قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

خرجت يارا من الحمام بعد ان اخذت دوش سريع لازالة اثار التعب العالقة بجسدها نتيجه يوم عمل شاق قضته في الشركة...
بدأت تسرح شعرها الناعم الطويل بعد جففته جيدا في المنشفه، اكملت تسريحه ثم نظرت الى نفسها في المرأة وتكونت على شفتيها ابتسامه رائعه، كيف لا وغدا في مثل هذا التوقيت سوف تكون في بلد اخر تماما وتحقق حلمها الذي انتظرته لسنين طويله...

تقدمت ناحية تلك الحقيبة الكبيره التي تتوسط غرفتها لتتأكد من كونها وضعت كل شيء يخصها وكل ما تحتاجه فيها، بعد ان تأكدت من هذا اغلقت حقيبتها جيدا ثم حملت جواز سفرها وهي تنظر اليه باعين لامعه، وضعته في حقيبة يدها الصغيرة ومعه مجموعه من الاموال التي سوف تحتاجها غدا بالتأكيد...
سمعت صوت طرقات على الباب فسارعت لتفتحه ظنا منها ان عامل الفندق قد جلب لها الطعام الذي طلبته منه منذ قليل...

فتحت الباب لتتفاجأ به امامها، حملقت به بعدم تصديق لمجيئه لها في وقت كهذا والساعه تجاوزت التاسعه مساءا...
سيد قصي، اهلًا بك، قالتها بنبرة مدهوشه بينما ظل قصي يرمقها بنظرات بارده خاليه من اي معنى، نظرات لا توحي بما يحمله داخله اتجاهها من حقد وضغينة...
يجب ان تأتي معي الان يا يارا، قالها بهدوء محاولا ان يرسم على وجهه ملامح هادئه حتى لا تشعر بنيته السيئه تجاهها...

اذهب معك، الى اين؟ سألته بتعجب بينما اجابه هو بجديه يريدوننا في مركز الشرطه، الضابط يحتاج ان يراك ويسألك بعض الاسئله...
يريد ان يرانا في وقت كهذا، قالتها بتعجب بينما تحدث هو هذه المره بنبرة حاده لم يستطع ان يسيطر عليها نعم يريدنا الان، ما المشكله في هذا، اذهبي فورا وغيري ملابسك لنذهب سويا...

ابتلعت ريقها بتوتر وهي تجيبه بخفوت حاضر، ثم ذهبت من امامه بسرعه لتغير ملابسها وتذهب معه غير مدركة بعد لما ينتظرها منه...

بعد فترة قصيرة كانت يارا جالسه بجانب قصي بينما كان هو يقود سيارته بصمت تام، كانت تشعر بتوتر غريب لا تعرف سببه، حاولت ان تبعد ذلك التوتر عنها قليلا فاغمضت عينيها وأرجعت رأسها الى الخلف محاولة ان تمنح روحها القليل من الهدوء والسكينة، فتحت عينيها بعد مده لتجده يسلك طريقا غريبا عليها أشبه بالطرق البريه الخارجيه، ذهبت ببصرها اتجاهه فوجدته مركزا بعينيه على الطريق امامه وملامح وجهه لا توحي باي شيء...

قبضت على قماش تنورتها برعب وشعرت بقبضات مؤلمة في بطنها نتيجة الخوف الذي احتل كل إنش من جسدها، حاولت ان تتكلم لكنها لم تستطع ولم يمهلها هو الفرصه حيث توقف بسيارته امام احدى البنايات المهجوره ونزل منها...
تقدم ناحيتها ثم فتح الباب لها وهو يأمرها قائلا انزلي...
هزت رأسها بعلامة النفي وأغرقت عيناها بالدموع فقد فهمت الان كل شيء...

قبض على ذراعها بقسوه وانزلها قسرا من السيارة متجها بها ناحية البنايه، ادخلها غرفة واسعه للغايه مليئة بالأنقاض نوافذها مفتوحه والتي كانت بالأصل معمل مهجور منذ سنين طويله...
تقدم قصي اتجاهها بعد ان فتح الضوء الموجود في المكان و ما ان وصل اليها حتى اخرج مسدسه من مكانه ممسكا اياه في يده اليمنى بينما قبض على شعرها باليد الاخرى...

قصي وهو يقبض على شعرها بكف يده بكل عنف تخونينني يا يارا، تخونينني ايتها الحقيره، ومع سيف النصار، اكبر اعدائي، هذا جزاء ما فعلته لك ايتها العاهره...
اجابته يارا ببكاء وهي تشعر بان شعرها يكاد ينتزع من مكانه بفعل قبضته القاسية عليه اتوسل اليك اسمعني، الامر ليس كما تظن...

شدد من قسوة قبضته على شعرها مما جعلها تصرخ وجعا بينما تحدث هو قائلا لقد سمعت كل شيء، سمعت اتفاقك الحقير معه، كل هذا من اجل بضعة أموال قذره سوف يعطيها لك...
ثم دفعها بعيد عنه فسقطت ارضا وهي تتحدث برجاء اقسم لك انني كنت مجبوره على هذا، لقد هددني انه سوف يقتلني اذا لم اعمل لديك وانقل جميع اخبارك له...

كان من الممكن ان تخبريني فورا وانا كنت سأتصرف بالموضوع، لكنك طماعه خسيسه غرتك الاموال التي اعطاها لك، المشكله ليست هنا، ما يضايقني انني دافعت عنك وقتلت زوج والدتك من اجلكِ، لو كنت اعلم بحقيقتك لتركته يفعل بك ما يشاء، ولكن لا بأس ما فشل به زوج والدتك سوف افعله انا...
انتفضت من مكانها برعب من كلماته الاخيره وهي تتوسّله بتلعثم قائله ماذا تقصد، ارجوك لا تؤذيني، لا تظلمني ارجوك...

وجه فوهة مسدسه اتجاهها وهو يحدثها قائلا لقد حذرتك منذ اول يوم رأيتك، اخبرتك اني لا ارحم من يتجرأ ويخونني، لكنك لم تستمعي لما قلته، تماديت في أفعالك وتجاوزتي كل الحدود المسموحة بالنسبه لي، ولهذا يجب ان تأخذي جزاءك كاملا...
لم يمهلها الفرصه للحديث وهو يضغط على زناد مسدسه لتخرج منه رصاصه تتجه نحوها لتخترق جسدها النحيل...

وضعت يارا كف يدها على بطنها وهي تتطلع اليه بينما بدأت الآلام تظهر تدريجيا عليها والدماء تأخذ طريقها نحو كف يدها...
ازداد الالم كثيرا حتى سقطت ارضا من شدته ثم ما لبثت ان فقدت وعيها تحت أنظار قصي الجامده...

بعد حوالي ثلاث ساعات في احدى المستشفيات الخاصه كان قصي واقفا امام غرفة العمليات ينتظر خروج الطبيب لمعرفة ما حدث مع تلك التي تقبع في الداخل...
خرج الطبيب من الغرفة فاتجه قصي نحوه وهو يسأله ببرود هل ماتت ام بعد...
حملق الطبيب به بعدم تصديق لما يقوله هذا الرجل الواقف امامه فأجابه بعدم استيعاب عفوا...
تحدث قصي بنفاذ صبر كيف وضع المريضه، اخبرني...

اجابه الطبيب بتوتر شديد وهو يرى نظراته التى على وشك ان تفتك به لا تقلق سيد قصي، انها بخير، اخرجنا الرصاصه جسدها، والآن سوف يتم نقلها الى العناية المركزه، سوف تبقى الاربعه وعشرين ساعة القادمه فيها ثم يتم تحويلها الى غرفة عاديه...

هز قصي رأسه بتفهم لما قاله الطبيب والذي رحل فورا من امامه ما ان سمح له بذلك، ذهب قصي هو الاخر نحو منزله فقد قرر ان يرتاح قليلا ويفكر ايضا بما سوف يفعله مع يارا كعقاب لها فهو لم يكتفي بما فعله معها منذ قليل بل يحتاج الى عقاب اقوى لها.

استيقظ سيف من نومته ثم عدل وضعيته المتمدده وهو يجلس على السرير منتصف جلسة، عقد حاجبيه بتساؤل وهو يتطلع الى المكان الخالي بجانبه فيبدو ان رغد سبقته واستيقظت قبله، نهض من مكانه وارتدى بنطاله فقط ثم اتجه خارج الغرفه بحثا عنها ليجدها واقفه على الشرفه تنظر الى البحر الماثل امامها بشرود وهي ترتدي فستان زهري قصير وتحمل بيدها كوب يبدو انه يحوي مشروب ساخن...

كانت رغد في هذا الوقت شارده تفكر في جميع ما يحدث معها، بعد ليلة البارحه تضاربت مشاعرها كثيرا ما بين سعاده وخوف وقلق وندم! تشوشت افكارها كثيرا واختلطت أحاسيسها عليها و الشيء الواحد الواضح بالنسبه لها هي انها تحبه وتريده بشده...

عادت بذاكرتها لذلك اليوم الذي خطفها به ووضعها امام خيارين اصعب من بعض، يومها ظلت تفكر كثيرا وتحاول ان تجد مخرج لها من هذا المأزق لكن بلا فائده، فهو قد احكم قبضته وسيطر عليها كليا، كانت تدرك جيدا انه سوف ينالها وتكون له وان لم يكن بارادتها المطلقه فلا مانع ان يكون بالإجبار، وفكرة ان يأخدها سيف بالإجبار لن تتحملها نهائيا، لا تريد ان تضع نفسها في موقف كهذا، تغتصب على يد الرجل الذي أحبته وعشقته من اعماق روحها، مهما كان يحمل في داخله من قسوة وجبروت الا انه حبيبها وهي لن تتحمل شيء كهذا منه، لهذا الخيار الاول كان هو المنطقي بالنسبه لها، خصوصا انها ضائعة وحيده في بلد غريب لا تعرف به احدا سواه...

أخبرته في اليوم التالي بقرارها لتجده يتحول بشكل عجيب من الرجل الجائر القاسي الذي رأته ليلة البارحه الى اخر مختلف تماما، عاد سيف الى شخصيته الراقيه الجذابه التي اظهرها لها في الأيام الفائتة التي قضتها معه لتجد نفسها تنجرف معه من جديد متناسيه ما فعله بها، لتزداد عشقا له وهياما به وهي تراه يعاملها بكل حب واهتمام كما عهدته في السابق...

افاقت من افكارها هذه وهي تشعر بيد قويه تقبض على خصرها بتملك بينما انحنى سيف يقبل عنقها قبلات خفيفه، أدارها نحوه لينزل هذه المره على شفتيها مقبلا اياها برقة ثم ابتعد عنها وهو يهمس لها قائلا صباح الخير جميلتي...
صباح النور، اجابته بهدوء وفِي داخلها تمنت ان يلقي كلمة اخرى على مسامعها، حبيبتي، كلمة تتمنى لو تسمعها منه، تنتظرها بلهفه، لكن يبدو انه لا ينوي قولها حتى لو كذبا...

بماذا تفكرين، سألها بجديه وهو يزيح خصلة من شعرها البني انسابت على جبهتها بينما اجابته هي قائله لا افكر بشيء معين...
بالتأكيد لم تتناول فطورك بعد...
كلا لم أتناوله، صنعت لي كوب من القهوه، لا شهية لدي لتناول اي شيء...
اخذ منها الكوب ووضعه على الطاوله التي بجانبهما وهو يهتف بها قائلا اذهبي وغيري ملابسكِ، سوف نذهب انا وانتِ الى مطعم قريب من هنا، يعد فطورا رائعا...

وماذا عن الشركة، أ ليس لديك اعمال اليوم...
احاط كتفها بذراعيه وهو يقول لها حتى لو لدي اعمال مهمه، اتركها من اجلك، اليوم بالكامل لك...
ثم أردف بجديه هيا اذهبي فورا، انا جائع للغايه ولا اريد ان نتأخر، وانا سوف اتصل بمعتز اولا ليأخذ مكاني اليوم فالشركة والحق بك...

الاستاذ سيف يلهو ويستمتع مع حبيبته الفرنسيه وانا جالس هنا اتابع أعماله، انا لن أاتي اليوم الى الشركة يا معتز، اذهب انت وأنجز ما ينتظرني من اعمال يا معتز...
كان معتز يحدث نفسه بهذا الكلام وهو جالس على مكتب سيف يراجع بعض الملفات و هو يشعر بالضجر من سيف الذي ذهب يستمت مع عشيقته الجديده تاركا اياه يتابع ما لديه من مسؤوليات...

دخلت السكرتيره بعد ان طرقت الباب واستأذنت منه وهي تقول سيد معتز، هناك واحده في الخارج تريد مقابلتك...
واحده تريد مقابلتي، من تكون...
لا اعلم، تقول ان السيد سيف من ارسلها اليك...
عقد حاجبيه بتعجب وهو يحاول ان يتذكر اذا سبق وأخبره سيف بقدوم ضيفه له لكنه لم يتذكر شيء من هذا القبيل فحدثها قائلا حسنا ادخليها، لنرى ما هي المصيبه الجديده التي جاء بها السيد سيف لدينا...

اومأت السكرتيره برأسها متفهمه ثم خرجت من مكانها لتخبر تلك الفتاة ان تدخل له...

فرغ معتز فاهه بصدمه وهو يتطلع الى تلك الكتله الانثويه الرائعه التي دخلت مكتبه متجهه نحوه، تأمل ذلك الجسد الأنثوي المنحوت بتفاصيل مغريه أطاحت بعقله والشعر الأسود الطويل وبشرتها السمراء الجذابه...
نهض من مكانه فورا لاستقبالها وهو يرسم على شفتيه ابتسامه رائعه متقدما اتجاهها، مد كف يده ليلامس يدها الناعمه وهو يرحب بها قائلا اهلًا بك...
ثم أردف قائلا اخبرتني السكرتيره انك تريدين مقابلتي...

اجابته بابتسامه خلابه مغريه اهلًا بك، أعرفك بنفسي انا جنا، ارسلني السيد سيف اليك...
اهلًا بك انسه جنا، اخبريني لماذا أرسلك سيف اليَّ...
قالها معتز بعد ان عاد وجلس على المكتب بينما طلب من جنا ان تجلس على الكرسي المقابل لها...
اجابته جنا بابتسامه انا المهندسه التي ارسلها سيد كريستيان من اجل مشروع القريه السياحية الذي سوف يتم تنفيذه بالشراكة معكم...

تعجب معتز مما تقوله فهو حسب علمه ان رغد هي المسؤولة عن هذا المشروع، فإذا كانت هذه هي المهندسيه الاصليه لماذا رغد جاءت اذا!
ابتسم لها بهدوء وهو يخبرها قائلا اعذريني، سوف اتصل بالسيد سيف لأفهم الموضوع بالضبط، فانا حقيقة لم يكن لدي علم مسبق بهذا الموضوع...
طبعا سيد معتز، تفضل واتصل به...

اجرى معتز اتصالا بسيف والذي أكد له ما قالته جنا وأخبره ان يهتم بها جيدا فهي صديقة كريستيان المقربه كما اخبره ان هناك مكتب خاص بها ينتظرها عليه ان يأخذها له...
أغلق معتز الهاتف ثم نهض من مكانه وهو يقول لجنا تفضلي انسه جنا، سوف آخذك الى المكتب الخاص بك، وهناك سوف أوضح لك طبيعة المشروع...

في احدى الجامعات الخاصه
كانت ليان تجلس على احدى المصطبات تنتظر مجيء دياب حبيبها الجديد الذي تعرفت عليه منذ فتره...
كانت تبحث بعينيها عنه وهي تزم شفتيها بضجر حتى وجدته يقترب منها بابتسامه قائلا حبييتي أسف لأني تأخرت عليك...

خلعت ليان نظارتها الشمسيه لتظهر عينيها الزرقاء الساحره وهي تهتف به بعصبيه قائله كم مره يجب ان اخبرك بان تلتزم في مواعيدك معي، لو تأخرت دقيقة واحده اخرى لكنت ستجد الفراغ ينتظرك...
جلس دياب بجانبها و هو يقول باعتذار أسف مره اخرى حبيبتي، اعدك انها اخر مره ولن تتكرر ابدا...

لنرى اذا، قالتها وهي ترمقه بنظرات حانقه بينما اقترب منها اكثر وهو يحيط كتفيها بذراعيه قائلا حبيبتي، لا احب ان اراك وانت متضايقه مني هكذا، ابتسمي من اجلي هيا...
اترك هذا الموضوع الان يا دياب، هناك موضوع اهم يجب ان نتحدث به...
وما هو هذا الموضوع حبيبتي...
اجابته بجديه قائله موضوع ارتباطنا، متى سوف تخطبني...
ابتعد عنها دياب قليلا وهو يحك ذهنه قائلا في الحقيقه لا اعلم...

هبت به غاضبه ماذا يعني لا تعلم، متى سوف تأتي وتتحدث مع اخي يا دياب...
ثم قبضت على ذقنه باناملها وهي تقول بتحذير قل يا دياب ستأتي و تخطبني ام غيرت رأيك وقررت التراجع عن هذا الموضوع...
حرر ذقنه من قبضتها وهو يقول بتوتر لم يخفى عليها ما هذا الكلام حبيبتي، بالتأكيد سوف اتحدث مع اخيك وأخطبك، لكن اعطيني أسبوعين فقط، اسبوعين لا اكثر، واعدك اني سأنفذ بعدها جميع ما تريدنه...

حسنا لا مانع من الانتظار اسبوعين اخرين، لكن اياك ان تفكر في التراجع هذه المره، قالتها بنبرة تحذيريه بينما ابتسم لها بارتباك...
انتفضت من مكانها فجأة وهي ترى تلك السيارة التي وقفت على بعد أمتار منها ونزل منها صاحبها مرتديا نظارة شمسيه سوداء خلعها فورا ما ان رأها و رمقها بنظراته الحانقه...
حملت حقيبتها وهي تحدث دياب قائله يجب ان اذهب الان فورا، اراك في وقت لاحق...

ثم ركضت من امامه دون ان تسمع رده حتى بينما ظل هذاك الشخص يتابعها وهو يراها تهرب منه حتى اختفت تماما من أنظاره...
غمغم بخفوت وهو يرتدي نظارته مره اخرى اهربي كما تشائين يا ليان، ورائك ورائك حتى أنال ما اريده، مهما حاولتي لن تجدي مفرا مني...

في المساء
ولج سيف داخل مكتبه ليجد معتز جالسا عليه ينتظره وهو يرمقه بنظرات حانقه...
لا تنظر اليَّ بهذه الطريقه ارجوك، عندما تنظر اليَّ هكذا اشعر بتأنيب الضمير، قالها ساخرا بينما اجابه معتز بضجر وتسخر مني ايضا...
ثم أردف ساخرا ما اخبار شهر العسل، تبدو مرتاحا للغايه، من الواضح انها كانت وجبه سائغة شهيه...

كثيرا، كثيرا يا معتز، قالها بابتسامه بينما تحدث معتز قائلا بخبث مهما كانت شهيه لن تصل لذتها لتلك التي رأيتها صباحا...
من تقصد، سأله سيف بعدم فهم بينما اجابه معتز قائلا جنا، المهندسه الجديده...
ما بها، سأله سيف بتعجب
ما بها، قل ماذا ليس موجود بها، اه يا سيف لو تراها، سوف تنسى رغد، ليس رغد فقط، سوف تنسى معها رولا و كل امرأة دخلت في حياتك من قبل...
اجابه سيف بتهكم أ لهذه الدرجه...

معتز بجديه اترك المزاح جانيا، الفتاة فظيعه يا سيف، جمالها خارق للطبيعه، جسم طويل منحوت ينافس اجسام اهم عارضات الأزياء بل يتفوق عليهن ايضا، بشرة سمراء لامعه، شعر اسود طويل وعيون زرقاء واسعه تخطف الانفاس...
اشعر انك تبالغ قليلا، قالها سيف بنظرات مشككه بينما تحدث معتز بصدق سوف تراها رغد وتتأكد مما أقوله...
للاسف لن استطيع ان أراها غدا...

لماذا، سأله معتز بتعجب بينما اجابه سيف قائلا لأني سوف اسافر مساء الغد الى الإمارات، سوف أبقى هناك لمدة اسبوعين...
وبالتأكيد ست الحسن والجمال معك، سأله معتز ساخرا
فهز سيف رأسه مؤكدا كلامه نعم، رغد سوف تأتي معه...
نهض معتز من المكتب وهو يقول وبالتأكيد معتز سوف يأخد مكانك في الشركة...
ليس في الشركة فقط...

ماذا يعني هذا، سأله بعدم فهم بينما اجابه سيف موضحا له في المنزل ايضا، أريدك ان تقضي هذه الاسبوعين في المنزل...
ماذا، اعتذر يا سيف، يكفي انني سوف أدير الشركة لوحدي طوال اسبوعين...
سيف برجاء حقيقي فقط هذه المره يا معتز، من اجلي فقط، لدي احساس بان هناك احد ما يجهز لنا مشكله جديده، لهذا أريدك ان تبقى هنا مكاني...

رمقه معتز بنظرات غير راضيه بينما اكمل سيف قائلا ما بك يا رجل، طوال حياتك وانت تعيش هنا، اصبحت الان لا تتحمل اسبوعين فقط تقضيها هنا...
حسنا سيف سوف ابقى هنا، لأرى آخرتها معك...
ضمه سيف بقوه وهو يقول هذا صديقي الذي اعرفه...
ضحك معتز وهو يضربه على كتفه قائلا لكن صدقني سوف يفوتك ما ينتظرك في الشركة يا سيف...

اين ستذهب مثلا، سوف أراها عاجلا ام اجلا، قالها وهو يغمز له بخبث ثم ابتعد خارجا من الغرفه ليخبر الخدم ان يجهزوا اغراضه بينما لحقه معتز قائلا انتظر لحظه، نسيت ان أسئلك، طالما هناك جنا لتنفذ المشروع، لماذا جئت برغد اذا...
ما بك يا معتز، هل صدقت انها جائت معي لتدير المشروع، انت تعرف جيدا لما جائت هنا، منذ اول يوم وجنا هي التي ستمسك المشروع، هذا واقع مقرر...

بصراحه جنا أفضل بكثير، قالها بخبث بينما ضحك سيف عاليا قائلا عليك ان تشكرني لأني تركت المكتب لك اليوم، بسببي جائتك الفرصه لتراها...
ثم ابتعد عنه ذاهبا نحو غرفته بينما اتجه معتز هو الاخر خارجا من القصر ليجلب اغراضه الا انه توقف في مكانه وهو يرى نورا قادمه نحوه و كالعاده تحمل سيف الصغير معها...
أوقفها معتز قائلا نورا انتظري من فضلك...
توقفت نورا مكانه وسألته قائله نعم سيد معتز، ماذا تريد...

اخبري جميله ان تجهز لي غرفتي، اريد ان أاتي غدا وأجدها جاهزه بالكامل...
تجهز غرفتك، قالتها بتعجب بينما استطرد معتز بحديثه قائلا نعم، من الان وصاعدا سوف اسكن هنا معكم...
لماذا سوف تسكن معنا، الم تقل انك تفضل الخصوصيه والسكن لوحدك سألته بفضول فأجابها بخبث قائلا غيرت رأيي، بصراحه الجو في القصر اصبح ممتعا وجميلا للغايه...

حسنا، سوف اخبرها عندما أراها، قالتها ثم ابتعدت فورا هاربه من حديثه بينما ظل هو يراقبها بنظرات متهكمه.

في صباح اليوم التالي
وضعك جيد انسه يارا، سوف تخرجين بعد ثلاثه ايام ان شاء الله، قالها الطبيب بابتسامه بينما ظلت يارا تستمع الى حديثه بملامح واجمه...
استيقظت مساء البارحه لتجد نفسها في هذه الغرفه لتدرك انها لم تمت برصاصة قصي كما ظنت وهي تفقد وعيها...

المفروض ان تكون سعيده بهذا لكنها على العكس تماما فالموت بالتأكيد أفضل بكثير من الوقوع في قبضة قصي، والذي سوف ينتقم منها اشد انتقام ولن يرحمها ابدا، فالبدايه كانت برصاصه فكيف سيكون القادم اذا؟
سمعت صوت الباب يفتح ثم يغلق مره لتجده قد أتى اليها، رفعت جسدها وهي تدفعه الى الخلف لا إراديا عندما رأته يتقدم نحوها...

لا تخافي يا يارا، قالها قصي وهو يربت على شعرها بهدوء بينما ظلت تنظر هي اليه بخوف ورجاء في ان واحد...
لا تخافي لن أؤذيك، قالها وهو ما زال يلعب بشعرها ثم ما لبث ان ضغط بيديه على جرحها بقوه لتصرخ عاليا من شدة الام التي شعرت به كسكين يخترق بطنها...
قصي وهو يضغط على جرحها بقسوه غير آبه لآلامها لا تخافي لن أؤذيك الان يا يارا، انا انتظر ان تصبحي بصحة جيده، وحينها ابدأ انتقامي الحقيقي منك...

اكمل كلامه ثم ابتعد عنها فوضعت يدها على جرحها الذي بدأ ينزف دما بينما عينيها تذرف الدموع قهرا وخوفا مما ينتظرها منه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة