قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية الدهاشنة الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن

رواية الدهاشنة الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت

رواية الدهاشنة الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن

بغرفة مظهرها يبث الرعب بالأبدان كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة لتسرب المخدر الذي أعطه لها هذا الطبيب الحقير بجسدها الهزيل لترتمي علي الفراش بأهمال لا تقوي علي الحديث ولا الحركة تري و تسمع كل شئ
نظرت له بدموع عاجزة يا الله كم أدمعت عيناي وأنا أتخيل هذا المشهد تنظر له بعجز ولا تقوي التحرك فقط دموع تعبر عن عجزاها من هم هؤلاء الأوغاد الذين يتحكمون بحياتنا مقابل المال يدفع الثمن الكثير من الأبرياء .

رفعت عيناها للسماء تشكو ربنا أرحم عليها من الجميع لتذرف دمعة محملة بأوجاع تكفي بحور من لهيب الآلآم
سلمت أمرها للواحد الآحد ليقترب منها هذا النذل بلا ضمير يزيح عنها نقابها حتي لا تختنق لا يعلم أنها تتمزق من الداخل
كاد أن يكشف عنها الغطاء الساتر لها بدون ضمير ليجد قبضة من حديد علي يده فرفع عيناه ليجد عين تحمل من الشرارت أفواه
الدكتور بخوف:_أنت مين ؟!

عمر بغضب وهو يلقنه الضربات:_أنا موتك
ورفعه بيدا واحده ويده تضغط علي عنقه ليختنق بيده
وقع عمر أرضا عندما ناوله شخصا ما بضربة علي رأسه جعلت الرؤيا مشوشة تماما ليضع يده علي رأسه بوجع
الشخص بغضب:_أنت مين يا واكل ناسك أنت..

نظر له عمر بغضب قائلا:_ورحمة أبويا لادفعك التمن غالي أووي مبقاش عمر دهشان لو مخليتك تتمني الموت ومطولوش
أرتعب الرجل لمعرفته أنه حفيد كبير الدهاشنه فتطلع لها قليلا ثم هرول مسرعا فمن هو ليقف بوجه كبير الدهاشنه .
وضع عمر يده علي رأسه التي تنزف بغزارة ثم تطلع علي الطبيب الذي ينظر لهم بخوف لا يعلم ما الذي عليه فعله
دلف خالد هو الآخر ليجد عمر ملقي أرضا والدم يغرق رأسه فركض إليه بزعر قائلا بلهفة:_عمر أنت كويس
عمر بألم:_أنا تمام يا خالد أتطمن عليها هي..

وبالفعل إستمع إليه وركض إليها ليجدها تنظر له بعين مملؤة بالدمع لا تقوي علي الحديث ولا علي الحركة تخبره بنظراتها كم عانت بدونه دموع تقسم قلبه بخنجر مسنون رفع عيناه ليجد الطبيب يقف بزعر فأقترب منه بغضب وألقاه درسا قاسيا جعله عاجزا عن الحركة بفضل تدريبه علي ذلك ليشعر بما يفعله مع الكثير من الأبرياء...

ثم ساعد رفيقه علي الوقوف فوقف عمر قائلا:_أنا كويس يا خالد
ثم نظر للطبيب بستغراب قائلا:_عملت فيه ايه
نظر له خالد بستحقار قائلا:_الا يستحقه
وتركه وتوجه إليها ينظر لها بحزن ثم أزاح عنها دموعها وحملها بين ذراعيه للسيارة
وضعها بالخلف ثم أسند رفيقه وأجلسه بالأمام وصعد هو الآخر

بمنزل الكبير
كانت النساء مجتمعة بالقاعة يتبادلون الحديث
فنادين لا تكف عن الحكي حتى أنها جلست بجانب ريم ورباب تقص لهم عن رحلتها بأمريكا وإنجازتها تحت نظرات نواره الغاضبه من تلك الفتاة التي نجحت في كسب قلوب الجميع..

كانت راوية تجلس بجانب هنسة إلي أن دق هاتفها فستأذنت للخروج
وبالفعل خرجت لتجيب علي الهاتف بالخارج
راوية:_السلام عليكم
في أيه يا خالد ؟
طب ممكن تهدأ عشان أفهم .
أيه طب أنا جاية حالا .
وأغلقت الهاتف بتوتر ثم أستدارت لتقابل عيناه المملؤة بالغضب
فهد بغضب:_هتكلمي مين ؟

راوية بستغراب:_وأنت بتسأل ليه
جذبها فهد بالقوة من معصمها قائلا بغضب:_أنطجي بتحدثي مين عاد
نظرت ليده الموضوعة بقوة علي يدها بخوف لتقول بعين تلمع بالدمع:_أنت مجنون سيب إيدي
فهد بصوتا كفحيح الأفعي:_أنتي فعلا صح أنا أبجا مجنون لو سبت المخروب ده معاكي..

وجذب الهاتف ثم حطمه بغضب ليتلبش جسدها من الخوف فأن كان هذا تصرفه معها من الآن كيف سيكون فيما بعد
راوية بغضب والدمع يسيل علي وجهها:_أنت أيه الا عمالته دا أنت بني أدم مش طبيعي على فكرة
وتركته وتوجهت للقاعة قبل أن يفعل شيئا أخر
راوية بهدوء مصطنع:_أنا أسفة يا ماما كان نفسي أقضي معاكم اليوم كله بس حصل عندنا ظروف مفاجئة ومحتاجني أكون معاهم
هنية بخوف:_في أيه يابتي حد حصله حاجه..

راوية ببعض الخوف:_معرفش لسه هروح أشوف في أيه وهطمن حضرتك إن شاء الله
رباب:_أسترها يارب روحي يا ريم نادي للكبير
وبالفعل توجهت لتناديه لتقول راوية:_مفيش داعي يا أمي لكل دا
دلف الفهد ونظراته تكاد تقتلها
الكبير:_في أيه يابتي هتعاودي دلوجت ليه ؟!

راوية بهدوء:_معلش يا جدي خالد كلمني وقالي أنه محتاجني حالا
نوال بخبث لشكها في أن الخيط بيدها لا تعلم أنه أخيها وكذلك الفهد:_مين خالد ده واد عمك
نادين بأبتسامة فخر:_لا إبن عمي أنا وأخوها
هدءت النيران في قلب الفهد وإشتعلت بقلب الأخري..

لينظر لها سليم بغضب يزيد عن غضب الفهد أضعاف
الكبير بتفهم:_ماشي يا بتي روح معها يا فهد وأنت يا سليم ومتعادوش غير لما تتطمن عليهم
فهد.:_حاضر ياجدي
وبالفعل هبطت راوية ونادين وجلسوا بالخلف من السيارة وبالأمام الفهد وسليم

بمنزل واهبة القناوي
دلف خالد وهو يحملها بين ذراعيه تحت نظرات إندهاش من الجميع
لم يعبئ بهم وتوجه للأعلي بها وضعها برفق علي الفراش وهي تنظر له تبكي بشدة تريد التحدث معه
نظر خالد لها قليلا ثم توجه للخروج ليجد يدها موضعة علي يده تحول الأمساك به ولكنها تفشل بذلك
تخبره بدموعها أن لا يتركها مجددا نظر لها القوي بعينا مملؤءة بالغموض
ثم أقترب منها ورفعها بيده وأحتضانها بشتياق قبل أن تعود لواعيها ويعود هو الآخر لقلبه المتحجر فهي من فعلت به ذلك .

بالأسفل
جلس عمر بتعبا شديد بعد أن قام هاشم بمعالجت جرحه ليقص علي الجميع ما حدث وكيف أن خالد سأله علي الهاتف عن المشفي بالصعيد فأجابه عمر أنه لا يوجد مشفي بل مستوصف صغير بأخر الصعيد وهو بالقرب من منزله فصرخ به خالد علي الأسراع إلي هناك لأنقاذ تلك الفتاة وفعل علي الفور
واهبة بستغراب:_مين البت دي ويعرفها كيف..

صمت هاشم ولم يجيبه ليصرخ به أبيه بغضب قائلا:_ما تتكلم أذي والدك يشيلها إكده ويعرفها منين باااه دهية لتكون عشيجته
هاشم مسرعا:_لا مرأته شرعا وقانونا
واهبة بصدمة:_وأحنا منعرفش كيف !
زفر هاشم بغضب قائلا:_هو صمم يتجوزها يا حاج حاولت أقنعه بس فشلت والجوازة كانت علي في القصر معملناش فرح ليهم
واهبة بغضب:_أيه لعب العيال دا
هاشم:_خالد عنيد ياحاج لو مكنتش عملت الا هو عايزه كان هيتجوزها من ورايا
وقف واهبة بحذم قائلا بغضب:_..

ده كلام ماسخ يا هاشم كيف الصغير يمشي كلامه علي الكبير
لازمن يعرف مكانه زين
عمر بخجل:_أنا عارف أني ماليش أدخل بس يا جدي خالد عمره ما أخد قرار غلط أكيد هو عمل كدا لسبب معين
واهبة بهدوء:_ماشي يا ولدي لما نشوف هيقنعنني كيف .
دلف الفهد وسليم ليجدوا عمر رأسه مغطي بالشاش
سليم بفزع:_في أيه ياعمر كيف إنجرحت إكده..

عمر بتعب:_دا موضوع بسيط يا سليم هبقا أقولك عليه بعدين
فهد بغضب:_مين الا عمل فيك إكده
عمر:_معرفوش أول مره أشوفه
سليم بغضب:_وجعته مطينه بطين ميعرفش من الدهاسنة لعب في عداد موته
نادين:_خلاص يا سليم الحمد لله أنها جيت علي قد كده
نظر لها بغضب قائلا:_أيه الا موجفك إهنه..

نادين بسخرية:_ هقف فين يعني دا بيت جدي
واهبة بحذم:_أطلعي جناح الحريم يالا بلاش كلام ماسخ
نظرت له قليلا ثم أتبعت راوية للأعلي
أقترب الفهد بغضب من عمر قائلا:_كيف خاليت حد يعلم عليك إكده
عمر:_ضربني وأنا عطيله ضهري يافهد أكيد لو شوفته مكنش يقدر يعمل كدا كمان خالد مالحقوش
فهد:_أيه علاجته بخالد وعايز يأذيكم ليه..

هما قص عمر ما حدث لهم لتبع شرارت الغضب من عين الفهد كيف يحدث ذلك هنا بالصعيد ومن الطبيب الذي يتجرء علي فعل ذلك بوجود كبير الدهاشنة
هاشم لفهد:_أحنا أسفين يابني بسبب الا حصل لعمر و
قاطعه الفهد قائلا:_لع ياعمي عمر معملش حاجة غضبي كلته علي الدكتور الا ممكن يعمل إكده والكلب الا وزه شطانه يعمل إكده في حرمه لكن متجلجش هجيبه حتي لو في بطن أمه وحج خالد وعمر سيبه عليا أني
نظر له الجميع بأعجاب وهنا كانت نظرة واهبة تختلف عن الجميع نظرة لهاشم يخبره أنه عرف الأختيار الصحيح لأبنته .

بالأعلي
دلفت راوية للغرفة الخاصة بخالد لتجده يجلس بجانبها وهي تنظر له بصمت
راوية بقلق:_في أيه يا خالد ؟
خالد بلهفة:_راوية ريماس مغرفش مالها أنا جانبها بقالي فترة مش بتفوق
راوية:_متقلقش يا خالد ممكن لسه مفقتش من المخدر
وأقتربت منها تتفحصها بستغراب فهي تشعر بما تفعله ولكن لا تتحدث ولا تتحرك
نظرت لخالد بتعجب ليقول بخوف:_في أيه يا راوية
راوية بدموع:_الحيوان دا كان عايز يعملها الجرحه وهي حاسه بكل حاجة
خالد بعدم فهم:_مش فاهم تقصدي أيه..

راوية بنبرة باكية:_دي حقنة بتفقد النطق وبتشل الحركة لكن الأحساس لا يعني هي حاسة بكل حاجه وواعيه لكن مش قادرة تتكلم ولا حتي تتحرك
الحمد لله أنكم أنقذتوها من العذاب دا حسبي الله ونعم الوكيل في الا كان عايز يعمل كدا
نظر لها خالد بحزن فهي عانت الكثير وتمحي بداخله إحساس الشفقة علي ما فعله بهذا الحقير
:_يعني مش هتتكلم..

راوية:_لا طبعا في حقنه هنحتاجها عشان تضيع تأثير التانيه بس مستحيل تكون هنا إحنا لازم نرجع مصر حالا لأني معنديش خبرة في النوع دا من الحقن
وبالفعل هبط خالد وهو يحملها بين ذراعيه تحت نظرات دهشة من الجميع
لتخبرهم راوية بنفس الحديث الذي أخبرته لخالد فيستعد هاشم ونادين للنزول لمصر
فعلي كل حال كانوا سيسافرون غدا..

أخبر هاشم الكبير بالهاتف عما حدث ليغضب غضبا شديد من هذا الحقير حتي أنه أمر رجاله بالبحث عنه
كان يتأملها وهي تصعد للسيارة بخوف منه بعدما حدث بالمنزل لم يعلم لما شعر بغصة تحتل قلبه
أما نادين فأقتربت من سليم قائلة:_مش هتعطيني رقمك بقا
نظر لها بنظرة تحمل الغضب والتعجب قائلا:_أني مشفتش بالطريجة دي
جذبت من الهاتف الذي كان يحمله بيده عندما طلب الكبير ليحدثه هاشم وسجلت رقمها تحت نظراته المندهشة..

وأعطته له بأبتسامة وغادرت
صعدت للسيارة وأشارت له من النافذة بيدها بمعني أن يحادثها
غادرت السيارات للقاهرة تحت نظرات الفهد وسليم
فتبسم سليم عند رؤيته لأسمها علي الهاتف فقد سجلته الحمقاء بأسم مجنونة الصعيدي
تبسم علي تلك المجنونه حقا
أما الفهد فكانت عيناه غامضة لا يعلم أحدا ما بها

بمنزل الكبير
كانت بالأسفل تعد الشاي لوالدتها لتجد أحدا ما يكمم فمها حاولت الصراخ ولكنها لم تتمكن من ذلك
ليردد بأذنيها بصوتا كالفحيح:_الشاي بعدين أنتي وحشتيني دا إستقابلك ليااا بعد السفر الطويل داا
ركلته ريم ببطنه ليتلوي من الوجع وتتميك بسكينا حاد قائلة بنبرة تحذرية:_بعد عني وإلا لميت عليك الخلج
ضحك بشدة قائلا:_لمي برحتك عشان أشوف هيعملوا أيه لما يشوفوا الفيديهات الا معيا لحضرتك وأنتي بين إيدي...

نظرت له بصدمة ليسقط السكين من يدها بزعر فيستغل ذلك ويقترب منها بطريقة مقززة لم تعي ما يفعله لتعود بذكرياتها للخلف فتتذكر ما حدث معها فها هو الماضي يعاد من جديد حاولت التملص من بين يديه ولكن لم تستطع
لطمها أرضا وأنكب عليها غير عابئ لمحاولتها بالنجأة منه فهو يعلم أن جميع الرجال بالخارج لمحت ريم السكين موضعا أرضا لتطعنه بغل وحقد بهذا الحقير ليصرخ من الوجع ويقع أرضا..

نظرت له بخوف شديد وهي تحاول الوقوف مجددا رفعت يديها والدم يغرقها لتركض بفزاع
إصطدمت بأحدا ما لترفع عيناها بخوف شديد لتجده هو
عمر بقلق:_مالك يا ريم في أيه
ريم بزعر:_جتلته جتلته
نظر لها عمر بفزع فكانت ثيابها ممزقة وبدون حجاب يدها مغموسة بالدماء
تحاولت عيناه بجمرات من جحيم
تمسك بها بالقوة قائلا بغضب:_مين الا عمل فيكي كدا
ريم بعدم وعي:_جتلته
تطلع عمر لما تطلع إليه ريم فأتجه للمطبخ بخطوات سريعة حتي يري من هو هذا اللعين .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة