قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثالث والثلاثون

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثالث والثلاثون

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثالث والثلاثون

أخبرني أين يباع النسيان، وأين أجدُ ملامحي السابقة، وكيف لي أن أعودُ لنفسي؟! وكيف لى ألا امشط ارصفة الطرق باحثة عنك! وكيف سيصير يومى بدون انتظار رسالة منك..!وكيف امهد لقلبى رفضك الصريح بإنه لا يُناسبك! وماذا افعل فى حياة أنت من منحتها لى وتركنى فى منتصف الطريق عاجزه أن اعود إلى ومبتورة القلب لكى اعود إليك...

مرت احداث الامس على حقل من الشوك أثر ثقلها على قلب جميع ابطالنا ؛ حيث مجدى الذي ازدادت حالته سوءًا وتم نقل دم له من هشام الذي غادر المشفى بعدها منتويًا لمايان وفارس...
وآيضا على رهف التى ايقظ الفقد بداخلها شعور الحب المكنون حيث إنها اختلت بقلبها مع خالقها واخذت ترتل العديد من السور القرانية وترجو ربها بأن يمنحها فرصة آخيره للحياه ولا يكمن عقابها فى فقدانه للابد.

زياد وبسمه وسعاد اللذين وصلو الاسكندريه فور علمهم بما حدث، فكانت سعاد لهم الام وبسمه الطبيبة المطمئنه لقلوبهم، أما عن زياد فأصر الدخول معه غرفة العمليات...
تكورت فجر حول نفسها إثر تجاهل هشام الغير مبرر إلا انه يعاقبها على خطأ كان هدفها مساعدته، فأخذت تترجى الاقدار بأن تكتب لهم عمرا لا يفترقا فيه ابدا...

تم الافراج عن عايده بضمان محل إقامتها حتى استكمال الاجراءات وبمساعدة منير الذي لم يفلت يده عنها للحظة حيث عاد الحب القديم ليتفجر بينهما...
( صباح اليوم التالى )
- ما تقوم يا عم إنت وبلاش دلع....
ثم انحنى بظهره لمستوى آذانه محذرا
- ولا انت عاوز تبوظ سُمعة ولاد السيوفى المعروف عنهم بيقرقشوا الرصاص زى البونبون...

اردف زياد مزاحاته الاخيره على آذان مجدى الفائق من نومه آخيرا بعد العمليه الجراحيه التى استغرقت سويعات من القلق والرعب، فضحك بخوف وقال
- ولسه زي مااحنا، مفيش حاجة اتغيرت..
هندم زياد سترته الطبيه بتفاخر وقال
- يعنى ادخلك العصابه اللى بره...
- هو مين اللى بره...؟!
فضحك زياد
- لالا، دانت فايتك كتير، اجمد كده وربنا يعينك على زنهم...
ما لبث أن انهى جُملته فخرج إليهم بابتسامته المشرقه وقال.

- طيب البيه فاق آخيرا تقدروا تدخلوا تطمنوا عليه، بس مش اكتر من ربع ساعه الله يكرمكم..
نهضت رهف كظمأن وجود بحيرة الماء مغادرة حضن بسمة، وتشبثت بكف زياد
- هو بقي كويس يعنى، قصدى فاق وكلمك زى ما انا واقفه بكلمك...
- خشي اطمنى عليه بنفسك، دا زي القط بسبع ترواح...
تركته رهف واندفعت نحو غرفة مجدى فتسمرت فى مكانها منتفضة وسألته باكيه
- إنت كويس...؟!
ما كادت أن تلحق بها فجر وبسمة فأوقف الاخيره نداء زياد متحججا.

- بسمة، دقيقة عايزك..
- اطمن على مجدى الاول...!
زياد باصرار: مش انا طمنتك؟! مش واثقه فيا ولا إيه..
فلم يعط لها اى فرصة للاعتراض حيث احتضن كفها الصغير فى قبضته القويه وسحبها خلفه مرغمة فسألته معارضة
- فى ايه يا زياد، مجرجرنى كده ليييييه!
- امشي بس، وهتفهمى..
وعلى حدا ما لبثت أن تضع فجر يدها على مقبض الباب، فاوقفها نداء سعاد
- استنى...
فجر باستغراب ارتسمت على حدق عينيها المنكمشة
- ليه، فى حاجه ياماما..؟!

- سيبيها مع مجدى شويه لوحدهم يمكن يصلح ما بينهم..
فاومأت راسها بطاعه وتمتمت
- تمام، اللى حضرتك شايفاه...
تبسمت سعاد مداعبة وجنتها بحبٍ
- شايفه حزن الدنيا كله فى عينيكى ؛ مش هتحكيلى؟!
اطرقت فجر بخجل متردده، فقالت
- مش عارفة، بجد مش عارفه إى حاجة..
ربتت سعاد على كتفها بحنو المطر على الارض وقالت
- يبقي ننزل نشرب حاجة تهدى اعصابنا وندردش شويه..
هزت راسها رافضة
- لالا، احنا ممكن نقعد هنا نحكى، ماليش نفس..

- تمام ياحبيبتى، اللى يريحك..
وعلى حدى أحكم زياد غلق باب مكتب احد زُملائه، فصدحت بسمة مستنكرة
- فى إيه يا زياد، واى الاسلوب ده؟!
- وايه حلاوة امك دى..
داعبت شفتها بابتسامه ضعف فى ثوب الحب وهتفت
- وده وقته؟!
فاقترب منها مستندا بكفه على الحائط خلفها متعزلا
- والحاجة دى ليها وقت!
خيم عبق انفاسه على ملامحها مندسة بظهرها فالحائط متكورة الاصابع، فهدأت نبرتها متسائلة
- عايز إيه...؟!

التوى ثغره بابتسامة خفيفة ثم تدلى بشفاه على عظمة الترقوة فبمجرد ما حرقت انفاسه رقبتها انغلقت جفونها مستسلمة وما لبث ان طبع وشم حبه عليها فلحظ هزة عنفوان انبعثت من جسدها، فابتعد عنها بهدوء محتضننا كفوفها وسألها بصوته الهدر
- لو خايفه أنا ممكن احضنك عادى..!
بللت حلقها الذي يحترق من فرط احتوائه لها حيث فقدت بحة صوتها المعارض له دومًا مكتفية بالضغط على كلتا يديه وهمست
- انا عايز اطلع من هنا...

- لييييه! كل ده عشان بقولك محلوة؟!
- لا، عشان مالكش آمان؟!
ضحك بصوت مسموع احدث قشعريره فى جسدها ممزوجه بانفاسه العاليه وقال
- وان قولتلك إن الحالة مستعجله؟!
اتسع بؤبؤ عينيها مذهولة محاولة الفرار منه
- حالة ايه؟! زياد انت مجنون، اوعى كده..
عارض بذراعه طريقها باصرار، وتبسم بتخابث متصفحًا مواطن جمالها
- انتى دماغك راحت فين...؟!
فلحظت ما تلتقمه انظاره مرتبكة
- زياد، متهزرش، انت عارف إحنا فين؟!

- افهم من كده إن مشكلتك بس مع المكان؟!
اوقعها سؤاله فى شر حبها المعاند له دومًا وبدت اقدام التوتر تتسابق على ملامحها
- هااا؟! لا، انت بتقول ايه اصلا، زياد ؛ مينفعش كده، ولا مكان ولا غيره..
امتد كفه ليحتوى وجنته بحب، وتهامس بشوق دك قلبها دكًا
- فجاة حسيت إن الدنيا كلها ضيقه عليا ؛ وقلبى مش محتاج غير حضنك، ممكن!
شردت غير مدركة غرابة طلبه وسألته مستغبية
- ممكن ايه؟!

لم تفارق البسمة وجهه حيث اقترب منها وفتح ذراعيها بيديه فبات حضنها كفراش يناديه ليرتمى به بعد اعوام من الركض العبثى، واطرق قائلا وهو يشير على حضنها
- تثبتى على كده، وانا هدخل هنا وانتى تضمينى جامد...
(ما أُخفيه، تكشِفهُ أنت بنظرة من ميكروسكوب عينيك، وما أحتاجُه، تفهمُه مكشوفة لك حد التعري، عاجزة عن حجْبِ ما أفعلْ امامك، باذلة قُصارى جهدي لأبقى على مسافة
تتخطّاها أنت بلا جهد منك! ).

فاقت على ضمة قويه تطوق خصرها فانتفضت عاشقة محركه ذراعيها ببطء لتضمه إليها وبعد كثير من التردد آخيرا انغلقت ذراعيها حوله وهو تسأله
- فيك إيه؟!
فتنهد فى حضنها المعوج حيث استقام به حال قلبه وقال
- فيا ندم ومعاصي سنين، فيا وجع وتعب اكتشفت إنى مش بنساه غير معاكى، فيا إنتى يابسمة..
تريد أن تبكى بعدد المرات التى سبق لها البكاء المصطحب للعنة الغياب، مسحت على رأسه وهمست بخوف.

- كان ليه كل ده من الاول، ليه بعدت وسبتنى كل ده؟!
- غيابك كان غُربة وانا اللى كنت غاوى سفر، بس خلاص مهما لفيت مسيري ارجع لبلدى، جيه الاوان...
ابتعدت عنه راجيه بعيونها الذابلة
- أفهم إنك مش هتبعد تانى؟!
اطرق انظاره بخجل متذكرا أمر نانسي الذي لم يقرأ رسالتها حتى الان، فبادلته بنظرة خوف وشك وغمغمت بنبرة باكية
- هتبعد!

اخرسها بقبلة قوية صب فيها كل اشواك ماضيه فتقطرت من سحب ظنونها مطر الخوف من مستقبل خالى منه بعد ما تذوقت حلاوة القرب منه، فبرغم سوء العالم ووحشية ما بها وظلام ما به كانت له ملاذًا حيثما شاء بلحظات عبارة عن تنهيدات مُحملة بثانى آكسيد الحب...

- انا عارفة انك لسه زعلان منى ؛ بس متفضلش ساكت كده!
بعد الكثير من الحديث المفتقر من الرد تفوهت رهف جملتها الاخيره بكلل وجزع عقبته دموع الخزى التى ذبحت قلب مجدى، الذي اعتدل متأوهًا
- طول عمرى بحارب احميكى من نفسي، حصل ايه؟! كان ليه تسيبى دماغك كده للشيطان وتسلمى دماغك لشلة بايظة زى دى!
انخرطت دموع الندم من طرف عينيها، وجهشت.

- غبيه، عيلة سايبه نفسها للدنيا تخبط فيها زى ما هى عايزه، ماما فى شغلها ٢٤ ساعه معنديش صحاب خالص كلهم شو بس عايزين يقربوا من رهف السيوفى كوبرى لخواتها اللى مافيش منهم..
ثم ارتعشت نبرة صوتها المحشوة بالبكاء وواصلت.

- زياد زى ماانت عارف، وهشام منكرش حنيته وحبه ليا بس ظروف شغله كانت تخلينى ماشوفهوش بالشهور ؛ وانت كمان زيه، حتى بسمة كانت الكارثه الوحيده اللى فى حياتها زياد، هى كمان كانت تايهه نفس الوجع اللى عندى عندها تفتكر هنعرف نداوى بعض..
احتد عتاب مجدى قائلا
- بردو مش مبرر يارهف، الوحده عمرها ما كانت مبرر للغلط ابدا...

- صح، انت صح ؛ بس الكتمان كان بيدبحنى، كان كل يوم يتحول لوجع فى جسمى، كنت مفكره إن انتصارى الوحيد فالحياه الكتمان، بس طلع اكبر هزيمة ليا وخلتنى اخسر اغلى حاجه عندى...
فصمتت للحظة وتابعت بانكسار
- إنت!
- يااااااه يارهف، اخيرا خدتى بالك إنى موجود بس بعد إيه؟! بعد ما هزيتى ثقتك جوايا! بعد ما كنت حاطك فى منطقه بعيده اوى متطولهاش ايديا تخدعينى كده..!
ابتلعت كلماته بمياه حزنها وتوسلت إليه.

- بلاش توجعنى إنت بالذات، كفايه اوى اللى الدنيا عملته...
- للاسف يارهف فى حاجات مش بيكون قاصدين نوجع فيها الشخص التانى بس قلوبنا مش بتقبل استمرارها..
اعصار من الدموع هاجم قلبها غير متقبله فكرة بعده عنها وقالت بحزن
- بس انت عارف إنى مستاهلش القسوة دى كلها...
- ولا أنا كنت استاهل منك كده يارهف...
ابتلعت غصة احزانها منكسرة
- يعنى خلاص، هتسيب رهف لوحدها مع الدنيا تلطش فيها...

قلبه لم يكن من حجر كى لا يتأثر بحدة كلماتها، بل قلب المحب دائما من زجاج، مجرد الخدش عليه بالنظرة يتهشم كأن لم يكن، ولكن حينها تعمد مجدى استخدام عقله العسكرى حيث ضم ذراعه متأوهًا وقال بهدوء
- مش معنى إنى رفضت ك، احم انتى بنت عمى يارهف ؛ ومهما حصل مش هستغنى عنك كاختى ومن دمى...
- يعنى خلاص، مفيش حتى فرصة؟!
- لا يارهف مفيش ؛ وانتى اللى اخترتى ده مش أنا...

كذب من قال بأن الحياه فرص! الحياه ابخل من أن تمنحك اكثر من فرصة فالعمر، ويتربع على قمة سُحبها الحب، حيث إنه جزء من الحياه ولكنه عقيم الفرص، فثمة اشخاص يقرعون باب قلبك فلا تفتح لهم وحينها لم يعودوا ابدا، وثمة اشخاص لا يغفرون الاخطاء ولا يرون الحب الا ملائكة مجحنه ترفرف فوقهم فإن اخطاءوا سقطوا من هاوية القلب بلا رجعة...

مخطئ كل من اعتقد أن الكمال فالحب، فالحب لا يحمل الا النقصان لتأتى معجزاته فى إكتمالنا به وليس اكتماله بأعيننا...
- أول مرة احضنه واحس إن حضنه بارد أوى كده، معقوله يكون بطل يحبنى؟!
ختمت فجر مقال شكوكها بجملتها الاخيره متنهدة بدموع الظن حيث تلقتهم أبهام سعاد معاتبه
- إنتى اتهبلتى يافجر...
- لا أنا متأكد إنه متغير، وفى حاجة كبيره حصلت معاه، هو معقوله ميغفرليش غلطتى...

ارتعشت كفوفها حيث احتل الرعب نبرتها لكنك لا تفهم معنى أن يختارك أحدهم وهو يقاوم خوفه من تكرر الخيبات، تذوق صبار العتب...
تمتمت فجر بضعف
- اعمل ايه..
مسحت سعاد على رأسها
- تتكلمى معاه يا فجر، وشوفى جوزك يابنتى ماله، كفاياكم سكوت بقا، سكتوا كتير اوى..

صمتت لانها شعرت بأن طاقتها من المحاولات قد نفذت فلا يحتاج المرء لحلول، لا يعلم إن تسائلاته ليس لها إجابة، كل ما يحتاجه، أن يأخذه أحدًا بين أضلعه ويطمئن به فقط..
لم تلبث ان تجيبها فملأ رحيقه المكان متسائلا
- سمعت ان مجدى فاق، انتو قاعدين هنا ليه..
وقفت فجر تدريجيا تمتلا بانظارها منه المتلهفة رؤيته فتعمد ابتعاد انظاره المنجذبه إليها دومًا وسأل سعاد
- مجدى صاحى..

حينها خرجت رهف حامله قلبها المهشم على كفها فألتقت بهشام فتسمرت مكانها اثر نظرته الحادة لها ولكنه سرعان ما تجاهلها وسألها
- انتى كويسه يارهف..
اكتفت بان تومئ ايجابا ثم افسحت له الطريق ليدخل، فاتسعت خطوته جاهرا
- رصاصه ترقدك كده ياسيادة النقيب!
- كلنا لها يااسياده المقدم...
سحب هشام المقعد الخشبى وقربه منه ثم جلس عليه وقال له ممتنا
- حمد لله على سلامتك يا بطل، شوفت اخرة شهامتك وديتك لفين...

ابتسم مجدى بتثاقل فلازال قلبه مشحونًا
- كله فداك يا سيوفى..
فهللت سعاد
- الف حمد لله على سلامتك يا سياده النقيب، كده تخضنا عليك؟!
- عمتو سعاد! حتى حضرتك هنا؟!
- أومال..! انت عاوزنى اسيبك يعنى؟!
مجدى بهدوء: مش قصدى، بس تعبتى حضرتك يعنى والمسافه من هنا للقاهرة...
- المهم سلامتك يابطل..
فظهرت فجر من خلفها وهى تغلق الباب وقالت بصوت خفيض
- سلامتك يا مجدى...

- لا بقي دانتى المفروض تشكرينى! عشان زمانها كانت رشقت فى قلب جوزك...
فشهقت متلهفه
- لا، بعيد الشر عنكم انتو الاتنين، ربنا ما يورينا فيكم شر ابدا..
- تسلمى يافجر...
ثم تحيرت نظرات مجدى بين فجر وهشام فبمهارته العسكريه التقم شظايا الامر وقال بمزاح
- متقولوش إنكم متخاصمين بسببى، هشام! متهزرش احنا كنا فين وبقينا فين!
فثبتت انظار فجر على هشام لتفسح له المجال بالتحدث متتظره رده بشغف، حيث خيب ظنها ورد بفتور.

- لا، محصلش حاجة..
فاشار مجدى لهشام أن يقترب منه محذرا بهمس
- ورحمة ابوك وامى لو ما اتعدلت لا أنا اللى هقلب عليك وافكرك بكلام المكتب اللى يسم البدن، روح صالح مراتك وبطل جنان...
تحمحم هشام بصوته الاجش فخطف قلب فجر المرتعدة منه، وغمغم مسايسا
- تفرج ان شاء الله؟!
- هشاااام..
فحدجه هشام بحزم
- قولتلك هتفرج...
إنذاك دخلت عايده ومنير، فركض الاخير صوب ابنه واندفعت عايده ناحيه هشام جاهره بخوف
- أنت كويس..

التقاء السحاب بصخور الارض فما ستكون النتيجه؟! هل تاتى برعد يصدع كل الاوجاع فتنزف، ام ببرق يعطى وميض من الامل لانوار التسامح..
نصب هشام عوده بفظاظة يترقب نظراتها المرتعشه فكررت سؤالها بنبرة باكيه
- انت كويس؟!
- إنتى شايفه إيه...
اغرورقت عيونها بشلال من الدموع
- مش عايزه اشوفك غير احسن حد فالدنيا كلها..
فتدخلت سعاد بروحها الخفيفه بينهم وقالت
- اى يا عايده مش هتاخدى ابنك فى حضنك وتطمنى عليه...

فرفعت انظارها البكايه نحو هشام لتستأذنه قبل ما تفعل ما اقترحته سعاد ويتمناه قلبها ولكنه بادرها بقُبلة خفيفه على رأسها وقال معتذرا
- آسف على مرمطتك فالنيابه، كانت بسببى، بس متقلقيش هطلعك منها زى ما دخلتك...
انفجرت باكيه بصوت رقت له كل القلوب شاهقة بفرحه
- مش مهم، مش مهم اى حاجه، المهم انت ؛ انت تعرف إن مفيش حد فالدنيا يحبك أدى..

ما لبثت أنا انتهت من جملتها وارتمت بين ذراعيه لتحضنه وتحسس على صدره وعلى وجهه لتطمئن عليهما بلهفة أم عاد ابنها من المعركة، فألتقت اعين هشام بأعين سعاد الامرة بألا يقسو أكثر من ذلك، فرفع ذراعه بتثاقل وضمها إليه، فانفجرت معتذرة
- انا اسفه، اسفه ياحبيبي، يااااااه ياهشام حضنك وحشنى قوى يابنى! كده؟! ٧شهور تغيب عنى...! هونت عليك...!
ثم عادت لتضرب على صدره بقبضتها المعاتبة.

- انا أمك ياواد انت، والله لو كررتها تانى لاكسر دماغك ألف حته، انت فاهم...
اكتفى بطبع قبله على رأسها رد على عواصف مشاعرها التى عصفت بقلبه تحديدا، فابتعدت عنه وتشبثت فى كفه لتقبله عدة مرات حيث غسلته بدموع عينيها فسحب كفه منها وتبدلت الادوار حيث رفع كفها لمستوى ثغره وطبع قبلة طويله عليه ثم احتضنها وهمس فى آذانها معتذرا
- حقك عليا لو كنت زعلتك...
انفجرت فى حضنه باكيه.

- لا، ده حقك عليا انا إنى خبيت عليك، بس على فكرة بقي انا امك غصب عن دماغك الناشفه دى وقلبك اللى زى الحجر، وانت من النهارده مش هتقول لى غير حاضر ونعم، انت فاهم، ووووو وووو ااه وهترجع معانا البيت ومفيش فرقه تانى، وانا وانا هصفى كل حساباتى وابيع كل حاجه وهقضي الباقى من عمرى معاكم وليكم وبس...
قبل ظهر كفها مرة آخرى وقال بهدوء اشبه بالثلج
- سيبيها بوقتها ياااا ع...

وضعت اناملها على ثغره لتخرسه ونهرته باصرار
- ماما، امك ياهشام زى ما كنت تقولهالى، ومش هقبل غير بيها...
انفجرت فجر ورهف فى البكاء إثر حالة العتب والحب واللوم بين هشام وعايده، الى أن تبسم هشام بخفوت واجابها مستجيبا
- حاضر يا ماما...
فعانقته عايده مرة آخري بعد ما قبلت وجنتيه بحب صادحه
- وحشتنى اوى ياهشااام، ووحشنى الامان فى وجودك وصوتك ياحبيبي...
فتدخل مجدى ممازحا.

- ايه يامراة عمى وانا اللى قايم من فراش الموت ده مفيش حتى تعيش وتاخد غيرها يامجدى...
فهتف منير بمزاح
- يارخم مش انا سلمت عليك؟!
مجدى معاندا
- انا عايز اتباس واتحضن، اشمعنا هشام يعنى...
فضحكوا جميهم بصوتهم الجمهوري إثر مداعبات مجدى حيث شاركهم زياد وبسمه فالضحك واستكملت بخفة دم زياد وهو يقول
- ما كنت اتصابت من زمان ياعم مجدى طالما العيلة الحلوة دى هتتجمع كده؟!

- وهى عشان تتجمع وحضرتك تتبسط اروح أنا فى شربة ميه؟!
فطوق زياد كتفى بسمة أمام اعين الجميع وضمها اليه وقال
- عيلة بتموت فالنكد ومابتتجمعش غير فالمصايب، فلازم تضحى عشانهم...
- اعوذ بالله منك يااخى، عينك بس عشان الرصاصه عدت بستر ربنا...
فقطعهم قدوم اللواء نشأت مهللا
- متجمعين عند النبى ان شاء الله..
بعد هشام عايده عن حضنه وذهب ليستقبل سيادة اللواء أما عن عايده اقتربت من مجدى وقبلة جبينه بحب وهمست.

- حمد لله على سلامتك ياحبيبي...
- الله يسلمك يا طنط...
فحدجته عايده بعتب
- ايه طنط دى؟!
حتى التقت اعينها بأعين منير واطرقت بخجل
- قول لى ماما زيهم...
فغمز مجدى لوالده بمكر
- احم، هو اى الحوار ياسيادة المحافظ؟!
فقطعه اللواء نشأت مرحبًا
- يااهلا بالعيله اللى واخده توكيل تنشيف دماغ...
فضحك مجدى ومد يده ليصافحه
- تربية معاليك يا جنيرال...
ثم وثب منير واحتضن رفيقه مرحبا.

- والله زمان يا نشأت بيه، كده اسيبلك العيل تفرعنهم ومش عارفين نلمهم...
فقهقهه نشأت وقال مؤيدا
- هذا الشبل من ذاك الأسد يا منير بيه...
فتدخل هشام فى حوارهم
- اللى عايز افهمه انت يا قرد إنت ايه اللى وصلك للسفينه!
فتفاخر مجدى بانجازه قائلا
- شميت ريحة الخطر قولت مستحيل اسيب ابن عمى..
- اللى هو ازاى بقي؟!
فواصل مجدى متباهيا بنفسه
- اللى هو لو اتأخرت دقيقة كان زمانك فى خبر كان..

فهندم هشام ملابسه بفظاظه ورفع رأسه
- بس متنكرش إنى كنت مسيطر عالوضع؟!
فضحك مجدى ساخرا
- بأمارة مراتك الغلبانه اللى كانت هتولع...
فاحتدت نبرة صوت هشام إثر ضحكات الجميع المكبوته وحذره
- ولاااااااه ما تلم نفسك؟!
فتدخل زياد بين عايده ومجدى وجلس بجوار مجدى مداعبا
- شكل السيوفى الصغير علم على الكبير...
هشام باغتياظ
- لا وانت الصادق، السيوفى الصغير اللى بوظ كل خطط السيوفى الكبير...
فربت نشات على كتفه مشجعًا.

- المهم إنكم سوا وزى ما اتعودت منكم اى مهمه بتطيروا رقبتها يا دبابات السيوفى...
ثم حدج زياد ممازحًا
- الا انت طبعا..
زياد بتفاخر
- لا انا مدفع السيوفى...
ثم غمز لبسمة بانظاره اللامعه وواصل
- مدفع فى أماكن تانية خالص...
انفجرت الضحكات من الجميع حيث تجمهر صوت فرحهم آخيرا الا بسمة التى احمرت وجنتيها خجلا، فتدخل هشام ليكرر سؤاله
- ايوة بردو، عرفت مكانى إزاى!

شرع مجدى فى روى ما حدث من يومين (#فلاش باك)
- ايوه، اتفضلى...
- انا نورا، مراة زيدان ؛ وعايزه اقولك كل اللى سمعته بودنى...
فلكزتها ناديه جازعه وجهرت
- اخلصي يابت...
فتاوهت متوجعه فى آذان مجدى وأكملت
- سمعته بيتكلم مع واحد قاله فى آخر المكالمه ياشاذلى بيه، وجاب سيرة الظابط جوزها وانه معاهم، راح زيدان ضحك بصوت عالى وقاله كده ولد السيوفى وقع ومحدش سمى عليه...
ثم سكتت للحظة وواصلت.

- شكلهم كده عاملين فخ لفجر وجوزها ولاد الحرام دول...
فصمت مجدى طويلا حتى جهر
- طيب إنتى اقفلى دلوقتى، انا هتصرف
ثم عاود الاتصال باللواء نشأت فايقظه من سباته وهتف
- نشأت بيه عاملين فخ لفجر وهشام، واحنا لازم نتحرك..
فعارضه اللواء نشات
- نتحرك بأى حق يا مجدى، فين السبب اللى هنطلع بيه اذن النيابه، فين الدليل! فين المكان اللى هنروحه، متخليش عاطفتك تنسيك القانون يا سياده النقيب..
- يعنى إيه! نسيب هشام ليهم؟!

- هشام اذكى منهم و المفروض تكون واثق فى كده كويس اوى...
تناول مجدى سلاحه ووضعه وراء ظهره
- بس الكترة تغلب الذكاء والشجاعه...
- يعنى ايه يا مجدى ؛ بلاش تهور واستنى للصبح نشوف يمكن يجد جديد...
فحزم مجدى أمره وهو يغادر مكتبه
- يعنى مش هسيب ابن عمى لوحده لحد ما يجد جديد، ولو هنموت يبقي نموت سوا، آسف لازعاج معاليك...
#بااااااككككككك
فواصل مجدى حديثه وقال.

- قفلت تليفونى وامرت العسكري قبل ما يفرج عن الزفت اللى اسمه فارس يحط فى جيبه سلسله عليها GPS، واتصلت بخالد وفضلنا نتابع مكان الواد ده لحد ما وصل الفيلا واتكلم مع الحرس وبعدين خد عربيه وطلع بيها عالصحراوي، وحسيت إن هو مربط الفرس اللى هيوصلنا لمكان هشام خاصة إنه اختفى طول الليل وده اللى كان بيأكد كلام نورا مراة زيدان، واخداها عوم بقي لحد ما اتشعبطنا فى ديل السفينه واتفاجئنا بيها بتتحرك وسمعنا صوت ضرب النار وخدنا اسلحة الحرس وحصل اللى حصل بقي، هاااا ارتحت يا اتش؟!

فزفر هشام مختنقا
- مش هرتاح غير لما الزفتة دى تتمسك، فص ملح ودابت من اسكندرية كلها...
فتابع اللواء نشأت
- التحريات لسه مكملة ياهشام وهنوصلها متقلقش...
فنهض زياد من مكانه واقترب من بسمة وقال
- تسمحولى استغل الحشد العظيم ده، واعلن عن معاد فرحى من الدكتورة بسمة آخر الشهر!

لم تتحمل سعاد فرحة الخبر فانفجر بزغاريد الفرحة المتواصله حتى لفتت انتباه اللواء نشأت الذي رمقها باعجاب وما لبثت ان انتهت فقال لها بسعادة عجيبة
- ربنا يجعل ايامكم كلها فرح يا هانم...
فنست رهف أمر مجدى وتتدخلت مهلللة
- الله، بجددد، اخيرا، الف الف مبروك، شوفتى ياطنط افكارك بتجيب الخلاصة ازاى...
فاصدر زياد ايماءه طويله اختتمها بضحكة اعجاب.

- افكاااارك، ايوه بقي، الدماغ الالماظ صاحبه الافكار الالماظ اللى انا هموت وابوسها من ساعة ما صحيت ولقيت نفسى مع القمر ده فى بيت واحد..
فتدخلت عايده
- والله عمتكم سعاد عملت اللى معرفتش انا اعمله..
فحدجته سعاد بتحذير
- بس المهم اللى يتعظ ويحافظ على النعمه فى ايده، عشان المرة الجايه مفيش حد هيساعده
فرفع زياد كفوفه مستسلما
- أنا عن نفسي سلمت نمر خلاص، وبصمت بقلبى، وصوها هى بقي عليا...
فضحكت رهف بشماته.

- لااا لاا انت تستاهل تتربي من أول وجديد، عشان البت دى تعبت معاك و كمان محدش هيربيك غيرها، صح ياطنط..
- بت انت لمى لسانك الطويل ده بدل ما اقطعه..
فاشارت بسبابتها
- لا بقولك ايه هتعلى صوتك، هقولك معندناس بنات للجواز، انا بحذرك اهو..
اخذت منقارات رهف وزياد مستمره حتى استغلت فجر الفرصه واقتربت من هشام وحضنت كفه وتهامست
- واحنا مش هنتكلم!
فسقطت انظاره على كفها الدافىء واجابها
- هنتكلم، نروح ونتكلم...

فمالت برأسها على كتفه مستريحه من فوضي العالم حولها محافظة على صمتها ومحافظا هو على ثباته الى أن صرخ زيااااد معارضا
- باااااااااس، انتو قفلتونى من أم الجوازه دى، طيب مش متجوز وبنت خالتك عندك أهى، واطلعو برا بقي خلى الواد المضروب بالنار ده يستريح شويه...

سحب هشام فجر من كفها وكانوا اول المغادرين ثم لحق بهما منير وهو يوصل نشأت ويستعيدان ذكريات الماضي، وتابعتهم عايده وسعاد وهما يضحكان مع بعضهم، حيث مال زياد على بسمه معاتبا ومهددا
- عاجبك كده؟!
ارتبكت ولحقت خُطاهم
- وانا مالى ياعم، وانا قومت اتكلمت، دى اختك..
فلحق بها مناديا
- خدى يابت إنتى هنا...
ففرغت الغرفة من الجميع على رهف ومجدى التى استدارت نحوه معاتبه
- وانت هتفضل مقموص كتير كده..!
- نعم...

فاقتربت منه وجلست بنفاذ صبر على طرف الفراش وقالت
- يعنى اللى فك عقدة زياد، مفيش امل انه يفك عقدتك وتسامحنى...
انكمشت ملامح الرجل الشرقي معاندا وقال بجفاء
- رهف، احنا اتكلمنا، وانتهينا خلاص..
- لا ما نتهناش، عشان انا مش هينفع اتجوز حد غيرك ولا انت هتعرف تتجوز حد غيري..
رفع حاجبه ساخرا
- يا سلام...! ليه بقي..
فاجابته بثقة
- عشان انت بتحبنى وبتتقل عليا شويه عشان اتعاقب، صح...!

- لا مش صح، وانا عايز ارتاح، وبعدين مش خايفه هشام يشوفك هنا...
زفرت رهف باختناق
- ماليش دعوة، انا عايزه اتجوز زيهم، اشمعنا هما..
اجابها مسايسا
- بكرة هتتجوزى وهتبقي عروسه زى القمر...
- هتجوزك إنت صح؟!
لم يمنع شفتيه من التبسم فبمجرد ما رأتهم تنهدت تنهيده محارب وتحمست اكثر
- طيب قول إنك سامحتنى...
- لا...
- لا يامجدى، هتقول إنك سامحتنى..
- مسامحتكيش لا..
- لالا بطلع عناد وقولها براحه كده، انا مسامحك ياروفا...

- ايه روفا دى؟!
- ماانت لو مدلعتنيش هعرف إنك مش سامحتنى من قلبك...
احتدت نبرته قليلا
- رهف، عايز ارتاح...
- قولها وانا هسيبك ترتاح، وارتاح انا كمان..
- اقول ايه؟!
- يادى النيله عليا، قول، سامحتك، ياروفا، عشان، انا مقدرش، ازعل منك...
- إنتى بتكبري الجمله ليهه؟! انا وافقت اقولها وهى صغيرة لما تكبريها!
- يوووووه بقي اخلص!
- رهفففف...!
ابتسمت بأمل
- هااا كمل، قول سامحتك، كلمة صغيره اهى..
- وبعدين؟!

- ولا قبلين، قول سامحتك والا هتجنن عليك، وانت حر بنتايج جنانى..
فتبسم مرغما فواصلت رهف
- انطق يابنى ادم، ياباى هشام علمك الرخامه..
فكر للحظة ثم اردف مجبرا كى يتخلص من ثرثرتها
- خلاص يارهف...
- سامحتتتت؟!
- ااااه خلاص مسامحك...
كلمة ردت بروحها الروح للحياه مرة ثانيه حيث إنها باتت كطفلة تمرح وتهلل مثلهم حتى غيبت الفرحه عقلها وارتمت فى حضنه بشوق
- انت احلى مجدى فالدنيا كلها..

تأوه قليلا حيث انها لامست موضع الجرح فتجاهلت توجعه فارحة فى حضنه
- انا النهارده اسعد واحده فالدنيا بجد...
- وحياااة امك ياااارهف
إنذاك اقتحم زياد الغرفة فوجدها مرتميه فى حضن مجدى الذي ما كاد ان يلمسها فجهر زياد بجملته الاخيره التى فزعت لها رهف مرتعبه
- زيااااد، اوعى تفهم غلط، والله، اصل، هقولك..
اقترب منها مزمجرا برياح غضبه
- اصل ايه يابت؟! انطقى؟! واى اللى انا شوفته بعينيا ده..

انكمشت رهف فالحائط حيث اوشكت على البكاء وهى تضرب الارض بقدميها
- هفهمك يا زياد، بس متعليش صوتك...
- معليش صوتى ازاى...! دانا هقطم رقبتك...
استند مجدى بصعوبة لينهض من مجلسه بعدما نزع المحاليل من يده واقفا امام زياد
- اهدى، اهدى ياعم انت محصلش حاجة؟!
صدحت رياح غضب زياد
- والمفروض لما اشوفها فى حضنك اعمل ايه...
اختبئت رهف بظهر مجدى محتميه من غضب زياد، فاجابه مجدى
- ولا حاجه، تغطى العار بس...

- هى حصلت عار يامجدى...
- بصراحه انا لو مكانك اقطم رقبتها...
ثم ولى رأسه إليها
- إنتى ازاى تحضنينى اصلا...!
ثم عاود النظر لزياد
- شوف اختك بقيت اخلاقها فالارض يا زياد وانت لازم تربيها...
فطاولت يد زياد لتناول رهف التى صرخت متشبثة فى ذراع مجدى السليم، فمنعه مجدى وهو يقول
- او تصلح غلطتها المهببه دى، وتستر عارك قبل ما تتفضح..
- قولتلك اوعى من وشي يامجدى لسه حسابك مجاش معايا، انا محترمك لانك صاحب مرضى..

مجدى باصرار
- ومش هجي، ليه، عشان انا عايز ادارى على الفضيحه واصلح غلطى، منا برضو مكنش ينفع افتح حضنى كده لاى واحده...
ثار جنون زياد
- مجدى، انا شياطين الدنيا بتتنقطط قدامى، البت دى لازم تتربى..
منعه مجدى عن رهف بصعوبه
- لااا لا، انت اخزى شياطينك بس واحنا هنصلح الغلطه دى وهكتب عليها من بكرة، ها اى قولتك...
هدا زياد قليلا ثم سأله
- تتجوزوا؟!
- لو عندك حل تانى للفضيحه دى عشان نلمها قول..

هاجت ثيران زياد مرة آخرى
- إنت بتنرفزنى؟!
- قولتلك هتجوزها، اخلص قبل مااسحب العرض..
هدأ زياد تتدريجيا فالتقت اعينه باعين رهف الخائفه وسألها
- موافقه تتجوزيه يابت إنت..
تفوه ثغر رهف بذهول شاهقه
- هااااااااا!
جن مجدى من حماقتها فصرخ
- لا ركزى هيقتلنا مش وقت مفاجأة خالص لسه هتفكرى!
اومأت رأسها سريعا وهى تحتضن ذراعه
- اااه ايوه، هتجوزه خلاص...
فاتسعت ابتسامة زياد بعدما فقدت الامل فى رؤيتها وهندم سترته وقال.

- تمام، وانا كمان موافق..
فتنهد مجدى ورهف بارتياح حتى تفوه الاول
- لا انت مش مهم توافق يا زياد اصلا...
- لم نفسك احسن اعملك عاهة مستديمه تخليك نايم طول حياتك...
لحق مجدى نفسه
- لا وعلى إيه الطيب احسن، لو عايز تخدم ابن عمك اقنع الديناصور اللى بره وانا هظبطك ف...
قطعه زياد بحماس
- نسوان!
سب مجدى فى نفسه سرا
- يخربيت قذارة دماغك ياخى...
ثم دفع رهف لحضنه شاهقة متخليا عنها
- خد اختك اهى، دانتو عيله تجيب الهم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة