهي اخت اكبر اعدائك، انت لن تتزوجها يا سيف...
سأتزوجها يا امي...
نهضت كوثر من مكانها وهي تقول بنبرة حازمه
انت لن تتزوجها يا سيف، لن تتزوج ابنة تلك المرأة...
نهض سيف هو الاخر من مكانه وهتف به قائلا
بلى، سأتزوجها يا امي، سأتزوجها ولا احد قادر على منعي، وانت تعلمين هذا جيدا...
ولكن...
قاطعها سيف بسرعه قائلا بحسم
امي، هذا الموضوع منتهي بالنسبه لي، انا سأتزوج رغد وانت يجب ان تتقبلي هذا الشيء...