قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الحادي والعشرون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الحادي والعشرون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الحادي والعشرون

في صباح اليوم التالي
لا اعلم لما انتي مصره على ذهابي هناك...
قالتها رغد بضجر بينما وهي تقف امام المرأة تعدل من ملابسها بينما وقفت كريستين خلفها وهي تهتف بها قائله ماذا تنتظرين حتى تعودي الى عملك مثلا؟، الم نقل ان اليوم هو بداية التغيير، يجب ان تذهبي الى عملك برأس مرفوعه وتثبتي انك غير مهتمه بتاتا له وأنك تجاوزتي محنتك السابقه...

ثم أردفت قائله كما انني لم اجهز التصميم الذي طلبتيه مني ولم اأتي من فرنسا الى هنا وفادي معي حتى تقولي بأنك تركت العمل ولن تعودي اليه...
هل تعايريني بما تفعلينه...
كلا، ولكن طالما اردت مساعدتي اذا اسمعي كلامي ونفذيه بالحرف الواحد...

هزت رغد رأسها بحركة اليه مطيعة كلامها ثم نظرت الى ذلك الفستان الزهري القصير الذي انساب على جسدها بكل نعومه بعدم اقتناع هل ما زلتي مصره على هذا الفستان، لأرتدي بنطال جينز ارجوك، انا غير معتاده على ارتداء الفساتين في العمل...
سوف تعتادين مع مرور ألوقت، قالتها كريستين بحزم ثم أمرتها ان ترتدي حذاء ذو كعب عالي وقد انصاعت رغد في الاخير الى أوامر كريستين بالرغم من تأففها طوال الوقت...

بعد حوالي نصف ساعة دلفت رغد الى مقر الشركة وقد استطاعت ان تجذب الأنظار نحوها بطلتها الانثويه الراقيه والتي بدت فيها خلابة ومغريه للغايه، ولجت الى داخل غرفة مكتبها ثم جلست على مكتبها وطلبت كوب من القهوه، ظلت حائرة بما يجب ان تفعله في الوقت الحالي الا انها لم تجد شيئا مهما تفعله فاخذت تقلب في بضعة تصاميم كانت قد أعدتها سابقا وحاولت ان تشغل نفسها بإضافة بعض التعديلات عليها...

كانت رغد مندمجه وهي تعمل على تلك التصاميم غير واعية لما يدور حولها حتى شعرت فجأة بيد قوية تربت على كتفها، انتفضت من مكانها فورا لتجد سيف واقف امامها ينظر إليها بنظرات هادئه الا انها اثارتها بشده، شعرت بمدى شوقها له عندما رأته بالرغم من عدم إظهارها لهذا امامه، ضغطت على حافة المكتب بيديها الاثنتين بقوة وهي تتطلع اليه بنظرات جامده تناقض هول المشاعر العاصفه التي اقتحمتها كليا...

تحدث سيف أخيرا بنبرة رزينه لقد تفاجئت حينما اخبرتني السكرتيره بمجيئك...
هل كنت تفضل عدم مجيئي الى هنا مره اخرى، سألته بنبرة هازئه لم تؤثر به بتاتا فأجابها بنفس نبرته السابقه كلا تفاجئت فقط...

جلست رغد على كرسيها ووضعت قدما فوق الاخرى ثم حدثته قائله لم اجد فائده لجلوسي في المنزل دون ان افعل اي شيء، لذا قررت ان اعود الى عملي، فكرت جديا ووجدت انه لا يوجد احد يستحق ان انهار وأترك كل شيء من اجله، عملي هو ما تبقى لي ويجب ان احافظ عليه فهو اهم من اي شيء في الوقت الحالي...

برافو، كلام جميل، قالها سيف بسخريه واضحه محاولا ان يغطي على موجة الغضب التي اعترته جراء حديثها معه بينما استطردت رغد في حديثها قائله بلا مبالاة لسخريته لقد جهزت التصميم الذي طلبته، اتمنى ان تحدد موعدا للاجتماع وتقرر من منا سوف تستلم هذا المشروع، لقد مللت الانتظار...
حاضر انسه رغد، سوف احدد موعدا للاجتماع في اقرب وقت، هل تأمرين بشيء اخر...

كلا، لا يوجد شيء اخر اريده في الوقت الحالي، اجابته بهدوء اغاظه بشده ثم خرج بعدها من الغرفه تاركا رغد تتبعه بابتسامه احتلت اغلب تقاسيم وجهها...

بعد حوالي ساعتين خرج سيف من مكتبه متجها الى خارج الشركة الا انه تسمر في مكانه عندما وجد رغد واقفه مع احد موظفي الشركة تضحك بصوت عالي ويبدو انها مستمتعه للغايه في حديثها معه، ظل واقفا في مكانه يراقبهم من بعيد بعينين مشتعلتين من شدة الغضب كان يود لو يحطم رأسهما سويا بيديه الا انه تماسك ولم يقم باي فعل متهور حتى لا يفضح نفسه امام موظفي شركته، اقترب منه معتز ثم وقف بجانبه وهو يهتف قائله بسخريه يا الهي ما هذا الذي اراه!

ثم ما لبث ان تحدث بنبرة متهكمه يبدو انها استعادت صحتها جيدا...
رمقه سيف بنظرات حارقه ثم ابتعد عنه خارجا من الشركة باكملها وشياطين غضبه تلاحقه...

ابتسمت رغد بخبث بعدما رأت الغضب الواضح على محياه وان حاول قدر المستطاع إخفاءه ثم عادت بعدها الى مكتبها لتتفاجئ بجنا جالسه على كرسيها الخاص بها...
انت! ماذا تفعلين هنا؟
قالتها رغد بعصبيه مفرطه بينما نهضت جنا من مكانها وتقدمت منها وعلى وجهها تشدقّت ابتسامه متهكمه ثم تحدثت قائله سوف اذهب حالا، لقد جئت فقط لأخبرك بما حدث حتى تباركي لي...

ماذا تقصدين؟، سألتها رغد بعدم فهم فاجابتها جنا قائله وهي تشير الى إصبعها المزين بخاتم خطبتها الماسي لقد خطبتي سيف وسوف نتزوج قريبا...
شعرت رغد بالجمود يسيطر على اطرافها بالكامل وغصه قوية احتلت جوفها، ضغطت على كف يدها بأظافرها حتى كادت تمزقه من قوة الضغط، تحدثت اخيرا وهي بالكاد تضغط على نفسها كي لا تنهار مبروك، مبروك لكما...

كانت يارا تتحرك ذهابا وإيابا داخل الغرفة الخاصه بها، لقد امر قصي رجاله بحبسها داخل هذه الغرفه وعدم السماح لها بالخروج منها بتاتا، لم تره منذ تلك الحادثه نهائيا بالرغم من انها توقعت مجيئه في اية لحظه وفِي الحقيقة لم تكن خائفه من مجيئه نهائيا ولم تندم على ما فعلته ابدا...
سمعت صوت الباب يفتح ويغلق لتجد سعاد كالعاده تتقدم منها وهي تحمل صينية الطعام بيدها...

وضعت الصينيه على الطاوله الموضوعه بجانب السرير ثم قالت هيا حبيبتي، تفضلي وكلي طَعَامِك...
لا اريد...
حبييتي ما تفعلينه لن يفيدك بشيء...
اريد ان اخرج من هنا، لقد مللت من حبسي داخل هذه الجدران الاربعه، قالتها يارا بملل فحدثتها سعاد قائله انتظري السيد قصي عندما يأتي عسى ولعل ان يهدأ من ناحيتك ويخرجه من هنا...
ومتى سوف يأتي حضرته..
هذه الفتره مشغول بموضوع زواجه، لا اظن انه يملك الوقت ليأتي...

زواجه، عن اي زواج تتحدثين؟، سألتها يارا باهتمام حقيقي فاجابتها سعاد بعفويه السيد قصي على أبواب ان يرتبط بإحدى الفتيات، اخبرتني السيدة مونيا زوجة عمه بهذا...
حقا انه شيء جيد، قالتها يارا بخبث فتحدثت سعاد بحنان قائله كلي طَعَامِك ارجوك...
حاضر سوف أكله...
سوف اتركك الان لتتناوليه، اريد ان اعود واجد الصحون فارغه...

حاضر، قالتها يارا بابتسامه متصنعه ثم ما لبثت ان تغيرت ملامحها الى النفور بعد خروج سعاد لتنهض من مكانها وتهتف بحقد شديد هكذا اذا، الباشا سوف يتزوج بعدما دمرني واغتصبني بكل حقاره، لكن لا ليست يارا من تسكت على حقها...
ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامه شيطانيه خبيثه وهي تحدث نفسها قائله لقد حان وقت الانتقام الحقيقي يا سيد قصي، سوف ترى من هي يارا وماذا بامكانها ان تفعل...

حسنا اهدئي حبيبتي، اهدئي ارجوك...

هتفت كريستين بهذه الكلمات وهي تحتضن رغد التي كانت تبكي بقوة بين أحضانها، ربتت على كتفها بيديها وهي تحاول تهدئتها قدر المستطاع الا ان رغد لم تتأثر باي من محاولاتها بل كانت تزداد شهقاتها علوا كلما تتذكر ما قالته جنا لها، لقد شعرت بمدى غبائها فطوال الفترة السابقه كانت تفكر برولا و تغار منها بينما كانت هناك اخرى تخطط لتنال كل شيء وبقوة، لقد اخذت جنا ما ارادته بقوه و ما فشلت بالحصول عليه، تذكرت بمراره كيف طلبت منه ان يتزوجها الا انه رفض والآن هو سيتزوج اخرى غيرها! انتفضت بقوة وازداد بكاءها اضعافها عندما وصلت بأفكارها الى هذه النقطه مما جعل كريستين تصرخ قائله فادي تصرف، الفتاة سوف تموت من شدة البكاء...

وماذا بيدي انا، انا لا افهم لما هي منهاره هكذا، كل هذا من اجل رجل، عزيزتي رغد اذا سيف خانك فانا موجود، لا تهتمي كثيرا سوف أعوضك عنه بالتأكيد...
اخرس، صرخت به رغد بعصبيه وهي تمسح دموعها مما جعل فادي يهتف ساخرا انظري لقد عادت الى طبيعتها المعهودة، ذات اللسان الطويل...
حبيبتي رغد، انت بخير اليس كذلك؟سألتها كريستين باهتمام حقيقي بينما هزت رغد رأسها قائله بصوت مبحوح نعم، اصبحت أفضل الان...

ضمتها كريستين بقوة وهي تقول سوف اخذ حقك منه، اعدك بهذا...
تحدث فادي بملل قائلا انا جائع للغايه، اعدا الطعام لي...
زفرت كريستين وهي تقول سوف اتصل بأحد المطاعم القريبه واطلب الطعام لنا نحن الثلاثه...

بعد حوالي ساعة كان الثلاثه يجلسون على الطاوله يتناولون طعامهم بشهيه مفتوحه حتى رغد تناست موضوع سيف في الوقت الحالي ووضعت تركيزها مع الاثنين الجالسين بجانبها وحاولت ان تستمع بأحاديثهما الفكاهية...

رن هاتفها فحملته من مكانه ونظرت الى اسم المتصل لتتفاجئ بسيف يتصل به، ارتجف جسدها بالكامل ولم تعرف كيف تتصرف فسألتها كريستين اذا ما كان هو المتصل فاومأت برأسها مؤكده شكوكها فطلبت منها ان تجيبه وبالفعل اجابته...
مرحبا، قالتها رغد بارتباك ليصدح صوت سيف قائلا انا اقف امام جناحك، افتحي الباب لي...
ثم أغلق الهاتف دون ان يستمع لردها...

انه امام جناحي، قالتها رغد برعب شديد الا ان كريستين حدثتها قائله وما المشكله في هذا، اذهبي وافرحي الباب له...
حسنا، نهضت رغد من مكانها ثم اتجهت ناحية باب الجناح وفتحتها بتوتر شديد لتجد سيف واقفا امام ثم دلف الى الداخل فورا بعدها واغلق الباب خلفه...
خير سيد سيف، ماذا تريد، ولماذا جئت في وقت متأخر كهذا؟..
ما معنى هذا، لما كل هذا الرسميات في تعاملك معي؟..
من الان فصاعدا سوف يكون تعاملنا سويا هكذا...

شتم بصمت وقد شعر بصبره بدأ ينفذ امام تلك العنيده الواقفه امامه، هم بالرد عليها الا انه تفاجئ بشاب يخرج امامه مقتربا منهما، حبييتي رغد من هناك؟..
قالها فادي وهو يتقدم ناحية رغد قابضا على خصرها بين يديه مقربا اياها منه مما جعل رغد تتوتر اكثر بسبب حركته تلك بينما ظل سيف يتابعهم بنظرات مدهوشه غير مستوعبه بعد لما تراه امامها...

تحدثت رغد اخيرا بصوت بالكاد يسمع انه السيد سيف الدين النصار، مديري في العمل...
اهلًا سيد سيف، انا فادي صديق رغد المقرب...
قالها فادي بترحيب وابتسامه هادئه وقد استطاع ان يمثل دوره بحرفيه شديده بينما سألها سيف قائله لم اكن اعرف ان لديك أصدقاء هنا...
كلا ليس هنا، انه صديقي في فرنسا، جاء هو وكريستين لزيارتي...

اخبرتني كريستين انها متعبه للغايه، لم استطع تحمل ما سمعته، اخذت اول طائره وجئت للاطمئنان عليها، ثم أردف بخبث انت لا تعلم كم هي عزيزة علي وغاليه على قلبي...
واضح، واضح جدا...
تفضل، لما انت واقف هنا، قالها فادي بجديه فتحدث سيف قائلا كلا يجب ان اذهب الان، لقد جئت لأطمئن على رغد انا ايضا، لكن يبدو انها بخير..

هم سيف بعدها بالمغادرة الا ان صوت رغد القوي أوقفه في مكانه مبروك سيد سيف، لقد سمعت انك خطبت الانسه جنا...
استدار سيف ناحيتها ليجدها تنظر اليه بسخريه واضحه وعلى شفتيها ابتسامه خافته، شكرها بهدوء ثم خرج فورا من جناحها والعديد من الأفكار تعصف بداخله.

ولجت جنا الى داخل جناحها ثم اغلقت الباب خلفها، خلعت معطفها الشتوي لتتفاجئ بشخص ما تعرفه جيدا ينتظرها...
تقدمت منه وضمته بقوه وهي تقول متى اتيت؟
بادلها ضمتها ثم ابتعد عنها وهو يقول صباح اليوم، اخبريني كيف الأخبار لديك...
رائعه للغايه، كل شيء يتم كما خططنا...
ثم أردفت قائله باستياء ما عدا شيء واحد يضايقني للغايه ويعكر مزاجي...
ماذا هناك، تحدثي...

فتاة كانت على علاقه معه، وجودها يضايقني للغايه، اشعر بانه مهتم بها نوعا ما...
عقد الرجل حاجبيه بتعجب وهو يقول من تكون هذه الفتاة؟..
اسمها رغد، تعمل مهندسه في الشركة...
وهل تريدين ان تتخلصي منها...
ما هذا السؤال، بالتأكيد، هل تستطيع ان تفعلها؟
سؤال كهذا عيب في حقي، يوم واحد فقط وسوف تسمعين خبر وفاتها في الجرائد...

في صباح اليوم التالي
خرجت رغد من جناحها متجهه ناحية الشركة، هبطت الى الخارج ثم تقدمت ناحية سيارتها التي استأجرتها منذ فتره قصيره، كانت تهم بفتح السياره حتى تفاجئت بيده قويه تكمم فمها بقطعه قماش جعلها تخر فاقده للوعي بينما حملها الرجل وركض بها متجها ناحية سيارته.

طرقات على باب الجناح أيقظت كريستين من نومتها، فركت عينيها باناملها عدة مرات ثم نهضت من الفراش عابسة الملامح فهي ذهبت الى السرير منذ دقائق قليله بعد مغادرة رغد ولم تهنأ بنومتها بعد...
فتحت كريستين باب الجناح بانزعاج شديد لتجد احد موظفي الفندق واقف امامها حاملا بيده حقيبة رغد والذي ما ان رأها حتى حياها بنبرة يغلب التوتر عليها مرحبا انسه...

عقدت كريستين حاجبيها ثم سألته بتوجس دون حتى ان ترد على تحيته ماذا تفعل حقيبة صديقتي معك؟..
لقد وجدناها مرمية على الارض بجانب سيارتها...
ماذا يعني وجدتموهاا مرمية على الارض؟ ماذا تقصد؟
سألته برعب حقيقي وهي تحاول ان تكذب المعنى الواضح لما قاله هذا الموظف والذي اجابها مؤكدا شكوكها المخيفه اظن انها تعرضت للاختطاف...

يا الهي، قل غيرها ارجوك، غمغمت بهذه الكلمات وقد بدأت الدموع تتجمع في مقلتيها مما جعل الموظف يشفق عليها للغايه وهو يلاحظ تلك الدموع التي باتت ظاهرة للعيان اضافة الى الشحوب الذي احتل تقاسيم وجهها بوضوح فحاول تهدئتها قائلا هذا مجرد احتمال يا انسه، نحن بامكاننا ان نفتح كاميرات المراقبة ونرى ماذا حدث معها بالضبط اذا اردت طبعا...

الامر لا يحتاج الى تفكير، لقد خطفوها، هي كانت ذاهبه الى عملها، مالذي جعلها تترك حقيبتها بهذا الشكل...
قالتها كريستين ببكاء ثم ما لبثت ان تذكرت امر هاتفها ففتحت الحقيبه بسرعه لتجد هاتفها موجود في الداخل كما توقعت...
ماذا سنفعل الان آنستي؟

انتظر لحظه من فضلك، قالتها كريستين وهي تذهب من امامه متجهه ناحية غرفة فادي والذي بات يقيم معهم في نفس الجناح بعد ان طلبت كريستين هذا من رغد حتى يثيروا غيظ سيف وغضبه عندما يعلم انه يقيم معهم...
اقتحمت كريستين غرفة فادي ثم اقتربت منه وهزته من كتفه عدة مرات ليستيقظ فادي مفزوعا وهو يقولماذا هناك؟ ماذا حدث؟
انهض فورا يا فادي، لقد خطفوا رغد، وانا لا اعرف كيف اتصرف...

ماذا تقولين انت؟ خطفوها! من فعل هذا، اللعنه هل انا وقعت بيده عصابه، قالها فادي بفزع ثم نهض من مكانه فورا واتجه ناحية الخزانه وفتحها ثم اخرج منها حقيبة سفره وبدأ يرمي بها ملابسه بفوضويه وكريستين واقفه تراقبه باندهاش لما يفعله...
ما هذا الذي تفعله يا فادي؟سألته كريستين بحنق بينما اجابها فادي اريد ان أهرب وأنقذ نفسي من هذا المكان قبل ان الحق بصديقتك ذات اللسان الطويل...

استفزها كلامه للغايه مما جعلها تصرخ به قائله أيها المتخلف الجبان رغد مخطوفه ولا اعرف اين هي الان وانت تفكر في نفسك، اطمئن لا يوجد احد يفكر في خطف معتوه مثلك...
وماذا بيدي انا؟ ماذا يمكنني ان افعل مثلا؟
لا اعلم، لكن فكر معي على الأقل، انا خائفه عليها كثيرا، من يكون له علاقه بخطفها...

وهل يوجد غيره، بالتأكيد السيد سيف حبيبها السابق، قالها فادي ببساطه بينما قفزت كريستين من مكانها فجأة مما جعل فادي يرتد الى الخلف لا إراديا بينما صاحت كريستين بصوت عالي كيف نسيته، يجب ان اتصل به وأخبره بما حدث، لعل وعسى يستطيع ان يساعدنا في إيجادها او معرفة هوية الشخص الذي خطفها...

ما ان اكملت كلماتها حتى فتحت حقيبة رغد وأخرجت هاتفها ثم ضغطت على اسم سيف واتصلت به بينما ظل فادي متسمرا في مكانه ينظر اليها بغباء فهو منذ لحظات اخبرها بان سيف هو الخاطف وهي تستعين به ليساعدها في إيجادها!

كان سيف جالسا في غرفة مكتبه في الشركة يحدق بعينيه السوداويتين في الفراغ الماثل امامه والف فكره تدور في رأسه...
لقد نجح منذ يومين في ادخال شحنه جديده الى البلد وتوزيعها على التجار وقد كانت هذه واحده من صفقاته الغير مشروعه التي اخذت حيزا كبيرا من جهده وتفكيره بسبب ضخامة كميتها مما اضطره ان يشرف عليها بنفسه...

بعد اسبوعين هناك شحنه اخرى يجب ان تدخل البلد وهذه المره كميتها تعادل كمية الشحنة السابقه بثلاث مرات...
زفر بضيق وهو يتذكر المسائل الاخرى التي تشغل باله بدءا برغد وتغيرها الذي بات يضايقه كثيرا ويستفزه ثم دارين والتي يفكر جديا في التخلص منها فوجودها بات يشكل خطرا عليه وهو يدرك ذلك جيدا وانتهاءا بجنا خطيبته!
رن هاتفه فجأة مخرجا اياه من افكاره هذه فحمله على الفور ليتفاجئ باسمها يسطع بوضوح على الشاشه...

ضغط على زر الاجابه بسرعه وهو يهتف بعدم تصديق رغد!الا انه تفاجئ في لحظتها بصوت أخر يتحدث معه ويخبره بان رغد قد تعرضت للخطف!
انتفض من مكانه وهو يستمع الى كلام كريستين ونوبة البكاء التي انتابتها بعدها...
رمى هاتفه على مكتبه ثم فتح الدرج العلوي واخرج منه مسدسه ووضعه في جيبه ثم انطلق خارجا من الغرفه باكملها...

قابل في طريقه معتز الذي لاحظ على الفور هيئته الغاضبه والهياج البادي عليه فسأله بقلق قائلا ماذا حدث؟
خطفوها، خطفوا رغد يا معتز، اجابه سيف بانفعال شديد مما جعل معتز يهز رأسه بعدم تصديق وهو يقول معقول، من فعلها؟
لا يوجد غيرهم، بالتأكيد هم من فعلوها، اجابه سيف بانفعال شديد بينما أردف معتز قائلا من الممكن ان يكون اخر غيرهم، قصي العمري مثلا...

كلا، قصي لا علاقة له بالموضوع، هو بالأساس لا يعرف بعلاقتي برغد، اجابه سيف بثقة فأكمل معتز متسائلا ماذا ستفعل؟
ستعرف الان ماذا سأفعل، اسمعني جيدا ونفذ ما أقوله...
أنصت معتز لحديث سيف مستمعا لما يقوله بشكل جيد ثم ذهب بعدها لتنفيذ ما أمره به وفعل سيف نفس الشيء حيث ذهب هو الاخر لتنفيذ مخططه.

استيقظت جنا من نومها على رنين هاتفها لتجد سيف يتصل بها، زمت شفتيها بعبوس بعدما فكرت انه ينوي ان يلغي موعد العشاء الذي من المفترض ان يكون مساء اليوم...
ضغطت على زر الاجابه ووضعت الهاتف على إذنها وهي تقول بترحيب مصطنع حبيبي...
انساب صوت سيف الهادئ عبر سماعة الهاتف وهو يحدثها قائلا اتصلت بك لكي اؤكد عليك موعد اليوم، انت ما زلت على اتفاقنا، لم تغيرِ رأيك بشأنه، أليس كذلك؟

أبعدت جنا الهاتف عن اذنها للحظات و هي تتطلع اليه باستغراب ثم اعادته الى موضعه مجيبه اياه بالتأكيد ما زلت على رأيي...
جيد، سوف أكون عندك في التاسعه مساءا...
انتظرك...
اغلقت جنا هاتفه ثم ابتسمت بخبث فيبدو ان سيف ما زال يجهل وضع رغد ولم يعرف بموضوع اختطافها بعد والدليل انه ما زال ينوي الخروج معها الى العشاء...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة