قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الفصل السابع

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل السابع

( نثرات الروح والهوى )

إنصاعت ليديها فلحقت بها وعيناها مازالت معلقة به، تشعر بأنها تعرفه جيداً، نظرات عيناه ولونهما المميز تقذفها علي شاطئ الماضي الأليم، ماضي ذاقت بها شتات من العشق الطاهر البرئ، عشقاً إقتحم أسوار قلبها العذري ليجعله هائم بلا وجدان، لتأتي تلك العاصفة فدمرت جدران القلاع فحاوطتها المياه من جميع الأتجاهات لتغرق قلعته أسفل طوفان من الأنين، تعلم أنه من المحال ان يعود الميت لقيد الحياة ولكن بداخل قلبها مكانة يحتلها حب "فريد" الأجباري، ربما تذكرته لتشابه لون عيناه من هذا الرجل الذي يقف أمامها يتحدث بالهاتف بثبات مريب فيبدو لها أنه ذو منصب وجاه، ختمت طول نظراتها بدموع غزت وجهها ومازالت عيناها مسلطة عليه...

_أسمع أنا جبت أخري معاك ٤٨ساعة صدقني معندكش غيرهم، لو مجبتليش مكانها أو معلومات جديدة عنها اللي هعمله مينفعش ينوصف بكلام..
كلمات تفوه بها "رحيم" بغضب وعيناه تشع كتل من القسوة ربما كانت كافية للحجر بينه وبين من تقف علي بعد خطوات منه!، إستدار بهدوء ليتفحص أماكن العساكر قبل أن يغادر فوقعت عيناه عليها ليجد تلك الفتاة مازالت تتأمله بنظراتٍ غريبة !، نعم إعتاد علي نظرات الأعجاب من النساء فهو خادع بمظهره الجذاب ولكن قسوته وجفائه كان كافياً برهبة من حوله فأصبح للجميع بمثابة الغرفة العسكرية المحكومة!،

تعجب من نظراتها البعيدة كل البعد عن ما إعتاد من رؤياه بعيون النساء فتلك الفتاة نظراتها عميقة للغاية!، رأي دموعها تنساب ببطء وهي تتطلع له، جعلته يتأملها بأهتمام، خطت خلفها بفعل يدها التي تجذبها فلولاها لما كانت تحركت من محلها، تخفت من أمامه نهائياً خلف هذا الحائط الأبيض بنهاية الرواق، تعلقت نظراته به لوهلة ليفق علي صوت الشرطي الذي حياه بوقار_أي أوامر تانيه يا باشا؟...
أفاق علي صوته فأستقام بوقفته لترمقه نظراته الطاغية فأشار له بطرف أصابعه ليغادر علي الفور أما هو فتوجه لسيارته ليكون بأستقبال "يوسف" بأعين تتوعد بالحطام!..

أمام البوابة الرئيسية لقصور عائلة "زيدان"...
تطلع لها "يامن" بهدوء حتي أنهت كلامها فقالت "فاطمة" بأرتباك_مكنش في حل غير كدا...
ثم قالت بأستغراب_بس اللي أنا مستغرباه أنه ليه طلب أننا نكتب الكتاب مع الخطوبة!..
خرج عن صمته ببسمة ساخرة_لأنه ببساطة صاحبي وأخوكي يعني أكتر حد فاهمنا فأكيد فاهم سبب الأرتباط دا عشان كدا طلب الطلب دا...

وضعت عيناها أرضاً بأرتباك _مش مهم بعد أما أوصل للي أنا عايزاه تبقى تطلقني..
ضيق عيناه بثبات رهيب ليشير لها بضيق_أنا مش عارف أنتِ هتستفادي أيه من اللي بتعمليه دا!..
تطلعت له بعين يكسوها الألم والحقد _هستفاد كتير يكفي أني أخد حقي وأدوقه الوجع اللي إتحطيت فيه مرتين، مرة لما موثقش فيا وأهاني، ومرة لما بيتعمد يظهر أدامي معاها عشان واثق أني هتوجع...

وقالت كلماتها الأخيرة ببكاء حارق جعله يتأملها بحزن فهو أيضاً مر بما تقصه، رفع يديه يحك طرف أنفه ليكبت كلماته التي قد تحزنها فحاول جاهداً إختيارها _وأنا وفقت أساعدك من البداية عشان حسيت بدا بس في حاجة يا "فاطمة" لازم تأخدي بالك منها أو بالمعني الأصح تفهمي ليه "جان" قرر القرار دا...
أجابته وهي تجفف دمعاتها _حاجة أيه دي؟..

رفع عيناه إليها قائلاً بغضب رجولي واضح_أنك هتبقي مراتي يعني أنا كراجل مقدرش أشوف حد بيقرب ولو بالغلط من شيء يخصني ودا للاسف اللي "جان" عارفه عني عشان كدا قرر يحط نهاية للعبة دي قبل ما تبتدي..
فركت أصابعها بخجل فهي تفهمت ما يود يامن قوله، تأملها بأهتمام حتي قررت الحديث فقالت وعيناها تتأمل سيارته كأنها تتهرب من نظراته_وأنا أكيد مش هعمل تصرف غبي يدينك..

تطلع لها بذهول فأقترب منها بأستغراب _أزاي وأنتِ بتعملي كل دا عشان ترجعي لأياد؟..
أجابته بحدة _مين قالك أني عايزة أرجعله؟..
زفر بذهول _أنا معتش فاهمك ولا فاهم أنتِ عايزة أيه؟!
أجابته ببسمة ألم _في فرق بين أني أرجعله وبين اني أتعمد أوجعه...

لمس ما ودت قوله ببسمتها المرسومة بالكاد ودموعها التي تخالف كلماتها فقال بهدوء _طب ليه مأخترتيش توجعيه بأرتباطك الحقيقي بشخص يستحقك وتكملي حياتك معاه؟!..
رفعت عيناها له قائلة بحزن _ مش هقدر أحب الشخص دا وللأسف هظلمه معايا وهخدعه لأني هكون برتبط بيه عشان أحقق اللي عايزاه لكن أنت عارف كل حاجه من البداية وكمان أنا بعتبرك من العيلة وزي "جان" بالظبط...

تعالت ضحكاته الرجولية الفتاكة ليطل الجانب المعتم من جاذبيته فقال بصعوبة بالغة بالحديث_"جان" لو عرف بنيتنا السودة دي هيعلقنا علي سور قصر" رحيم زيدان" كبش للتضحية...
أخغضت عيناها التي تعلقت ببسمته بصعوبة فشعرت بشيء جديد يختبر قلبها المجروح!...
_أنتِ بتعملي أيه هنا؟!..

قالها" إياد" بعدما أوقف سيارته لتهبط من داخلها من سميت بخطيبته" صباح" لتلقي نظرة متفحصة علي من أثار إعجابها بعد فترة طالت بعدم رؤياه...
تطلعت له "فاطمة" بغضب ليقطع "يامن" سيل النظرات قائلاً بحدة_كلمني أنا..
أشاح بنظراته عنها ليرمقه بنظرة نارية_مش بقولك حقير...

إبتسم "يامن" بثبات رهيب جعل الأخر يشتعل غضباً فكاد بأن ينفجر من فرط غيظه، إقتربت منه "صباح" وعيناها مسلطة علي "فاطمة" بنظرات إستقزاز _سيبك من الأشكال دي يا بيبي بلاش تجهد نفسك بالكلام معاهم لأنهم هيفضلوا علي أسلوبهم القذر دا حتى بعد ما كشفناهم فاضل بس يتفضحوا علني ودا اللي كان لازم نعمله...

لم تتمكن "فاطمة" من كبت زمام أمورها فقالت بغضب_الأشكال الزبالة دي تبقى أنتِ واللي سمحلك تخرجي باللبس المقزز دا...
وكانت تتحدث وعيناها علي "إياد" الذي إشتعلت مقلتيه بجحيم مميت جعل الخوف يتسلل لها فوقف "يامن" أمامها قائلاً بسخرية_عيب كدا يا فطوم هما أخلاقهم جايبهم علي كدا فأحنا لا يا بيبي...

وتعمد أن بلفظ نفس كلماتها لأثارة غضبها، إفترب منه "إياد" قائلاً بسخرية تضاهيه_أعتقد أنك تسيب شخص تاني يتكلم عن الأخلاق يعني الخاين بيختار كلامه كويس وأنت مثل عظيم لخيانة صاحبك مع أخته اللي هو فاكرك بتعتبرها أخت ليك يعني مفيش قذارة أكتر من كدا..
إرتعبت "فاطمة" من أن تتطور الأمور بينهما للضرب ولكنها تفاجأت بثبات "يامن" الذي أثار إعجابها حقاً، أخرج هاتفه بهدوء رهيب ليطلب رقماً ما ثم شغل السماعة الخارجية للهاتف ونظراته تحدج "إياد" بسكون مريب..

خرج صوت "جان" ليتابعه الجميع بأهتمام وعلي راسهم تلك الحية التي تتطلع ليامن بنظرات غاضبة من قربه من تلك الفتاة _أيه يابني مأنت كنت لسه هنا من شوية، شكلي وحشتك..
أجابه "يامن" وعيناه مازالت مسلطة عليه_أنا لسه ممشتش كنت تحت مع "فاطمة"...
=أممم جو الرومانسيات بدأ من الوقتي، ماشي ياعم بتتصل ليه بقى..

إبتسم "يامن" وعيناه تتنقل بأستمتاع بين وجوههم _كنت عايز أبلغك أني هأخد "فاطمة" ونقعد نتكلم في اي مكان..
تعالت ضحكات "جان" فقال _حقك برضو بس بعد أذنك يعني خد بالك عليها أنت عارف بطوط غالية عندي أزاي..
أجابه "يامن" بصوتٍ تعمد بث حبه به _في عيووني قبل قلبي. .

تلون وجهها بحمرة الخجل فكادت ان تقتل من شدة ما شعر به، أغلق "يامن" الهاتف ليضعه بجيب جاكيته ليشير لفاطمة بالصعود لسيارته لتنصاع له علي الفور فكاد بالمغادرة ولكنه توقف ليستدير له ببسمة خبث_أه نسيت، بكرا كتب كتابنا أنا وفطوم ياريت تشرفنا بكرا انت وخطيبتك المصون...
وغادر بسيارته ليصعق الأخر صدمة مما إستمع إليه حتى هي تأملت السيارة التي تبتعد عنها بنظرات شبيهة للنيران...

علي بعد منهما وبالأخص بشرفة "جان" وضع هاتفه علي الطاولة ببسمة ساحرة وهو يتابع ما يحدث من الأعلى ببسمة خبث بعدما إستنتج بما سيحدث حينما أخبرهم بالزواج...
توقف "يامن" بسيارته فلم يعد يحدد وجهته، ساد الصمت قليلاً ليقطعه سيل ضحكاتها، إستدار ليجدها تكبت ضحكاتها بالكاد فقال بضيق _أيه اللي بيضحك...

تحكمت بذاتها ولاذت بالصمت الذي إنقطع بعد ما يقرب لدقيقتين لتتعالى ضحكاتها مجدداً،إستدار برأسه تجاهها فقالت بمرح_طب بذمتك مرتحتش باللي عملته؟..
إبتسم "يامن" قائلاً بسخرية_لا حلو الحوار دا أنا دايس فيه..
تعالت ضحكاتها مجدداً فأكتفى ببسمة بسيطة وهو بتابعها بنظرات غامضة للغاية..

أنهت السيدة "عظيمة" كل الترتيبات اللازمة ليكون القصر بأستقبال أكبر أبناء إبنتها الراحلة فقد توالت هي تربية "أدم" و" فارس" منذ الصغر حتي تعلقت بهم للغاية، زفرت "سما" بغضب وهي تتفحص ساعة يدها فهمست بصوتٍ خافت _هو عدي الدولة التانية عشان يجيبه ولا أيه!...
ثم زفرت بغضب_ كدا هتأخر علي الأمتحان حشة تشيلك أنت وهو...

ثم قالت بعصبية _وأنتِ قاعدة تستنيهم ليه ماتقومي تشوفي إمتحانك دك حشة في معامعيك...
وجذبت حقيبتها تحت نظرات الجدة التي كبتت ضحكاتها بصعوبة بالغة علي مظهرها المضحك، تذمرت "سما" للغاية فقالت بضيق_بتضحكي على أيه يا تيتا؟..
ضمت عكازها الذي تستخدمه ليس لحاجتها إليه ولكنه ذكرى زوجها المصون فحينما تستند عليه تشعر بقربه منها!، فقالت ببسمتها الصافية_علي الجنان اللي وصلتيله يا "سما"، من ساعة ما جيتي وأنتِ بتكلمي نفسك..

تمتمت بخفوت _مهو أنتِ متعرفيش الوصية السودة دي عملت فيا أيه؟!..
أجابتها الجدة بخبث_والله أنتِ مش مجبورة تنفيذها..
تطلعت لها بغضب مصطنع_أزاي وعمي "طلعت" الله يرحمه كاتب بوصيته كدا..
تطلعت لها بمكر وهي تعلم المخبئ فقالت بخبث_ اللي أعرفه أن "سليم" سيبكم تختاروا اللي تحبوه أما بقى الوصية والكلام دا أخر إهتماماته...

وضعت عيناها أرضاً بأرتباك فلديها كل الحق ولكنها أرادت رؤية هذا الشاب المغترب منذ ما يقرب العشرون عاماً قضاهم بالخارج فكان يخصص أسبوعاً واحداً كل عام لزيارة مصر...
إنسحبت للخارج لتذهب لجامعتها بعد ان قضت ما يقرب الساعتين بالداخل، توقفت محلها حينما إستمعت لصوت "فارس"، إستدارت لتجده يقف أمامها؛ فقال بغضب_"منة"فين؟..

ذمت فمها بعصبية وهي تعدل من نظاراتها_هو أنت كل متشوف خلقتي تسألني عنها أكونش بقيت الحارس الشخصي لعشاق الغرام!..
رمقها بنظرة محتقنة للغاية_هو أنتِ لو جاوبتيني مرة علي سؤالي بهدوء هيجرلك حاجة؟، لسانك هيتشل مثلاً؟!..

صاحت بغضب جامح جعل" آدم"الذي يقف خلفها بحالة من الذهول من تلك الفتاة التي لا تكف عن الصراخ_لاااا أنت زودتها أوي، لو فكرني زي أختي الهبلة هخاف وأكش تبقى غبي.
جز علي أسنانه بغيظ_غوري يا "سما" بدل ما أخلص عليكي..
_"سما"!..

ردد" آدم" إسمها بصدمة فلم يكن بأوسع مخيلاته بأنها الفتاة التي قسمت له!، إنتبهت لهذا الصوت الغريب فأستدرات لتجد من يقف أمامها، ملامح غريبة تمزج ما بين الغرب وما بين ملامح العروبة، بشرته خمرية اللون، خصلات شعره السوداء المائلة للبني مصفوفة بحرافية للخلف كأنها بنطاق منتظم،ودت لو إكتشفت لون عيناه المخفية خلف نظارته السوداء المعتمة.

كبت "فارس" ضحكاته بصعوبة علي ما أصاب أخيه من صدمة لا مثيل لها، فأقترب منه ليهمس بصوتٍ منخفص للغاية حتي لا تستمع له_مبروك عليك بسيوني كفة..
أشاح نظراته عنها ليرمقه بنظرة نارية فتعالت ضحكاته بسخرية قبل أن يتركهم ويتوجه لوجهته، فتاة بحجاب أسود اللون بأطرافه الطويلة التي توسطت خصرها، وجهاً أبيض اللون يقطعه نظارات كبيرة الحجم أخفت نصف ملامح وجهها تقريباً!...

لم تكن صدمته بكبيرة بل شعر بفرحة خفية تتسلل لقلبه لكونها فتاة محتشمة لأبعد الحدود نعم فقد إعتاد علي رؤية الفتيات بالخارج بملابس تخجل من ينظر إليها فكان يشمئز منهم كأنهم سلع رخيصة للبيع ولكن دين الأسلام هو الأمثل لحفظ المرأة بملابس تخفى جسدها وحجاب يحجب رؤية الرجال لمفاتنيها لتكون كالجوهرة الثمينة لا يمتلكها سوى واحداً فقط... زوجاً لها وزوجة له...

جذب "آدم" حقائبه الموضوعة بالخلف ثم إقترب ليدلف للباب الداخلي الذي تقف لجواره، وقف أمامها قائلاً بهدوء _في بنت رقيقة تكلم حد بالطريقة السوقية دي؟!...
ضيقت عيناها بغضب_لا بقولك أيه هتعملي فيها خطيبي من دلوقتي وهتتحكم في كلامي هتسمع أكتر منه، أنا أساساً مش موافقه علي أم الجوازة دي..
سكنت الصدمة معالم وجهه من طريقتها بالحديث فصاح بسخرية_أيه أنبوبة غاز وإنفجرت في وشي، إهدي علي نفسك كدا...

تطلعت له بغضب مميت _أنبوبة!، أنت جاي من شيكاغو شكلك ومحتاج اللي يترجملك او يربيك أيهما أصح...
رمقها بنظرة مميتة_ومين بقى اللي هيربيني أن شاء الله!...
إبتسمت بسخرية بعدما رفعت قدمياها بالحذاء ذو الكعب الذي يصل لأمتار لتهوى علي أقدامه قائلة بغرور_أنا يا حبيبي...

تعالت صرخاته بصدمة حينما إستقر كعب حذائها الطويل على قدميه فكاد بالسقوط أرضاً من شدة الضربة، ضغطت بأصابعها علي طرف النظارة لتستقر مكانها الصحيح أمام عيناها مباشرة ثم قالت بسخرية بعدما همت بتركه_متنساش نفسك بعد كدا...
وتركته وغادرت فشدد علي قبضة يديه بغضب ممبت فأشار لها بتوعد _صبرك عليا بس يا عم بسيوني مصيرك هتقعي تحت إيدي.
وزفر ألماً فولج للداخل وهو يجر قدماه بصعوبة وعيناه تلمع بوعيداً مميت...

بقصر "الجوكر"...
ظلت بغرفتها بعد أن غادر أبيها بعدما إطمئن عليها بقصره، ولجت "عفاف" لغرفتها قائلة ببسمة مشرقة_"مراد" بيه أمر الحرس بأنتظار حضرتك أدام القصر ...
نهضت" حنين" عن مقعدها لتقف أمامها بأستغراب_بأنتظاري أنا؟، ليه!..
أجابتها بهدوء _عشان جامعة حضرتك...

إنكمشت ملامحها رعباً حينما تذكرت ما حدث لها أخر مرة فأسرعت بالحديث_بس انا مش عايزة أروح..
وضعت مشرفة القصر الملابس الخاصة بها علي الفراش قائلة بلهجة يكسوها الخوف_دي أوامر الجوكر وأنا شرحتلك قبل كدا...
تطلعت لها بتفهم فنهضت عن مقعدها ثم جذبت الملابس وولجت للداخل لترتدي بصمت ...
بعد قليل هبطت "حنين" للأسفل بعدما أبدلت ثيابها لتعتلي سيارات الحرس للتوجه للجامعة، تراقبها "مراد" من الأعلى بنظرات غامضة للغاية تابعتها حتى خرجت من القصر...

بقصر "رحيم زيدان"...
تفحص ساعة يديه بضيق؛ فمر وقتاً طويلاً ومازال بأنتظاره، مرت ساعة كاملة عليه فنهض عن مقعده ليهم بالرحيل والغضب يحتل ملامحه، توقف "يوسف" حينما لمح شخصاً يقترب منه، تيقن من ملامحه بأنه "رحيم زيدان"، إبتسم الأخر بمكر فأشار له بالجلوس قائلاً بلهجة غامضة للغاية_بعتذر منك بس كان عندي مسؤوليات مهمة مكنش ينفع تتلغي بسبب معاد زي دا...

إبتلع "يوسف" إهانته عن تعمد ليقول بمحاولة لطف_ولا يهمك ..
ألقي عليه "رحيم" نظرة تفحص شملته من رأسه حتى قدميه فتعمد جعلها أكثر سخرية _"نغم" حكتلي عنك، بس الصراحة مقدرتش توصف كويس..
ضيق عيناه بأستغراب _ توصف أيه بالظبط؟
وضع قدماً فوق الأخرى بتعالي وكبرياء قائلاً بأسلوبه المتعجرف_أنت عارف تمن الكرسي اللي قاعد عليه؟...

تطلع له" يوسف" مطولاً لعلمه بما يود قوله_ودخله أيه باللي أنا جاي عشانه؟!..
نهض عن مقعده ثم توجه للبار المصفوف بجانب القصر، سكب أحد أنواع النبذ ليرتشفه بتلذذ، تابعه "يوسف" بغضب حاول كبته قدر ما شاء فأشار له "رحيم" بتسلية_تحب تجرب؟..
أجابه بحدة_مبشربش...

جلس علي المقعد من أمامه متعمد مخرج الكلمات_عندك حق تمن الأزازة منها غالي أوي وانت متقدرش علي تمنها...
أجابه "يوسف" بثقة_بالعكس المحرمات مفيش أرخص منها بس الأيمان والتحكم بالنفس الامارة بالسوء ملهاش سعر...
توهجت عيناه غضباً كاد أن يلتهم "يوسف" من شدته، كلماته... نظرات ثقته... مظهره البسيط كل تلك الأشياء تذكره بماضيه، ماضيه المتعلق بفريد وحبيبته "شجن"!..
يذكره بقوته التي ظنها ستكفى للمواجهة ولكن وجدها أكثر ضعفاً حينما ولج لمعتقل قلت فيه الأخلاق وقتلت المروءة!...

ألقي بكأسه أرضاً ليصيح بحدة_أنا سمحتلك تدخل هنا عشان تشوف المستوي اللي أحنا عايشين فيه فتحسبها مع نفسك وتشوف الفروق اللي بينا...
رفع "يوسف" عيناه علي القصر بنظرة يكسوها الأستهزاء فقال دون تأثر _مكان عادي جداً بالعكس مقزز بحاجات بتغضب ربنا، فيه ظلم ملوش أول من اخر...
نهض "رحيم" عن مقعده ليقف أمامه بغضب لا مثيل له _خد بالك من كلامك كويس والا مش هتلحق تكمله..

وقف "يوسف" هو الأخر أمامه قائلاً بغضب_انا واخد بالي من اللي بقوله أنت اللي أتعمدت تجبني هنا من الأول عشان تهني بس للأسف مش هتقدر، أنا ونغم بنحب بعض وهنتجوز بموافقتك أو من غيرها...

وقف أمامه ليبتسم بسمته الشيطانيه المخيفة_خالينا نشوف رأيها...
بسمته زرعت الخوف بقلب "يوسف" من ان يكون فعل بها سوءاً لجعلها تنصاع إليه، صعد "رحيم" للأعلى متوجهًا لغرفتها، وجد "ريم" تجلس أرضاً امام باب غرفتها ويبدو عليها البكاء الحارق، نهضت سريعاً حينما رأته يقترب فقالت برجاء_أنت حابس "نغم" ليه؟..

رمقها بنظرة نارية مشيراً له بعيناه بغضب جعلها تنصاع إليه فركضت لغرفتها سريعاً، فتح الباب ليجد الأخرى تجلس أرضاً بدموع جعلت حول عيناها هالة سوداء جعلت وجهها شاحب للغاية، تحملت علي ذاتها لتقف أمامه قائلة بصوت متقطع من فرط البكاء_ارجوك يا "رحيم" متأذيهوش...
جذبها قائلاً بلهجة لا طالما مقتتها_أنتِ اللي هتحددي...

إنصاعت له للأسفل فوقفت أمامه بوهن، تطلع لها بزعر وهو يرى ملامح وجهها المجهدة بصورة غير معقولة فلم يفصله عن لقائها سوى بضعة ساعات!، خرج صوتها أخيراً فقالت بصوتٍ يفيض بالكثير _أخرج من هنا يا "يوسف".
قال بصدمة_هو اللي عمل فيكِ كدا؟..
ازاحت دمعاتها ونظراتها تراقب ردود أفعال "رحيم" بخوف _قولتلك أخرج من هنا يا "يوسف"..

إرتشف "رحيم" كأسه بتلذذ وملامح مميتة للغاية، وقف "يوسف" أمامها بحزن علي ما أصابها_مش معروف عنك الخوف يا "نغم"..
هوى الدمع علي وجهها لتهمس بضعف وعيناها تتأمله_ممكن مش بخاف علي نفسي بس عليك انت بخاف...
طالت نظراته إليها فقال بعزم_أخرجي معايا يا "نغم"، أنا ممكن أكون فقير بس أوعدك أني هسعدك لأخر يوم في عمري..
أغلقت عيناها بألم تحتمل عذاب القلب، أشار "رحيم" بأحضار الطعام لمحله فتناوله ببرود وهو يرى ما يحدث أمامه بأستمتاع رهيب...
أشارت له برجاء_"يوسف" عشان خاطري أخرج من هنا ومترجعش تاني...

تطلع لها بنظرة مطولة ختمها بكلماته _مش هخرج غير معاكِ..
نهض" رحيم" عن مقعده ليقترب منه قائلاً بصوت شبيه لعداد الموتى_ أنا التزمت الصمت لحد ما سمعت دا بنفسك غير كدا متحلمش تخرج من هنا على رجلك...
وما أن انهى كلماته حتي أحاطت القاعة بعدد مهول من الحرس الخاص به ليتشكلوا حول "يوسف" حلقات، جذبوه بقوة فلكمه الحارس لتصرخ" نغم" بفزع، رفع "رحيم" يديه فتوقف الحارس عن لكمه فخطى بخطوات واثقة ليقف أمام "يوسف" الذي ينزف فكه بشدة_أعرف أنت بتواجه مين قبل ما تتجرأ تقف أدامه...

ثم رفع عيناه للحارس_أرموه بره القصر ولو قرب هنا تاني أضربوه بالنار..
أشار له الحارس بوقار_تحت أمرك يا باشا
وبالفعل جذبوه للخارج أمام عيناها فكبتت شهقاتها بصعوبة لترى بعيناها لهيب نظراته الشيطانية فأصبح بقلبها كره مرير يزداد يوماً بعد يوم...

بأحدى جامعات "نيويورك"...
لم تنتبه لأي شيء يحدث من جوارها، فقد كان الأرتباك يتغلغل بأواصرها، تمكن إبن عمها من الوصول إليها بالأمس فلا شك بقدرته بالوصول إليها اليوم،كانت شاردة الذهن فبقيت هكذا طويلاً حتى أنها لم تنتبه لأنتهاء المحاضرة ومغادرة الطلاب الفصل الدراسي، أفاقت" حنين" من غفلتها لتجد المدرجات فارغة لذا قامت بحزم أغراضها سريعاً للمغادرة، بالخارج تعمد الحرس منح المساحة المطلوبة من قبل الجوكر الغامض فأبتعدوا عن الجامعة بهدوء غير ملحوظ ليبدو للجميع إلتهائهم بالحراسة حتي لا يشك بهم أحداً فأذا بمن يتسلل للداخل بمعاونة رجاله المتنكرين كطلاب الجامعات وكلاً منهم يحمل عدد مهول من الأسلحة...

بالداخل..
حملت حقيبتها وأستدارت للمغادرة لتتصنم محلها من هول الصدمة حينما رأت أحد أبناء أعمامها الثلاث أمام عيناها، تراجعت للخلف بزعر وعيناها تتفحس القاعة من حوله والنوافذ أملاً بوجود حرس "مراد" الذين لم يتركوها لوهلة فكيف يحدث ذلك اليوم!..
إبتسم "توفيق" بسخرية_قولتلك لو روحتي فين هجيبك...

إزدردت ريقها الجاف بصعوبة حينما أخرج سلاحه ليضعه علي أحد الطاولات المصفوفة خلف بعضها البعض،أخرج من جيبه أوراقاً مطوية بحرص ليضعها أمامها بغضب_لو عايزة تبقي علي حياتك أمضي علي التنازل دا..
تطلعت له بتوتر فقالت بكلمات متقطعه_أنت فاكر أنك بكدا هتقدر تأخد حاجه؟.. ببساطة ممكن بابا يسجنك انت ناسي مركزه يعني القانون في أيده..

تعالت ضحكاته المخيفة قائلاً بسخرية_يقدر يعملها بس للأسف خايف من تهديدي، الأول أنه لو عملها هقتلك والتاني أني هعمل ضجه إعلاميه عليه وأكيد هنفتري بالكلام عنه وعن أملاكه ومش بعيد يتشال علي طول..
رمقته بنظرة مقززة_كل دا عشان أيه؟!، الفلوس دي هتنفعك وانت واقف أدام ربنا قاتل وناهش دم غيرك؟، هتنفعك في قبرك لما يكون أقصى طموحك انك يكون عملك صالح!..

جذبها من حجابها بالقوة _لا داحنا بقينا نقول حكم بقى من ساعة ما دخلنا قصر الواد دا...
حاولت تخليص ذاتها من قبضته ولكنها لم تسطيع، دفشها بقوة تجاه الطاولة الحاملة للاوراق ليشير لها بالسلاح_إمضي..

تطلعت لما يحمله بأرتباك فجذبت القلم بأصابع مرتجفة ثم كادت بتنفيذ ما يريد ولكنها إستمعت لصوتٍ مريب يشبه كسر العظام، رفعت عيناها بذهول لتجد رقبته ملتفة حول ذاته بطريقة مروعة، ليخرج من خلفه ذاك الذي وصم لقب الجوكر عن براعة، خرج من خلف كتفيه لتظهر عيناه القاتمة بلهيب مخيف ليهمس جوار أذنيه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بفعل كسر رقبته_نسيت أن القصر دا تبع "مراد زيدان"، الجوكر اللي مستحيل يخلف وعده...

وتركه ليهوى الأخر أرضاً أسفل أقدامهم ضريعاً، تعبأ المكان بحرس "توفيق" بأسلحة من أحدث الأنواع ليرفع كلاً منهما يديه بأستسلام حينما حاوطتهم حرس "مراد" بأسلحة كادت بأختراق أجسادهم، خرجوا من القاعه بأستسلام لهم وفي ظرف ثواني معدودة أخفى حرس الجوكر الجثمان وبقايا الدماء العالقة أرضاً ليتبقى بمفرده معها، إستدار إليها ليجدها تقف ببسمة هادئة جعلته يتطلع لها بصدمة فكان يتوقع بأنها ستخشاه بعدما فعله..

هجمت من ان رأت عيناها النور، إعتادت علي الخطر ووجود الكراهية لها من أبناء اعمامها فأزدادت لأضعاف حينما كتب كل ما يملك لها، ولكن ولأول مرة يجتازها الأمان كأنه طائر عملاق رفرف بجناحيها ليحتويها، لم تخشاه مثلما لو جمعتهما ظروفاً أخرى ربما كانت ستفعل ولكنها الأن بحالة غامضة بين مشاعر أمان تعيشها ولأول مرة وبين إحساس الأعجاب لشخصاً يمتلك مثل تلك القوة والثبات!...

أنهى الصمت بينهما حينما أشار لها بالخروج فجذبت حقيبتها وخرجت بصمت، لحقت به للسيارة فجلست بالخلف وهو بالامام لجوار الحارس، رأى تلك الفتاة الهزيلة تختطف النظرات إليه بالمرآة ببسمتها الصغيرة التي لم تتركها منذ أن كانت بالداخل، وصلت السيارات للقصر ففتح لها الحارس الباب الخلفي للسيارة لتهبط للداخل سريعاً، أشار الجوكر للحارس قائلاً بلهجة ساخرة_متسترخصش وأنت بتشتري التابوت ومتنساش توصله للعنوان اللي ادتهولك، أشار له مسرعاً _تحت أمرك يا باشا..
إبتسم ببسمة مريبة ليكمل خطاه للداخل بثبات لا يضاهيه...

جلست "منة" علي الأريكة بعيناها المتورمة من أثر البكاء، عيناها هائمة بالعصفور الأصفر الذي تعتني به بداخل قفصه الحديدي، ظلت تتأمل معانأته بالوحدة مثلما تعاني هي رغم أن قلبها ذاق خلد العشق ولكن ذاق قسوته أكثر من حنانه فأصبح يمقت مشاعره تجاه شخصاً هكذا، أستندت برأسها علي ذراعي الأريكة لتغفل رغماً عنها...

أنهي مهمته الشاقة بعد أن وصل لنافذة غرفتها فولج بملامح لا تنم للخير، بحث عنها بجنون حتى أستقرت عيناه عليها، وجدها تستند برأسها علي الأريكة بوجهاً مازال يحتفظ بأثر دمعاته، أصابع يديه القاسية مازالت تترك أثراً علي وجهها الرقيق، تألم قلب "فارس" للغاية فجلس أمامها بحزن، عادت ذكريات ما حدث أمامه من جديد ليشعر بأنه كان كالأحمق وخاصة حينما رفع يديه عليها ولكن رؤيته لهذا الشخص يفقده جنونه حقاً، أنفض عنه تلك الأفكار التي تزيده غضباً فقرب مقعده منها ليهمس بصوتٍ هادئ_"منة"...

" منة"!...
فتحت عيناها ومازالت مستندة برأسها علي حافتها فتطلعت له بصمت، قال وعيناه تتأملها بنظرات عميقة_مقصدتش أمد أيدي عليكِ...
_مش هتفرق كتير..
قالتها بسخرية ومازالت لم تتحرك عن محلها فقال بهدوء_أنا لما شوفتك واقفة معاه إتجننت..
أجابته بهدوء ساخر _يعني لو شوفته هنا هتفكر عليا السوء..
صاح بغضب _أيه اللي بتقوليه دا؟..

قالت بحزن ودمع يشق وجهها _أنا بعاني معاك يا "فارس" بحاول إتأقلم علي طباعك الغريبة دي بس مش قادرة..
_أسف...
قاله وعيناه تتأملها فقطعته ببكاء_لحد امته هتهني وتعتذر لحد أمتى؟!..
أنا خلاص يا "فارس" معتش قادرة أتحمل أكتر من كدا، معتش عندي طاقة أفضل أبررلك كل تفصيلة صغيرة عني ولا أحلف عشان تصدقني... كرهت نفسي وخوفي منك كرهت كل حاجة...

نقلت كلماتها كم المعاناة التي تلاقها بما تمر به لجواره، طال صمته وهو يترقب دمعاتها ومعالم وجهها المؤلمة، نهض عن مقعده ليتوجه للخروج بصمت فأستدار قائلاً ببسمة يعجز برسمها _أنتِ صح أنا لازم أخرج من حياتك وهخرج بس بشرط..
تطلعت له بأهتمام ليكمل بهدوء _لو قلبك عرف يختار غيري ساعتها هختفي من حياتك يا "منة" وللابد..
وتركها وغادر علي الفور لتعيد رأسها علي طرف الأريكة مجددًا ببكاء صامت فلم تعد تعلم ماذا تريد قربه أم البعد عنه؟!...

وقف "يوسف" بشرفة غرفته بغضب يكفي عالم بأكمله، أراد العودة لقتل من يدعى "رحيم زيدان" هذا المتعجرف الذي يرى ذاته بما يمتلكه!...
حاولت "شجن" النوم كثيراً ولكن رؤية هذا الوجه طاردتها بصورة لا توصف، خرجت من غرفتها كعادتها توجهت لغرفة شقيقها لتتحدث معه فوجدته مازال مستيقظ..
وقفت جواره قائلة بأستغراب _أنت لسه صاحي؟..
رفع وجهها إليها فصرخت بفزع_أيه اللي عمل في وشك كدا؟!.

أجابها "يوسف" بثبات_كان في خناقة أدام الورشة والضرب بقى من كل إتجاهات..
تفحصته بلهفة فتركته وجذبت الأسعافات الأولية لتعالج جرحه فأبتسم بسخرية _مين يصدق أن "أشجان" اللي كانت بتخاف من الدم بقيت في التمريض..
إبتسمت قائلة بمرح_مفيش حد بيفضل علي حاله يا عم..
أجابها ببسمك ساكنة _علي رأيك..
ثم قال بأهتمام_بس أنتِ كنتِ جايلي ليه؟..

ألهت ذاتها بترتيب علبة الاسعافات الاولية ليرمقها بنظرة علمتها جيداً فتطلعت له بملل_النهاردة في المستشفي شوفت واحد شبه "فريد" بالظبط..
زفر بغضب _يووه معتش غير السيرة دي يا اشجان يا بنتي فوقي لنفسك بقى وعيشي حياتك فريد خلاص مات من سنين لازم تقتنغي بدا وتكملي حياتك..
لمع الدمع بعيناها فهمت بالرحيل ليتمسك بها قائلاً _طب خلاص أقعدي.

جلست لجواره مجدداً وهي تجفف دمعاتها فقال بهدوء _يا أشجان انا بتكلم عشانك، أنتِ معتيش صغيرة لازم ترتبطي وتعيشي حياتك أنا لازم أنصاحك لأنك مش هتلاقي حد يخاف عليكِ قدي.
تطلعت له بتفكير فكل كلمة تفوه به يمتلك ألف حق...

توقفت سيارة "ريان" أمام العمارة فهبطت "سارة" ليقف "ريان" أمامها فقالت بخجل _مش عارفة بجد أشكرك ازاي علي الخروجة دي أنا ماليش حد في مصر كل عيلتي بره فمتوقعتش أن حد هيكون بأنتظاري..
أجابها "ريان" ببسمته الساحرة_متشكرنيش "خالد" الله يرحمه كان أكتر من أخ فبالتالي أنتِ فرد من عيلتي..
إبتسمت بخجل فصعدت أول الدرج حاملة الدمية بين يديها بسعادة_الوقت إتاخر تصبح علي خير..
أجابها بعدما توجه لسيارته_وأنتِ من أهله، هشوفك بكرا..
_بأذن الله.

قالتها بوجهاً متورد فصعدت للأعلى سريعاً وولجت لشقتها سريعاً حتى أنها لم ترى العيون التي تتأملها منذ هبوطها من سيارة "ريان" حتي الأن...
بالشقة المجاورة لها، ولج للداخل بعدما دلفت شقتها ليتمتم بخفوت ساخر _الأول كان "جان" اللي مقضيها بالشقة دي والوقتي "ريان"..
ثم نفث دخان السجائر برغبة حقيرة_بس البت دي تتأكل أكل، ذوقهم في الستات مالوش حل..
وعزم بحديثه القذر على ما سيفعله...

بقصر الجوكر ...
رقبته جيداً حتي خرج من جناحه مرتدياً بذلته السوداء الأنيقة متجه للخروج بسيارته الفاخرة، تسللت "حنين" الأعلى علي أطراف أصابعها حتي لا يشعر بها الخدم، فضولها بأستكشاف هذا الجناح الغامض إضاء رغبات قلبها، فتحت الباب ثم ولجت لتضيء أضواءه بسعادة وهي تتفحص كل ركناً به بفضول حتي الخزانة وعطوره الخاصة التي تخشبت يدها علي أحدهما حينما رأت إنعكاس صورته بالمرآة كأنها الأن إستدعت شياطين الجحيم بذاتها!..

... هنا نقطة لبداية أقصوصات العشق وطوفان الأنتقام!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة