قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الفصل الثاني

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل الثاني

( نثرات الروح والهوى )

تأوه من الألم، فتطلع له رئيس خدم القصر بأستغراب بعدما ضمد جرحه فقال بدهشة_ما الذي حدث لك سيدي؟
أعتدل "أدم" بجلسته بألم وعيناه تجوب من يجلس بعيداً عنهم يرتشف عصيره ببرود وكأنه لم يكن على وشك قتله؛ فقال بغضب مكبوت_صدمني طور من النوع الشرس فكاد قتلي..

رمقه الخادم بنظرة شك ولكنه لم يعلق فحمل علبة الأسعافات الأولية ثم غادر بصمت، وضع "مراد" قدماً فوق الأخرى بكبرياء فأرتشف مشروبه وهو يتفقد الجريدة بأهتمام، إقترب منه "أدم" بملامح تسعى لكبت الغضب بصعوبة _قاعد ولا كأنك كنت هتقتل بشري من دقايق
رفع عيناه ليجده يحتضن عيناه اليمنى بعدما حاوطتها الكدمة بهالة زرقاء اللون، شعر بالرضا لما فعله فعادت نظراته لجريدته مجدداً فصاح الأخر بغضب_بقيت أسوء من "رحيم زيدان" يا جدع..

كأنه شعل فتيل الحرب فأذا به يصرخ ألماً حينما لكمه الجوكر بغضبٍ جامح قائلاً بصوتٍ حاد ونظرات كالسهام_ما تنطقش أسم الحيوان دا في بيتي وقدامي..
صرخ بألم _أنا لا يمكن أقعد معاك هنا ثانية واحدة أنت بقيت خطير جداً
لاحت شبح بسمة ساخرة فقال ببرود_" مارك"
أتى مسؤول الخدم على الفور فأشار له" مراد" بثبات _إحزم أغراض سيد" أدم" سيترك القصر في الحال.
تطلع له" أدم" بصدمة فقال بصعوبة بالحديث_ياريت دانا شقتي وحشتني جداً..

وأحتضن عيناه الأخرى بألم قائلاً بغضب_شوف بقى مين اللي هينفذلك مخططك وهيتجوز  بدالي...
إبتسم الجوكر ببرود فأسرع "أدم" بالحديث المضجر_مش هعرف أنزل مصر وأنا بالشكل دا..
وكان يتحدث مشيراً على عينيه التي حاوطتهم هالتين مخيفتان من الأزرق الداكن، جذب "مراد" مشروبه يرتشفه بتلذذ _خد وقتك..
رمقه بنظرة محتقنه بالغضب ثم جذب حقيبته بعدما هبط بها الخادم ليغادر بصمت، إقترب الخادم من الجوكر قائلاً وعيناه تفترش الأرض_في واحد بره عايز يقابل حضرتك يا باشا..

وضع الجريدة جواره بأستغراب _مين دا؟
أجابه سريعاً _بيقول إسمه "مصطفى سويلم"..
صفن قليلاً ثم أشار له بثبات _شوفه يشرب أيه..
غادر على الفور لينفذ ما طلبه بينما نهض الجوكر يعدل من ملابسه ليستعد للقاء به..

أسرع إليها بلهفة بعدما تلقى إتصال "يامن"، وجدها تجلس أرضاً، إنحنى بفزع_في أيه يا حبيبتي؟.  
رفعت "فاطمة" عيناها ببكاء فرددت بهمس_"جان".  
ثم إنفطرت بالبكاء الحارق الذي مزق قلب أخيها فجذبها لتقف أمامه فصرخت وجعاً حينما لامس يديه يدها المصابة فقال بغضب_مين اللي عمل فيكِ كدا؟
رفعت عيناها الممزجتان بالأنين والصمت حائل عليها فهي تعلم جيداً إن أخبرته ماذا سيفعل؟

إشتعل فتيل غضبه حينما وجدها تلتزم الصمت فأستدار بوجهه "ليامن" الذي يكتسح الحزن معالم وجهه_فهمني ايه اللي بيحصل هنا وفوراً..
تخل "يامن" عن صمته قائلاً بهدوء _معرفش أنا كنت جاي أشوفك فلقيتها بتبكي ومعرفش أيه اللي حصل بالظبط!...
طاف "جان" بعيناه المكان بأكمله إلى أن وقعت على من يقف أعلى البرج يتأملهم بنطرات مخيفة وخاصة "يامن"، أطبق على معصمه بقوة مردداً بصوتٍ مسموع _ أتعدى حدوده..

وتركهم وهم بالرحيل فتمسكت "فاطمة" بيديه برجاء _لا يا "جان" عشان خاطري بلاش  
دفشها برفق جانباً ثم أكمل طريقه للأعلى بنظرات مميتة وغضب يكفي لقتل العشرات، تخطى الدرج ليصبح أمام عيناه، رمقهم "إياد" بنظرات ساخرة ثم قال بحزن مصطنع _يا خسارة ملحقتيش تخلعي معاه قبل ما أخوكي يرجع...
تطلعت له بصدمة وألم يعتصرها، إقترب منه "جان" ليقف أمامه مباشرة بعينان يكسوها النظرات الساكنة فقطعها بعد وهلة من الصمت _أخوها دا هيقص لسانك عشان متعرفش تجيب سيرتها تاني..

ولكمه بقوة جعلته يسقط أرضاً فتدخل "يامن"  مسرعاً _أهدى يا "جان" وتعال معايا..
دفشه ليسترسل حديثه بعدما لكمه مجدداً _لسه بتتجرأ أنك تتكلم عنها بعد كل اللي عملته فيها يا كلب..
حاول "إياد" صد هجمات "جان" ولكنه كان يفوقه قوة وتمكن فحاول تخليص ذاته من براثينه، إقتربت منه "فاطمة" لتتمسك بذراعيه برجاء_كفايا يا "جان" يلا نرجع القصر..

أبعدها عنه برفق فقال "إياد" بغضب أعماه عن كلماته _بدل ما الرجولة شداك كدا إتشطر على صاحبك اللي مقرطسك معَ أختك...
جن جنونه على أثر كلماته فكأنه ألقى عليه تعويذة تحوله فصدد له عدد من اللكمات القاتلة قائلاً بغضب_ إخرس يا كلب.
شلت حركة يديه ليظهر "ريان" من أمامه بعدما شكل خط الدفاع عن أخيه ليصبح أمام عين "جان" لتصبح النظرات بينهما أكثر حدة ليسودها صوت "ريان" المميت_أنت فاكر نفسك مين؟.

وقف أمامه بتحد فكادت أن تنعدم بينهما المسافات ليقطعها بغضب_"جان زيدان" اللي مبيتهونش مع حد بيتعدى على اللي يخصه ما بالك بقى لو كانت أختي الوحيدة؟ .
رمقه بنظرة ساخرة_نسيت تنسب لنفسك خيانة العهد والحقد..
إبتسم بتهكم والجميع يراقب ما يحدث بخوف_خيانة العهد لشخص زي" رحيم" متبقاش خيانة..

إبتسم"ريان" هو الأخر قائلاً بسخرية_أنت اللي محتاجه مش هو، الرجوع لمملكته هيكون بخطوة منك أنت، طلب المساعدة هيكون منك أنت وساعتها هنشوف رد "رحيم" أو عقابه هيكون أيه لشخص خان عهده "لمراد زيدان"..
إنكمشت ملامح وجهه بغضب مميت فأقترب ليقطع المسافات بينهما ليقول بغضب _معنديش إستعداد أضيع وقتي بالكلام عن شخص زيه كل اللي عايزك تفهمه أنك لو مبعدتش الكلب دا عن أختي هدفنه حي وساعتها مش هتعرف له طريق...

وجذب شقيقته ثم غادر بثقة ليتبعه "يامن" على الفور، تراقب "ريان" خطاه التباعد بنظرات كالسهام فأقترب "إياد" منه بغضب _أنت تقدرله ليه مربتهوش؟..
كبت غضبه ليستدير إليه موجهاً لكمة قوية أطاحت به فتطلع له بصدمة ليصيح "ريان" بغضب_ممكن أكون عدو له بس مش عدو الحق والأصول،اللي عملته دا عقابه عندي أسوء من عقابه..

ثم جذبه ليقف أمام عيناه بغصب_لسه عايز منها أيه مش خلاص سبتوا بعض وفضينا الموضوع؟!..
حرر ذاته من بين يد أخيه قائلاً بغضب_هي اللي بتلحقني مش أنا..
إبتسم "ريان" بسخرية _أقتنعت بصراحة وهي برضو اللي غصبت عليك تخطب واحده مش شبهك ولا تليق بعيلتنا لمجرد أنك حابب تظهر مع واحدة والسلام..
وضع عيناه أرضاً يخفي إستياءه الشديد من كلمات أخيه، رفع "ريان" يديه بتحذير له قبل أن يعود للقصر _فوق وراجع حساباتك من جديد وثق أن علاقتكم إنتهت وللأبد..
وتركه وغادر بصمت ليجلس الأخر أرضاً مشتت الفكر لم يعد يعلم ماذا يريد أو ماذا يحدث معه؟!

ولج لداخل غرفة مكتبه بخطاه المتزن ثم جلس على مقعده المقابل له دون أن يصافحه، جلس "مصطفى" ببعض الحرج ولكن سرعان ما أفاق على صوت الجوكر_كنت متوقع أنك هتزرني عشان تطالب مقابل الخدمة اللي عملتهالي وأنا عند وعدي وجاهز للسد..
إبتسم "مصطفى" بأعجاب على دهائه فتعمد الصمت ليثير فضوله لمطلبه فقال بهدوء_طلبي كبير وصعب تنفيذه..
تطلع له بثقة _لو كان عندك شك أني مش هقدر أنفذهولك مكنتش هتبقى قدامي النهاردة..

بدت نظرات الدهشة على عيناه فحقاً الجوكر مثير للأهتمام، خرج عن صمته أخيراً قائلاً بهدود_ أنت عارف أني ورثت ثروة كبيرة عن والدي الله يرحمه.
تطلع له بصمت فأكمل حديثه_وأنا معنديش غير بنت واحدة فكتبت كل حاجة بأسمها بس مكنتش أعرف أني بعرضها لخطر كبير ...
ضيق عيناه بعدم فهم فأسترسل حديثه_ولاد أخويا بيحاولوا يتخلصوا منها ومني عشان الأملاك تبقى من حقهم هما، رغم أني مرتبة عالية بالشرطة حاولت أثبت ضدهم أي شيء معرفتش...

_والمطلوب مني؟..
قالها "مراد" بهدوء فقال "مصطفى" _تتجوز بنتي..
ساد الصمت بالأجواء، ترقب "مصطفى" رد فعله وحينما وجده هادئ للغاية أكمل _أنا مش خايف على نفسي أنا خايف عليها هي ومعنديش طريقة تانيه عشان أحميها منهم...
_وأنا موافق..
قالها بثبات ليبتسم الأخر بهدوء لضمان حماية إبنة صديقه من هؤلاء اللعناء..

ولج من الخارج حاملاً بعض الأكياس ليصيح بدهشة بعدما مرر يديه على ملامح وجهه القمحية بأستياء_"أشجان"!..
خرجت من المطبخ قائلة ببسمة هادئة _أنا هنا يا حبيبي.
إستدار" يوسف" ليجدها أمام عيناه فوضع بيديها أكياس الفواكه قائلاً بفضول _عملتنا أكل أيه النهاردة؟

حملت عنه الأكياس قائلة بضيق_كان عندي شغل كتير النهاردة ولسه راجعه حالاً فعملت كشري وبيض وبتنجان أيه عجب يا جو..
رمقها بنظرة غاضبة ليتمتم بسخرية_أنتِ بتستسهلي الطبخة دي، أنا بطني إشتكت من البيض والبتنجان بتاعك دا..
وضعت يدها حول خصرها بغضب_والله مش عجبك البتنجان بتاعي إتجوز وهات اللي تخدمك أنت مش إشترتني..

كبت ضحكاته على حركتها المعتاده فأسترسلت حديثها بضيق_وبعدين مالها الأكلة دي مش كنت بتعشقها ولا عشان ماما الله يرحمها اللي كانت بتعملها!..
تسلل الحزن لوجهه فهمس بألم_ربنا يرحمها..
عصف بها الحزن هي الأخرى حينما تذكرت والدتها فلمعت عيناها بالدموع ليسرع أخيها بالحديث المرح_طب ياستي بيض بيض هاتي لحسن أخوكِ راجع واقع من الجوع.
إبتسمت بفرحة_بس كدا عيوني.

وهرولت للمطبخ الذي يتوسط الشقة الصغيرة المكونة من غرفة واحده ومطبخ وحمام وصالة صغيرة للغاية تحوي أريكة متهالكة ولجوارها وسادة صغيرة الحجم وغطاء خاص بيوسف لحين عودته مساءاً يستقل تلك الأريكة حتى يترك لشقيقته الغرفة فتتمكن من البقاء بمفردها حتى لا يخجلها..
حملت الطعام ثم جلست معه تشاركه ببسمة يطوفه الحب الأخوي فكانت "أشجان" تراه الأب الذي حرمت منه منذ الصغر حتى بعد وفاة والدتها أصبحت تراه كل شيء...

وضع الهاتف أمام سيده ليرى بذاته الصور المرسلة له من قبل أحد رجاله المكلفون بمراقبة "مراد زيدان"، أشاح "رحيم" بعيناه بعيداً عن هاتفه قائلاً بثبات_"مراد" مش ضعيف عشان حد يكون في صفه ويقرر أنه يتحالف معايا...
إستقام" توفيق" بوقفته بأرتباك_تقصد أيه يا باشا؟..

فتح عيناه الملهبة بهالته المخيفة فنهض عن مقعده ببسمته الشياطنية_إذا كان هو حابب يشرفني بمملكتي بفخه الاهبل دا فأنا مرحب بيه..
وتعالت بسمته الماكرة فتابعه مسؤول حرسه الخاص بعدم فهم لما يجول بخاطره لذا تحلى بالصمت، صعد" رحيم" للأعلى مشيراً له بيديه _على شغلك..

إنصاع له على الفور بينما أكمل الأسطورة طريقه لشرفته التي تتوسط القصور الخمس فوقف يتأملهم بنظرة محفورة بالغموض، أراد بيوماً من الأيام أن يكون ذات شأن ولكنه الأن يمتلك كل شيء السلطة، المال، الثراء حتى القوة الجسمانية إمتلكها بعد تدريب مرهق ولكن لم يعد يمتلكها هي!، لم يعد يمتلك فاتنة النظرات التى تحمل أمال عودة قلبه الضال، طافه ذكريات الماضي وما فعله به أخيه فجرد قلبه من المشاعر ليجعله أكثر قسوة وجفاء، أراد أن يلقن تلك العائلة درساً قاسي ليجعل من وقف أمامه بيوماً من الايام يعود نادماً، وقعت عيناه على قصر "جان" فأبتسم بتهكم لعلمه بأنه على وشك أن يخطو لعرينه فحينها سيتلذذ بعذابه، شعر بحركة خافتة تأتي من خلفه فقال دون أن يستدير_واقفة كدليه؟..

شهقت رعباً فأستردت أنفاسها المتقطعة بصعوبة_أصل... انا... ك...
إبتلعت باقي كلماتها حينما رفع ساعة يديه يتفحص الوقت بغضب _فاضل عشر دقايق عن المعاد المفروض لحضرتك تكوني فيه بغرفتك..
أسرعت "ريم" بالحديث برجاء _أنا عارفة ان "نغم" غلطت بس إمتحاناتها بكرا أرجوك متضيعش مستقبلها..
وببكاء حارق قالت _أرجوك...

وقف ثابتٍ محله فقط النظرات من تحاوطها، قطع الصمت حينما قال بسخرية_وتفتكري مستقبلها هيهمني؟..
أغلقت عيناها بقهر فقالت بخوف_ أنت ليه بتعاقبنا أننا اخترنا نعيش معاك ونسيب "مراد" رغم أنه أخ...
صرخت بفزع حينما رطم زجاج الشرفة من جوارها قائلاً بصوتٍ جعل الدماء تهرب من وجهها _متجيش سيرته قدامي...
تراجعت للخلف بزعر وهي تراقبه كأنها ترى شبحاً على وشك التحول لأسوء ما يكون فركضت عائدة لغرفتها فأغلقتها عليها جيداً لتعود بنوبة بكائها الحارق أما "رحيم" فشدد على خصلات شعره البنى بغضب جعل الدماء تتساقط عليه ثم توجه مسرعاً للأسفل بملامح لا تنم بالخير..
بالأسفل..

كانت تجلس بأحد أركان الغرفة المظلمة بخوف، البكاء كان أخر ما لجأت إليه، نهضت عن الارض حينما إستمعت لصوت القفل الخارجي يتحرر فوجدته يدلف للداخل، وقفت "نغم" أمام عيناه بسكون وعيناها الزرقاء بملامح وجهها الغربي تقذفه لذكريات تجمعه "بمراد زيدان" ألد أعداءه، إقترب ليقف أمام عيناها قائلاً بسخرية_شايفك من كتر دخولك للقبر اللي هنا أخدتي عليه..

رمقته بنظرة محتقنة بالكره فأبتسم وهو يتأملها قائلاً بغرور_وفري النظرات دي لبعدين لأن طريقك طويل معايا وعقابك هيكون أكبر على أي قانون هتنتهكيه.
خرج صوتها المبحوح قائلة بسخرية_ويا ترى عقابك أنت هيكون ايه؟..
تعالت شرارة الجحيم بعيناه فأكملت هي ببسمة هادئة_النار اللي أنت حابب تحرق الكل بيها دي مصيرها هتيجي على حد قريب منك يا "رحيم" بيه وساعتها مش هتلاقي عقاب لنفسك..

تلونت عيناه بالغضب فجذبها بقوة من حجابها لتحاول تحرير ذاتها بالقوة ليخرج صوته المهيب الذي جعلها تنصاع إليه_كلامك مش مأثر معايا في حاجة ولعلمك أنا معنديش حد غالي عشان اندم عليه في يوم من الايام أم انتوا أو أنتِ بالأخص فهتفضلوا زي مأنتوا كدا تحت طوعي واللي هيفكر يعارضني مالوش غير دا.
وأخرج سلاحه ليضعه أمام عيناها فأبتسمت بسخرية_عندك حق تعمل معانا أكتر من كدا مأنا اتخليت عن أخويا اللي من لحمي ودمي عشان أعيش مع ب...
بترت كلماتها حينما هوى على وجهها بصفعة مميتة جعلتها تنساب أرضاً محتضنة وجهها بألم بعدما تورم فمها بقوة، جذبها مجدداً لتقف أمام عيناه فتطلعت له بكره ليشير لها بثبات _عينك في الأرض.

لم تنصاع إليه وظلت ترمقه بغضب ليهوى على وجهها بصفعة أخرى فكادات بالسقوط ولكنه جذبها لتقف أمامه مجدداً لتستمع لصوته المميت_مبكررش كلامي مرتين..
بكت ألماً لتنصاع إليه أخيراً فتطلع لها ببسمة رضا ليعود لحديثه مجدداً _اللي حصل الصبح في الاسطبل غلطة ولا لا؟..
بكت بصوت مسموع فكاد بأن يعنفها على عدم ردها ولكنها أسرعت بالحديث_غلط..
إستند بجسده على الباب قائلاً بتلذذ_واللي غلط بيعتذر، أعتذري..

رفعت عيناها إليه فرات فرحته بأنكسارها، إستنزفت طاقتها فلم تقوى على تحمل المزيد فقالت بألم_أسفة
_مسمعتش..
قالها بكبرياء لتعود لبكائها قائلة بدموع _أنا أسفة..
إبتسم برضا ليشير لها على باب الخروج_أرجعي أوضتك..

خرجت كالجثة التي لا تشعر قدماها تسوقها إلى أي إتجاه، لاطالما كرهت الظلم وكان العند  سمتها وهو الأن يتعمد تحطيمها، ساقتها قدماها لحديقة القصر، رفعت عيناها المحفورة بالأنكسار على المقبض الحديدي المحاط لعدد مهول من الكلاب البوليسية المدربة بعناية على حراسة قصر "رحيم زيدان"، غامتها حياتها البائسة فتطلعت لهم بنظرة ذات مغزى حينما رأتهم يلهثون جوعاً ويتطلعون لها كأنها تحمل لحم يردون نهشه، خطت ببطء لتصل إليهم فوقفت تتأملهم بفكر مشوش..
بالأعلى..

توجه لغرفته ولكنه عاد بضعة خطوات حينما لمحها تقف أمام أخطر أنواع أخترهم لحراسة قصره فجعلهم كالأسود المتربصة، جحظت عين "رحيم" حينما رأها توشك على تحرير المقبض فأسرع للأسفل بسرعة مهولة، حررت المقبض الأول فولجت لداخل القفص الكبير الذي يفصلها عنهم باب من الخشب موضوع بداخل القفص الحديدي حتى يتمكن العامل من إدخال الطعام إليهم..،

بكت بقوة وهي تغلق عيناها حتى لا ترأهم وهم يوشكون على تحطيم الباب الخشبي بشراسة ليتمكنوا منها، إنقبض قلبها حينما تحطم أحد أعمدة الباب الخشبي ليطل من داخله أحدهما برأسه السوداء ومخالبه الحدة، تراجعت للخلف بذعر رغم أنها من فعلت ذلك، تحرر بنجاح ليسرع إليها فأغلقت عيناها بذعر حينما لامست الدماء وجهها، تحسست عنقها فوجدت أنها لم تجرح!، فتطلعت أمامها لتجده مقبض بسكينه على عنقه ليحرر سكينه فتمزق عنقه ليلقيه أرضاً فسقط خلف الباب الذي غلق على أثره ليصبحوا محاصرون بالداخل بين عدد مهول من الذئاب المفترسة، صاح بها بغضب _أيه اللي دخلك هنا أنتِ مجنونه..

وضعت عيناها أرضاً ببكاء وخوف حينما رأت أثنين منهم تحررروا ليخرجوا من الفتحه الصغيرة، تيقنت "نغم" أن نهايتها واشكة بينما وقف "رحيم" يتطلع للخارج بأستغراب من عدم وجود الحرس ولكنه مدرب للتعامل بذاته، وضعها خلف ظهره فتطلعت له بدهشة إزدادت حينما خلع قميصه ليجرح جسده حتى يشتت الانتباه عنها فيلتفوا من حوله هو، تمسك بالسكين بوضع قتالي حرافي ليقربها من عيناه بأقرب حركاتهم، أقترب الأول منه فأطاح به أرضاً أما الأخر فتربص الأخر به ليهاجمه من الخلف ولكن سرعان ما إنتبه له "رحيم" فقبص على عنقه ليحرر سكينه بصدره..

بالخارج..
إتجه "ريان" لقصر "رحيم" فرأى ما يحدث أمام عيناه فهرول للحرس سريعاً ليجذب احد الأسلحة فلحقوا به ليطلق الرصاص على من تحرر منهم، كانت "نغم" هائمة بالماضي وعيناها مسلطة على "رحيم" الذي يفعل المحال حتى لا يقترب منها أحدهما..

كانت تلعب بالحديقة بسعادة طفولية عارمة، إنحنت لتجذب أحدى الزهرات ولكنها لم تخرج معها فجذبتها بقوة والعند يتمكن منها، إنجرح أصبعها فبكت بألم ليهرع إليها أخيها الذي يبلغ من العمر الحادي عشر ليحتضن إصبعها بحزن، بكت "نغم" وهي تسرد له ما حدث لها مع الزهرة فتركها "رحيم" وجذب لها عدد من الزهرات غير عابئ بجرح يديه هو الآخر فكل ما يشغله أن يجعله تكف عن البكاء وتبتسم

لحت شبح لبسمة الماضي على وجه "نغم" وهي تراه يقضي عليهم، لم تستمع لعنفه وغضبه بما فعلته، تابع "ريان" ما يحدث بصمت فهو يعلم قواعد "رحيم" جيداً..
أسرع إليهم" توفيق" بعدما علم بالأمر، فاستدار إليه "رحيم"  بغضب_ طقم الحرس كله يتغير فوراً فاهم..
أشار له بتأكيد فجذبها للداخل ليلحق "ريان" به، دفشها للداخل بغضب فكاد بأن يصفعها مجدداً ولكنه تعجب من نظراتها له وسكونها الغير معتاد، إنتبه لريان فأشار لها بغصب_اللي عملتيه دا عقابه عندي عسير حسابك تقل معايا أوي يا "نغم"..، غوري من وشي.
أنصاعت له وصعدت للأعلى سريعاً، إقترب منه "ريان" بصدمة_انت بتنزف!..

تطلع لما يتطلع إليه فقال بعدم مبالة_كنت جاي ليه؟..
زفر بغضب من طريقته_معتش قادر أتحكم بتصرفات "إياد" إتمادي اوي و"جان" مش هيسيبه..
إبتسم بطرف فمه قائلاً بغموض_وماله سيبه يتمادى براحته.
تطلع له بضيق_مش قادر أفهم تفكيرك..

جذب زجاجة المياه الباردة ليفرغها على جسده قائلاً ببرود_ولا عمر حد هيفهمني..
ثم رفع يديه على كتفيه بهدوء _"جان" هيقع ودا اللي يهمك ولا أيه؟..
لاحت على وجهه بسمة خبيثة فقال ببسمة هادئة_أشوفك بعدين.
ضيق" رحيم" عيناه بأستغراب_علي فين؟..

أجابه" ريان" بحزن _على المطار، أخوات" خالد" صاحبي الله يرحمه نازلين مصر مع خالهم ولازم أكون في أستقبالهم..
أشار له بتفهم فغادر على الفور للقاء بأول مطاف سيقوده لعشقٍ سيمزق أواصره، أما "رحيم"  فجذب زجاجات المياه الباردة لينثرها على وجهه فتتساقط على عضلات صدره وجسده الممزوج بلون الدماء وبعرقه، أستند على المقعد ببسمة ساخرة فحتى آلام جسده لم يعد يشعر بها تحول كلياً لشخص متبلد المشاعر فلم بعد لديه قلب!...

بقصر "جان زيدان"
كان يحمل جاكيته على ذراعيه؛ فولج لغرفته ليضئ نورها فوجدها ساكنة على الفراش فكوثر تتولى ما يخصها، وضع "جان" جاكيته على أقرب مقعد ثم إقترب منها ليمرر يديه على وجهها بعشق _أسف يا روحي  أتاخرت عليكِ...
ثم خلع ساعة يديه ليضعها على الكوماد_هغير وأرجعلك..

وبالفعل جذب ملابسه وولج لحمام غرفته ليدلف أسفل المياه الباردة لعلها تزيح كلمات "ريان" عنه، دار الحوار بينه وبين ذاته فكان غير منصفاً
"معقول يا جان هتلجئ لرحيم زيدان، مش عارف أسمحك أزاي يا عمي بعد ما حطيت كل أملاكنا بأسمه خاليته متحكم بكل حاجة، كنت فاكر أن عمري ما هحتاج فلوس ورثي وشركتي موجودة بس أنا الوقتي محتاجها أكتر من أي وقت لازم أعمل لسلمى العملية حتى لو كبريائي كان المقابل"..
إرتدى بنطاله ثم جذب قميصه فخرج ليرتديه بغرفته، وقف أمام الشرفة بشرود

ولجت للداخل ببسمتها الساحرة فأنقلبت لحزن مصطنع لتجذب من أمامه الملفات _حرام بجد كل حياتك شغل في شغل طب أنا فين من حياتك يا بشمنهدس..
تطلع"جان" لعيناها الساحرة ببسمة هادئه فألقت حقيبتها بوجهه_وانا شغلة نفسي بأختيار هنروح فين بال honeymoon.
جذبها لتجلس على قدميه فحاولت تحرير ذاتها بغضب _بتحلم مش هتعرف تصالحني أنا خلاص أساسا مش عايزة الفرح دا فطلقني وكل واحد يروح لحال سبيله..
ضيق عيناه بسخرية_أطلقك مرة واحدة!..

"سلمى" بغضب_متختبرش صبري يا "جان" أنت متجوز شغلك..
ووضعت عيناها أرضاً بحزن، رفع وجهها  بيديه لتقابل عيناه فشعرت بالخجل لقربها الشديد منه، إبتسم بخفة حينما رأى شجعاتها الزائفة تتلاشى شيئاً فشيء، أقترب منها ليهمس أمام وجهها بعشق_أنا مش مشغول عنك انا بتفرغ ليكِ.
ثم حمل البطاقات التي أعدتها قائلاً _سايبك تختاري الأماكن اللي تحبيها وأكون خلصت شغلي اللي ممكن يعطلني عنك...
ثم إحتضنها بعشق_بعدها هكون ملك ليكِ يا "سلمى"..

شددت من إحتضانه فشعر بأنه بحاجة المزيد فعلى الرغم من كونها زوجته ولكنه يعشقها أكثر من ذاته فيرى أنها أغلى من حياته نفسها لذا لن يعرضها لمثل هذا الموقف فهمس بمرح يطغيه العشق _لو فضلتي متعلقة فيا كتير كدا ممكن أتجوزك الوقتي رسمي  ومش هيهمني حد..
تعالت ضحكاته فأبتعدت عنه قائلة بغرور _بس انا مش موافقه  على الجوازة دي وهتطلقني..

إبتسم على كلماتها فكاد بأن يجيبها ولكن صدح رنين الهاتف فرفعه ليستمع للسكرتيرة فتحاولت ملامحه للغضب مما جعلها تقترب منه بأستغراب_في أيه يا "جان"؟..
وضع سماعة الهاتف من يديه ثم نهض ليقترب منها قائلاً بثبات_مفيش يا روحي.
ثم قدم لها مفاتيح سيارته_خدي المفتاح دا وإنزلي أستنيني بعربيتي انا دقايق وهحصلك..
أشارت له بهدوء ثم هبطت للأسفل فرفع الهاتف بملامح غاضبة _دخليها..
أجابته السكرتيرة بوقار_تحت أمرك يا بشمهندس ..

ولجت "ريناد" للداخل لتراه يترأس مكتبه بكبرياء، نظراته تكاد تقتلها من شدة لهيبها، صاح بغضب_جاية ليه؟..
تمايلت جواره عن تعمد_وحشتني..
نهض عن مقعده ليقف أمامها بغضبٍ مميت_ودا من أمته إن شاء الله!.
رفعت يدها على قميصه بطريقة مقززة _في كل ثانية احنا لازم نرجع لبعض يا" جان" أنا مقدرش اعيش من غيرك..

دفشها بعيداً عنه باستقزاز ليصيح بغضب_أسلوبك الرخيص دا كان زمان بيأكل معايا الوقتي أن شخص تاني غير اللي كنتِ تعرفيه، شخص عرف يعني أيه حب ومستحيل يرجع القرف دا..
تلونت عيناها بالغيرة القاتلة_حب ايه وكلام فاضي أنت بتحبني أنا ومش هتتجوز غيري يا "جان" كل اللي كان بينا دا كان حب ولازم ينتهي بالجواز.
تعالت ضحكاته بسخرية_لا اللي كان بينا دا كان شيء مقزز ومعرفش كنت بعمله أزاي..

طاح الأشرار بعينها _بس أنا بقى حبيتك ومستحيل أسيبك لغيري.
جذبها من خصلات شعرها بقوة جعلتها تصرخ بجنون _يبقى آخر يوم في عمرك لو فكرتي بس مجرد تفكير فيها، لا الموت هيكون ليكِ رحمة عن عذابي.
إبتسمت بحقد_بس أنا مش بفكر انا نفذت خلاص..
تحررت يديه من عليها بصدمة_تقصدي أيه؟..
إبتسمت بتشفي_ حبيبة القلب زمانها بتأكل رز بلبن مع الملايكة..

جن جنونه فلم يشعر بقدماه ولا بذاته اللي حينما أنهى الدرج ليصيح بأعلى صوتٍ يمتلك بأسمها، وجدها تستند برأسها على تبلو السيارة فأقترب منها ببطء كأنه يرفض تصديق الجزء التالي، حجابها الأبيض منغمس بلون الدماء، رفعها بيد مرتعشة لتسقط بين يديه، عيناها مازالت تنبض بالحياة تلفظ أنفاسها بصعوبة، حرر حجابها ليجد الطلقة النارية جوار رقبتها، عصف قلبه فصاح ببكاء لأول مرة وعيناه بعينها _متسبنيش يا "سلمى".. متسبنيش يا حبيبتي...

وأحتضنها بضعف ثم حملها بسيارته ليسرع بها لأقرب مشفى فاسعوا بأنقاذ حياتها شبه المغيبة ليخبره الطبيب بعد عاماً كامل  بأنها بمثابة متوفية لذا عليهم فصل الأجهزة فرفض بشدة واحضرها للمنزل ليشري لها معدات كاملة، إلى أن رأها طبيب فرنسي ليؤكد له بأن هناك جراحة دقيقة يمكن أن تجدي نفعاً ولكنها ستتكلف كثيراً...

خرج من شتات الماضي بدمعة تلألأت بعيناه، جلس جوارها ليمسد على شعرها الفحمي مردداً بعشق _وحشتيني أوي يا عمري، وحشني صوتك وخناقك... وحشني كل حاجة فيكِ..
هوت دمعته بألم فأكمل بثبات وهو يجاهد له_محدش في الدنيا دي كلها هيقدر حبي ليكِ غير ربنا هو اللي شايف قلبي وشايف ازاي مكتوب لحبك أنتِ بس، بتمنى يقبل دعواتي أني أرجع أشوفك على رجلك من تاني..
تمدد لجوارها ثم جذبها بعناية حتى لا تتوقف الأجهزة ليحتضنها بعشق، خرج عن شروده قائلاً بألم_كل حاجة تهون عشانك حتى لو هقف أدام "رحيم زيدان" من أول وجديد...

بالقصر الخاص "بفارس" حيث كانت تقطن الجدة بعدما إختارت قصر إبنتها سكناً لها...
جلست الجدة "عظيمة" جوار محامي العائلة "عباس صفوان" الصديق الوحيد لأبنها الراحل "طلعت زيدان" قائلة بحزن_متوقعتش أنه يعمل كل ذا قبل موته.
أجابها بهدوء_كان فاكر أنه بيعوض "رحيم" عن اللي حصل مكنش يعرف أنه بيحوله لشخص متجرد من المشاعر.
تطلعت له بحزن_خسرنا "مراد" والعيلة كلها...

ثم قالت بتذكر_أنت قولتلي قبل كدا أنه سايب وصية تانية!..
تطلع لها بتوتر ثم قال _أيوا وشرط ظهورها غريب أوي.
ضيقت عيناها بأستغراب_أيه!   
وضع القهوة من يديه بيقول بثبات_قالي قبل ما يموت أني مسلمش الوصية غير لمراد وشرطه أنه يحب بجد..
تطلعت له بذهول_يحب!
أشار لها بتأكيد فقالت بيأس_مستحيل هيحصل..
الجميع يعتقدون أنه من المحال التغلب على قلوب الشياطين ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن..

بقصر الجوكر..
كان يتمدد على شلال المياه الباردة غير عابأ بمن حوله، إستحوذت عليه غيمة الطفولة لأكثر من عشرون عاماً

صاح "رحيم" بحزن_بس أنا مش عايز أبقى ظابط شرطة..
"طلعت" بغضب_أنت وأخوك مش هتبقوا غير ظباط غير كدا مش مسموح..
بكى الصغير وتوجه لغرفته فلحق به "مراد" التؤام المتماثل له، وجده يبكي على الفراش فاقترب منه بضيق_انت مش عايز تبقى ظابط ليه زي بابا..
أجابه الصغير بدموع_انا بخاف من الدم والمسدس..

تطلع له "مراد" بضحكة طفولية_خلاص هضربلك نار انا..
جلس "رحيم" على الفراش بحزن_الظابط لازم يكون قوي وأنا ضعيف بسبب المرض والله اعلم أذا كان هيتنصر ولا لا..
جلس جواره بغضب_أنت اللي هتهزم السرطان يا رحيم..
إبتسم الصغير وهو يرى أخيه يتعمد أن يزيل شعر رأسه حتى لا يشعر بالضجر فتطلع له ببسمة هادئة..
آفاق "مراد" من شرود ماضيه قائلاً بوعيد_ محدش هيدمرك غيري... دا وعد الجوكر ليك..

بغرفة "منة"...
صاحت "سما" بغضب_يعني يوم ما عمي يستجدع معايا يخترلي واد مفعص عايش بره بقاله سنين وقالب على خواجات..
تعالت ضحكات "منة" فقالت بسخرية_ هو قالب على خواجات اه لكن مفعص لا دا "فارس" بيقول عنه أشعار وحتى بيقول انه أحلى منه...
رمقتها بنظرة نارية فتمتمت بسخرية_ومين هيشهد العروسة ياختي..
تعالت ضحكاتها قائلة بتذمر مصطنع_بكرا هنشوفه ياختي وهنحكم..
جذبت نظارتها بتوتر_علي قولك ياختي...

تعالى هاتفها برسالة هاتفية فأخفت الهاتف بأرتباك مما أثارت شك "منة" فقالت بأستغراب_مين بيكلمك..
عدلت من نطاراتها كدليل قوي على إرتباكها _مفيش دي واحدة صاحبتي هرد عليها بعدين   
جذبت "منة" الهاتف لتراه يلمع بأسم "ريم" فقالت بصوتٍ مرتفع_أنتِ لسه بتكلميها!..
جذبت الهاتف منها بغضب جامح _مالكيش دعوة بيها يا "منة" خاليكِ في اللي يخصك..
وقفت أمامها بغضب _أنتِ مش فارق معاكِ اللي بتعمله في "سليم"!..

"سما" بعصبية_هي مالهاش علاقة بحاجة كل دا بسبب خوفها اللي موجود عند الكل من "رحيم زيدان"...
ولج "سليم" للداخل على أصواتهم المرتفعة فقال بغضب_في أيه، صوتكم جايب الدنيا كلها!...
إرتبكت "سما" من وجوده أما "منة" فأقتربت منه بغضب_"سما" لسه على علاقة" بريم" و" نغم".
أسرعت بالحديث_لا والله" ريم" بس..
تطلع لها بنظرة مطولة ثم رفع يديه بثبات _تلفونك..
قالت بأرتباك_يا" سليم" انا أ...
قطع حديثها بلهجة ثابتة_بقولك هاتي تليفونك.
قدمت له الهاتف بحزن فجذبه وخرج لغرفته، فرمقتها بنظرة مميتة ثم تمددت على الفراش..

بغرفة "سليم"...
فتح هاتفها ليجد عدة رسائل صوتية من "ريم"، قاوم فضوله ولكن لم يستطيع منع قلبه بسماع صوت ما طرب يوماً بعشقها، خرج صوتها المحتقن بالبكاء
"خلاص يا سما أنا كرهت نفسي وحاسة أني هموت من كتر خوفي وانا عايشة بالمكان دا فكرت كتير اقتل نفسي واخلص بس حتى دي فشلت فيها، أنا نفسي أشوف ماما نفسي اروح لماما يا سما الدنيا دي كلها ظلم...ظلم مراد وظلم رحيم حتى سليم ظلمني وبيعاقبني على حاجه خارج أردتي أنا بجد بتمنى أموت"..
تمزق قلبه فشعر بأن كلماتها أستقرت بقلبه فجذب الهاتف وطلب الأتصال بها، أتاه صوتها على الفور قائلة ببكاء_أيوا يا سما..

_لو سمعتك بتتكلمي عن الموت تاني متتخليش عقابي عشان متتصدميش..
ترنح قلبها على حنين صوته فقالت بصدمة_" سليم"..
أغلق عيناه بعشق سماع حروف إسمه بترتيل صوتها الرقيق، خرج صوتها ببكاء_أنا محتاجالك أوي ومحتاجة حمايتك ليا أنا عمري ما حسيت بالأمان غير معاك أنت .. أنا خايفة من اخواتي اللي المفروض يكونوا عيلتي!
أستجمع كلماته قائلاً بثبات_تتجوزيني؟..

بكت كثيراً وصمتها طال أكثر فقالت بعشق_موافقة..
تهلل قلبه بفرحة لا مثيل لها فقال بهدوء _إالبسي وانزلي من باب الخدم هنتجوز حالا عند المحامي.  
وأغلق الهاتف سريعاً  ليختار طريقاً صادم للوقوف أمام "رحيم زيدان" ولكن ترى ما المخبأ لهم؟...
ما الرابط الذي سيجمع نغم بشاب لطالما رأته فتى الأحلام بعيد عن الثراء ولكن رئاسة بالشهامة والرجولة، وماذا لو كان عليها تحد "رحيم زيدان" لتدفع فتاة بريئة تمن هذا العشق!..

ما السر الخفي وراء الجوكر والاسطورة؟..
هل ستعود سلمى من جديد بحياة جان؟..
ما المجهول لعسق ريم وسليم وفارس؟..
 إياد جاني أم مجني عليه، وهل سيترك معشوقته بتلك البساطة وخاصة بأنها تسلك طريق للهلاك...
ما الكأس المرير الذي سيتذوقه ريان؟..
ما مجهول أقصوصات عشق عائلة "زيدان" وما الذي تحمله وصية "طلعت زيدان"؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة