قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل السابع

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل السابع

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل السابع

منذ اللحظه التى توقفت فيها على شفا مُحادثتك ولم استطع ان اُخبرك بإننى لست بخير بإننى اشتاق لك، عندها تاكدت بأن الطريق إليك بات منقطعًا، لأول مره أشعر بأنك لا تخُصني، لأول مره افنى عمرى انتظارا فى وهم نسجته من صُدف لقائى بعيناك
نهال مصطفى.

(صباح يوم جديد )
وصلت فجر لمبنى شركة النورماندى متأخرة عن معادها قرابة النصف ساعه، فدخلت بمنتهى الهدوء مكتب عايده التى اثير فضولها جمال واناقة وفخامة الصورة التى طلت امامها..
جلست على الاريكه الجلديه ووضعت ساق فوق الاخرى، وبثقه اشبه بالغرور
- صباح الخير!
رمقت ميان عايده بنظرة حائره ألتقمتها عيون الاخيره متفهمه، فتركت القلم من يديها وقالت.

- من اولها تأخر فالمواعيد كده؟! ياريت نلتزم بمواعيدنا! بحالك ده مش هنمشي شغل!
بهدوء اردفت فجر:
- قولى ان شاء الله..
استدارت ميان بكرسها الجلدى ونهضت بحماس وهى تتفقد هيئه فجر الباهظه وتقول متغزله
- هاى، الكاجول لايق عليك جدا..
التوى ثغر فجر مبتسما بثقه
- أنا كل حاجه واى حاجه بتليق عليا؟! انا فجر النورماندى، هى طنط عايده ماحكتش ليكى عنى؟!
تراجعت عايده بمقعدها للخلف متأهبة للوقوف.

- مفيش وقت لكل الكلام الفاضي ده..
ثم امسك بالهاتف متحدثه مع مديره مكتبها
- هاجر، هاتى العقد للانسه فجر تمضيه..
هبت رياح فجر معارضة وهى تحدق النظر بميان متعمده اشعال النيران التى قذفتها بالامس فى قلبها
- مادام فجر يا عايده هانم، حرم الرائد هشام السيوفى؟!
تأفف عايده جازعه وهى تقفل الهاتف باختناق، فاردفت محذره
- وبعدين؟!
لم تعر فجر اى اهتمام لنظرات عايده التحذيريه ثم قالت ببرود.

- ولا قبلين؟! ايه ما وضحش الصورة يعنى؟!
- لا يااختى مش وقته؟!
داعبت ميان خصيلات شعرها ثم استدارت نحو عايده قائله بهدوء اشبه بالغيوم التى تسبق المطر..
- تعرفى يا طنط ان هشام طول الليل امبارح بيتكلم معايا، وقال لى انه ناوى يطلق قريب؟!
فزعت فجر من مجلسها هاتفه
- اى الجنان ده؟! هشام مستحيل يعمل كده؟!
هزت ميان كتفيها لامباليه
- وانا مالى؟! انا بقول اللى حصل وبس..
هبت فجر بثقه
- كذب!

- هاا براحتك بقي، شكلك من الناس اللى بتحب تعيش على الوهم كتير!
ادركت عايده للتو أن انها وضعت الكبريت بجوار البنزين وستنشب نيران ستحرق كل شيء ولا ترحم، فكزت على اسنانها غضبا
- وبعدين بقي دى مش طريقه شغل؟!
نظرت لها بازدراء ثم عادت لتجلس على مقعدها مرة آخرى، وحينها دخلت هاجر حامله بعض الاوراق واعطتها لفجر، فهتفت ميان قائله بنبره آمره
- يلا أمضى عشان ننجز ونبدا نشوف شغلنا..

شرعت فجر فى تقليب الاوراق لتقرأهم قائله بتجاهل
- لما اقراه الاول؟!
حدجتها بنظرة حاده واخرى جازعه لعايده التى اومأت اشارات اليها ان تهدا، اكتفت ميان بأن تعود مرة اخرى لشغلها وتراجع بعض التصاميم على الحاسوب الخاص بها..
مرة قرابه العشر دقائق حتى تفوهت فجر، وقالت
- اى فساتين قصيره او مفتوحه اوفر مش هينفع ألبسها..
اتسعت عيون عايده غاضبه
- نعم؟! ده اللى هو ازاى؟!

فجر ببرود: معرفش، بس الشرط ده لازم يتلغى من العقد..
تشاورت بالاعين مع ميان حتى اتفقا بالاشارات بينهم على تقبل الامر، فأغمضت عايده عينيها باستسلام
- تمام؟! حاجه تانى؟!
اومأت راسها ايجابا ثم فنطت الاوراق فى يدها وقالت
- انا اللى اختار التصميم اللى ألبسه، وأظن ده حقى، يعنى محدش يقول لى ألبسى ده ولا ده لا!
تأففت عايده محاوله تمالك غضبها.

- انت ليه مش عاوزه تفهمى انك اللى هتكونى البرنساس بتاعت العرض، يعنى اكيد مش هنلبسك ايه حاجه..
وضعت القلم فى فمه للحظه مفكرة ثم قالت
- معلش عشان بس قلبى يكون مطمن، اصل ذوق مدام ميان مش اد كده ولا بالعاه؟!
غضب عنيف اندلع فى جوفها قائله بحزم
- آنسه؟!
تسلحت فجر بالبرود ثم قالت غير مكترسه للامر
- آنسه آنسه! مع انك كبيره شويتين على آنسه دى..

لم تعط الفرصه لعايده للانفجار بوجهها بل لحقت نفسها، وألقت اخر طلب وهى تضع الاوراق بلا اهتمام فوق الطاوله
- آخر حاجه سورى الاجر قليل جدا، يعتبر ملاليمم بالنسبه لمستوى الصفقه، ولمستوايا انا، فجر النورماندى! إضافه لا مكان تنضم له
هبت عايده معارضه فقد تناست كل شيء
- انت هتنسي نفسك يابت انت؟!
خفضت رجلها من فوق الاخري وتناولت حقيبتها بهدوء وتأهبت للمغادرة وهى تقول.

- شكلنا مش متفقين؟! معطلكمش عشان تلحقوا تدوروا على حد غيري..
خرجت عايده عن هدوئها
- انت واعيه لكلامك؟!
- للاسف لسه جايلى عرض من شركه منافسه اضعاف الرقم اللى انتو حاطينه..
ثم تقدمت عده خطوات لتقف امام عايده متحديه
- وانا مش شويه بردو يا طنط، واحده زيي قضت حياتها كلها فى باريس والفاشون يعنى اى مكان هو اللى يتشرف بيا، وحضرتك شاهده! ولا عندك كلام تانى؟! اصلا مش هو ده كلامك؟

اغمضت عايده اعينها محاولة الحفاظ على مظهرها اكثر، ثم جلست على مقعدها متخذه عدة انفاس متتاليه، فهتف ميان بسياسه
- عاوزه كام؟!
- مش كتير، الرقم اللى مكتوب × 2.
- تمام، وانا موافقه، ممكن تمضي بقي؟!
وضعت فجر حقيبتها على مكتب عايده وقالت بفظاظه
- مش لما تعدلوا العقد وتكتبوا شروطى؟!
واصلت عايده قائله باستسلام
- تمام ياهاجر نفذى طلباتها.

( اكبر مشكله بتواجهنا أحنا كستات وبنات، أننا بندى كل حاجه حقها لدرجه المبالغه فيها ؛ فالحب لو نطول نوهب قلبنا على طبق من فضه للشخص التاني مش هنتاخر، لما بنكره مابنعرفش نسقط مرحلة الشخص ده من حياتنا الا لما نخلص كل طاقتنا فى كُرهه والانتقام منه ودايما محل نفكيرنا، ولما نغير بنخلى نارنا تحرق الكل بدل ما تحرقنا لوحدنا، مش عارفه لحد امتى هنفضل ندى المشاعر كده اكبر من حجمها هنتعلم امتى نطلع من الحاله زي مادخلنا فيها، لحد امتى هننضج وندرك أن كل حاجه لازم شعورها يكون أقل من العادى ).

- يابنتى متحسسنيش إنى خاطفك وبطلى تبصي حوليكى كده زى الحراميه!هيفهموكى غلط وانا مش مسئول!
اردف فارس جملته الاخيره ساخرا من صورة رهف المرتابه، والمرتعده من شده الخوف، فغمغمت قائله بتوتر
- معلش اصلى أول مرة اخرج مع حد ؛ ووو بصراحه خايفه أحسن حد يشوفنى..
ارتسم على ثغره ابتسامه الخديعه وتعمد لمس كفها ولكنها سحبتها كالملدوغه، فتجاوز الامر قائلا.

- طيب اهدى، منا مش هعرف اقعد مع حد وهو هيموت من الخوف كده.
ارتشفت رشفه من المياه ثم قالت
- فارس، ممكن تقول عاوز ايه عشان انا مش هينفع اتأخر..
اتسعت عيناه بنور الكذب وهو يقول
- وحشتينى..
فاجابت على الفور بغباء طفولى
- بجد؟!
انخضت نبره صوته هامسا
- واوى على فكرة، وطول الفتره اللى مكنتش تردى عليا فيها كنت هتجنن عشان أوصلك...
تبدلت ملامحها سريعا عندما تذكرت فعله السمج، فقالت ملتاعه.

- فارس اللى حصل ده لو اتكرر انت مش هتشوف وشي تانى..
هبت شفتاه بهمس لتعترض ولتسميع اسطوانته القديمه، فخطفت الكلام منه وتبدلت الادوار قائله
- ولا تقول لى أمريكا ولا زفت، احنا حاجه وهناك حاجه تانيه..
اومأ فارس بطاعه:
- تمام ياستى، تحت امرك، حتى سلام بالايد مش هسلم..
ثم رفع كفيه مستلسمًا
- عدانى العيب أنا كده!
ضحكت ببراءة وهى تومئ ايجابا..
- لا ما مش للدرجه دى عشان ما تقولش عليا معقده!

- انت احلى معقده فالدنيا، واختلافك ده هو اللى مخلينى هتجنن عليك كده..
لُطخت وجنتيها بحمرة الخجل، فقررت أن تغير مجرى الحديث
- بقولك اى أنت موترنى اوى بكلامك ده، وانا لما بتوتر بجوع، مش هتطلب لنا اكل؟! ولا شكلك بخيل؟!
- لا ياستى بخيل اى؟! شوفى عاوزه آيه ويجيلك حالا...

اخذت رهف وقتا طويلا الى أن اختارت اخيرا وجبتها حتى نفذ كيل فارس متأففا فى نفسه ويلعن الحظ الذي جمعهما، فأخذ المنيو وذهب نحو ( الكاشير )، وفى تلك اللحظه صدر صوت رنين هاتف رهف الذي جعلها تنتفض من مكانها، وتناولت اصابعها المرتعشه الهاتف واجابت برعب
- ألو، مجدى!
جلس مجدى على مقعد مكتيه بعد ما اخرج السلاح من وراء ظهره ووضعه على المكتب قائلا بعصبية
- انت فين من الصبح يا هانم؟!
لكت الكلمات فى حلقها وهى تقول.

- انا؟! روحت الجامعة عشان الامتحانات قربت وكده يعنى ولازم احضر!
- وبتعملى ايه دلوقتى؟!
زادت نبرة صوتها ارتباكا، وقالت
- انا! انا قاعده فى كافيه مع جماعه صحابى؟!
- نعم ياختى؟!
اشتعل العرق الصعيدى فى رأسه فهتف جملته الاخيره بنبره عاضبه تجاهلتها عندنا لاحظت رهف قدوم فارس الذي ضاعف الخوف فى قلبها، فهتفت منحججه
- مجدى، هقفل دلوقتى ولما اروح اكلمك...

لم تعط له فرصه للرد وسرعان ما اغلقت الهاتف وابتسمت إثر جملة فارس وهو يجلس أمامها
- اتأخرت عليكى؟!
- ها، لالا ابدا، بس يارب الاكل ما يتأخرش.
- أنت موترانى على فكرة..
اطرقت بهدوء مفتعل
- أنا ممكن امشي..
فبادرها قائلا
- لا أحنا هنمشي سوا..
قطبت حاجبيها مستفهمه
- والاكل؟!
- هقولهم يلفووه وناكله فالعربيه، وبالمناسه افرجك على شقتى اللى هتبقي شقتك بكرة..
بللت رهف حلقها
- نعم؟! لالا طبعا، مستحيل..

- أنت هتفضلى على طول كده تقاطعينى وتاخدى من كلامى اللى يعصبك وبس! اولا ياستى شقتى لسه تحت التشطيب، وثانيا أحنا هنلف حولين المكان بالعربيه، هااا قولتى ايه؟!
فكرت لبرهة ثم قالت باستفهام
- هنلف بس!
نفذ صبر فارس متأففا
- ياستى هعمل فيكى ايه يعنى؟! ماتبقيش خوافه اوى كده!
احتلتها نظرات التييه للحظات ثم اومأت بالموافقه وهى تلملم اشيائها وتغمغم
- تمام...

أما عن مجدى فلم يزيد الامر الا حيرة، نهض من مقعده وفرغ كل هواياته وشمر كٌمه متأهبا للوضوء وهو يتمتم
- طيب يارهف، اللى فى بالى لو طلع صحيح، وشرف أمى ما هرحمك..
دخل إن ذاك العسكري حاملا كوب الشاي، فأمره مجدى وهو يتجه نحو المرحاض مشير لمكتبه
- حطه هنا..

وضع العسكرى الشاي، فلفت انتباه هويتين بصورته ولكن واحده باسم آدم فياض والاخرى باسم مجدى منير السيوفى، فتسلل بخفه خارج المكتب حتى توارى وراء احد الجدران متحدثا فالهاتف بهمس
- زيدان بيه! الظابط اللى ماسك جديد، طلع ولد عم هشام السيوفى..
نهض زيدان من مجلسه مفزوعا، وهو يسب فى نفسه سرا
- ااااه يا ولاد ال؟! هما عيال السيوفى مش هيسيبونى فى حالى! طيب أنا وراكم والزمن طويل ويانا يانتو..

ثارت حيرته فضول مهجه التى اقتربت منه متسائله
- هو في ايه؟! بتكلم نفسك يا زيدان؟!
- ولاد السيوفى مش ناويين يجيبوها لبر..
وقفت امامه متسائله
- احكيلى...
- مش وقته، البت فجر لو منفذتش خلال يومين، هنفذ أنا..
فكرت مهجه للحظات ثم اردفت
- بس اللى شاغلنى غير كده...
زيدان بشك: أومال؟! بتفكرى فى ايه يامهجه..
بنبرة مغلفه بالشر قالت.

- خالد، خالد اللى مش عارفينله طريق! لو خف ورجع اتأكد انه هيكون زى التتار هياكل اي ريح تقف قصاده، فعشان كده لازم نتغدى بيه قبل ما يتعشا بينا...
دار حول نفسه غائصا فى بحيرة افكاره حتى تفوه
- العيال دى حواراتها زادت وبقيت توجع الراس ؛ وانا لازم اتخلص منهم اول بأول..
دنت مهجه منه:
- وأنت ناوي تبدا بمين...
- باللى تحت يدى، وبعدين هنصطادوهم واحد واحد...

انهت بسمة يومها الجامعى ثم اتجهت بعده الى المشفى لتُكمل فترة تدريبها، دلفت من سيارتها فأوقفها صوت رنين هاتفها الذي لم يشغلها كثيرا بل واصلت السير الى المدخل، وهى تقول بخفه ظله
- لو كنت متصل عشان تفكرنى بالمعاد فأنا أحب أقولك اى مش ناسيه...
ابتسم سامر لذكائه فقال
- للدرجه دى باين عليا مدلوق اوى كده!
نزعت بسمة نظارتها الشمسيه بمجرد ما وطأت اقدامها مبنى المشفى.

- عشان كده تسمحلى اعتذرلك عن معاد النهارده..
قطبت ملامحه بأسف
- ليه بس؟! مااحنا كنا حلوين..
- سامر من فضلك، فى حاجات كتير انت متعرفهاش وعشان كده أنا مش مستعده انى ادخل فى اي علاقه حاليا..
نهض من فوق سريره وتناول سيجارة من فوق مكتبه ووضعها فى فمه، وقال
- ومين جاب سيرة العلاقات بس؟! ده مجرد تعارف..
حزمت بسمه أمرها باصرار
- سامر، كده احسن ليا وليك..

لم تكمل جملتها ولكنها فوجئت باحد اشخاص الامن ينادى عليها من الخلف
- دكتوره بسمة..
عاودت حديثها مع سامر بعجلٍ
- هقفل دلوقتى باى باى..
ثم استدارت نحو افراد الامن متعجبه
- فى حاجه..
تبادلت الانظار الغامضه بينهم الى أن اردف احدهم قائلا
- حضرتك ما ينفعش تدخلى جوه؟!
هزت رأسها بعد فهم
- نعم! اللى هو ازاى يعنى؟!
واصل الحارس حديثه بخجل
- معلش يا دكتورة دا أمر الدكتور زياد، وكمان نزل كل حاجاتك هنا، دقيقه هجيبهملك..

فجرت غضبها فى رجال الأمن هاتفه
- دكتور زياد مين وبأى حق يطلع أمر زى ده؟! انتو اتجننتوا..
ثم استدارت متأهبه للدخول فعاق طريقها الحارس متوسلا
- دكتوره اسف، بس احنا عبد المأمور..
صرخت بوجهه قائله
- بقولك ابعد من قدامى الساعة دى..
- فى ايه يا دكتوره، عامله دوشه ليه؟!
ثم اتاها زياد من الخلف فتوقفت عن صراخها وأغمضت عينيها لبرهه مستجمعه شتات ثباتها ودارت نحو مصدر الصوت، وبغضب مكتوم قالت.

- ممكن أعرف ايه اللى بيقولوه الامن...
نزع زياد نظارته الطبيه بمنتهى الفظاظه وبنبره تجاهل مصطنعه
- اااه قصدك قرار الاستغناء عن خدماتك؟! معلش بطلنا ندرب طلبه..
كورت اصابع قدمها ويدها إثر اكتظام غيظها مردده
- وده من أمتى؟!
- من النهارده، بصراحه مش عاوز مكان يجمعنا سوا مرة تانيه..
جزت على اسنانها بنفاذ صبر.

- تمام يا زياد، همشي، بس عاوزاك تعرف حاجه واحده بس انك لولايا مكنت هتشوف وش المستشفى دى تانى، لكن تمام، لازم ادفع تمن غلطتى انى طلعتك..
بهدوء اقترب منها قائلا بصوت منخفض
- كده كده كنت طالع، بس كون انك كنتى سبب فى طلوعى بسرعه ده شفعلك شويه وخليتهم ينزلولك حسابك..
ثم قطب حاجبيه مع صدور إيماءه خافته
- يعنى اليوم فالحكومه ب ٤ ج اضربيهم فى آخر سنتين اشتغلتيهم، هتلاقيه حسابك وفوقيه بوسه..
ثم هب مذعورا.

- تقدرى تنزل فى اي مستشفى حكومى تدربي، هيستفادوا من خبرتك كتير..
اخذ نفسا طويلا بارتياح وعادت ابتسامته الماكرة فتتطاولت انامله حد خصيلات شعرها
- لازم أمشى، عندى نبطشيه، باى باى يا دكتورة..
ثم اشار لاحد افراد الامن آمرا
- وصل حاجات الدكتوره على العربية يابنى...

تشعر وكأن رأسها تدور حول الكرة الارضيه وليست العكس ؛ برغم القسوة والمعاناه التى صدرت منه إلا أن نبضات الحنين لازالت مفتعله بداخلها او عالاغلب بينهما، وربما كلمه منه كانت ستُنسيها مر سنوات...

تحرك من أمامها بشموخ ومع كل تلك القسوة فلم ترض غروره ولا كبريائه، كان هناك صخب عبارة عن نوبات ندم لا تهدا الا بانتقام ما؛ وهو انتقام الاحبه، أما عن انتقام الاعداء هذا لا يطفىء نيرانهم بل لا يزيده الا اشتعالا حتى أعمى دخانها اعينهم وقلوبهم عما يجب أن يفعلوه...

ارى إنه من المفيد أن يُعاني الانسان بين حين وآخر آالامًا ونكبات حتى تبدو له الصوره واضحه، ان يتعثر بحواف القسوة فى فراش الحب احيانًا، لأن ذلك يذكره بأنه منفي في هذه الأرض ويصنع منه شخصا اكثر نضجا ووعيا، وعليه ألا يبني أية آمال على شخص ولا حب ولا أمل فى عودة احدهم، ويؤمن كل الايمان أن الارض التى يخرج منها الورد هى ذاته التى تطرح شوكا،.

- تمام كده يا فجر، فهمتى طبيعة الشغل!
على طاولة الاجتماعات اردفت عايده جملتها الاخيره ممتعضة وهى تقاوم لتنسي حقيقة من تتعامل معها، فأومات فجر بتفهم
- تمام، هو أمتى المهرجان...
رفعت عايده عينيها عن الحاسوب لتقول بأمل
- بعد شهرين، يارب نلحق بس..
ثم وجهت نظرتها لميان وقالت.

- ميان هتقعدى مع المهندسين بتوع الشركه وتختاروا التصاميم اللى هننزل بيها، لاننا لو ما فوزناش فى المهرجان ده هيبقي ضاعت علينا فرصة العمر..
حركت ميان رأسها متفهمه وبنبرة حماس
- تمام يا مدام عايده، متقلقيش خالص، المهم..
ثم صوبت نظرتها نحو فجر وقالت بحماس
- لازم تشتغلى على السوشيال الفتره دى يافجر...
ارتبكت فجر قليلا، فلاحظت عايده ذلك فأعفتها من الرد وقالت.

- هتنزلى تقعدى مع مدير التسويق والاعلانات، وهو هيظبظ الدنيا..
اومأت فجر بهدوء حتى رن هاتف ميان الذي كان اشبه بصاعقه قوتها كافيه ان تعرقل الكلمات فى حلقها وهى تقول مستأذنه
- طنط عايده، ٥ دقايق هرد على الرائد هشام وراجعه..
اندفعت نيران الغيره من ثغر فجر قائله باستنكار
- هو أحنا مش لسه بنقول مستعجلين ومفيش وقت! ليه الدلع ده من اولها..

اتجهت نحوها عيون عايده محذرة فى ذات الحين الذي صوبت ميان نظراتها الساخطه المغلفه بلذة الانتصار، وهى تجيب على الهاتف بعشم
- كل ده يا هشام؟!
تهامست فجر مع عايده بضيق حتى اوشكت عالبكاء
- ممكن افهم البت دى عاوزه ايه من هشام...
تعمدت عايده أن تشغل نفسها فالحاسوب وقالت لامباليه
- انتو مش سبيتوا بعض مالك بيه بقي؟!

اهتزت ساقها اليمنى كأنها موضوعها فوق فوهة بركان اوشك على الانفجار، فقالت وهى تخفى غيرتها التى تأكل فى ظهر ميان الواقفه تتمايل على اصوات ضحكها المبالغ فيه
- ولا يهمنى طبعا، خليها تنفعه..
وصل هشام الى بوابه فيلتهم وهو يشعر بالجبال رست على قلبه، فما اشد ثقل مكالمتها عليه، فقال بحزم
- ٥٠ مرة تتصلى ممكن افهم في ايه؟!
انخفضت نبرة صوت ميان المتدلله
- يعنى لو متصلتش كل ده مكنتش هتكلمنى!

دلف من سيارته مجيبا ببرود
- ااه، مكنتش هكلمك..
- يابنى أنت ما تعرفش تجامل ابدا!
فتح باب فيلتهم ولازالت نبرته جافه
- قولى أنك عاوزانى ضرورى، ممكن اعرف كنتى عاوزه ايه؟!
فكرت للحظه ثم قالت
- مانت لو وافقت على عرضي امبارح كنت هتعرف؟!
- قولتلك ماليش أنا فالجو ده؟!
تأففت ميان بنفاذ صبر ثم قالت
- طيب والحل!
- تقولى اللى عندك دلوقتى ده لو كان فيه، ولو مفيش هقفل...

تعالت صوت ضحكتها الذي زلزل بدن فجر فأدى الى انسكاب دمعه من طرف عينيها، ثم أخفضت ميان صوتها قاائله
- هشام، بجد نتقابل بكرة ضرورى!
تخلص من ازرار ستره حتى بانت تقسيمات عضلات صدره قائلا
- بكرة رايح الجهاز ومعرفش هقعد أد ايه ولا هرجع أمتى..
- يبقي نتقابل النهارده، صدقنى الموضوع مش هيستحمل أى تأخير...
اشعل هشام سيجارته متحدثا بها وهى فى فمه قائلا
- انت اللى مش عاوزه تقولى، هتحايل عليكى يعنى؟!

فكرت للحظات ثم قالت
- ينفع اجيلك البيت طيب..
ابعد هشام الهاتف عن وجهه متأففا باختناق ثم عاده مرة آخرى متحدثا بامتعاض
- تمام، الساعه ٨ هتلاقينى، وياريت مش قبل عشان بنام بدرى...
اتسعت ابتسامه ميان بانتصار قائله
- وقبل ٨ هكون عندك..
- لا هى ٨ انا بحب الالتزام بالمواعيد...

غلت دماء الجزع فى رأس ميان التى تتلون لتصل للون يناسبه، فأنهت معه المكالمه وارتسمت ابتسامه واسعه على محياها وعادت الى فجر التى اوشكت على الانفجار، فسألتها بمكر
- شايفه انكم بقيتوا صحاب انت وهشام، لعله خير؟!
وضعت ميان هاتفها على الطاوله واومأت وقالت بثبات
- إتش شخصيه لذيذه وشرف ليا إننا نكون صحاب..
كررت فجر جملتها بنبرة أكثر اختناق وتحمل بين طياتها استغرابا.

-شخصيه لذيذه؟! اه عندك حق، هو أنا حبيته من قليل..
تلونت نبرة صوت ميان حتى اصبحت كفحيح الافعى
- جوجو اوعى تكونى مضايقه بعلاقتى مع هشام، احنا صحاب وبس..
عقدت فجر ساعديها أمام صدرها وقالت
- ااه منا عارفه، ومتخليش طموحك عالى فى هدف اكتر من كده لانى واثقه فى هشام جدا...
حاولت ميان اخفاء غيظها وقالت
- طنط هلحق أنا اروح الكوافير واجهز نفسي عشان هشام عازمنى عالعشا فالييت عندكم، باى باى..

دهشة عايده لم تقل عن ذهول فجر التى طفح كيلها من كيد ميان التى انصرفت قبل ما تستمع لرد عايده، فلحقت بها فجر متأهبه للذهاب
- وانا كمان ماشيه، عشام اتخنقت...
قفلت عايده جهاز الحاسوب وقالت بحزم
- شوفى مستقبلك بعيد عن هشام يافجر، ومتبقيش غبيه، اللى ملاحظاه انه بدأ يشوف مستقبله هو كمان...
اومأت فجر بتوعد، كمن انتوى واخذ القرار، فأخذت حقيبتها ونصبت عودها متأهبة للذهاب، متمتمه
- ده بعينه...

يجلس زياد على مقعد مكتبه يتصفح هاتفه وكم المباركات الهائله التى استقبلها على حسابه الشخصي( الانستقرام ) بابتسامه مزيفه يختفى حولها متاهات مبهمة وبين كل لحظه وآخرى يعاود الدخول على حساب بسمة، فقطع شروده دخول فتاه خفيفة الظل، ذات ثغر مبتسم وملابس فارهه وهى تقول
- ينفع المرمطه دى كلها عشان اوصل لحضرتك؟!
ترك الهاتف من يده واعتدل فى جلسته واخذ يمشط اهدابه على جسدها ولبسها المثير لغرائزه وقال.

- هو بعيد عن إنها مش اوضة الكشف، بس لو اعرف أن الجميل بنفسه بيدور عليا كنت نزلتله بنفسي..
تحدثت بفصاحه لا تخلو من الثقه وهى تتقدم مختاله الخطى أمامه
- من اولها بكش كده؟! شكل كلامهم عنك هيطلع صح؟!
اتكئ زياد بمرفقيه على سطح المكتب وقال بفضول
- وياترى كلام حلو ولا وحش..
جلست أمامه ووضعت ساق فوق الاخرى بغرور
- متعودتش احكم على حد من كلامهم، أحنا ممكن نتعرف عادى...

سقطت عيون زياد على لمعان نهديها التى تعمدت ظهورهم فاشتعلت رأسه بداءه المهنى وقال
- تعجبينى، ها والمدام بتشتكى من ايه؟!
سكن الوجوم ملامحها فجأة ثم قالت
- مادام؟! هتزعلنى ليه يادكتور!
فلحق نفسه قائلا بخبث
- يبقي آنسه؟! وبصراحه ده يبقي يوم المنى!
مدت يدها لتصافحه
- اعرفك بنفسي، نانسي الشاذلى، وطبعا حضرتك غنى عن التعريف...
مد يده ليبادلها المصافحه
- ده شرف ليا اوى...
سحبت يديها ثم أطرقت بحمرة مصطنعه من الخجل.

- انا كنت جايه فى مشكلة صغننه كده
- ياباشا أحنا تحت امرك، اتفضلى على الشازلونج وسهله باذن الله..
- وانت عرفت انا جايه ليه؟!
وضع السمعات فى اذنه وقال بتخمين
- آنسه، هتبقي مشكلتها ايه يعنى غيرررر...
قطعته مبتسمه بخجل مفتعل
- خلاص خلاص ياعم انت ماصدقت! اكشف وانت ساكت...

- رهف عربية مين اللى نزلتى منها؟!
امام باب فيلا آل السيوفى، تضرجت وجنة رهف بحمره قانية محاولة اخفاء الحقيقة، ثم تراجعت خطوة للخلف وقالت بخوف
- ده؟ ده يبقي اخو واحده صحبتى، ووو وهى كانت معانا فالعرييه؟!
لاحظت فجر ارتباك رهف وكذبها المتراقص على شفتيها ؛ فقالت بعدم تصديق
- وانت تقعدى قدام ليه؟! مقعدتش ليه اخته؟!
فركت رهف كلتا كفيها ببعضهم واطرقت عينيها بأسف حتى اوشكت على البكاء، حتى واصلت فجر جملتها.

- أنا مش هشام ولا زياد عشان تكذبى عليهم؟! عموما خلى بالك..
تشبثت رهف فى ساعدها بتردد، ثم قالت بصوت طفولى
- هتقولى لهشام؟!
ربت فجر على كتفها بحنان، ثم دنت منها خطوة وداعب وجنتها وقالت ممازحه
- ليه وانا زيك، مش أنت بردو اللى روحتى وقولتى لمامتك على مكانى؟!
تقهقرت رهف خطوة للخلف وأطرقت باسف، ثم رفعت انظاره مرة اخرى وقالت
- يووووه بقي انا شكلى قدامك بقي زى الزفت اوى، بس والله ده كان لمصلحتك..

ضحكت فجر بصوت هادىء ولكنه مسموع
- ولا زفت ولا حاجه، المهم اى حوار الواد ده؟!
- بيحبنى؟!
- ياسلاااام! ومجدى اى خلاص كده؟!
مطت شفتها لاسفل ثم قالت بعجز
- وهو كمان بيحبنى..
فجر بهدوء
- والمهم فى كل ده، أنت بتحبى مين؟!
اجابت بتلقائيه
- ما بحبش حد فيهم...
- لالا دانت حوارك حوار، احنا عاوزين قعده...
فزعت رهف فجاة كمن تذكر شيء، وقالت بخوف
- يانهار مش فايت! أنت ايه اللى جابك هنا، مش خايفه هشام يشوفك؟!

- لا ياختى ما هو شافنى، والبركه فيك...
رفعت سبابتتها واردفت بنبره سريعه
- والله و الله والله يا فجر أنا ماحكيت لهشام عنك خالص، حتى اساليه وهو هيقولك..
فاجابتها فجر بيأس
- ياستى، اهو هعمل محاولة اخيره ويارب يسامحنى..
مدت رهف انظارها للداخل ثم قالت
- دى عربيته هنا، ادخلي له يلا، وانا هقعد فالجنينه..

اومأت فجر باستسلام وهو تستجمع شتات قوتها وتاخذ عدة انفاس متتاليه لتقضي على ألحان خوفها التى تندلع فى حضور رجل..

وطأت اقدامها اول درجات السلم فتوقفت بتردد وهى تتفقد كل زوايا البيت وفيلم ذكريات كل مكان تدور امام عينيها، اول قبله بادرت هى بها، ثم توقفت بانظارها على الباب وتذكرت اول كلمه ( بحبك ) التى قذفت من قلبها، وأطول حضن اختلسته من بين ذراعيه مودعه، فرت دمعه من طرف عينيها، ثم حزمت أمرها وتتبعت مصدر صوت تأوهاته وصعدت خطوه ثانيه...

فتوقف تسأل نفسها ( عما ستقول له )؟! فمن أعلى مراحل التعب النفسي الوقوف فى منتصف الطريق حائرًا بين عقلك وقلبك، ويتصارع كل منهما بحججه القويه، فاحتضنت قلبها بكفها وهمست متوسله للقدر (أريد أن يتوقف كل هذا القلق والخوف فى كل خطوة اتقدمها نحوك، افتقد ابتسامتى كثيرا والنسخه المُضيئه منى بوجودك، اتمنى أن يعود قلبي هادئًا كما كان، أن يقتحمك كلما اشتاق بدون اى معادلات حسابيه معقده كتلك التى لم تستطع أن تقودنى درجه ثانيه..

شتان بين الخوف والحب والشوق الذي انهمر علىّ فجاة، بت اموت خوفا بدون حبك، وارتعد بوجودك، على كلٍ اشعر بإننى فى حضرتك كُتب علي أن اخافك واخاف غيابك..
حسمت امرها الى أن وصلت لباب غرفته، وانصت اذانها على الباب فارتفع صوت صراخته فتأكدت انه يمارس رياضته، بانتفاضة قلب لمست يدها مقبض الباب، فكان ضجيج دواخله اعلى من التفاته لصوت الباب...

تسللت بهدوء ووضعت حقيبتها على مخدعه وظلت تتأمل تقسيات جسده التى اشتاقت إليها كثيرا، فادركت حينها كم كانت حمقاء عندما تركت العنان لانظارها تتساقط عليه كأمطار ديسمبر على اراضيك حتى ذابت بتُربتك فلا يستطيع أحد الفصل بيننا..

فبث الامل فى جوفها مردده همسا (تحرر من خوفك وانفض غباره اللعين عن روحك وافصح ما تخفيه بين ضلوعك إلى صاحبه، تحرر من غزو أوهامك قبل فوات الاوان، ) حتى تركت العنان لكفها ان يتصلق كتفه، كان شعور اشبه بوضع الجمر المشتعل فى التلج..
بلمسة يديها علم هويتها، وحدها من لها الحق فى لمسه بتلك الحريه ووحدها التى لها سطو طاغى على قلبه حد هدوءه التام بلمسة منها..

توقف هشام عن ممارسه رياضته ووقف متجمدا فى مكانه، فهمست بشوق ارتسم على شفاها المرتعش
- عيونك وحشونى، مش هتبصلى طيب؟!
انتظرت طويلا أن يلتفت إليها، ولكنه خيب أملها عندما تقدم نحو المقعد وتناول منشفته ليجفف قطرات العرق، ثم قال
- وكمان جايه لحد هنا؟! اي البجاحه دى؟! مش خايفه منى؟!
تقدمت خطوة متردده نحوه وبللت حلقها الذي جف من عطش الفراق وقالت بضعف
- بقولك وحشتنى..

تجاهل جملتها ووضع سيجاره فى فمه واشعلها، ثم تحرك نحو النافذة وشرع فى تحضير ملابسه لاخذ حمامه، ولكنه وقفت معارضه وبتبره مهزوزه لحق بها البكاء
- هشام بلاش التجاهل ده، انت كده بتقتلنى، ممكن نتكلم شويه، وانا متأكده انك هتعذرنى..
بكاؤها لم يغمض له جفن الرحمه فهتف قائلا
- مش عايز اسمع منك حاجه، وانسي انك عرفتينى ده احسنلك..
دنت منه حد اختراق قوانين المسافات واحتضنتت كفه الصلب بيدها المرتعشه.

- انسي؟! انسى حبك اللى مطبوع زى الوشم على كل حته فيا؟! انسي حضنك اللى كان بيخطفنى من العالم، أنسي انك اول راجل يسكن قلبى واخر رجاله الارض فى عينيا، هشام من فضلك نتكلم، عاوزه اشوف هشام حبيبي اللى سبته و رجعتله مجروره من قلبى..
سحب كفه متجاهلا ودخل المرحاض وشرع فى تعليق ملابسه فلحقت بخطاه وقالت باكيه متوسله
-حرام عليك يا هشام ماتعملش فيا كده..

تجاهلها وخرج من الباب الى غرفته مرة آخرى ليتناول المنشفه، فلحقت به صارخه بجزع
- مش اسلوب ده ياخى ما تقف وتسمعنى زى البنى آدمين..
وقف موليا ظهره وباصرار
- قولت اطلعى بره ومش عاوز اشوف وشك تانى؟!
تعمدت لمس أناملها ظهره، فما يقتله الكلام يحييه اللمس وقاالت
- طيب انا وحشتك؟! بصلى وقول لى قلبك ده مش بيلح عليك انك تكلمنى؟!
بثبات انفعالى رد
- قلبى ده مع نفسه بقي..

استدارت امامه ووضعت كفها على قلبه ورفعت عيونها الهالكه الى عيونه المتجاهله التى تحوى نار الغضب والحب معا
- طيب بتعمل فيه وفيا كده ليه، هشام انا اسفه، بس أنا كان قصدى احميك منى، مش عاوزه اخدعك، بس والله حبيتك وحبيت كل لحظه معاك، وانت كمان حبيتنى صح، انا حاسه قلوبنا مش بتكذب...
- كفاية كذب بقي...

لم تكبح أن تبتلع حلقها ففاجئها بلطمه قويه مباغته على وجهها اوقفت لسانها عن الكلام حتى دخلت فى صدمة فعله حد نسيانها عقلها فانفجرت صارخه فى وجهه ومتألمه
- ايوه بقي قول أن الموضوع له علاقه بالبت المايصه بتاعتك دى اللى اسمها ميان..
لمس اوتار انتقامه، فاردف متحديا
- اااه هو زى ما قولتى كده بالظبط، ميااااان الله ينور عليكى...
ارتفعت نبرتها صارخه ومترنحه
- على جثتى ياهشام، اقتلها ولا أنها تقربلك..

فاجابها ساخرا
- تقتلى؟! هى حصلت! يلا ما تلاقيكى متعوده؟
فردد كلمته من هول الصدمه وقالت بنبرة لاذعه
- للدرجه دى ياهشام أنا وحشه فى نظرك..
رفع رأسه بشموخ ليدارى نار الغيره و نظر لها بازدراء قائلا
- ااه وابقي اتمرقعى كويس اوى وانت بتفرجى الرجاله على جسمك، خلى عايده هانم تنفعك...
قطع حبال شجارهم دخول رهف وهى تحمل صندوقا خشبيا قديما وقالت بتلقائيه.

- سورى ياهشام، بس عمو اسعد الجناينى لقى الصندوق ده مدفون تحت شجره...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة