قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثاني والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثاني والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثاني والثلاثون

زفاف المفاجئات
هذه التسميه التي يصح اطلاقها على هذا الحفل الذي تضمن العديد من المفاجئات بدءا من ظهور قصي العمري وحضوره الحفل وانتهاءا بمجيء تمارا الى الحفل والصدمة التي اعترت سيف بسببها وتهديده الصريح لرغد مما جعل الجو متوترا للغايه والجميع متأهب لحدوث مشكله ما في المكان...
كظم سيف غضبه وابتسم بتصنع للحضور محاولا قدر الإمكان الا يظهر غيظه وسخطه على ملامحه واعصابه التي باتت مشدوده...

تطلع الى رغد الماثله بجانبه فوجد ملامح وجهها يكسوها الجهم والعبوس، ضغط على كف يدها بيده القويه محاولا بث القليل من الروح الى وجهها الشاحب وتذكيرها بالمكان الذي هي موجوده فيه، أشاحت بوجهها بعيد عنه وهي تحاول القدر الإمكان السيطره على دموعها التي اوشكت على الانهمار...

الغصة التي احتلت قلبها المسكين كانت اقوى من ان تتحملها وتتعاطى معها وهي ترى نفسها بهذا الوضع المؤلم كعروس تزف لعريسها الذي تمنته يوما ما من اعماق قلبها الا ان جميع أمانيها ذهبت هدرا و تحققت في صورة اخرى لم ترغب بها يوما...

اما قصي فكان جالسا في مكانه بكل ثقه يوزع ابتساماته على الحضور الذين لم يستوعبوا مجيئه بعد وعيناه تشع انتصارا و تحديا، تطلع الى يارا الماثله بجانبه فوجد ملامحها جامده خاليه من التعابير، كانت أشبه بلوح من الثلج من شدة صلابتها وهدوئها الذي لا ينذر بالخير ابدا...

كانت كوثر هي الاخرى منزعجه ومضطربة للغايه منذ قدوم قصي العمري الى الحفل وبين الحين والآخر كانت ترمق لميس بنظراتها لتجدها في وضع ترثى عليه، كانت لميس مطرقه الرأس بالكاد تسيطر على دموعها التي غزت مقلتيها بغزاره ولم تستطع ان ترفع وجهها اتجاه قصي حتى لا ينفضح امرها امام احد ولا تستطيع النظر الى رغد خجلا من هذا الموقف المؤلم الذي وضعتها به دون ان تدركه...

اما تمارا فكانت تجلس بجانب حازم تضع قدما فوق الاخرى توزع ابتساماتها في كل مكان فهي على الأقل قد نجحت في اثارة سخط العروسين في يوم كهذا الذي لن يمر بخير ابدا وخصوصا على رغد التي سوف تنال عقابها بالتأكيد...

اما حازم فكان يراقب كريستين بطرف عينه وهو ما زال مندهش من وجودها في زفاف أخيه حتى بعد علمه بانها صديقة العروس المقربه وما زاد اندهاشه هو ان تمارا الاخرى تكون صديقه العروس وتعرف عائلتها جيدا مما زاد من الشك في داخله بان هناك امرا ما غير طبيعيا في هذا الوضع المريب بالنسبة له...

تشدقت شفتي قصي بابتسامه وهو يشعر بحالة الاضطراب التي غزت المكان والتوتر الذي سيطر على ملامح كلا من معتز وأسد وسعيد، شعر بالفخر من نفسه كونه لم يفوت يوما كهذا دون ان يترك بصمته الخاصه فيه، فهاهو قد نجح في بث الذعر في نفوسهم حينما أوصل اليهم إشاعة بان هناك هجوم مسلح على المكان...
تقدم معتز بخطوات مسرعه ناحية سيف وهمس له ببضعة كلمات قائلا جائتنا اخباريه بان هناك هجوم مسلح على المكان...

تطلع اليه سيف بنظرات غير مصدقه ثم ما لبث ان اخبره بما يجب ان يفعله في وضع كهذا...
ما هي الا لحظات وأعلن معتز انتهاء الحفل لينهض سيف ماسكا بيد رغد متجها بها خارج القاعه الى الجناح الخاص الذي حجزه لها مسبقا و عائلته ولميس والضيوف يتبعونهم...

دلفت الى داخل غرفة النوم وهو يتبعها، أغلق الباب خلفه بالمفتاح جيدا ثم تقدم ناحيتها، التفتت اليه فوجدته بدأ بفك أزرار سترته وخلعها، تبعها برباطه ثم ما لبث ان بدأ يفك ازرار قميصه، سألته بنبرة جامده:
ماذا تفعل...؟
اجابها بسماجة:
الا ترين! اخلع ملابسي...
أردفت ببرود:
بلى ارى، لكن انا لا اسمح لك باستعمال هذه الغرفه لأي سبب كان...
سألها بهزء:
عفوا! لم اسمع جيدا، وضحي ما قلتيه من فضلك...

تحدثت وقد بدأ صبرها ينفذ:
اخلع ملابسك في غرفة اخرى يا سيف، كما انك ستنام في غرفة اخرى...
ومن قرر هذا...؟
انا، انا قررت هذا...
منذ متى وانتِ تقررين شيئا...
من الان وصاعدا سأقرر كل شيء...
قالتها بتحدي جلي جعله يقترب منها بخطوات هامده ووجهه لا يوحي بالخير ابدا...
ما ان وصل اليها حتى قبض على ذقنها بأنامله وهو يتحدث بصرامه متمتما:
لم تُخلْق بعد من توجه الأوامر وتتحدى سيف النصار يا جميلتي...
استطرد في حديثه:.

عودي الى رشدك افضل لك واذهبي وأرتدي قميص نومك الأبيض فانا متشوق لهذه الليله منذ وقت طويل...
أبعدت ذقنها عن أنامله بنفور وهي تقول:
وإذا قلت لن افعل...
بدأ سيف يفك ازرار قميصه دون ان يجيبها، خلعه بالكامل وتقدم ناحيتها وهو يتمتم:
حينها سأفعل هذا...
قبض على خصرها بين يديه بكل عنجفه ثم التهم شفتيها بقسوة وتملك، دفعته بعيدا عنها وهي تلهث بقوة وصدرها يعلو ويهبط، مسحت شفتيها بكف يدها وهي تردد:.

مجنون انت اذا ظننت انني سأسمح لك بالاقتراب مني يا سيف...
اخذ نفسا عميقا عدة مرات ثم عاد واقترب منها ليغمغم بخفوت:
انا ما زلت عاقلا معك يا رغد، اما اذا اردتِ ان ترين سيف المجنون فلا مانع لدي، سوف اريكي الجنون على حق...
نظرت اليه بخوف حقيقي لم يدوم كثيرا فهو كان قد دفعها باقصى قوته لترتطم بجسدها على السرير خلفها وانقض بجسده الصلب القوي عليها...

ابتعد عنها بعد لحظات قليله وهو يلهث بقوة، كساه الغيظ بشدة وهو يستمع الى رنين هاتفه الذي أوقفه عما كان يفعله، نهض من مكانه متجها اليه وهو يتسائل في نفسه عن هوية الشخص الذي يتصل به في ليلة كهذه، شعر بالقلق من ان يكون احد من عائلته تعرض لشيء سيء واتصلوا به ليبلغونه بهذا...

اخرج الهاتف من جيب سترته وفتحه ليجد مجموعه من الرسائل أرسلت اليه على تطبيق الواتساب الشهير، فتح الرسائل لينصدم بشده مما يراه، كانت صور وفيديوهات لأخته ليان وهي في احضان رامي العمري، قلب الصور بعدم تصديق حتى وصل الى رساله اخيره مكتوب بها ( صدقني هذه ليست سوى البدايه، هناك مفاجئات اخرى ستأتي بالطريق، )
أغلق هاتفه ورماه ارضا باقصى قوته حتى تهشم بالكامل...

نهضت رغد من مكانها وهي تناظره بتعجب وتوتر في ان واحد، ساورها القلق من اجله وهي تراه بهذه الهيئة المخيفه واقفا في مكانه قابضا على كف يده بقوة وعيناه تشع غضبا وملامح وجهه كالحه لا تبشر بالخير ابدا...
اقتربت منه بعد تردد وسألته بصوت خرج منها متقطعا:
سيف، هل هناك مشكله ما...؟
اذهبي ونامي...
قالها بنبرة وخمة دون ان ينظر في وجهها حتى...
حاولت ان تتحدث مره اخرى الا انه قاطعها بصرامه لا تقبل الجدال إطلاقا:.

قلت اذهبي ونامي، لست في وضع يسمح بك بمراوغتي واثارة اعصابي...
هزت رغد رأسها بتفهم وابتعدت عنه متجهه الى الحمام الداخلي لغرفة النوم وهمت بخلع ملابسها وارتداء قميص نومها...
خرجت بعد لحظات لتجده جالسا على الكنبه المقابله للسرير مطرقا برأسه الى الأسفل معتصرا قبضتي يده...
سألته بهدوء:
ألن تنام انت ايضا...؟

لم يجبها او ينظر اليها حتى ففضلت السكوت واتجهت ناحية السرير محاولة النوم الا انها لم تستطع النوم نهائيا...
ظلت مستيقظه في سريرها حتى ساعات الفجر الاولى وهي تستمع الى انفاس سيف الهادره، تلألأت عيناها بالدموع وهي تشعر بالأسى على الحال الذي وصلا اليه...

استيقظت في صباح اليوم التالي لتتفاجئ بنفسها وحيده في الغرفه، فزعت من مكانها بسرعه وهي تبحث بعينيها عن سيف الذي اختفى فجأة، خلعت قميص نومها وارتدت بنطلون ضيق من الجينز وبلوزه خضراء صوفيه، رتبت شعرها وهمت بالخروج من الغرفة الا انها تفاجئت بسيف يفتح الباب ويلج الى الداخل مرتديا بنطال اسود وقميص ازرق اللون ويبدو في وضع جيد نوعا ما...
سألها بهدوء:
هل انت جاهزه لنذهب الى القصر...؟
هزت رأسها وهي تجيبه:.

نعم جاهزه...
عاد وسألها مره اخرى:
هل لملمتي جميع أغراضك ومستلزماتك...
فاجابتها مره اخرى مؤكده على ما قاله ليخرجا سويا بعدها متجهين الى القصر.

في قصر العمري
تقدمت يارا من قصي الجالس على مائدة الطعام يتناول فطوره بكل اريحيه والسعاده جلية على ملامحه...
سعيد انت الان اليس كذلك...
سألته بامتعاض ليأتيها جوابه الجذل:
للغايه، اكثر مما تتخيلين...
تشدقت شفتيها بابتسامه متهكمه وهي تردف قائلة:
مالذي استفدته من فعلتك هذه...؟
ليجيبها بهدوء وهو يرمقها بطرف عينه:
وما علاقتك انتِ، لماذا تريدين معرفة شيء كهذا...؟

أطبقت على شفتيها بقوة لينطلق بعدها لسانها بعصبية حانقه:
افعل ما تشاء يا قصي لكن لا تدخلني في الاعيبك ومخططاتك القذره...
ضرب على الطاولة بكف يده بقوة جعلت جسدها ينتفض بشده، نهض من مكانه مقتربا منها مما جعلها تتراجع الى الخلف، أشار لها بسبابته مشددا على كل كلمة تخرج منه:
انت تتجاوزين حدودك كثيرا يا يارا، انتقي كلماتك جيدا قبل ان تخرجيها من فمك هذا والا صدقيني سوف أتصرف بطريقة لن تعجبنك نهائيا...

رفعت ذقنها نحو الاعلى وهي تردد بتحدي سافر:
ماذا ستفعل مثلا...؟ أريني قدراتك هيا...
صرخ بها قائلا:
اذا كنت تستغلين كونك حامل وهذا يمنعني من الاقتراب منك او آذيتك فهذه ليست بالطريقة المناسبه ابدا، لأنني حينما اجن لا ارى امامي ولن يؤثر بي حينها حملك من عدمه...
انا لا استغل اي شيء يا قصي، بالعكس انا اتمنى ان أتخلص من هذا الجنين اليوم قبل الغد وانت اكثر من يعلم بهذا...

اتسعت عيناه بدهشه لم يستطع ان يخفيها وهو يستمع الى مدى كرهها لهذا الجنين الذي تحمله داخل أحشائها، سألها بصوت مصدوم:
أ لهذه الدرجه تكرهينه...
اجابته بقوة:
اكرهه للغايه، وأكره اي شيء يأتيني من طرفك...
اطرق برأسه للحظات وقد تكلفت شفتيه بابتسامه تهكمية ليهتف بها بعد لحظات قائلا:
اكرهيه كما تشائين يا يارا، وإذا كنت لا تريدنه فانا لن أجبرك عليه ابدا، فقط انجبيه لي وانا سأخذه منك وأربيه لوحدي...

ثم أردف وهو يرفع عينيه في عينيها بتوعد:
سوف اخذه منك يا يارا ولكن تأكدي انك لن تناليه بعدها ابدا طالما حييت...
قال كلماته الاخيره وخرج بعدها متجها الى شركته بينما جلست يارا على الكرسي الموجود بجانبها بوهن و دموعها تهطل من عينيها بغزاره...
شعرت بيد تربت على كتفيها بهدوء فرفعت رأسها الى الاعلى لتجد مونيا تتطلع اليها ولأول مره تراها تبتسم في وجهها بلطف...
تحدثت بسماحه قائلة:.

اسمعيني يا يارا، اتركي عنادك جانبا لانه لن يجلب نتيجه معه كما تظنين، انا اعرف رجال هذه العائلة جيدا، عاشرتهم جميعا من الاجداد وحتى الأحفاد، واعرف جيدا ما أقوله...
استطردت في حديثها قائلة بتحذير:
وإياكِ ان تتركي ولدك و تذهبي، تأكدي انكِ لن تريه مره اخرى مهما حاولتي، قصي حينها لن يرحمك ابدا...
مسحت يارا دموعها بظاهر كفها ثم سألته بجديه:
لماذا تقولين لي هذا الكلام الان...؟
لتجيبها مونيا بصدق:.

اعرف انك منذ مجيئك الى هنا ولم ترِ مني سوى سوء المعامله، قد أكون غير موافقه على زواجك من قصي ولا اريدك هنا، لكنني لست سيئة لدرجه ان اراك تدمري نفسك بيدك وتلقي بها الى الجحيم واتركك هكذا...
أدمر نفسي وألقي بها الى الجحيم، رددتها يارا بتعجب لتقول مونيا
حينما تتخلين عن ابنك سوف يحدث معك هذا بل وأكثر...
قالتها ثم نهضت بعدها تاركه يارا تفكر جيدا فيما قالته ورغما عنها شعرت بصدق كلماتها وتحذيراتها.

الفصل الحادي والثلاثون
الجزء الثاني
دلفت رغد الى داخل غرفة نومها في القصر وكريستين تتبعها، هوت بجسدها على السرير بتعب وإنهاك شديد فهي لم تنم جيدا ليلة البارحه والتي كانت من اسوء الليالي التي عاشتها طوال حياتها، جلست كريستين بجانبها وهي تتطلع اليها بشفقة وقد شعرت بسوء حالها، سألتها بقلق وهي تضع يدها على كتفها:
رغد، هل انتِ بخير...
اجابتها رغد بجديه:
كلا، لست بخير ابدا...
عادت وسألتها مره اخرى:.

بسبب تمارا أليس كذلك...
لتجيب رغد:
مجيئها لحفل الزفاف كان مفاجئة كبيره لم أتوقعها ابدا...
لقد خربت كل شيء بمجيئها...
لقد نعتتني بالخائنة...
قالتها رغد بغصه لم تستطع ان تسيطر عليها ابدا فانسابت دموعها بغزاره على وجنتيها...
أحاطتها كريستين من كتفيها وهي تهتف بها بمواساة:
رغد حبيبتي اهدئي ارجوك، لا يوجد شيء يستحق كل هذا...
مسحت رغد دموعها باناملها وأخذت نفسا عميقا ورددت بنبرة قويه:.

بلى يوجد، انا استحق كل ما يحدث معي وأكثر...
تطلعت اليها كريستين وقد بدأ الشك ينمو بداخلها فسألتها بتوجس:
هل هناك شيء لا اعرفه انا يا رغد...
هزت رغد رأسها سريعا بالنفي وهي تقول:
كلا، لا يوجد شيء لا تعرفينه...
هل انتِ متأكده...
نعم، متأكده...
اصطنعت كريستين التصديق لما قالته رغد فصمتت قليلا ثم ما لبثت ان قالت:
هل رأيتِ ما حدث معي...
سألتها رغد بعدم فهم:
ماذا هناك...؟ ماذا حدث...؟

بدأت كريستين في إلقاء حديثها على مسامع رغد والتي انصتت اليها باهتمام على الرغم من جميع المشاكل المحيطه بها...
انتِ وحازم، يا الهي لا اصدق...
صرخت رغد بصدمه شديده غير مستوعبه بعد لما سمعته من كريستين الجالسه بجانبها والتي قالت بضجر:
هيا اصرخي اكثر واجعلي الجميع يسمع ما نقوله...
كيف لم تخبريني بشيء كهذا...؟
انا لم اعرف انه اخ سيف حتى رأيته البارحه في حفل الزفاف...
اللعنه ما هذه الصدفه العجيبه...

معك حق، صدفه غير متوقعه، لكنني حزينه جدا...
قالتها كريستين ببكاء مصطنع فسألتها رغد باستغراب:
لماذا...؟
ازداد وسامه يا رغد، لم يكن هكذا عندما تركته...
ضربتها رغد على ذراعها وهي تقول بملل:
هل هذا كل ما يهمك، سوف تظلين تافهه طوال حياتك...
ثم استطردت في حديثها قائله:
والان اخرجي واتركيني لوحدي من فضلك فانا متعبه للغايه وارغب في النوم لساعات غير محدوده...

تقدم حازم من تمارا التي جلست تنتظره في احد المطاعم القريبه من الفندق الذي أقامت به، قبلها من وجنتيها وجلس امامها ليطلب كلاهما مجموعة من الاطعمه التي يفضلونها...
تحدث حازم بعدما ابتعد النادل عنهما:
كيف كانت ليلتك البارحه...؟
رائعه للغايه...
قالتها تمارا بابتسامه واسعه ثم سألته:
وانت، كيف كانت ليلتك...؟
جيده...
أردف بعدها قائلا:
هل استمتعي بالزفاف ليلة البارحه...
اجابته بخبث:.

للغايه، استمعت للغايه يا حازم...
اكمل حازم قائلا بود:
كنت تبدين جميله للغايه، الأحمر كان رائع عليك...
شكرا، انا احب اللون الأحمر كثيرا...
من حقك ان تحبيه فهو يليق بك جدا...
تحدثت تمارا بعد تردد قائله:
هل لي ان اسألك بسؤال...
اجابها حازم:
بالطبع تفضلي...
استرسلت تمارا قائله:
البارحه رأيتك تتطلع الى كريستين عدة مرات، وهي الاخرى كانت تتطلع اليك، ماذا يوجد بينكما...
غمز لها حازم وهو يردد بمشاكسه:.

هل هذه غيره او ما شابه...
احمرت وجنتي تمارا وهي تقول بخجل:
حازم لا تتهرب من السؤال...
اخذ حازم نفسا عميقا وزفره ثم قال بجديه:
كريستين كانت حبيبيتي لفتره يا تمارا...
تمارا بصدمه:
معقول...!
نعم معقول، لكننا انفصلنا في الاخير...
لماذا انفصلتما...؟
لم نتفق سويا، انا وهي مختلفين للغايه عن بعضنا...
هزت تمارا رأسها بتفهم ليأتي النادل في تلك اللحظه ويضع الطعام امامهم...
تحدث حازم وهو يقطع الطعام قائلا:.

صحيح، انت غدا مدعوه على العشاء في منزلنا...
حقا...
نعم، والدتي دعتك بنفسها...
ابتسمت تمارا بخفوت و شعرت بداخلها باللهفه لهذه الزياره التي ستجمعها بسيف ورغد سويا...

كانت ليان جالسه على سريرها تقلب في حاسوبها الشخصي حينما دلف سيف الى غرفتها و وجهه تعلو ملامحه الجمود...
نهضت ليان من مكانها وقد تشكلت على شفتيها ابتسامه عريضه وهي تهتف بترحيب مرح:
اهلا بالعريس...
لم تشعر ليان الا بيد سيف تمتد وتقبض على شعرها بعنف شديد بينما انساب صوته الهادر الى داخل اذنيها وهو يقول:
ايتها الحقيره عديمة الشريف، كيف تجرئتي على فعل شيء كهذا، هل هذا هو جزاء ثقتنا بك...

فقهت ليان على الفور ما يحدث فسيف قد كشف علاقتها برامي، فاضت دموعها بغزاره وهي تشعر بان نهايتها أتت لا محاله، ضاعف سيف من ضغطه على شعرها حتى كاد يخلعه بين يده مما جعل ليان تصيح بعذاب ودموعها ما زالت مستمره في الهطول...
حرر سيف شعرها من يده بعد لحظات باشمئزاز وقرف فوقعت ارضا ثم اخرج من جيب سترته مسدسه ووجهه نحوها...
صرخت ليان ببكاء وهي تتوسّله ان يبعد المسدس عنها:.

ارجوك يا سيف لا تفعلها، انا اختك هل نسيت هذا...
اختي التي طعنتني في ظهري وخانتني مع اكبر اعدائي...
من اجل أمك يا سيف، لا تفعلها من اجل امي...
كان عليك ان تفكري بها وانت تمارسين سفالتك تلك في احضان ذلك الحقير...
زحفت لسان بجسدها ناحيته حتى وصلت الى موضوع قدمه، تمسكت بها وهي تتضرع به مترجيه اياه:
ارجوك سامحني، اغفر لي خطيئتي هذه...

عصر سيف قبضة يده بقوة و تجهمت ملامحه بالكامل، لاول مره يشعر بالضياع ولا يعرف كيف يتصرف، اخر ما توقعه ان تفعل ليان شيء كهذا، ليان صغيرته المدللله التي لطالما اهتم بها و رعاها بشده، تطعنه بهذا الشكل المخزي والمؤلم، هذا ما لم يتوقعه منها ابدا، ابعد المسدس عن وجهها بعد لحظات
و اندفع خارجا من الغرفه بغضب مهلك تاركا اياها تبكي بحسره...

كيف تخبئ عني شيء كهذا يا معتز، كيف!
صرخ سيف بمعتز بعدم تصديق بعدما استمع لحقيقة معرفة بعلاقة ليان مع رامي حيث قص معتز عليه كل شيء حدث معه وقام به بعدما علم بهذه العلاقه المشينه...
لم استطع ان اخبرك يا سيف، تصرفت من رأسي، ظننت ان هذا الفيديو قادر على ردع ذلك الحقير وإيقافه عما ينوي فعله...
بالتأكيد هو لن يتأثر بفيديو كهذا، علاقته بها ليست جيده، وانت اكثر من يعلم هذا...
حتى لو، هذا لا ينفي انها...

سكت معتز للحظات ثم ردد بتوتر جلي:
ما معنى هذا يا سيف، هل من الممكن ان يفعلها وينشر تلك الصور على الملأ...؟
لا اعلم، كل شيء ممكن يا معتز...
ماذا ستفعل اذا...؟
لا اعلم بماذا علي ان افكر، ليان ومشكلتها هذه، ام الانسه تمارا واقترابها من حازم...
لم يتبقَ سوى تمارا لتخيفنا يا سيف...
الموضوع يتعلق بحازم يا معتز، لا تنسى هذا...
هز معتز رأسه بتفهم، سأله بجديه:
ماذا تنوي بِالضبط بشأن تمارا وعلاقتها بحازم...

اجابه سيف بجديه:
حاليا كل ما افكر به ان انهي موضوع ليان على خير، بعدها سوف افكر بتمارا وعلاقتها بحازم، لكن مع هذا سوف أراقبها هذه الفتره واعرف اكثر عن وضعها مع حازم وطبيعة علاقتها به...
عاد معتز وسأله مره اخرى:
وليان ماذا ستفعل معها...
لا يوجد امامي سوى حل واحد...
قالها سيف وهو يتطلع بعينيه الى الامام بنظره قاتمه ليسأله معتز بتوجس:
ماذا ستفعل بها يا سيف...
سوف ازوجها لأحد رجالي الذين اثق بهم...

اياك يا سيف، اياك ان تفعلها...
ليان يجب ان تتزوج يا معتز، هذا الموضوع لا نقاش به بالنسبة لي...
صمت معتز للحظات ثم قال بصوت جدي:
اذا كنت مصر للغايه على هذا، فانا اريد ان أتزوجها...
تطلع سيف الى معتز بصدمه محاولا استيعاب ما قاله، اخر ما توقعه ان يقدم معتز على شيء كهذا، معتز الذي اضرب عن الزواج لسنين طويله يعرض عليه الزواج ومن ليان التي لا تناسبه نهائيا بدلعها الماسخ وتصرفاتها الغبيه...
معتز، هل جننت...؟

سأله سيف بصدمه ليجيبه معتز بثقه:
كلا، انا عاقل للغايه يا سيف، واطلب الزواج من اختك، وانت بالتأكيد لا تنوي رفضي...
لماذا تفعل هذا...
سأله سيف محاولا استنشاف الحقيقه وراء طلبه لشيء كهذا ليجيبه معتز كما توقع:
من اجل حمايتها، انا لن اتركك تزوجها بأحد رجالك الوحوش يا سيف، اتركني أتزوجها وانا اعدك باني ساحميها وأحافظ عليها كما انني ساربيها جيدا...
صمت سيف للحظات ولم يتحدث بينما استرسل معتز في حديثه قائلا:.

لا افهم سبب عدم اقتناعك بالموضوع، اذا كنت ترى فيما اقوم به تضحيه فانت مخطئ للغايه، انا من الاساس لا افكر بالزواج نهائيا، يعني ليان لن تؤثر علي بتاتا وانت لن تظلمني بهذا الزواج كما تشعر بداخلك...
ابتسم سيف رغما عنه بخفوت وهو يردد:
تعرفني لدرجه تفهم جيدا ما افكر به...
هل لديك شك بهذا يا صاح...؟
ابدا، لطالما كنت اكثر شخص يعرفني ويفهمني جيدا وما زلت...

قالها سيف بنبرة صادقه ليردف بعدها وقد تذكر للتو شيئا هاما كان قد تناساه في هذه اللحظات:
وماذا عن نورا...
ابتلع معتز ريقه بتوتر وهو يجيبه متسائلا:
ما بها نورا...؟
هل ستخبئ عني الان يا معتز، انت مغرم بالفتاة، لا داعي للإنكار...
انا ونورا بيننا فروقات كثيره يا سيف، انا وهي لا ننفع الى بعض نهائيا...
ماذا تقصد بِالضبط، انت بالتأكيد لا تتحدث عن الحالة الماديه والمكانة الاجتماعيه...

ما اقصده ان نورا انظف بكثير من ان تدخل في حياتي، انظف بكثير يا سيف، نورا ملاك لا ينفع ان تدخل وسط جحيمنا، لا ينفع ابدا...
هز سيف رأسه بتفهم ولم يعلق على ما قاله معتز بينما هناك سؤال تكون في داخله بعدما سمعه منه، اذا كان معتز لا يقبل ان تدخل نورا في جحيمه كما يسميه فكيف قبل هو بل وأصر على رغد ان تدخله غير آبه باي شيء مما يدور حوله حتى رفضها له ولحقيقته...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة