قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الرابع والعشرون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الرابع والعشرون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الرابع والعشرون

في المساء
أوقفت رغد سيارتها امام المطعم الذي اختاره سيف لهذه الأمسيه والذي سبق ان جائت اليه من قبل عدة مرات مع سيف، هبط الثلاثه من السيارة واتجهوا نحو الداخل الا ان رغد أوقفتهم وهي توجه حديثها الى فادي قائله بجديه
اياك ان تتصرف بحماقة كما فعلت في المره السابقه، هل فهمت؟..

هز رأسه مطيعا كلامها بينما اكملت هي بنفس نبرتها التحذيرية ارجوك يا فادي لا تتغابى في أفعالك، كن عاقلا لمره واحده فقط، هذه المره لا احد سوف ينقذك من جنونه بالتأكيد...
حاضر، حاضر، حاضر، لا تقلقي نهائيا، سوف أكون رزين وهادئ في جميع تصرفاتي، لن اقترب منك بشكل مثير للانتباه، ولن المسك حتى، كما انني لن انظر الى فتحة فستانك الواسعه والتي اثارتني بشده...

قالها وهو ينظر الى فتحة فستانها الأحمر الواسعه في منطقة الصدر بينما اجابته هي بغضب
لا توجد فائدة من حديثي، سوف تظل اكثر شخص سافل رأيته في حياتي، لن تتغير ابدا يا فادي...
ثم أردفت بيأس يا الهي ماذا افعل بك الان؟، ما هذه الورطه التي أوقعت نفسي بها؟..
ورطة! انا ورطة...

قالها وهو يشير بإصبعه الى نفسه بينما اجابته هي بسخريهكلا، انت لست بورطه نهائيا، أنت مصيبه، بلاء، أساسا الحق على من جلبتك الى هنا وورطتني معك...
هل تقصدينني انا، قالتها كريستين بحنق لترد رغد قائله بإيجاز نعم أقصدك انت، وهذا ليس الوقت المناسب لنتناقش في هذه المواضيع...
ثم أمرتهم قائله لقد تأخرنا كثيرا، هيا اتبعاني...

بعد دقائق معدوده كان الجميع يجلس حول طاولة مستطيلة فخمه للغايه حيث كان رغد وفادي و كريستين يجلسان بجانب بعضهما وعلى جانبهما يجلس كلا من معتز وليان التي كانت شارده طوال الوقت على غير العاده و في المقابل كان سيف يجلس امام رغد وفادي مما جعل فادي يبلع ريقه بتوتر من موقعه هذا...
اكمل النادل اخذ الطلبات منهم ليهتف قائلا هل توصي بشيء اخر سيد سيف...؟
اجابه سيف بجديه كلا، شكرا لك...

فأجابه النادل باحترام العفو سيدي، ثم ذهب من امامهم ليؤدي مهامه بينما تحدث سيف قائلا بلباقته المعتاده انا سعيد جدا لأنكم قبلتم دعوتي واعتذاري لكم عما حدث مساء البارحه...
هنا قرر فادي ان يمسك زمام الأمور ويتحدث هو فقال هو الاخر برزانه نادرا ما تظهر عليه وانا سعيد بهذه المبادره اللطيفة منك سيد سيف...

ابتسم سيف بتصنع له ثم ما لبث ان وجه أنظاره ناحية ليان واجمة الملامح ليخفض وجهه نحوها ويسألها بتعجب من وضعيتها التي اثارت استهجانه هل هناك مشكله ما يا ليان، تبدين متعبه...؟
ازدردت ليان لعابها بقلق ثم اجابته بارتباك واضح كلا، لا يوجد اي شيء، ضغط دراسة لا اكثر...
لنرى اذا، قالها سيف وهو يرمقها بنظرات غير مصدقه ثم التفت بعدها ناحية رغد ليوجه حديثه لها هذه المره انسه رغد، متى ستعودين الى عملك...؟

اجابته رغد بتوتر قائله متى تريد انت...؟
بالنسبة لي اريد منذ صباح الغد اذا لم يكن لديك اي اعتراض...
سعلت رغد بخفة ثم اجابته بجديه ما زلت غير مستعده لان ابدأ في الغد، اريد ان اعود الاسبوع القادم من فضلك...
كما تريدين، على راحتك انسه رغد، اجابها سيف بابتسامه خالصه جعلتها تضطرب بشده فسألته محاوله ان تغير افكارها التي اخدت منحى لا تحبذه إطلاقا متى سوف تحدد صاحبة مشروع القريه السياحيه سيد سيف...؟

فأجابها سيف قائلا انت من ستمسك المشروع يا رغد...
تفاجئت رغد كثيرا مما قاله خصوصا انه لم يعقد المقارنه المنتظره بينها وبين جنا وشعرت ان هناك خطب ما في هذا الموضوع فسألته مشددة على كلماتها وماذا عن خطيبتك الانسه جنا، ليأتيها رد سيف البارد والذي اخرسها طوال الامسيه جنا ليست خطيبتي، لم ولن تكون شيء كهذا ابدا...

أوقفت ليان سيارتها على ناصية احد الشوارع ثم التفتت الى نورا القابعة بجانبها وحدثتها بجزع حقيقي قائله نورا، انا خائفه للغايه...
لا تخافي انسه ليان، كل شيء سيمر بخير ان شاء الله، قالتها نورا بنبرة هادئه تناقض الرعب الحقيقي المتولد بداخلها نتيجه ما هي مقدمة عليه...
مسكت نورا مقبض باب السيارة وهمت بفتحها الا ان ليان أوقفتها بسرعة قائله الى اين...؟

عقدت نورا حاجبيها وهي تجيبها انسه ليان لن نظل الوقت كله في السياره، يجب ان ننهي هذا الموضوع اليوم...
اومأت ليان برأسها مؤكده على حديثها ثم لمست ذراعها قائله بامتنان حقيقي لا اعرف ماذا اقول لك يا نورا، اشكرك كثيرا، ما ستفعلينه كبير للغايه وانا لا استحقه...

منحتها نورا ابتسامه صادقه وقالت لا تقولي هذا انسه ليان، انا افعل الشيءالمنطقي، بالتأكيد لن اتركك في مشكله كهذه وحدك وانا بإمكاني ان اساعدك في حلها، اطمئني كل شيء سيكون بخير ان شاء الله...
فتحت نورا السيارة وهبطت منها متجهه الى المكان المقصود والذي لم يكن سوى الشقه الخاصه برامي التي ينتظر ليان بها...

وقفت نورا بعد لحظات امام الشقة الخاصه برامي بتوتر شديد ثم ما لبثت ان دقت الجرس الخاص بها ليفتح رامي الباب بعد لحظات وينظر اليها بتعجب ثم سألها قائلا من انت...؟
بلعت نورا ريقها بتوتر ثم اجابته بتوجس انا صديقة ليان و...
لم يمهلها رامي الفرصه لإكمال حديثها بل قاطعها فورا قائله بعصبيه اين ليان...؟ لماذا لم تأتِ...؟

لم تستطع ان تأتي، لقد عرف أخاها كل شيء، ومنعها من الخروج من المنزل نهائيا، اجابته نورا بحذر واضح من هيئته الغاضبه بينما أردف رامي متسائلا بسخريه مبطنه ومن اين عرف أخاها بهذا...؟
فجاءه جواب نورا المضطرب هي من أخبرته، اعترفت له بكل شيء...

هكذا اذا، وانت جئتي لتبلغيني بهذا النبأ السعيد، قالها رامي بنبرة ذات مغرى بينما بلعت نورا ريقها بتوتر وهي تقول نعم ويجب ان اذهب الان، وهمت بالرحيل الا ان يد رامي أوقفتها في مكانها وقد قبض على ذراعها قائلا الى اين يا حلوتي، هل تظنين انتي سأتركك تخرجين من هنا بعدما جئتي اليَّ بنفسك...

تقدم سيف داخل احد المستودعات القديمه المتهالكة ومعه اثنين من رجاله ليجد فادي امامه وقد قيده رجاله جيدا واغموا عينيه ايضا بقطعة من القماش، اقترب سيف منه ثم سحب قطعة القماش من على عينيه ليفتح فادي عينيه ويصرخ بتعجب قائلا سيد سيف هذا انت...
ثم أردف بتوسل قائلا سيد سيف ارجوك انا لم افعل شيئا سيئا لتفعل بي هذا...
تطلع سيف اليه بنظرات متهكمه من خوفه الشديد ثم سأله بجمود متأكد...

اخفض فادي رأسه قليلا بتوتر ولم يجبه بينما اخرج سيف من جيبه سكينه ووجهها ناحيته ليصرخ فادي هلعا وينتفض رعبا من هذا الموقف الذي وضع فيه...
هل تدرك ماهي عقوبة الاقتراب من امرأة تخصني؟
قالها سيف بنبرة حاده وهو يوجه رأس السكين المدبب اتجاه فادي المقيد امامه وعلى وجهه ارتسمت علامات الذعر الشديد...

تحدث فادي بصعوبة محاولا كسب استعطاف هذا الوحش الكاسر الواقف امامه بعينين متقدتين نارا و ملامح تنطق بالغضب والسخط لا تتهور سيد سيف، اسمعني من فضلك...
عقد سيف حاجبه بتعجب ثم امر فادي بان يتحدث فورا دون مقدمات ليسرد فادي على مسامعه اتفاقه مع كريستين وسبب مجيئه الحقيقي الى هنا...

ما ان اكمل فادي حديثه حتى بدأ سيف يضحك بصوت عالي بالرغم من انه شك مسبقا بما القاه فادي على مسامعه ثم اقترب منه وهو يقول هكذا اذا، لقد نظمتم عصابة للانتقام مني...
جاءه صوت فادي المتوسل قائلا والله لم اكن اعرف بان الموضوع يخصك، لقد طلبت منهن ان نترك هذا الموضوع والا نضايقك لكنهن اصرن على هذا، انا ليس لي ذنب سيد سيف...

هز سيف رأسه بتفهم ثم طلب من رجاله ان يفكوه ففعلوا ما امرهم به، ما ان تحرر فادي من قيوده كاملا حتى أتاه صوت سيف الامر قائلا سوف تذهب الان الى المطار وتركب في اول طيارة ذاهبة الى باريس ولا اريد ان ارى وجهك في هذا البلد مره اخرى، هل فهمت...
من الاساس لم يعد هناك هكذا بلد على الخارطه سيدي بالنسبة لي، فقط اتركني وشأني ارجوك...

اذهب الان مع رجالي وهم سوف يوصلونك الى المطار ويتأكدون من صعودك في الطائرة، لقد جهزت لك كل شيء يخص السفر اطمئن...

وقفت سعاد امام غرفة يارا تطرق الباب عدة مرات ليأتيها جواب يارا على شكل صراخ طالبه منهم ان يتركوها بشأنها...
شعرت سعاد بالقلق الشديد من اجلها فقررت الاتصال بقصي واخباره بما حدث ليتصرف معها وبالفعل اتصلت به وأخبرته بسوء حالتها ليبلغها انه سيأتي اليها بنفسه ويتصرف معها...
كانت يارا جالسه على سريرها تبكي بصمت طوال الوقت فعينيها تأبى ان تذرف دموع الحزن والحسره على حالها وما وصلت اليه...

نهضت من سريرها فجأة وقد لمعت فكره في رأسها قد تبدو خطيرة نوعا ما الا انه الحل الوحيد الذي وجدته امامه حتى تتخلص من هذا الحمل الذي بات لا يؤرق لياليها فقط بل حياتها باكملها...
وقفت يارا على السرير ثم قفزت منه وكررت هذه العمليه عدة مرات حتى شعرت بالم قوي يمتد في منطقة بطنها...

سمعت خطوات سريعه تقترب من غرفتها ليدخل بعدها قصي ويركض ناحيتها لينصدم بها وهي منحنية الظهر تضع كف يدها على بطنها بينما ملامح وجهها تعلوها الالم الواضح...
ماذا فعلتي، ماذا فعلتي...؟هتف بها قصي بعصبيه وهو يهزها من كتفيها حتى دفعته وهي تهتف بصوت متعب اتركني، هذا الطفل لا يجب ان يولد...
قبض قصي على ذراعها وهو يقول بجديه سوف آخذك الى الطبيب فورا، ثم جرها ورائه غير ابه برفضها ومقاومتها له...

دفعته يارا فجأة بكل قوته ثم ركضت من امامه وقد شعرت بقوة غريبه تدب بها ساعدتها على هذا ليركض قصي خلفها وهو يصيح بها ان تتوقف...

ظلت يارا تركض وقصي ورائها حتى اقتربا من الدرج الداخلي للفيلا لتشعر يارا بيد قصي تمسك بها الا انها كانت اسرع منه وهي ترمي بجسدها على السلم لينحدر جسدها على درجاته حتى وصلت الى ارضية الفيلا لتشعر بالدماء الكثيفة تخرج من جسدها ثم فقدت وعيها بعدها بينما يقف قصي في اعلى الدرج يتطلع اليها وهو ما زال مدهوشا بما حدث معها.

هبطت ليان من سيارتها بعد ان شعرت بالقلق الشديد على نورا التي تأخرت كثيرا ولم تنزل من شقة رامي بعد! وقفت للحظات امام بوابة العمارة وهي تشعر بتردد شديد حيال ما تفعله الا انها حسمت قرارها في نهاية الامر فهي لن تترك الفتاة المسكينه تواجه مصيرها لوحدها وهي لا علاقة لها بكل هذا، ذنبها الوحيد انها ارادت مساعدتها فحسب...

تقدمت ليان داخل العماره بسرعه من اجل إنقاذ نورا ثم ارتقت درجات السلم ذاهبه الى شقة رامي التي تقطن في الطابق الثاني وما ان وصلت هناك حتى وجدت رامي يقبض على ذراع نورا محاولا جرها وإدخالها الى داخل الشقه بينما نورا ترفض ما يريده وهي تبكي بشده...
رامي اتركها، صرخت ليان بهذه الكلمات وهي تركض اتجاه رامي الذي ما زال يقبض على ذراع نورا بيده...

معقول! انسه ليان جائت بنفسها اليَّ! كيف سمح لك أخوك المبجل بان تأتي الى هنا...؟ رددها رامي بسخريه وهو يرمقها بنظرات متحفزه للانقضاض عليها في اية لحظه وخنقها بين يديه...
اتركها من فضلك، مشكلتك معي انا وليست معها، قالتها ليان بنبرة حاده نوعا ما زادته غضبا وسخطا منها فأجابها بحده هو الاخر أ لهذه الدرجه تخافين عليها...؟ لم أتوقع انها مهمة لديك هكذا...

زفرت ليان نفسا غاضبا ثم عضت شفتها السفلي بأسنانها القويه في محاولة فاشله لامتصاص غضبها الذي يهدد بالانفجار في اي لحظه في وجه رامي الذي لا يختلف عنها بتاتا في مقدار غضبه وتوعده...
اتركها ارجوك، رددتها ليان هذه المره برجاء حقيقي بعد ان سيطرت على غضبها قليلا وقد شعرت ان العناد والاسلوب الحاد لن يجلب نتيجه معه...
حسنا سأتركها، لكن على شرط...
ما هو...؟
ان تأتي معي بدلا عنها...

لم تتفاجأ ليان بما قاله فهي توقعت طلبه هذا منها بل كانت متأكده منه فاجابته بسرعه قائله حسنا، موافقه...
مان ان قالت ليان جملتها هذه حتى فك رامي قبضته عن ذراع نورا والتي انتفضت فورا راكضه بعيدا عنه بينما تقدمت ليان منها وهتفت بها قائله اذهبي فورا يا نورا، اياك ان تعودي هنا، ولا تخبري احدا بما حدث...
وانت...؟سألتها نورا بجزع فاجابتها ليان وهي تبتلع غصة مريره في داخلها سأذهب معه...

فاردفت نورا بخوف حقيقي ولكن، لتقاطعها ليان بنبرة حاسمه لا يوجد لكن، هذا الحل الوحيد أمامنا...
ثم تقدمت ناحية رامي الذي يقف مقابلا لها وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة انتصار...
الى اين...؟

ابتسامه واسعه شقت شفتي ليان وهي تستمع الى ذلك الصوت الهادر الذي شق ارجاء المكان وبدد تلك اللحظات الحرجه بينما اضطربت نورا بشده التي تقف على مسافة قريبة منها وقد تجمعت داخلها مشاعر كثيره ما بين الراحه والخوف والقلق والتردد...
وقف معتز بجانب نورا دون ان يرمقها بنظرة واحده في الجهه المقابله لرامي بينما كانت ليان تقف في منتصف المسافه الفاصله بينهما وما زالت موليه ظهرها لمعتز ولم تستدر له...

استدارت بعدها ناحية معتز راميه اياه بنظرات شاكره متأمله خيرا بادلها اياها معتز باخرى متوعده لم تهتم لها ليان فكل ما يهمها ان تخرج من هذا المكان سالمه وليفعل معتز ما يشاء بعدها...

وأخيرا بعد لحظات قصيره من الصمت تحدث معتز بصوت هادئ مريب انا لن أجادلك كثيرا لأنني لا املك الرغبه برؤيتك امامي لوقت طويل، ولن أضربك ايضا لأني اعلم جيدا ان ما لدي وحده يسدد لك العديد من الضربات، سأكتفي بكلمة واحده فقط وهي، سكت معتز للحظات لا تتعدى الثواني بدت لرامي الذي الواقف امامه يتطلع اليه بترقب وحذر ساعات...

واخيرا اخرج معتز من من جيبة فلاش صغير ورفعه الاعلى ليراه رامي جيدا ثم استطرد في حديثه قائلا هذا الذي تراه امامك في داخله فيديو صغير يخصك بل يخص عائلة العمري كلها، خده وتفرج على ما في داخله وحينها لن تجرؤ على تكرار فعلتك هذه مره اخرى...

رمى معتز الفلاش ارضا بعد ان أنهى كلامه ثم تقدم ناحية ليان وقبض على كف يدها وسحبها خلفه ثم قبض بكف يده الاخرى على يد نورا التي تقف كالصنم لا تفهم شيء مما يدور حولها وجرها وراءه هي الاخرى، اما رامي فتقدم ناحية الفلاش المرمي على الارض وهبط اتجاهه وحمله في كف يده وهو ينظر له بتوجس...

بعد لحظات كان رامي جالسا في شقته يضع حاسوبه الشخصي امامي و ينظر الى الفلاش بترقب ثم حمله بعد ذلك ووضعه في المكان المخصص له داخل الحاسوب وضغط على زر التشغيل ليظهر امامه فيديو قصير من دقيقتين جعله ينتفض من مكانه غير مصدقا لما يراه امامه...

دفع معتز كلا من ليان ونورا الى داخل غرفة ليان باقصى قوته حتى كادتا ان يسقطا ارضا بسببه ثم أغلق الباب خلفه جيدا وخلع حزام بنطاله وتقدم منهما وهو يهتف بغضب شديد كيف تذهبان الى ذلك الحقير بنفسكما؟ كيف تجرئان على شيء كهذا؟

ثم أردف قائلا وانت يا ليان كيف تستخدمين نورا في حل مشكلتك، كيف تجرئتي على شيء كهذا، اخبريني، قال كلمته الاخيره بصرخه خرجت مرتفعه للغايه جعلت جسد كلتيهما يرتجف رعبا وخشية من هذا الوحش الماثل امامها...
ثم عاد ووجه حديثه هذه المره الى نورا قائلا بسخريه وانت يا سوبر مان زمانك، اليس لديك ما تقولينه...؟

هزت نورا رأسها نفيا بحركة آليه بينما أردف معتز قائلا بتهكم انا لا افهم لماذا تحبين ان تجلبي المشاكل لنفسك! لماذا تحشرين انفك بما لا يعنيكِ! تحاولين لعب دور المنقذه الشجاعه ويا ليتك نجحتي فيه، ثم اكمل وهو يكز على آسنانه بغضب ماذا لو اذاك ذلك الحقير، ماذا كنت ستفعلين حينها، اخبريني...

اخذ معتز نفسا عميقا ثم زفره عدة مرات، رمق كلا من ليان ونورا بنظرات متوعده بينما تقفان كلتاهما امامه تتابعانه بقلق وتوجس...
والآن حان وقت العقاب، قالها معتز بنبرة مسترخيه وهو يقترب اتجاههما فهزت نورا رأسها بعدم فهم و رددت الكلمات بتساؤل مبهم عقاب!
فأجابها معتز موضحا لها
نعم عقابكما يا عزيزتي...
فسألته مره اخرى بترقب مخيف
وما هو هذا العقاب...؟

سوف ترين الان، قالها وهو يشير الى ليان لتمد يدها امامه فهزت ليان رأسها بعلامة النفي وهي تعصر قبضتي يدها بقوة وقد تجمعت الدموع في مقلتيها فصرخ بها قائلا افتحيها...
اضطرت ليان الى فتح يدها لينزل معتز بالحزام على باطن يديها الاثنتين ثلاث مرات...
ذهب بعدها ناحية نورا والتي هزت رأسها هي الاخرى نفيا وصرخت بهلع شديد كلا، ارجوك لا تضربني...

افتحيها، أمرها معتز بنبرة قاطعه بينما استمرت نورا تهز رأسها عدة مرات مما جعله يصرخ بها بصوت هادر قلت افتحيها...
فتحت نورا يدها بعد تردد شديد ليضربها معتز على باطن يدها اليمنى ثم تبعها بضرب اليسرى...
توقف للحظه وهو يلاحظ دموعها التي هطلت على خديها بغزاره فلم يستطع ان يتحمل منظرها الباكي امامه ليجد نفسه يصرخ بها قائلا اخرجي يا نورا، اخرجي حالا...

ما ان سمعت نورا كلماته حتى فرت من امامه بسرعه غير مصدقه انه عتقها بهذه السهوله مكتفيا بضربة واحده فقط بينما تقدم معتز من ليان وقبض على خصلات شعرها الاشقر قائلا لا تظنين ان عقابك انتهى، انت بحاجه لان تتربي من جديد يا ليان، ولا احد سيربيكِ غيري...

كان قصي يقف امام غرفة العمليات ينتظر خروج الطبيب ليطمأنه على يارا التي دخلتها منذ لحظات...
ما زال يتذكر صدمته وهو يراها تنحدر امامه ليتبعها خروج الدماء منها والتي احاطتها بغزاره ليهرع نحوها بعد لحظات استعاد فيها وعيه ويحملها بين يديه متجها بها الى اقرب مشفى...

دعا ربه ان تنجو بسلامه والا يصيبها اي مكروه وتمنى في داخله الا تفقد الجنين، في تلك اللحظه بالذات شعر بمدى حاجته لان يعيش هذا الجنين ويولد وقد بات يريده اكثر من ذي قبل...
تنهد بصمت واستند بظهره على الحائط منتظرا ان يسمع اي خبر يبشره انها بخير وظل على هذا الحال لفترة ليست بقصيره حتى خرج الطبيب بعدها وتقدم ناحيته فسأله قصي بلهفه كيف وضعها؟ اخبرني ارجوك...
اطمئن انها بخير نوعا ما...

شعر قصي بالقليل من الراحه، فعلى الأقل يارا نجت من هذه الحادثه بسلام، ثم عاد وسأله والجنين ما وضعه...
مبدئيا هو ما زال حيا، لقد فعلنا المستحيل حتى استطعنا انقاذه، كان النزيف قوي للغايه...
زفر معتز براحه وابتسم بخفه قائلا اشكرك كثيرا...
هز الطبيب رأسه وأجابه هذا واجبي، المريضه سوف تبقى في المستشفى حتى يستقر وضعها ونتأكد من سلامتها هي وجنينها بشكل تام...

هز معتز رأسه بتفهم ثم ذهب بعينيه ناحية يارا التي اخرجها الممرضون من غرفة العمليات متجهون الى الغرفة الخاصه بها فذهب بسرعه اتجاهها وسار خلفها متبعا اياها...

بعد لحظات تقدم قصي من يارا النائمة على سرير المستشفى بسلام غير واعية لأي شيء مما يدور حولها، تنهيدة خفيفة خرجت منه ثم تبعها جلوسه على الكرسي الموجود بجانبها، تأملها مليا بعينيه البنيتين، كان وجهها شاحبا ملامحها احتلها الضعف الذي يناقض قوتها المعتاده وتبدو نحيلة اكثر من المعتاد، مد أنامله النحيله اتجاه شعرها الطويل مزيحا خصله منه إنسابت على وجهها ثم نزل بأنامله اتجاه عنقها الجزء الوحيد الظاهر من ملابس المستشفى التي ترتديها، لم يستطع ان يمنع نفسه من مسك كف يدها ومنحه قبلة أودع فيها كل ما يعتمل داخله من مشاعر متناقضة نحوها، تبعها باعتذار خفيف بالكاد يسمع، أسف، خرجت منه ضعيفه، متردده، خائفه، اخرجها وفِي داخله يخشى من ان تصل اليها ولو حتى في أحلامها...

وقف حازم بسيارته امام العمارة التي تسكن فيها تمارا، اخرج هاتفه من جيبه ورن عليها لتجيبه وتخبره انها سوف تنزل اليه في الحال...
هبطت تمارا اليه بعد لحظات وهي ترتدي فستان اسود قصير عاري الاكتاف يناقض بياض بشرتها الصافي وشعرها الاشقر القصير ينسدل على كتفيها بشكل جعل حازم يفرغ فاهه بدهشه من جمالها البارز للعيان...

فتحت تمارا باب السيارة ودلفت الى داخلها وألقت التحيه على حازم الذي رد تحيتها بهدوء متأملا اياها من رأسها الى اخمص قدميها ليهتف بإعجاب واضح انت اليوم جميله للغايه...
ابتسمت تمارا بخجل واكتفت بإجابة مختصره على ما قاله اشكرك، ليبتسم حازم لها هو الاخر ثم يقود سيارته متجها بها الى احد المطاعم الراقيه في البلاد...

بعد حوالي نصف ساعه كان كلاهما يجلس على احدى الطاولات التي تم حجزها مسبقا من قبل حازم بينما وقف النادل امامها يأخذ طلباتهما، أنهى النادل تسجيل طلبتاهما وسألهم ما اذا كانا يريدان شيئا اخر ثم ذهب عائدا الى عمله تاركا كلا من تمارا وحازم يتحدثان في شتى المواضيع المختلفه...

رن هاتف حازم مقاطعا حديثهما ليبتسم بسعاده وهو يرى اسم المتصل الذي يرن على شاشة الهاتف ويجيبه على الفور، تحدثا طويلا وقد فهمت تمارا ان المتصل كان سيف فزمت شفتيها بانزعاج واضح اخفته بعد لحظات قليله حتى لا يشعر بها حازم...
اكمل حازم اتصاله واغلق هاتفه ثم عاد بانظاره ناحية تمارا وسألها بتعجب ما بك، تبدين منزعجه...
ابتسمت تمارا بتوتر وإجابته بسرعه قائله لا يوجد شيء، فقط اشعر بقليل من الصداع...

هل تريدين ان نعود الى البيت...؟ سألها حازم بقلق واضح فهزت رأسها نفيا وهي تجيبه كلا، لا داعي لهذا، سوف اصبح بخير...

أكملا عشائهما ثم نهضا واتجها عائدين الى المنزل، توقف حازم بسيارته امام العمارة التي تسكنها تمارا، استدارت تمارا له وهي تبتسم بحبور ثم شكرته على العزومه وهمت بالخروج الا انها تفاجئت بيد حازم تقبض على ذراعيها مانعه اياها من الخروج، تطلع حازم اليها للحظات ثم فاجأها بقبلة على شفتيها استجابت لها على الفور...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة