قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الفصل السادس

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل السادس

( نثرات الروح والهوى )

كان يستند بجسده على سيارته وضعاً يديه بجيب جاكيته الأسود بملل يكتسح ملامحه، طالت الدقائق ومازال بأنتظارها، رفع عيناه الرمادية لباب العمارة على أمل إنتهاء ساعات إنتظاره، زفر بغضب بعدما مرر يديه بخصلات شعرها الغزيرة فالنساء كعادتها تطول وقتها بالاستعداد للرحيل، أتاه صوتها الرقيق من خلفه حينما قالت بخفة _معلش أتاخرت عليك..

إستدار "ريان" ليكون أمام عيناها فكبتت الكلمات كأنه كالطفل الذي يتعلم إختيار الكلمات!، لفحها الهواء بنسيمه العليل فتمرد حجابها ليطفو عالياً على طرب أنغامه، حتى فستانها الوردي الفضفاض ترقص بخفة منصاع لمداعبته الخفيفة لتبدو كأنها ملكة خلقت للدلال، ترقبت نظراته الساكنة لأصغر تفاصيلها، لا تعلم لما شعرت بجسدها يتجمد محلها هكذا؟!...، وإضطراب أنفاسها الذي يعلو كأنها ركضت لألأف الأميال دون توقف، جسدها الذي يحاوطه البرودة على عكس وجهها المكتسح لحمرة الكرز على أثر خجلها المميت، تنحنح بحرج ليعتدل بوقفته مشيراً لها بهدوء _ولا يهمك.

وفتح الباب الخلفي للسيارة قائلاً بتفهم _إتفضلي...
أكتفت ببسمة صغيرة ولكنها كانت كفيلة بأشعال جمرات القلب دون رحمة، صعد للأمام وداخله حدث قوي بأن هناك شيئاً غامضاً يحدث معه عند رؤياها المعدودة، قطع لحظات الصمت قائلاً ببسمته الساحرة_ها يا ستي تحبي تروحي فين بقى؟...
تطلعت له بتوتر بدى له من المرآة الأمامية للسيارة فقالت بأرتباك _أي مكان...

تعالت ضحكاته التي فتكت بزمام أمورها _اللهجة دي أنا عارفها كويس...
رفعت عيناها الزيتونية بأستغراب فأكمل حديثه بمكر وخاصة بتذكره لأماكنها المفضلة من أخيها _قولي المكان اللي حابه تروحيه بدون خزي..
أجابته بأرتباك_ماليش أماكن محددة صدقني..
كبت ضحكاته بصعوبة قائلاً بثبات زائف_وأنا صدقت...

وإستدار بسيارته بحركة مفاجئة تحت نظرات إستغرابها ولكنها لم تعلق وإكتفت بالصمت فذلك الشاب منذ أن رأته وشيئاً عجيب يستحوذ عليها فيجعلها كالحمقاء أمامه، شعرت بتوقف حركة السيارة فرفعت عيناها لتجده مستنداً على مقعده، مستديراً برأسه يتأملها بسخرية_لو حابة نقضي اليوم بالعربية معنديش أي مانع!..
أنكمشت ملامحها خجلاً فلم تنتبه لتوقف السيارة، هبطت "سارة" بخجل وعيناها تتفحص المكان بصدمة وذهول، ترقب وجهها بأهتمام فأبتسم برضا على تذكره أصغر التفاصيل الخاصة بها حينما كان يقصها عليه "خالد" بتذمر حينما كان يخرج معها، إبتسمت بسعادة فهي تعشق الملاهي وخاصة هذا المكان، إستدرات إليه بحماس_دا أفضل مكان بحب أروحه لما بنزل مصر...

أجابها وعيناه تتأملها بنظراتٍ عميقة_عارف.
جذبت يدها المشيرة على بوابته العملاقة لتردد بدهشة_عرفت منين؟...
إرتدى نظارته السوداء ليتقدم خطوتان للداخل مشيرًا لها بثبات عن تعمد لتجاهل سؤالها _إستنى هنا هقطع تذاكر وجاي...

وقفت مثلما أشار إليها تراقبه بنظرات غامضة ما بين الأعجاب والتردد، عيناها مسلطة عليه حتى وقف أمام النافذة الصغيرة، أستدار يتأملها بحرص بين الحين والأخر حتى لا يضايقها أحداً فأنتبهت هي لذلك فأبتسمت فرحاً، أستدارت حتى لا يرى وجهها الذي تكسوه حمرة الخجل ولا نظرات عيناها التي تفضح إعجابها به، لا طالما كانت معجبة بشخصية "ريان عمران" من دون أن تلتقي به، فحديث أخيها عنه أصبح جزءاً من حياتها حتى أنها ودت اللقاء به لرؤية هذا الرجل ذو الصفات الرجولية المثيرة للأهتمام، فكلما كان يقص عليها "خالد" عن ما مر به من صعاب أو حينما كانت توجهه مشكلة عميقة كان "ريان" لجواره على الدوام...
=إتفضلي...
قالها "ريان" وهو يقدم لها التذكرة فأنتبهت لوجده، تناولتها منه على إستحياء لتلحق به بخطوات مضطربة كحال قلبها!...

كبتت دمعاتها بالكاد، تعلم أنه يتتابعها بسيارته ولكنها لا تريد رؤياه مجدداً، طعن كرامتها وبدد مشاعرها فأصبحت تبغض قربه منها، بحثت عن عشقه العتيق بداخل هذا القلب وجدته يعاني مثلما تعاني هي!..
_وصلنا يا أنسة...

كلمات لفظ بها السائق فأزاحت عنها فكرها المؤلم، أزاحت "منة" دمعاتها لتخرج من حقيبة يدها المال للسائق ثم خرجت مسرعة لتدلف للجامعة قبل أن يقترب منها مجدداً، أسرعت بخطاها للداخل متوجهة للطابق الأعلى لتعتلي مكانها المحدد لكل طالبة بالأختبار...

أوقف سيارته أمام الجامعة بغضب فشل بالتحكم به فدفعه فكره المتهور بأن يظل بأنتظارها، رفع ساعة يديه يتذمر فطائرة أخيه على وشك الوصول عليه بالتحرك لمطار القاهرة ليكون بأستقباله، زفر "فارس" بوعيد_ماشي يا "منة" أفضالك بس...
وصعد بسيارته بغضب بدى بطريقته بالقيادة فربما نجت بروحها من يد هذا المجنون الذي لا يحتمل أن تمسها طيف الهواء فكيف أن رأها تتحدث مع رجلاً وخاصة من يبغضه بشدة! .

بقصر "جان زيدان"...
توقفت سيارة "يامن" أمام القصر فهبط ليقف أمام الباب الداخلي بأرتباك، شدد على شعره الغزير بتوتر فلكم باب السيارة مردداً بهمساً غاضب _أيه اللي بحط نفسي فيه دا!...
ثم زفر بغضب _معقول هخدع صاحب عمري بالبساطة دي!..

وإستدار ليكون مقابل باب قصره ليتأمله بنظرات مطولة ليتذكر تلك الليلة المشؤومة التي دمرت حياة تلك البائسة التي إعتبرته أخيها على الدوام، شدد على معصم يديه بقوة ثم أكمل طريقه للداخل، إستقبلته والدة "جان" بالترحاب لتخبره بأنه يأتي بالوقت الصائب على الدوام فجان بالأعلى يجلس بمفرده منذ أن رحلت "سلمى"، صعد للأعلى فتطرق باب غرفته ثم ولج ليجده يقف أمام شرفته بصمتٍ عجيب، إقترب منه قائلاً ببسمة ساخرة_من أولها كدا!..

إنتبه لوجوده فقال دون النظر إليه _جاي ليه؟..
جلس "يامن" على المقعد المقرب إليه وضعاً قدماً فوق الأخرى بغرور _دا بيتي أدخله وأخرج منه وقت ما أحب ولا عندك إعتراض؟.
لم يجيبه "جان" فهو بحالة لا تستدعي للحديث، جلس جواره على الأريكة بسكون، ساء الوجوه الصمت ليستدير إليه "يامن" قائلاً بصوتٍ يحمل ألام تكفي عالم بأكمله _صعب؟...

أستدار برأسه إليه مشيراً على موضع قلبه _الوجع اللي هنا أصعب. .
تساقطت دمعة خائنة من عين "يامن" فقال بألم_والأيام مش بتداوي الوجع دا للأسف بيزداد مش بيدمل..
إبتسم "جان" بسخرية_كنت فاكر إنك بتبالغ لما سبت الكلبة دي.
تهجم وجه "يامن" لذكريات تلك الخائنة فقال بغموض_الألم اللي سببتهولي كبير بس عدم الثقة وجعه أكبر يا "جان"...

ثم إستدار ليكون مقابله ليسترسل حديثه بحزن_هي فاكرة أنها لما تتخطب للكلب دا أنا هتأثر متعرفش أنها كانت بتقتل كل حاجة بيني وبينها.
تحولت ملامح "جان" للغضب المميت _كان نفسي أخلص على الكلب دا بجد هفضل طول عمري ندمان أني كل مرة بسيبه...
أستند "يامن" برأسه على الأريكة لتحوم به ذكريات الماضي حول اليوم المنشود...

إجتمع الجميع للاحتفال بعقد قرآن "جان" و"سلمى" على أن يتم الزفاف بعد شهر من عقد القرآن، وقف "إياد" لجوار "فاطمة" ليميل على أذنيها هامساً ببسمة واسعة _عقبالنا..
وضعت عيناها أرضاً بخجل ليزفر بغضب حينما رمقه "جان" بنظرة نارية فأبتعد عنها بمسافة محدودة لتكبت ضحكاتها بصعوبة فهمس بعصبيه_حتي وهو مشغول بمرأته عينه علينا يا ساتر...

تعالت ضحكاتها قائلة وهي تهم بالذهاب لأخيها_هروح أشوفه عايز أيه؟..
أشار لها بتذكر فتوجهت إليه مسرعة، وقفت جوار "جان" قائلة بأستغراب_نعم!...
وقف أمامها ونظراته تتطوف بأياد الذي يتأمله_مش قولتلك متوقفيش مع البنى أدم الساذج دا...
كبتت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالحديث_الساذج دا يبقى خطيبي على فكرة...

رمقها بنظرة غاصبة_متستفزنيش بدل ما ألغى أم الخطوبة اللي وفقت عليها بالغصب دي..
أشارت له سريعاً _مش هقف معاه تاني في وجودك أي أوامر تانية؟..
إبتسم برضا _تعجبيني... ثم أشار لها بجدية _ أطلعي بقى هاتي الفون بتاعي من أوضتي عشان أشوف "يامن" أتأخر كدا ليه!...
أنصاعت له وتوجهت للأعلى لتحضر ما يريد، وصل "عباس صفوان" الحفل بصحبة خطيبة إبنه "يامن" فجلست جواره على نفس الطاولة قائلة بأستغراب_أمال "يامن" فين يا أنكل؟!...

نقل نظراته من خلفه بدهشة_سبقني عشان يكون جنب "جان" هتلاقيه هنا أو هنا دلوقتي يظهر..
أخرجت "صباح" هاتفها في محاولات عديدة لأن تصل إليه ولكن دون جدوى...

جذبت الهاتف ثم توجهت للعودة لحديقة القصر حيث مكان الحفل، إستدرات "فاطمة" تجاه ضوء السيارة المضيء فيبدو لها سيارة "يامن"، إنكمشت ملامح وجهها بأستغراب حينما وجدت الحركة بها ساكنة لأكثر من دقائق، حسمت أمرها بالتوجه إليه لترى ماذا هناك؟!، إقتربت "فاطمة" من السيارة لتسرع من خطاها حينما إتضحت لها الصورة كاملة، فكان "يامن" منحني بجسده على مقبض السيارة ويبدو عليه التعب الشديد، إنحنت لشرفة السيارة فطرقتها بلهفة، حرك رأسه ببطء ليجدها بالخارج فقالت بدهشة_أنت كويس؟..

أغلق عيناه بتعبٍ شديد ففتحت باب السيارة لتحركه بيديها بعيداً عن مقبض السيارة فأستجاب جسده لحركاتها كأنه دمى فاقد للحياة ليرتمي بثقله على مقعده لتضع يديها على فمها لتكبت شهقاتها بصدمه حينما وجدت قميصه الأبيض الذي يرتديه أسفل جاكيته مندمس بالدماء فيبدو لها بأنه أصيب بطلق ناري، أنتباها الفزع فأقتربت منه تتفحص نبضه لتهمس بخوف _متقلقش هقول "لجان" أو أي حد يجي يساعدك..

وإستقامت بوقفتها للعودة لاستدعاء أخيها ولكن شيئاً ما جعلها تتصنم محلها فلم يكن سوى قبضته، فتح عيناه بصعوبة ليقول بصوتٍ متقطع_لا متقولش لحد...
رفعت عيناها له بصدمة ورجفة تحتل جسدها لرؤية دمائه الغزيرة_طب أعمل أيه؟... أنا هطلبك أسعاف فوراً...
همس بغضب_قولتلك متعمليش حاجة لو عايزة تساعدني بجد دخليني جوا القصر ومتعرفيش "جان" حاجة لحد ما الحفلة تنتهي...
تطلعت له بأرتباك ثم قالت بتوتر_بس انت حالتك صعبة على الأقل أجيبلك دكتور...

أجابها بصعوبة بالغة بالحديث_مش عايز أي حد يحس بحاجة "جان" لو عرف هيلغي الحفلة وأحنا مصدقنا يلاقي البنت المناسبة اللي توبته عن جنس الحريم كله.
رمقته" فاطمة" بغضب _أنت بتهزر وأنت بالحالة دي؟!..
أجابها "يامن" ببسمة ساخرة_أتعودت عليها بس المرادي العيار كان صعب..
قالت بفضول وهي تتفحص حجم أصابته _مين اللي عمل فيك كدا؟.
أجابها ببسمة ساخرة_هتفتحيلي تحقيق وانا بموت أنقذيني الأول وبعدين هحكيلك عن بطولات والدي اللي بدفع تمنها مرة بالشوم ومرة بالرصاص لا وعايزني أبقى محامي زيه ...

كبتت ضحكاتها بصعوبة ثم قالت بتفكير _طيب هتعرف تنزل؟..
حاول تحريك قدميه بصعوبة وبالفعل بعد عدد من المحاولات البائسة تحمل عليها لتعاونه للولوج لداخل القصر بعناء، رفع عيناه لها بتعب شديد حينما كادت بمعاونته لصعود الدرج حتى تضعه بغرفة "جان" _مش قادر أطلع..
أجابته بتفهم _طيب أوضة ماما على الشمال، إتحمل..

أشار لها بثبات زائف ثم تحمل عليها لتدلف لغرفة والدتها بالأسفل، تمدد على الفراش يحاول كبت كتفيه حتى يتوقف النزيف فأستقامت هي بوقفتها قائلة بتوتر_انا لازم أطلبك دكتور دي مفهاش هزار..
أشار لها بحدة_قولتلك لا..
تطلعت له بذهول _أنت عايز تموت ولا أيه؟..
أجابها ببسمة ساخرة_مش بالظبط...
ثم قال بثبات _هتطلبي دكتور ليه وأنتِ موجودة..

جحظت عيناها بصدمة _ لا أنت معلوماتك غلط علي فكرة أنا لسه متخرجتش أنا يدوب تانية طب...
أزاح عنه جاكيته بصعوبة فبدأ جسده أن يتصبب عرقاً ليقول بصوت متقطع_الأصابة سطحية مش محتاجة كل دا على فكرة..
وضعت يديها حول خصرها بغضب _وأنت كنت دكتور عشان تحدد ثم أني لا عالجت سطحي ولا عميق!.. أنا هطلب دكتور
وضع رأسه على الوسادة بأستسلام قائلاً أخر كلماته بتحذير _مش هتطلبي حد والأختيارات قدامك يا تعالجيني أو تسبيني أموت بقى وأرتاح من أخوكِ وأبويا والقواضي بتاعته.

صاحت بغضب _أنت مش بتفهم قولتلك لسه بتعلم!..
لم يجيبها فأقتربت منه بزعر تتفقد نبضه لتجده فقد الوعي، إرتجفت يديها حينما وجدت عليها بقعة من الدماء فكيف ستفعلها؟!، كم لعنت ذاتها على دخولها الطب من البداية ولكن عليها الأن أن تتحلى بالقوة لأنقاذه، هدأت ذاتها قليلاً حتى تستعيد تفكيرها من جديد، أسرعت لغرفتها لأحضار ما يلزم ثم هرولت للأسفل سريعاً، ولجت للداخل فوضعت المتعلقات على الكوماد الذي يجاوره..،

جذبت (المقص) ثم إقتربت منه لتمزق قميصه الأبيض حتى تتمكن من معالجته، تراجعت للخلف بخوغ أم خجلاً لا تعلم ماذا يحدث معها، جذبت (المشرط) بأصابع مرتجفه بعدما حقنته بالمخدر، وقفت تتطلع لسنه الحاد بأصابع مرتجفة، إقتربت من "يامن" لتزيل الرصاصة العالقة بكتفيه فأنسدل حجابها بطرفه الطويل ليعيق حركاتها هي تعلم بأنه سيغيب عن الوعي لفترة بسبب المخدر الذي حقن به لذا وبدون أي تفكير أزاحته عنها لتشرع بمهامها على أكمل وجه لتنهي جراحتها بوضع لاصق الأبيض على الجراح...

من خلف الباب الموصود رأتها تتحرك يميناً ويساراً ومن خلفها يظهر جسد "يامن" العاري لذا وبدون أي مجهود لتدقيق رؤياها ظنت بهما السوء، عمتها نيران الغيرة فأسرعت للحفل لتقترب من "إياد" قائلة بحقد _من أول ما خطوبتي أنا و"يامن" تمت وأنا وهو بمشاكل بسبب علاقته مع "فاطمة" خطيبتك اللي كان كل مرة بيبررلي أنه بالنسبة لها زي "جان" بالظبط.
ضيق عيناه بأستغراب من تلك الفتاة ذات الشعر البنى فعادت ملامحه للأسترخاء حينما تذكر بأنها خطيبة "يامن" فقال "إياد" بأستغراب من لهجتها الحادة_أنتِ تقصدي أيه؟!..

أجابته "صباح" بغضب _أقصد أن خطيبتك زبالة وأ...
كادت بأن تكمل حديثها ولكنها صرخت بجنون حينما جذبها من معصمها بقوة _أخرسي يا حيوانة أنتِ مين أنتِ عشان تتكلمي عنها؟!
إبتسمت بدموع تحوي الألم _متقلقش أنا كمان خطيبي طلع زبالة زيها..
لم يستوعب ما تود قوله الا حينما أشارت له على القصر _أنا شوفتهم بعيوني مع بعض ..
جحظت عيناه بصدمة فما كان منه إلا أنه ركض للقصر سريعاً...

وقفت "فاطمة" تنتظره يسترد وعيه وبالفعل بدأ بتحريك رأسه يميناً ويساراً محتضن كتفيه بألم؛ فأسرعت للمرآة تعدل من ملابسها وحجابها، بذات الوقت ولج "إياد" للداخل وخلفه كانت تلحقه "صباح" بخطوات بطيئة للغاية، ولج ليجدها تعدل من فستانها وترتدي حجابها فتطلع لها بصدمة كأن الكلمات تحجرت على لسانه فلم يجد ما يقول فهوى على وجهها بصفعة قاسية قائلاً بصوتٍ مميت _كنت فاكرك غالية يا رخيصة، عملتلك سعر وأنتِ ولا تسوي زيك زي أي عاهرة زبالة...
وخلع دبلته ليلقيها بوجهها بقوة_هندم طول عمري أني لبست حاجة كانت مرتبطة بيكِ في يوم من الأيام.

وغادر "إياد" لتهوى "فاطمة" أرضاً بعدم إستيعاب لما يحدث!، كأنها بحلم زادت أحداثه فأصبحت لا تعي شيئاً مما يحدث حولها...
بنفس ذات الغرفة، إعتدل "يامن" بجلسته بصعوبة ويديه تحتضن جرحه بصعوبة ليجدها تقف أمام عيناه، ترمقه بنظرات مميتة للغاية، تطلع لها بثبات ثم قال بهدوء _أكيد مش هتعملي زي المتخلف دا؟!..

رفعت عيناها إليه بنظرة يملأها الكره لتصرخ به _أنت بني أدم حقير بقى بعد كل دا وبتخوني!، فرحنا بعد شهر وبتخووووني؟!... أنا من البداية كنت حاسه ان في حاجة بينك وبينها وبعدين هي عمرها ما هتكون أختك..
أجابها بصدمة_مش مصدق اللي يسمعه دا!...
إبتسمت بسخرية_ولا أنا مصدقة أني كنت غبية أوي كدا.

وخلعت دبلتها لتلقيها بوجهه فجذبها بقوة من ذراعيها ليصيح بها بغضب _متبقيش مجنونة "فاطمة" كانت بتعالجني وجراحي قدامك أهو!..
دفشته بعيداً عنها بتقزز_متلمسنيش أنا مستحيل أصدقك بعد النهاردة.
وتوجهت للرحيل ولكن قبل خروجها إستدارت لمن تجلس أرضاً كأنها مازالت تحت تأثير المخدر لترمقها بنظرة جعلتها تتمنى الموت ثم خرجت من القصر بأكمله...

مرت الدقائق ومازالت على حالها، تجلس أرضاً بألم يكتسح قلبها وجسدها، تحمل "يامن" على ذاته بصعوبة فألم قلبه أصعب من جسده بكثير، جذب جاكيته حينما رأي قميصه لا يصلح للأرتداء ثم جذب مفاتيح سيارته وهاتفه وتوجه بخطى بطيئة للغاية إليها، عاونها على الوقوف فرفعت عيناها إليه لتشير له على الباب قائلة بدموع _"إياد" وقفه يا"يامن" إشرحله الحقيقة..

أجابها بصوتٍ مطعون بالألم _ميستهلكيش يا"فاطمة" والله ما يستهلك..
كادت بالحديث بدمعات لا حصى لها ليقطعها قائلاً بألم وعيناه على باب الغرفة_كنت فاكر أنها هتخاف عليا أو هتهتم تعرف على الأقل مالي لكن واضح أن الحب اللي بينا كان من طرف واحد..
صاحت "فاطمة" ببكاء _أنا ماليش ذنب في اللي حصل أرجوك قوله الحقيقة..
إبتسم بألم _بتعبريني زي "جان"؟..

أشارت له بتأكيد فقال بلهجة يكسوها الجراح _أنتِ لسه على أول الطريق وفكر عنك كدا أمال بعد كدا هيحصل أيه؟!..
سكنت محلها بصمت وعينان تقتل دمعاً على أثر ما فعله منذ دقائق، سحب قدمياه كأنه يجر أثر حطام قلبه ليتوجه بصعوبة للخارج، جاهد لأن يظل صامداً ولكنه لم يستطيع فألم جسده قوي للغاية..
_"يامن"! ...

لفظ بها" جان" بأستغراب حينما وجده يبتعد عن القصر، إستدار ببطء ليصعق" جان" من مظهره فأسرع إليه ليرتمي الآخر على ذراعيه بألم فصرخ به بجنون _" يامن"...
أغلق عيناه بأستسلام وأخر ما ردده أن يعيده لمنزله...
وقفت" صباح" بسيارتها لتلمح بطريقها "إياد" الذي يجلس أمام المياه بصدمة وحزن وغضب بأنٍ واحد فهبطت من سيارتها لتجلس جواره توسيه عما يشعر به فوساها هو الأخر لتبدأ خطتهم بالأنتقام منهما وذلك عن طريق إتحادهما فأعلنوا للجميع خطبتهم باليوم التالي!

عاد من ذكريات ماضيه على هزة خفيفة من يديه فقال بأستغراب_روحت فين يابني؟!..
إبتسم "يامن" بألم_معاك اهو...
إعتدل "جان" بجلسته قائلاً بجدية_مش هتقولي جاي ليه، وسيبك من جو بيتك وبيتي دي عشان مش داخلة عليا..
إستقام بجلسته بتوتر_بصراحة أنا جيت أطلب أيد ف... "فاطمة" ...
بقى ثابتٍ للغاية على عكس ما توقع "يامن"، جذب "جان" كأس العصير يرتشفه بتلذذ ليشير لمن يتطلع له ببلاهة_ كمل كمل..
ضيق عيناه بدهشة_أكمل أيه؟!، بقولك عايز أتجوز أختك..

وضع المشروب من يديه بجدية لينهض عن مقعده ثم تقدم ليقف أمام عيناه قائلاً بهدوء_ودا من أمته دا؟..
تطلع له بعدم فهم فأسترسل حديثه قائلاً بغضب _أنا عارف أن اللي "صباح" والحيوان دا عملاوه صعب عليك وعلى "فاطمة" بس معالجة الموضوع مش بالأرتباط لمجرد الأنتقام منهم...
أجابه بأرتباك _ايه اللي بتقوله دا هو عشان طلبتها هتربط الموضوع باللي قبله!
أخفي بسمة مكره ليقول بخبث _يعني أنت عايز تتجوزها؟...

أجابه بثقة_ايوا...
توجه للخروج قائلاً بهدوء _أوكي خاليك هنا ثواني وراجع..
وقف محله يتطلع له بأستغراب بينما ترك "جان" الغرفة ليقتحم غرفة شقيقته!، نهضت عن فراشها بفزع_في أيه؟!...
وقف أمامها ثم قال بثبات _البسي حجابك وتعالى أوضتي فوراً..
وقبل أن تستمر بنوبة أسئلتها كان قد غادر الغرفة بأكملها، جذبت "فاطمة" حجابها ثم إرتدته بقلق من طريقته، ورد لها بأن "يامن" نفذ ما طلبته منه، كاد رأسها بالأنفجار من التفكير بالامر فاسرعت لغرفة أخيها لترى ماذا هناك؟! ...

ولجت قائلة بضيق دون أن ترى من يجلس على الأريكة_جيت أهو بس أيه الدخلة دي محسسني أن أ...
بترت كلماتها حينما رأت "يامن" يجلس على الأريكة ومقابله كان يجلس "جان" وضعاً قدماً فوق الأخرى ويتراقب كلا منهما بغموض، أشار لها بيديه بأن تجلس هي الأخرى فأنصاعت إليه وجلست بأرتباك، رفع "يامن" عيناه ليخطف نظرة سريعة إليها جعلتها تعلم بأن هناك خطبٍ ما، وزع نظراته بينهم بهدوء ثم نهض عن مقعده ليخطو خطواتٍ هادئة بين المقعد الذي تجلس عليه وبين الأريكة التي يعتليها "يامن" ليخرج عن صمته قائلاً بخبث _أنتِ عارفة "يامن" هنا ليه؟...
تطلعت له بنظرة مطولة قبل أن يخرج صوتها المتحشرج _عارفة وموافقة...

إبتسم بمكر _أمممم طيب وأنا مش هلاقي عريس أفضل منه ليكِ...
"يامن" بأستغراب من طريقته _يعني موافق؟..
جلس على مقعده مجدداً وضعاً قدماً فوق الأخرى بغرور مصطنع_موافق طبعاً بس عندي شرط..
أجابه بأستغراب _شرط ايه دا؟..
تطلع لهم بيكون ونظرات المكر تغلف عيناه _الخطوبة وعقد القرآن بيوم واحد وحفلة الزفاف وقت ما تحبوا...

إكتسح الصمت وجوههم والأخر يتراقبهم ببسمة مكر، تطلع "يامن" لها بنظرات مطولة محفلة بالصمت لتقطعها هي بهدوء يدفعه للأمام _مفيش مشكلة..
قالت كلماتها وعيناها تترقبه بأهتمام بأنتطار ما سيقول، نهض عن مقعده قائلاً بعد وهلات من الصمت _بكرا الصبح بأذن الله هجهز العقود...
وتركهم ورحل وعيناه تترقبها بذهول...

وقف منشغل الفكر حتى أنه لم ينتبه لمن يقترب منه ببسمة مشرقة فقال بثبات زائف_لو سمحت طيارة الدوحة منين؟...
إستقام بوقفته حينما إستمع لهذا الصوت المحبب إليه فأستدار بلهفة ليصيح بسعادة _"أدم"!..
إبتسم ليبدو أكثر وسامة مما هو عليه _هو بعينه..
تعالت ضحكات" فارس" بجنون ليشدد من إحتضانه بسعادة قائلاً بعدم تصديق_وحشتني بجد...
إبتعد" آدم" عنه قائلاً بمزح_وأنتِ كمان أنتِ والعيال وحشتوني أوي يا فوزية..

ركله بغضب فضحك بصوته كله قائلاً بصعوبة بالحديث _متبقاش حمقي كدا الله وبعدين مش قولنا هنتغير للأحسن ولا كان كلام تليفونات وراح لحاله؟!..
ضيق عيناه بضيق فرفع "آدم" يديه حول كتفيه بمرح_يا حبيبي يابني من أول ما شوفتك خلقتك السودة دي وأنا حاسس ان وراك بلوة.
رفع "فارس" عيناه ليتأمل ذراع "آدم" المختضن لكتفيه بغضب ليزيحه سريعاً قائلاً بسخرية_علي فكرة أنا الكبير مش أنت! ...
أجابه بلهجة ساخرة _ كدا هتعتذر مثلاً؟!..

جذب "آدم" حقيبته متوجهاً لداخل المطار _ولا تعتذر ولا اعتذر أنا اخد شنطتي وأرجع تاني أفضل من الجو دا..
جذبه بعصبية_أنت راجع تهزر ولا أيه حكايتك..
أجابه "آدم" بسخرية _لا وأنت الصادق راجع أتجوز...

لم يتمالك ذاته من الضحك فتحدث بصعوبة_مستغرب أزاي سبت المزز اللي على الفرازة دول وراجع تتجوز بسيوني كفة..
تطلع له بصدمة_مين بسيوني كفة دا؟!..
كبت ضحكاته بصعوبة فحمل الحقيبة قائلاً بسخرية _لا متخدش في بالك يلا نرجع القصر جدتك مستنية من بدري...
أنصاع له ببسمة هادئة عكست جمال عيناه الساحرة ليكمل طالته المرتبة حينما أرتدى نظارته السوداء...

بالملاهي...
وقفت أمام السلاح بأرتباك فرفعته بحماس لأصابة الهدف حتى تحصل على هذة مي العروس الجذابة، تابعها "ريان" ببسمة هادئة وهي تحاول جاهدة إحراز أهداف لتحصل عليها وكل مرة تحظى بالفشل إلى أن إستسلمت للغاية فناولت لصاحب اللعبة السلاح فكاد بألتقطه منها ولكن حمله عنها "ريان" ليخلع نظارته فقال وعيناه على اللعبة _عجباكِ؟...

أشارت له بخجل _جداً..
إبتسم بخفة ليقف أمام الهدف بعينان مثبتة بحرافية ليقتص من هدفة ببراعة ومن أول طلقة، صفقت بيدها بفرحة وخاصة حينما قدم لها الرجل العروس مكافأة لما أحرزه، أحتضنتها بسعادة وضحكة برزت غمازاتها بوضوح فتك بقلب "ريان" فعلم الأن بأنه سقط مع ضحايا الحب من النظرة الأولى!...

بقصر الجوكر...
صعد للأعلى وبيديه مشروبه المفضل ذو اللون الأزرق الغامض الذي لا يعلم كناياته أحداً فهو يعده بذاته، صعد لجناحه المعزول عن القصر بأكمله فخلع قميصه ثم خرج لتراس جناحه العملاق الذي يترأس القصر بأكمله، تمدد على السور الخارجي غير عابئ بحرارة الشمس وأشعتها المحرقة، أرتدى نظارته حتى لا تزعجه أشعتها ثم بقى ساكناً على السور...

خرجت "حنين" للشرفة بضيق فكم ودت إستكشاف القصر بأكمله وخاصة الجناح الذي أخبرتها عنه مسؤولة خدم القصر بأنه محذر على الجميع الولوج إليه، لمحت عيناها بوميض غريب حينما سقطت على هذا الغامض ذو الطالة الشامخة، أزاحت الستار العازل عن عيناها لتراه بوضوح يتمدد بجسده على حافة التراس فأن أختل توازنه سيسقط ضريعاً من على بعد هذة المسافة، وقفت تتأمله بتركيز رغم كونها خجلة لعدم إرتداء قميصه ولكن هاجمتها عاصفة فضولية لمعرفة كناية هذا الكائن الذي تلمع عيناه بقوة وثبات لم تختربهم من قبل، وقفت تراقبه بفضول وإعجاب بثقته بذاته، خطفت نظراته هذا المشروب الغريب الذي ودت لو تذوقته يوماً ما ربما قريب للغاية لتتمرد تلك الفتاة على قوانين الجوكر الخاصة!...

نسمة هواء عليل تمايلت على خصلات شعرها الحريري لتحتضن عطره الخالد بين أحضانها لتنثرها برفق جواره لتجعل حواسه تتأهب بفضول لما تسلل إليها، نهض "مراد" عن ألتراس فأستدار ليجد من تتأمله بشرود حتى أنها لم تنتبه لنظراته لها فكانت بعالم الغفلة والشرود...
نظراتها كالموج الثائر الذي يزلزل كيانه ليحطم ما تبقى من كبريائه، خصلات شعرها الحريري تتراقص بخفة بين أنشودة الهواء كأنها أقصوصة لأحد الراويات فتشكلها أطرافه!..

لم يشعر بذاته وهو يتأملها بجراءة وخاصة بعدما رأها بدون حجاب، رأها بالأمس وهي الأن أمام عيناه مجدداً فهل يعزف القلب ألحاناً من لقائين؟!
إنبهت من غفلتها لتراه يقف يتأملها بنظرات ساكنه، تراجعت للخلف برعب كأن هناك أحداً أفاق على حقيقة وجوده بعرين الأسد ويتطلع له دون خوفاً !..
تراجعت للخلف بزعر رغم أن ما يفصلهما مسافة كبيرة بين جناحه وجناحها ولكن تملكها الزعر!، إنغمست خلف الستائر بخجل فتراقبها بسكون دون أن يرمش له جفن، صدح هاتفه برنين حرس البوابة الخاصة فرفعه دون أن يتحدث ليسرع الأخر بالحديث _معالي الوزير على البوابة يا فندم..
بقى ثابتٍ للحظات قطعها بشبح بسمة ماكره _دخله..

وأغلق الهاتف ببسمة ساخرة فبوابة قصره العريق أصبح بأستقبال الوزير بذاته، أشاح بنظرات المتعلقة بها ليجذب قميصه ثم ولج للداخل ليلقي تعليماته على الخدم بحسن ضيافته ثم أعطي للخادمة أمراً بأن تخبرها بوجود والدها بالأسفل...
جلس الوزير على المقعد بنظرات إعجاب يخطفها للقصر المرتب بعناية، إنتبه جيداً لأصوات أقدام الجوكر التي تقترب منه بهدوء، وقف أمامه أخيراً فنهض الوزير ليتأمله ببسمة هادئة ليرفع يديه ليصافحه_كنت متشوق أشوف الجوكر اللي الاغلب في الداخلية جايبن سيرته
إبتسم بثبات _كنت واثق أن اللقاء دا هيجي وفي بيتي..

وأشار له بالجلوس فجلس قائلاً بأعجاب _أيه الثقة دي، "مصطفى" بلغني أنك كنت على علم من الأول أنها بنتي!..
إبتسم قائلاً بهدوء_ اللي يشتغل في الداخلية لازم يكون على علم بكل حاجه ولا أيه؟..
أشار له بتفهم ثم قال بحزن_اتمنى ثقتك الكبيرة بنفسك دا تهيأك أنك تقدر تقف لأولاد عمها وخصوصاً "توفيق" أنا عرفت انه موجود هنا بنيويورك سافر بعد "حنين" بساعات ودا سبب زيارتي ليك هنا..

إبتسم "مراد" بهدوء مريب فقال وهو يتأمل "حنين" التي تهبط مسرعة للأسفل بعدم تصديق_أهلاً بيه، زي ما جيه من بلده مكرم هنرجعه في تابوت ومكرم برضو دا وعد مني لمعاليك... كاد بأن يتحدث ولكن قطعته فتاته الصغيرة حينما هرولت لأحضانه بسعادة_بابي...
إحتضنها بسعادة ليقول بلهفة _عاملة أيه يا حبيبتي..
أجابته ببسمة هادئة_الحمدلله طمني على حضرتك...
_أنا بخير يا حبيبتي..

نهض "مراد" عن مقعده فتعلقت عيناها به لوهلة من الثواني قال وعيناه تجوبه _عندي حاجة مهمة محتاج أعملها البيت بيتك يا معالي الوزير.
أشار له بأمتنان فخرج الجوكر لخارج قصره الداخلي ليقف أمام كبير الحرس قائلاً بلهجة غامضة _بعد ساعة من دلوقتي هتخرج مع الهانم للجامعة وطبعاً عارف مهمتك..
أجابه سريعاً _متقلقش يا باشا مش بنفرقها..
إبتسم بخبث_بس أنا عايزك تفرقها وتسيبها فترات طويلة بدون ما تكون متواجد..
تطلع له بأستغراب فأبتسم الأخر بمكر لينفذ وعده القاطع الذي لم يمر عليه سوى بضعة دقائق!...

بقصر "رحيم زيدان".
أمر الخدم بأستقبال "يوسف" إستقبال حسن لحين عودته فكان عليه الذهاب للمشفى الخاص لتأمين حراسة أحد رجال الأعمال الذي تعرض للقتل ومازالت هناك محاولات مستميته للفتك به حتى أتت الاوامر من الأعلى بأن من سيشرف على حراسته الأسطورة بذاته...
وصل للمشفي فتوجه للأعلى بثبات، حياه العساكر الموكلة بحراسة الغرفة بوقار فوقف أمامهم بثبات _أمنت المخارج والمداخل؟..
أجابه الشرطي سريعاً _أيوا يا باشا كله تمام..
أشار للآخر بحدة_عينك متغفلش عن الباب لحظة فاهمني؟..
أجابه بخوف_مفتحه للفجر يا باشا..
أشار لهم بثبات_مين معاه جوا؟..
أجابه سريعاً _الدكتور ومعاه إتنين ممرضات...
بالداخل...

انتهى الطبيب من تبديل الضماد عن جرحه فجففته من ترتدي الكمامة الطبية فناولتها الممرضة الأخرى المطهر قائلة بهدوء _خلي بالك يا "أشجان"..
أشارت لها بهدوء ثم طهرت الجرح لتخرج معها للخارج، كان يدير ظهرها ويتحدث بهاتفه بهدوء حينما مرت من خلف ظهره تلك التي ظل أسير روحها، لم تنتبه له فتعثرت بخطاها ليحصرها بين ذراعيه بتلقائية، ترقبت ملامح وجهه بأستغراب، عيناه لم تكن بالغامضة بالنسبة لها!...
إعتدل بوقفته بثبات لم يتخلى عنه قط ليشير لها بيديه بحدة _خدي بالك بعد كدا..

أشارت له وهي كالمسحورة، إرتعبت من تقف جوارها فجذبتها من يديها حينما رأتها تقف أمامه كالبلهاء قائلة بخوف _ حقك علينا يا بيه..
ثم جذبتها برفق لتنصاع لها، إتبعتها ومازالت عيناها مركزة عليه لا تعلم لما تتأمله هكذا، أما هو فرفع هاتفه مجدداً ليستدير برأسه رغماً عنه ليرى تلك الفتاة التي تتأمله بطريقة غريبة، يا ليت سقط عنها ما ترتديه كالقناع ربما تمكنت من قلب القاسي لتزيل عنه غمامة الظلام لتنير قلبه بنور عشقها الخالد...
هل حان وقت اللقاء؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة