قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث والعشرون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث والعشرون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث والعشرون

كان جالسا في غرفة مكتبه عينيه المضمحلتين تحدقان في نقطه من الفراغ الذي امامه ورأسه تملأه الأفكار العاصفه التي لا تنفك ان تضمحل او تنتهي بل انها تزداد تعقيدا في كل جديد يخطر على باله...

حامل، كلمة من أربعة حروف قد تبدو عادية للبعض ومفرحه للبعض الاخر اما بالنسبه له فهي لا تدل على شيء منطقي حتى! وكيف يجتمع المنطق مع شيء كانت بدايته ومنشأه بعيد كل البعد عن المنطق! هذا الحمل الذي نتج من علاقة غريبه للغايه ومعقده بشده، علاقة كانت بدايتها الكره و غايتها الانتقام، كان يظن نفسه انه يعاقبها بما يفعله لكنه غفل عن حدوث شيء كهذا والذي اوقعه في عقاب هو الاخر لتكون النتيجه متساويه لكليهما...

اسند رأسه على كفيه الموضوعتين على الطاوله التي امامه ثم أغمض عينيه وبدأ يفكر بتهمل محاولا ان يسترخي ولو قليلا حتى من هذا التوتر الذي سيطر عليه ويعيد ترتيب أفكاره المتبعثرة...

كان عليه ان يتخذ قرار فوري لحل هذه المشكله وهو يدرك هذا جيدا، تشدقّت شفتيه بابتسامه ساخره لا إراديا وهو يتخيل لو ان هذا الحمل تم في ظروف اخرى لكان بالتأكيد اسعد رجل في هذا الكون وهو يتلقى نبأ تكوين طفل من صلبه يحمل دمه واسمه، توقفت افكاره عند هذه النقطه وسؤال غريب تردد في ذهنه هل هو كاره هذا الحمل لهذه الدرجه؟ ويا للغرابه فانه لم يشعر بالكره بتاتا نحوه، قد يكون هناك جزء في داخله يرفض شيء كهذا الا انه لم يصل نهائيا الى مشاعر الكره او النفور...

مرت لحظات تبعها لحظات اخرى وافكار اخرى دارت في رأسه حتى وصل الى نتيجه واحده مرضيه للغايه بالنسبه له، في تلك اللحظه رفع رأسه على الفور ثم اخذ نفسا عميقا وزفره في راحه لينهض بعدها من مكانه ويأخذ مفاتيحه متجها اليها...

جالسه على سريرها تحتضن جسدها بيديها كعادتها الدائمه في الأيام السابقه بعد كل مصيبه تحدث معها، أغمضت عينيها وفتحتها عدة مرات تحاول استيعاب ما سمعته قبل قليل، هي حامل! ابتسمت بمراره وتجمعت الدموع في مقلتيها الواسعتين فهي حامل بابن الرجل الذي دمرها واغتصبها، الرجل الذي تكرهه كره العمى وتتمنى له الدمار او الموت بأبشع الطرق، ابتلعت غصة مؤلمه تجمعت في حلقها ثم نهضت من مكانها ووقفت امام مرأتها تتطلع الى بطنها المسطح التي تحمل ابنه في أحشائها، تلك البذره الصغيره التي تكونت في داخلها نتيجه اغتصاب حقير، شعرت في تلك اللحظه بان الموت اهون عليها من إنجاب طفل تكون بتلك الطريقه الفاسده المؤلمه، طفل جاء نتيجه حادثه لن تنساها طالما حييت، حادثه انتهكتها نفسيا قبل جسديا و اغتالت كرامتها قبل عذريتها، شعرت بانهيار حقيقي ثم بدأت تضرب بطنها بقبضة يديها بعنف وهي تسب وتلعن قصي الذي أوصلها الى تلك الحاله، ظلت تضرب بطنها بقوة وبلا وعي حتى سقطت ارضا بانهيار ثم بدأت تبكي بعنف...

تقدمت رغد من كريستين وفادي بارتباك شديد ثم هتفت بتوتر ما رأيكم؟
انتفض فادي من مكانه بعدم تصديق ثم صفر بإعجاب وهو يتقدم نحوها، مسك يدها ليجعلها تدور بجسدها عدة مرات امامه ثم هتف بصدق يا الهي تبدين رائعه...
سألته رغد وقد اصطبغ وجهها باللون الأحمر نتيجة اطرائه حقا!
حقا! تبدين رائع للغايه عزيزتي...
نهضت كريستين بدورها وهي تقول فعلا رغد تبدين جميله للغايه وهذا كله بسببي انا...

زفرت رغد بضجر وهي تحدثها قائله فهمنا سيدة كريستين، لولا اقتراحك بإضافة بعض التغييرات على شكلي وتغيير اللوك الخاص بي لما ظهرت هكذا...
هذا الواقع عزيزتي، قالتها كريستين بغرور مصطنع بينما اردفت رغد بملل فهمنا، لنذهب الان فسوف نتأخر على الحفله...
تحدث فادي بتساؤل قائلا اخبروني منذ الان، ما طبيعة صاحبة هذا العيدميلاد الذي تأخذونني اليه؟
عقدت كريستين حاجبها بتعجب ثم سألته هي الاخرى ماذا تقصد بما طبيعتها؟

اقصد يا عزيزتي هل هي جميله ام قبيحه؟اجابها بجديه فنهرته رغد بعصبيه خفيفه وما علاقتك انت بها! انت جئت من اجلي ام من اجلها...
غمز لها فادي وهو يقول بابتسامه هل اعتبر هذه غيره...
لتأفف رغد بحنق وتسير مبتعده عنهما وهي تقول لن نقضي الوقت كله في هذه الأحاديث الممله، هيا اتبعاني، يجب الا نتأخر كثيرا...

بعد حوالي اقل من ساعة دلف كلا من رغد وكريستين وفادي الى الحفله ليهتف فادي بعدم تصديق يا الهي، ما كمية النساء الجميلات هنا...
ثم التفت الى رغد وهو يقول بنبرة جاده رغد، هل انا مضطر الى مسايرتك في خطتك هذه؟ افكر جديا في تغيير رأيي، فما تريدنه مني سوف يضيع علي عدة نساء يفوقنك جمالا...
ضربته رغد على ذراعه بيدها وهي تقول بغضب مكتوم اخرس، اترك سفالتك جانبا هذا اليوم ولا تفضحني امامهم، هل فهمت؟

ثم تقدمت باتجاه ليان التي كانت تتوسط القاعه بجانب مجموعة من اصدقائها وهي ترتدي فستان احمر طويل للغايه يبرز جمال بشرتها البيضاء الناصعه وشعرها الاشقر المميز والذي انسدل على كتفيها بنعومه مما أضفى عليها منظرا رائعا فكانت رائعه الجمال جاذبه لأنظار جميع من حولها...

استقبلت ليان رغد بترحيب حار فاجأها كثيرا ثم سلمت على كل من فادي و كريستين التي رأتها مسبقا مع رغد اثناء دعوتها لها لحضور حفلة عيد ميلادها ولم تنس ان ترمق فادي بنظرات معجبه وابتسامه خلابه كادت تودي بقلبه المسكين والذي خفق بنبضات سريعه للغايه لهذا الجمال المميز الماثل امامه...

كان سيف واقفا يتابع اجواء الحفله بملل شديد حتى اقترب منه معتز وهو يهتف بجديه لقد جائت رغد منذ لحظات...
استدار سيف على الفور نحوه وسأله بسرعه حقا، اين هي؟
واقفه هناك بجانب صديقيها، قالها وهو يشير الى رغد التي كانت تقف بجانب كريستين وفادي ومعهما ليان التي اختارت البقاء معهما من اجل فادي بالطبع في الطرف الثاني من القاعه...

تقدم سيف ناحيتهم ليتسمر في مكانه للحظات وهو يتطلع الى رغد باندهاش حقيقي، كانت رغد ترتدي فستان اسود قصير للغايه بالكاد يصل الى منتصف فخذيها عاري الاكتاف وقد غطت عنقها الأبيض البارز بقلادة رفيعة للغايه ومعه حذاء فضي ذو كعب عالي للغايه مما جعلها تبدو طويله نوعا ما وقد وضعت طلاء شفاه احمر ناري مع ظلال عيون باللون الأسود وكحل اسود سميك بالطبع مما جعلها تبدو ذات جمال صارخ حيوي...

احتقن وجهه بشده مما يراه امامه فهو لم يعتد عليها ان تظهر بهذا الجمال الفاضح الذي يناقض ما اعتاده منها من جمال هادىء طفولي وبساطة شديده في مظهرها البعيد كل البعد عن التكلف وَمِما زاد غضبه بشده هو شعرها المقصوص والذي اصبح بالكاد يغطي عنقها بعدما كان يصل الى منتصف ظهرها...

بحثت رغد عن سيف بعينيها لتجده يتقدم نحوها مرتديا حلة سوداء خطفت انفاسها بشده، بلعت ريقها بتوتر من وسامته الرجولية المدمره وهي تحاول قدر المستطاع الا تظهر تأثرها به ابدا...
وصل سيف اليهم ليقول بنبرة قويه محاولا عدم إظهار غضبه في هذا الوقت مرحبا، ليسمع إجابتهم الهادئة على تحيته، وجه حديثه هذه المره الى رغد قائلا بعصبية خفيفه انسه رغد متى سوف تتكرمين وتعودين الى عملك في الشركة من اجل اكمال المشروع...

اظن انني استحق قليلا من الراحه بعدما تعرضت له بسببك سيد سيف، وبالنسبه للمشروع فانا أرسلت لك التصاميم ولكنك لم تخبرني اذا وقع الاختيار علي ام على الانسه جنا...
حاول سيف ان يتحدث ويخبرها بعودة جنا الى فرنسا الا ان فادي قاطعه وهو يقبض على خصر رغد بيديه ويقول بنبرة رقيقه رغد ما زالت متعبه سيد سيف، لن تعود الى عملها حتى تتحسن صحتها ونفسيتها تماما...

ابعد يدك عنها اولا، قالها سيف وهو يكز على آسنانه بغضب شديد فادعى فادي عدم الفهم وهو يسأله عفوا!
قلت ابعد يدك عنها، كررها سيف بغضب اكبر ثم أردف قائلا باي حق تمسك خصرها بهذه الطريقه؟
بصفتي حبيبها، شهقت ليان بقوة بينما اندفع سيف نحوه ولم يحتمل بعد ان يسكت اكثر من هذا ليلكمه بقوة مما جعل فادي يسقط ارضا...
شهقت رغد هي الاخرى ثم ركضت ناحية فادي واسندته بيدها ليقف وهي تصرخ بسيف قائلا انت حقا همجي متخلف...

اقترب سيف منها في هذه اللحظه وقبض على ذراعها بقوة محاولا ابعادها عن فادي بينما تجمهر الجميع حولهم يتابعون المعركة التي تحدث امامهم والتي بدت ممتعه للغايه...
أندفع معتز بين الحشود المتجمهره حولهم حتى وصل اليهم فقبض بدوره على ذراع سيف وهو يقول بجديه اتركهم الان يا سيف، لا تفتعل الفضائح من فضلك...
تطلع سيف اليه بغضب شديد بينما هز معتز رأسه برجاء وهو يهتف لا داعي للفضائح يا سيف...

اضطر سيف الى الاذعان لما قاله معتز فهو يدرك جيدا ان ما قاله صحيح فالصحافه لن تترك موقف كهذا يمر بسلام اذا وصلت اخباره اليهم...
ما ان تركها سيف حتى اندفعت رغد خارجه من الحفله وهي تجر فادي ورائها وكريستين تركض خلفهما لتنصدم في اثناء ركضها بجثة رجوليه ضخمه للغايه مما جعلها ترتد الى الخلف لا إراديا...

شهقت كريستين لا إراديا من هذا الوحش الرجولي الواقف امامها والذي ظل ينظر لها بنظرات قاتمه ارعبتها ثم ما لبث ان تحرك مبتعدا عنها دون ان ينبس بكلمة واحده بينما ظلت كريستين تتبعه بانظارها حتى اختفى تماما فلحقت برغد وفادي واللذان نستهما في تلك اللحظات...

في أمريكا
كان كلا من حازم وتمارا جالسان في مكانهما المعتاد امام البحر يتناولان طعامهما المفضل مِن المطعم الموجود هناك وهو عبارة عن سندويشات بشرائح اللحم المشويه...
لقد اعتدت على المجيء هنا كل يوم بسببك، قالتها تمارا بضجر مصطنع فأجابها حازم بسخريه وما علاقتي انا، انت مفجوعه للغايه ولا تتحملين ان يمر يوم دون ان تأكلي هذا العشاء الدسم...

انا مفجوعه!، قالتها تمارا بعدم تصديق وهي تشير الى نفسها بإبهامها ثم ضربت حازم على كتفه وهي تردد بعصبيه مصطنعه هكذا اذا، انا مفجوعه يا سيد حازم...
قهقه حازم عاليا ثم ما لبث ان مسك إصبعها وقبله بخفه وهو يقول انت اجمل مفجوعه رأيتها في حياتي، أبعدت تمارا يدها عنه بخجل شديد ثم احنت رأسها الى الأسفل وقضمت قطعه صغيرة من الساندويش...

ابتسم حازم لخجلها بشده ثم ما لبث ان عقد حاجبيه بتفكير فقال بتذكر يا الهي كيف نسيت! اليوم عيد ميلاد ليان...
اختك الصغرى، سألته تمارا فأجابها بجديه نعم، اليوم عيدميلادها...
ثم اخرج هاتفه من جيبه واتصل بها لتجيبه ليان بحنق وهي تقول بسخريه لماذا كلفت نفسك واتصلت سيد حازم، كان من الممكن ان تؤجل اتصالك وتنتظر الى الغد...

اخذ حازم نفسا عميقا ثم عايدها بهدوء ولم يهتم لما قالته كل عام وانت بخير يا ليان، ثم استطرد قائلا محاولا امتصاص عصبيتها هديتك ستصلك قريبا، وسوف تعجبك للغايه...
فاجابته ليان بهدوء وانت بخير حازم، ثم اردفت بعصبيه قائلا ما بال حظي باخوتي هكذا الصغير ينسى ميلادي والكبير يفتعل المشاكل في عيدميلادي...
ما ان سمع حازم كلماتها حتى هتف بقلق سيف، ما به؟

استدارت تمارا ناحيته بشكل لا إرادي عندما استمعت لاسم سيف وقد شعرت برجفه لا اراديه في جسدها...
بينما على الهاتف أجابت ليان حازم قائله تعارك مع احد الضيوف من اجل صديقته الجديده...

هل هو بخير؟ هل أصابه مكروه؟ في هذه اللحظه دعت تمارا في داخلها انه قد يكون تأذي او مات حتى الا ان امالها أحبطت وهي تستمع الى حازم يقول الحمد لله، سأتصل به اذا للاطمئنان عليه، حسنا لا مشكله سأتصل به في الصباح، ثم أغلق هاتفه بعدها واستدار ناحيته لتسأله باهتمام مصطنع هل هناك مشكله ما؟ هل عائلتك بخير؟
لا توجد مشكله، انهم بخير جميعا، ابتسمت تمارا بتصنع وهي تجيبه الحمد لله...

خرجت نورا من غرفة الصغير بعدما تأكدت انه نام جيدا ثم هبطت درجات السلم متجهه الى المطبخ لتتناول القليل من الماء قبل ان تنام الا انها توقفت في مكانها و هي ترى معتز يتقدم اتجاهها والذي مر بجانبها دون ان يلقي التحية عليها او يلتفت لها حتى...

معتز، صاحت نورا باسمه بعد تردد كبير فتوقف معتز في مكانه ولم يلتفت لها في بادئ الامر، استدار لها اخيرا وهو يرمقها بنظرات بارده سببت لها قشعريرة امتدت على طول جسدها، قررت نورا ان تبادر مره اخرى في الحديث فاقتربت منه حتى باتت على بعد مسافة قصيرة عنه ثم سألته بهدوء كيف حالك؟
اجابها معتز بجمود بخير، ماذا تريدين؟

ارتبكت نورا كثيرا بسبب لهجته البارده معها وفكرت للحظه ما ان تهرب من امامه الا انها تراجعت عن هذه الفكره وهي تحدثه قائله اردت الحديث معك بسبب ما حدث تلك المره...
قاطعها بسرعه اظن لا داعي للحديث باشياء انتهت منذ وقت طويل انسه نورا...
ولكن انا اردت الاعتذار منكِ لأنني...
قاطعها مره اخرى بنرفزه خفيفه انسه نورا، قلت لا داعي للحديث فيما ماضي، هذا الموضوع انتهى بالنسبه لي ولا داعي ان نعيد فتحه الان...

ماذا جرى لك يا معتز؟ لماذا تعاملني هكذا؟
عفوا، انت الان تتسائلين عن سبب معاملتي هذه لك، الم تطلبي مني مسبقا الا أتدخل في اي شيء يخصكِ...
كان قصدي حينها...
ليس مهم ما كان قصدك حينها، المهم انني لم أعد أتدخل نهائيا بك مثلما أردتي، لهذا من فضلك لا تفتحي هذه الموضوع او غيره معي مره اخرى وأرجو احترام رغبتي هذه مثلما انا احترم رغبتك...

ما ان اكمل كلماته حتى تركها مبتعدا عنها بينما ظلت نورا تتبعه بنظراتها وقد تجمعت دموع الندم والحزن داخل مقلتيها...

تقدم معتز من سيف الجالس في صالة الجلوس يدخن بشراهه وليان التي تجلس بالقرب منه تضع قدما فوق الاخرى وتهزها بعصبيه واضحه...
صب معتز القليل من العصير الموضوع على الطاوله لسيف في كأس زجاجي ثم ناوله اياه ليأخذه سيف منه ثم يتناوله على دفعه واحده ثم وضعه على الطاوله مره اخرى...

لقد تحدثت مع الصحافه واكدت عليهم الا ينشروا اي شي ء مما حدث، قالها معتز بجديه فتحدثت ليان بحنق قائله هذا لن يغير شيء من الفضيحه التي حدثت، أصدقائي جميعهم سوف يتحدثون عنها صباح الغد...
صرخ بها سيف غاضبا ليان اخرسي انت الان...
كلا لن اخرس، لقد خربت حفلتي بسبب ست الحسن والدلال...

التفت معتز ناحيه ليان وهدر بها بعصبيه خفيفه عندما لاحظ عصبية سيف الواضحه ليان اصمتي، ثم اتبع حديثه قائلا اذهبي انتِ الان الى غرفتك...
ضربت ليان الارض بكعب حذائها العالي بعصبيه ثم تركتهما وذهبت الى غرفتها بينما تحدث معتز بجديه ما بك يا رجل اهدأ قليلا...
انا هادئ للغايه يا معتز، هل تراني أتصرف بجنون مثلا...

معك حق، اجابه معتز بإيجاز وقد قرر ان يتلافى غضبه العاصف بينما حدث سيف نفسه قائلا انا همجي ومتخلف! لا بأس يا انسه رغد، لنا لقاء يجمعنا غدا، وسوف اريك حينها من هو الهمجي والمتخلف...

ولجت ليان الى داخل غرفتها بعصبيه شديده ثم خلعت حذائيها ورمتهما على الارض ثم هوت بجسدها على السرير واغمضت عينيها، زمت شفتيها بعبوس وهي تتذكر حديث فادي عندما اخبرهم انه حبيب رغد وهي التي كانت تخطط للايقاع به...
سمعت صوت هاتفها يرن فنهضت من مكانها وذهبت اتجاهه لتجد لمتصل رقم غريب، عقدت حاجبيها بتعجب ثم ضغطت على زر الاجابه ووضعته على اذنها ليأتيها صوته الساخر قائلا سنه سعيده يا حلوه...

انت! ماذا تريد؟
لم يكن هذا الجواب الذي انتظرته منك كرد على معايدتي لك، لكن لا بأس...
كررت سؤالها بقلق قائله ماذا تريد يا رامي؟
اجابها بجديهبخصوص الفيديوهات والصور التي تخصك، لقد فكرت جديا في امرها، امامك خيارين لا ثالث لهما، اما ان ارسلها الى الصحافه وانشرها في كل مكان او...
سألته بتوجس او ماذا؟
او تأتيني بعد يومين في شقتي...
صرخت به بعدم تصديق هذا مستحيل...

لا يوجد شيء اسمه مستحيل، كلامي واضح للغايه، امامك يومين اذا لم تأت بعدها فسوف تجدين صورك وفيديوهاتك منتشره في كل مكان...

أوقف قصي سيارته بجانب الفيلا ثم هبط منها متجها الى الداخل...
ولج قصي الى الداخل ثم ارتقى درجات السلم ذاهبا الى غرفة يارا...
دلف الى غرفتها بعد ان طرق الباب مرتين ليجدها جالسه على الارض مستنده بظهرها على السرير تحتضن جسدها بيديها كالعاده ورأسها منحني الى الأسفل...
ما ان رأته حتى رفعت عينيها الدامعتين اتجاهه ثم حدثته باختناق لماذا جئت؟ لتشهد على اثار جريمتك الكامله...

أغمض عينيه للحظات ثم قبض على كف يده واخذ نفسا عميقا محاوله ان يكسب نفسه بعض الصبر والهدوء...
اجابها بعد لحظات صمت قائلا كلا، لقد جئت لاجد حلا لهذا الوضع...
ثم أردف قائلا بنبرة جاده لقد وجدت الحل المناسب لهذه المشكله، الحل هو ان نتزوج يا يارا، نحن. يجب ان نتزوج و في اقرب وقت...

انتهى قصي من كلماته التي القاها على مسامعها ليجد يارا تتطلع اليه بنظرات جامده وابتسامه تهكم خفيفه احتلت ثغرها...
تحاملت يارا على نفسها حتى تستطيع النهوض من مكانها ثم تقدمت ناحية قصي ووقفت امامه لتقول له هل هذه طريقتك المثاليه للتكفير عن ذنبك في حقي؟

رفع رأسه الى الاعلى بنفاذ صبر ثم اخفضه مره اخرى، حاول ان يضفي القليل من الهدوء على طبعه الخشن عله يمتص موجه الغضب التي بدأت تظهر عليها فحدثها بتأني اسمعيني يا يارا، كلا مذنبان في حق بعضنا، كلانا اخطأ في حق بعضنا، وكلانا كفر عن ذنبه، والآن يجب ان نفكر في هذا الطفل الذي نحن مجبورين على تحمل مسؤوليته كامله، لذا فالحل الوحيد الموجود أمامنا هو الزواج...

اخفضت رأسها للأسفل قليلا واغمضت عينيها للحظات وهي تعصر قبضة يدها بخشونه ثم رفعته مره اخرى وقد أظلمت عيناها هذه المره بنظرات قاتمه متحديه لن اتزوجك...

جاء رفضها قاطعا لا مجال للمناورة او المحاوله في اثنائها عنه، اردفت قائله بنبرة بدت ساخره له الا انها تحمل في ثناياها الكثير من الوجع والحسره لا داعي لعروضك السخيه سيد قصي فانا سوف اتحمل مسؤوليه ما حدث كامله، فقط اتركني وشأني هذا أفضل ما تقدمه لي في الوقت الحالي...

يكفي يا يارا، لا صبر لدي لتحمل هذا منك، هذا الطفل يكون ابني اذا ما نسيتي طبعا، انا اتحمل مسؤوليته كامله هل فهمتي..؟ أردف بعدها قائلا بنبرة قوية سوف نتزوج عن قريب يا يارا، وانت سوف تقبلين بهذا فلا حل اخر لديك...

ابتعد عنها بعدها متجها الى باب الغرفة للخروج منها الا انه توقف في مكانه وهو يستمع الى صراخها الذي ملأ ارجاء المكان بالطبع انت من ستتحمل المسؤوليه فانت المغتصب في نهاية المطاف، انا لن أوافق على هذا الزواج يا قصي، انا لن اتزوج من مغتصبي هل سمعت...؟

ضغط على كف يده بقوة حتى شعر بجلده يتشقق من شدة الضغط، التفت لها وظل يرمقها بنظرات ناريه ردعتها عن صراخها للحظات، تحدث اخيرا بنبرة حازمه لا تقبل النقاش لقد قلت ما لدي وانتهى الامر...

رمت هاتفها ارضا بعد ان قال ما لديه واغلق المكالمه في وجهها، نهضت من مكانها وبدأت تدور في ارجاء الغرفة ذهابا وإيابا كعادة اخيره بدأت تلازمها في لحظات عصبيتها وتوترها...

كزت على اسنانها بقوة وهي تشعر انها على وشك ان تنفجر من شدة السخط والغيظ، تقدمت ناحية طاولة التجميل خاصتها بعصبيه مفرطه سيطرت على كل ذرة منها ثم بدأت ترمي وتكسر كل شيء موجود عليها ولم تكتفي بذلك بل فعلت المثل مع كل شيء تجده في طريقها...

كانت نورا تسير في طريقها ناحية غرفة سيف الصغير الا انها توقفت في مكانها وهي تستمع الى صوت التكسير والصراخ الذي يأتي من غرفة ليان، ساورها القلق بشأنها فتقدمت بضعة خطوات نحو غرفتها الا انها عادت وتراجعت عما تفعله فهي لا تعرف ماذا سيكون موقف ليان اذا حاولت التحدث معها او سؤالها عن سبب ما تفعله، تقدمت بعدها بخطوات متردده ناحية غرفتها مره اخرى ووضعت اذنها على الباب بحركة فضوليه بحته لتستمع الى صوت بكائها المتألم، لم تستطع نورا ان تقف مكانها هكذا دون ان تفهم ما بها وتحاول ان تساعدها على الأقل ففتحت الباب بعد تردد طويل وولجت الى الداخل بذعر شديد لتجد ليان تجلس على ارضيه الغرفه منكبه على وجهها و تبكي بشدة...

انسه ليان ما بك..؟ سألتها نورا بقلق وهي تقترب منها وتربت على كتفها محاوله منها لتفهم ماذا يحدث معها...
رفعت ليان وجهها الذي اصبح احمر من شدة نحيبها وعينيها المملوئتين بدموعها ناحية نورا ثم تمسكت بها بلا وعي وهي تردد في هذيان ارجوك ساعديني، انا في مصيبه...

في صباح اليوم التالي
استيقظت رغد بضجر على صوت رنين هاتفها المزعج، نفخت غضبا وهي تمد يدها نحو الطاوله الموجوده بجانبها لتتعرف على هوية المتصل فوجدته سيف، تعجبت من اتصاله بها فهذا اخر ما توقعت ان يفعله خصوصا بعد ما حدث البارحه بينهما، اجابت على اتصاله ليأتيها جوابه بنبرته الحازمه القويه كالمعتاد انا في الخارج، افتحي لي الباب، ثم أغلق الهاتف في وجهها دون ان يسمع جواب منها...

أبعدت الغطاء الصوفي الوثير عن جسدها ثم نهضت من سريرها بتكاسل سرعان ما انمحى وهي ترى إنعكاس صورتها في المرأة!

ركضت ناحية الحمام بسرعة وغسلت وجهها جيدا ثم خرجت وهي تجففه جيدا لتضع بعدها بعض مساحيق التجميل الخفيفه حتى تضفي على وجهها القليل من الحيويه والعذوبه، غيرت ملابسها بسرعه وارتدت بنطال من الجينز الأسود وبلوزه حمراء قصيرة الاكتاف ثم مشطت شعرها وربطته على شكل ذيل حصان قصير للغايه وخرجت بعدها لتفتح الباب لسيف الذي واقف ينتظرها طوال هذا الوقت!

فتحت الباب لتجد سيف يرمقها بنظرات حانقه تدل على غيظه ونفاذ صبره منها ثم تقدم الى الداخل بعدها دون ان يلقى التحيه عليها حتى...
اغلقت الباب خلفه وتقدمت الى الداخل هي الاخرى، وقفت في مكانها على بعد مسافة قليله عنه عاقده ذراعيها امام صدرها وسألته بخشونه خير سيد سيف، لماذا جئت منذ الصباح الباكر اليَّ...؟
حدثها سيف وهو يوليها ظهره قائلا
مظهر جديد، كلام جديد...
استدار لها وهو يكمل حديثه وحبيب جديد!..

نعم حبيب جديد، هل توجد مشكله ما؟سألته بنبرة هادئه فأجابها بنفس الهدوء إطلاقا!..
أردفت تسأله بجديه مالذي تريده مني سيد سيف...؟ ولماذا جئت الي في وقت كهذا؟
ردد كلامها بتعجب واضح سيد سيف!
ثم أردف ساخرا وماذا بعد، مالذي تحاولين ان تفعلينه بالضبط؟، تحدثي بصراحه...
ماذا تقصد؟، انا لا احاول ان افعل اي شيء...

اذا كنت تحاولين ان تثيري غيرتي بهذه الأفعال فانت مخطئه للغايه، انا لن اتأثر بهذه التصرفات الرعناء يا رغد...
وضعت يدها على خصرها وهي تهتف بتحدي عن اي غيره تتحدث، ماذا تظن نفسك؟..
ثم أردفت ساخره انت لست بمحور الكون سيد سيف، وانا لن اقضي ما تبقى من عمري افكر بك وأجري ورائك، ارح نفسك يا هذا، انا الان لدي مشاغل اهم بكثير من حياكة الخطط لأجلك...

ثم اكملت بابتسامه هازئه لا تشغل بالك بي نهائيا، من الأفضل ان تفكر في خطيبتك في الوقت الحالي، هي اولى مني بما تفعله الان، انا متعبه للغايه واريد ان انام، لذا من فضلك اخرج الان...
وكأنه لم يستمع الى حديثها نهائيا بل وجدته يجلس على الكنبه الماثله امامها ووضع قدما فوق الاخرى ثم سألها بهدوء هل من الممكن ان تعدي كوب من القهوه لي اولا...؟

كلا، لن أعد اي شيء، قل ما لديك فورا واخرج من هنا، يكفي ما فعلته البارحه والفضيحه التي تسببت بها، قالتها رغد وهي تكز على اسنانها بعصبيه من الاسلوب البارد الذي يتبعه معها ليجيئها رده الصاعق
وانا جئت من اجل هذا يا رغد، جئت لاصلح ما حدث، لهذا فانا ادعوكي في المساء انت وفادي وصديقتك المجنونه تلك على العشاء كاعتذار لكم عما فعلته...

ماذا...!صرخت رغد بلا وعي وهي تحدث نفسها قائلا بانه يهذي بما لا يدركه او قد جن بالتأكيد بينما كانت عيناها تحملق باندهاش صريح...
نهض سيف من مكانه بعد ان فجر قنبلته في وجهها ثم اقترب منها ومسد على ذراعها بيده وقال بنبرة هادئه فصيحه سوف انتظركم الساعة التاسعه مساءا في نفس المطعم الذي اعتدنا الذهاب اليه انا وانت سويا بالتأكيد حفظتي مكانه..

ثم خرج بعدها وتركها وحدها في المكان غير مستوعبه بعد لما سمعته على لسانه منذ لحظات...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة