قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الرابع والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الرابع والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الرابع والثلاثون

اوقف سيف امام غرفة العناية المركزه التي يرقد بها حازم منذ يومين، كان يتطلع امامه بنظرات ساكنه وملامح وجه هادئة عاقدا ذراعيه امام صدره، شعر بيد توضع على كتفه و شم رائحة عطر يعرفه جيدا، ظل ساكنا في مكانه لم يتحرك او يلتفت حتى بينما تحدثت هي بصوت هامس:
منذ يومين وانت لم تتحرك من هنا، لقد تعبت كثيرا ويجب ان ترتاح...
فاجابها وهو ما زال موليا ظهره لها:.

اخي بين الحياة والموت يا رغد، كيف تريدين مني ان اتركه واعود الى المنزل، انا لن ارتاح او يهدأ لي بالي حتى اطمئن عليه...
ربتت على كتفه بكف يدها وهي تقول:
حبيبي معك كل الحق فيما تقوله، لكن انت ايضا يجب ان ترتاح قليلا حتى تحافظ على قوتك ولا تفقدها...
رد عليها سيف بنبرة ذات مغزى:
لا تقلقي انتِ، انا اعرف جيدا كيف احافظ على قوتي بل واستخدمها جيدا ايضا...

هزت رغد رأسها بيأس من رفضه القاطع للذهاب الى المنزل والراحه قليلا دون ان تدرك المعنى الخفي المبطن لكلماته...
رن هاتف سيف فأخرجه من جيبه ليجد اسم شريكه إياس على شاشة الهاتف...
ضغط على الزر الاجابه ووضع الهاتف على أذنه ليسمع صوته وهو يسأله بقلق:
كيف اصبح الان...
حالته كما هي، لم تتغير...
اجابه سيف بجمود فوصل اليه صوت إياس الذي يبدو انه زفر انفاسه براحه بعدما سمعه منه...
سأله سيف هذه المره بدوره قائلا:.

تحدثت مع ويليام...؟
اجابه إياس بجديه:
نعم، وهو يطلب منك الانتظار قليلا...
زمجر سيف به بغضب شديد:
الى متى، اخي ممدد امامي بلا وعي بسبب ذاك الحقير والسيد ويليام يطلب مني الانتظار...
حاول إياس تهدئته وهو يقول:
لا داعي لكل هذه العصبيه يا سيف، ويليام يعرف جيدا ماذا يفعل، الاستعجال لن يفيدنا بشيء..
تقولون هذا لان المصاب لا يعنيكم بشيء فهو ليس أخاكم...

ما هذا الكلام يا سيف، انت اكثر من يعرف معزة حازم لدينا، انه بمثابة اخ لنا والله يشهد على كلامي هذا...
اخبر ويليام ان يخرج نفسه من هذا الموضوع، انا سأتصرف مع ذاك الحقير بنفسي...
قالها سيف بحسم واغلق هاتفه بوجه إياس دون ان يسمع رده حتى بينما تطلع إياس الى هاتفه بصدمه وهو يردد:
أغلق الهاتف في وجهي...
اقتربت منه لينا وهي تقول:
حبيبي، كيف حال حازم...؟ وسيف ورغد...؟
لقد اغلق الهاتف في وجههي...

قالها إياس بنبرة متهكمه وهو يرفع هاتفه امامها مما جعل عينيها الاثنتين تتسعان بعدم تصديق.

هبط رامي من سيارته بعد ان اوقفها بجانب احد المستودعات المهجوره، خلع نظارته الشمسيه وتقدم اتجاه الحراس الذي يقفون امام باب المستودع، ما ان وصل اليهم حتى سألهم قائلا:
كيف اصبحت الان...؟
اجابه احد الحراس:
مثلما تركتها سيدي، قدمنا لها الطعام والشراب ولكنها رفضت ان تتناول او تشرب اي شيء...

تشدقت شفتي رامي بابتسامة تهكمية ثم فتح الباب الحديدي للمستودع وولج الى داخله، وقف للحظات في مكانه وهو يتطلع الى ليان الجالسه على ارضيه المستودع على بعد أمتار قليله منه، كانت ما زالت ترتدي فستان خطبتها المزعوم والذي اتسخ كثيرا ووجهها شاحب بشده وشفتيها جفت بسبب امتناعها عن تناول اي شيء...
سار ناحيتها بخطوات متأنية وتوقف امامها، صمت لوهلة ثم ما لبث ان سألها بجديه قائلا:.

هل اتخذت قرارك فيما قلته ام بعد...
صاحت به ليان بسرعه قائله:
انت مجنون، وما قلته البارحه يؤكد ذلك...
ما قلته لك منطقي للغايه يا ليان...
اي كلام منطقي يجعلني اتزوج بك، هل جننت يا رامي، الا تعرف كمية العداوه والكره الذي بيننا وبين عائلتينا...
من اجل هذا اريد ان اتزوجك...
انا لا أفهمك حقا...
ليس من الضروري ان تفهميني، المهم هو ان تعطيني قرارك النهائي...
رامي ما تفعله خطأ كبير صدقني...

اقترب رامي منها اكثر هامسا لها:
وافقي يا ليان، وافقي فلا يوجد امامك حل اخر...
رمقته ليان بنظرات حاقده و هتفت بكره قائله:
حقير...
هكذا اذا...
قالها رامي وهو يبتعد عنها قليلا موليا اياها ظهره، لحظات اخرى ووجدته يستدار نحوها بعد ان فك ازرار قميصه راميا اياها بنظرات خبيثه متأملا جسدها بعينيه...
احاطت جسدها بذراعيها لا إراديا بينما تقدم هو منها اكثر فصرخت بها محاولة ايقافه:
لا تقترب..

وبالتأكيد لم يهتم لها بل زاد اقترابا منها ثم انقض عليها
لا يا رامي ارجوك لا تفعلها...
قالتها ليان بتوسل وبكاء حاد يمزق نياط القلب الا انه لم يؤثر به بتاتا وهو يقترب منها ممزقا ملابسها بيديه محاولا انتهاك جسدها قسرا وإجبارا...
لحظات قليله وابتعد رامي عنها بينما انتفضت هي بسرعه محاوله لملمة اشلاء ملابسها والدموع تنساب على خديها...
ارتدى رامي قميصه ثم اقترب منها مره اخرى ورفع ذقنها بأنامله قائلا:.

كان من الممكن ان افعلها الا انني توقفت في اللحظه الاخيره، صدقيني لا يوجد امامك خيار اخر يا ليان سوى الموافقه على الزواج بي، وإذا رفضتي فتأكدي جيدا انني لن ارحمكِ نهائيا كما انني سوف انشر الفيديو خاصتنا في كل مكان حتى يروه الجميع وحينها سوف تصبح سيرة عائلتك على كل لسان...

سيارات سوداء ضخمه للغايه اقتحمت الشارع الذي يوجد فيه قصر العمري، توقفت السيارات امام الباب الخارجي للقصر فهبط منها سيف وهو يحمل رشاشة بيده ويتبعه معتز، رفع سيف رشاشته وضغط على زنادها وأطلق رصاصات عديده في الهواء وهو يصرخ بصوت جهوري:
اخرج يا قصي، اخرج وواجهني بدلا من الاختباء خلف حراسك...

ما ان سمع قصي صياح سيف الذي انتشر في ارجاء القصر حتى انتفض مِن مكانه بسرعه وفتح خزانته واخرج سلاحه ثم اندفع خارجا من غرفته متجها الى خارج القصر...
اثناء خروجه قابل يارا والتي قطعت طريقه وهي تهتف به بتوسل:
لا تخرج له ارجوك، يكفي مشاكل ودماء...
قاطعها قصي بسرعه:
ابتعدي عني...
دفعها بقوة مما جعلها تسقط ارضا بينما اكمل هو سيره ناحية الخارج...
اين اختي يا ابن العمري...؟

وجه سيف هذه الكلمات الى قصي الذي تقدم ناحيته ووقف على بعد أمتار قليله منه خارج قصره...
اجابه قصي بسخريه:
وما ادراني انا، حسب علمي فان اختك فتاة جامعيه وليست طفلة صغيره لتبحث عنها..
انت من خطفتها...
هل جئت الى هنا لتوجه هذه الاتهامات السخيفه لي...
صر سيف على اسنانه بغضب، تحدث بنفاذ صبر:
اين اختي يا قصي...؟ اريدها حالا...
انها معي...

التفت كلا من سيف ومعتز وحتى قصي ناحية صوت رامي الذي صدح في ارجاء المكان، لم يكن رامي لوحده بل ليان هي الاخرى كانت معه واقفه بجانبه...
أيها الحقير كيف تجرؤ...
قالها سيف بعصبيه كاسحه وهو يتقدم ناحية رامي الا انه توقف في مكانه وهو يسمع رامي يقول:
توقف في مكانك سيد سيف، لا تستعجل في حكمك على الأمور...
التفت بعدها رامي نحو ليان وقبض على ذراعها وقربها منه محيطا كتفيها بذراعيه وهو يردد على مسامعهم:.

ليان ليست مخطوفه كما تقول...
ابتعد عنها أيها الحقير ولا تلمسها...
لا يحق لك ان تطلب مني الابتعاد عنها، لا يحق لك ان تطلب مني الابتعاد عن زوجتي...
زوجتك...
صرخ معتز بعدم استيعاب بينما تجمد سيف في مكانه دون ان يتحرك او يفتح فمه بكلمه واحده...
لحظات اخرى مرت ليتحدث قصي من خلالها بتهكم:
والان سيد سيف هل ما زلت تتهمني باختطاف اختك...

لم يلتفت سيف بكلامه او يهتم له بتاتا فجل ما يشغل باله هو الكلام الذي سمعه من رامي، نطق اخيرا بعض لحظات من الصمت الطويل قائلا:
هل ما قاله صحيح يا ليان...
تطلعت ليان اليه بنظرات منكسره ثم هزت رأسها مره واحده والدموع احتلت عينيها الزرقاوتين...
عصر سيف قبضة يده بقوة ثم اندفع ناحية سيارته وشياطين الغضب والحقد تلاحقه ومعتز خلفه...
صاح به قصي قائلا:.

نسيت ان اخبرك، زفاف اختك بعد يومين، اذا كنت تود الحظور فاهلا وسهلا بك...
حدجه سيف بنظرات مشتعله ثم ركب سيارته وانطلق بها باقصى سرعه.

كانت يارا في غرفتها جالسه على سريرها تشعر بالتوتر الشديد والقلق بسبب ما يحدث حولها من مجيء سيف النصار الى القصر وخروج قصي له بهذا الشكل المرعب...
انتفضت من مكانها على صوت باب غرفتها يفتح ليدلف قصي الى الداخل ويغلق الباب خلفه، تقدمت اتجاهه بسرعه وهي تسأله بقلق شديد:
ماذا حدث...؟ هل حدث شيء سيء لأحد ما...؟
الجميع بخير اطمئني...

تنفست يارا الصعداء بعد سماعها لما قاله قصي بينما ظل قصي يرمقها بنظرات مبهمه خاليه من اي معنى...
ظلت يارا هي الاخرى تطالعه بنظراتها وهي تنتظر منه ان يبادر لقول شيء ما او يخرج ويتركها لوحدها فوجوده بهذا الشكل وهو يرميها بنظراته هذه تزيد من توترها كثيرا...
تحدث اخيرا قصي بعد فتره من الصمت الطويل:
لقد دفعتك دون ان انتبه وأسقطتك أرضا...
أردف معتذرا:.

انا أسف للغايه، لقد كنت عصبيا قليلا ولم انتبه على نفسي حينما دفعتك...
لا عليك، لم يحدث شيء سيء فانا بخير...
هز قصي رأسه بتفهم وهم بالخروج من غرفتها الا انه عاد واستدار لها قائلا:
هناك شيء مهم يجب ان تعرفينه...
انصتت يارا له باذعان ليسترسل قائلا:
زفافنا بعد يومين...
صرخت يارا بعدم تصديق:
ماذا...؟ هل تمزح معي...؟
وهل يوجد مزاح في موضوع كهذا، جهزي نفسكِ يا يارا، غدا سوف تذهبين لاختيار فستان الزفاف...

لا اريد، لا اريد حفل زفاف...
ها قد عدنا من جديد...
قلت لك لا اريد، الا تفهم...؟
كور قصي قبضة يده بقوة وهو يرميها بنظرات متوعده، اقترب منها على مهل ثم قبض فجأة على ذراعها مرددا على مسامعها:
كلمة اخرى وسوف اريك الوجه الاخر لي والذي اصبحتِ تعرفينه جيدا، احترمي نفسك واغلقي فمك ونفدي ما أقوله، هل فهمت...
تأوهت يارا بالم شديد من شدة قبضته وهزت رأسها مؤكده كلامه موافقه على جميع ما يأمرها به كالعاده.

بعد مرور يومين
وقفت امام المرأة تتطلع الى نفسها وهي مرتديه الفستان الأبيض، فستان زفافها، كورت قبضتيهما بقوة واعتصرت عينيها الدامعتين وتمنت لو انها تموت قبل ان تشهد لحظه كهذه، لحظه زواجها من رامي العمري اكبر اعدائها وأكثرهم قسوة وحقارة...

ولجت مونيا الى الداخل بعد ان طرقت الباب عدة مرات، هزت رأسها باستياء فأخر ما توقعته ان تحظر زفاف ابنها على ابنة النصار اكبر اعدائهم، اقتربت منها وحدثتها بامتعاض:
هل انت جاهزه...؟ عريسك ينتظرك في الخارج...
هزت رأسها دون ان تنبس بكلمه واحده ثم سارت بخطوات مظلمه ناحية باب الغرفه، خرجت من الغرفه لتجد رامي ينتظرها في الخارج وهو بكامل أناقته مرتديا بذلة سوداء رسميه...

ابتسم بانتصار حالما رأها بفستانها الأبيض وقد أيقن انها أصبحت ملكه اخيرا، تقدم منها وقبض على كف يدها بكف يده ثم سار معها متجها الى قاعة الحفل...

لم يكن حال يارا افضل من ليان ابدا، كانت تقف هي الاخرى امام المرأة تطالع وجهها المرسوم بأفخر انواع الماكياج وفستانها الأبيض الراقي بقيمته الماديه الضخمه، وضعت يدها على بطنها بحركة لا اراديه وشعرت بغصه تحتل صدرها، فهاهي اليوم تتزوج وتذهب مع عريسها وحيده بلا اب او ام وبلا اقرباء او أصدقاء حتى، اليوم ستزف الى اكثر رجل كرهته في حياتها، الى مغتصبها والد طفلها...

ولج قصي الى داخل الغرفه وظل يرمقها بنظراته الهادئة ثم اقترب منها وفاجأها بقبلة على جبينها، قبض على ذراعها بعدها وجرها خلفه متجها بها الى قاعة الحفل...
اثناء خروجهما توقفت سيارة سوداء امام باب القصر وخرج منها رجل ملثم باللون الاسود بالكامل وصوب رشاشته اتجاه قصي وأطلق رصاصاته التي استقرت في صدره ليسقط صريعا امام انظار يارا الجزعه وصرخاتها الهلعه...

داخل رواق المشفى
وقف سيف امام الغرفه العناية المركزه وهو يحمل هاتفه بيده منتظرا اتصال مهم...
لم يكن لوحده فرغد ووالدتها وكريستين وتمارا والجميع كان موجود معه...
كان الجميع متوتر بشده بعدما علموا بان اليوم سيقام حفل زفاف ليان ورامي...
استدار سيف ناحيتهم ليجد رغد تتطلع اليه بنظرات متألمه أزعجته للغايه فاخر ما يريده منها ان تتعاطف معه او تشفق عليه...

لم يستطيع ان يمنع نفسه من إلقاء نظرة على تمارا الجالسه بجانب والدته، رماها بنظرات متوعده حانقه كما اعتاد في الفتره الاخيره بينما هي اصطنعت اللامبالاة كالعاده بينما كانت ترتجف رعبا من داخلها...
جاء معتز مسرعا ناحية سيف وهو يردد:
مصيبه، مصيبه يا سيف...
ماذا هناك...؟ تحدث...
سأله سيف بعدم فهم بينما انتفض الجميع من مكانهم متأهبين المصيبه التي سيقولها معتز:
دارين، دارين هربت من المشفى...

ماذا...؟ صرخ سيف بعدم تصديق محاولا استيعاب كلمات معتز الاخيره...
رن هاتفه بتلك اللحظه فسارع لإخراجه من مكانه وضغط على زر الاجابه وأجاب على المكالمه...
ثواني قليله واغلق هاتفه وهو يقول بفخر وسعاده لم يستطع ان يخفيها:
اخيرا، واخيرا تخلصت من قصي العمري...

ما ان اكمل كلماته حتى اندفع صوت صراخ لميس التي لم تتحمل ما سمعته فشعرت بالأرض تمد بها واغمي عليها فورا بينما رن جهاز الانذار في العناية المركزه ليسارع الطبيب في الدخول الى غرفة حازم تحت انظار سيف ومعتز والدته المرعوبة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة