قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الأربعون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الأربعون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الأربعون

طرقات قوية على الباب ايقضتها مما كانت تفعله، كان صراخ والدتها باسمها يعم ارجاء المكان وهي تحاول فتح الباب المغلق، رمت المسدس من يدها وانهارت على ارضية الغرفه المرمريه تبكي حظها العاثر وما وصلت اليه، من كان يصدق ان النهاية سوف تكون هكذا، كانت تعلم منذ البدايه ان علاقتها به لن تستمر وسوف يأتي يوم وتنتهي لكنها لم تتصور يوما ان تكون النهاية على هذا النحو، لقد حاولت كثيرا ان تحافظ على هذا العشق الا انها فشلت نهائيا، فشلت في كل شيء حتى الانتحار فشلت به ايضا، عندما وصلت الى هذه النقطه انهارت في البكاء اكثر وعلا صوت نحيبها وازدادت في نفس الوقت طرقات والدتها حتى كادت ان تحطم الباب بيدها من شدة الطرق، نهضت من مكانها بعد فتره قصيره وهي تكفكف دموعها بيدها وقد نجحت قليلا في استعادة سيطرتها على نفسها، حملت المسدس وخبأته جيدا ثم تقدمت ناحية الباب وفتحتها لتجد والدتها تنظر اليها بهلع، رمت نفسها داخل أحضانها وعادت تبكي من جديد، هدأت بعد فتره وابتعدت عن والدتها التي كانت تنظر اليها بأسى شديد، مسحت دموعها باناملها لتتحدث والدتها بحنان قائلة:.

اعلم ان ما تمرين به صعب للغايه، لكنك فعلتِ ماهو صحيح...
لم يكن امامي حل اخر...
قالتها رغد ببكاء مرير لتهز والدتها رأسها مؤكده ما قالته:
نعم لم يكن أمامك حل اخر، فهو قد محا جميع الحلول الممكنه...
مسحت لميس دموعها التي تغطي وجهها باناملها وهي تقول على مسامعها:
حبيبتي اسمعيني، يجب ان نذهب في الحال لا وقت لدينا...
نذهب! الى اين...؟
سألتها رغد بعدم ادراك لتجيبها والدتها موضحه ما قالته:.

الى فرنسا، يجب ان نعود الى هناك، وجودنا هنا بات خطر للغايه وعليك تحديدا...
ولكن...
لا يوجد لكن، لملمي أغراضك في الحال، يجب ان نترك هذا المنزل حالا...
هزت رغد رأسها بلا وعي ونهضت من مكانها لتنفذ ما قالته والدتها بحركة اليه في الوقت الذي يدور في عقلها الكثير من الأشياء...

بعد حوالي نصف ساعة خرت لميس من الغرفه تتبعها رغد وهي تجر حقيبتها خلفها، كانتا في طريقهما الى الباب الخلفي للقصر للخروج منه حينما تفاجئتا بجميله تقطع الطريق عليهما...
تراجعت كلتاهما الى الخلف ما ان رأوها أمامهم، كانت واقفه على بعد متر واحد منهم محيطه خصرها بكفي يدها وملامحها تعلوها الوجوم والاستياء، رسمت ابتسامه ساخره على شفتيها وهي تسألهم بنبرة يشوبها الكثير من التهكم الى اين أيتها الجميلات...؟

ابتلعت لميس ريقها بتوتر من ملامح وجهها المستائه ونبرتها المتوعده، شعرت بان ثمة شيء ما يدور حولها لا تعرف ماهيته الا انها حاولت المحافظة على رباطة جأشها من اجلها و من اجل رغد التي تستند على ذراعها بيد مرتجفه فأجابتها بنبرة حاولت ان تجعلها واضحه وقويه:
نحن مسافرتان الى فرنسا...
لماذا...؟
سألتهما بابتسامه هازئة لتجيبها بتوتر واضح:.

لم يعد هناك داعي لوجودنا هنا، ابنتي لا تريد البقاء معكم خصوصا بعد ان سجن زوجها، هي سوف تطلب الطلاق وتسافر...
صمتت جميله لوهله وكأنها تحاول استيعاب ما قالته لميس ثم ما لبثت ان تحدثت بلهجه عدائية أمره:
الى الداخل...
ماذا...!
قالتها لميس بتعجب من نبرتها العدائية ثم حاولت ان تدفعها وتتقدم نحو الخارج عنوة عنها الا انها اندهشت بقوه وهي ترى جميله تخرج مسدسا وتوجهه ناحيتهما...
هيا الى الداخل...

قالتها جميله وهي تشير بالمسدس ناحيتهما فصرخت رغد بهلع وهي تتراجع الى الخلف بينما هزت لميس رأسها بعدم تصديق وهي تشعر بأنها وقعت في حفره عميقه لا مفر منها...

أغلق هاتفه وهو يبتسم بانتصار جلي، تقدمت منه وقد لاحظت على الفور السعادة الباديه على محياه، فسألته قائله: ماذا حدث...؟
اجابها وهو يجلس على كرسي مكتبه:
وأخيرا تخلصت من سيف النصار...
اندهشت بشده لما قاله وقد بان ذلك في ملامح وجهها فعادت وسآلته بعدم استيعاب:
كيف...؟
اجابها بسعاده ظهرت في عينيه:.

لقد تم القبض عليه صباح اليوم بعد ان وجدوا ادله ومستندات واعتراف على لسانه تؤكد جميعها انه يعمل في تجارة الممنوعات...
هزت رأسها بتفهم ثم ما لبثت ان قالت بنبرة ذات مغزى:
هذه هي الدنيا، لكل طاغيه فيها نهاية...
رفع أنظاره نحوها وقد اختفت معالم السعادة من وجهه ليسألها بنبرة مبهمه:
ماذا تقصدين...؟
اجابته بثقه وهي تجلس على الكرسي المقابل له:.

اقصد ان كل إنسان مهما بلغت قوته وجبروته سوف يأتي يوم ويخسر هذه القوه والجبروت، هذه هي الدنيا تمنحك الكثير وترفعك عاليا حتى تقذفك فجأة الى أسفل القاع...
مط شفتيه وهو يقول بأستهزاء:
هل تتكرمين وتعفينا من فلسفتك الزائدة...
لم يعجبك كلامي، أليس كذلك...؟
سألته بنظرات ساخره ليجيبها بملل:
كلا لم يعجبني...
أردف بعدها بجديه:
من الأفضل لك ان تعودي الى غرفتك وتستريحي قليلا فانت حامل وبحاجة الى الراحه...

نهضت من مكانها وهي تقول بحنق:
وهذا ما سأفعله...
خرجت من غرفه مكتبه متجهه الى غرفتها في الطابق العلوي ليدلف بعدها بلحظات فؤاد الحارس الشخصي لقصي والذي كان يحمل بيده ملف اسود اللون فتحه واخرج منه بعض الصور وأعطاها الى قصي والذي اخذها منه و بدأ يقلب فيها...
رمى الصور على مكتبه بعد ان انتهى منها ثم سأله بجديه:
هل انت متأكد انه هو نفسه من يبحث ورائنا...
اجابه فؤاد:.

نعم متآكد سيدي، والده يملك منصب كبير في الداخليه وهو من اصدر قرار القبض على سيف النصار...
اجلب لي جميع المعلومات التي تخصه، حتى اعلم كيف يجب ان أتصرف معه وأوقفه عند حده...

استيقظ من نومته وهو يشعر بالوهن الشديد في جميع اجزاء جسده، زفر بضيق وهو ينهض من سريره مرتديا بلوزته متجها الى خارج الغرفه، جلس على الكنبه الموجوده في صالة الجلوس في شقته في أمريكا وبدأ يفكر بعمق...
ما زال غير مستوعب بعد لما حدث في ليلة البارحه، الصدمه ما زالت تسيطر عليه بالكامل، كيف لها ان تكون ما زالت عذراء...؟! كيف وقد عرف بما حدث معها في الماضي وعلى لسانها...؟!

اي خدعه قام بها سيف...؟! ام هل تمارا هي من خدعته...؟!
أفكار كثيره تدور في رأسه وحيره تسيطر عليه لا يجد لها جوابا او حلا...
شعر بوقع خطواتها يقترب ناحيته و بجسدها ينحني اتجاهه، سألته وهي ترفع بصرها ناحيته مركزه عينيها المتوسلتين بعينيه المشككتين:
صدقني انا لا اعلم اي شيء، انا مثلك تماما مندهشه ومصدومه، اقسم لك ان لا علم لي باي شيء...

صمت حازم ولم يجبها، ظل يرمقها بنظراته التي تثير القهر في نفسها، اخر ما تريده ان يشك حازم في برائتها، ليس بعد كل ما فعلته من اجل ان تكون معه، ليس بعد هذا كله يشك بها...
حاولت ان تتحدث الا ان رنين هاتفه أوقفها عما كانت تنوي قوله، نهض حازم من مكانه متجها ناحية هاتفه الموضوع على الطاوله، ضغط على زر الإجابة ليأتيه صوت المتصل...

شعرت تمارا بتغيير ملامحه فجأة فانقبض قلبها بشده من ان يعرف حازم أنها كانت وراء القبض على سيف...
ما ان وجدته يغلق هاتفه حتى نهضت اتجاهه وهي تسأله بتوجس:
حازم، ماذا هناك...؟
اجابها حازم بذهن غائب:
لقد قبضت الشرطه على سيف...
ابتلعت تمارا ريقها بتوتر ولم تنطق بكلمة للبته بينما اتجه حازم مسرعا ناحية غرفته فاتبعته وهي تسأله بتوتر:
ماذا تفعل...؟
اجابها حازم وهو يخرج حقيبة سفره من خزانته ويضع ملابسه بها:.

سوف اسافر الى هناك حالا...

كانت جالسه في غرفتها امام المرأة تتطلع الى وجهها المزين بالمكياج وفستانها الزهري الطويل الذي يصل الى كاحلها، أغمضت عينيها لبرهه من الزمن وفتحتها وهي تحاول قدر الإمكان السيطره على الدموع المتجمعة في مقلتيها، خانتها دمعه غادرت انسابت على وجنتها فسارعت تمسحها باناملها وفِي نفس الوقت دخلت والدتها وهي تقول بسعاده جليه:
لقد وصل أهل العريس...

كفكفت دموعها سريعا ونهضت من مكانها متبَعه والدتها، خرجت الى الصالة لتجد جموع من الناس في انتظارها والعريس يجلس في مكانه المخصص له والذي ما ان رأها حتى نهض مستقبلا إياها بابتسامه واسعه...

تقدمت منه على استيحاء ووقفت بجانبه وهي تشعر بالخجل الشديد من الناس المحيطين بها، تقدمت احدى الفتيات بخواتم الخطبه اتجاههما، أخذ العريس الخاتم منها ثم البسها إياه، جاء دورها فمدت يدها المرتجفة وحملت الخاتم ثم جاهدت لوضعه في إصبعه بعد عدة محاولات...

انطلقت الزغاريد في ارجاء الشقه وبدأ الناس يقدمون التبريكات لهم، جلست بعدها في المكان المخصص لها وهي تجاهد لرسم ابتسامه على شفتيها، كانت تشعر بالضياع وسط هذا كله، ما زالت تتذكر لقائهما الأخير وتخليها عنه بعدما عرفت حقيقته السوداء، اندفاعها الى القبول بهذه الخطبه هربا منه ومن نفسها علها تستطيع نسيانه حينما تكون مع رجل اخر غيره...

انتهى الحفل ودلفت نورا مسرعه الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها، تنهدت بالم بينما انسابت الدموع الغزيرة من عينيها، كفكفت دموعها وبدأت في خلع فستانها مستبدله إياه ببيجامه مريحه، جلست على سريرها وهي تشعر بالوجع الشديد يحتل قلبها، نهضت من مكانها بعد لحظت وخرجت متجهه الى صالة الجلوس لكي تساعد والدتها في ترتيب المنزل من الفوضى الموجوده به، أشعلت التلفاز ووضعته على احدى قنوات الأخبار ثم بدأت في كنس الغرفه الا انها توقفت عما تفعله للحظه وهي ترى الخبر المذاع على التلفاز، فتحت ثغرها بدهشه سرعان ما تحولت الى انقباضه قويه ألمت بصدرها، انسابت الدموع من عينيها التي لم تجف بعد بينما شعرت فجأة بالأرض تمد بها لتسقط من طولها امام والدتها التي ركضت نحوها...

في صباح اليوم التالي
هبط درجات السلم متجها الى غرفة الطعام، ألقى التحية على والديه الجالسين يتناولان طعامهما ثم جلس بدوره على المقعد المخصص له، بدأ في تناول طعامه بصمت تام قطعه والده وهو يقول:
ما اخبار مهمتك الجديده يا إيهاب...؟
اجابه على مضغ:
جيده...
تطلعت والدته اليه بعدم رضا بينما تحدث والده بصوت حازم:
أرجو ان تكون اجابتك افضل من هذه، انت هنا لا تتحدث مع والدك، انت تتحدث مع قائدك ام نسيت؟!

التزم إيهاب الصمت مما جعل والده يضرب على الطاوله بيده وهو يقول بغضب شديد:
لماذا لا تجيب...؟ تحدث قلي اي شيء...
هنا لم يتحمل إيهاب السكوت اكثر فتحدث هو الاخر بنبرة غاضبه:
انت السبب، لقد طلبت منك ان أتولى مهمه القبض والتحقيق مع ذاك الحقير لكنك رفضت...
انا اعرف ماذا افعل...
نهض إيهاب من مكانه وهو يقول بمرارة:.

لماذا تفعل بي هذا، لماذا لا تفهمني...؟ الا تشعر بالنار الموجوده في صدري ولو قليلا حتى، لماذا تفعل بي هذا اخبرني...؟!
قال كلماته الاخيره بصراخ ثم خرج مندفعا من المنزل وشياطين الغضب تلاحقه...
هز والده رأسه بحسره على حال ولده وما وصل اليه بينما بدأت والدته في البكاء...
تقدمت فتاة شابه من هما وهي تسألهما بحزن:
موال كل يوم، أليس كذلك...؟
نعم يا ابنتي، نعم...

قالها الأب بخفوت بينما اقتربت من والدتها واحتضنتها من الخلف وهي تقول بحزن:
أمي لا تفعلي بنفسك هكذا ارجوك...
تحدثت الام من بكائها:
لا أستطيع، ارى ولدي يعاني ويتعذب امام عيني وانا لا أستطيع فعل اي شيء له...
وماذا بوسعك ان تفعلي يا أمي، ليريح الله قلبك يا إيهاب...
تطلعت الى والدها بحزن فهو الاخر يبدو متعب ثم حدثته قائلة:
سوف اذهب الان الى جامعتي، لا اريد ان اترككما وأنتما بهذا الوضع...

اذهبي يا ابنتي ولا تقلقي علينا...
قبلت والدتها من وجنتها ثم فعلت المثل مع والدها وخرجت بعدها من الفيلا متجهه الى جامعتها...

فتح باب غرفة مكتبه ليجد صديقيه المقربين يجلسان فيها، تقدم الى الداخل بملامح غضبه ثم رمى مفاتيح سيارته على المكتب وجلس على احد الكراسي الموجوده...
تطلع صديقيه الى بعضهما ثم تحدث رائد قائلا:
ما بك إيهاب، تبدو منزعجا من امر ما...؟
اجابه إيهاب ببرود:
كلا انا بخير، هل بدأت التحقيق مع ذلك الحقير ام بعد...؟
اجابه رائد بجديه:
كلا؛ سوف نبدأ بعد قليل...
ماذا ننتظر؟ لنذهب الان...

قالها إيهاب وهو ينهض من مكانه فنهض كلا من رائد وحاتم على مضغ وتقدما خلفه...
بعد لحظات دلف رائد لوحده الى غرفة التحقيق بينما كان كلا من إيهاب وحاتم يتابعان ما يحدث من خلف الجدار الزجاجي للغرفة...
تقدم رائد من سيف الجالس على مكتب التحقيق بكل ثقه واضعا قدما فوق الاخرى، وجه حديثه له قائلا:
سيف النصار، اقوى رئيس مافيا في البلاد، كم من الرائع ان تقع في قبضتنا...

رماه سيف بنظراته الهادئة دون ان ينبس بكلمة واحده فأكمل رائد حديثه قائلا:
انت لا تنوي ان تتعبنا معك أليس كذلك...؟
اجابه سيف بنبرة بارده كالجليد:
على حسب علمي إنكم تملكون اعتراف كامل بصوتي، أضافه الى مستندات و ادله كافيه، فما المطلوب مني ان أقوله أيضا...
اووه الكثير...
عاد سيف بظهره الى الخلف قليلا ثم تحدث بنبرة جاده صريحه لا تقبل النقاش:.

اذا كنت تفكر في ان تأخذ مني أية معلومات تخص شركائي، فانت تحلم بهذا...
لنتحدث عن جرائمك اولا، قتل، تجارة اسلحه ومخدرات، ماذا أيضا...؟ اكمل أنتَ...
الكثير ايها الضابط، لا يوجد جرم قد يخطر على بالك لم افعله، لقد فعلت كل ما تتخيله وأكثر...
الا تشعر بالذنب ولو قليلا حتى...
هل تحاول اختبار ضميري الان...؟
سأله بتهكم ليجيبه رائد بجديه:
احاول استكشاف طبيعة الكتله البشرية الماثله امامي...
انت ضابط ام طبيب نفسي...

أخذ رائد نفسا عميقا وهو يحاول الا يتآثر بكلامه بينما أشار له حاتم بمعنى ان يبدأ التحقيق...
لنتحدث عن جرائم القتل اولا، انت متهم بقتل دارين النصار و نرمين الجمال وغيرهم، دارين افهم سبب قتلك لها جيدا، لكن ماذا عن نرمين...؟ لماذا قتلتها...؟
حسنا من هي نرمين الجمال، احاول تذكر اسم كهذا لكن بلا فائدة...
نرمين الجمال خطيبة إيهاب الجمال، انت من قتلتها...
انت مخطئ للغايه، انا لم افعل شيء كهذا ابدا...

لا تحاول الإنكار...
قاطعه سيف بصدق:
ولم سأفعل، انا بالفعل لا اعلم عن ماذا تتحدث، انا لا علاقة لي بهذه الجريمه التي تتحدث عنها...
صمت رائد للحظات وقد شعر بالصدق في حديث سيف، هز رأسه بتفكير وهو يحاول استنشاف الحقيقه، فإذا لم يكن سيف من فعلها، اذا من الذي قتل نرمين...؟!

توقفت سيارة سوداء امام قصر النصار هبط منها حازم وتمارا واتجهوا الى داخل القصر ليجدوا جميله في استقبالهم...
كيف الأحوال يا جميله...؟
سألها حازم وهو يتقدم الى داخل القصر وتمارا تتبعه لتجيبه بالم واضح بصوتها:
سيّء للغايه يا حازم، لقد قبضوا على السيد سيف ومعتز...
كيف حدث هذا...؟ اخبروني...
تحدث سعيد بصوت حزين:
كل شيء حدث فجأة سيد حازم...
قاطعته جميله قائلة:.

كله بسبب تلك الشيطانه الحقيره، كل شيء حدث بسببها...
ابتلعت تمارا ريقها بخوف وقد ادركت ان جميله تقصد رغد بينما سآل حازم بعدم فهم:
من تقصدين...؟
رغد وهل يوجد غيرها...؟
وما علاقة رغد بالموضوع...؟
هنا تحدث سعيد قائلا:
سيد حازم، هي من بلغت على السيد سيف...
أنصدم حازم بشده لما سمعه، اخر ما توقعه ان تفعل رغد شيء كهذا، لقد علم من أخيه بأنها تحبه، سألهم بسرعه قائله:
اين هي الان...؟
اجابته جميله:.

لقد حاولت ان تهرب الا انني لحقت بها، حبستها هي ووالدتها في الطابق العلوي...
ركض حازم بسرعه متجها الى الطابق العلوي بينما انهارت تمارا في مكانها خوفا من ان تخبره رغد باشتراكها معها بالإبلاغ عن سيف وتمنت لو انها لم تأت مع حازم...

فتح حازم الباب الخاصه بغرفة رغد والتي انتفضت من مكانها حالما رأته، كانت تبدو متعبه للغايه وجهها شاحب وعينيها ذابلتين من كثرة البكاء، ولم يكن حال والدتها التي تشاركها غرفتها بافضل منها...
تقدم حازم ناحيتها بخطوات بطيئة ثم توقف اتجاهها وظل يتطلع اليها بصمت، فجأة صفعها على وجنتها بقوة، وضعت رغد يدها على وجنتها بصدمة شديده بينما ركضت والدتها اتجاهها وضمتها بقوه...
اعتصر حازم يده وهو يقول بصوت متحسر:.

لماذا...؟ لماذا فعلت به هذا...؟ لقد احبك بصدق، وثق بك، كيف استطعتِ ان تخونيه بهذه الحقاره، كيف بعتيه بهذه السهوله!
انهارت رغد على ارضيه الغرفه تبكي ولم تتحمل ما سمعته، كانت تتمنى لو انها ضغطت على زناد المسدس وقتلت نفسها، على الأقل لم تكن لتسمع كلام كهذا...
هز حازم رأسه بأسف شديد وخرج من الغرفه مغلقا الباب خلفه ليقول الى الخادمه:
ممنوع ان تفتح هذه الباب لأي سبب كان...

هبط بعدها الى الطابق السفلي وهم بالخروج من القصر حينما تفاجئ بدارين تدلف الى الداخل...
اتسعت عيناه بشده من وجودها امامه فلقد كان يظنها ميته بينما تحدثت دارين برجاء:
حازم ارجوك اسمعني قبل ان تتسرع بالحكم علي، سيف يعلم بمجيئي الى هنا، بل هو من طلب مني هذا...
ماذا، سيف هو من طلب منك هذا...
قالها حازم بعدم تصديق وهو يحاول استيعاب الصدمات التي تحصل معه...

تقدم معتز من سيف الجالس على طرف سريره الخاص به في السجن وسأله قائلا:
ماذا حدث...؟تبدو وكأنك مشغول في امر ما...
انا في مصيبه يا معتز...
قالها سيف بنبرة مستاءة ليسأله معتز:
مصيبه اكبر من التي نحن بها، ماذا هناك تحدث...
اجابه سيف قائلا:
لقد رهنت جميع ممتلكاتي والموالي في صفقة سلاح من المفترض ان تتم بعد ثلاثة شهور...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة