قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث عشر

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث عشر

بعد مرور اسبوعين.

وقفت سيارة فخمة سوداء امام الباب الداخلي لقصر النصار لتهبط منها سيدة في العقد السادس من عمرها ترتدي فستان حريري اسود طويل يصل الى كاحلها ذو أكمام طويله من الدانتيل ويغطي شعرها شال اسود من الدانتيل ايضا، كانت طلتها انيقه للغايه توحي بمدى ثرائها ورقيها، بينما خرجت من الجهة الاخرى للسيارة خادمتها التي رافقتها طوال الثلاث أسابيع الفائتة التي قضتها في المزرعه الخاصة بالعائلة وهي تحمل بيدها بضعة اكياس...

فتحت الباب لتخرج منه جميله مسرعه لاستقبالها ويتبعها كل من سعيد و بتول، جميلة وهي تتقدم ناحيتها بابتسامه واسعه و نبرة مسرورة سيدة ثريا، حمد لله على سلامتك، ثم انحنت وقبلت يدها وفعل كل من بتول وسعيد مثلها بعد ان رحبوا بها...
تحدثت ثريا بنبرة ودوده اشكرك يا جميله، ثم أردفت قائله كيف حالك يا سعيد، لم ارك منذ فتره طويله...

اجابها سعيد بمزاح كيف سوف تريني يا سيدتي وابنك لا يتركني لحظه واحده دون ان يوكل لي المهمات...
فعلا والدليل انك قضيت الثلاثه أسابيع السابقه في المطبخ لا تفعل شيئا سوى العبث والتشويش علينا، يا ليتك ساعدتنا في اعمال التنظيف والطبخ حتى، قالتها بتول بتهكم بينما استدار سعيد نحوها قائلا بنبرة مستاءه وما دخلك انت يا وجه الضفدع، لا ترتاحين حتى تقاطعيني وتحشري انفك فيما أقوله...

ابتسمت ثريا قائله الا تملان أنتما الاثنان من مناقرة بعضكما...
تقدمت جميله وأخذت حقيبتها منها وهي تقول لا تتعبي نفسك سيدتي، هذان الاثنان لن يتغيرا ابدا مهما حدث، تفضلي انت للداخل، بالتأكيد متعبه وترغبين في قسط من الراحه بعد هذه الرحله الطويله...

ثم التفت نحو سناء الواقفه خلف ثريا وتعلو ملامح وجهها الاستياء وعدم الرضا مما تراه امامها فحدثتها بفتور قائله كيف حالك يا سناء، الحمد لله على سلامتك انت ايضا...
فاجابتها سناء من بين أسنانها بكلمة مختصره بخير...
تقدم السائق ووضع الحقائب امامهم بعد ان اخرجها من صندوق السيارة فحملها سعيد الداخل وساعدته بتول هي الاخرى بينما دلفن كل من ثريا وجميله الى الداخل وتتبعهما سناء...

جلست ثريا على الكنبه في صالة الجلوس ثم حدثت جميله بنبرة مشتاقة هاتي لي حفيدي يا جميله، أفتقدته كثيرا الفترة الماضيه...
حاضر سيدتي...
ثم ذهبت مسرعه لتخبر نورا ان تأتي ومعها الصغير لتراه جدته...

تقدمت نورا ناحية ثريا وهي تحمل الصغير معها فأخذته ثريا على الفور وضمته اليها بحنان بعد ان قبلته على وجنتيه...

تأملت نورا تلك السيده الماثله امامها مليا والتي لم تستطع سنين عمرها المتقدمة من اخفاء جمالها الواضح، كانت ذات بشره بيضاء وعيون زرقاء واسعه وشعر أشقر طويل بينما أضاف ذلك الشال الذي تلفه حول شعرها مغطيا الجزء الأمامي منه فقط بينما تنساب خصلات شعرها الخلفيه من تحته ظاهره للعيان المزيد من الوقار والجاذبية التي تلائم امرأة في سنها، كانت ثريا تشبه ابنتها ليان بشكل غير معقول وكأنها نسخه منها وهذا ما لاحظته نورا على الفور...

تحدثت جميله وهي تشير الى نورا بيدها قائله سيدتي، أعرفك هذه نورا، مربية السيد سيف الجديده...
تبسمت نورا بارتباك بينما تحدثت ثريا بابتسامه هادئه اهلًا بك نورا، ثم ربتت على شعر الصغير الذي ما زال في أحضانها قائله طمنيني على حفيدي، هل تأخذين بالك منه جيدا...
بالتأكيد سيدتي، انا اعتني به جيدا ولا اتركه لوحده لحظه واحده، حتى اسألي السيده جميله...
نورا رائعه سيدتي، حتى الصغير احبها كثيرا وتعلق بها...

الحمد لله، قالتها ثريا بارتياح ثم سألت جميله قائله وماذا عن والده، متى سوف يعود...
معتز قال انه سوا يصل مساءا ان شاء الله...
ما ان اكملت جميله جملتها هذه حتى دخل معتز اليهم ثم انحنى نحو ثريا وقبل يدها وهو يقول بترحيب حار حمد لله على سلامتك خالتي، ماشاء الله اراك ازددتي جمالا وروعة بعد هذه الرحله، يبدو ان جو المزرعه يلائمك كثيرا...
كف عن كلامك هذا أيها المخادع، تعال بجانبي وأخبرني عن صديقك وأحواله...

ما به سيف يا خالتي، اطمئني ابنك في احسن احواله...
شهر كامل غابئه عنه و لم يتصل بي سوى مرتين...
انه مشغول سيدتي، قالتها جميله بتبرير بينما اجابتها ثريا بتهكم نعم، مشغول للغايه، متى سوف يصل بالضبط يا معتز...
سوف يصل حوالي الساعة الواحدة مساءا...
هذا يعني انني لن أراه اليوم، لم يستطع ان يقدم معاد وصوله قليلا، هل هي سفرة عمل ام ماذا...
اجابها كاذبا نعم خالتي، رحلة عمل ومهمه للغايه...

جيد، قالتها باختصار ثم نهضت من مكانها واعطت الصغير لنورا و ذهبت نحو غرفتها تتبعها جميله بعد ان طلبت هي منها ذلك...
سارت نورا هي الاخرى متوجهه خارج الغرفه الا ان معتز اوقفها وهو يسألها قائلا متى سوف تذهبين لزيارة اهلك مره اخرى...
تعجبت من سؤاله كثيرا، فلماذا يهتم معتز بشيء كهذا، ويسألها عن موعد ذهابها لعائلتها...
اجابته بهدوء رغم اندهاشها الواضح عليها المفروض بعد يومين، لكن لماذا تسأل...

ابدا، مجرد فضول لا اكثر، ثم أردف قائلا بخبث حرام يا نورا، لا تتأخري عليه كثيرا، بالتأكيد هو مشتاق للغايه لك...
عقدت حاجبيها بتعجب ثم سألته بعدم فهم لا افهم سيد معتز، من تقصد...
حقا لا تفهمين يا نورا ام تدعين عدم الفهم...
اجابته نورا بصرامه انا بالفعل لا افهم مقصدك من هذا الكلام، اما ان توضح لي ما معنى كلامك هذا او اسمح لي بالذهاب من هنا...

التزم معتز الصمت ولم يجبها فقالت نورا بجديه يبدو انه لا يوجد لديك شيء لتوضحه لي، اعذرني سيد معتز، يجب ان اذهب الان فهناك اشياء مهمه تنتظرني، وانا لن أضيع وقتي في الوقوف معك والاستماع الى أحاديثك المبهمه...
ثم ابتعدت من امامه فورا خارجه من الغرفه باكملها وهي تحمل الصغير معها بينما ظل معتز يتبعها بنظراته الساخره ثم خرج بعدها هو الاخر متجها الى الشركة.

في الإمارات ألعربيه المتحدة وتحديدا في دبي...

قفزت رغد على السرير بجانب سيف الذي ما زال نائما، اقتربت منه وهي تتأمل ملامحه الخشنه الوسيمه بحالميه، اسبوعين من الاحلام، هذا الوصف الصحيح للايام الفائتة التي قضتها معه، تتذكر جيدا ذهولها الشديد حينما اخبرها بأنهما سوف يسافران سويا الى الإمارات، لم تتخيل منه شيء كهذا نهائيا، ان يترك شركته و أعماله من اجل السفر والتنزه معها شيء لم تتوقعه منه بتاتا، منذ ان وطأت أقدامهما ارض هذه البلاد و لم يتركا لحظه واحده تفلت منهم دون استغلالها، كانا يقضيان النهار كله في زيارة مختلف الأماكن السياحيه وأرقاها و قد انبهرت كثيرا بجمال هذه البلاد وتطورها الرهيب، وما ان يعودا مساءا الى الجناح الخاص بهما حتى يغرقها بعاطفته المحمومة ساحبا اياها الى بحر عميق من المشاعر الساحره التي لم تختبرها من قبل...

كان كل شيء متكامل الى حد المثاليه وسيف كان يعاملها بطريقة رائعه ويغدقها بمشاعر رهيبه جعلتها تشعر انها أهم امرأه على وجه الارض...
قبلته على خده ثم هزته من كتفه وهي تنادي عليه بصوت عالي بعض الشيء حتى يستيقظ...
فتح عينيه بعد لحظات ثم ابتسم لها وهو يراها تنظر اليه بعيونها الخضراء البراقه بنظرات مترقبه محببه اليه لم يرها سوى منها...

فهي دائما تتخذ وضع الترقب لما سوف يصدر منه تجاهها وكأنها تنتظر منه دائما شيء مميز يقدمه لها في كل حركة تصدر منه، وفِي هذه اللحظه لم يجد شيء يقدمه لها سوى ان يضمها اليه ويقبلها كما اعتاد ان يفعل كل صباح، وبالفعل هب من مكانه فجأة وجذبها اليه ثم قبلها بقبلات عنيفه راغبه أطاحت بكل ذره من كيانها...

ابتعد عنها بعد فتره وهو يلهث بقوه وهي الاخرى نفس الشيء، تحدثت رغد من بين انفاسها المضطربه بفعل المشاعر الهوجاء التي اعترتها يجب ان نجهز أنفسنا فورا، لم يتبقَ على موعد الطائرة سوى ساعتين...
هل جهزتي الحقائب ووضعتي فيها جميع أغراضنا...
نعم جهزت كل شيء، اجابته بجديه
فنهض من مكانه و هو يقول سوف اخذ دوش سريع و و أرتدي ملابس حتى نذهب بعدها الى المطار...

هزت رأسها بتفهم ثم نهضت هي الاخرى من مكانها واتجهت نحو الخزانة فأخرجت فستان ازرق طويل ارتدته ثم ذهبت نحو طاولة التجميل لتجهز نفسها هي الاخرى.

بعد عدة ساعات
كان معتز يقف في المطار وبجانبه جمال السائق منتظرين قدوم سيف...
تحدث جمال قائلا سيد معتز، منذ متى والسيد سيف يذهب في رحلة طويله كهذه مع احدى صديقاته، في العاده نادرا ما يسافر مع إحداهن، وحتى اذا سافر لا يبقى معهن أكثر من ثلاثه او أربعة...
علمي علمك يا جمال، السيد سيف لم يعد احد يفهمه هذه الفتره، اجابه معتز بجديه ثم وجد سيف يقترب منهما و بجانبه رغد ممسكا بيدها...

اقترب سيف وضم معتز ثم ابتعد عنه وهو يهتف بتعجب لم أتوقع مجيئك لاستقبالي، ظننت جمال سيأتي لوحده...
لم يكن لدي شيء مهم لأفعله هذه الليله، قلت لأاتي مع جمال واستقبلك، ثم التفت ناحية رغد وحياها بفتور كيف حالك انسه رغد...
بخير، اجابته رغد باختصار بينما تحدث سيف هذه المره موجها حديثه لجمال كيف حالك جمال...
بخير سيدي، الحمد لله على سلامتك...
شكرا لك، اذهب و اجلب الحقائب لنذهب فورا...

ذهب جمال مسرعا لينفذ أوامر سيف بينما تقدم سيف ورغد ومعهما معتز ناحية السيارة لانتظاره حتى يأتي بالحقائب ويذهبوا من هنا.

في داخل السيارة
لقد وصلت والدتك صباح اليوم وهي تنتظر رؤيتك صباحا، قالها معتز بنبرة ذات مغزى فهمها سيف على الفور والذي اجابه بدوره قائلا اعلم هذا، سوف تجدني امامها صباحا بالتأكيد...
فتحدثت رغد قائله ماذا يعني هذا، ألن تبات معي اليوم...
كما سمعتي يا رغد، والدتي جائت بعد غياب مدة شهر عن المنزل، يجب ان أراها غدا...

زمت شفتيها بعبوس فأحاط كتفيها بذراعه وهو يقول غدا مساءا سوف أكون معك، واعوضك عن غياب اليوم...
حسنا كما تريد، بكل الأحوال سوف أراك غدا في الشركة...
لا تأتي الى الشركة غدا يا رغد، قالها فورا بينما سألته هي قائله وماذا عن العمل...
عزيزتي نحن الان في منتصف الليل، بالتأكيد انت متعبه للغايه ويجب ان تنامي لفتره طويله، يوم واحد لن يؤثر على العمل...

معك حق، اجابته بهدوء ثم التفت تنظر من النافذه الى الشوارع المظلمه.

في صباح اليوم التالي
حمد لله على سلامتك امي، لقد نور البيت اخيرا بعودتك...
قالها سيف وهو يقبل يد ثريا ثم جلس على مقدمة طاولة الافطار بينما اجابته ثريا التي كانت تجلس على الكرسي الذي بجانبه قائله بعتاب شهر كامل غابئه عنك ولا تتصل بي سوى مرتين...
اجابها معتذرا والله كنت مشغول يا امي، كان لدي الكثير من الاعمال...
حازم ايضا مشغول لكنه يتصل بي بشكل يومي ليسألني عن صحتي واحوالي...

امي، هل تقارنين عمل حازم بما اقوم به...
معك حق في هذا، قالتها بصدق
ثم ربتت على كف يده وهي تسأله بحنان كيف حالك بني...
بخير يا ست الكل، وانتِ اخبريني، هل تشعرين بتحسن بعد ذهابك هناك، انا تحدثت مع الطبيب وأخبرني ان وضعك اصبح جيد للغايه...
لا تقلق بني انا بخير، ثم أردفت بجديه رأيت حفيدي البارحه، يبدو ان مربيته الجديده جيده...

هز سيف رأسه موافقا على كلامها ثم قال معك حق، هي تراعيه جيدا، وتعرف كيف تتعامل معه...
صمتت قليلا ثم سألته بتردد قائله وماذا عن أمه...
وضع سيف شوكته على المائدة ثم سألها بتبرم وما بها أمه...
اخذت نفسا عميقا ثم تحدثت بتأني يا بني مهما جلبت من مربيات له لن يكونوا مثلها نهائيا، لن يستطعن تعويضه عنها، هو ما زال صغير، يحتاج لها كثيرا، لماذا تحرمه منها وهي ما زالت على قيد الحياة...

اجابها سيف بنبرة جامده هذا الموضوع منتهي بالنسبه لي، دارين لن ترى ابنها طالما حييت...
صدقني يا ولدي انت تخطأ كثيرا، دارين طيبه للغايه ولا تستحق كل هذا، طوال فترة زواجك بها لم تفعل شيء يسيء لك، كانت دائما هادئه ومتفهمه، وانت كنت مرتاح معها كثيرا، اعترف بهذا على الأقل...

هل نسيت ما فعلته، كيف تطلبين مني ان أسلمها ابني بعد فعلتها تلك، دارين خانت ثقتي يا امي، وكادت ان تتسبب في فضيحة لنا، وانت تعلمين هذا جيدا...
نعم اعلم هذا جيدا، لكنك عاقبتها بما فيه الكفايه، دارين اخذت جزاءها كاملا، الا يكفي ما فعلته بها الى حد الان...
بالنسبه لي لا يكفي، كنت بسببها سوف اخسر ابني الوحيد، بسبب فعلتها تلك كنت سوف اخسره...

اجابته بجديه صدمتها بك جعلتها تتصرف بهذا الشكل، اعرف انها اخطأت، لكنها فعلت هذا لا إراديا بعدما رأته، لا تلومها يا بني...
نهض من مكانه وهو يقول بنبرة حاسمه حتى لو ما تقولينه صحيح، هذا لن يغير شيء، دارين لن ترى سيف وانتهى الامر...

نهضت هي الاخرى من مكانها متحدثه بإصرار لا اطلب منك هذا الشيء لاجلها، بل من اجل حفيدي، الصغير يحتاج الى أمه بجانبه، دارين مهما فعلت سوف تظل هادئه وبريئه للغايه، ولن تتصرف بشكل خبيث او ماكر، يعني ما زال زمام الأمور بيدك انت، تحدث معها بهدوء، حاول ان تعطيها فرصه اخرى، في الأخير هي زوجتك وأم ابنك، وانت عاجلا ام اجلا بحاجة الى امرأة تنجب لك المزيد من الأولاد، ولا اظن هناك أفضل من دارين لشيء كهذا، خصوصا انها ابنك عمك وأم ابنك، وايضاً لانها من المستحيل ان تفكر في آذيتك بعدما فعلته معها، فكر جيدا يا سيف وسوف تجد ان هذا الحل الأفضل لوضعك هذا، ووضع ابنك ايضا...

ابتعدت ثريا عنه بعد جميع ما قالته تاركه سيف يفكر جديا في حديثها وهو يشعر بالتشوش، صحيح لم تكن هذه المره الاولى التي تطلب منه والدته ان يعود الى دارين لكن هذه المره اصرارها كان غريب مما أربكه بعض الشي ء.

كانت جالسه في مكتبة الجامعه تطالع احد الكتب بتركيز شديد حتى شعرت بشخص ما يقف جانبها...
رفعت بصرها فورا لتجده واقف امامها يرمقها بنظرات ساخره وعلى شفتيه ابتسامه ماكره...
قفزت من مكانها بهلع وهي تهتف به قائله انت، ماذا تريد مني، كم مره يجب ان اقول لك ابتعد عني...

هل هذه الطريقه المناسبه للترحيب بي يا ليان، قالها متهكما بينما تحدثت هي بغضب قائله انت لا تفهم، اقول لك ابتعد عني، ماذا تريد مني، لماذا تلاحقني طوال الوقت...
قبض على ذراعها بقسوه وهو يقول بعصبيه لا ترفعي صوتك بوجهي هكذا يا ابنة النصار، ولا تتحدثي معي بهذا الشكل، وبالنسبه لما قلتيه فلن يؤثر بي بتاتا، نعم انا الاحقكِ وسوف اظل هكذا، حتى أنالك كما اريد...

ارجوك يا رامي، اتوسل اليك لا تفعل هذا، ابتعد عني ارجوك، قالتها برجاء بينما حدثها قائلا بلا مبالاة كلا لن ابتعد، ليس كل شيء يجب ان يحدث كما تريدين، الان اصبحت تريدينني ان ابتعد عنك، في السابق لم يكن رأيك هكذا...
ارجوك، اذا سيف علم بما يحدث بيننا لن يرحمني ابدا، اقسم لك انه سوف يقتلني بدم بارد، وانت تعلم هذا جيدا...

ثم أردفت ببكاء ارجوك ارحمني يا رامي، سيف سوف يذبحني اذا رأنا سويا او علم بما بيننا، والله سوف يذبحني...
دفعها بعيد عنه وهو يقول كان عليكِ ان تفكري بهذا من الاول اذا، اما الان فلم يعد هناك مجال للندم، لهذا لا تختبري صبري نهائيا، لأني من الممكن ان اذهب بنفسي الى أخاك وأخبره بكل شيء...

قال كلماته تلك ثم خرج من المكتبه بينما وضعت ليان رأسها بين يديها وهي تبكي بحرقه و تشعر بان نهايتها أتت لا محاله فرامي يبدو انه لا ينوي تركها ابدا وسيف اذا علم بما فعلته في الماضي فلن يرحمها نهائيا فهي اكثر من تعرفه وتعرف مدى جنونه وغضبه اذا تعلق الامر بعائلة العمري.

كل شيء على ما يرام سيد سيف، لقد قمت بدراسة مبدئيه للمشروع، ووضعت برأسي بضعة مخططات له، وابتدأت بتجهيز البعض منها، قالتها جنا بجديه موجهه حديثها نحو السيف القابع خلف مكتبه ومعتز الجالس على الكرسي المقابل لها...
رائع يا جنا، انتظر منك عمل مميز للغايه، فقد اخبرني كريستيان بمدى مهارتك وإتقانك لعملك، وانا واثق من هذا كثيرا...

ثقتك بك شيء شيء يشرفني سيد سيف، ان شاء الله سوف أكون عند حسن ظنك بي...
سألها سيف هل ذهبت الى موقع المشروع ام بعد...
بالتأكيد ذهبت، لقد أخذني السيد معتز الى هناك...
جيد، هل هناك شيء معين تريدين الاستفسار عنه بما اني جئت، او تحتاجين لشيء ما يخص العمل...

اجابته بابتسامه لا احتاج الى اي شيء حاليا، كما ان السيد معتز معي دائما، وإذا احتجت اي شيء سوف استفسر منه، فلا داعي لأزعاجك وانت مشغول بالتأكيد باشياء اخرى اهم
حسنا كما تريدين، معتز لن يقصر بشيء بالتأكيد...
نهضت جنا من مكانها وهي تقول هل تريد مني شيئا اخر سيد سيف...
كلا يا جنا، يمكنك الذهاب...
خرجت جنا من المكتب ونظرات كلا من سيف ومعتز تتبعها
حتى تحدث معتز اخيرا ما رأيك يا صاح...

سيف بصدق في الحقيقه لم تبالغ في وصفها، فعلا كما قلت، كتلة انثويه متحركه على الارض...
ثم أردف بخبث وهو ينهض من مكانه لكن يا للخساره يبدو انها غير متاحه لي حاليا..

ماذا تقصد، سأله معتز بجديه بينما اقترب سيف منه منحنيا اتجاهه وهو يقول لا تقل انك لم تلاحظ يا صاح، الفتاة كادت ان تأكلك بنظراتها، يبدو انها معجبه بك للغايه، مبارك عليك يا معتز، انتظر منك ان ترفع رؤوسنا مع هذه التي تشبه فرسه جامحه تنتظرك لترويضها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة