قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل التاسع والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل التاسع والثلاثون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل التاسع والثلاثون

تحدثت رغد بجديه ممزوجة بالحزن، حزن ووجع على عشق خانته بنفسها...
لقد ساعدتك لان هذا هو الصحيح، اتمنى ان تقدري ما فعلته جيدا، وان تفي بوعدك لي...

قالت كلماتها الاخيره ونهضت بعدها متجهه الى خارج المطعم تتبع أنظار تمارا المتهكمه، فتحت باب سيارتها وجلست امام المقود بعد ان أغلقتها، استندت بظهرها على مقعد السيارة وعادت بذاكرتها الى الخلف وتحديدا منذ ثلاثة أيام عندما طلبت تمارا مقابلتها لسبب هام، تفاجئت بشده من طلبها ورفضت في بادئ الامر الا انها وافقت في النهاية تحت اصرار تمارا، وعندما التقت بها أخبرتها بان سيف ينوي قتلها ولم يكتفِ بهذا فقط بل انه ينوي التخلص من والدتها أيضا اذا استمرت في إلحاحها وإزعاجها له، جن جنونها ولم تصدق ماقالته الا ان تسجيل صوتي له وهو يأمر رجاله بهذا أكد لها ما قالته تمارا، ما زالت تجهل مصدر ذلك التسجيل وكيف وصل اليها الا انه حقيقي وهذا مؤكد لها...

أغمضت عينيها بالم وهي تتذكر اتفاقها مع تمارا بأن تسجل اعترافا لسيف بحقيقة عمله حتى تقدمه تمارا كدليل وافي للشرطه وبالرغم من ترددها الا انها اضطرت الى الموافقه في النهاية فلا يوجد لديها حل اخر...
شغلت سيارتها وبدأت في قيادتها متجهة الى القصر، ما ان وصلت الى هنا حتى وجدت والدتها تنتظرها وتبدو غاضبه للغايه...
تقدمت لميس منها وسألتها بملامح عابسه:
اين كنت ِ...
ماذا هناك...؟

الى متى سنستمر في هذا الوضع، اخبريني...
اجابتها رغد بنبرة واهيه:
غدا سينتهي كل شيء...
ماذا تعنين...
سألتها لميس بعدم فهم لتجيبها رغد بدموع حبيسه:
ستعرفين كل شيء صباح الغد...
صعدت بعدها الى غرفتها، اخرجت هاتفها وارسلت رساله الى رقم سيف ثم اغلقت الهاتف وتقدمت ناحية خزانة الملابس، اخرجت ذلك الفستان الاحمر الذي يفضله، تطلعت اليه بحزن ثم بدأت في خلع ملابسها...

استيقظ قصي من نومته ليجد يارا ما زالت نائمة، انخفض ناحيتها وقبلها على رأسها بخفوت ثم نهض من مكانه ببطء فشعر بالالم يسيطر عَلى جسده الا انه قاومه ونهض متجها الى داخل الحمام، خرج بعد فتره وهو يجفف وجهه بالمنشفه ليجد يارا جالسه بوضعية نصف جلسه على السرير يغطي النصف السفلي من جسدها غطاء السرير تنظر له بهدوء تام...
صباح الخير...
قالها قصي بجديه فأجابته يارا بهدوء:
صباح النور...

نهضت بعدها من مكانها متجهه ناحية الحمام فقبض قصي على ذراعها اثناء مرورها بجانبه، سألها بجديه:
ما بك، تبدين واجمة...؟
فأجابته ببرود:
ما علاقتك انت...؟
زفر بحنق ثم قال بضجر:
ماذا حدث الان، هل عدنا من جديد...
نحن لم ننتهي من الاساس لنعود...
اسمعيني يا يارا، نحن بحاجة للحديث سويا ونضع النقاط على الحروف، حياتنا لا يجب ان تستمرهكذا، نحن ننتظر طفل، لا يجب ان يولد بأجواء مكهربة كهذه...

ما ان اكمل كلماته تلك حتى سمع طرقات على الباب وسمع بعدها صوت الخادمه يخبره بوجود ضيفه في الخارج، ابتعد عن يارا وخرج من الغرفه متجها الى ضيفته، دلف الى صالة الجلوس ليجدها في انتظاره...
اهلًا تمارا...
قالها قصي بجديه وهو يمد يده ناحيتها فاستقبلها تمارا بابتسامه ثم جلسا على الاريكه التي تتوسط الصاله لتخرج تمارا الفلاش من حقيبتها وتعطيه الى قصي...

تحدث قصي بانتصار وهو يتطلع الى الدليل الذي سوف يلقي بسيف الى السجن:
رائع يا تمارا، أشكرك كثيرا...
انا من يجب ان يشكرك يا قصي، لولا التسجيل الذي أعطيتني إياه وسلمته لرغد ما كانت اقتنعت بانه مجرم وسلمت هذا الاعتراف لي...
فعلت هذا من اجل مصلحتي اولا يا تمارا، فلا داعي لان تشكريني ابدا...
نهضت تمارا من مكانها ثم قالت:
يجب ان اذهب الان، لكن لدي سؤال بسيط، من اين جلبت هذا التسجيل، كيف وصلت اليه...

ابتسم قصي بخبث ثم بدأ يخبر تمارا عن تعاونه مع احد رجال سيف المقربين الذي ينفذون له مهماته الاجراميه والذي سجل لسيف ما قاله عن قتل تمارا وإمكانية تخلصه من لميس اذا استدعى الامر لذلك...
خرجت تمارا بعدها من قصر العمري واتجهت الى شقتها لتجد حازم يخرج منها...
الى اين...
انا من يجب يسأل، اين كنت ِ، ابتلعت ريقها بتوتر ثم اجابته باضطراب:
التقيت بصديقتي...
هز حازم رأسه بتفهم ثم تحدث بجديه قائلا:.

سأذهب لأشتري بضعة حاجيات وأودع صديق لي...
حازم ما نفعله هو الصحيح، نحن يجب ان نسافر ونبدآ حياتنا من جديد، بعيدا عن سيف وإجرامه، هذا افضل لي ولك...
اعلم هذا، لكنني لم أكن اتمنى ان ينتهي الوضع بيني وبين أخي على هذا الشكل...
اقتربت منه وضمته بقوه وهي تردد:
حبيبي انا معك، زوجتك وحبيبتك، هذا هو المهم فلا تفكر بشيء اخر...
ضمها حازم وهو يردد بذهن غائب:
معك حق حبيبتي...

أنتم عصابه...
صرخت نورا بهذه الكلمات بعدم تصديق ثم نهضت من مكانها فورا وهي تصيح بهلع:
أنتم عصابه، يا الهي...
نورا، اهدئي من فضلك...
قالها معتز بارتباك محاولا السيطره على نورا التي اجابته بسخريه:
حقا، تريد مني ان اهدأ بعد ما قلته لي...
قلت لك هذا لأنني احبك وأريدك ان تعرفي الحقيقه وتختاري
بنفسك...
ماذا اختار...؟ هذا الموضوع لا يوجد به خيار، انت مجرم...
اعلم، ولكنني احبك...

قالها بنبرة صادقه أرسلت الرجفة الى جسدها لكنها سيطرت على نفسها وهي تتذكر حقيقته التي اخبرها بها منذ لحظات، حاولت ان تهدأ من روعها قليلا وتفكر بعقلها جيدا...
سألته بصوت جاد:
لماذا أخبرتني الان...
لأنك يجب ان تعرفي كل شيء، قبل ان تاخذي قرارك بشأن علاقتنا...
قرار، عن اي قرار تتحدث، هل تفكر بأنني من الممكن ان ارتبط بمجرم مثلك...

صمت معتز ولم يتحدث فقد كان يدرك جيدا ان نورا معها كل الحق فيما تفعله فهو من تقرب منها وأوقعها في غرامه متناسيا ان يخبرها عن حقيقته وحينما قرر ان يفعل كانت قد وقعت بحبه وانتهى الامر...
جوابك اصبح واضحا، اعتذر منك لإزعاجك...
قالها بأسف شديد وهو ينوي الذهاب و تركها الا انه توقف في مكانه وهو يستمع الى سؤالها المفاجئ:
هل من الممكن ان تترك عملك هذا من اجلي...

استدار لها بعدم تصديق بينما سؤالها يتكرر داخل ذهنه، اجابها اخيرا بعد فتره طويله من الصمت:
لا أستطيع، حقا لا أستطيع...
أغمضت عينيها بالم ثم فتحتها وسألته بدموع مخفيه:
لماذا...؟
هذا عملي، وسيف يحتاجني بجانبه...
وانت بالطبع لن تترك سيف من اجلي...
مطت شفتيها بأسف شديد ثم سارت من أمامه مبتعده عنه تاركه إياه يتبعها بنظراته المتحسره وقد انتهت قصته معها بالم وحزن كما توقع منذ بدايتها...

دلف قصي الى غرفته فوجد يارا جالسه امام المرأة تسرح شعرها، اقترب منها وظل يتطلع اليها بعينيه مما جعلها تستدار ناحيته وتسأله باضطراب:
ماذا تريد...
اريد الحديث معك...
عن ماذا...
عن علاقتنا سويه...
لا توجد علاقة بيننا يا قصي...
بلى توجد يا يارا، يوجد طفل بيننا، هذه اكبر علاقة من الممكن ان تحدث...
أردف بعدها بجديه:
لنبدأ من جديد، لنبدأ سويه يا يارا، نعيش حياتنا مثل اي زوجين طبيعيين...

انت جننت، اي حياة تلك التي نعيشها...
انا أقول ما أريده وارغب به...
لماذا الان، مالذي تغير، مالذي يجعلك تطلب مني شيء كهذا...
صمت قصي ولم يجيبها بينما أردفت هي بنبرة متهكمه:
لأنك تحبّني مثلا...
ولم لا...
انصدمت بشده من اعترافه واتسعت عيناها بصدمة شديده بينما اكمل هو قائلا:
مالذي يجعلني أدافع عنك وأحميك من زوج والدتك و اقتله من اجلك، هل تتذكرين ذلك الحادث ام نسيته
لا يعقل...

رددت يارا كلماتها بعدم تصديق وهي ما زالت غير مستوعبه لما يقوله قصي الذي اكمل بدوره قائلا:
بلى يعقل، لقد أحببتك منذ وقت طويل، منذ اول مره رآيتك بها، لا تستغربي هذا، فأنا بطبعي كتوم ولا اظهر مشاعري لايا كان...
اقترب منها اكثر وقال بحب حقيقي:
احبك يارا، احبك وأريدك زوجة لي...
صمتت يارا ولم تتحدث بكلمه واحده فأكمل قصي بإلحاح:
أجيبيني يا يارا، ماذا قلت...؟

أعطني بضعا من الوقت، حتى أستطيع ان اتقبلك، اعطيني فرصه ارجوك...

دلف سيف الى داخل غرفة نومه ليجد رغد جالسه على السرير مرتديه الفستان الاحمر الذي يحبه عليها وقد سرحت شعرها القصير ووضعت القليل من الماكياج، استغرب من هيئتها تلك فسألها بتعجب:
مالذي يحدث هنا، لم انت مرتديه هذا الفستان...
نهضت رغد من مكانها وتقدمت اتجاهه احاطت خصره بذراعيها و رددت بنظرات عاشقة:
من اجلك، ارتديته من اجلك، اشتقت إليك كثيرا، الم تشتق لي...
كثيرا...

قالها سيف وهو يلتقط شفتيها بقبلة دافئة بينما بدأ بفك سحاب فستانها من الخلف لينسجما سويا في لحظات من الحب والشغف...
بعد حوالي ساعتين كانت رغد متمدده على سريرها تتطلع الى سيف النائم بجانبها والدموع تنساب من عينيها...
تمنت لو بامكانها إيقاف الوقت عند هذه اللحظه فقط، تمنت لو تتراجع عن فعلتها تلك، لكن لا يوجد لديها حل اخر...

مر الوقت بسرعه وأشرقت الشمس لينهض سيف من مكانها ويقبلها من جبينها بينما كانت هي مدعية النوم...
ارتدى ملابسه وخرج متجها الى الأسفل فأتبعته هي بعد ان ارتدت ملابسها...
اريد الحديث معك بموضوع هام...
قالتها رغد لسيف الذي يجلس على الاريكه يتناول قهوته بأريحية والراحه واضحه على محياه...
تحدثي...
قالها بجديه فأغمضت عينيها للحظات ثم فتحتها وتحدثت اخيرا بصوت خافت:
لقد بلغت الشرطه عنك...
عفوا، لم اسمع جيدا...

لقد بلغت الشرطه عنك يا سيف...
هل هذه مزحة...
كلا ليست مزحة ابدا، الشرطه في طريقها إليك...
قهقه بصوت عالي ساخرا منها ومما تقوله، ظن انها اصابها الجنون او شيء من هذا القبيل، الا انه توقف عن ضحكاته وهو يستمع الى صوت سيارات الشرطه التي اقتحمت القصر...
انخفضت رغد اتجاهه وأنحنت بجسدها الى الأسفل راكعه بجواره، تحدثت ببكاء وهي تستند بجلستها على فخذيه:.

اسفه، كان يجب ان افعل ذلك، كان يجب ان أضع حدا لشرك الذي لا ينتهي...
في تلك اللحظه دلف الشرطه الى المكان ليجدوا سيف جالس على الاريكه بملامح جامده ورغد منحنيه أمامه تبكي بعنف، ما ان شعر سيف بوجودهم حتى ابعد رغد عنه ثم نهض من مكانه وتطلع الى الضباط ليتحدث رائد بجديه:.

سيف النصار، انت مطلوب القبض عليك بتهمة التجارة بالسلاح والمخدرات وجرائم اخرى، ومعك أيضا معتز شاهين الذي تم القبض عليه في شقته قبل لحظات...
ابتسم سيف بسخريه لاذعه ثم تقدم اتجاههم بكل ثقه فقبض الشرطي على ذراع ووضع القفل الحديدي بيده تحت أنظار رغد الباكيه، خرج الشرطه بعد ان قبضوا على سيف ورغد تبعهم ببكاء شديد...

ركضت بعدها الى غرفتها ثم فتحت الخزانة وأخرجت منها مسدس، اغلقت الباب جيدا غير ابهه بوالدتها التي تنادي عليها، تطلعت اليه بتردد ثم ما لبثت ان وضعت المسدس على صدرها وأغلقت عينيها لتطلق رصاصته...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة