قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الرابع عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الرابع عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الرابع عشر

في شركة النصار
اقتربت ليان من رنا السكرتيره الخاصه بسيف وهي تسألها هل سيف موجود في مكتبه؟
اجابتها نعم انسه ليان، موجود في مكتبه...
ذهبت ليان فورا ناحية مكتب سيف وولجت داخله دون ان تطرق الباب كالعاده...
رفع سيف رأسه عن الملف الموجود امامه وهو يقول بتعجبليان، مالذي جاء بك الان...

بينما هتف معتز الذي كان يجلس على الكرسي المقابل له قائلا بتهكم بالتأكيد لديها مصيبه جديده، ليان لا تتذكرنا الا في وقت المصائب...
لم تبالِ ليان بما قاله معتز بل تحدثت بهدوء قائله لدي طلب بسيط منك...
عقد حاجبيه بتساؤل قائلا ماذا تريدين يا ليان...
اجابته وهي تفرك يديها بتوتر اريد منك ان تعين لي حارس شخصي يرافقني في جميع مشاويري...
سألها سيف باستغراب لماذا...

حاولت ان تبعد التوتر عنها حتى لا يشك في أسباب طلبها هذا فأجابته بنبرة ثابته اشعر ان هذا أفضل لي يا سيف، وجود حارس معي سوف يحميني من اعدائنا الذين يترقبون اي فرصه للايقاع بنا...
سألها بنظرات مشككه هل هذا هو السبب فعلا يا ليان ام هناك شيء معين تخفيه عني...

تحدث معتز هذه المره بدوره قائلا بسخريه الم تفهم بعد يا رجل، اختك تريد هذا الحارس لتجذب الأنظار لها، حتى يتحدث زملائها في الجامعه عنها وعن مدى ثرائها، الا تعرف ليان وطريقة تفكيرها...

حدجته ليان بنظرات حانقه ثم عادت تتحدث بجديه اسمعني يا سيف، انت تعرف ان لدينا الكثير من الأعداء والكارهين، وبصراحة انا اصبحت اخاف كثيرا من هذا الوضع، اشعر انه في اي لحظه قد اتعرض للخطف او الاعتداء، لهذا وجدت ان الحل الوحيد للتخلص من قلقي وخوفي الدائم هو ان اجلب حارس شخصي يحميني ويدافع عني اذا ما حدثت مشكله معي...

قال سيف بتفهم حسنا، لك ما تريدين يا ليان، منذ صباح الغد سيكو لديك حارس شخصي يرافقك طوال الوقت...
ابتسمت وهي تقول بارتياح اشكرك كثيرا يا سيف، يجب ان اذهب الان...
سألها سيف بعدم تصديق الم تطلبي مني الاموال قبل ذهابك...
هزت رأسها نفيا وهي تجيبه بخفة كلا لا اريد، ما زال لدي ما يكفيني من الاموال، عندما احتاج سأخبرك بالتأكيد ثم خرجت من المكتب متجهه نحو القصر...

تطلع سيف الى معتز الماثل امامه ثم حدثه بارتياب ليان لا تعجبني يا معتز، اشعر ان هناك شيء ما تخفيه عني...
شيء مثل ماذا، سأله معتز بتعجب فأجابه سيف بتكهن لا اعلم، لكنني متأكد انها تخفي شيئ عني، والا ما كانت لتطلب شيء كهذا...
انت تتوهم يا سيف، انت اكثر من يعلم مدى حب ليان للمظاهر، وقد وجدت في الحارس الشخصي شيء جديد يلفت الانتباه اليها...
تمتم سيف بعدم اقتناع معك حق...
تحدث معتز بتساؤل.

نسيت ان اسألك، ماذا فعلت بيارا، علمت انك انهيت مهمتها معك...
اجابه سيف بخبث لم افعل شيئا مهما، فقط ارسلتها الى قبرها بمساعدة قصي العمري بالطبع الذي أوصلها بنفسه الى هناك...
سأله معتز قائلا حقا، كيف؟..
أرسلت تسجيل صوتي يخصها الى قصي وفضحتها امامه...
تسجيل ماذا...
تسجيل لحديثنا في اول لقاء لنا عندما طلبت منها ان تعمل جاسوسه لديه...
يا لك من مصيبه يا رجل، ماذا كان سيحدث لو تركتها وشأنها مثلا...

منذ ومتى وانا اعفو عن الخائنين يا معتز، اجابه سيف بجديه ثم أردف بسخريه الغبيه صدقت بكل حماقه انني تركتها هكذا بلا مقابل، لم تكن تعلم ما ينتظرها مني...
ما ان اكمل جملته هذه حتى ُفتح الباب ودلف منه أسد متقدما ناحية سيف...
نهض معتز من مكانه وهو يهتف به بتساؤل اين كنت يا رجل طوال الفتره الماضيه، اختفيت هكذا فجأة دون ان تخبرني حتى...

اجابه سيف بالنيابه عنه انا من أرسلته في مهمة مستعجله فلم يجد الوقت لأخبارك...
مهمة ماذا، سأله معتز بعدم فهم بينما تقدم اسد واعطى ملف اسود اللون لسيف والذي اخذه منه وفتحه على الفور ليقرأ محتواه...
أغلق سيف الملف بعد ان قرأ ما في داخله ثم تحدث قائلا كما توقعت، لم يكن ظني خاطئا اذا...
ثم أعطى الملف الى معتز وطلب منه ان يقرأهه جيدا...

اتسعت مقلتي معتز بصدمه وهو يقرأ محتوى الملف ثم أغلقه ورماه على المكتب وهو يقول ما هذا يا سيف، منذ متى وانت شاك بهذا...
اجابه بجديه وصلتني اخبارية من جماعتنا في الخارج يحذرونني من شيء كهذا، قمت بتحرياتي وتأكدت من تحذيراتهم، كنت اعلم بهذا منذ حوالي شهرين...
شهرين ولم تتحدث! والآن ماذا سنفعل، سأله معتز بجديه.

فأجابه سيف قائلا الان هذا عليك يا معتز، انت من سيفعل القادم، لهذا اسمعني جيدا وركز فيما أقوله...
وجه معتز انتباهه ناحية سيف والذي بدأ يسرد عليه مهمته القادمه.

في قصر العمري
هبط رامي من سيارته متجها الى داخل القصر، دلف الى الداخل بعد ان فتحت له الخادمه الباب ثم ارتقى درجات السلم متجها ناحية غرفته في الطابق العلوي، في طريق ذهابه الى غرفته وجد والدته تقترب منه وهي تهتف به قائلا رامي، ماذا تفعل هنا، أ ليس من المفترض ان تكون في الشركة في هذا الوقت...

اخذ نفسا عميقا لتخفيف غضبه من هذه السيده التي تتعامل معه كطفل صغير وتتدخل في جميع تصرفاته ثم استدار نحوها مجيبا اياها جئت هنا لأستريح قليلا، هل توجد في مشكله في هذا...
تحدثت مونيا بضجر لا ينفع هذا يا رامي، يجب ان تلتزم بعملك هناك اكثر، هذه شركتك ايضا، لماذا لا تكون مثل قصي، بسبب تكاسلك هذا لم تستطع ان تشاركه في الادارة...

زفر رامي في غضب وهو يقول الا تملين من هذه الأحاديث يا امي، لماذا انت منشغله في موضوع الادارة الى هذا الحد، طالما قصي يدير الشركات بشكل جيد ويحافظ على اموالنا ويزيد منها فلماذا تصرين ان أشاركه فيها...

اجابته مونيا بجديه يا بني انا اقول هذا من اجلك، انا اثق جيدا بقصي، ولكن لا اريد لك ان تكون دائما في الخلف، لا اريد ان يظل اسمك وراء اسمه دائما، أريدك ان تثبت وجودك انت ايضا، في الأخير انت شريكه في النصف من هذا الشركات...

قاطعها رامي بحزم اعلم هذا جيدا، لكن سأقولها للمره الاخيره، لا تتدخلي باي شيء يخص أمور العمل، انا وقصي متفقين منذ وقت طويل حول هذه المواضيع، و محددين مهام خاصه لكل منا، اريحي نفسكِ انتي وركزي في امورك الخاصه...
اجابته باقتضاب كما تريد...
ثم ابتعدت عنه متجهه الى الطابق السفلي بينما اتجه رامي ناحية غرفته...

دلف رامي الى غرفته ثم أغلق الباب خلفه، تقدم ناحية خزانته وفتحها ثم اخرج منها محفظه جلديه متوسطه الحجم، فتح المحفظة واخرج منها شريحة سوداء صغيره، اتجه ناحية حاسوبه الشخصي الموجود على السرير ثم وضع الشريحة في المكان المخصص لها وضغط على زر التشغيل...
ابتسم بخبث وهو يشاهد بعينيه الفيديو المعروض امامه ثم عاد بذاكرته الى الخلف وتحديدا منذ حوالي اكثر من ثلاث سنوات.

حيث كان موجود في سهرة خاصه دعاها له اخو صديقه المقرب والذي دعا فيها ايضا العديد من معارفه وأصدقائه كما اعتاد ان يفعل بشكل دائم...
كان واقفا يتحدث مع صديقه وأخوه باندماج حتى دلفت هي الى الحفله مع فتاة اخرى اتضح فيما بعد انها صديقتها المقربه وقد عرفها على الفور فهي ابنة واخت ألد أعداءه، وجدها تقترب هي وصديقتها ناحيتهم بينما اندفع اخو صديقه للترحيب بهم...

عرفها بعد ذلك على اخوه ثم عرفها عليه وهو يقول وهذا رامي العمري، صديق اخي المقرب، ثم وجه حديثه نحو رامي قائلا أعرفك رامي، هذه الانسه ليان النصار وصديقتها زينه...
مد يده ناحيتها وهو يحييها بهدوء قائلا اهلًا انسه ليان...
بالكاد لامست طرف يده بيدها التي مدتها بعد تردد ثم اجابته بنفور وملامح واجمه مستاءه فيبدو انها عرفته هي الاخرى اهلًا بك...

كان هذا اول لقاء جمعها به لكنه لم يكن الأخير، لقاء حدد هو بنفسه بدايته وسوف يسطر هو ايضا نهايته بكل تأكيد...
أغلق حاسوبه الشخصي ثم اخرج الشريحة من مكانها وهو ينظر اليها بسخريه قائلا يا ترى ماذا سوف يكون موقف سيف النصار حينما يرى اخته المدللله بهذا الوضع المشين...

في صباح اليوم التالي
استيقظت رغد من نومها لتجد سيف واقفا امام المرأة يغلق آزرار سترته بعد ان اكمل ارتداء ملابسه...
التفت سيف لها وهو يقول بابتسامه صباح الخير جميلتي...
ثم اقترب منها وقبلها على شفتيها كما اعتاد...
صباح النور، قالتها بابتسامه هي الاخرى ثم هبت من مكانها مسرعه وهي تقول انتظرني، سوف أرتدي ملابسي واذهب معك...
اوقفها سيف بسرعه قائلا كلا انتظري...
سألته قائله ماذا؟..

اجابها سيف بهدوء بعد ان زفر نفسه لا داعي ان تذهبي الى الشركة بعد الان...
عقدت حاجبيها بتعجب ثم سألته بعدم فهم ماذا تقصد...
استرسل في كلامه قائلا بجديه هناك مهندسه جديده جائت، هي من ستمسك مشروع القريه السياحيه
حملقت به بعدم تصديق ثم سألته وماذا عني؟..
ما بك انت، انت بالأساس لست بحاجه الى العمل، استمتعي بوقتك هنا، هناك اشياء كثيره تفعلينها، الا تريدين ان ترتاحي قليلا من ضغط العمل...

مطت شفتيها وهي تقول بنبرة هادئه معك حق...
ابتسم لها بخفوت ثم ربت على وجنتيها قائلا كنت اعلم انك سوف تفرحين بهذا...
اقتربت منه فجأة و قبضت على ياقة قميصه بيدها وهي تهتف به بعصبيه ماذا تظن نفسك انت، تجلبني من فرنسا الى هنا حتى اكتشف بان ليس هناك عمل ينتظرني، تريدني ان اجلس في الشقه وانتظرك حتى تعود لي مساء وتضحك علي بكلامك المعسول وقبلاتك، هل تظنني جاريه لديك وانا لا اعلم...

رغد كفي عن هذه التصرفات الجنونية، زمجر بها غاضبا بينما شددت هي من قبضة يدها قائله جنون، انت لم تَر الجنون على اصوله بعد، انظر الي يا سيف، انا رغد وانت اكثر شخص يعلم مدى جنوني، لا تستفزني بتصرفاتك حتى لا تنال من جنوني هذا الكثير...

حسنا اهدئي واجلسي لنتفاهم، قالها بنبرة ناعمة محاولا ان يلطف الأجواء بينهما الا انها قالت بإصرار الان سوف تذهب وتخبر مهندستك السخيفه تلك بان لا علاقة لها بهذا المشروع، انا المسؤوله الوحيدة عنه...
رغد افهمي ما قلته جيدا...
ماذا سوف افهم، اسمعني يا سيف انا جئت الى هنا من اجل هذا المشروع، ولن أتحرك من هنا دون ان أنفذه، هل فهمت؟..

كفي عن تصرفاتك السخيفه يا رغد، لنتحدث بصراحه، كلانا يدرك سبب مجيئك الأصلي الى هنا، لا تتصرفين وكأنك لا تفهمين شيء مما يدور حولك...
انا سخيفه يا سيف، قالتها بغضب ثم استطردت في حديثها قائله انا لا افهم لماذا جلبت هذه المهندسه طالما انا موجوده، لماذا تريد منها ان تمسك المشروع بدلا مني...

اجابها بصراحه تريدين ان تعرفين السبب يا رغد، سأجيبك اذا، جنا هي المهندسه الاصليه للمشروع يا رغد، رشحها كريستيان منذ اول يوم قررنا فيه ان ننفذ هذا المشروع على ارض الواقع، من قبل حتى ان أاتي الى فرنسا واراك، واخترناها لانها مهندسه رائعه ذات كفاءه عاليه كما انها تحمل شهادة دكتوراه في مجال الهندسه، هل هذه الأسباب كافيه بالنسبه لك ام تحتاجين المزيد...

حملقت به بعدم تصديق وهي تقول اللعنه عليك، كنت تكذب علي انت وصديقك بشأن المشروع، كنتما تتلاعبان بي منذ اول يوم، ثم أردفت بإصرار قائله ما قلته لن يغير شيء يا سيف، انا لن أتنازل عن هذا المشروع ابدا، افهم هذا جيدا...

قال بلا مبالاة وهو يحمل هاتفه الذي بجانبه افعلي ما تريدينه يا رغد، لن تستطيعي ان تغيري اي شيء، جنا بدأت في تنفيذ المشروع رسميا، ثم خرج من الغرفه تاركا اياها تغلي من شده الغضب، ضربت الارض بقدميها ثم حدثت نفسها بعصبيه قائله حسنا يا سيف، سوف اريك من هي رغد، ليست رغد من تسكت عن شيء كهذا ابدا...

بعد حوالي ساعة
اقتحمت رغد الشركة بغضب ثم ذهبت نحو مكتبها وفتحت الباب بعصبيه وولجت الى الداخل لتتفاجئ بجنا جالسه على مكتبها وتعمل عليه...
نهضت جنا بتعجب من هذه الفتاة التي اقتحمت مكتبها دون استئذان فسألتها باستغراب قائله من انت...
تأملتها رغد مليا بعينين متسعتين وهي ترى جمالها الصارخ والذي ادركت من خلالها انها لا تحمل أية من مقومات الجمال اذا وقفت بجانب تلك المدعوه بجنا...

اما المصيبه الأكبر فكانت ملابسها التي تتمثل بفستان احمر طويل للغايه يصل الى كاحلها بلا أكمام ترتدي فوقه ستره سوداء من الفرو مع حذاء اسود ذو كعب عالي بالرغم من انها طويله للغايه، بينما تنساب خصلات شعرها الحريري الى الخلف مغطيه ظهرها بالكامل...

ولا إراديا عقدت رغد مقارنه بين جنا وبينها بملابسها المتمثله بجينز ازرق عريض مع بلوزه سوداء ترتدي فوقتها سترة صوفية سوداء ايضا اما شعرها فربطته على شكل ذيل حصان وارتدت في اقدامها حذاء رياضي ابيض، فكانت تبدو شفافه غير مرئيه امام جنا بطلتها الانيقه للغايه...
تقدمت رغد منها وهي تأمرها قائله لملمي أغراضك واخرجي من هنا حالا، هذا مكتبي ولا اسمح لأحد غيري باستعماله...

اجابتها جنا بسخريه حقا! ومن قال هذا يا انسه...
ثم هتفت بتساؤل عفوا ماذا اسمك...
اجابتها رغد بحده لا دخل لك باسمي، نفذي ما قلته فورا...
فقالت جنا بتحدي وإذا لم أنفذه ماذا ستفعلين...
اقتربت رغد منها ثم قبضت على ذراعها وهي تبعدها عن المكتب قائله يبدو انك لا تفهمين ما أقوله، طالما لا تخرجين من المكتب سوف أخرجك بنفسي...

أبعدت جنا ذراعها من قبضة رغد ثم قالت بعصبيه يبدو انك مجنونه حقا، كلامي ليس معك، سأذهب الى السيد سيف ليتصرف معك...
ثم خرجت من المكتب بغضب وهي تتجه ناحية مكتب سيف وتبعتها رغد هي الاخرى...
دخلت جنا الى مكتب سيف ورغد ورائها فنهض سيف من مكانه بغضب شديد وهو يرى رغد التي لم تستمع الى كلامه و جائت الى الشركة رغما عنه...

ماذا يحدث هنا، قالها سيف بحده موجها حديثه لكلتيهما بينما تحدثت جنا بسرعه قائله سيد سيف، هذه المجنونه اقتحمت مكتبتي وطردتني منه...
انا لا اسمح لك ان تتحدثي عني هكذا، هل فهمتِ، قالتها رغد وهي تكز على أسنانها بعصبيه بينما اجابتها جنا بسخريه تصرفك قبل قليل لا يصدر سوى عن واحده مجنونه...
قبضت رغد على يدها وعصرتها بقوه وهي تصيح بها احترمي نفسك ولا تقللي أدب...

صاحت جنا هي الاخرى قائله انا قليلة أدب ايتها المعتوهة...
ثم بدأت كلتاهما يتشاجران ويوجهان الاهانات والشتائم لبعضهما تحت انظار سيف المشتعله غضبا...
ضرب سيف على مكتبه بقوة وهو يصيح بهما باعلى صوته قائلا يكفي...
توقفت كلتيهما عن العراك بينما دلف معتز في هذه اللحظه الى الداخل وهو يقول بتعجب ماذا يحدث هنا يا سيف، أصواتهما وصلت الى اخر الشركة...

اجابه سيف وهو يرمق كلتيهما بنظرات متوعده تعال يا معتز، وجد لي حلا مع هاتين الاثنتين، ثم قص سيف لمعتز سبب المشكله باختصار...
حسنا انسه رغد، انت بإمكانك ان تمسكي مشروع اخر بدلا من هذا، الشركة لديها مشاريع اخرى كثيره، قالها معتز بتودد وهو يحاول ان يحل المشكله وينهي هذه الصراع بينما تحدثت رغد بإصرار انا جئت هنا من اجل هذا المشروع، ولن أنفذ سوى هذا المشروع...

صرخ سيف بها قائلا لا تعاندي يا رغد، الا ان معتز قاطعه قائلا بدبلوماسية حسنا طالما انت مصره فانا لدي حل اخر، بإمكانك مساعدة الانسه جنا بالمشروع...
انا غير موافقه، انا لم أاتي الى هنا لأعمل مساعده لدى احد، قالتها رغد بجديه بينما تحدثت جنا قائله وانا ايضا غير موافقه...
ثم أردفت بغيظ انا من المستحيل ان اتعامل مع هذه المجنونه ابدا...

احترمي نفسك ايتها المتخلفه، صاحت بها رغد بعصبيه وهي تكاد تنقض عليها فهتفت بها جنا قائله انا متخلفه ايتها الحقيره...
وهذه المره كادت كلتيهما ان تتضاربا بالأيادي الا ان معتز أنقذ الموقف فورا وهو يصيح بهما بصوت حازم اصمتا أنتما الاثنتين، انا لدي حل سوف يرضي جميع الأطراف، ويحل هذه المشكله بشكل نهائي...

نظرت كلتيهما الى معتز بترقب بينما استدار سيف ناحيته وهو يشعر بعدم الارتياح لما سيقوله معتز، فاي حل سوف يرضي هاتين المجنونتين اللتان على وشك ان يفتكا ببعضهما...

اقترب قصي من يارا التي كانت نائمة بعمق غير واعيه لما يدور حولها، فتح غطاء قنينة ماء كان يحملها بيده ثم سكب الماء الموجود فيها فوقها، انتفضت يارا من نومتها فورا برعب ثم نظرت الى قصي الواقف امامها بارتباك وخوف شديدين...

ما هذا النوم كله يا انسه يارا، الساعه قاربت الثانيه ظهرا، استيقظي يا حلوتي، النوم الكثير مضر بالصحه، وانا اريدك بكامل صحتك الفتره القادمه، قالها قصي بسخريه بينما نهضت يارا من مكانها وجسدها يرتجف كثيرا بعد ان بلله قصي بالماء...
تحدثت يارا بقلق ارجوك ماذا تريد...
طبعا انت الان تتسائلين عن سبب مجيئي لك بعدما تركتك طوال الأيام الفائتة هنا دون ان ازورك مره واحده...

ثم سألها بسخريه بالتأكيد كنت مرتاحه من دوني تلك الأيام الفائتة، قوليها يا حلوتي، لا تخجلي...
هزت يارا رأسها نفيا ثم قالت برجاء حقيقي ارجوك هذا يكفي، لقد تعبت...
تحدث قصي بأسف مصطنع لا تقولي هذا يا حلوتي، ما زال الوقت على التعب مبكرا، فانت تنتظرك ايام طويله من التعب والهلاك ان شاء الله...
ثم أردف قائلا المهم اخبريني هل ارتحت في السكن هنا...

جالت يارا ببصرها حول هذا المكان الذي قضت فيه الأيام الفائتة وتحديدا منذ خروجها من المشفى بعد ان تعافت بشكل تام والتئم جرحها بالكامل، فجلبها قصي اليه والذي لم يتركها لوحدها لحظه واحده في المشفى فقد وظف حارس خاص يقف امام باب غرفتها حتى لا تستطيع الهروب نهائيا وقد ساعده كوّن صاحب المشفى صديقه المقرب، وعندما جائت الشرطة لأخذ أقوالها اضطرت ان تخبرهم تحت تهديده انها اصيبت بالخطأ حيث كان قصي ينظف مسدسه فخرجت منه رصاصه بالخطأ نحوها وبالرغم من عدم اقتناعهم بما قالته الا انهم لم يستطيعوا ان يفعلوا شيء امام اصرارها...

اختار قصي ان يجلبها الى نفس المكان الذي ضربها بالرصاص به وكأنه مصر على تذكيرها بتلك الواقعه المشؤومة وترك معها رجلين ضخمين للغايه يراقبونها طوال الوقت ويجلبان لها الطعام والشراب بشكل مستمر، ايام طويله قضتها وحيده مذعورة بهذا المكان المهجور والبالي...
اجابته اخيرا على سؤاله بنبرة هازئه ما هذا السؤال سيد قصي، بالطبع ارتحت كثيرا في مزبله كهذه...

هذه المزبله اكثر ما يليق بك، قالها بحده مما جعلها تحمر غضبا فأجابته بسلاطه لا اسمح لك بإهانتي، لا اسمح لك ابدا...
قبض على ذراعها بعنف وهو يقول هيا اظهري لسانك السليط من جديد...
ثم حدثها بجديه قائلا على العموم لدي خبر جيد لك...
حدجته بنظرات متسائله قلقه بينما استطرد هو في حديثه قائلا اليوم سوف تخرجين من هذه المزبله...

حقا، قالتها بعدم تصديق ثم سرعان ما تذكرت حقيقة انه لم يتركها بهذه السهوله وانه بالتأكيد لديه مصيبه اخرى يحضرها لها فسألته بتوجس قائلا وماذا ستفعل معي بعدما تخرجني من هنا، ماذا تحضر لي سيد قصي، ما هو عقابي القادم...
يعجبني ذكائك يا يارا الذي لاحظته فورا منذ اول مره رأيتك فيها، من الجيد انك تدركين ان هناك عقاب ينتظرك مني، لهذا سوف اخبرك ما قررته بشأنك...

ثم استطرد في حديثه قائلا لقد فكرت جديا في أفضل عقاب لك، فانا بالتأكيد لن اتركك تفلتين مني بلا عقاب بعد خيانتك لي، و بما انه حظك كان كبير ولم تموتِ في رصاصتي قررت ان استبعد قتلك هذه المره من انتقامي، وبعد تفكير طويل لم اجد منك سوى شيء واحد يفيدني في هذا الموضوع...
تطلعت اليه بنظرات مترقبه مرتعبه بينما تقدم منها اكثر حتى بات الفاصل بينهما يكاد يختفي ثم قال جسدك...

ارتعبت أوصالها بشده وهي تتراجع الى الخلف بحركة لا اراديه ماذا تقصد، قالتها بتلعثم بينما اقترب نحوها اكثر حتى حاصرها بين يديه قائلا قبل قليل نعتك بالذكيه، ماذا جرى الان...
ثم أردف قائلا اريد جسدك يا حلوتي، سوف اعتبره تعويض لي يا يارا عن خيانتك لي، وعن دفاعي عنك وقتلي لزوج والدتك من اجلك...
تحدثت يارا ببكاء ارجوك لا تقل هذا، انا لست هكذا...

صرخ بها قائلا لا تمثلي علي دور الشريفه الان، كلامك هذا لن يؤثر بي...
ارجوك سيد قصي، لا تفعل بي هذا، انا لستُ من هذا النوع، اقسم لك، انا لا استطيع ان افعل ما تقوله...
قال قصي بسخريه نعم لا تستطيعين، انت فقط تسرقين، تكذبين، تتجسين، لكن شيء كهذا حاشا لله ان تفعليه...

هزت يارا رأسها نفيا وهي تقول بتوسل كنت مجبوره حينها، اجبرني سيف على هذا بعد ان سرقت بضعة أموال منه، والله كنت مجبوره يا سيد قصي، لكنني ندمت على ما فعلته، اقسم لك انني ندمت...

قصي بتهكم هل تظنين ان كلامك هذا سوف يشفع لك، كان بامكانك اخباري بهذا، لو كان لديك ذرة ندم لكنت اخبرتني بهذا على الأقل بعدما دافعت عنك وأنقذتك من الموت والاغتصاب، لكنك لم تفعليها، أتعلمين لماذا؟ لانك طماعه حقيره، خسيسة النفس، وتريدين مني الان ان أتعاطف معك...
ارجوك ارحمني، اتوسل اليك...

ابتعد عنها قصي ثم حدثها بجمود قائلا كلمة الرحمه ليست موجوده في قاموسي، سوف تأتين معي الان يا يارا، ومنذ الان فصاعدا سوف تصبحين عشيقتي...
كلا لن أاتي معك، قالتها يارا ببكاء الا انه لم يهتم لها، قبض على ذراعها وجرها خلفه الا انها قاومته بقوه وضربته عدة مرات حتى اضطر بالاخير الى ان يحملها بين ذراعيه ويدخلها في سيارته عنوه عنها غير آبه لبكائها وتوسلاتها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة