قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الفصل الثامن عشر

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل الثامن عشر

( نثرات الروح والهوى )

بمكتب اللواء "حسن المهدي"...
ردد الشرطي بصدمة بعدما إستمع للتعليمات _الجوكر والأسطورة مع بعض! ..مستحيل يا فندم أزاي يجيبوا العاصفة جنب الرعد أقصد النار جنب البنزين مستحيل يقبلوا يشتغلوا مع بعض !...

زفر اللواء "حسين المهدي" بيأس قائلاً بحيرة _أنا نفسي معرفش أزاي قبلوا يحطوهم مع بعض فى مهمة حساسة زي دي بس الأوامر جاية من فوق وعندهم ثقة أن محدش هيقدر يخلص العملية دي غيرهم وللأسف مع بعض حاولت أقترح أنهم يحطوا واحد من الأتنين وهو هيخلص المهمة دي لكن زي ما قولتلك دي أوامر ومحدش يقدر يعترض ..

ذم شفتيه بعدم إستيعاب _معتقدش المهمة هتتنفذ وهما مع بعض كدا المركز هيتحول لوفود نارية يا فندم أزاي ألد أعداء هيكونوا فريق ؟! ...
حاول اللواء بأن يكون متماسك لأقصي درجة فقال ببعض الحذم _المطلوب أننا ننفذ الأوامر وبس ..
ثم قال بلهجة أمر _أبعت تلغراف للجوكر قوله يرجع مصر حالا أما الأسطورة ف...
قاطعه الضابط برعب _لااااا يا فندم مستحيل أوصله الخبر دا لو فيها أستقالتي من الداخلية كلها ..
كبت اللواء بسمته الخافتة ليشير له بالأنصراف بعد أن أختار أن يتحمل هو تلك المهامة الشاقة ..

بقصر "جان زيدان"...
كانت تجلس بأنتظاره بعدما أعدت له الطعام علي المائدة، إستمعت لصوت قرع الباب فأشارت للخادمة ببسمة هادئة _إفتحي لجان..
أسرعت الخادمة بوقار لها _تحت أمرك يا هانم..
ولج "جان" للداخل ويديه متشبثة بمعشوقته وبسمته تنير وجهه الذي إنطفأ منذ أعوام، رفعت"مايسة" عيناها لتشير له ببسمة هادئة_الأكل جاهز يا حبيبي، إتاخرت كدا ل...

بترت كلماتها بصدمة حينما رأتها تقف أمامها من جديد، ظنت أنها تتخيلها ولكن صدق حدثها حينما إقتربوا منها ليشير لها "جان" ببسمة واسعة_"سلمى" رجعت تنور حياتي من تاني يا ماما...

صدمتها ألجمتها حتي عن الحديث، رفضها لهذة الزيجة منذ البداية لأختلاف طبقتهم الأجتماعية ولكنها وافقت بنهاية الأمر حتي لا تخسر إبنها وخاصة بأنها علي علم كم هو عنيد، لا تنكر سعادتها بما حدث لها فشعرت بأنها ستبتعد عنه أخيراً ولكن لا مانع من رسم دور الحزن جيداً لعلها تتمكن من خداعه لتجعله ينسي أمرها ليتزوج من فتاة ستخترها هي له، رؤياها كانت كالصاعقة، إقترب منها "جان" بأستغراب من سكونها الغريب فقال بلهفة ظاهرة_مالك يا ماما؟!..

عادت لأتزانها سريعاً لتقول ببسمة مصطنعة تخفي خلفها شرور النفس المهلك_مفيش يا حبيبي أنا بس مش مصدقة المفاجأة..
طوف "سلمى" بذراعيه قائلاً بعشق_أنا كنت بنفس الصدمة اللي أنتِ فيها، الحمد لله ربنا رأف بيا..
صنعت البسمة بحرافية لتجذبها بأحضانها مرددة بغل متخفي بلهجة صوتها _حبيبتي حمدلله علي سلامتك يا قلبي...
أجابتها "سلمى" ببسمة رقيقة وهي تربت علي كتفيها _الله يسلمك يا ماما..

وإبتعدت عنها لتشير لهم "مايسة" بتحكم متين_إقعدي يا روحي عشان تتعشي مع "جان"..
أجابتها سريعاً _ماليش نفس ولازم أرجع البيت أنا إستاذنت من بابا بالعافية من أول ما شافني وهو ماسك فيا ورفض يسيبني بسهولة..
أضاف "جان" ببسمة مرح_أنا شاكك أنه ممكن يلغي جوازنا خصوصاً أني دخلت بصدري وقولته نخليه علي أخر الأسبوع دا..
_ياريت..

قالتها" مايسة" مسرعة بتلقائية تحمل حقدها الحقيقي وحينما تدركت ما تفوهت به قالت بتعديل _أقصد ياريت تأخر المدة يا "جان" انت شايف "سلمى" لسه راجعه من المستشفي محتاجة فترة راحة وأحنا كمان محتاجين نجهز حفلة كبيرة ولا أيه؟!..
أشار لها بأقتناع ثم نهض ليشير لسلمى ببسمته الجذابة_يلا أوصلك..

إنصاعت له وتمسكت بذراعيه ببسمة فتكت بقلبه فتطلع لها مطولاً، نظرات والدته كانت تخبئ بالكثير كأنها تتوعد بهلاك هذة العلاقة لتردد بهمس بعدما غادروا_فرح في أسبوع!،مجنونه عشان أسيبك تضيع صورتنا بالناس بالبيئة دول!..
وفاحت عيناها بنظرات مخيفة للغاية ولكن تري ما مجهولها!...

أنهي تدوين ملاحظاته علي أخر تصميم معماري من أمامه بعينين تجاهدان الأرهاق والنوم، نهض عن نقعد مكتبه الأبيض ليجذب جاكيته ومفاتيح سيارته متوجها للخروج، صعد "ريان" لسيارته متوجهاً للقصر، طربت آذنيه حينما علي نغمة هاتفه لينير بأسمها، رفع هاتفه ببسمة هادئة _لسه صاحيه؟!..
أتاه صوتها المضطرب _أنت فين يا "ريان" لحد دلوقتي؟!..
تحكم بمقود السيارة ببسمة مشرقة_قلقانه عليا؟!...

صمتها المطول نقل له خجلها فأبتسم قائلاً بخبث_لازم تتعودي لأن دي في العادة مواعيدي...
"سارة" بملل_يعني هقضي اليوم كله كدا من غيرك؟!..
تعالت ضحكاته ليقول بخبث_ودي تيجي طب دي تبقي عيبة في حقي...
شددت بكلماتها بغضب _"ريان"..
أجابها سريعاً _أحممم بهزر...

إبتسمت بعشق يتغلغل بأواصرها، تفادي" ريان" سيارة مرت من جواره دون رؤياها!، تعجب للغاية حينما حاول أن يفعل الأضاءة الأمامية للسيارة ولكنها لم تستجيب له فكان يتفاجأ بأصوات السيارات المارة من جواره ليتمتم بغضب _أزاي دا؟!...
تفادي السيارات كان يصدح بسيارته بصوتٍ مرتفع نجح الهاتف بنقله لها فقالت بذعر_في أيه يا "ريان" ؟..
أجابها سريعاً وعيناه علي الطريق_مفيش حاجة متقلقيش...

وفي ذات اللحظة إقتربت منه شاحنة بيضاء علي وشك بأن تعبر الطريق الأخر والرؤيا غير واضحة لديه فكاد بأن يصطدم بها ولكن سرعان ما تفادها ليصطدم بالشجرة الجانبية للطريق، صوت الصدام جعلها تصرخ بفزع _ريااااان...
وحينما لم تستمع لصوته بكت بجنون وهي تلفظ أسمه بصورة جنونية...
إعتدل بمقعده بألم ليجذب هاتفه رغم ما بها ليصعه علي أذنيه بثبات _متخافيش يا حبيبتي أنا كويس..
أجابته ببكاء_أنت بتضحك علياا..

أجابها ببسمة نجح برسمها_العربية بس اللي أتخبطت وعشان تتأكدي أنا جانب القصر هكمل الباقي مشي..
وأغلق الهاتف ثم توجه للناحية الأخري من الجانب الأيسر للسيارة ليهبط منها ليتفحص جسده الذي يؤلمه ليري أنه لم يصيبه الا كدمات بسيطة لم يري جرح قدماه العلوي العميق فشعوره بألم جسده المفترق شتت شعوره بحدة ألم قدماه لأصابتها الخطيرة...
توجه للقصر ليجدها بأنتظاره بفزع جعل وجهها شاحب للغاية، إقتربت منه سريعاً بلهفة _أنت كويس؟!..

تأمل لهفتها ودموعها بفرحة بقلبه بدت علي معالم وجهه بحرافية_خوفتي عليا؟..
تطلعت له بغضب لتضغط علي أسنانها بغيظ_أنت في أيه ولا في أيه؟!...
أجابها ببسمة حالمه_أنا لو بموت وشوفت الخوف اللي في عيونك دا هيحيني يا "سارة"..

تلونت وجنتها بحمرة قاتلة أاهبت حواسها قبل أن تلهب مشاعرها فخشيت بأن تغضب ربها بشيئاً تبغضه هي لذا تركته بعدما تأكدت أنه علي ما يرام ثم صعدت لغرفتها ليلحق الأخر بها متوجهاً لغرفته...
ولج للداخل فتوجه للحمام الغرفة، إشاح بثيابه ليتفاجأ بنزيف قدميه العلوية، تألم للغاية فجذب الشاش الأبيض ليلفه بحرص حول جرح قدميه الغزير لا يعلم بأنه سيشكل مجهولاً غريب بقصة حبه العتيقة!..

تلألأت أشعة الشمس بالأجواء لتعلن عن بداية يوماً جديد محفز بلقاء غامض وأحداثٍ مثيرة للأهتمام...
طلت لتضيء ركناً من سجادتها فغمرتها شعوراً بالأمان بأن نورها سيخترق قلب إبنها الضال، أغلقت "نجلاء" عيناها وبأيمان قوي قالت _ياررب...

كأنها تشكو له أوجاعها المؤلمة علي يد إبنها المتمرد، نهضت مستندة بجذعيها علي الأريكة المتهالكة لجوارها لتطوي سجاداتها ثم وضعتها علي وسادة الأريكة المطاولة لتدلف لمطبخها الصغير لصنع كوباً من الشاي ببسمة هادئة حينما تذكرت ذكريات "فريد" في هذا المنزل الصغير، عاد الحزن ليستحوذ علي ملامحها كالوحش المفترس حينما تذكرت ما أصبح عليه حالياً، هي تعلم جيداً بأنه لن يتذكر هذا المكان أبداً بعدما أزال كل ذكريات ماضيه، الماضي الذي جمعه بذاته ووالدته!..

بقصر "الجوكر" وخاصة بغرفة" شجن"...
رغم أن تعرفها بها لم يكن منذ فترة طويلة ولكن تعلقت كلا منهن بالأخري وخاصة "شجن" و"حنين" رأت كلا منهما في الأخر الشقيقة الودودة والصداقة المتينة، جلست جوارها فشرعت "حنين" بالحديث قائلة بلهجة جدية تعاكس مرحها المعتاد_حياتي كلها خوف، إحساس أن الموت ممكن يكون قريب منك بخطوات صعب أوي بس أنا عيشته بسنين طويلة من عمري، أكتر حاجة كانت تعباني أني اللي عايزين يتخلصوا مني عشان الفلوس دول أهلي يا "أشجان"، كان مطلوب مني أكمل حياتي وأنجح بالجامعه وأحب وأتجوز وأنا متعايشة مع الخوف دا..

وبدمعة ترسم بعيناها لأول مرة _كنت بنام وأنا خايفة أغمض عيوني أصحى ألاقي نفسي مت...
تألم قلب "شجن" لأجلها فأكملت "حنين" حديقها ببسمة هيام _عمري ما عرفت الأمان غير لما شوفت "مراد" معرفش ليه؟!، يمكن شخصيته وحضوره المهيب اللي بيديني أحساس أن ولاد عمي مستحيل يقفوله، أو يمكن عشان حبيته، مش عارفه المهم أني بعرف أنام بدون خوف..
كانت "شجن" تستمع لها بأنصات شديدة وبسمة رقيقة مرسومة غلي وجهها لتخرج عن صمتها قائلة بلهجة مصاحبة لألم لا مثيل له _قصتي تشبهلك كتير بس أنتِ كنتِ بتخافي تنامي من خوفك من الموت وأنا كنت بخاف أنام من خوفي من جوز أمي..

وببكاء محطم للقلوب قالت _ نظراته القذرة لسه بتلحقني لحد دلوقتي، كنت بخاف علي نفسي منه وبحاول أخبيها باللبس الواسع اللي مكنتش بحس غير أني ماشية من غيره من نظراته القذرة دي لحد ما حصل اللي توقعته من أول يوم أمي دخلته علينا، حسيت بالوقت دا أن حياتي بتنتهي أدام عيوني وأنا عاجزة حتي عن أني أدافع عن نفسي...

اللي حصل كان صعب والأصعب أن اللي يدفع التمن أكتر إنسان حبيته وصبرت علي الهم دا لما نتجوز وأسيب البيت باللي فيه...
جاهدت "حنين" لفهمها فأغلب الحوار كان بطريقة مبهمة وبالكاد إستطعت جمع الخيوط وفهم ما تلقيه عليها، أكملت "شجن" بدموعها المؤنسة لها _كنت فاكرة أن مفيش وجع أصعب من اللي حصلي في صغري وخاصة لما حبسوا الأنسان الوحيد اللي حبيته واللي كان السبب في خلاصي من البلاء دا بس للأسف كل دا كان بداية لعذاب أكبر بس الفرق اللي هنا أن اللي حبيته دا هو السجان، هو اللي وعدني بالأمان والحماية وهو نفسه اللي كان بيقدمني للكلاب تنهش فيا...

وأنهارت باكية لتحتضنها "حنين" بحزن فكلاً منهما كانت بحاجة لعطف الأخر، كان يراقب كلماتها القاسية عنه عبر هاتفه، كلماتها أضرمت النيران بقلبه الثائر فطلب من السائق التوجه لقسم الشرطة ومن ثم توجه لمكتبه ليخلع جاكيته متوجهاً لمقره السري بالشرطة مكانه المصاحب لأوجاع ماضيه وحاضره..

بأسكندرية... وخاصة بأحد الملاهي...
كانت تجلس جواره وعيناها تراقبهما بضيق لاحظه "يامن" فرفع يديه تجاهها ببسمة مكر _تحبي ترقصي؟..
أشارت له "فاطمة" ببسمة خبث لينضموا للساحة علي نغمة الموسيقي الهادئة، كان الهدف مشترك بينهما لأشعال الغيرة بقلب "صباح" و"إياد" ولكن تحول الأمر لعشق روابطه تغزو القلوب!..

نسو من حولهم وغامت العينين ببعضهما البعض بتناغم مثير جعل من حولهم يقسمون بأنهم أكثر من عشاق، علاقة خالدة للغاية، كانت تتحرك معه غير واعية لنظرات عيناها وملامحه المستكينة بين ذراعيه، حتي هو شعوره بأنها ملكه جعل قلبه يخفق بجنون وقسم بأنها ستكون له مهما كلفه ذلك..
أما لجوارهم بداخل قلبه كانت تشعل ألف عاصفة فحتي ولو كان يحمل شك واحد في المائة أنها تفعل ذلك لأثارة غيرته وللأنتقام صار الأمر جادياً أمام عيناه لذا رأي "إياد" أن عليه التحرك اليوم قبل الغد، عليه أن يدمرها كلياً حتي وإن كان الأمر سيحطم عفتها!

صوت سكون يخيم على الأرجاء،كأن المكان قد قتل من البشر جميعاً وبقى ساكناً بالهواء، أقدام تصفق بقوة تقطع الصمت برعبٍ يدب للبعض بالخارج ولكن هناك هفوت أمان بأن المنشود بالداخل وكعادته يظل بالساعات بالداخل، أسرعوا جميعاً بتحية اللواء بكل عظمة ووقار فعدد زيارته بالفترة الماضية تضاعفت لأجل الأسطورة كما يلقب، ولج لعرينه المظلم فكاد أن يتعثر ليزفر بغضب من عادته المميتة، وقعت عيناه عليه؛ فوقف يتأمله بنظرات تحمل الصدمة والذهول بأنٍ واحد.

بطرف الغرفة المظلمة كان يركض على ألة الركض بقوة كأنه فهد طليق، حركات قدميه تصعب تحديدها، عضلات جسده القوية تبرز من يديه كأنها تصارع شيءٍ ما، صدره المكشوف يلوج من شدة العرق ومع ذلك لم يشعر بتعباً قط،عيناه معصوبة بقطعة قماش سوداء كأنه لم تكفيه ظلام الغرفة الدامس فقرر أن تسوده بتعمد فربما سر لقبه وقوته هو بقائه الدائم بالظلام وربما حدسه السابع بسماع أبسط الأشياء من جواره هو من جعل له بصمة قوية يرهب بها الجميع ...
توقف عن الركض ثم هبط ليحل وثاق عيناه قائلاً دون النظر خلفه _أهلاً بسيادة اللوا ..

جحظت عيناه فكيف شعر به وقدماه ساكنة أرضاً !، ألقي بقطعة القماش أرضاً فأقترب اللواء وشعل الضوء ليرمش الأسطورة كما يلقب عدة مرات لتتمكن عيناه الزبتونية من الثبات فتظهر جمالها المحاط بهالة من الرموش الكثيفة لحماية جوهر عيناه برغم أنها تحمل سكان من القسوة والجفاء ...
حل الثبات على اللواء فخرج صوته بحذم _ألبس هدومك وحصلني على مكتبك ...
ضيق عيناه بشك ثم قال بدهاء _ وجود حضرتك هنا فى مكاني المفضل إشارة لعملية جديدة؟ ..

تراقبه اللواء قليلاً ثم قال بغموض _بالظبط وأنا عارف أنك ذكي وهتفهمها وهتفهم كمان أن وجودي هنا بيدل أنها مش أي عملية ..
إبتسم بسمته الجانبية الساخرة _حضرتك عارف مفيش أي عملية صعبة بالنسبالي ..
أشار له بثبات _عارف بس المرادي هيكون معاك فريق ..
ضيق عيناه بأستغراب _أنا طول عمري بشتغل لوحدي ومعروف عني أني مش بحب حد يشتغل معايا ولا محتاج اي مساعدة ..وعلى حد علمي وجود حضرتك هنا لأنك عارف دا كويس ...

إقترب منه اللواء قائلاً بعد وهلة من الصمت _الأوامر جيت كدا ولازم تتقبلها من بكرا هتشتغل أنت وهو كفريق كامل ..
حل التعجب وجهه فتركه اللواء وكاد بالتوجه للخارج ولكن توقفت قدماه على صوته المحفز بالشك _واحد! بس حضرتك ذكرت فريق كامل ؟! ...
بدأ الغضب يتسلل لعيناه ليخرج صوته بهدوء محمل بعاصفة _مين دا ؟ ...
زفر اللواء بتهكم ليستدير أمام عيناه قائلاٍ بعد مدة طالت بالصمت _الجوكر ..
تخشب جسده محله فقبض على معصمه بقوة كادت أن تبتر يديه،عيناه تلونت بغيوم قاتمة كادت أن تلهب المكان بأكمله ...صفعات متتالية يود بها أن يعود عدوه اللدود للمقاتلة من جديد ولكن ربما بخفايا المجهول أسراراً ما ...

بالولايات المتحدة الأمريكية ...
حُمل التلغراف للجوكر بوقاره الخفي، حمله الخادم وولج لساحة القصر العملاق ؛ فوقف محله ينتظر سيده حتى ينهي ما يفعله، تراقبه الخادم بنظرات سريعة والتعجب والخوف يسري على ملامحه كيف يتمكن أن يظل تلك المدة الطويلة أسفل المياه ؟! ...

مرت أكثر من ثلاثون دقيقة ومازال غائم بالمياه،تسرب الخوف لملامح الخادم فأقترب من المسبح الكبير يلقي نظرة بائسة من أن يراه على قيد الحياة ففزع للغاية حينما تعالت صوت المياه فما كان الا إندفاع الجوكر لخارجها ليصعد الدرجات المندسة بالمياه للخارج، قطرات المياه تبلل جسده بأكمله،خصلات شعره تكتسح ملامح وجهه بأكملها، رفع يديه يزيح تلك الخصلات فلمعت شرارة عيناه الزرقاء كأمواج المياه كأنها أثارت ضجة بالعوالم بمسرى النهار ! ...

جذب المنشفة بقوة ليضعها خلف خصره ونظراته الحادة تكتسح ذلك الخادم الذي أقترب منه وعيناه أرضاً _التلغراف دا جالك النهاردة يا باشا..
وقف يجفف جسده بثبات ونظراته حادة كالسيف ليجذب بعد دقائق ما على الحامل ويشير له بالرحيل أو كأنه قدم له تذكرة للحياة ليسرع الخادم بالرحيل ...
مزق الظرف بلا مبالة ليرفعه لعيناه فوقعت عيناه على عدة حروف يعرف مكمنها جيداً فربما المكمن واضح لأي ضابط سري ولكن مهلا ماذا لو كان الجوكر بذاته ؟! ...
أطبق على الورقة بين يديه بحقد ليلقي بها بالمياه ومن ثم رفع قدميه لتستقر على الأريكة البحرية فتنقسم أمام تلك القوة ليخرج صوته أخيراً محمل بالوعيد:َ_القدر بيجمعني بيك لأن النهاية مكتوبة بأيدي ...

ولمعت عيناه بشعاع حامل لوعد، بينهما حسابات بحاجة للتصفية وخاصة بعد حركة "مراد" الأخيرة، جذب "مراد" هاتفه ببسمة خبث ليجيبه حارسه الخاص فقال بفحيح مخيف _ساعات وهكون في مصر أنت عارف المطلوب..
وأغلق الهاتف دون سماع الرد فيكفي بسمته المخيفة التي تشير للكثير...
وجودهم ببلد واحدة قد تشكل خطراً كبيراً ولكن ماذا لو فرض عليهم البقاء بمنزل واحد وغرفة واحدة؟!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة