قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث والثلاثون

بعد مرور أسبوع
ما زلت غير مصدق انني اتجهز لحفل خطبتك يا معتز...
قال اسد هذه الكلمات وهو واقف امام المرأة يعدل ربطة عنقه السوداء موليا ظهره لمعتز...
استدار بعدها ناحية معتز وهو يغلق ازرار سترته ليهتف بعدم تصديق من منظر معتز الجالس امامه بثياب العمل العاديه حيث يرتدي بنطلون من الجينز وبلوزه سوداء ويحمل بيده كأس من الويسكي...
تحدث اسد بدهشه:.

ما هذا يا رجل، انت ما زلت في ثياب العمل، متى ستتجهز للحفله اذا...؟
اجابه معتز بلا مبالاة وهو يتناول رشفه من المشروب:
سوف اتجهز الان...
ضرب اسد كف بكف وهو يردد:
ما بالكم اليوم، الجميع يقومون بتصرفات غير طبيعيه، السيد سيف لم يصل بعد الى القصر، وانت أيها العريس جالس هنا تتناول مشروبك بكل اريحيه وكأنه ليس يوم خطبتك، حتى سعيد لا يبدو متحمسا كالعاده...
من قال اني غير متحمس، انا متحمس للغايه...

قال سعيد هذه الكلمات بنبرة مرحه وهو يدلف الى الداخل مرتديا بذلة سوداء راقيه، أردف بعدها قائلا:
والسيد سيف جاء منذ بضعة دقائق ايضا، وهو الان يتحضر للحفل...
نهض معتز من مكانه ما ان سمع كلمات سعيد ليهتف بهما قائلا:
بما ان سيف جاء انا سأذهب ايضا للتجهز فلم يتبقَ على الحفل وقت طويل...
تطلع كلا من اسد وسعيد الى معتز الذي خرج من الغرفه بتعجب ليهتف سعيد بحيرة:
ما به معتز...؟ يبدو غير سعيد...

ليتحدث اسد بنبرة متهكمه:
و كيف سيكون سعيد وهو يتزوج من ليان...
و من الذي اجبره على هذا...
حرك اسد رأسه يميناً ويسارا وهو يردد:
لا اعلم، لكنه بالتأكيد السيد سيف من طلب منه هذا...
السيد سيف لا يجبر احد منا على شيء لا يريده...
انا لم اقل اجبره، انا قلت طلب منه...
معك حق، ومن الممكن ان يكون معتز من عرض عليه الزواج من الانسه ليان...
الله اعلم، مع اني اشك بهذا...

خرجت نورا من غرفتها قاصده غرفة ليان لتتجمد في مكانها وهي ترى معتز امامها، شعرت بتصلب اقدامها وعدم قدرتها على التحرك من مكانها وكأنها شلت بالكامل، لم يكن حال معتز افضل منها إطلاقا فهو الاخر تصنم في مكانه حالما رأها وشعر بغصة غريبه احتلت قلبه و بعثرت كيانه باكمله...
حاولت نورا الحفاظ على رباطة جأشها قليلا فتقدمت امامه دون ان تنظر اليه حتى الا انه اوقفها وهو يسألها بنبرة هادئة:
الى اين تذهبين...؟

اجابته بنبرة ساخطه دون ان تتطلع اليه:
الى غرفة خطيبتك...
أغمض عينيه للحظات و تنهد بصمت ثم ما لبث ان فتحها ليتفاجئ بنورا تنظر اليه نظره لم يتوقعها ابدا، كانت نظره تحمل بداخلها كل معاني الالم والخذلان الذي لم يستطع ان يصمد امامه ابدا، ود لو يستطيع ان يضمها اليه ويخبرها بانه يحبها وانه يفعل هذا من اجلها، من اجل حمايتها والحفاظ عليها لكنه لم يستطع ان ينبس بكلمة واحده...

عصر على قبضة يده بقوه وهو يشعر بانه عاجز لدرجه كبيره، عاجز عن التعبير عما يجول في داخله من مشاعر كثيره، عاجز عن الاقتراب منها وبثها تلك المشاعر، عاجز حتى عن مواساتها...
لم يشعر بها وهي تذهب مبتعده من امامه ليصحو من افكاره على بقايا اثارها التي اختفت تدريجيا ليهمس بصوت خافت لا يسمعه سواه هذا افضل لكِ، افضل لكِ بكثير...

ولجت نورا الى داخل غرفة ليان بعد ان طرقت الباب، تطلعت اليها لتجدها جالسه امام مرأتها مرتديه فستان سهره ذهبي اللون وتبكي بصمت...
تقدمت نورا منها وربتت على كتفها بهدوء وهي تقول بحزن لا تعلم ان كان من اجل ليان ام على حالها وما يحدث معها:
آنستي ما تفعلينه لا ينفع ابدا، سوف تخربين مكياجك بسبب بكائك...
ليان ببكاء:
لا استطيع، ليس بيدي صدقيني...
نورا بنبرة حنونه محاولة تلطيف الجو:.

اعرف انك مجبوره على هذه الخطبه، لكن هذا ارحم بكثير من اي قرار اخر كان سيتخذه السيد سيف بحقك، فكري في الامر من هذه الناحيه...
كفكفت ليان دموعها المنسابه بأطراف أناملها الرفيعه وهي تقول:
معك حق، هذا الوضع ارحم بكثير من غيره...
سمعا طرقات قويه على الباب يتبعا دخول سيف الى المكان فانتفضت ليان بسرعه من مكانه وشعرت بالخوف والرعب يحتل قلبها بينما وقف سيف امامها وهو يرميها بنظرات هادئه...

استأذنت نورا منهم وخرجت من الغرفه بينما تمنت ليان بقائها معها لتحتمي بها من سيف الذي ما زال يرمقها بنظراته العاديه الخاليه من الغضب والسخط على غير العاده...
تقدم سيف نحوها بخطوات ثابته و كلما اقترب منها اكثر كلما شعرت بقلبها ينبض بسرعه اكبر حتى بات لا يفصل بينهما سوى مسافه قليله للغايه...
تحدث اخيرا بصوت هادئ لكنه قوي:
اعرف انك تتألمين كثيرا لكنكِ تستحقين هذا...

كانت لهجته هادئه مريحه وشعرت ليان بنوع من الشفقه بها قررت ان تستغلها قليلا فترجته بصوت متحشرج وقد تكونت الدموع في عينيها الزرقاوتين:
تراجع عن قرارك يا سيف، ارجوك، والله لن أكرر ما فعلته، لكن لا تفعل بي هذا...
لم يعد هناك مجال للتراجع يا ليان، انت سوف تتزوجين معتز...
قبضت ليان بكف يدها على ذراعه وهي تتوسّله ببكاء:
اجعلها خطوبه فقط، خطوبه ونفسخها فيما بعد...
ليجيبها سيف بنبرة حاده قليلا:.

مستحيل، لقد قررت وانتهى الامر...
ارتفع صوت ليان تدريجيا بنشيج حاد وهي تردد:
كلا لن اتزوجه، انت لن تستطيع ان تجبرني على شيء كهذا، اعترف باني اخطأت خطأ كبير، لكن ارجوك لا تعاقبني بهذا...
ابعد سيف ذراعه من قبضة يدها بقوه ليقبض هو بدوره على ذراعها وهو يهمس لها بحزم:.

انت تتجاوزين حدودك للغايه، منذ متى وانا اسمح لأي شخص بالتدخل في قراراتي، لا اريد سماع هذه الكلمات منك مره اخرى، بعد ساعات ستبدأ الحفله، اريدك مستعده لها بشكل جيد، ولا اريد لأي احد كان ان يشعر بانك متضايقه او مجبوره على هذه الخطبه، هل فهمت ِ...

دلف سيف الى داخل غرفته ليجد رغد امامه وقد خرجت لتوها من الحمام مرتديه روب الاستحمام خاصتها ذو لون زهري اللون...
تجمدت هي بدورها في مكانها عندما رأته وما زاد من توترها هي نظراته تلك التي يرمقها بها وقد شعرت بها تعريها بالكامل مما ترتديه...
ظل الصمت حائلا بينهما وكلاهما تأتيه الأفكار المختلفه ما بين رغبة سيف الدفينه بها وبين خوفها وتوترها الغريب منه...

ابتلعت ريقها بتوتر ورغما عنها وجدت نفسها تشتاق له وللمساته واحضانه وتأكدت في داخلها بانه لو اقترب منها فإنها ستخر امامه وتسلمه نفسها على طبق من ذهب...
انتظرت تقدمه منها وهي تدعو في داخلها الا يفعل، حاكت في عقلها سيناريوهات عديده له وهو يعتذر منها ويطلب السماح، يخبرها عن مدى اشتياقه وتوقه لها، يرجوها ان تحن عليه...

الا انه فاجأها وهو يتحرك مبتعدا عنها اتجاه خزانته ليخرج منشفته منها ويلج الى الحمام دون ان يعيرها أدنى اهتمام...
ضربت الارض بقدميها و كزت على اسنانها بشده ثم تقدمت ناحية الخزانة وأخرجت منها ثوبها الذي سترتديه في الحفله...
تأملت الثوب بعينيها جدا لتشعر بالرضا عليه فهو كان ثوب طويل سواريه يصل الى كاحلها ذو لون احمر قاني...
ارتدته بسرعه ثم جلست امام المرأة وبدأت في تجفيف شعرها...

خرج سيف في اثناء ذلك وهو لا يرتدي سوى منشفته التي يلفها حول خصره...
تقدم ناحية رغد ووقف بجانبها امام المرأه وبدأ يمشط شعره قاصدا ان يثيرها ويربكها في حركته تلك وقد نجح في ذلك...

ما ان أكمل تسريح شعره حتى اخرج بذلته وارتداها ثم تبعها بربطة عنقه، وقف بعدها امام المرأه وهو يرش عطره المميز على عنقه بينما بدأت رغد بوضع مكياجها، ألقى نظره اخيره على نفسه بالمرأة وخرج بعدها من الغرفة تحت انظار رغد المدهوشه منه ومن تصرفاته...

في تمام التاسعه مساءا بدأ الحفل في قاعة الاحتفالات الكبيره في القصر...
وقف سيف في مقدمة القاعه وبجانبه معتز يستقبلون الضيوف الذين بدئوا بالتوافد الى الحفل...
في احدى جوانب القاعه كانت تقف رغد امام احدى الطاولات وبجانبها كلا من والدتها وكريستين...
اقتربت كريستين منها هامسه في اذنها:
ما بكِ تبدين متوتره للغايه...

تطلعت رغد اليها بضجر ولم تجبها فزمت كريستين شفتيها بحنق، تطلعت كريستين الى لميس لتجدها تتابع الحفل بعينيها وشكلها يبدو وكأنها تنتظر قدوم شخص ما، عقدت حاجبيها بتعجب ثم سألتها بحشريه:
خالتي هل تنتظرين احد ما...؟
توترت لميس ولم تعرف بماذا تجيب الا ان جواب رغد السريع أنقذها:
ماذا جرى لك كريستين، هل تعرف والدتي احد هنا لتنتظره...

حركت كريستين رأسها بتفهم الا انها ظلت ترمق لميس بنظرات مشككه وشعور غريب يزداد بداخلها بان لميس تخفي شيئا ما عنهم خصوصا بعدما رأت توترها الواضح عليها عندما سألتها...
جالت ببصرها في أنحاء القاعة المختلفه لتتوقف نظراتها على مكان معين حيث يقف حازم وبجانبه تمارا يتحدثون ويضحكون سويا بانسجام واضح...

شعرت كريستين بالانزعاج لسبب لا تعرفه عندما رأت حازم مع تمارا فأشاحت ببصرها بعيدا عنهم ولم تكن هي وحدها المنزعجه من منظرهم هاذ...
كان سيف ينظر نحوهما باحتدام وغيظ وهو يتوعد في داخله لتمارا التي تقف بجانب حازم مرسله نظراتها اليه بين الحين والآخر لتتبعها بضحكه عاليه متحديه له...
همس سيف الى معتز الواقف بجانبه بنبرة متوعده كازا على اسنانه باحتقان:.

لامسكها بين يدي فقط وحينها سأريها نتيجه افعالها الخرقاء هذه، اقسم لك انني سأحمطم وجهها الجميل هذا بين يدي...

لحظات اخرى وتقدمت نورا منهم وهي تمسك سيف الصغير بيدها لتقف امام سيف وتبارك له ثم ما لبثت ان حدثت معتز قائله بصوت بالكاد يسمع:
مبارك لك سيد معتز...
ليرد معتز مباركتها له دون ان ينظر اليها...
تقدمت بعدها نورا الى داخل الحفل ووقفت في احد الأركان البعيده وهي تمسك الصغير بإحدى يديها بينما تضع يدها الاخرى موضع قلبها وشعور الوجع يزداد في داخلها اكثر وأكثر...

ابتعدت تمارا للحظات عن حازم لتنتهز كريستين الفرصه وتتقدم بسرعه اتجاهه، توتر حازم عندما رأها تقترب منه وتقف امامه بينما تحدثت هي بابتسامه واسعه:
اهلا حازم، كيف حالك...؟
ثم مدت يدها نحوه وهي تهتف بحزن مصطنع:
ماذا! الن تسلم علي...
مد حازم يده ومسك بيدها على مضغ وهو يقول:
اهلا بك كريستين...
كم هي صدفه عجيبه ان اراك هنا...
قالتها كريستين بنبرة صادقه ليجيبها حازم بصراحه مطلقه:
بل هي صدفه سيئة...

اووه حازم لا تقل هذا...
ماذا تريدين كريستين...؟
سألها حازم بنفاذ صبر لتجيبه كريستين بجديه:
جئت لاحذرك يا حازم، انت مهم بالنسبه لي، ولا اريد ان اراك تتورط معها دون ان انقذك...
من تقصدين...؟
سألها حازم بجديه لتجيبه قائله:
تمارا، انتبه منها...
توقعت هذا، انظري اليَّ تصرفاتك المجنونه هذه انا اعرفها جيدا، لست غبي لانخدع بها مره اخرى...

ما علاقة تصرفاتي المجنونه بما أقوله، أتعلم، الحق علي انا لأني اردت إنقاذك منها، ان شاء الله تغرق انت وهي سويا في بحر عميق لا منفذ منه، انت تستحق هذا وأكثر...
ذهبت بعدها من امامه ونظرات حازم الساخره تتبعها...

وقف سيف في منتصف القاعه بشموخ ممسكا كأسه بيده وعينيه تجوب المكان بفخر فاليوم هو الاحتفال السنوي لافتتاح شركات النصار...
كان الحفل فخم وراقي للغايه ومنظم بافضل شكل فاليوم ايضا سيعلن خطبة ليان ومعتز...
ابتسامه نصر وفخر تكونت على شفتيه فكل شيء يجري كما خطط له بل وأحسن...
فجأة شعر بضجة تحدث في ارجاء المكان ليتفاجئ بعدها بمجموعه من رجال ملثمين يقتحمون قاعة الحفل مخرجين أسلحتهم في وجه المدعوين...

بدئوا يطلقون رصاصهم بشكل عشوائي فصرخ الضيوف هلعا وانتشرت الفوضى في ارجاء المكان وحاول قسم منهم الهروب وقسم اخر اختبئ في مكان ما بينما لم يفلح البعض في الهروب من الرصاص فأصابتهم...
ركض سيف يبحث بعينيه عن أفراد عائلته وهو يدعو في داخله الا يصاب أيا منهم بطلق ناري...
بحث بعينيه عن رغد فلم يجدها بينما كانت رغد مختبأة أسفل الطاوله هي وكريستين صارخه باسم والدتها التي اختفت عن أنظارها فجأة...

ركض معتز هو الاخر ناحية نورا التي نزلت أسفل احدى الطاولات محتضنه الصغير بيدها وهي ترتعش من الخوف لينزل الى مستواها وهو يهمس لها مهدئا والطلق الناري يخترق ارجاء المكان:
ابقي هنا ولا تتحركي من مكانك...
نهض مِن مكانه بسرعه ليجد سيف اخرج سلاحه من جيبه وبدأ يصوب طلقه اتجاههم وفعل كلا من اسد وسعيد نفس الشيء...
اخرج هو الاخر سلاحه وبدأ يصوب رصاصه اتجاههم بينما يحمي نورا بجسده من الخلف...

كان حازم يبحث عن تمارا التي لم تعد من الحمام بقلق شديد من ان تصيبها رصاصه طائشه...
الوضع كان مقلق للغايه وسقط العديد من الجرحى والمصابين في لمكان بينما اختفى رجال سيف ولم يتبقَ منهم الا القليل...
كان سيف مشغولا في التصويب اتجاههم ولم يشعر بالرجل الذي وقف على بعد مسافه قريبه منه مصوبا مسدسه اتجاهه الا ان معتز لاحظه ليركض على الفور اتجاه سيف بينما اطلق الرجل رصاصته لتستقر في قدم معتز...

صرخ سيف وتقدم ناحية معتز بسرعه بينما انتفض حازم من مكانه على الفور وهو يرى احد الرجال يضع مسدسه على عنق تمارا فركض بسرعه اتجاهها لتأتيه رصاصه طائشة تستقر في صدره.

أغلق قصي هاتفه وهو يبتسم بظفر، تطلع الى رامي الجالس بجانبه بتأهب لما سوف يقوله لينهض من مكانه ويقترب منه قائلا:
كل شيء تم كما نريد بل وأفضل حتى...
هل يوجد ضحايا...؟
سأله رامي بترقب وهو يتمنى ان يكون سيف احد ضحاياهم ليجيبه قصي بانتصار:
حازم ومعتز...
الاثنين...
قالها رامي بسعاده بالغه وعدم تصديق في ان واحد ليهز قصي رأسه مؤكدا على ما قاله...
نهض رامي من مكانه وهو يتسائل:
وماذا عنها...؟

اطمئن يا رامي، الامانه اصبحت معنا، وهي في الطريق إلينا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة