قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثلاثون

انت رجل مافيا...
رددت رغد تلك الكلمات بعدم استيعاب، هزت رأسها بعلامة النفي دلالة على رفضها لحقيقة ما قاله، شعرت بخدر غريب يسري في جميع أنحاء جسدها محتلا كل ذره من كيانها...
احتضنت جسدها بذراعيها النحيلتين وهي مستمرة في هز رأسها يميناً وشمالا بينما بدأت الدموع اللاذعه تنساب على وجنتيها بغزاره...

لقد كانت تعرف انه قاسي وعنيف وذو قلب ميت وقد شهدت هي بنفسها على مدى قوته وجبروته، لكن لم يخطر في بالها ابدا ان يكول رجل مافيا يتاجر في الممنوعات، لقد تخيلت ان قوته وسطوته كونه ثري للغايه ومن عائلة معروفه و بطبيعة الحال سوف يملك كل هذه الهيمنه المحيطه به من مال وجاه ومركز وقوه...
سيف النصار حبيبها ومالك قلبها مجرم قاتل يتاجر في الاسلحه والمخدرات هذا ما لن تقدر على تحمله ابدا...

تطلعت اليه من بين غمامة الدموع التي أغرقت عينيها فوجدته ما زال واقف امامها لم يبرح مكانه وبالرغم من ان صورته كانت مشوشه بالنسبه لها الا انها استطاعت ان تميز ملامح وجهه الجامده...

تقدم بعد لحظات منها بخطوات هادئة متمهله حتى وقف امامها وبات لا يبعد عنها الا سنتيمترات قليله، ازال خصله من شعرها مختلطه بدموعها التصقت على خدها، تلمس وجنتيها بأنامله الخشنه لمسات ناعمه رقيقه ثم ما لبث ان بدأ يمسح دموعها...
لمساته تلك إعادتها الى وعيها الذي غاب عنها للحظات فوجدت نفسها تدفع يده بقوه عنها وهي ترميه بنظرات كارهه مشمئزة...

بدا لها لم يتأثر نهائيا بتصرفها هذا وكأنه كان يتوقع منها شيء من هذا القبيل فلم يبدي انزعاجه منها بل والادهى من هذا منحها ابتسامه خفيفه وكأنه يسخر منها او يستهزء بمشاعرها وصدمتها القاتلة به...
سارت مبتعده عنه الا انه لم يمنحها الفرصه لهذا حيث قبض على ذراعيها قائلا بلهجه بدأ الغيظ يتملك منها جزءا كبيرا:
الى اين...؟

رمقته بنظرات كارهه مشمئزة جعلت قلبه ينتفض بين أضلعه بعنف، أدارها ناحيته ووضع كفي يده على كتفيها هامسا لها بنبرة هادئة لكنها حازمه:
كان من الممكن ان اكذب عليكِ بشأن عملي ولا اخبرك بحقيقتي، لكنني فضلت ان تعرفي كل شيء قبل ارتباطنا سوي، اردت ان أوضح لك الحقيقه كامله حتى تقرري القادم بنفسك...
اجابته بمراره:
اختار! الان تذكرت ان تمنحني حريه الاختيار...
ثم اردفت بنبرة متهكمه:
شكرا على كرمك سيد سيف...

تحدث سيف بجديه قائلا:
انا لم أخدعك يا رغد...
قاطعته بسرعه:
ماذا يعني لم تخدعني! كنت تكذب علي طوال الوقت...
متى كذبت عليك انا، هل سألتيني من قبل عن طبيعة عملي...
حتى لو لم أسأل، كان عليك ان تخبرني بهذه الحقيقه البشعه...
بشعه...
ردد سيف الكلمة بتعجب مصطنع ثم ما لبث ان ان أردف ساخرا:
كوني رجل مافيا فهذه حقيقة بشعه، اما كوني مغتصب فهذا شيء عادي...
ماذا تقصد...؟
سألته بوجوم فأجابها بجديه:.

ما اقصده انك لم تهتم كوني مغتصب، مغتصب صديقتك اقرب الناس اليك، لكنك تضايقت من كوني رئيس عصابه مع انه لا يوجد فرق بين الاثنين...
انت حقير...
انا لست بحقير، انا انسان صريح...
صريح...
قالتها وهي تزم شفتيها بتهكم فأكمل هو بدوره قائلا مؤكدا حديثه السابق:
نعم صريح ولا احب المراوغات والمثاليات الزائده التي لا فائدة منها سوى ضياع الوقت وإهداره..
صمت قليلا ثم قال بنبرة حازمه:
والآن اخبريني، ماهو قرارك...؟

هزت رغد رأسها يميناً ويسارا بعدم تصديق وهي تردد:
انت مجنون، انت مريض، اي قرار تسألني عنه...
سوف أتغاضى عما قلتيه لان مزاجي لا يسمح لي بمعاقبتك الان، والان قولي لي ماذا ستختارين..
وهل يوجد خيار بين الجنه والنار...
النار!
قالها متعجبا فأكدت ما قالته وهي تشير اليه:.

نعم النار، النار هي انت سيف، نار تحرقني في كل مره اقترب بها منك، كلما اقتربت منك اكثر كلما هبت في وجهي اكثر وأكثر، وفِي كل مره احاول ان أطفئها أراها تزداد لهيبا واشتعالا...
زواجنا بعد ثلاثة ايام...
قالها وهو يهم بالخروج من المستودع الا انه توقف في مكانها وهو يسمع صوت ارتطامها بالأرض...
ركض بسرعه اتجاهها وحملها بين يديه خارجا بها من المستودع متجها الى القصر...

ارتقى درجات السلم متجها الى الغرفه الخاصه فوجد الخادمه في طريقه والتي صرخت بصوت عالي جعل الجميع يخرج بسببه من أماكن وجودهم...
صرخت لميس بفزع وهي تركض وراء سيف الذي ولج الى داخل الغرفه ووضعها على السرير ثم اخرج هاتفه بسرعه واتصل بالطبيب الخاص بالعائلة ليأتي ويفحصها بينما جلست والدتها بجانبها تربت بكفيها على وجهها بخوف ولهفه...

بعد مدة زمنيه وصل الطبيب الى القصر ودلف الى غرفتها ثم طلب من الجميع الخروج لفحصها...
خرج الطبيب بعد لحظات فتقدم الجميع منه بلهفه، سأله سيف عن وضعها الصحي فأخبره قائلا:
تعرضت لانهيار عصبي حاد، لقد استفاقت منذ لحظات، أعطيتها أبرة مهدئة وسوف تنام على اثرها حتى صباح الغد...

وضعت لميس كف يدها على فمها بصدمه وهي تردد كلمة انهيار عصبي في داخلها وقد انسابت دموعها بغزاره ثم ركضت بسرعه متجهه اليها لتجد مفتوحة العينين تنظر الى السقف بشرود...
اقتربت منها وهي تهتف بقلق:
حبيبتي، هل انتِ بخير...
هزت رغد رأسها محاوله ان تطمئن والدتها قليلا الا ان دموعها كانت اقوى منها فانسابت بغزاره على وجنتيها لتدخل في نوبة من البكاء الذي يمزق القلب...

استمرت تبكي داخل احضان والدتها لفتره طويله حتى نامت بين أحضانها...

هبط معتز من سيارته الرياضية الحديثه متجها الى داخل القصر، دلف الى الداخل ليجد نورا تتجه خارجه منه، اوقفها وهو يسألها قائلا:
الى اين انت ذاهبه انسه نورا...
رمقته نورا بنظرات حانقه ثم سارت مارن بجانبه دون ان تعيره أدنى اهتمام الا انه قبض على ذراعها قبل ان تبتعد عنه قائلا وهو يكز على اسنانه بغيظ شديد:
عندما اسألك عن شيء معين تقفين في مكانك وتجيبيني...

شعرت بالم شديد يغزو ذراعها بسبب قسوة قبضته فهزت رأسها موافقة على كلامه، ، نفض يده عن ذراعها وهو يقول:
والان اخبريني، الى اين تذهبين...
اجابته نورا بجديه:
يجب ان اذهب الى منزلي الان...
همس معتز متعجبا:
على حسب علمي بان موعد زيارتك بعد ثلاثة ايام...
سألته نورا بدهشه من معرفته لموعد زيارتها:
ومن اين انت تعرف موعد زيارتي...
شعر معتز بالخطأ الكبير الذي أوقع نفسه به فأجابها مبررا:.

لأني اراك دائما وانتِ تذهبين الى هناك في هذا اليوم من الاسبوع...
ثم أردف بسرعه قائلا محاوله اشغالها عن الامر:
المهم اخبريني لماذا تريدين الذهاب اليوم...
اجابته نورا بهدوء:
اريد ان أعطي بعض الاموال لوالدتي واعود فورا...
وكيف ستذهبين الى هناك...
سوف استأجر تاكسي واذهب...
لا داعي لهذا، انا سأخذك الى هناك...
لا داعي سيد معتز، انا يمكنني الذهاب لوحدي...
معتز بحزم:
قلت انا من سيأخذك يعني انا من سيأخذك...

ثم أردف بصرامه مصطنعه:
تفضلي امامي...
فاضطرت نورا الى الاذعان له والذهاب معه...

بعد مدة زمنيه توقف معتز بجانب العماره التي تقطن بها نورا والتي هبطت من سيارته بعد ان اخبرته بانها لن تتأخر وسوف تنزل اليه بعد دقائق...
صعدت نورا الى شقتها ودلفت الى داخلها بعد ان فتحت الباب بالمفتاح الذي بحوزتها، وجدت والدتها جالسه امام التلفاز تتابع احد الأفلام القديمه والتي ابتسمت بسعاده ما ان رأتها، تقدمت منها نورا وقبلتها على جبينها وجلست بجانبها وهي تقول:
كيف حالك ماما...

انا بخير حبيبتي، وانتِ كيف حالك...؟
انا بخير، خذي هذه الاموال التي طلبتيها...
قالتها نورا وهي تعطي لوالدتها حزمة من الاموال والتي اخذتها منها وهي تقول باعتذار خجول:
اعذرني ابنتي، اضطررت ان أخذها اليوم لان المدرسه الخاصه بآخوتك طلبوها غدا...
لا داعي للاعتذار ماما، المهم اني استطعت ان اجلبها والباقي لا يهم...
نهضت نورا من مكانها فسألتها والدتها قائله:
الى اين...؟

يجب ان اذهب الان، السائق ينتظرني في الخارج...
قالتها بكذب، الا ان والدتها قاطعتها قائلة:
انتظري قليلا، اريد الحديث معك في موضوع هام...
موضوع ماذا...؟
اجلسي اولا...
جلست نورا على مضغ لتبدأ والدتها الحديث قائلا:
لقد جائك عريس يا نورا...
زفرت نورا بحنق قائلا:
يا الهي، عدنا الى نفس الموضوع، كم مره يجب ان اقول بأنني لا افكر في الزواج الان...

ولكن يا ابنتي هذه المره العريس جيد للغايه، تعرفي عليه اولا، من الممكن ان يعجبك وتوافقي عليه...
لا اريد، انا لا أريد ان اتزوج، افهميني ارجوك...
زمت والدتها شفتيها بحنق شديد ثم قالت بنبرة مغتاظه بعد ان شعرت بيأس من موافقتها:
حسنا كما تريدين...

نهضت نورا من مكانها وخرجت من الشقه بعد ان ودعت والدتها، هبطت درجات السلم متجهه خارج العماره لتجد معتز واقفا بجانب السياره ينتظرها وما ان رأسها حتى ولج الى داخل السياره وجلس امام المقود وبدأ في تشغيلها بينما جلست هي بجانبه...
في اثناءالطريق كان الاثنان صامتين لا يتحدثان نهائيا، قطع صمتهما صوت المذياع وهو يبث احدى أغاني فيروز التي تحبها نورا كثيرا مما جعلها ترفع صوت المذياع قليلا...

نظر معتز اليها بطرف عينه ثم ما لابث ان أطفأ المذياع و شغل بدله احدى أغاني الراب المشهوره...
زمجرت نورا به بغضب:
لماذا أطفئت تلك الاغنيه...
لأني لا احبها...
هل يوجد احد لا يحب فيروز...
نعم انا، ولا احب الأغاني ألعربيه بصوره عامه...
عديم الذوق...
أوقف معتز سيارته على جانب الرصيف، استدار بجسده ناحية نورا الجالسه بجانبه قائلا:
لما انت طويله اللسان هكذا...
اجابته نورا بسخريه:
ولما انت فضولي هكذا...

ابتسم معتز متهكما ثم قال لها:
انت بالذات لا يجب ان تتحدث عن الفضول، أم نسيتي...
أبعدت نورا وجهها عنه ونظرت الى النافذه عاقده ذراعيها امام صدرها وهي تزفر انفاسها بغيظ شديد بينما قهقه معتز بصوت عالي مثيرا غيظها اكثر وأكثر...
توقف معتز بسيارته امام القصر فنزلت نورا بسرعه منها متجهه الى الداخل الا انها توقفت في مكانها وهي تستمع الى صوت معتز الذي ينادي باسمها امرا اياها ان تنتظره...

اقترب معتز من نورا حتى بات مقابلا لها، همس لها بجديه قائلا:
انا اعلم اني اثير غضبك وغيظك بكلامي وتصرفاتي معك كثيرا، لكن صدقيني انا لا اقصد ان اضايقك، انا فقط احب ان امزح معك لا اكثر، احب ان اثير استفزازك كثيرا...
تطلعت نورا اليه بنظرات مصدومه بينما اكمل هو بابتسامه خفيفه:
انت فتاة رائعة يا نورا، فتاة لطيفه وجميله للغايه، اتمنى لك الموفقيه في حياتك لانك تستحقين كل خير، وأتمنى الا تتضايقي مني ابدا...

ألقى كلماته الاخيره في وجهها ثم ابتعد عنها متجها الى الداخل تاركا اياها تبتسم ببلاهه وقد تركت كلماته اثارها التي استوطنت قلبها وعقلها بالكامل.

هيا اكملي طَعَامِك حبيبتي...
قالت لميس هذه الكلمات وهي تطعم رغد الجالسه على سريرها تتناول طعام عشائها بشهيه شبه معدومه...
ماما لقد شبعت...
قالتها رغد بتبرم واضح مما جعل والدتها تبعد عن الطعام من امامها وهي تهتف بابتسامه مصطنعه قائله:
حسنا، كما تريدين...
قطع حديثها طرقات على الباب تبعها دخول سيف الى داخل الغرفه، رمته رغد بنظرات كارهه حارقه جعلت قلبه ينتفض بعنف للمره الثانيه بسبب تلك النظرات...

نهضت لميس من مكانها وهي تحمل صينية الطعام بيدها ثم رددت بلهجه جديه:
سأتركما لوحدكما قليلا...
خرجت بعدها لميس خارج الغرفه تاركه كلا من رغد وسيف يواجهان بعضهما البعض...
عم الصمت ارجاء الغرفه لفتره معينه وكلاهما يرمي الاخر بنظراته دون ان ينطق بحرف واحد...
تحدث اخيرا سيف بصوت خرج مرتبك نوعا ما:
كيف اصبحت الان...
اجابته رغد بصوت مبحوح:
اسوء مما تتخيل...

حاول الاقتراب منها قليلا الا ان نظراتها التي ضربتها نحوه جعلته يتوقف في مكانه...
اردفت رغد قائلة بحزم:
لا تقترب، اياك ان تقترب...
رغد لا تفعلي هذا، نحن يجب ان نتحدث...
بماذا سوف نتحدث...؟
زواجنا بعد ثلاثه ايام، هل نسيتي...؟
عفوا! زواج من..؟
زواجنا...
وهل تظن بأنني سوف اتزوجك بعد جميع ما قلته لي...
ما معنى كلامك هذا...
معناه انني لن اتزوجك يا سيف...
عفوا لم اسمع، أعيدي ما قلته...

قالها سيف بنبرة ساخره جعلت رغد تعيد ما قالته مشدده على كل حرف من حروف كلماتها:
انا لن اتزوجك يا سيف...
تحدث سيف بجديه:
تظنين ان الامر بهذا السهوله...
لتجيبه رغد:
الم تطلب مني الاختيار، ها انا اختار...
اشتعلت عيناه بغضب دفين وهو يقترب منها مزمجرا بها:
وهل هذا هو الخيار المناسب برأيك، ترفضين الزواج مني، هل تظنين انني سأقبل بشيء كهذا...

انت مجنون، حقا انسان مجنون، لقد طلبت مني ان اختار القرار الذي يناسبني والان عندما حددت قراري ترفضه، لماذا طلبت مني الاختيار اذا...
لم يهتم بكلامها ابدا بل اكمل ما قاله بنبرة قاطعه لا تقبل جدا:
انت سوف تتزوجيني يا رغد، زفافنا بعد ثلاثه ايام، جهزي نفسك لهذا...
نهضت رغد من فوق السرير وتقدمت ناحيته، هتفت به بعصبيه شديده:
انا لن اتزوجك هل تفهم، انا لن اتزوج مجرم قاتل مثلك، يتاجر بالممنوعات...

للاسف لقد فات اوان هذا الحديث ولم يعد ينفع ابدا، زواجك مني بات امر محسوم بالنسبة لي، ولم يعد هناك مجال للتراجع ابدا...
انت لا تستطيع اجباري...
بلى استطيع، وانتِ اكثر من يعلم هذا...
شعرت بالغضب الشديد منه وقد بدأ صدرها يعلو و يهبط من شدة الغضب، حدثته من بين اسنانها قائلة:
من تظن نفسك، ملك الكون، انت لن تجبرني يا سيف، وانا لن اتزوج شخص بسفالتك وحقارتك...

قبض على وجهها بين كفي يده باقصى قوته مما جعلها تشعر بان هناك سكين اخترقت وجنتيها بينما قرب شفتيها من اذنها هامسا لها:
انا سيف يا رغد، وبإمكاني ان افعل اي شيء لاجبرك على هذا الزواج، لا تنسي انك ووالدتك معي في بيتي تحت وصايتي، لهذا لا تثيرين غضبي لانك تعرفين جيدا نتيجة هذا وقد سبق وجربتيها من قبل...

ثم ابتعد عنها بعدها وخرج من الغرفه بعد ان صفق الباب خلفه بقوة بينما هوت رغد بجسدها على سريرها وهي تبكي بعنف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة