قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثاني والعشرون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثاني والعشرون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثاني والعشرون

في المساء
ألقت جنا نظره اخيره على مظهرها في المرأة حيث كانت ترتدي فستان ازرق طويل يماثل زرقة عينيها ومعه حذاء فضي اللون ذو كعب عالي وتركت شعرها البني منسدلا يَصْل الى منتصف ظهرها، ابتسمت بفخر وهي ترى جمالها الواضح للعيان والذي قادر على إغواء اقوى الرجال وأكثرهم رصانه، حملت حقيبتها الفضية الموضوعه على الخزانه ثم خرجت من جناحها متجهه الى سيف الذي ينتظرها في صالة استقبال الفندق...

اخذها سيف الى احد ارقى المطاعم في البلد وتناولا طعامهما هناك وجمعتهم سلسلة من الأحاديث المميزة ثم اتجها بعد ذلك الى اليخت الذي يمتلكه سيف...
دلفت جنا الى داخل اليخت ويتبعها سيف والذي أغلق باب الغرفة الداخليه لليخت بالمفتاح مما جعل جنا تستدار له وهي تنظر اليه بوجل وقد شعرت بان هناك خطب ما يحدث لها...
استدارت له على الفور ثم سألته بتوجس قائله لماذا اغلقت الباب؟

سألها سيف هو الاخر بنبرة خبيثه وما المشكله اذا أغلقته؟
بلعت ريقها بتوتر وهي تجيبه قائله لا يجوز هذا يا سيف...
لماذا لا يجوز يا حلوتي؟سألها سيف مره اخرى وهو يقترب منها حتى قبض على خصرها بين ذراعيه مقربا اياها منه حتى بات الفارق بينهما لا يتعدى سنتيمترات قليله، اقترب من إذنها هامسا لها انت جميله للغايه، جميله بشكل غير معقول...

سحرتها كلماته بشده ولم تستطع مقاومتها نهائيا وهي تشعر بأنفاسه اللاهثة تضرب صفحة وجهها بينما عينيه تنظران اليها برغبة شديده، وجدته يقرب شفتيه من شفتيه فاغمضت عينيها على الفور واقتربت منه هي الاخرى بشوق منتظره تلك القبله...
الا انها شعرت فجأة بيد قوية دفعتها وأسقطتها ارضا ففتحت عينيها بسرعه لتجده واقفا فوقها بطوله الفارع ينظر اليها بنظرات كارهه مشمئزة تناقض نظراته الراغبه الملتهبة منذ ثواني قليله...

أطبقت على شفتيها بقوة وشعرت بالدماء تهرب من وجهها بل و من جميع أنحاء جسدها ولم يتبقَ منها اي شيء يبث الحياة فيها و قد ادركت جيدا انها اصبحت مكشوفة بالنسبه له ونهايتها أتت لا محاله...
وضع سيف يديه في جيوب بنطاله ثم تحرك مبتعدا عنها موليا اياها ظهره وهو يتمتم بصوت مسموع بالنسبه لها هيلدا ادور، إيطاليه الجنسيه ذات أصول عربيه، عمرك ثلاثه وثلاثون عاما...

عاد واستدار لها ليكمل احدى سيدات المافيا التي تعمل لدى ديفيد مارتينيز رئيس المافيا الإيطالية وعشيقته السريه ايضا، ارسلوكي الى هنا لتعملي جاسوسه لدي وتحصلي على معلومات تخص الصفقه الاخيره التي ستصل البلد بعد اسبوعين
اقترب منها اكثر منحنيا اتجاهها حتى بات وجهه يقابل وجهها قائلا كنت تظنين اني فريسة سهله الاصطياد اليس كذلك؟ ظننت اني سوف انساق وراء الاعيبك الغبيه بهذه السهوله؟

تبع كلامه هذا بضحكات عاليه اثارت غيظها كثيرا وأشعلت فتيل الجنون بها فنهضت من مكانها محاوله منها ان تسترق هذه الفرصه وهي تراه منهمكا في ضحكاته لتسدد لكمتها ناحيته وهي تلك تلك الفتاة الخبيره بامور القتال والكاراتيه الا انه كان أسرع منها وهو يصد ضربتها ويرد عليها باخرى بدلا منها أسقطتها ارضا ثم اخرج سلاحه من جيبه ووجهه نحوها جاعلا اياها تنتفض رعبا...

انحنى اتجاهها وقبض على شعرها بقبضة يده بينما كان يوجه فوهة مسدسه نحوها باليد الاخرى كنت اعلم بحقيقتك منذ اول لحظه رأيتك بها، حينما اخبرني معتز بمجيئك شككت بك فورا لكني انتظرت ان أتأكد من هذا اولا، عاد بذاكرته الى الخلف وتحديدا منذ حوالي ثلاث شهور عندما جائته رساله من ويليام زعيم المافيا الإيطالية الذي يتعامل معه في صفقاته الغير مشروعه مخبرا اياه فيها بان هناك اخبارية جائته ان منافسه في عمله ينوي ان يرسل جاسوس الى شركة سيف كونه صديقه المقرب وشريكه حتى يحصلوا على معلومات تخص صفقاتهم سويا...

عندما جائت جنا شك بها سيف على الفور لكنه لم يخبر احد حتى معتز لكي يتركه يتعامل معها على سجيته حتى لا تشعر جنا باي شيء، الوحيد الذي اخبره اسد حيث طلب منه ان يراقبها ويجمع المعلومات عنها ليتأكد فيما بعد من جميع شكوكه ويقرر ان يتلاعب معها كما فعلت هي...

عندما جئتي الى هنا قررت ان تتلاعبي معي بطريقة ذكيه، بدأتي تتقربين من معتز حتى تظهري لي بأنك غير مهتمه لي ولا تبالين بي، وطبعا انا سوف انجذب لك اكثر حينما ارى مقاومتك لي وامتناعك عني، وانا قررت ان أتلاعب معكِ ايضا، حاولت التقرب منك حتى استطيع إيقاعك في قبضتي، وانتِ كنت غبيه لدرجة انك صدقتي باني مولع بك لدرجة اني عرضت الزواج عليك، ثقتك بنفسك وغرورك زينوا لك هذا وجعلوكِ تصدقين انك ثمينه لهذه الدرجه...

ظلت تنظر اليه بصدمه غير مصدقة انها كانت مكشوفة بالنسبة له منذ اللحظه الاولى، كانت تظن طوال تلك الفتره انها تحقق انتصارا يليه الاخر الا انه اتضح في الاخر انها فشلت في كل هذا وبامتياز...
تطلع سيف الى وجهها الشاحب وعينيها المضمحلتين اللاتي ترتجفان من شدة الخوف بسخريه ثم سألها بصوت قوي قائلا والآن اخبريني اين رغد؟

لم تجبه بل التزمت الصمت امامه فكرر سؤاله مره اخرى فاجابته بتحدي لن اخبرك، سوف اتركها تموت كما ستفعل بي بعد لحظات...
ما ان أنهت جملتها هذه حتى اطلق سيف رصاصه صوبت قدمها اليمنى مما جعلها تصرخ عاليا من شدة الوجع...
اقترب منها ثم قبض على فكيها بين يديه ثم حدثها بغضب كاسح اخبريني حالا اين رغد، اخبريني قبل ان افرغ رصاص هذا المسدس في رأسك...
عدني الا تقتلني اولا، اريد الأمان منك...

ابتعد سيف عنها وهو ينظر اليها بقرف ثم تحدث اخيرا قائلا لن أقتلك، اخبريني اين هي؟..
أخبرته جنا بمكان رغد و المسؤول عن خطفها والذي كان احد رجال المافيا الذين يعملون معها، انتهت جنا من قول ما لديها ليصيح سيف باسم اسد والذي دلف الى الداخل ومعه رجلين ضخمين للغايه...

أرتعبت جنا بشده بينما رمقها سيف بنظرات متهكمه ثم وجه حديثه اليها قائلا لا تخافي، لا انوي ان اخلف بوعدي معك، انا لن أقتلك، كل ما سأفعله اني سأعيدك الى مكانك الأصلي...
ثم أشار الى الرجلين الضخمين قائلا هؤلاء الرجلين سوف يأخذونكي بأنفسهم الى رئيسك الموقر ليرى جاسوسته التي أصبحت مجرد كارت محروق بالنسبة لنا وبالتأكيد حينها سوف يتخلص منك بنفسه وهذا هو المطلوب...

تطلعت يارا من النافذه لتجد قصي يهبط من سيارته متقدما الى داخل الفيلا، ارتدت الى الخلف لا إراديا وشعرت بجسدها يرتجف كليا من شدة الخوف، حاولت التماسك قليلا فهي لا تريد ان تضعف هكذا امامه بل يجب ان تتشجع قليلا حتى يتنسى لها قول ما قررته والوصول الى غايتها كما خططت لها...

جلست على حافة السرير و هي تحتضن جسدها بيديها منتظره ولوجه الى داخل غرفتها، بعد حوالي عشر دقائق شعرت بخطواته تقترب من غرفتها فضمت جسدها بشكل اكبر ثم سمعت صوت الباب يفتح ويغلق مره اخرى لتراه امامها بعد ذلك، وقف قصي امامها واضعا يديه في جيوب بنطاله ينظر اليه بنظرات حارقه توحي بمدى غضبه منها، نهضت يارا من مكانها فورا و تقدمت نحوه بضعة خطوات متردده ثم عادت و توقفت في مكانها وظلت ترمقه بنظرات متوجسه، قررت يارا ان تبدأ هي الحديث هذه المره فضغطت على نفسها لينساب الحديث من ثغرها سيد قصي، كيف حالك؟

بدا سؤالها غبيا للغايه بل ومضحك ايضا وفِي تلك اللحظه انتابت قصي رغبة غريبه في الضحك على حديثها هذا ومظهرها المذعور المرتاب بالرغم من محاولتها الواضحه لتبدو بمظهر القوة...
ضغطت على كف يدها بقوة وهي تشعر بسخافة ما قالته فحاولت ان تتحدث مره اخرى قائله بنبرة متوتره انا حقا لا اعرف ماذا اقول، لقد تصرفت بشكل متهور للغايه، انا، انا اعتذر منك كثيرا...

اقترب منها قصي عدة خطوات وظل ينظر اليها باستخفاف ثم فاجأها بصفعه قوية أسقطتها على السرير الموجود خلفها...
وضعت يارا كف يدها على وجهها وقد شعرت بطعم الدماء داخل فمها من شدة قوة الصفعة، انسابت دمعات لا إراديا من مقلتيها الرصاصيتين وقد اجتاحها شعور مؤلم بالذل والاهانه وهي تراه يضربها هكذا ويهين كرامتها بشكل لا تتحمله شخصيتها الرصينة ابدا...

قبض قصي على فكها مره اخرى بين كف يده ثم حدثها وهو يكز على اسنانه من شدة الغيظ ما رأيك ان اجلب السكين وأطعنك في بطنك واعتذر لك بعدها فهذه كانت مجرد لحظات تهور لا اكثر...
همست يارا ببكاء أسفه، ابتعد قصي عنها وهو يلهث بقوة وما زال ينظر اليها بنفس نظراته الحارقه والتي شعرت بها وكأنها على وشك ان تفترسها وتمزقها إربا إربا...

كررت يارا اعتذارها للمره الثانيه مما جعل قصي يحدثها بعصبيه قائلا و بماذا سوف يفيدني اعتذارك هذا؟
ارجوك سيد قصي، سامحني هذه المره فقط، وانا اعدك بأن كل شيء سوف يتغير...
تطلع اليها قصي للحظات محاولا استيعاب كلماتها ثم سألها مستفسرًا ماذا تعنين بكلامك هذا؟

ما أعنيه انني قررت ان اتغير، لقد فهمت مؤخرا انني ادور في حلقة فارغه لا نهاية لها، مهما حاولت وقاومت لن أغير شيء من حقيقة انني اصبحت اسيرة لديك ويحق لك ان تفعل بي ما تريد، لهذا وجدت من الأفضل ان ارضى بقدري هذا وأتعامل معك على هذا الأساس منذ الان فصاعدا...

نهضت يارا من مكانها ثم تقدمت ناحية قصي ووقفت امامه تنظر له بنظرات هادئه واثقه في نفس الوقت، مسحت قطرات الدماء الجامده بجانب فمها ثم تحدثت بنبرة جادة من الان فصاعدا سوف أكون لك كما تريد، عشيقه تلبي جميع رغباتك، سوف أنفذ جميع أوامرك بلا تردد او مقاومه...
غامت عينا قصي البنيتين بنظرة غاضبة اخافتها كثيرا بينما ظل صامتا لفتره طويله ولم ينبس بكلمه واحده حتى كرد على ما قالته.

وأخيرا بعد فترة من الصمت جاء رده البارد كالصقيع سوف ارى بنفسي ان كان ما تقولينه صحيحا او مجرد لعبة من الاعيبك الحقيره لكن ليس الان فليس لي مزاج بك في الوقت الحالي...

خرج سيف من اليخت و معه اسد واتجها ناحية معتز وسعيد اللذان كانا ينتظرانهما على جانب الساحل بجانب سيارتهما...
أشار سيف لمعتز وسعيد وأسد قائلا أنتما الثلاثه اركبا سويا في هذه السياره وانا سأذهب بسيارتي...
هز الرجال الثلاثه رؤوسهم موافقين على كلامه ثم اتجهوا داخل سيارتهم وركب سيف هو الاخر سيارته واتجهوا الى المكان المطلوب...

بعد حوالي ساعة ونصف وصلوا الى المكان المطلوب والذي كان عبارة عن عمارة قديمة تقع في احدى المناطق المهجوره، هبط سيف من سيارته وقد لفحه نسيم الهواء البارد في ساعات الفجر الاولى ثم ولج الى الداخل كما وصفت جنا له بالضبط ليجد رغد امامه...

كانت رغد تجلس على ارضيه المكان يديها مقيده من الخلف وقدميها مقيده ايضا، ما ان رأت سيف حتى صرخت باسمه بصوت عالي وحاولت النهوض من مكانها الا انه وقعت ارضا على الفور، تقدم سيف اتجاهها ليحررها فورا الا انه تسمر في مكانه عندما رأى نظرات رغد التي احتلها الرعب فجأة مما يدل على وجود شخص ما خلفه...

تشدقّت شفتي سيف بابتسامه وهو يستمع الى صوت الرصاصه الذي اخترق أذنيه بينما صرخت رغد عاليا وهي تحني رأسها الى الأسفل وتضع يديها على اذنيها ليركض سيف نحوها ويضمها اليه بقوة بينما خر الرجل صريعا ليظهر من خلفه معتز وهو يحمل مسدسه بيده...

حبيبتي، الحمد لله أنك بخير، قالتها كريستين بلهفه وهي تضم رغد اليها بفرحة بالغه، ابتعدت عنها بعد لحظات وهي تهتف بها قائله لقد كدت اموت من القلق عليك يا رغد، اخبريني هل اذوكي او فعلوا لك اي شيء سي ء...
ابتسمت رغد بوهن وهي تجيبها قائله كلا لم يفعلوا لي اي شيء مؤذي، انا بخير اطمئني...

ابتسمت كريستين براحه لما قالته رغد ثم سرعان ما اختفت ابتسامتها وهي تتطلع الى سيف الذي كان واقفا خلف رغد و التي انتبهت لتوها بوجوده، اندفعت كريستين فجأة نحوه وقبضت على عنقه وهي تشعر بالغضب والسخط الشديد منه، تحدثت كريستين وهي تخنقه بيديها كل شيء حدث بسببك، بسببك انت اختطفوا الفتاة وكادوا ان يقتلوها...

كريستين ماذا جرى لك؟ ابتعدي عنه ارجوك، اتركيه، قالتها رغد بنفاذ صبر وهي تبعد كريستين عن سيف وقد نجحت في هذا بعد عدة محاولات...
تحدث سيف هذه المره بغضب مكتوم لو لا انك فتاة لكنت تصرفت معك على طريقتي الخاصه...
لقد كدت اخسر صديقتي الوحيده بسببك، قالتها كريستين بالم صادق جعل رغد تضمها اليها بقوة وهي تهمس لها قائله اهدئي كريستين، انا بخير...

حك سيف ذقنه بأنامله ولم يعرف كيف يتصرف في موقف كهذا ففضل السكوت وعدم التحدث باي شيء، خرج فادي من الغرفة ليتقدم بسرعة ناحية رغد ويضمها اليه بقوة بحركة تمثيلية مدروسه وتحت انظار سيف المتقده غضبا...
حبييتي الحمد لله انكِ بخير، اقلقتنا عليك كثيرا...

تفاجئت رغد بحركة فادي فهي ما زالت تحمل في داخلها اثار خطفها الذي لم يمر عليه سوى ساعات قليله لهذا فهي لم تكن مستوعبه بعد لما يفعله فادي ولم تستطع ان تتفاعل معه فيه تمثيليته في بادئ الامر بل ظلت متجمده في مكانها لم تبادله احضانه التي تناولتها بغته عنها...

ماذا يفعل هذا هنا؟، صدح صوت سيف القاسي مخترقا حالة الصمت الذي احتلت المكان للحظات ليبتعد فادي عن رغد ويلتفت لسيف قائلا بترحيب اهلًا سيد سيف، اعذرني لم انتبه لك في بادئ الامر، اشكرك كثيرا على ما فعلته مع رغد...
لم يهتم سيف له نهائيا بل كرر سؤاله مره اخرى بشكل اكثر حده مما جعل كريستين تجيبه قائله انه يسكن معنا في نفس الجناح...

ماذا! صاح بها سيف بشكل لا إرادي ثم التفت ناحية رغد وهو يسألها بغضب شديد لم يستطع السيطره عليه ما هذا الكلام الذي اسمعه انسه رغد؟ هذا الكائن يسكن في جناحك...
اجابته رغد ببساطه زادته غيظا نعم، فادي صديقي و من الطبيعي ان يسكن معي في نفس الجناح، اين المشكله في هذا؟
بصفته من يسكن معك، بصفته من اخبريني؟..
لقد أجبتك منذ لحظات سيد سيف، بصفته صديقي...
هذا السبب غير كافي انسه رغد...

تحدثت رغد هذه المره بتحدي قائله من انت حتى تسألني اسألة كهذه وتحاسبني ايضا، في الاساس انت اخر شخص يجب ان يسأل سؤال كهذا، ام نسيت انك كنت تقيم معي في شقة واحده دون اي رابط بيننا...
تطلع إليها سيف بغضب ولم يتحدث نهائيا بينما استطردت رغد قائله بسخريه اراك التزمت الصمت فجأة، تحدث، قل اي شيء...

لن اتحدث هذا المره فقط لانك ما زلت متعبه كونك خرجت لتوك من صدمة كبيره، لكن بالتأكيد سوف يجمعنا حديث فيما بعد...
ما ان اكمل جملته هذه حتى خرج من الجناح تاركا رغد تعض على شفتها السفلى بغيظ منه فهو لا يتغير نهائيا ما زال يظنها ملكا له ويحق التحكم بها كما يشاء.

خرجت يارا من غرفتها القابعة في الطابق العلوي وهبطت درجات السلم متجهه الى الطابق السفلي لتجد سعاد مرتديه ملابس الخروج وتبدو انها تستعد للذهاب الى مكان ما...
اقتربت منها يارا وسألتها قائله الى اين سيدة سعاد؟
اجابتها سعاد وقد ارتسمت ابتسامه عريضه على محياها الى القصر انسه يارا، طلبتني السيدة مونيا لكي أساعدها في تجهيزات العزيمه هذه الليله...

اي عزيمه تقصدين؟سألتها يارا باهتمام فاجابتها سعاد بعفويه اليوم سوف تأتي عروس السيد قصي المنتظره ليتعرف عليها ويحددوا موعدا لإقامة الخطوبه...
ابتسمت يارا بخبث وهي تجيب سعاد قائله حقا، مبارك لكم...
شكرا حبيبتي، شكرتها سعاد بابتسامه حقيقيه ثم حملت حقيبتها واتجهت خارجه من الفيلا باكملها تاركه يارا تحدق في الفراغ الذي أمامها بتفكير حتى اهتدت الى فكره ما سارعت لتنفيذها على الفور...

تقدمت يارا من احد الحراس الذي كان وضعهم قصي لحراسة الفيلا ثم حدثته قائله اريد التحدث مع السيد قصي...
لماذا؟ هل حدثت مشكله ما سيدتي؟سألها الحارس فاجابته بعصبيه خفيفه ما علاقتك انت، اريده في موضوع خاص...
هز الحارس رأسه بتفهم ثم اخرج هاتفه واتصل بقصي والذي اجابه بعد لحظات فأخبره بان يارا تريد التحدث معه...
زفر قصي غضبا ثم اخبره ان يعطي الهاتف ليارا والتي أخذته منه الفور وقالت مرحبا...

جاءها صوت قصي الغاضب قائلا خير، ماذا تريدين؟
ضغطت يارا على نفسها حتى لا تنفعل في وجهه فاجابته بهدوء اريد أموال...
ماذا تريدين؟سألها قصي بتعجب ثم أردف قائلا وماذا تفعلين بها؟
اريد ان اتسوق وأشتري ملابس واشياء اخرى لي، اظن هذا من ابسط حقوقي عليك كعشيقه لك...
شتم قصي بصمت ثم اخذ نفسا عميقا وقال انت ممنوعه مِن الخروج يارا...

ارجوك اسمح لي اذهب واتسوق قليلا، لقد مللت من حبسي بهذه الطريقه، كما انني من المستحيل ان اهرب منك، انت تعرف جيدا لم يعد لدي شيء اهرب من اجله، بالعكس وجودي معك اصبح يفيدني اكثر من الهروب...
أراد قصي ان يتخلص منها بسرعه فهو مشغول للغايه في عدة أمور فأجابها قائلا حسنا اذهبي ولكن الحارس سوف يبقى معك ولا يتركك لحظه واحده...

ثم اخبر الحارس بعدها بان يأخذها الى الأماكن التي تريدها والا يتركها ثانيه واحده لوحدها.

أوقف الحارس سيارته امام احد مراكز التجميل وتحدث قائلا سوف انتظرك حتى تنتهي مما تريدنه آنستي...
اكتفت يارا بهز رأسها ثم خرجت من السيارة ودلفت الى داخل مركز التجميل...
استقبلتها احدى الموظفات بترحيب وسألتها عما تحب ان تفعله بالضبط فاجابتها يارا انها ستقلب في المجلات الموجوده وترى أحدث الموديلات الخاصه بقصات الشعر وتختار منها...

جلست يارا بالفعل على احد الكراسي ومسكت احدى المجلات وبدأت تقلب بها بلا تركيز ثم نهضت من مكانها بعد لحظات واقتربت من احدى الموظفات وطلبت منها باروكة شعر شقراء اللون!

دخلت يارا الى الحمام ثم ارتدت عباية سوداء ابتاعتها في اثناء تسوقها ثم لفت شعرها على شكل كعكة وارتدت فوقه الباروكة ولفت الشال الخاص بالعبائه فوق شعرها وارتدت بعدها نظارة شمسيه سوداء كبيره الحجم ونظرت الى نفسها في المرأة لتتأكد انها تنكرت بشكل جيد وخرجت بعدها متجهه الى منزل قصي...

استأجرت يارا تاكسي وطلبت منه ان يأخذها الى العنوان المطلوب والتي كانت تعرفه مسبقا عندما كانت تعمل في شركة قصي وبالفعل وصلت الى هناك بعد حوالي نصف ساعة...
هبطت من التاكسي وأعطته اجرته ثم تقدمت الى داخل القصر وأخبرت الحراس انها تريد ان تلتقي بالسيدة مونيا فأدخلها الحراس بعد ان فتشوها جيدا...

ولجت يارا الى داخل القصر فاستقبلتها الخادمه وسألتها عن هويتها فكذبت عليها واخبرتها انها قريبة مونيا وتريد ان تراها فأخبرتها الخادمه ان هناك ضيوف مهمين لديها الا ان يارا اصرت عليها ان تتحدث معها الان...
ما ان ذهبت الخادمه لتصيح على مونيا حتى تبعتها يارا دون ان تجعلها تشعر بها وما ان وصلت الى غرفة الجلوس حتى اقتحمتها على بعد ان تخلصت من باروكتها وعبائتها في طريقها الى هناك...

انتفض قصي من مكانه فورا حالما رأها وصاح بعدم تصديق يارا!
اقتربت يارا منه وهي تهتف بتوعد نعم يا عزيزي يارا...
من هذه يا قصي، سألته مونيا بعدم ارتياح بينما اقترب قصي منها وقبض على ذراعها وهو يقول بغضب مكتوم مالذي تفعلينه هنا؟ كيف تجرأت ان تأتي بنفسك الى هنا؟
بدأت الهمهمات تسري بين اهل العروس ورامي ظل صامتا لا يفهم شيء مما يجري حوله اما مونيا فصرخت قائله مالذي بجري هنا يا قصي؟ من تكون هذه؟

سأخبرك انا من أكون، قالتها يارا بينما نهرها قصي قائلا اخرسي...
كلا لن اخرس، سوف اخبرهم بكل شيء، ليعرفوا مدى حقارتك، ولتعرف هذه العروس المسكينه بمن سوف ترتبط...
قلت اخرسي، قالها قصي وهو يكز على اسنانه من شدة الغضب ثم حاول ان يسحب يارا ويخرجها من الغرفة الا انها قاومته بقوه...

كل هذا كان يحدث تحت انظار اهل العروس المصدومين مما يحدث حولهم فتحدث والد العروس اخيرا والذي كان احد اهم رجال الاعمال في البلد قائلا بعصبيه واضحه ما هذا الكلام يا قصي؟ مالذي تقوله هذه الفتاة؟
حاول قصي التحدث وتبرير ما يحدث الا ان يارا لم تمهله الفرصه لذلك فأنطلق لسانها قائلا سأخبرك انا، هذه الفتاة تكون عشيقه السيد المحترم الذي تراه امامك...

شهقت مونيا بقوة وهي تضع يدها على فمها بينما فتح رامي فمه باندهاش غير مصدقا لما يحدث ولم تكن صدمة العروس واهلها اقل بينما اكملت يارا لا تستغربوا هذا، هذا الحقير حبسني لديه واغتصبني وقرر ان يأخذني عشيقه لديه، كل هذا فقط لأني تجسست عليه، يخطف ويغتصب ويفعل ما يحلو له...
نهض والد العروس من مكانه وهو يهتف بسخط يا للاسف يا قصي، انت تصدر منك افعال كهذه، وانا الذي كنت انوي ان ازوجك ابنتي الوحيده...

ثم طلب من ابنته وزوجته النهوض فورا والخروج من القصر وحاولت مونيا ان تمنعه من الخروج وتبرر له الا انه لم يستمع لها...
ما ان خرجت عائلة العروس من القصر حتى قبض قصي على ذراع يارا وسحبها خلفه غير آبه لتساؤلات كلا من مونيا ورامي...

هبط قصي من سيارته ثم اتجه ناحية الباب الاخرى وفتحها ثم قبض على ذراع يارا وانزلها بالقوة منها، جرها خلفه متجها الى داخل الفيلا ففتحت الخادمه له الباب ودلفا الى الداخل لتدفعه يارا وتهرب من امامه متجهه الى غرفتها بينما تبعها هو بخطوات هادئه متوعدا لها...

ولجت يارا الى داخل غرفتها ووقفت في منتصفها وهي تشعر بالرعب الشديد لما ينتظرها ليدخل قصي اليها بعد لحظات واغلق الباب خلفه وظل واقفا في مكانه هو الاخر ينظر اليها بنظرات حاقده متوعده...
خلع حزام بنطاله ثم لفه على يده وهو يحدثها بصوت جامد تعالي هنا...
هزت رأسها بعلامة النفي وهي تقول لن أاتي، انت سوف تضربني اذا اتيت...
لا تستفزيني، تعالي فورا، بكل الأحوال سوف تعاقبين على ما فعلتيه، لماذا التأجيل اذا...

كلا لن أاتي، ارجوك سامحني هذه المره فقط...
حسنا، سوف أاتي بنفسي اذا...
شاهدته يقترب منها بخطوات هادئة وحزامه ما زال ملتف على يده، ارتدت الى الخلف تلقائيا رعبا منه، نظرت الى الطاولة التي بجانبها فوجدت عليها علبه خشبيه صغيره...
حملتها على الفور وهي ترفعها في وجهه وتصرخ به قائلة لا تقترب والا سوف أضربك بها...
توقف في مكانه فورا وهو يهتف بها لا تتصرفي كالأطفال، انزليها من يدك فورا...

اجابته بإصرار لن انزلها، اخرج من هنا حالا...
صرخ بها بصوت عالي هذا يكفي، لقد تحملتك كثيرا...
ثم اقترب منها وهو ينوي على معاقبتها الا انها كانت أسرع منه وهي ترمى العلبة الخشبيه اتجاهه لتصيب رأسه...
وضعت فمها على يدها بصدمه من فعلتها الخرقاء هذه بينما مد هو يده على رأسه ليرى الدماء تنساب عليها وبغزارة...
صوب نظراته المشتعله غضبا اتجاهها واقترب منها بسرعه...

فرت من امامه وهي تركض بعيدا عنه الا انه كان أسرع منها في القبض عليها...
قيدها بين يديه وهو يقول ما هذه الشجاعة يا فتاة، تضربينني هكذا وبكل سهوله...
اتركني، همست له بصوت خافت وبرجاء بينما فك هو حزامه من على يده و رفعه الى اعلى ثم وجهه اتجاهها وكأنه سوف يضربها...
أغمضت عينيها برعب وهي تحيط جسدها بحماية حتى شعرت بصوت الحزام كالسوط يخترق اذنيها...

فتحت عينيها لتجد انه ضرب الطاوله التي بجانبها بدلا منها...
ظل يضرب الطاوله عدة مرات بحزامه بينما جسدها ينتفض رعبا في كل مره...
اقترب منها اخيرا وهو يقبض على ذراعها قائلا طالما تخافين لهذه الدرجه لماذا تعانديني اذا...
ثم ضغط على ذراعها بقسوة اكبر وهو يهتف تعانديني ايتها الحقيره، تريدين فضحي امام ضيوفي، تظهرين امامهم بكل جرأة وتعرفيهم على نفسك بكل وقاحه، تريدين تخريب زواجي اليس كذلك...

فعلت هذا حتى تعرف عروسك المبجلة بمن سوف ترتبط، لتعرف مدى وساختك وحقارتك، وفِي نفس الوقت لتتعرف على عشيقتك الحاليّه...
قالت كلماتها تلك ثم دفعته وابتعدت عنه راكضه الا انها توقفت فجأة في منتصف الغرفة وقد شعرت بدوار فظيع يسيطر عليها...
بعد لحظات لم تتحمل يارا وسقطت ارضا تحت انظار قصي الساخره والذي تقدم منها ووقف بجانبها قائلا كفي عن هذه التمثيليات السخيفه، لقد بت اعرفها جيدا...

لم يسمع قصي اي جواب من يارا ولم تصدر حركة بسيطه منها حتى فهبط بجانبها وضربها على وجنتها عدة مرات الا انها لم تستجب له...
حملها على الفور ووضعها على السرير ثم صرخ على الخادمه لتجلب له الماء وفِي نفس اللحظه اخرج هاتفه من جيبه واتصل بطبيبه الخاص طالبا منه المجيء...
جلبت الخادمه له كوب الماء فسكب منه قطرات خفيفه على وجه يارا عدة مرات حتى استفاقت يارا اخيرا من اغمائها...

بعد لحظات قليله جاء الطبيب الذي اوصلته الخادمه الى غرفة يارا فطلب منه قصي ان يفحصها بينما خرج هو من الغرفة تاركا الطبيب يؤدي مهمته ويفحص يارا التي ما زالت متعبه وغير واعية تماما لما يدور حولها...

اكمل الطبيب فحصه ثم نهض من مكانه وخرج من الغرفة ليجد قصي ينتظره في الخارج والذي سأله بسرعه عن احوالها فأجابه الطبيب بابتسامه قائلا لا تقلق سيد قصي المدام بخير، هذه الأمور طبيعي ان تحدث في حالاتها، فالمدام حامل...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة