قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الحادي والأربعون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الحادي والأربعون

رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الحادي والأربعون

جلست دارين على الكنبه وهي تحمل ابنها بين يديها، كانت تحتضنه بقوه بينما الدموع تتراقص في عينيها، لا يوجد اي شيء قادر على ان يوصف شعورها الحالي ومدى سعادتها بوجود ابنها بين أحضانها، لقد يأست تماما من ان تراه بعدما قاله لها سيف، ظنت انها ستقضي الباقي من عمرها تحلم به وتتمنى رؤياه...

كان حازم يطالعها بصمت تام وملامح مشدوده للغايه، يحاول استيعاب كم المفاجئات التي توجد حوله، لقد بات يشعر بان كل شيء حوله خطأ، بل ان وجوده في هذا المكان هو خطأ بحد ذاته، يشعر بنفسه غريب عن هذا العالم الذي رسمه اخاه وعاشه لوحده، هل اخطأ حينما قرر الإبتعاد؟!

هل اخطأ بما فعله؟! هو فقط أراد ان يعيش بشرف ونزاهة بعيد عن اعمال عائلته المشبوهه وإجرامهم المريض، لذا قرر ان يبتعد عنه وينشأ كيانه الخاص به، ظن انه قادر على ان يتحرر من عائلته ويبدأ من جديد، ترك كل شيء لسيف وهرب الى أمريكا، الا ان تمارا لحقته واعادته الى اصله الذي هرب منه لسنين طويله، ليكتشف ان الهروب لم يكن يوما قرارا صائبا كما ظن، كان عليه ان يواجه ويحارب باقصى قوته، ان يرفض ما يقومون به من اعمال مشبوهه قذره تثير الاشمئزاز في نفسه...

ان يقف بوجههم ويحاربنى باقصى قوته لا ان يدير ظهره اليهم ويفر مبتعدا عنهم...
تحدث اخيرا بصوته الهادئ قائلا:
ألن تحدثيني عما حدث معك يا دارين...؟
تطلعت اليه دارين بصمت للحظات ثم ما لبثت ان قالت بصوت متعب:
هل من الممكن ان تعطيني بعض الوقت لأستريح فيه واشبع من ابني، وبعدها سوف اخبرك بكل شيء...

هز حازم رأسه موافقا لما قالته: كما تريدين يا دارين، اذهبي الى احدى الغرف الموجوده في القصر وارتاحي فيها، ولنؤجل حديثنا الى يوم غد...
نهضت دارين من مكانها وهي تقول بنبرة شاكره: شكرا لك يا حازم، سوف انام الليله في غرفه سيف، فأنا لا اريد الابتعاد عنه لحظه واحده، وغدا سوف أحدثك عن كل شيء...

نهض حازم هو الاخر من مكانه وخرج من صالة الجلوس متجها الى خارج القصر الا انه قابل تمارا في طريقه، أوقفته تمارا بدورها وهي تقول:
حازم! الى اين انت ذاهب...؟
اجابها دون ان ينظر اليها:
اريد الانفراد بنفسي قليلا...
حازم لماذا تفعل بي هذا...؟
قالتها تمارا بنبرة مقهوره ليسألها حازم بملل:
و ماذا فعلت انا يا تمارا...؟
اجابتها تمارا بالم:
تتجنبني وتهملني طوال الوقت، لا تطيق النظر في وجهي حتى...
زمجر حازم بها غاضبا:.

هل ترين ان هذا الوقت المناسب لما تقولينه يا تمارا، ماذا تريدين مني بالضبط...؟ ان اهتم بك واراعيك واخي بالسجن...
توترت تمارا من نبرة الغضب الواضحه في صوته فقالت بصوت متلكأ:
انا لا اقصد، لكنني...
قاطعها حازم بسرعه وهو يقول بنبرة جامده:
تقصدين او لا تقصدين، لا يهم، اذا كنت تشعرين بالملل من وجودك هنا يمكنك العودة الى أمريكا، والآن يجب ان اذهب، عن إذنك...

قال كلماته تلك ثم اتجه مبتعدا عنها خارجا من القصر باكمله تحت أنظار تمارا المستغربة والمتآلمه في ان واحد...

دلف الى داخل غرفته ليجدها جالسه على السرير تتابع احد البرامج التلفزيونية بملل شديد، ما ان رأه أمامها حتى شي الغضب في أوصالها فمسكت جهاز التحكم وأغلقت التلفاز ثم نهضت من فوق السرير وتقدمت ناحيته وهي تقول بغضب شديد:
مالذي جاء بك الى هنا...؟
اجابها متسائلا بنبرة ساخره:
هل ستمنعيني من دخول غرفتي أيضا...؟
ثم أردف بعدها قائلا:
على العموم جئت إليك مخصوص لابشرك، لدي خبر سعيد من اجلك...

رسمت ابتسامه متهكمه على ثغرها، تحدثت بصوت ساخر:
منذ متى والأخبار السعيدة تأتي منك...
تقدم ناحيتها حتى بات قريبا منها للغايه، تحدث بصوت تملأه الشماته:
مبارك يا زوجتي العزيزه، لقد تم القبض على اخيك صباح البارحه...
هزت رأسها عدة مرات بعدم تصديق، اتسعت عيناها من شدة الصدمه، تحدثت بصوت أقرب للهذيان:
كاذب، انت كاذب...
كلا عزيزتي، انا صادق للغايه، بإمكانك التأكد من التلفاز...

هجمت عليه فجأة منقضه على قميصه بكلتا يديها وهي تردد بصراخ وجنون:
انت تكذب، اخي لم يحدث له شيء، سيف ما زال حرا وسوف يأتي وينقذني منك ويحاسبك على ما فعلته معي...
دفعها بعيد عنه بقوه، تقدم بعدها ناحيتها وقبض على ذقنها بأنامله وهو يقول بتشفي:
لقد انتهى أخاك يا فتاة، وانتهت أسطورة عائلة النصار معه، لم يعد هناك من تتقوين به، من كان يسندك ويقويكِ انتهى وانتهيتِ انتي معه...

ما ان اكمل كلماته تلك حتى سمع صوت صراخ ينبعث من الطابق السفلي فاندفع فورا متجها الى هناك وليان تتبعه، ما ان وصلا الى هناك حتى وجدا حازم يتعارك مع الحراس وهو يصرخ باسم ليان...
ركضت ليان بلهفة نحو اخيها الا ان رامي كان أسرع منها وهو يقبض على ذراعها مانعا إياها من الذهاب اليه...
اتركني...
صرخت بقوة وهي تحاول التحرر منه بينما صاح حازم بها بغضب كاسح:
اتركها ايها الحقير...
ماذا تريد ولماذا جئت...؟

سأله رامي ببرود ليجيبه حازم بعينين مشتعلتين من الغضب:
جئت من اجل اختي ايها الحقير، جئت لأخذ اختي من عندك...
اختك زوجتي ولا يحق لك ان تأخذها مني...
ان كنت رجلا اجعل حراسك يتركوني وواجهني لوحدي...
انا رجلا غصبا عنك...
قالها رامي وهو يتجه ناحيته مستعدا للعراك معه الا ان صوت قصي الذي صدح في ارجاء المكان باسمه أوقفه...
تسائل قصي بصوت جاد هادئ لايناسب الموقف المشتعل:
مالذي جاء بحازم النصار الى منزلي...؟

اجابه حازم بصوت قوي:
اريد اختي با قصي، أريدها...
صمت حل المكان للحظات قطعه قصي بنفسه وهو يقول بنبرة جاده فاجئت الجميع:
خذها...
فتح حازم فمه بعدم تصديق من تصرف قصي معه بينما تطلع رامي اليه باستنكار شديد...
ماذا تنتظرين يا ليان، اذهبي مع اخيك...

وجه قصي هذه المره حديثه الى ليان الجامعه الواقفه على بعد مسافه قليله منه فتحركت على الفور ناحية اخيها واحتضنته بقوه، هم رامي بالتحرك لمنعها الا ان نظره واحده من قصي كانت كفيله لايقافه، عصر رامي قبضته بقوة وهو يرى ليان تغادر مع حازم خارج قصتهم ثم استدار ناحية قصي وسأله بعصبيه شديده:
لماذا فعلت هذا...؟لماذا...؟
من اجلك...

قالها قصي وهو يتجه ناحية رامي، ما ان وصل عنده حتى قرب وجهه من وجه رامي وحدثه قائلا بصوت خافت لا يسمعه سواه:
ام تريدها ان تعرف بأنك مدمن مخدرات...
فتح رامي عينيه باندهاش شديد من معرفة قصي بادمانه للمخدرات، لم يستطع ان يتحدث بكلمة واحده او يقول اي مبرر، استرسل قصي في حديثه قائلا:
ليان سوف تطلقها يا رامي، لقد انتهينا منها، لم يعد لوجودها معك فائدة لنا...
كلا، لن أطلقها...

قالها رامي بإصرار شديد ليسأله قصي بجديه:
هل تحبها...؟
تفاجئ رامي من سؤال قصي ولم يعرف بماذا يجيب فهو نفسه يجهل الإجابة، كل ما يعرفه انه يريدها معه دائما تحت طوعه...
هم قصي بالابتعاد عنه الا انه قبلها حدثه بصوت حازم لا يقبل النقاش:
غدا سوف تذهب الى المصحه لتبدأ علاجك، سوف اخبر والدتك بأنك مسافر للسياحه مع أصدقائك، ابنة النصار سوف تطلقه وتنتهي من امرها...

اللعنه عليك يا سيف، كيف تفعل شيء كهذا...
قالها معتز بغضب شديد وهو يستمع الى ما اخبره سيف به...
وما أدراني بما سيحدث معي..
هذا لا يعطيك الحق بان تفعل شيء كهذا، ترهن أموالك بالكامل لصفقه كهذه، كيف تجازف بشيء كهذا...
اخذ سيف نفسا عميقه وزفره، صمت ولم يتحدث او يرد على ما قاله معتز والذي أكمل متسائلا:
ماذا سنفعل الان...؟
اجابه سيف بجديه:
لا اعلم، لنفكر مبدئيا بماذا سنفعل في مصيبتنا الحاليه...

ابتسم معتز تهكما وهو يقول:
وهل برأيك يوجد حل لمصيبتنا الحاليه، مصيرنا واضح يا صاح، اما السجن مدى الحياة او...
صمت ولم يعقب على حديثه فأكمل سيف عنه:
او الإعدام اليس كذلك...
صمت معتز ولم يجبه فأردف سيف قائلا بنبرة حازمه:
انت مخطئ للغايه يا صاح، لسنا نحن من تكون نهايتنا هكذا، تأكد من اننا سننفذ منها، عاجلا او اجلا...
ليتني املك القليل من الثقه التي تملكها انت...
قاطع حديثهم دخول الشرطي الى المكان وهو يقول:.

سيف النصار، زياره من اجلك...
نهض سيف من مكانه واتجه خارجا من الغرفه، ما ان وصل الى غرفة الزياره حتى وجد صديقه ادهم ينتظره هناك...
وقف ادهم بسرعه ما ان رأه ثم تقدم ناحيته وضمه بقوه، سأله قائلا:
كيف حالك يا سيف..؟
اجابه سيف:
وكيف برأيك سيكون حالي في وضع كهذا...
اجلس، اجلس لنتحدث...
جلس سيف على الكرسي المقابل لادهم وسارع في سؤاله:
ما الاحوال في الخارج، اخبرني، هل ذهبت الى القصر...؟
اجابه ادهم:.

كلا، ما ان وصلت الى البلاد حتى جئت لك مباشره...
متى علمت بما حدث...؟
مساء البارحه، ما ان علمت بما حدث حتى عدت الى هنا مباشره بطائرتي الخاصه، كيف حدث هذا يا سيف...؟ لقد كنت تأخد حذرك بشكل جيد...
لا اريد الحديث بهذا الموضوع...
هز ادهم رأسه بتفهم ثم أردف قائلا:
تحدثت مع ويليام، هم لن يتركوك هكذا، تأكد من هذا...
اريد معتز ان يخرج منها، لا اريده ان يحاكم معي...
صعب يا سيف، معتز شريك لك في كل شيء...

تصرف يا ادهم، مثلما انا احافظ على أسرارهم هم ايضا ليحافظوا على صديقي المقرب...
حسنا لا تغضب الان، الزياره سوف تنتهي، هل تريد ان توصيني بشيء ما...؟
لا احتاج الى توصيتك على ابني وعائلتي...
لا تقلق يا سيف، انت اطمئن، طوال ما انت هنا انا بدالك في الخارج، تأكد من هذا...
نهض سيف من مكانه وتقدم ناحية ادهم الذي نهض بدوره، احتضنا بعضهما بقوه ثم ذهب سيف مع الضابط بينما خرج ادهم من المكان متجها الى قصره...

هبط ادهم من سيارته متجها الى داخل قصره حينما فتح الباب وخرجت منه شابه جميله ركضت ناحيته واحتضنته بقوه، بادلها احتضانها بنفس ألقوه ثم ابتعد عنها وقبلها من شفتيها بلهفه واشتياق وهو يقول بشوق جارف:
حبيبتي، لو تعرفين كم اشتقت اليك...
ابتعدت عنه بعد لحظات ثم اندست بين احضانه وهي تقول بنفس الشوق:
وانا اشتقت لك اكثر، اشتقت لك كثيرا...

تقدم بها الى داخل صالة الجلوس الداخليه للقصر، جلس على احدى الأرائك وشدد من احتضانها...
ظلا يحتضنان بعض هكذا الى فترة طويله...
ابعدها عنه قليلا وهو يقول بتردد:
لميا، لدي شيء مهم يجب ان تعرفيه...
وضعت لميا أناملها على فمه ثم قالت:
اعلم ما تريد قوله، لقد علمت بما حدث مع صديقك سيف، ومن اجل هذا سوف نؤجل خطبتنا...

لا استطيع ان أخطبك الان في وضع كهذا، صديقي المقرب في السجن بتهمه كبيره للغايه، انا أسف حبيبتي، اعذريني...
لا تقل هذا، انا يهمني امر صديقك مثلك تماما، لا توجد خطبه حتى تنتهي مشكلته بالكامل...
قبلها من شفتيها برقه ثم احتضنها بقوه وهو يقول بحب صادق:
احبك لميا، احبك فوق ما تتخيلين...

اوقف رائد سيارته امام فيلا اللواء سامي الجمال، هبط منها واتجه ناحية الفيلا، ضغط على جرس الباب لتفتح لهم ابنته الصغرى والتي كانت تهم بالخروج متجهه الى جامعتها...
ما ان رأته حتى ابتسمت بشده وهي تقول بترحيب:
اهلا اهلا بحضرة الضابط...
ابتسم رائد وهو يقول:
اهلا بالانسه ريا، كيف حالك يا صغيره...؟
متى سوف تكف عن مناداتي بالصغيره...
قالتها وهي تزم شفتيها بضجر مصطنع فقرصها من انفها وهو يقول بمزاح:.

لن أتوقف ابدا...
زمت شفتيها بعبوس بينما سألها هو:
اين إيهاب...؟
زفرت انفاسها وهي تقول بجديه:
في الداخل، يبدو منزعجا من امر ما كالعاده...
هز رائد رأسه بتفهم ثم قال:
حسنا، انا ذاهب اليه اذا...
قال كلماته واتجه الى الداخل بينما خرجت ريا من الفيلا متجهه الى جامعتها...
جلس رائد بجانب إيهاب وهو يقول بجديه:
يقول انه بريء من قتل نرمين...
قهقه إيهاب وهو يقول بتهكم:
وانتَ صدقته اليس كذلك...!
يا إيهاب اسمعني...

انتفض إيهاب من مكانه وهو يقول بغضب:
ماذا تريد ان اسمع، هااا، انت تعلم ان لا احد يفعلها سواه...
ولماذا هو بالذات، لنفكر بجديه، رجل مثله وفِي وضعه، مالذي يمنعه من الاعتراف بجريمة كهذه، جريمه من بين العديد من الجرائم التي ارتكبها...
صمت إيهاب ولم يجب بينما اكمل رائد بجديه:
الم يأتِ الوقت الذي تخرج فيه نفسك من هذه الدائره المغلقه يا إيهاب، عامين وانت على هذا الحال، يجب ان تنسى يا...
قاطعه إيهاب بعصبيه:.

ماذا تريد مني ان انسى، حب حياتي، انسى حبيبتي وخطيبتي وابنة عمي التي قتلت امام عيني ولفظت اخر انفاسها بين أحضاني، ذنبها الوحيد انها احبتني، انسى ألاشياء التي حلمنا بها وسعينا من اجلها، زواجنا الذي حددنا موعده، منزلنا الذي اشتريناه سويا، اطفالنا الذين حلمنا بهم وحددنا اساميهم، ماذا تريد مني ان انسى بالضبط؟..

صمت رائد هذه المره ولم يتحدث، لم يجد شيء يستطيع ان يقوله وهو يرى صديقه في وضعه هذا على مشارف الانهيار، كان يعلم ان جرح إيهاب قوي وصعب جدا ان يمحى، حاول كثيرا ان يساعده الا انه فشل في هذا...

في صباح اليوم التالي
جلست دارين امام حازم الجالس على مكتب سيف من اجل الحديث وتوضيح ما حدث معها...
تحدث حازم بصوت هادئ:
لقد مر وقت طويل على اخر مره اجتمعنا بها يا دارين...
معك حق، من كان يصدق اننا سنجتمع مره اخرى...
قالتها دارين بنبرة يشوبها الحزن...
انحنى حازم بجذعه الى الأمام قليلا ثم سألها قائلا:
كيف خرجتي من المصحه يا دارين...؟ ولماذا قالوا انك ميته...؟
اجابته دارين قائله:.

حدث كل شيء فجأة يا حازم، انا نفسي ما زلت غير مستوعبه لما فعله سيف...
عادت بذاكرتها الى الخلف قليلا...
في احد الايام وفِي منتصف الليل كانت جالسه كالعاده في غرفتها على سريرها والنوم يأبى ان يزور جفونها، تفكر في ابنها الذي تشتاق له بشده، كانت سارحه في تفكيرها حينما فتح الباب فجأة ووجدت سيف يدلف منه، همت بالصراخ الا انه أشار لها بإصبعه على فمه طالبا منها السكوت...

صمتت ولم تصرخ خوفا منه بينما تقدم هو منها قائلا بصوت خافت:
لا تخافي مني يا دارين، انا لا انوي ان أؤذيكِ هذه المره، كل ما اريده منك ان تنهضي وتأتي معي لنخرج من هذا المشفى...
خرجت معه كما طلب مني، ظننت انه قرر التخلص مني اخيرا، كنت متأكده من انه سوف يقتلني، لهذا استعديت للموت، وتقبلته، على الأقل سيكون افضل من هذا الجحيم الذي اعيش به...
وماذا حدث بعدها...؟
سألها حازم لتجيبه مكمله ما بدأت به:.

خرجت معه وذهبنا الى احدى الشقق الخاصه به، طلب مني البقاء فيها وعدم الخروج منها نهائيا، ظللت بها لمدة ثلاثه ايام، كان المأكل والمشرب يأتيني يوميا، حتى جاء لي سيف في احد الايام واخبرني بانه أعلن خبر موتي امام الجميع، صدمت بشده ولم استوعب ما قاله، الا انه طلب مني المكوث هنا وعدم الظهور نهائيا الا عندما يأمر هو بهذا...
ولماذا فعل هذا...؟
لا اعلم، صدقني لا اعلم...
حسنا اكملي، ماذا حدث بعدها..؟

لم يحدث شيء، نفذت أوامره بالطبع وبقيت في الشقه، حتى جائني صباح البارحه اسد الحارس الشخصي لسيف، طلب مني الخروج من الشقه والذهاب الى القصر والبقاء بجانب ابني، اخبرني ان سيف من طلب منه هذا...
اسد هو من جاء اليك...
قالها حازم بعدم تصديق فهزت دارين رأسها مؤكده كلامها ثم اكملت حديثها قائله:
هذا هو ما حدث معي بِالضبط يا حازم، لا اعرف اي شيء اخر غيره...
حسنا يا دارين يمكنك الذهاب الان...

نهضت دارين من مكانها وهمت بالذهاب الا انها توقفت للحظه وهي تستمع الى صوت حازم ينادي باسمها...
التفتت له فوجدته يقول بأسف وخجل:
اعذريني لأنني لم استطع مساعدتك والوقوف بجانبك وحمايتك من بطشه، اعذريني للغايه...
ابتسمت دارين بخفوت ثم خرجت من غرفة مكتبه تتبعها نظرات حازم المتأسفه.

لا اصدق اننا محبوسين في هذه الغرفه طوال منذ البارحه، يجب انت نتصرف ونخرج من هنا...
قالتها لميس بعصبيه شديده موجهه حديثها الى رغد الجالسه على بعد مسافه قليله منها، نهضت رغد من مكانها وبدأ تدور في ارجاء الغرفه ذهابا وإيابا ويبدو انها تفكر في شيء ما...
تقدمت فجأة ناحية الباب وبدأت تضربه بقوه وهي تقول بصوت جهوري:
اريد الحديث مع حازم، اريده حالا...

ظلت تصرخ هكذا حتى فتح الباب فجأة ودلف حازم الى الداخل، قبض على رسغها بقسوه وهو يقول بعصبيه: خير ماذا تريدين...؟
أبعدت رغد يدها منه وهي تسآله:
متى سوف نخرج من هنا...؟ هل تنوي ان تبقينا محبوسين هنا...؟
اجابها حازم بحده:
انت لن تخرجي من هنا حتى يأتي سيف بنفسه ويقرر ماذا يفعل معك...
طالما انني سأحبس هنا، فأنا لن أحبس لوحدي...
ماذا تعنين...؟
سألها حازم بعدم فهم لتجيبه رغد موضحه:.

اسأ زوجتك، دعها تخبرك كيف أخذت مني التسجيل وذهبت به الى الشرطه، كيف اتفقت مع على الايقاع بسيف...
ما ان سمع حازم كلماتها حتى اندفع خارجا من الغرفه وهو يصرخ باسم تمارا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة