قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية الدهاشنة الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع

رواية الدهاشنة الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت

رواية الدهاشنة الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع

تشبست به بخوف شديد ليدلف بخطواتا سريعة لتنصدم مما رأت
فالمطبخ فارغ لا يوجد به احدا ولا أثر للدماء به
نظر لها عمر كثيرا يتأمل تقسيمات وجهها
لتصرخ بفزع وبكاء قائلة برعب:_كان إهنه صدجني
جذبها عمر بغضب يجتاز أواصره ليعلم من هو قائلا:_هو مين يا ريم
هوت بين يديه فاقدة للوعي ليقتلع قلبه عليها وإزداد عندما
إستمع لصوت سيارة الفهد فحملها بين يديه ثم صعد مسرعا للأعلي..

بالأسفل
دلف الفهد بحزن عندما تذكرها وهي تنظر له بخوف تذكر نظراتها الغريبه تذكر الكثير والكثير لينزع بقلبه الجراح والألم
دلف سليم بعد دقائق ومعه المعلومات التي طلبها منه الفهد عن هذا الرجل

بالأعلي
حملها عمر للمرحاض ثم قام بتنظيف يدها جيدا وأبدل ثيابها ثم حملها للفراش وداثرها جيدا
كانت نظراته لها محملة بالكثير يشغل عقله نظراتها المرعوبه
تطلع لها بحبا شديد فهي كوت قلبه بعد معرفته بما حدث أزاح تلك الخصلة المتمردة علي عيناها وإبتسم علي تلك الملاك فريم تمتلك عين أخاها الخضراء وشعر بني كالحرير
تبدلت ملامحه عندما تذكر كلماتها فتجحمت عيناه حتي أنه لم يقوي علي القعود أكثر من ذلك وخرج من الغرفة وهو لا يري أمامه من الغضب

بالأسفل
فهد بتعجب:_كيف الحديت ده
سليم:_ذي ما بجولك إكده هو عمل كل ده عشان ينتجم من خالد
فهد بغموض:_أني لازم أنزل مصر
سليم بستغراب:_طب والكبير
فهد:_هخبره بكل حاجة لازمن نعرف الناس دي مجامها كويس عيلة القناوي بجوا منينا متنساش اننا علي نسب .

دلف الكبير ليستمع لحديث فهد فقال بتعجب:_في أيه يا ولدي ليه هتنزل البندر
فهد:_دي حكاية وعره أوي يا جدي سليم هيحكهلك أني لازم أغير خلجاتي وأدله علي مصر عن أذنيك
وغادر فهد تاركا سليم يقص عليه ما عرفه عن تلك الفتاة وعائلتها .

مرء الليل بساعاته القصيرة وأتي الصباح لتستعيد وعيها تدريجيأ شئيا فشئ
نظر لها خالد بقلق لتحاول التحدث قائلة بصوتا يكاد يكون مسموع:_خالد
حطمت جدران قلبه ليعود للنبض مرة أخري عند سماعه لطرب إسمه بصوتها العذب
حاولت القيام ولكنها فشلت بذلك لتسقط علي الوسادة مرة اخري
نظر لها قليلا ثم قال:_أرتحي هطلب من الخدم يجهزولك الفطار..

وقام ليخرج ليجدها متماسكة بيده والدمع يزيل من عيناها كالفيضان قائلة:_إديني فرصة أشرحلك كل حاجة
نظر لها قليلا ثم سحب يده ببعض القوة قائلا:_مفيش بينا كلام أنا كنت هطلقك بس عشان الا بطنك دا مالوش ذنب يدفع تمن أخطائك هكون ليكي زوج أدام الناس كلها عشان الكل يعملك ويعمل لأبني أحترام أكتر من كدا ما تنتظريش
وتركها تبكي بشدة حتي هوت أرضا من الصدمة..

بكت ريماس علي قلب معشوقها المغلف بالحجارة نعم هي من تسببت له بذلك ولكن عليه الأستماع لها .
دلفت راوية ومعها كوبا من اللبن وبعض الشطائر لتجدها تجلس أرضا
هرولت إليها مسرعه تعاونها علي الجلوس
راوية بخوف:_أنتي كويسة..

رفعت عيناها لتلك الفتاة التي تمتلك قلبا من ذهب فهي لم ترأها سوي مرتين فقط ومع ذلك تقدم لها العون والمساعدة علي أكمل وجه
ريماس بحزن:_هبقا كويسة لما يسمعني
جلست راوية بجانبها قائلة بحنان:_خالد بيحميكي من غضبه يا ريماس خالد طبعه قاسي مكانه وسط المجرمين خاله طبعه كدا هو بيعد عشان يحميكي ودا أكيد حب ليكي..

نظرت لها بأمل يلمع بعيناها لتقول بصوتا بأكي:_بجد خالد لسه بيحبني
إبتسمت راوية وقالت:_طبعا مكنش همه حمايتك لدرجة أنه يسيب الصعيد ويرجع مصر حتي شغله مرحهوش عشان يطمن عليكي أنا أكتر واحده فاهمه خالد هو محتاج بس فترة وجعه يهدأ وصدقيني هيسمعك
رفعت عيناها للسماء قائلة بأمل:_يارب
راوية بخبث:_وأنا مستعدة أساعدك بس تسمعي كلامي وتأكلي كل الأكل دا وأنا معاكي بأذن الله وربنا يسترها علينا
ضحكت ريماس وأحتضنتها بسعادة ثم تناولت طعامها وأخذت أدويتها .

بالأسفل
كانت تجلس بغضب والهاتف بيدها تنظر له تارة وإلي التلفاز تارة أخري
حملت الهاتف بتأفف قائلة بداخلها:_ماشي أما ورتك مابقاش أنا نادين
ثم رفعت الهاتف ليجيبها بسعادة الكبير:_كيفك يابتي
نادين بزعل طفولي:_مش كويسة يا حاج وزعلانه أوووي وهنصب عندكم قاعدة عرب عشان يجبولي حقي
الكبير بجدية:_لييه بس مين زعل القمر..

نادين:_حفيدك أديله رقمي ميعبرنيش حتي برنه خايف علي الرصيد مش من طباع الدهاشنة يعني
ضحك الكبير علي تلك المجنونه التي تنجح دائما بجعله يبتسم بعد مدة طويلة فقال:_خلاص يابتي هشدهولك شويه
نادين بخوف:_لااااا فاكرني هبلة تشدهولي ويشدني أنا
ضحك الكبير بشدة قائلا بحيرة:_أمال أنتي عايزة إيه..

نادين:_بدردش معاك يا حااج.الله لازم تروح تقوله يعني بص يا كبير بينا هيكون في أسرار مش لازم تعرف حد بيها ولا أيه
ضحك حتي أحمر وجهه قائلا:_كلامك صوح وموزون
نادين بمكر:_حيث كدا بقا إيدك علي رقم الرجل دا
ضحك فزاع وبالفعل أعطي لها رقم الهاتف
وأغلق وهو متبسم وفخور بأختياره

بغرفة عمر
كان يجلس مع عمر يحاول معرفة ما به
سليم بغضب:_أباااه عليك يا عمر بجالي ساعة أقعد جانبيك وأنت بتلف وتدور عليا
عمر بحزن:_الا وجعني مش هينفع أتكلم فيه مع حد يا سليم
إبتسم سليم وقام ليجلس بجانبه بحنان قائلا بلهجته:_إسمع يا عمر الدنيا دي ممكن تحطينا في إختبارات مفهاش إختيارات غير طريق واحد مفروض علينا ولازم نمشيه بس الا متعرفوش ان معروف بدايته ونهايته ولازم نمشيه بس بالعقل يا إبن عمي..

ثم تحدث بالصعيدي قائلا:_ وذي ما الفهد بيجول أن الرجل صوح هو الا يحدد ويتحكم بطريجه مش الدنيا الا تتحكم فيه
هسيبك أنا دلوجت وهعاود أوضتي ما تنساش حديثي عاد
وتركها سليم يفكر في حديثه الموزون فسليم يمتلك شخصية رائعة مزيج من المرح والجدية تركيبه غريبة وفريدة من نوعها
دلف إلي غرفته وأبدل ثيابه ثم تمدد علي الفراش بتعب ليصدح صوت هاتفه المكان..

رفع الهاتف ليجد أسمها يضئ ضحك قليلا ثم رفعه قائلا بجدية:_نعمين
نادين بسخرية:_ليك عين تتكلم في واحد يسيب مراته كدا من غير ما يكلف نفسه يسأل عليها
سليم بهدوء:_بكفيكي عاد إيه مصدجتي وبعدين أنتي جبتي رقمي منين
ضحكت قائلة بدلع:_من فيزو
سليم بغضب:_مين ده إن شاء الله
نادين بمكر:_غيران صح..

سليم بغضب:_إسمعيني زين أني صوح مكنتش عايز إتجوز من البندر ولا إنتي بالذات لكن جدري إنك تبجي مراتي فهتحاولي تعيشي حياتك بمسخرة هتشوفي وش عمرك ما تتمني تقبليه في حياتك
إنسي كل شئ قذر في حياتك سامعه .
وأغلق الهاتف بوجهها لتنصدم تلك الفتاة وتهبط دموعها لأول مرة فها هي المرحة تذق طعم الدمع لا تعلم هل تلك البداية لطريقا محفل بالأشواك أم نهاية لحياة مملؤءة بالغموض

بالصباح الباكر
أفاقت راوية فاليوم هام للغاية بجامعتها بعد أن أخبرتها رفيقتها بضرورة الحضور
توجهت لغرفة نادين لتجدها غافلة أو تتصنع ذلك قائلة لها أن تذهب فهي تشعر بالأعياء
وبالفعل غادرت راوية للجامعة لتجد هذا الأحمق أمامها
سيف بأبتسامة ماكرة:_صباح الخير يا أنسة راوية..

راوية بتأفف:_نعم
سيف:_في حد يكلم حد كدا
راوية بغضب:_دي طريقتي ودا أسلوبي فياريت تبعد عن طريقي أرجوك لو عندك دم
تركته راوية وتوجهت للمكتبه لتجده يتمسك بمعصمها قائلا:_ممكن نقعد نتكلم في مكان
دفشته بعيد عنها بغضب قائلة بشرارة تكاد تقتله:_عيدها تاني وقسمن بربي لتكون جثة هامدة ياحيوان أنت
سيف بسخرية:_بتتحمي في أخوكي عشان رائد يعني..

أقتربت منه لتقول بفخرا وكبرياء:_عندك حق بس أنا بتحمي في زوجي فهد الدهشان أسمه يكفي لأزالة حشرات ذيك من علي وجه الأرض ولأخر مرة بحذرك أنك تبعد عن طريقي يا سيف
وتركته وتوجهت للداخل ولم تري ذلك الذي يراقبها بفرحة تدب بقلبه ليعلنها الآن ملكة عرش قلبه
كانت تبحث عن كتب تساعدها بمجالها
لتتفأجي به يقف أمامها بطالة أكثر وسامة وجذابية..

فكان يرتدي حلي أسود جعله ملكا للوسامة نظرت له بتعجب ودهشة فهذا الرجل يمتلك سحرا خاص حاي بالرداء الصعيدي لم يفقد وسامته بل تزيده وسامة ووقار وهو الآن يفوق رجال البندر أضعاف فيقف أمامها بدون العمامة لتتأمل شعره البني الغزير
أقترب منها فهد قائلا بهدوء:_عاملة أيه
نظرت له كثيرا بعدما تحدث بنبرتها..

فهد بأبتسامة جذابه:_أنا مردتش أروح القصر غير لما أصالحك علي الا صدر مني بالصعيد
نظرت له بعدم فهم قائلة بصوتا منخفض من الدهشة والخجل:_تصالحني علي أيه
أقترب فهد قائلا:_خلصتي الكتب الا عايزها ولا لسه
نظرت له قليلا وقالت بخجل:_أنا عندي مراجعة وكنت جايه أشوف كتاب يفيدني
إبتسم الفهد وتركها ثم تقدم من الكتب وجذب أحدهما وأعطاه لها لتفتح صفحاته بفرحة فالكتاب يشمل الطب بأكمله
رفعت عيناها له بشك قائلة:_هو أنت بتتحاول..

نظر لها قليلا فدب الخوف بأواصرها ليضحك الفهد بصوته المسموع لأول مرة لتقف تنظر له بأعجاب فها هي قد وقعت أسيرة للفهد
فهد بأبتسامة هادئة:_مع الوقت هتفهاميني ممكن بقا نقعد في مكان ونتكلم قبل ما أروح القصر
أكتفت بالأشارة فقط ليأخذ الكتاب ويدفع ثمنه ويغادر معها تحت نظرات الفتيات المنصدمه من كون هذا الجذاب صعيدي كيف ذلك ؟!
فكم منهم سخرت عندما علمت بزواج راوية من صعيدي وأتي هو ليثبت لهم أنه من القمم والملوك

وضعت عيناها أرضا تتحاشي عيناه
فهد:_هتفضلي بصه للأرض كتير
رفعت راويه عيناها الرمادية لتلتقي بعيناه كأنها سحرت بشيئا سلب عقلها
فهد بأبتسامة هادئه:_لسه زعلانه مني
راوية:_طريقتك معيا من البداية تزعل..

فهد بألم:_غصب عني صدقيني إلا شوفته كان صعب أنا نفسي مكنتش متوقع أني هتغير كدا
ؤفعت عيناها بعينه قائلة:_يعني هتحرمني من أبسط حقوقي عشان غصب عنك
إبتسم الفهد قائلا:_أنا صحيح صعيدي بس متعلم وعلام عالي كمان أحسن من الا أتعلموا هنا أنا مركز أول علي الصعيد بأكمله كملت تعليمي بالخارج يعني عقلي مش متخلف لدرجادي..

وذي ما كسرت تلفونك أديني بهديكي غيره ياستي
وقدم لها هدية مغلفة بغلاف أحمر مغلق نظرت لها بسعادة وألتقتها منه بفرحة جعلت قلبه ينبض لفرحها فقال:_كدا خلاص مش زعلانه
نظرت له ببسمة قائله:_لا
فهد:_طب الحمد لله علي فكره أنا أخدت الرقم مش بحب الكدب
ضحكت راوية من قلبها لتأسر قلب الفهد المتعجرف ولكن هل هي بداية لعشق جديد أم باب من أبواب المتاهة
متاهة الفهد !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة