قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

وقفت امام مرأتها تتأكد من مظهرها جيدا، وضعت خصلات شعرها خلف اذنها وهي تضغط على شفتيها لتثبيت طلاء شفاهها الأحمر بشكل أفضل، كانت ترتدي فستان احمر قصير ينسدل على جسدها الحريري الناعم بسلاسه مع حذاء اسود اللون ذو كعب عالي للغايه املا منها ان يضيف لها بعض السنتيمترات لتوازي طوله الفارع، دق جرس الباب فسارعت تفتحه لتجده امامها يرتدي بنطلون جينز اسود وفوقه سترة جلديه سوداء أيضا، ازدادت نبضات قلبها ارتفاعا وهي تراه أمامها بهيئته الانيقه هذه مع ابتسامته الاخاذه التي خطفت انفاسها، حاولت التماسك قليلا وعدم إظهار تأثرها به لهذه الدرجه فابتسمت له بخفوت بينما ولج هو الى داخل الشقه، أخبرته انها ستذهب لإحضار حقيبتها فجلس ينتظرها في غرفة الجلوس، اخذت حقيبتها وعادت اليه لتجده واقفا يَصْب له كأس من الويسكي ويتناوله على دفعه واحده، ما ان رأها عادت حتى اقترب منها بابتسامه هادئه وهو يقول تبدين رائعه...

ابتسمت بفرحه لا اراديه نتيجه إطرائه عليها وهي تقول حقا...
حقا، كما ان فستانك جميل جدا، احب هذا اللون عليك كثيرا، تبدين فيه مغريه للغايه...
احمرت وجنتيها خجلا ثم تحدثت بصعوبه وهي تقول نسيت مفتاح الشقه في الغرفة، سوف اجلبه واعود لنذهب...
ما ان تقدمت خطوتين حتى اهتزت حقيبتها وصدح صوت رنين هاتفها عاليا...
اخرجت الهاتف من الحقيبه لتتعرف على هوية الشخص الذي يتصل بها فارتعبت بشده عندما رأته...

تطلعت الى هاتفها الذي يرن باسم تمارا بارتباك فاغلقته فورا، عضت على شفتها السفلى بتوتر وهي تقف امامه موليه اياه ظهرها، أخذت نفسا عميقا وهي تحاول السيطره على أعصابها حتى لا يشعر باي شيء...
هل هذه تمارا، ما ان نطق بتلك الكلمات حتى استدارت فورا نحوه وحملقت به بصدمه بينما ضحك هو بصوت عالي ثم تقدم اتجاهها وهو يقول بسخريه لماذا انت مصدومه هكذا...

تجمدت أوصالها بالكامل وهربت الدماء من وجهها و صدى صوت واحد يتردد في اذنيها انه يعرف، يعرف بكل شيء...
ابتعد عنها وهو يجلس على الكرسي امامها واضعا قدما فوق الاخرى كعادته، وضع سيجارته داخل فمه ثم أشعلها ونفث دخانها عاليا وهو يقول ماذا كنت تظنينني يا رغد، هل انا غبي لهذه الدرجه حتى اجهل ان تمارا الهادي تكون صديقتك المقربه...
كانت تقف امامه ومنظرها أشبه بتلميذه تقف امام مديرها تنتظر عقابه لها...

لماذا انت صامته هكذا، تحدثي، قولي اي شيء، ماذا تنتظرين...
كيف عرفت، سألته برعب بينما اجابها قائلا سؤال منطقي، علمت بهذا بعدما اجريت تحرياتي الخاصه عنك...
هل كنت تراقبني، سألته بدهشه.

منذ اول لقاء جمعنا سويا، وضعتك تحت المراقبه، جمعت كل المعلومات عنك، راقبت جميع تحركاتك، لن اترك شيء واحد يخصكِ يفلت من يدي، مثلا في اليوم الذي تحدثنا فيه في المطعم سويا ذهبت بعدها فورا الى تمارا، تحدثتما سويا حوالي ساعة كامله، وقبلها بيوم أيضا كنت معها في نفس المطعم لكن حديثكما هذه المره استمر لمدة نصف ساعه...

فرغت فاهها بدهشه مما يقوله، حتى مدة حديثهم سويا يعرفها، رباه بماذا أوقعت نفسي انا، قالتها لنفسها بهلع...
نهض من مكانه ووقف امامها مباشره ثم حدثها بجديه قائلا لا احد يدخل حياتي قبل ان أتحرى عنه جيدا، اجمع المعلومات الكافيه عنه، اعرف كل شيء يخصه منذ يوم ولادته وحتى هذه اللحظه، أتأكد من ماضيه و حاضره بشكل كافي و حينها فقط اسمح له بان يدخلها...
انا، تحدثت باضطراب وهي لا تعرف ماذا تقول...

انت غبيه، قالها ببرود مما جعلها ترمقه بنظرات غير راضيه بينما اكمل هو ما قاله انت غبيه يا رغد، لولا انك غبيه ما كنت لتصغي الى كلام صديقتك وتدخلي معها في لعبة سخيفه كهذه، لعبة نهايتها واضحه للغايه...
تمارا هي، قاطعها مره اخرى قائلا تمارا اغبى منك، هي تعرفني جيدا، وبالرغم من هذا جازفت وأرسلتك لي، وهي على دراية تامه بأنني لست الشخص الذي يمكن الايقاع به في خطه كهذه...

هي فعلت هذا لانك اغتصبتها، دمرت حياتها، وكنت السبب في موت خطيبها، قالتها بدفاع عن تمارا فهي مهما كان سوف تظل صديقتها ولن تبيعها بهذه السهوله...
اجابها مقاطعا اياها لكنها استغلتك، جعلتك وسيلة لتحقيق غايتها في الانتقام مني، أرسلتك لي وهي تعرف جيدا بأنني لن ارحمك نهائيا اذا كشفت حقيقتك...
اخفضت رأسها وهي تهتف باسى قد يكون معك حق...

اقترب منها وهو يقول بجديه بل معي كل الحق، انا لا افهم كيف انساقيت ورائها بهذه السهوله، كيف سمحت لها باستغلالك هكذا...
زمجرت به غاضبه يكفي سيف، قد يكون ما تقوله صحيح، لكنه لن يغير من حقيقة انك اغتصبتها، اعتديت عليها، ما ذنبها لتفعل بها هذا...
هل هي من قالت لك هذا...
نعم، بالتأكيد هي من قالت لي...
وهل اخبرتك بكل شيء حدث بيننا، ام انها اكتفت بهذا الجزء فقط...

تطلعت اليه بعدم فهم ثم ما لبثت ان شعرت بأمل كبير يتولد داخلها وفكره واحده طرأت عليها، سيف لم يغتصب تمارا وهي تكذب عليها...
سألته بلهفه هل تمارا كانت تكذب، قل لي ارجوك، هل اغتصبتها فعلا...
نعم اغتصبتها، قالها بهدوء تام محطما ذلك الامل البسيط الذي تولد داخلها...

احتقن وجهها بشده و شعرت برغبه كبيره في البكاء بينما أردف هو قائلا هل اخبرتك تمارا مثلا بأنني عرضت عليها الزواج في وقت ما، وهل اخبرتك أيضا انها جائتني بعدها وعرضت هي علي الزواج...
طبيعي ان تعرض عليك الزواج بعد ان فعلت ما فعلته...
هذه المره الثانيه التي عرضت بها علي الزواج، لقد طلبت مني ان أتزوجها قبل ان اعتدي عليها حتى...

ماذا تقول انت، لماذا طلبت منك شيء كهذا، تمارا كانت تحب محمود، كيف تطلب منك ان تتزوجها وهي تحبه...
اسأليها، اسألي صديقتك وهي سوف تجيبك...
جلست على الاريكه وهي تعصر يديها الاثنتين سويا بقوة قائله بقهر بغض النظر عن جميع قلته، لا يحق لك ان تؤذيها هكذا، تمارا مسكينه للغايه، وانت اذيتها كثيرا...

تمارا ليست ملاك يا رغد، هل تفهمين، قالها بجديه ثم استطرد بحديثه قائلا بصوت عالي تمارا التي تدافعين عنها ليست بريئة الى هذه الدرجه، لو كانت هي مسكينه هكذا كما تقولين، لما ورطت ذلك الشاب المسكين وتزوجته دون ان تخبره بالحقيقه، جعلته ينصدم بها ليلة زفافها ويكتشف انها غير عذراء، تمارا استغلت حبه لها وتزوجته حتى يستر على فضيحتها دون ان تفكر فيه، تمارا التي تدافعين عنها استغلتك وأرسلتك معي وهي تعرف جيدا ماذا بوسعي ان افعله لك، لا توجد صديقة في هذا الكون ترسل صديقتها مع رجل سبق وان اغتصبها، لا توجد صديقة حقيقيه لديها ضمير تفعل هذا...

كلماته هذه كانت كالصفعه بالنسبة لها، حقيقة ان تمارا استغلتها بهذا الشكل المقرف وهي سارت وراءها بكل غباء أوجعتها بشده، باتت تشعر بان الجميع يستغلها، الجميع يستخدمونها لتلبية حاجاتهم، سيف يريدها ليشبع رغبته بها، وتمارا تريد من خلالها ان تحقق انتقامها منه، وبينهما كانت هي تتأرجح على هواهما كورقة باليه يحركوها هنا وهناك...

هطلت دموعها بغزاره وهي تشعر بالأسى من اجل نفسها هذه المره، جلس سيف بجانبها وربت على كتفها بهدوء، رفع ذقنها بأنامله ثم مسح دموعها بابهامه وهو يحدثها بخفوت قائلا هش، لا تبكي...

تطلعت اليه بنظرات متآلمه بينما قرب هو شفته من شفتيها وبدأ يقبلها بهدوء فاستجابت له على الفور، احاطت رقبته بيديها وهي تتجاوب مع قبلته بكل اريحيه حتى شعرت بيده تمتد ناحية سحاب فستانها، بدأ يفتحه تدريجيا الا ان صوت رنين هاتفه قطع عليه تلك اللحظه فزفر غاضبا وهو يبتعد عنها متجها ناحية هاتفه، تطلع الى شاشة هاتفه لترتسم على شفتيه ابتسامه فاجأتها وولدت لديها فضولا لتتعرف على هوية المتصل...

وجدته يتحدث معه بكل ترحيب ثم ما لبث ان اخبره انه سوف يذهب اليه في الحال، أغلق سيف هاتفه ثم وضعه في جيبه واتجه خارجا الا انها أوقفته وهي تسأله بحنق الى اين...
يجب ان اذهب الان فورا...
وماذا عن العشاء...
أجلته الى الغد، قالها بإيجاز ثم خرج من الشقه بسرعه تاركا إياها تقضم اضافرها بعصبيه نتيجة تركه لها بهذا الشكل.

جالس في غرفة مكتبه التي يغمسها الظلام الدامس عيناه شاخصتان نحو الفراغ الذي امامه و رأسه منهمك بتلك الأفكار التي تأتيه من كل صوب ولا تريد ان تتركه، أسبوع كامل مر على تلك الحادثة المشؤومة التي اودت بابنته الى هذه الحالة المزريه حيث تصارع الموت في كل لحظة تمر عليها وكل نفس يخرج منها...

تذكر تفاصيل ذلك اليوم اللعين حيث كان في رحلة عمل خارج البلاد حينما جاءه اتصال يخبره ان ابنته قد تعرضت لحادث سيارة عنيف وحالتها الصحيه خطره للغايه، عاد في نفس اليوم الى البلاد على متن طائرته الخاصه ليجدها قد دخلت في غيبوبه لا احد يعلم متى سوف تستيقظ منها، لم يتوقف الامر على هذا فقط فجائته صدمة اخرى عندما علم بان ابنته كانت حامل وفقدت جنينها خلال الحادث، هايدي ابنته الوحيدة كانت حامل، شيء لم يتوقعه بتاتا من ابنته الذكيه الواعيه في جميع تصرفاتها، اما الصدمه الأكبر فعندما قرأ تلك الرساله الموجوده على هاتفها عزيزي قصي، لقد وصلتني رسالتك الاخيره وما تحملها من تهديد في طياتها، ان كنت تظن ان تهديداتك لي سوف تخيفني فانت مخطئ، لقد جئت اليك وطلبت منك ان نحل هذا الموضوع بالحسنى، لكن يبدو انك مصر على عنادك معي ولا تنوي الاعتراف بهذا الطفل الذي احمله في أحشائي، لهذا انا قررت ان أخبر والدي بكل شيء، سوف أخبره انني كنت على علاقة معك نتج عنها هذا الحمل، وسوف اتركه يتصرف معك كما يشاء، ستندم كثيرا يا قصي، هذا وعد مني...

اخذ فترة طويله ليستوعب ما قرأه ويصدقه، قصي العمري الذي وثق به ودعمه كثيرا في أعماله طعنه في ظهره وانتهك حرمته بهذه الطريقه الحقيره، شبت النيران الحارقه في أوصاله وهو يعود بشريط ذاكرته الى بداية تعرفه على قصي والذي دعمه في أزمته المالية التي مر بها منذ سنوات فتكونت بينهما معرفة وطيده نتيجه لهذا فبات هو الاخر يساعد قصي في العديد من أعماله التجارية مستخدما منصبه السياسي المهم في هذا وآخرها تلك الصفقه التي كان ينوي ضمانها لصالح قصي...

طوال أسبوع كامل وهو يفكر في الطريقه المناسبه لمعاقبته وتأديبه على فعلته تلك فهو لن يرتاح حتى يأخذ حق ابنته منه كاملا...
وبعد تفكير طويل اختار البدايه المناسبه لانتقامه والتي ستكون من خلال هذه الصفقه وبالطبع هناك شخص واحد سوف يساعده في تحقيق هذا الانتقام، شخص لا يوجد أفضل منه ليشفي غليله في قصي مبدئيا حتى يحين وقت انتقامه الأكبر...

سمع صوت طرقات خفيفه على الباب فسمح للطارق بالدخول والذي اخبره ان ضيفه المنتظر في الخارج يترقب مجيئه فنهض فورا من مكانه ذاهبا لاستقباله...

تقدم رشاد من سيف الذي كان جالسا ينتظره في غرفة الاستقبال الفخمه الموجوده في قصره، ما ان رأه سيف يتجه نحوه حتى نهض فورا لاستقباله، سلم سيف عليه بهدوء ثم جلس على الكنبه المقابله له وهو يهتف بأسى مصطنع لقد حزنت كثيرا بسبب ما حدث مع الانسه هايدي، اتمنى لها الشفاء العاجل وانتهاء هذه الازمه على خير...

اشكرك سيف، اجابه رشاد بهدوء ثم استطرد في حديثه قائلا انت بالتأكيد مستغرب من اتصالي بك وطلبي رؤيتك في هذا الوقت...
في الحقيقة، نعم استغربت كثيرا، لم أتوقع منك اتصالا وفِي ظروف كهذه تحديدا...
حسنا يا سيف، انا بطبيعتي صريح للغايه، ولا احب اللف والدوران نهائيا، لهذا سوف ادخل في صلب الموضوع...

وهذا ما أفضله انا أيضا، تحدث سيد رشاد، لماذا اردت رؤيتي الان، سأله بكذب وهو يعلم جيدا سبب طلب رشاد ان يراه فيبدو ان خطته نجحت وان رشاد الصاوي وقع في الفخ الذي نصبه له...
صفقة السيارات الامريكيه المنتظره، والتي يتنافس عليها اهم رجال الاعمال، وعلى رأسهم قصي العمري، سوف أدعمك انا بها، وسوف تكون من نصيبك...

اجابه بتعجب مصطنع عفوا، كيف هذا سيد رشاد، انا وانت نعرف جيدا انك الداعم الأساسي لقصي العمري في هذه الصفقه...
لقد تغيرت اشياء كثيره يا سيف، لقد سحبت دعمي لقصي...
صمت سيف قليلا ولم يجبه كتمويه لعدم اقتناعه بما يقوله هذا او بالأحرى عدم تصديقه له...
مما جعل رشاد يسأله قائلا يبدو انك غير مقتنع بما قلته، أليس صحيح؟..

غير مقتنع نهائيا، يعني بين ليلة وضحاها قررت ان تسحب دعمك لقصي وفوق هذا اخترت ان تدعمني انا، هل تتوقع مني ان اصدقك بهذه السهوله...
لماذا سوف اكذب مثلا...
ما هو السبب الذي جعلك تقف ضد قصي، ما سبب تغيرك المفاجئ من ناحيته...

لدي أسبابي الخاصه سيف، وانا غير مستعد حاليا لاخبارك بها، وليكن في علمك فان قصي نفسه لا يعلم بهذا كله، هو ما زال يظن انني معه و مساند له في هذه الصفقه، سوف يتفاجئ وقت الصفقه عندما تفوز بها...
دعني افكر جيدا قبل ان اعطيك جوابي النهائي...
كما تريد سيف، لكن لا تتأخر كثيرا، اريد جوابك في اسرع وقت، رغم انني شبه متأكد من موافقتك على ما قلته...
نهض سيف من مكانه وهو يقول بجديه سوف يصلك جوابي قريبا...

في صباح اليوم التالي
كانت نورا واقفه في المطبخ تعد طعام الفطور لوالدتها وأخويها الصغيرين، بينما والدتها تجلس على الطاوله الصغيره الموضوعه فيه تعد تلك النقود التي أعطتها لها نورا باندهاش...
تحدثت نهاد والدة نورا بعدم تصديق كل هذه الاموال لنا يا نورا، انها تكفي مصاريفنا طوال الثلاثة شهور القادمه وتزيد أيضا...
ابتسمت نورا بهدوء وهي تقول الم اقل لك يا ماما ان هذا العمل سوف يكون فاتحة خير لنا...

هل هم أغنياء لهذه الدرجه يا نورا...
أغنياء لدرجه لا تتخيلنها...
وكيف يعاملونك، هل يعاملونك بشكل جيد ابنتي، ما زلت غير مرتاحه لبقائك هناك بعيده عني...
ارتاحي ماما، انهم يعاملونني بشكل جيد، هم لطفاء للغايه، حتى السيد سيف صحيح يبدو صارما ومخيفا الا انه شهم وكريم للغايه...

ابتسمت الام بارتياح بينما شردت نورا في تفكيرها قليلا حيث تذكرت معتز وتصرفاته معها، تصرفاته مزعجه للغايه فهو يحاول طوال الوقت ان يستفزها لكن الغريب في هذا الموضوع انها لا تنزعج من تصرفاته، فهي ترسم امامه ملامح الانزعاج والغضب من تصرفاته الا انها تبتسم في داخلها عليها...

عادت بتركيزها نحو والدتها التي تحدثها قائله لقد جائت ام جميل البارحه لدينا...
قطبت نورا جبينها بانزعاج وهي تقول لماذا جائت، ماذا تريد...
تعرفين جيدا ماذا تريد، هي تريدك لابنها جميل...
اظن جوابي معروف مسبقا، غير موافقه...
لماذا يا ابنتي، جميل شاب لا يعيبه شيء، وحالته الماديه جيده للغايه...

ماما انا لا افكر في الزواج حاليا، وضعنا اصلا لا يسمح بان افكر في شيء كهذا، اخواني الان محتاجين لرعايتي لهم، وانت اكثر من يعلم هذا، وحتى اذا فكرت في هذا الامر، فلن يكون جميل بتاتا هو الشخص الذي سأتزوجه...
كما تشائين يا ابنتي، انا فقط اخاف عليك، فانت شابه صغيره و بحاجه الى رجل يسندك ويحميك...
اقتربت نورا منها ثم ربتت على كتفها بابتسامه هادئه لا تقلقي انت، استطيع حماية نفسي جيدا...

بعد عدة ساعات ودعت نورا عائلتها ثم خرجت متجهه مره اخرى الى عملها، هبطت درجات سلم العماره لتتفاجئ بجميل واقف ينتظرها امام الدرجه الاخيره...
مشت امامه دون ان تعيره اهتمام الا انه أوقفها قسرا وهو يقبض على ذراعيها...
سحبت ذراعها من يده وهي تصرخ به قائله انت، كيف تجرؤ ان تلمسني بهذه الطريقه...
اجابها قائلا لا داعي للصراخ نورا، اردت الحديث معك قليلا...
زفرت بغضب وهي تقول ماذا تريد، هيا اخبرني...

لنذهب الى مكان قريب من هنا ونتحدث سويا...
هل جننت يا جميل، اين سأذهب معك، لدي عمل ويجب الا أتأخر عليه، اما ان تقول ما لديك حالا، او سأذهب فورا...
اجابها بسرعه حسنا لا تذهبي، اردت ان اعرف اذا أخبرتك الخالة ناهد بزيارة والدتي لكم...
مطت شفتيها بضجر قائله نعم اخبرتني...
حقا، وبالتأكيد اخبرتك عن سبب هذه الزياره، ما ردّك يا نورا...
ردي معروف يا جميل، انا غير موافقه على طلبك للزواج بي...

لماذا، سألها بغضب بينما اجابته هي بنبرة متهكمه ما دخلك انت، لقد رفضتك وأنتهى الامر...
انت تعلمين انني احبك يا نورا، احبك وأريدك لسنين طويله، في كل مره ترفضين ومع هذا اعود وأحاول معك...

لا داعي لهذا الكلام يا جميل، الزواج قسمة ونصيب، ونصيبك ليس معي، اعتذر منك بشده، قالتها بجديه وهي تهم بالذهاب من امامه الا انه قبض على ذراعها مره اخرى وهو يقول بعصبيه شديده الى اين، لن تتحركِ خطوه واحده يا نورا، لن تتحركي من مكانك قبل ان تخبرينني انك موافقه على الزواج بي...

دفعته بعيد عنها وهي تقول بنفور انت حقا مجنون يا جميل، الخطأ مني انا الذي وقفت وتحدثت معك رغم علمي بمقدار تخلفك وغبائك، اياك ان تقترب مني بهذا الشكل مره اخرى والا حينها سوف أجمع الشارع كله و أفضحك فيه، وموضوع زواجك مني أنساه للأبد...
ابتعدت عنه متجهه للخارج بينما صرخ هو قائلا بإصرار سوف اتزوجك يا نورا، انت لي، ولن اسمح لك بالابتعاد عني نهائيا...

انا مازلت لا ادري كيف وافقت وأتيت معك مره اخرى، لقد أقسمت ليلة البارحة الا اخرج معك بسبب ما فعلته معي، قالت كلماتها هذه بضجر بينما ضحك هو عاليا وقال اعترفي انك لا تستطيعين مقاومتي يا رغد، ثم اكمل بخبث هذا هو العشق يا جميلتي، فالعاشق يصبح كالأعمى تماما، لا يبصر أيا من افعال معشوقه مهما كانت مؤذية له...
اذا انت تعترف بان أفعالك مؤذية لي...

وإذا انت تعترفين بأنك عاشقه لي، اضطربت بشده مما قاله ولم تستطع ان ترد عليه بكلمه واحده بينما قهقه هو عاليا مره اخرى...
توقف اخيراً عن الضحك ثم امرها قائلا هيا انزلي، لن نقضي اليوم كله في السيارة...

هبطت من سيارته وهي تعقد يديها حول صدرها من شدة البرد، اقترب منها ثم قبض على كف يدها وسحبها معه ليدخلا سويا الى المطعم، خلعت معطفها الشتوي ليظهر فستانها الأحمر الذي اجبرها على ارتدائه هذه المره أيضا رغم انها ارادت ان ترتدي اخر غيره، خلع هو الاخر معطفه مثلها ثم قبض على كف يدها وسحبها خلفه، عقدت حاجبيها بتعجب وهي ترى المطعم خالي من الزوار، وما ان تقدمت داخله اكثر حتى توسعت مقلتيها بدهشه مما تراه أمامها، هناك في منتصف صالة المطعم الرئيسيّة كانت توجد طاولة دائرية مزينه بطريقة رائعة للغايه يتوسطها قالب كيك بني اللون تغطيه عدة شموع وبجانبه كان هناك العديد من الحلويات والشوكولاتة...

هزت رأسها بعدم تصديق مما تراه أمامها بينما اقترب منها قائلا وهو يهمس بإذنها كل عام وانت بخير رغد...

استدارت نحوه حتى اصبح وجهها مقابل وجهه تماما والفاصل بينهما يكاد يختفي، رمقته بنظرات عاشقة فهمها على الفور فبادلها إياها بقبلة خفيفه على ثغرها الندي، ابتعد عنها بعد فترة ثم ذهب نحو الطاوله وحمل علبة زرقاء مغلقه واتجه نحوها، فتح العلبه تحت أنظارها ليظهر أمامها عقد ماسي خطف انفاسها من شدة رقيه وروعته، خلعه من مكانها ثم تقدم منها ووقف خلفها، ابعد خصلات شعرها نحو الجانب ثم وضع العقد حول عنقها وأغلقه، احاط خصرها بيديه ثم قرب أنفه من عنقها يستنشق عبيره الساحر، قبله بخفوت وهو يتمتم قائلا هذه هدية بسيطه لك يا رغد، أتمنى أن تكون نالت إعجابك، ميلاد سعيد جميلتي، سوف تبدئين سنة جديده من عمرك معي شخصيا...

في قصر العمري.

ولج داخل غرفته بعد ان أغلق بابها، خلع قميصه بتعب ثم اتجه ناحية الحمام ليأخذ دوش سريع يزيل اثار التعب والإرهاق المسيطر عليه، بعد حوالي ربع ساعة خرج من الحمام وهو يرتدي روب الاستحمام، وقف امام مرأته يسرح شعره البني الناعم، هم بان يرش القليل من عطره المفضل على جسده الا ان صوت رسالة على هاتفه أوقفته عن هذا، مد يده ليسحب الهاتف وفتحه لتظهر أمامه رسالة صوتيه من رقم مجهول، فتحها فورا ليستمع الى محتواها، قبض على يده بقوة وهو يستمع الى ذلك الحوار الدائر بين هذين الاثنين، أظلمت عيناه بقسوه بعد انتهائه من سماع ذلك التسجيل، اتجه فورا نحو خزانة ملابسه ثم اخرج له بنطال وبلوزة شتويه ارتداها فورا، سحب مسدسه الذي كان يضعه في خزانه ملابسه أيضا لكن من الأعلى، وضعه في جيب بنطاله ثم خرج من الغرفه صافقا الباب خلفه بعصبيه وهو يتوعد لها في داخله وشياطين غضبه العاصف تحيط به من جميع الاتجاهات...

أغلق هاتفه بعد ان تأكد من وصول الرساله المطلوبه وهو يبتسم بانتصار...
اقتربت رغد منه وهي تحمل بيدها كأس من العصير، تناوله منها بينما جلست هي بجانبه تشعر بالارتباك...
ارتشف بضعة قطرات من العصير ثم وضعه على الطاوله ووجه بصره ناحيتها وفِي داخله عزيمه واصرار على تحقيق مبتغاه هذه الليله...

ارتجف جسدها على الفور وهي تشعر بيده تقبض على خصرها مديره إياها بالكامل نحوه، اخفضت رأسها للأسفل وهي تشعر بعينيه تطوف على كل قطعه من وجهها وجسدها، اقترب بشفتيه من خدها ثم قبله بهدوء، ابتعد عنها بعدها ثم رفع وجهها نحوه و عاد يقبل هذه المره كل قطعه فيه بدءا من عينيها ثم انفها و وجنتيها و فكها انتهاءا بثغرها المثير والذي بدأ يلثمه بهدوء ورقه تحول تدريجيا الى قبلة عنيقه متملكه سلبت لبها وأشعلت جسدها احتياجا و رغبة...

شعر باستسلامها الكامل له فابتسم بخفوت ثم سارع لإكمال ما بدأ به، حملها فورا واتجه بها ناحية غرفة النوم وهي مستسلمه له تماما، وضعها على السرير برقة ثم تمدد بجسده فوقها وهو يقبلها بلهفة بينما احاطت هي جسده بيديها وهي تبادله قبلته تلك، ابتعد عنها قليلا وهو يلهث بقوة فك أزرار قميصه وخلعه بالكامل ثم عاد يقبلها مره اخرى بينما استسلمت هي له بكل وداعة وكأنها تنتظر هذه اللحظه منذ وقت طويل، ابتعد عنها فورا وهو يستمع الى صرخة خفيفه ظهرت منها ليدرك انها مرتها الاولى، مسح دمعة تسللت على وجنتها بابهامه ثم عاد يقبلها مره اخرى وشعور لذيذ اجتاحه بقوة كونه الرجل الاول في حياتها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة