قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الحادي والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الحادي والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الحادي والثلاثون

صباحا في قصر النصار
توقفت سيارة سوداء امام القصر ليهبط منها حازم متقدما الى الداخل، ما ان رأه حراس القصر حتى ركضوا بسرعه اتجاهه وحييوه ثم اخرجوا حقائبه من السياره ودخلوا بها الى القصر...
تقدم حازم بخطوات سريعه والابتسامة تشق وجهه وقبل ان يصل الى الباب وجده يفتح في وجهه ليخرج منه سيف ويضمه بقوة ففعل حازم المثل وضمه اليه باشتياق شديد...

ابتعد الاخوان عن بعضهما بعد لحظات ليهتف سيف بحازم وهو يضربه على ظهره بقبضة يده:
كنت سأعاقبك لو لم تأتِ اليوم...
وهل يعقل ان أفوت يوم كهذا دون ان أاتي، انه يوم زفافك يا رجل...
قالها حازم بسعاده ثم تقدم الى الداخل وهو يقول:
أين امي وليان، وأين معتز و سيف الصغير وجميله، اشتقت إليهم جميعا...
انهم في الاعلى يتناولون فطورهم...
قالها سيف وهو يتجه الى الطابق العلوي وحازم يتبعه...

ولج حازم الى داخل صالة الجلوس وهو يلقي التحيه عليهم بصوت عالي بعض الشيء لتنتفض والدته من مكانها وتتقدم اتجاهه بسرعه وتضمه بشوق جارف...
قال سيف بمزاح:
ها قد جاء مدللك يا ست الكل...
ابتعد حازم عنها وقبلها من جبينها وهو يقول بصدق:
اشتقت اليك كثيرا يا امي، اخبريني كيف حالك...؟ طمئنيني عليكِ، هل صحتك بخير...؟
اجابته كوثر وهي تتلمس وجهه بحنان:
اصبحت بخير عندما رأيتك يا بني...
تحدث معتز قائلا:.

ألن تسلم علينا يا سيد حازم...
ضمه حازم بقوة وهو يقول:
لا تصدق كم اشتقت اليك والى تهكمك وسخريتك المعهودة...
اقتربت منه ليان هي الاخرى و عانقته بقوة...
جلس الجميع بعدها في الصاله وبدأ حازم يحدثه عنه وعن احواله في الخارج، ظلوا يتحدثون لفتره طويله حتى قال حازم فجأة:
اين الصغير يا سيف، اريد ان اراه، اشتقت اليه كثيرا...

نهض سيف من مكانه وذهب ليخبر نورا ان تجلب الصغير، جائت نورا ومعها الصغير ليتناوله حازم منها ويضمه ويقبله بحب...
مد حازم يده اتجاه نورا وحدثها قائلا وهو ما زال يحمل الصغير:
انت اذا نورا مربيه سيف الجديده، مرحبا بك، انا حازم عم هذا الصغير المشاغب...
مدت نورا يدها على استيحاء واجابته:
اهلا بك سيد حازم...

كانت نورا غافله عن نظرات معتز الحارقه التي بثها ناحيتها والتي لم ينتبه اليها احد ما عدا سيف الجالس مقابلا له...
نهضت ليان من مكانها وقالت:
يجب ان نتجهز الان للحفل...
ثم اشارت الى نورا قائلة:
هيا يا نورا تعالي معي...
تطلعت نورا اليها بتعجب وهمت بالحديث الا ان سيف لم يمهلها الفرصه وهو يقول:
اذهبي وتجهزي معها يا نورا، فانت سوف تأتين الحفل وتجلبي الصغير معكِ...

هزت نورا رأسها موافقه ثم ذهبت مع ليان لكي يبدئوا في التجهز للحفل...
عاد حازم وجلس في مكانه ليرن هاتفه بصوت رساله قادمه، فتح الهاتف وقرأ الرساله والتي كانت من قبل تمارا تخبره بانها لن تستطيع المجيء الى الحفل...
تعجب حازم كثيرا منها فهي قد سبق وأخبرته انها حجزت طائره وسوف تأتي مساءا الى البلد ثم الى الحفل مباشرة...
سأله سيف قائلا وهو يلاحظ الانزعاج الذي بدا على ملامحه:
هل هناك شيء سيء حدث...

فأجابه حازم نافيا بسرعه ما قاله:
كلا، لا يوجد شيء سي، مشاكل بسيطه...
ثم أردف قائلا:
اين هي عروسك، لم ارها بعد...
نهض سيف من مكانه وقد تذكر امر رغد التي نساها في خضم انشغاله باستقبال حازم، تحدث قائلا بجديه:
يبدو انها ما زالت نائمه، سوف اذهب اليها، يجب ان تستيقظ، فخبيرات التجميل سيأتون بعد قليل...

خرجت رغد من الحمام وهي تلف منشفة زرقاء حول جسدها...
وقفت امام المرأة تتطلع الى وجهها الأحمر من شدة البكاء...
تشدق فمها بابتسامه متهكمه وهي تتذكر حالها وما وصلت اليه، فهي آليوم عروس تتحضر لزفافها لكنها عروس بائسه مقهوره، عروس حرمها القدر من فرحة كهذه، فرحة زواجها ممن احبت وعشقت...
همت بخلع المنشفه والبدأ في ارتداء ملابسها الا انها توقفت في مكانها وهي تستمع الى طرقات على الباب...
من هناك...؟

سألت بتوجس ليأتيها صوت سيف يخبرها بانه يريد الحديث معها فاجابته قائلة:
انتظر دقائق...
خلعت المنشفه وارتدت ملابسها بسرعة فائقة ثم اخبرته ان يدخل...
دلف سيف الى داخل غرفتها واغلق الباب خلفه، رمقها بنظرات بارده وهو يهتف بهدوء:
صباح الخير...
لم ترد عليه بتحية الصباح كما فعل بل قالت له:
ماذا تريد...؟
اخد سيف نفسا عميقا محاولا ان يكسب نفسه القليل من الصبر والسلوى، تحدث بهدوء قائلا:.

سوف تأتي خبيرات التجميل بعد قليل، لم يبق هناك وقت طويل على الحفل...
جيد، وماذا ايضا...؟
اقترب منها اكثر وهو يقول:
لا اريد ان تصدر منك اي مشاكل يا رغد، اريد ان يتم هذا الزفاف بافضل شكل ممكن، هل فهمت؟
هل تخاف مني لهذه الدرجه...؟
سألته ساخره فأجابها بنبرة قويه:
انا لا اخاف من احد...
قالت له متحديه:
بلى تخاف، تخاف من تصرفاتي المجنونه، ماذا سيحدث مثلا لو صرخت امام الجميع وأخبرتهم انك مجرم حقير ورئيس مافيا...

كز على اسنانه بقوة محاولا ان يسيطر على موجة الغضب الذي اعترته، شدد على اعصابه القابلة للانفلات في اي لحظه وهو يقول من بين اسنانه:
لا تثيري استفزازي يا رغد، هذا ليس من مصلحتك، وتذكري انني بإمكاني ان افعل اشياء كثيره...
قاطعته قائله:
اعلم، اعلم ان بإمكانك فعل الكثير، في الاساس انا تزوجتك بسبب هذا، ام نسيت انك هددتني من اجل الموافقه على الزواج بك...
كلا لم انسَ، ولم أندم ايضا...

بالتأكيد لن تندم، رجل مثلك ميت القلب لن يجد الندم منفذا اليه يوما...
على العموم انا قلت ما لدي، سوف اذهب الان لاجهز نفسي انا ايضا، اراك مساءا يا عروسي الجميله...

ولجت لميس الى داخل غرفتها وهي تحمل بيدها جريدة صباحيه سرقتها من على طاولة الفطور، اغلقت الباب خلفها جيدا بالمفتاح وتقدمت نحو السرير وهي تقلب في صفحات الجديده بحثا عن الخبر المطلوب، كان الخبر يخص احدى اعمال قصي التجاريه الجديده وصورته مطبوعه بجانب الخبر...

تأملت لميس الصوره بعيون دامعه ولهفه ام حرمت من رؤية ولدها لأعوام طويله، تلمست الصوره باناملها و ودت لو تعانقها وتضمها الى روحها العطشه لولدها، هتفت بنبرة متحسره مكسوره:
ها انا قريبة منك، معك في نفس البلد، ولا استطيع ان اراك، الى متى سوف يستمر هذا الوضع يا بني، الى متى...؟

ظلت تنظر الى الصوره لفترة الطويله حتى تذكرت ابنتها التي تنتظرها في غرفتها الان بالتأكيد، نهضت من مكانها واخفت الجريده بين أغراضها جيدا ثم وقفت امام المرأه ومسحت بقايا اثر دموعها جيدا حتى لا يظهر على وجهها اي اثر للبكاء...

خرجت مِن غرفتها واتجهت الى ابنتها التي تشعر بالخوف الشديد اتجاهها فرغد منذ يومين وهي غير طبيعية ولا تبدو مثل اي عروسة فرحه بقرب زواجها، حاولت كثيرا ان تسألها وتستكشف ما بها الا انها لم تحصل على اي اجابه منها...
فتحت باب غرفة رغد ودلفت الى داخل الغرفة لتجد خبيرات التجميل قد حضرن بالفعل وبدأن في عملهن، كانت رغد جالسه بين أيديهم بسكون غريب، تقدمت منها وقبلتها على خدها وهي تهتف بها بسعاده:.

صباح الخير يا روحي...
صباح الخير ماما...
قالتها رغد وقد نجحت اخيرا في رسم ابتسامه على وجهها المتصلب...
ما هي لحظات حتى اقتحمت كريستين الغرفه وركضت ناحية رغد التي قامت بسرعه من مكانها وعانقتها بلهفه ثم ما لبثت ان بدأت في البكاء داخل أحضانها...
تطلع كلا من لميس وكريستين الى بعضهما بتعجب وشك وهما يشعران ان هناك شيء ما غير طبيعي...
تحدثت لميس اخيرا بتوجس:.

رغد ابنتي، لماذا تبكين هكذا..؟ هل هناك شيء ما انا لا اعلمه...؟
اكملت كريستين عنها قائله:
رغد ما بك..؟ تبدين متضايقه...
هزت رغد رأسها نفيا عدة مرات ثم تحدث وهي تُمحي دموعها باناملها:
كلا، انا بخير، انا فقط حزينه لأني سأتركما واعيش هنا لوحدي...
صمتت لميس ولم تعلق ولكنها شعرت في داخلها بان هناك شيء غامض يحدث مع رغد مما جعلها تزداد حيرة وقلق...

اما كريستين فحاولت ان تلطف الأجواء قليلا فجلست بجانب رغد وبدأت تساعدها في وضع المكياج بدلا من خبيرات التجميل وهذا سبب انزعاجهم...

في احدى قاعات الزفاف الراقيه
وقف كلا من حازم ومعتز في مقدمة القاعه يستقبلان الضيوف الذي بدئوا بالتوافد الى الحفل...
كان الحفل ضخما للغايه يناسب مركز صاحبه ونفوذه والضيوف جميعهم من كبار رجال الاعمال والمسؤولين في البلاد...
ومن بين الضيوف كان هناك رشاد الصاوي الذي جاء يبارك لسيف زواجه...
اما سعيد وأسد فكانا يتحركان بين الضيوف للترحيب بهم ومتابعة جميع تفاصيل الحفل والتأكد من كمال تنفيذها...

تقدمت كلا من كوثر وجميله الى داخل الحفل واتجهن الى احدى الطاولات الرئيسيه ليجلسن عليها تتبعهما بتول وسناء التي تحمل سيف الصغير معها فقد امر سيف الجميع بالحضور الى الحفل بلا استثناء...

بعد لحظات اخرى تقدمت ليان الى الداخل وهي ترتدي فستان اسود طويل مكشوف الذراعين يبرز بشرتها البيضاء كالحليب وقد رفعت شعرها الاشقر بتسريحه بسيطه للغايه والابتسامة تزيين وجهها وقد استطاعت كالعاده ان تخطف جميع انظار المدعوين وتجذبهم اليها...

تقدمت نورا هي الاخرى تتبعها بخطوات مرتبكه خجوله جدا، كانت ترتدي فستان ازرق طويل ذو أكمام طويله وشعرها الاسود الطويل تركته مفتوحا ينسدل على ظهرها ووضعت القليل من الماكياج على غير العاده...
تجمد معتز في مكانه وهو يراها تتقدم الى داخل الحفل بتلك الهيئة الجميله، رمقها بنظرات متباينة ما بين الإعجاب والغيره من هيئتها الجذابه، وتمنى في داخله لو يملك السلطه التي تجعله يمنعها من حضور هذا الحفل...

بعد لحظات تقدمن كلا من لميس تتبعها كريستين والتي تصنمت في مكانها ما ان رأت حازم يقف بجانب معتز يستقبل الضيوف...
تطلعت بصدمة اليه وهي تهتف بعدم تصديق:
انتَ...
ولم تكن صدمته هو باقل منها فاخر ما توقعه ان يراها في هذا المكان:
انتِ! ماذا تفعلين هنا...؟
تطلعت إليهما لميس بتعجب ثم سألتهما بعدم فهم:
هل تعرفان بعضكما...
كلا، نطقها الاثنان بنفس اللحظه، قبضت كريستين ع ذراع لميس وجرتها معها وهي تقول تلافيا للموقف:.

هيا خالتي يجب ان نذهب الى الداخل...
اما معتز فنظر الى حازم بشك لكنه لم يسأله فقد قرر ان يؤجل استفساره الى بعد انتهاء الحفل.

كانت رغد تجلس على احدى الكنبات الموجوده في احدى الغرف التابعه للفندق الذي يقام به حفل الزفاف و فستانها الأبيض المنفوش بعض الشيء يحيط بها من جميع الجوانب، كانت تقرض أظافرها داخل اسنانها طوال الوقت من شدة الغيظ وملامحها تشع غضبا وحنقا، اما سيف كان جالسا بجانبها يدخن بشراهه والوجوم مسيطر على ملامحه بالكامل...
سمعا طرقات على الباب فتوقفت رغد عن قضم أظافرها وتطلعت الى سيف الذي سمح للطارق بالدخول...

فتح معتز الباب وولج الى الداخل وهو يشعر بالتوجس من هذين اللذان يشبهان قنابل موقوته قابلة للانفجار في أية لحظه...
تنحنح معتز قليلا ثم قال بنبرة متردده:
وصل جميع الضيوف، يجب ان تنهضا فورا وتدخلا الى القاعه ليبدأ الحفل...

نهض سيف من مكانه ووقف امام المرأة ليعدل هندامه وبعدما تأكد من ترتيب مظهره التفت الى رغد و مد يده لها الا انها نهضت وحدها دون ان تستعين بكف يده، زفر سيف بحنق وتقدم الى الامام لتتبعه رغد هي الاخرى وخلفهما معتز الذي هز رأسه بيأس شديد من تصرفاتهما...
دخل رغد وسيف الى القاعه على احدى أغاني الزفاف الشهيره وسط تصفيق الحضور ثم جلسوا في المكان المخصص لهم لتصدح الأغاني بعدها في ارجاء القاعه...

بعد لحظات نهض سيف من مكانه ومد يده الى رغد والتي اضطرت ان تمد يدها هي ايضا وتمسك يده وتنهض من مكانها متجهه معه الى وسط قاعة الحفل ليبدئا رقصتهما الاولى سويا...

بدئا الاثنان يرقصان سويا تحت انظار الحظور، نهضت ليان من مكانها وتقدمت ناحية حازم وطلبت منه ان يشاركها في الرقص فوافق ونهض معها متجها الى منتصف القاعه بينما جلس معتز على طاولة العائلة بجانب اسد وهو يرمق نورا بنظراته ويتأملها مليا مما جعل وجنتيها تحمران خجلا وقد لاحظت نظراته تلك...
انتهت الرقصه وعاد العروسان الى ادراجهما وصدحت الأغاني الكلاسيكية من جديد في ارجاء القاعه...

التفت سيف الى رغد فوجدها عابسة الملامح، قبض على كف يدها البارد بيديه وهمس لها بصدق واضح:
احبك...
استدارت بوجهها ناحيته ورمقته بنظرات بارده وهي تقول:
وانا اكرهك، وأكره نفسي اكثر لأني احببتك في يوم ما...
اكرهيني كما تشائين يا رغد، بكل الاحوال انتِ لي، وكرهك لن يغير شيء من هذه الحقيقه...

بعد لحظات اخرى دلف شاب طويل وسيم الوجه الى القاعه، كان يرتدي بذلة سوداء انيقه للغايه وشعره مصفف بطريقة جذابه وراقيه، لفت الأنظار اليه ما ان ولج الى الداخل بينما نهض معتز من مكانه بسرعه متجها اليه وعلى شفتيه تكونت ابتسامه عريضه...
تبادلا الاثنان التحيه بحراره ثم تحدث الرجل قائلا:
لقد فعلها صاحبنا وتزوج...
نعم، فعلها وتزوج...
حقا الامر كان مفاجئة لي، لماذا لم يخبرني احد منكم من قبل..؟

لقد اخبرنا بأمر زواجه منذ يومين، نحن ايضا تفاجئنا مثلك تماما...
لنذهب اليه...
قالها الشاب وهو يتقدم داخل القاعه متجها الى سيف والذي ما ان رأه حتى نهض من مكانه فورا و عانقه بقوه...
ابتعد الرجلين عن بعضهما بعض لحظات ليهتف الشاب بسعاده:
واخيرا رأيتك عريس يا رجل...
همس سيف له بصوت منخفض لا تسمعه رغد:
تتحدث وكأنها اول مره..
ليجيبه الشاب وهو يغمز له:
كلا، ولكن هذه المره غير...
ضحك سيف وهو يقول:
في هذه معك حق...

التفت سيف الى رغد قائلا لها:
أعرفك يا رغد، ادهم الخولي شريكي وصديقي المقرب...
ثم وجه كلامه هذه المره الى ادهم قائلا وهو يشير الى رغد التي وقفت تحييه:
رغد زوجتي...
مبارك مدام رغد...
قالها ادهم بابتسامه فأجابته رغد بابتسامه متكلفه:
أشكرك..

طرقت يارا باب مكتب قصي مرتين ليأتيها صوته سامحا لها بالدخول...
ولجت الى داخل غرفة المكتب ووقفت امامه وهي تقول:
اخبرتني الخادمه انك تريدني...
أغلق قصي حاسوبه الشخصي وتحدث بجديه قائلا:
سوف نخرج انا وانتِ بعد قليل، سنذهب الى حفلة زفاف، اريدك ان تجهزي نفسك وترتدي شيئا مناسب...

هزت يارا رأسها موافقه على ما قاله دون ان تنبس بكلمة واحده وخرجت بعدها لتنفذ ما اراده تتبعها نظرات قصي المتعجبه من هدوئها الغريب و قد شعر في داخله بانه الهدوء الذي يسبق العاصفه...

تجهز قصي هو الاخر وارتدى بذلة رماديه انيقه وصفف شعره جيدا، خرج بعدها متجها الى يارا فوجدها في انتظاره ترتدي فستان عسلي اللون طويل ذو أكمام مربعه ومعه حذاء ذو كعب عالي زادها طولا واناقة وقد رفعت شعرها الطويل بتسريحه بسيطه أبرزت عظام وجهها البارزه المثيره وعينيها الواسعتين...

تقدم امامها وهي تتبعه بخطوات هادئة ثم ركب في سيارته وصعدت هي بجانبه وانطلقا الى حفل الزفاف المنشود، وصلا بعد مدة زمنيه الى هناك فهبط قصي من السياره وفعلت يارا المثل و التي بدأت تشعر ان هناك امرا ما في الموضوع...
سارت يارا بجانبه متقدمان الى داخل الفندق ثم دلفا سويا الى قاعة الزفاف وتقدما ناحية العروسان...

انتفض معتز من مكانه بصدمه ما ان رأى قصي يتقدم ناحية سيف ولم تكن صدمه سيف باقل منه، اما يارا فشعرت برعب شديد وهي ترى نفسها على بعد أمتار قليله من سيف النصار...
لم تكن يارا الوحيده التي تلقت الصدمه بل لميس الاخرى صدمت بشده عندما رأت قصي في الحفل دون ان تفهم السبب الأساسي لمجيئه وقد شعرت بها كوثر فرمقتها بنظرات ساخره...

تقدم قصي ناحية سيف الذي نهض من مكانه بشموخ لاستقباله، مد قصي يده ناحية سيف وهو يقول:
مبارك لك زواجك...
استقبل سيف يده وأجابه بصمود:
شكرا لك...
تطلع قصي الى رغد ومد يده لها قائلا بهدوء:
مبارك لكِ...
فاستقبلت رغد يده وشكرته بهدوء تحت انظار لميس الدامعه غافلة عن حقيقة ان الشخص الواقف امامها لم يكن سوى أخيها...
نسيت ان أعرفكم، يارا زوجتي...

قالها قصي وهو يرمق سيف بنظرات ذات مغزى بينما شعرت يارا بتجمد جسدها بالكامل...
اقترب قصي من سيف هامسا له:
مجيئي الى هنا هو مفاجئة بسيطه لك، انتظر مفاجئتي الحقيقيه التي ستصلك عن قريب...
قبض بعدها على يد يارا وتقدم بها ناحية احدى الطاولات وجلس عليها تحت انظار معتز وأسد المتوعده...
ما هي لحظات حتى تقدمت تمارا وهي ترتدي فستان احمر طويل عاري الاكتاف فنهض حازم من مكانه بسرعه حالما رأها...

تقدم حازم اتجاهها ورحب بها ثم اخذها متجها بها ناحية سيف ورغد واللذان صدما بشده مما يرونه امامهم...
لاول مره يشعر سيف بمعنى الصدمه الحقيقي وهو يرى أخاه يتقدم بجانب تمارا وكل شيء بات واضح امامه الان...
اما رغد فشعرت بدلو من البارد يسكب فوق رأسها وهي ترى تمارا صديقتها التي خانتها تتقرب منها لتبارك لها وعلى شفتيها ابتسامه تحمل كل معاني السخريه و التهكم..

مدت تمارا يدها ناحية سيف وهي ترمقه بنظرات ذات معنى وابتسامه خبيثه وهي تقول:
مبروك لك سيد سيف...
بينما عرفها حازم على سيف قائلا:
أعرفك سيف، انها تمارا صديقتي...
هز سيف رأسه بلا وعي وقد شعر بدوار غريب يسيطر عليه فاخر شيء توقعه ان يصل الامر الى حازم ويصبح طرف في احدى مشاكله...
تقدمت بعدها تمارا من رغد المتجمده في مكانها ومدت يدها لها وهي تهمس لها بغل وحقد:
مبارك لك يا رغد، مبارك لك يا صديقتي الخائنه...

ابتعدت بعدها تمارا عنهما وذهبت مع حازم وجلست على طاولة عائلته بعد ان عرفها عليهم...
تطلع سيف الى قصي ويارا بصدمه ما زالت مسيطره عليه ثم التفت ناحية تمارا الجالسه بجانب حازم ليهتف قائلا:
يبدو انها ليلة المفاجئات، ..
تطلع ناحية رغد الجالسه بجانبه ليقترب منها قائلا لها:
موضوع حازم وتمارا سوف نتحدث به لاحقا، فانا لن افوت شيء كهذا دون حديث يتبعه عقاب بالتأكيد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة