قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الفصل التاسع عشر

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل التاسع عشر

( نثرات الروح والهوى )

توجهت "فاطمة" لغرفتها بصحبة "يامن" فوقف أمام باب غرفتها بتردد لاحظته هي فقالت بأستغراب _أنت كويس؟..
حك طرف ذقنه النابت فيزيد من جاذبيته الرجولية ليجيبها ببسمة هادئة_مش عارف بس حاسس أني مش كويس...
تطلعت له بعدم فهم فتطلع للروق بجواره ليجد عدد لا بأس به من الأشخاص لذا أشار لها بالأقتراب فأنصاعت له ليهمس جوار إذنيها حتي لا يستمع لهما أحداً هكذا ظنت هي،إبتسم وهو يشم عبيرها الخاص ليردد بصوتٍ مهلك _حاسس أني حبيتك وللأسف مضطر أقلب الجوازة دي لحقيقة..

تطلعت للفراغ بصدمة من كلماته حتي أنها إصيبت بأرتباك مخيف بمشاعرها فتارة تبتسم وتارة تخفي وجهها خجلاً حتي حسمت قرارها الأخير فأبتعدت عنه سريعاً قائلة بأرتباك وهي تخفي عيناها عنه _تصبح علي خير يا "يامن"..
كادت بأغلاق بابها ولكنه دفشه بذراعيه برفق ليقول ببسمة حالمة_الله علي إسم "يامن" اللي طالعه تترقص بلحن صوتك الجميل دا..
تطلعت له بغضب مصطنع _الله، أنت شربت حاجة تحت ولا أيه؟!..

غمز بطرف عيناه _لا قلبي اللي شرب مش أنا...
حاولت التحكم بذاتها فقالت بضيق مصطنع_لو مش مشيت من هنا هطلبلك أمن الفندق...
إقترب منها بوجهه ببسمة ساخرة _هتقوليلهم أيه؟!... جوزي بيعاكسني في نص الليل؟!..

ثم تطلع لعيناها قائلاً بمرح_لو عايزة فضايح ولمة ممكن علي حاجة تستاهل أقلع الجاكيت وأغنيلك مهرجنات بهوايا وبنت الجيران للصبح وقبل ما هتطلبي الأمن هتلقيني شرفت كل صفح السوشيل ميدا شاهدوا فضيحة إبن المتر العظيم "عباس صفوان" وهو يدندن لزوجته..
إبتسمت بخجل فأقترب ليقف أمامها مجدداً قائلاً بعشق_الاحساس اللي جوا قلبي دا بختبره لأول مرة يا "فاطمة"...

رفعت عيناها له بنظرة مطولة قطعتها لحظات الصمت وإجابات العينين، أغلقت الباب سريعا ببسمة مشرقة تغلف وجهها برقة متناهية ودقات قلبها تكاد تقف من فرط إرتباكها، ولجت للداخل فظلت بملابسها لدقائق مرت عليها كالهفوات فسماع صوته ورائحته العطرة تحيط بها، إستمعت مجددا لطرق باب غرفتها فأسرعت للباب لتفتحه قائلة ببسمة واسعة _وبعدين معاك بقي يا "يامن"!...
بترت كلماتها حينما رأت من يقف أمامها لتردد بصدمة_"إياد"!..

وقبل أن تتحدث كان قد كمم فمها ليدفشها للداخل مغلقاً الباب جيداً، ليدفشها بعيداً عنه، تطلعت له بذهول فقالت بغضب_أنت بتعمل أيه هنا؟!، وليه قفلت الباب؟!..
أجابها ببسمة ساخرة_وأنتِ من أمته بيفرق معاكِ إذا كان الباب مقفول ولا مفتوح الأهم عندك أن شخص واحد ميشفكيش علي حقيقتك الزبالة..
رددت بخوف وهي تبتعد عنه _أيه اللي بتقوله دا!..
أشار لها بحقد_حقيقتك القذرة اللي هحاول أتعامل معاها بالطريقة اللي تناسبك..

وأخرج من جيب جاكيته إبرة لمحقن غليظ للغاية، إبتلعت ريقها برعب فركضت للباب سريعاً ولكن يديه كانت الأسرع لها، صرخت بجنون _ألحقوووني.. "يااااامن"... أ..
بترت كلماتها حينما كمم فمها بيديه ليدفشها علي الأريكة بقوة ويديه تعيق حركت جسدها واليد الأخري تعيق صرخاتها، فقط عيناها المتيقظة لكل حركة يفعلها، بكت بخوف من نظراته المخيفة، أشمر "إياد" عن يديها ليثبتها جيداً ثم حقنها ببراعة بوريدها لسهولة حقن ذاته بالمخدرات اللعينة التي أذهقت عقله قبل بدنه، إبتعد عنها بعد ما يقرب الخمس دقائق ليبتسم بأنتصار_صرخي يا "فاطمة" أو أقولك أهربي يلا...

لفظت أنفاسها الثقيلة بصعوبة وهي تتطلع له ببكاء حارق فحاولت النهوض لتلوذ بالفرار ولكن ما أن وقفت علي قدماها حتي سقطت أرضاً بجسد مشلول ولكن بعقل وعينان متيقظة جيداً، شهقت ببكاء وهي تحاول تحريك اي جزء من جسدها أو حتي صوتها المكبوت ولكنها لم تستطيع، إبتسم وهو يتأمل حالتها المذرية فحملها بين ذراعيه بنطرات أخفتها، وضعها علي الفراش والأخري تحرك عيناها له بضعف والبكاء يشتد بحدته، جذب المقعد ليقترب منها ثم جلس مقابلها ليرتشف سيجاره ببسمة شيطانية وينفث دخانها بوجه من تتطلع له برجاء وهي تبذل قدر ما تستطيع للحديث، أخرج من جيب جاكيته كيساً أبيض من المخدرات ثم أخرج النقود ليلفها بشكل مستقيم ليشمها أمام عيناها المفزوعة مما ترأه، هل كانت سترتبط بهذا اللعين؟!...

رفعت عيناها للسماء ببكاء وهي تحاول تحريك لسانها الثقيل بعينان تدمعان بدل الدموع القهر بطلب العون من الله بأن لا تقع فريسة بيد هذا اللعين، ألقي ما بيديه ليقترب منها بهمساً كالفحيح_جيتي لحد هنا عشاني بس شايف أن قصتكم قلبت بجد..
أغلقت عيناها بقوة فحتي التحكم بوجهها فقدته فأصبحت غير قادرة على إبعاده عن أنفاسه الكريهة، إسترسل حديثه بسخرية_بس يا تري لما الزوج المصون يجي لحد هنا ويشوفنا مع بعض بدون أي مقاومة منك هيكون رده أيه؟!

أغلقت عيناها بدموع غزيرة وهي تشير له قدر المستطاع بالا يفعل بها كذلك ولكن بكائها كان يزيد بسماته الدانيئة!، جذب حجابها ليلقي به أرضاً لتزداد شهقاتها بضعف وهي تتمني الموت علي ما يحدث معها من شخصاً كان يوماً إختيارها!..

بغرفة "يامن"..
جذب المنشفة من علي خصره بعدما أخذ حماماً مريح له ليرتدي بنطاله القطني الأبيض ببسمة حالمة برؤيته لوجهها الرقيق الذي يلاحقه كالنسمة العليلة، إنكمشت ملامح وجهه بأستغراب حينما إستمع لطرقات باب غرفته فجذب قميصه ليرتديه بأهمال لرؤية من الطارق!..
تفاجئ بها أمام عيناه وهي تتأمله بمنتهي البرود حتي أنها ولجت للداخل دون أن يسمح لها بذلك!...،جلست علي الأريكة بغرور ليترك "يامن" الباب ليتوجه لها بغضب_أنا سمحتلك تدخلي؟!..

أشارت له "صباح" ببسمة لا تليق بها_أقعد يا "يامن" عايزاك..
إستند بجسده علي الأريكة المقابلة لها ببسمة ساخرة_أنتِ مبتفهميش عربي!..
نهضت عن الأريكة لتقترب منه بطريقة مقززة للغاية _بفهم كل لغاتك يا "يامن" زي ما أنا فاهمه تقربك من "فاطمة" ليه؟!..
أبعد يديها عن قميصه بتقزز _لا واضح أنك بتفهمي..

تطلعت له بنظرة ظنتها مغرية لتكمل حديثها بغرور_أنت بتعمل كل دا عشان بتحبني وعايزني أرجعلك وأنا خلاص يا روحي رجعت.
إبتسم بعدم تصديق ليقول بسخرية _بجد؟..
أشارت له ببسمة واسعة _أيوا يا حبيبي خلاص الأمور بينا لازم تتحل..
وبنبرة محفوفة بالخبث قالت _زي ما "إياد" و"فاطمة" خلاص إتصالحوا..
إستقام بوقفته بغضب_دا في أحلامك.

تعالت ضحكاتها لتقول بمكر_لا يا بيبي بالواقع وحالياً "إياد" في أوضتها إحسبها أنت بقي با روحي..
جحطت عيناه لتقترب منه فدفشها بغضب ليسرع لغرفة "فاطمة"، طرق بابهافلم تستجيب لطرقه فركل الباب بقدميه لييتجيب له بعد عدد من المرات، ولج للداخل يبحث عنها بجنون ليجدها علي الفراش بين يدي "إياد" الذي جاهد ليجعله يرأها بين يديه بأرادتها...

نقلت نظراتها لمن يقف أمامها ببكاء حارق ظناً من أنها خسرته ولكنها تفاجئت به يجذبه بغضب مميت ليلكمه بكل ما أوتي من قوة ليصرخ بها بجنون _كلب، والله لأقتلك مكانك يا زباله..

لم يشغل فكرها أن كان صدق الأمر أم لا الأهم من ذلك أنها علي ما يرام فقد ارساله الله بالوقت الصائب لنجدتها، إمتلأ وجه "إياد" بالدماء من فرط قوة "يامن" فكان كالذي جن لا يغي ما يفعله فرؤيته مقترب منها جعل عقله يتنازل عن مهامه ليحل الجنون، علي صوت حطام عظامه والأخر يصرخ ألماً حتي فقد الوعي، أعاد "يامن" خصلات شعره المتمردة علي عيناه بفعل حركاته الفوضوية للخلف بغضب كاد بأقتلاع جذورها، أسرع للفراش ليرفع وجهها إليه ليري دموعها وهي تتطلع له بتراقب لما سيظنه بها، حركها بين يديه بخوف_"فاطمة" متخافيش يا حبيبتي أنا هنا...

وجدها ساكنة بين ذراعيه كالجثة ولكن بعينان تبصران وتغردان غلي غزفة ألم بدموع غزيرة، تفحصها بنظرة شاملة ليحركها بجنون _عمل فيكِ أيه إبن ال...
دموع لا حصى لها إجابه لسؤاله، وقعت عيناه علي الابرة الموضوعة أرضاً فتركها وتوجه إليها ليجذبها بتفحص فأسرع لها ليجذبها لذراعيه بتفحص لذراعيها ليجد دماء دائرية صغيرة تحيط بذراعيها لتأكد حدثه فأحتضنها بخوف ليردد بفزع_إبن ال...، ثم أخرجها ليزيح دموعها بأنامله_متخافيش يا "فاطمة" أنا جانبك مش هسيبك..

حاولت بصعوبة تحريك لسانها ولكنها لم تستطيع فكبتت شهقاتها ببكاء مزق قلبه فجذب فستانها ليلبسها إياه علي قميصها القطني الذي كانت به ثم سندها علي الوسادة ليتوجه إليه بعدما رأي ما فعله بزوجته ليركله بقدميه ببطنه بغضب مميت ليتأوه "إياد" الذي بدأ يستغيد واعيه ليفقده مجدداً علي أثر ضربات إياد القوية، لفظه "يامن" بأبشع الشتائم لينفث عن عاصفة قلبه، جذب هاتفه من جيب سرواله ليرفعه علي أذنيه وبقدميه يركل من يتمدد أرضاً، ليصيح بغضب_أيوا يا "بابا"، الكلب اللي إسمه "إياد" إتعرض لفاطمة في أوضتها...

_لا قانون أيه أنا هدفنه هنا..
_متقوليش أتزفت إهدأ، بقولك كان عايز يتحرش بمراتي وتقولي حكومة!..
زفر بغضب وهو يتحكم بذاته _هيا نص ساعة لو متصرفتش هقتله مكانه هنا واللي يحصل يحصل...
وألقي بهاتفه أرضاً ليشدد علي شعره بجنون وهو يجوب الغرفة كالأعصار وكلما تطلع لها وهي تتطلع له بقهر يجن جنونه علي "إياد" الفاقد للوعي، إرتجف جسدها علي أثر خروج المخدر من جسدها فأسرع إليها "يامن"، إحتضن وجهها بيديه لتزيح خصلات شعرها للخلف قائلاً بحنان _إهدي يا "فاطمة"..

حركت لسانها بصعوبة لتمتم بكلمات غير مفهومة فقرب أذنيه منها ليستمع لما تود قوله لتمتم بدموع_ ي... ا... م... ن..(يامن)..
مسد علي شعرها بخوف من حالتها _أيوا يا قلبي أنا جانبك..
بكت وهي تتطلع له بضعف ليتحرر جسدها أخيراً ولكن مع صراخها القوي كأن صوتها كبت لمئات السنوات لتصرخ بقهر وجنون وبكاء متواصل، إحتضنها "يامن" بقوة وهي تشدد من إحتضانه ببكاء كأنها فقدت شغفها بالحديث، طرقات علي باب الغرفة جعلته يجذب حجابها ليضعه علي رأسها لتتمسك بيديه المحاطة للحجاب من حول رأسها بنظرة يشوبها الأمتنان والحب، قبل رأسها مردداً بغموض_راجعلك تاني.

وتركها وتوجه ليرى أمامه عدد لا بأس له من ضباط الشرطة فعلم أن أبيه تحرك علي أكمل وجه فبالنهاية مركز كمركزه يجعله مهيب للسلطات، جدبوا "إياد" و"صباح" لسيارتهم فصعد "يامن" للأعلي مسرعاً بعدما تأكد من ذلك ليدلف لغرفتها مجدداً ليجدها فارغة، إنقبض قلبه بجنون فركض بأنحائها ليردد بجنون _"فاطمة".." فاطمة"...

فتح باب حمام الغرفة بخوف ليتخشب محله حينما وجدها تجلس أرضاً أسفل مياه الدش بملابسها ودموعها تنسدل علي وجهها فتختلط مع المياه كأنها شلال عميق، إقترب منها ليعاونها علي الوقوف غير عابأ بالمياه التي حاوطت جسده، رفعت عيناها له لتقول بصوتٍ متقطع_كنت خايفة أنك تفكر أني ب...

قطع حديقها حينما وضع أصابعه أمام وجهها فأجبرها علي الصمت فأكتفت ببكائها الحارق لترفع عيناها له مجدداً قائلة بهمساً خافت _أنا كمان بحبك علي فكرة..
إبتسم بسعادة ليحتضنها بفرحة فرضعت رأسها علي صدره بأستسلام لأثر المخدر فذهبت بنوماً عميق أثر تعبها المفاجأ وما تعرضت له، شعر بأنتظام أنفاسها، نادها بتعجب _"فاطمة"!..

أبعدها عن أحضانه لتصبح أمام عيناه غافلة بأمان، إبتسم وهو يتأمل ملامحها فأغلق المياه ثم حملها بين ذراعيه ليضعها علي الأريكة ليجدب ملابس لها من الخزانة ثم إقترب منها ليحاول إفاقتها_"فاطمة" غيري هدومك الأول..

لم تنصاع له فكانت بسبات عميق، وقف يتأملها بأرتباك من فكرته المجنونه نعم هي زوجته ولكنه يحترم كبريائها للغاية!، لن يتركها لتمرض ولن يتركها لشيطان ذاته يتمكن منه،جذب حجابها ليعصبه حول عيناه ثم أغلق الضوء ليبدل لها ثيابها بسرعة كبيرة ثم فتح الضوء ليتطلع لها ببسمة رضا حينما أبدي جيداً بعدما ألبسها بيجامة قطنيه باللون الوردي، زفر بأنتصار فتطلع لذاته ليجد ملابسه مبتلة للغاية حتي غرفتها كانت غير مرتبة بالمرة لذا حسم أمره، فجذب إسدالها ليلبسها إياه ثم توجه لغرفته فوضعها علي الفراش ليبدل ثيابه سريعاً ثم تمدد علي الأريكة البعيدة عن الفراش بوعيد لهذا اللعين إن لم يتمكن والده من حبسه لعدة سنوات سيقتص هو منه...

بقصر "رحيم زيدان"..
هبط للاسفل بعدما أخبره الخادم بأن "جان" بالأسفل ويريد مقابلته، هبط ليجلس علي مقعده وضعاً قدماً فوق الأخري بثبات ليجذب سيجاره قائلاً وعيناه تتفحص ساعة يديه _أكيد موضوع مهم عشان تطلب تقابلني بالوقت دا!..
تطلع له "جان" مطولاً ليقطع سيل النظرات بكلماته الهادئة_دادة"كوثر" و"سلمى" قاللولي علي اللي عملته معاهم وزيارتك "لسلمى" بعد أخر عملية عملتها ووقوفك جانبها...
_دا سبب وجودك؟!..

قالها "رحيم" وعيناه ترمقه بثبات فتطلع له "جان" بغموض_أنا جيت هنا عشان أشكرك يا "رحيم"..
إبتسم بسخرية_تشكرني!، تشكر اللقيط اللي عمك جابه من الشارع عشان يربيه!..
وضع عيناه أرضاً بخزي ليقول بندم_دا كان زمان يا "رحيم" كل دا راح مع الماضي...
صاح بغضب_دا عندك أنت لكن أنا مش بنسى حاجة...

نهض "جان" عن مقعده ليترجه للخروج ولكنه توقف قائلاً دون النظر إليه _ وجودي هنا لأني حسيت أنك جواك شخص نضيف بتحاول تدفنه بس بيثور عليك في كل مرة بتحاول أنك تقتله ...
وتركه وغادر لتتردد كلماته كالسهام التي تحيط به من كل حدب وصوب...

جذب علبة السجائر الخاصة به ليرتشفها بجنون في محاولات بائسة لحجب عقله عن التفكير، ظل هكذا حتي تمام الساعة الرابعة صباحاً ليخرج بسيارته متوجهاً لمكانٍ طافه الشوق فشعر بأنها ستكون هناك...
طرق باب المنزل المتهالك عدة طرقات لتقف خلف الباب بخوفاً فمن سيزورها بهذة الساعة المتأخرة أو من الذي يعرفها حتي يزورها من الأساس؟!..
قالت بصوتٍ مرتجف _مين؟!..

أجابها "رحيم" بصوتٍ يحمل أنين عالم بأكمله_أفتحي يا أمي..
إبتسمت بسعادة وفرحة فكان "فريد" يناديها هكذا حينما كان يشعر بالضيق، أملها بوجود جانب بقلبه من شخصية فريد جعلها تسعد للغاية، فتحت "نجلاء" بابها لتجده أمام عيناها، إحتضنها "رحيم" بصمتٍ قاتل فهو الأن أكتر تمكناً من التحكم بحديثه فيصعب قول ما يعذب قلبه، أصبح من النوع الكتوم علي أحزانه كأنها أسرار حربية بل أكثر من ذلك..

إبتعد عنها بعينان تتحاشيان التطلع لها فولج للداخل ببسمة غريبة ترسم علي محياه وهو يتأمل المكان الذي أواه فرغم أنه يسكن من القصور أفخمها ولكنه لم يشعر بحنين هكذا لهذا المكان، خرج للشرفة بلهفة ونجلاء تراقبه بدموع غزيرة، الشرفة التي كانت تجمعه بها!،حتي حينما كان يعود من عمله مهلكاً كان لا بغفل دون رؤياها من هذه الشرفة، كان الفاصل بينهم حائط واحد أم الأن فأصبح بينهما ألف حاجز وحاجز...

وقفت "نجلاء" لجواره لتضع يديها علي كتفيه قائلة بحزن_دور عليها يابني..
إبتسم بألم _تفتكري هتشوفني "رحيم زيدان" ولا "فريد"..
رفعت يدها تزيح العبارات العالقة من عيناها قبل أن يرأها _مش مهم تشوفك أزاي المهم أنها هتحاول أنها تحافظ علي بقايا العلاقة دي زي مأنا زمان عملت مع أبوك..
تحولت عيناه لجحيم مهلك ليستدير لها بغضب_بقايا علاقتك دي هي اللي بدفع تمنها لحد الأن، قبلتي تكوني زوجة تانية في السر كأنك واحدة من الشارع وأ..
صرخت به بجنون _متكملش..

وأزاحت دمعاتها قائلة بنفي _أنا مكنتش زوجة تانية..
تطلع لها بصدمة لتكمل بدموع _"طلعت" إتجوزني قبل ما يتجوزها، وكان عنده أستعداد يوجه أبوه والدنيا كلها بجوازنا بس أنا اللي منعته..

أجابها بضيق_منعتيه عشان أنا اللي أدفع تمن كل دا، أعيش فقر وأكافح عشان لقمة العيش وأنا راضي بس مع أقل غلطة حتي لو كانت شهامة أترمي بالسجن مع أشكال وسخة وياريت كدا وبس لا أكتشف فجأة أني عندي أب وأيه مساعد وزير الداخلية وعنده ثروة معرفش أشوف أولها من أخرها وأخرج من الهم دا لهم أخر وعداء ولاد عمي اللي معرفش عنهم حاجة وبعد كل داااا مطلوب مني أرجع "فريد" الشهم الجدع طب أزاي؟!..

رفعت يديها علي كتفيه بدموع غزيرة_مكنتش أعرف أن كل دا هيحصل، أنا عملت كدا عشان أحميك يابني.
تطلع لها بعدم فهم فقالت بألم_أبوك كان في مشاكل ملهاش أول من أخر مع جدك لأنه كان عايزه يرتبط بأنجي بنت عمه ولما وجهه انه بيحب غيرها طرده من القصر، كان فاكر أنه كدا بيربيه، إتجوزنا أنا وطلعت وعشت معاه أجمل سنه في حياتي، لحد ما جدك عرف المكان اللي عايشين فيه..

إزدردت ريقها بصعوبة وهي تكمل بدموع_جالي وطلعت مش موجود وهددني أن ما بعدتش عن إبنه هيقتلني، من كلامه فهمت أنه فاكرني واحدة شمال ميعرفش أنه كان جوزي ...
إنكمشت ملامحه بضيق ليصيح بغضب_متكلمتيش ليه؟!..

صرخت بدموع_خفت، العيلة دي مش سهلة يابني، صدقني أن اليوم اللي سبت فيه البيت وهربت كان عشان خايفة عليك انت مش علي حياتي، أول ما اتاكدت أني حمل سبت البيت ومشيت، أختارت أبعد عن الأنسان الوحيد اللي حبيته عشان خايفة عليك من قبل ما أشوفك...

ورفعت يديها أمام وجهه بدموع_أشتغلت وتعبت عشانك، شوفت الذل ونظرات بتنهش فيا وهما شايفني حامل ومعيش زوج عشانك، هربت لكذا مكان عشانك، عشان احميك يا "فريد"، عشان أحميك من جدك وشره يابني، رجعت تاني أطلب مساعدة "طلعت" عشانك برضو، صدمته فيا وأني خبيت عليه انه عنده طفل طول السنين دي إتحملتها عشانك، نظرته اللي كانت كلها عتاب أني خفت علي نفسي من الموت وهربت إتحملتها كل اللي عملته وهعمله عشانك..

لم بتحمل دموعها وكلماتها المدمرة له فأحتضنها بألم علي ما مرت به وتحمله هو، شرقت الشمس ومازال غافلاً علي قدميها وتحتضنه بحنان، أفاق علي صوت هاتفه فجذبه بنوم ليجد رسالة مصرحة من العميد بضرورة التوجه لمكتبه اليوم ملحقاً بالموعد المحدد...

بمطار القاهرة الدولي وبأخصة بالطائرة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية..
هبط بقامته المفعمة بالكبرياء ليهبط الدرجات بثبات قاتل جعل من حوله يتأملونه بأهتمام من كونه شخصية هامة وخاصة بالحشد الذي يهبط خلفه كأنه جيش من الرجال لحمايته، أسرع "الحارس" بفتح باب السيارة لسيده، فخلع "مراد" نظاراته القاتمة ليتطلع بأتجاه الدرج بتأفف ليجدها تهبط بصحبة "شجن" بأبتسامتها العريضة لتشير بذراعيها بحماس لرؤية مصر التي طال بعدها عنها لأعوام خوفاً من إبناء عمها ولكنها الأن تعود بصحبة الجوكر!...

نبع بقلب "شجن"الخوف من مصير عودتها ولكنها بوجود "حنين" لجوارها تشعر بأنها ستجتاز ذلك الطريق المظلم..
زفر "مراد" بغضب من خطواتهم البطيئة فوقف يعبث بهاتفه لحين إنضمامهم إليه فكان يلاحقهم رجاله من جميع الأتجاهات لتوفير الحماية اللازمة للفتيات...
إقترب منه ليجده يعبث بهاتفه فقال ببسمة صغيرة_نورت مصر يابني..

إستدار "مراد" بأستغراب ليجد محامي أبيه "عباس صفوان" أمام عيناه فتطلع له ببرود_وعرفت منين أني راجع..
أجابه ببسمة مازالت مرسومة علي وجهه _مش صعب اعرف خبر زي دا..
إقتربت الفتيات منهم فخطف "عباس" نظرة سريعة لكليهما حتي إستطاع أن يميز "حنين" عن "شجن"، أشار "مراد" لهم بالصعود لسيارته ثم كاد بالصعود هر الأخر فأسرع "عباس" بالحديث الماكر_لو تسمح بس كنت عايزك بموضوع مهم فلو ممكن تركب بعربيتي..

ف أمامه ببرود_وموضوعك دا مينفعش يتأجل ..
أشار له بجدية_مينفعش لأنه خاص بوالدك..
ضيق عيناه بغضب شديد حتي أنه أخفي معالم غضبه بأرتدائه النظارات مجدداً ليشير له بهدوء ليلحق به بعدما أعطى تعليماته لحارس سيارة الفتيات بأن يكون خلفهم..

صعد "مراد" بسيارة "عباس صفوان" الذي أشار للسائق بالتحرك، تطلع له الجوكر بثبات_قول موضوعك وخلصني..
أشار له بهدوء _أكيد مفيش موضوع هيربطنا غير الوصية ولا أيه؟..
إبتسم بسخرية_أممم و"رحيم زيدان" بقي اللي قالك تديهاني ولا قالك الشروط إتحققت!..
أخفي" عباس" بسمة مكره ليشير له بغموض_فونك بيرن..

جذب هاتفه بغضب ليجده حارسه الذي أخبره بأختفاء "حنين" المفاجأ، ليصرخ به "مراد" بغضب لا مثيل له _إختفت إزاااي مش كانت راكبة معاك يا حيوان..
وقبل سماع المزيد أغلق الهاتف وأشار للسائق بالتوقف ليهبط سريعاً لسيارته فتفحص المقعد الخلفي ليجد "شجن" بمفردها فقال بفزع_"حنين" فين يا"أشجان"؟!
أجابته ببعض بخوف والبكاء يستحوذ عليها_في عربية واقفت قدامنا وعلى ما السواق نزل يشوف في أيه ملقتهاش جانبي...

شدد علي شعره بجنون ليشير للحرس بغضب مميت_أنتوا واقفين تتفرجوا عليا أقلبوا الدنيا لحد ما تلقوها..
هرعوا بخوف فراقب" عباس" تصرفاته ببسمة هادئة ليشير لهم بثبات _مفيش داعي..
تطلعوا له جميعاً بأستغراب وخاصة حينما أشار "عباس" بيديه لسيارات الحرس الخاصة به من خلفه ليفتح احداهما باب السيارة فهبطت "حنين" بخوف لتسرع لأحضان "مراد" برجفة نجحت بنقل خوفها إليه، إحتضنها بخوفاً شديد ولأول مرة تغمرها أحضانه ولكن تلك المرة شهد الجميع علي ذلك، أبعدها "مراد" عن أحضانه ليرفع يديه علي وجهها الرقيق بلهفة_أنتِ كويسة؟..

اشارت له بنعم فأوقفها خلفه ليقف أمام "عباس" بغضب مميت بعدما أطاح بحرسه الخاص في أقل من دقيقتين ليصيح بغضب مميت_أنك تفكر تلعب مع الموت بأيدك دا منتهي الغباء، إحمد ربك وصلي ألف مرة انك بعمر والدي والا وقسماً بالله كنت دفنتك هنا وما هيهمني أنت مين..
إنقبض قلب "شجن" وهي ترى بعيناها ما فعله مراد بالحرس لتعلم الأن بأنه مثل ينحدر لسلالة "رحيم زيدان"...

إبتسم "عباس" ليشير لسائق سيارته فأحصر له حقيبته ليقترب من الجوكر قائلاً بثبات_بعتذر علي طريقتي بس كان لازم أتأكد بنفسي من كلام "رحيم زيدان" قبل ما أسلمك وصية "طلعت"..
وتطلع لحنين التي تقف خلفه ببسمة هادئة_فعلاً إتاكدت، أسف للمرة التانية.. وتركهم وغادر بصمت ليتطلع الجوكر للحقيبة بين يديه ولحنين التي تقف خلفه بهدوء فهل أصبح عشقه لها مفضوحاً هكذا!...

فتح "ريان" عيناه بتعب شديد حيث قضى ليله في محاولات عسيرة للنوم، فألم قدماه يشتد بقوة، كعادته يقاوم آلامه فوقف بصعوبة ليرتدي ثيابه متوجهاً لعمله لا يعلم بأنه يقترف خطأ فادح بحق ذاته...

بقصر "سليم"...
ولج للداخل بصحبة أخيه بعدما سمحت لهم الخادمة بذلك فجلسوا بأنتظاره، هبط "سليم" للأسفل بعد دقائق معدودة ليجلس علي المقعد المجاور لهم قائلاً بهدوء_نورت مصر يا "آدم"..
أجابه بامتنان_منورة بأهلها..
أشار "سليم" للخادمة بثبات_شوفيهم يشربوا أيه؟
قال "فارس" ببعض الحدة_أحنا مش جايين نتضايف.
تطلع له "آدم" بغضب ليسحب كلماته بتردد_ممكن ندخل بالموضوع اللي جايلك عشانه..

رمقه "سليم" بنظرة متفحصة_وتفتكر أنا معرفش موضوعك دا أيه؟!..
أجابه ببعض الخوف_طب رأيك أيه؟..
تطلع له مطولاً ليقول بثبات _أنا مش متحيز لكونك مع "مراد" أو مع غيره، يعني فكرة أني ممكن أرفضك عشان حاجة زي دي تبقي أهبل
وإسترسل حديثه _أنا اللي يهمني راحة إخواتي قبل كل شيء "ومنة" موافقة عليك يبقي بالنسبالي الموضوع خلاص منتهي..
تطلع له بعدم فهم _يعني أيه؟!..

أجابه ببسمة هادئة_يعني لو عايز تعمل خطوبة مع أخوك معنديش مانع..
سعد "فارس" للغاية كأنه قطع مسافة أميال بثانية واحدة، ولجت "منة" بالمشروبات لعلمها بقدومه وبموافقة أخيها ليبتسم لها "فارس" بهيام أما "سما" فكانت متوجهة للأعلي وبيدها طبقاً ضخم من الشطائر لتتطلع تجاه الليفنج لتهمس بصدمة_أنت بتعمل أيه هنا؟!..

رمقها "آدم" بنظرة غاضبة فوضعت الطبق من يدها لتجلس جوار "سليم" قائلة بغضب وهي تلوك الشطائر _أوعى تكون وفقت على المسلوع دا يا سلومي أزعل...
كبت "سليم" ضحكاته علي وصفها لأدم فقال بحدة زائفة_بنت عيب..
رمقته بنظرة غاضبة ليتطلع آدم لها بتوعد فعدلت من نظاراتها بغرور لا يليق بها...

بالفيلا الخاصة بالجوكر..
صعدت "شجن" للأعلي بأصطحاب "حنين" لتدلف كلاً منهما لغرفتهم المشتركة بناء علي طلب"حنين" فتمددت علي الفراش بهيام_شوفتي اللي حصل يا بت يا "أشجان"..
أجابتها بخبث_الخطف ولا الحضن..
عبثت بخصلات شعرها ببسمة حالمة_الحضن طبعاً يابت ولا شوفتي لما زعق للراجل دا ولا اللي عمله بالحرس بتوعه..
إبتسمت "شجن" بعدم تصديق_أنتي فرحانه أنه ماشي يقتل في خلق الله؟!..

_عشااااني حطي تحت دي ألف خط..
قالتها بغرور لتتعال ضحكات "شجن" لتقول بصعوبة بالحديث_ياريت "يارا" كانت نزلت مصر معانا كانت عالجتك من الحالة النفسية اللي أنتِ فيها دي..
رمقتها بغصب لتتعالي ضحكات الأخرى بعدم تصديق لهذة المشاكسة..
أما بالأسفل وخاصة بالمكتب الخاص بمراد زيدان..

كان يستند برأسه علي ذراعيه المستند علي مكتبه، الحقيبة التي تحمل وصية أبيه مازالت مغلقة أمامه، طال سكونه ليجذبها بأخر الأمر، فتح محتوياتها بهدوء ليجد عدد من الأوراق، فتحهم ليجد أملاك مدونه بأسمه..

ألقي الورق بالحقيبة بأهمال وبسمة ساخرة علي وجهه، كيف سيخبر أبيه المتوفي بأنه ليس بحاجة للمال!، جذب إنتباهه جيب سري بالحقيبة فجذبها ليتطلع علي محتوياتها لتقع بيديه أسطوانة مدسوسة بظرف أبيض يحمل من الخارج أسم "مراد زيدان"، تطلع لها بأستغراب ودهشة فكاد بتشغليها ولكن قطعه صوت هاتفه ليجد العميد يترك له رسالة بالموعد الذي أقترب للغاية فحذم الحقيبة ليسرع بالأستعداد لرؤياه!..

زف خبر عودة "حنين" لمصر لأبناء عمها فكان لهم بمثابة إحتفالاً مثيراً لعودتها لقدرها المنسوب لا يعلم كلاً منهما حجم القوة المحاطة لها سواء إن كانت من زوجها أو من الأسطورة المصون!...

بتمام الساعة المحددة للقاء الخاص بالعميد، توجه "رحيم" للقاء به ففتح له الشرطي باب مكتبه ليكون بأنتظاره بالداخل، ولج للداخل ليجد ألد أعداءه بالداخل، يجلس هو الأخر بأنتظار العميد، ظل "مراد" بمحله ببرود فكبل "رحيم" ذراعيه بتماسك بالا يندفعان نحوه، جذب المقعد المقابل له ليجلس وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالى، رمقه "مراد" بنظرة غاضبة ليردد بسخرية_أتمنى أن طلب العميد للقائنا يكون له هدف أو ممكن يكون حابب أنك تمضي علي إقرار أنك لو جارلك حاجة مش أنا اللي هكون مسؤول، يعني رصاصة طايشه من الفئة المعاكسة..

إبتسم "رحيم" بسمة تعج بالشرار_أتمني دا بس لو أنت حابب تنسحب من المهمة دي يكون أفضلك خاصة أنك وراك بطولات تانية تستحق...
تطلع له الجوكر بشرار فقال بغضب _ وأنا غبي عشان أفوت فرصة موتك أدام عيوني..
تعالت ضحكات "رحيم" ليقول ببرود__متقلقيش قبل ما الموت يوجهني في حسابات مكتملتش، حساب مصيري جرد شخص من مشاعره وكيانه البشري حوله للشيطان منزوع القلب والرحمة فمتتوقعش أني هسيبك للموت بالسهولة دي...

أجابه "مراد" بلهجة مخيفة _وتفتكر أني ممكن أرحمك في يوم من الأيام أو أسمح لنفسي بالضعف عشان تكون انت ملجأ لي!،، أنا ممكن أفوقك من الوساوس المريضة اللي بتلحقك، أنا هنا عشان أجردك من كبريائك وإسمك وكل ما تملك يمكن ساعتها تعرف أد أيه أنت خسرت...
إقترب منه "رحيم" ببسمة ثقة_وماله هنشوف..

من خلف الكاميرات تطلع العميد بخوف للواء "حسين" _دول بيتقاتلوا من هنا يا فندم، أمال هناك هيعملوا أيه؟!..
زفر اللواء بضيق_تعال ورايا..

أنصاع له وولج خلفه للداخل، نهض "مراد" و"رحيم" حينما ولج اللواء وخلفه العميد ليؤدي كلاً منهما التحية العسكرية ليشير لكلاً منهما بالجلوس فأنصاعوا إليه وكلاً منهما يحدج الأخر من طرف عيناه، طال الصمت واللواء يتابع كلاً منهم بهدوء فشرع العميد بالحديث بأشارة من اللواء "حسين المهدي" _المهمة اللي أنتوا مكلفين بيها صعبة جداً لأنها متخصش مصر بس لا العالم العربي بأكمله..

"مراد" بهدوء_لو هي مهمة للدرجة دي ليه متخلنيش أقوم بيها لوحدي بعيد عن خدماته العظيمة..
أجابه العميد بهدوء_لأن ببساطة الداخلية حاطكم مع بعض دا أولاً، ثانياً العملية دي مش هتم غير بيكم ومع بعض..
"رحيم" بخبث_طيب تمام بس أنا مش مسؤول عن حمايته عشان لو حصله حاجة ميتوجهليش أصابع الأتهام علي مقتله، ليه عندي لما يتقتل هرجعلكم جثمانه أكتر من كدا ميحلمش..

إبتلع العميد ريقه بصعوبة وهو يتطلع للواء الذي يتابع حوارهم بصمتٍ قاتل، تدخل "مراد" بالحديث_ودا مين دا اللي هيشيل لقب راجل أنه إتجرأ وفكر بس يقربلي..
كاد "رحيم" بأجابته ولكنه صمت حينما تحدث اللواء بملامح تمت بالجدية التامة _سبب وجودكم هنا هو مناقشة العملية اللي أنتوا طالعينها مش عشان تصفوا العداء اللي بينكم وبين بعض.

وبحدة أكبر صاح بها_اللي بيحصل بره أكبر مني ومنكم، أحنا قدام قضية بتمس كرامتنا كعرب وكمصريين في بلاد عرفونا فيها أننا عاهات ومنستحقش الحياة..
تطلع كلاً منهم له بأهتمام والغضب ينبض بجوارحهم ليكمل اللواء بعينان لمعت بالدمع_أنتوا هنا عشان تثبتولهم أننا أقري منهم بمراحل وأننا مش قطع غيار ليهم، مش تصفيات حياتنا وحياة أطفالنا عشان هما يستحقوا الحياة وأحنا الموت ..

نا عشان دموع وألآم أمهات بتبكي بدل الدموع دم علي أولادها اللي بيتخطفوا وهما ومبيعرفوش مصيرهم اللي للأسف بمركزي علي الكرسي دا قدرت أعرف أنهم بيتباعوا أعضاء لأكتر من مافيا خارج مصر، بيتابعوا قطع غيار للأمريكا وغيرها .

أنتوا هنا عشان ترجعولهم حياة كريمة جوا الوطن اللي للأسف بسبب أشكال زبالة زي دول مش قادرين يعيشوه، أنتوا هنا عشان أبسط المخاوف كانت أن الأب يوفر لقمة عيش لعياله دلوقتي بقي عنده هموم زيادة خايف يفقد إبنه التاني ويبقي مصيره زي الأول، أنتوا هنا عشان دموع الست العاجزة عن الوصول لأبنها أو حتى أنها تخلف مرة تانية، أنتوا هنا عشان ألف سبب وسبب أهم بكتير من التافهه اللي بينكم..

وتركهم اللواء وغادر مكتب العميد ليجلس العميد محله ليكمل بهدوء يشوبه الحزن_إكتشفنا أكتر من بلاغ عن إختفاء الأطفال ومش بمصر بس لا دا بأغلب الدول العربية وخاصة السودان وغيرها من المناطق المتطرفة، ظاهرة إختفاء الأطفال بقيت متنشرة بشكل مفجع، تحرياتنا أثبتت أنهم مش عصابة عربية ولا واحدة من الأساس دول متفرعة علي كذا دولة أجنبية وزي ما سيادة اللوا وضحلكم كدا، بيتم خطف الأطفال وبيعهم أعضاء للمافيا دي لأنها بتوفر بديل لأي حد محتاج عصو بديل بس بشرط يكون من نفس الدولة يعني ببساطة أخدين العرب قطع غيار ليهم...

غلت الدماء بعروق رحيم حتي كاد بأن يمزق معصم يديه من فرط ضغطه عليها أما "مراد" فكان الألم يسكن عيناها وقلبه يأن لمجرد تخيل الأمر، إكمل العميد حديثه بهدوء _كان من السهل جداً أننا نمسك الناس دي بس أحنا مش عايزين دول أحنا عايزين اللي وراهم، عايزين منبع القرف دا ومش محتاجين نعاقبهم، أظن كدا فهمتوا المطلوب.

رسمت بسمة متشفية علي وجه كلاً منهما ليضع العميد أمامهم حقيبة مغلقة _هنا كل حاجة هتحتاجوها وجوازت سفر بأسماء وجنسيات مختلفة، ملامحكم ساعدتنا أننا نغير الجنسيات بسهولة، "مراد" هيسافر الأول وأنت بعده بيومين، عنوان الشقة اللي المفروض أنها بتاعت صديقك "رسلان" إسم التحريكي "لمراد" ولما رحيم هيسافر هتكون بأنتظاره..

تطلع كلاً منهما للأخر بنظرات مطولة تشئ بالكثير أنهى العميد ختام حديثه _أتمنى أنكم تقدروا حجم الوضع اللي أحنا فيه وتركنوا عدائكم اللي مش مفهوم دا علي جنب.
وقدم لكلاً منهما جواز سفره فكان جواز الجوكر بأسم "رسلان" والاسطورة بأسم "جاك"..
تفحص "مراد" الأوراق ليجد أن تذكرة سفره بنفس اليوم بعد ساعتين من الأن لذا غادر ليجهز ذاته بالرحيل أما "رحيم" فأبتسم بمكر لأستغلاله اليومين جيداً...

بقصر "سليم"...
تبادلوا أطراف الحديث بينهما ليقاطعهم صوت جرس الباب، توجهت الخادمة لترى من الطارق لتتفاجئ الجميع بمن تقف أمامهم، تطلع لها "فارس" بصدمة والجميع، رددت "سما" بذهول_"ريم"!...
وقف"سليم" يتأملها ببسمة زادت من وسامته رغم نظرات عدم التصديق إليها، إقتربت منها" منة" بغضب_جاية هنا ليه؟!..
وضعت عيناها أرضاً بحرج ليسود القاعة صوت" سليم" الحازم_" منة"..

إستدارت إليه بغضب _أستنى أنت يا"سليم" لما نعرف سبب الزيارة الكريمة دي..
تحل بالصمت عن عمد ليرى إلي أي مطاف سيقودها شجعاتها، إقتربت منها" سما" بغضب_ما تتكلمي عدل يا" منة"..
أجابتها بسخرية _خايفه على مشاعرها أوي، طيب يلا خديها وأطلعي من هنا..
راقب" سليم" رد فعل "ريم" بأهتمام فوجد ملامحها الخجولة تحاولت للغضب لتخرج عن صمتها أخيراً _بس انا مش جاية لسما..
أجابتها "منة" بغيظ_أمال جاية لمين حضرتك؟!..

وقفت أمامها بغيظ قائلة بجراءة تعهدها لأول مرة_أولاً انا ليا في البيت دا أكتر ما ليكِ يعني أدخل وأخرج براحتي، ثانياً بقي أنا جاية لسليم جوزي يا روحي..
وقعت كلماتها علي مسمع الجميع بصدمة الا "سليم" الذي إبتسم بسعادة ليطوفها بذراعيه قائلاً بسخرية_أخيراً إتشجعتي وإعترفتي بحبي اليتيم..
إبتسمت بخجل وهي تحتضن فمها بيديها كأنها تحاول إستيعاب ما تفوهت به، صفقت "سما" بحماس_أنا مش مصدقة بجد حصل أمتي وأزاي؟!...

تطلع "فارس" لادم بصدمة من شجاعة "سليم" بتحدي" رحيم زيدان"!...
جذبها "سليم" لتقف جواره محاوطها بذراعيه كأنه يمدها بالأمان_من كتير يا "سما" المهم أننا مع بعض...
إقتربت منهم "سما" لتحتضنها بسعادة والأخرون بحالة من الصدمة بعد...

بغرفة "مراد"..
أعاد ترتيب أغراضه مرة أخري للأستعداد للرحيل مجدداً بعدما إتخذ إجراءاته الخاصة لحماية "حنين"، وضع بحقيبته الCD الخاص بوالده ثم إرتدى ملابسه ليستعد للرحيل، وضع حقيبته أرضاً بأستعداد ثم جذب جاكيته ليضعه علي كتفيه ليجدها تقف أمامه، تعلقت نظراته بها وهي توزع نظراتها بين حقيبته وملابسه التي تشكلت بمظهر الغرب لتزيد من جاذبيته المهلكة!، قالت بأستغراب لرؤية حقيبته _أنت لسه مفضتش الشنط؟!.

أجابها ببسمة هادئة_أنا مسافر يا "حنين".
تطلعت له بصدمة _مسافر!... أحنا لسه راجعين!..
أجابها بعدما جذب الحقيبة ليتوجه للخروج_عادي...
توقف حينما تعلقت بذراعيه ليعرف البكاء طريقه على وجهها لأول مرة_أنت جبتني هنا عشان تسبني صح...
ترك الحقيبة من يديه ليقف أمامها ببسمة هادئة_وتفتكري لو حابب أخلع كنت جبتك هنا..
أشارت له بطفولية ليطرق جبهتها برفق_دماغك محتاجة تعديل..

ثم قال وعيناه تتأمل ملامح وجهها الرقيق بحب يسري بدمائه_أنا مسافر في مهمة تبع الشغل وأول ما هخلص هرجع...
إبتسمت بفرحة لتردد سريعاً بعدما جذب حقيبته ليخرج من الغرفة_طب هتسافر أد أيه؟..
أجابها بثبات_معرفش لسه..
تمسكت بذراعيه ليقف مجدداً لتعبث باصابعها بأرتباك _طب أفرد بقي أنت مشيت من هنا وولاد عمي هاجموني من تاني يرضيك أموت وأنا لسه في ينبوع شبابي كدهون...

تعالت ضحكات "مراد" ليحاول التحكم بذاته قائلاً بثبات عجيب_أنتِ كارثة يا "حنين"..
ثم قال بجدية_لا من الناحية دي أطمني أنا سيبلهم تذكار كدا عشان لو فاكروا يعملوها يحسبوا خطواتهم كويس دا لو فضلوا بمصر أساساً بعد اللي أنا عملته..
أجابته بتعجب _عملت أيه؟!..

رفع ذقنها بخفة_تابعي الأخبار وهتعرفي..
وتركها وتوجه للرحيل لتركض خلفه مجددًا متمسكة به_طب يعني ما تخدني معاك.
أجابها بضيق _مينفعش..
وكاد بالرحيل مجدداً لتتمسك به مجدداً _إن شالله حتى تخدني في إي مكان بشنطتك الكبيرة دي، يمكن حد يعاكسك كدا ولا كدا هتلاقي اللي يدافع عنك...
رسم بسمة مصطنعة يحجب بها غضبه_متقلقيش عليا أنا بعرف أتصرف..

وتركها فكادت بأيقافه ليستدير لها بنظرات محذرة ليجذب حقيبته ويتوجه للدرج فلحقت به للاسفل لتوقفه قائلة بحزن_طيب علي الأقل إعملي دورق كبير من العصير الجميل دا كل ما توحشني أشربلي كاسين تلاتة أقصد كل ما أفتكرك..
إبتسم "مراد" وهو يرى إرتباكها، تجمع حوله الحرس من جميع الأتجاهات ليقول أحداهم _معاد طيارة حضرتك..
حزنت للغاية فرفع ساعة يديه ليشير لهم بهدوء وهو يشمر عن ساعديه القوي_خد الشنط علي العربية وأنا ١٠دقايق وهحصلك..

أشار له بوقار ليجذب الحقائب للخارج، أشار "مراد" علي ساعته بثبات_١٠ دقايق بالظبط إستغليهم كويس..
صفقت بيدها بسعادة لتجذبه للمطبخ مسرعة، تعالت ضحكاته وهو يرى هذه القصيرة تبذل ما بوسعها لتجذبه للداخل الا وكان يتحرك معها من الأساس!، وقفت جواره بالداخل لتشير له ببسمة واسعة_يلا علمني مما علمت..
إبتسم بعدم تصديق ليردد بهمساً خافت _مجنونه..

ثم فتح البراد ليخرج كمية من التوت الأزرق ليضعها بالمكينة (الخلاط) ومن ثم وضع بعضاً من السكر للتحلية ثم سكبه بأناء مناسب له ليجذب بعضاً من النعناع الفرش ليضعه بالمكينه مع بعضاً من الليمون ليسكبهم بأناء خاص بالثلج ثم وضعه بالبراد ليشير لها ببسمة هادئة_النعناع بالليمون لما يبقب تلج حطيه مع التوت وإدعيلي..
أشارت له بهيام _هحبك، أقصد هدعيلك دعي...

تطلع لها مطولاً ليستمع لرنين هاتفه فرفع ساعة يديه ليجذب جاكيته ببسمة هادئة _الوقت خلص..
وتركها وتوجه للخارج لتلحق به، توجه للباب الخارجي للقصر لتشير له بحزن ودمع يتلألأ بعيناها _ في رعاية الله...
إبتسم ويديه معلقة بالباب فعاد ليقف أمامه ليضمها لصدره طابعاً قبلة مطولة علي جبهتها ليهمس بصوتٍ معبأ بشجن غامض ومشاعر جياشة _مع السلامة يا "حنين"، خلي بالك من نفسك كويس..
أشارت له بخجل ليغادر وبسمة عشق تطرب وجهه وتعمر قلبها!..

ظلام حالك إعتاد عليه ببؤرة هذة الغرفة الكحيلة لسنوات، إضاءة خافتة غمرت الغرفة ليعلم بزيارة هذا السجان المقزز، ولج للداخل ليقف أمامه ببسمته التي يمقتها، لينحني بقدميه ليكون مقابله قائلاً بفحيح قاتل إعتاد عليه فالأخبار التي يحملها له تكون لجعله تعيس_ولادك الأتنين طالعين بمهمة سرية مع بعض عايزك تتخيل أيه اللي ممكن يحصل لما النار تكون جانب البنزين، يعني تقدر من دلوقتي تقرأ الفاتحة علي روحهم الأتنين ولو محصلش أنا بنفسي هخليه يحصل ..

تطلع له "طلعت" باستقزاز من تفكيره الدانيء ليشير له بثبات_ لو كنت قادر تقرب من حد فيهم مكنتش إستنيت كل المدة دي، الطبيعي تكون أمنيتك أنهم يخلصوا علي بعض لأنك ضعبف متقدرش تواجه حد فيهم بس اللي أقدر اقولهولك أن كل اللي بتفكر فيه دا مش هيحصل لأنك رغم حبسك ليا بس هتلاقيني دايماً سابقك بخطوات..
إشتعلت النيران بوجهه وهي يستمع لكلمات "طلعت زيدان" الذي مازال يتمتع بالكبرياء رغم ما تعرض له!...

بفيلا الجوكر بالقاهرة..
زفرت "شجن" بملل_يا بنتي بقالك ساعتين عماله تحكيلي في أم الحضن والبوسة اللي سي "مراد" أدهالك إرحميني أنا مليت شوية كمان وهفكر فيكِ بطريقة مش ولابد..

رمقتها" حنين" بغضب_بتزعقي كدليه يا ست أشجان، الحق عليا يعني أني فرحانه وعايزاكي تنعنشي كدا معايا..
أجابتها "شجن" بغضب_يا ستي أنا مش عايزة أفرفش أنا عايزة أرجع لأخويا أو علي الأقل أكلمه .
أسرعت بالحديث_"مراد" قال لا يا ولية مسمعتهوش!..

رمقتها بنظرة غاضبة فأسرعت الأخري بالحديث_خلاص متزعليش نفسك هقوم أجبلك عصير أيه هيروشك كدا يابت مش بعيد بعدبها تنحزمي وترقصي وننزل نلمك من شارع الهرم.
إنفجرت"أشجان" ضاحكة لتهمس بضحك_يا ساتر يارب...

وبالفعل ماهي الا دقائق حتي أحضرت لها مشروب "مراد" المفضل بعدما وضعت مكعب من النعناع والليمون المثلج لتشير لها ببسمة هادئة _إشربي بقي علي ما أصلي المغرب وأجيلك..
أشارت له"شجن" بهدوء لتغادر الأخرى للأعلى..

بالخارج...
أشار لهم "رحيم" بحذم_مش عايز ضرب نار لا منك ولا منهم حتي لو مهما كان الأمر..
أجابه" حازم" بذهول _بس دول مسلحين يا باشا..
رمقه بنظرة نارية_تعليماتي قولتها، إتصرف..

أشار له بوقار ليتابع تعليماته بأستغراب من أمره الغريب لا يعلم بأنه يخشى إخافة معشوقته حينما تستمع لصوت الطلق الناري، وبالفعل بدأ "حازم" بتنفيذ الأوامر فأخترق السور ومعه مجموعة من الحرس بتخفي ليتمكن كلاً منهم من حرس "مراد" دون تبادل أي طلق ناري ليفتح الباب الخارجي لهم فأنطلقت السيارات للداخل..
بالقاعة الداخلية...

جلست "شجن" بأنتظار عودة "حنين" فجذبت كوب العصير لترتشف محتوياته ببسمة هادئة فحقاً حديث تلك المشاكسه بأنه سينال إعجابها كان صائب للغاية، سقط الكوب من بين يديها بصدمة حينما رأته يقف أمامها، تراجعت للخلف بصدمة لترتجف خوفاً حينما هاجمتها ذكريات ما حدث من جديد، إقترب منها لتردد بهمساً كأن علو صوتها سيحقق حلمها بوقوفه أمامها فقالت بصوتٍ شبه مسموع_"حنين"...

إقترب منها"رحيم" ليشير لها بهدوء _مفيش داعي للي بتعمليه دا، هتخرجي معايا وحالاً..
أشارت له بالنفي لتركض للهاتف المعلق مثلما أخبرها" مراد"قبل سفره بأن تحدثه من جهاز الأرسال الخاص به إذا حدث شيئاً ما لتصرخ بفزع_" مرااااااد"..." مراااد"...
تطلع لها بنظرة قاتلة رسمت رغماً عنه فمعشوقته تستنجد بعدوه اللدود ليخلصها منه!...

جذب الجهاز من يدها ليلقي به أرضاً ثم جذبها من معصمها بقوة ليردد بتحدي_محدش يقدر يقف في وشي وأولهم اللي أختارتيه يا"شجن"...
وجذبها خلفه بقوة، إرتجف جسدها الهزيل لترسم ذكريات ماضيها أمامها، بكاء فصراخ فرجفة مميتة، رأت السكين يزين طبق الفاكهة فلم تتردد لثانية لتجرح يد رحيم المتمسكة بمعصمها، إستدار لها بنظرات صدمة وهو يرى السكين يخترق ذراعيه والأخري تتطلع له بفزع!...

_سبها يا حيوااان...
صوت أتي من خلفه جعله يزداد غضباً فلم يعد يملك القدرة علي كبت غضبه المخيف، غضب "رحيم زيدان"!..
أشار "رحيم" لحازم بغضب_هاتهم الأتنين..
رفع "حازم" يديه ليجذب "حنين" فرمقه "رحيم" بنظرة جانبية من طرف عيناه جعلته يرفع يديه عنها سريعاً ليشير لها بوقار وعيناه أرضاً _إتفضلي يا هانم لو سمحتي..
تمسكت "حنين" بيد شجن لتبث لها الأمان قائلة بخوف_زي ما وعدتك هفضل معاكِ بكل طريق هتمشيه..

بكت "شجن" بقهر لتنساب خلفهم ومن ثم لتجلس جوار "حنين"بخوف جعل جسدها ينتفض والأخرى تحاول تهدئتها، تحركت السيارات لقصر "رحيم زيدان" ليهبطوا معاً للداخل...
جلس "رحيم" علي المقعد ليشير لشجن بالجلوس قائلاً بهدوء_هنتكلم مش أكتر..

تمسكت بيد "حنين" ليخرج صوتها بصعوبة_مفيش بينا حاجة نتكلم فيها، من فضلك سبني في حالي وكفايا أوي اللي حصلي...
أجابها "رحيم" بهدوء _"شجن" أنا مش هأذيكي، أنتِ ليه مش قادرة تتقبلي حقيقة أني" فريد"..
رمقته بنظرة كره_متجبش سيرته علي لسانك" فريد" لو عايش مكنتش تجرأ أنك تعمل فيا كدا..
كانت تحتمي بوجود حنين فأشار" رحيم" للخادم قائلاً بحذم_خد الهانم لأوضتها..

تمسكت " شجن" بيدها فقالت حنين بثبات_مش هسيب "شجن "..
إبتسم بغموض_مش هتتأخر عليكِ...
تطلعت لها مطولاً لتشير لها "شجن" بشجاعة زائفة فصعدت مع الخادم لتنتهي شجاعتها بمجرد إختفاد الخادم مع "حنين" عادت رهبتها من جديد لتتمسك بذراعيها حتي لا تفضحها رجفة جسدها، طالت تعلق نظراته عليها ليشير لها علي المقعد المجاور له_إقعدي عشان نعرف نتكلم..

هبطت دمعاتها برعب حقيقي لتقترب من المقعد بخطوات بطيئة حتي جلست على بعداً منه، تأمل ذاته بسخرية فمن يظل يعاني لأجلها تجلس لجواره بخوف يكاد يتوزع علي عالم بأكمله، شرع بالحديث دون النظر إليها حتي لا يربكها_غصب عنك وعني أنا ماضيكي يا "شجن"، هي دي الحقيقة اللي لازم تتقابليها..
تطلعت له بدموع لتصرخ بألم_مش هتقابلها لو أخر يرم في عمري..

وبتحدي أكبر قالت _"فريد" مات ومستحيل يرجع دا بيديني طاقة أني أفضل أحبه العمر كله لكن حقيقة أن الملاك دا يبقي هو الشيطان اللي قدامي دا يبقي الخيال اللي برسمه أرحم مليون مرة من الواقع..
رفع عيناه الزيتونية ليتأمل عيناها بنظرة تأن لتسحب نظراتها بكره، شعر بالأختناق فحرر رابطة عنقه ليتحدث بحزن_في حاجات كتيرة متعرفهاش عني يا "شجن" عشان كدا لازم تديني مساحة في حياتك..

أجابته برفض_وأنا مش عايزاك في حياتي خالص، ها هتعاقبني زي ما كنت حابب تصورني وتنزل صوري..
أخفض عيناه عنها فرؤية دموعها العذاب الأكبر له، جذب الاوراق ليدفشها برفق لتصبح أمامها قائلاً بهدوء _أنا مصيرك اللي مش هتقدري تهربي منه يا "شجن" فياريت متخلنيش أستخدم معاكِ أسلوب مش حابه فأمضي بدون نقاش..

تطلعت للأوراق من أمامها بصدمة _أنا مستحيل أتجوزك مستحييل...
زفر بألم ليخرج هاتفه من جيب جاكيته قائلاً بأسف _أنتِ اللي مصممه تخليني إستخدم الأسلوب اللي بكرهه..

وفتح الهاتف ليضعه أمامها لترى صور ليوسف بكدمات تكتسح ملامحه، جذبت الهاتف بشهقات إنقلبت لوابل من الدموع لرؤية أخيها هكذا ليكمل "رحيم" حديثه بثبات جاهد له_وريتك جزء بسيط من اللي أقدر أعمله وممكن ببساطة أعمل تليفون صغير قدامك أخليهم يخلصوا عليه دا لو موقعتيش عليالعقد دا...

وضعت الهاتف من يدها لتبكي بقهر وهي ترى مطافان مصيرهم أسوء من الأخر، كاد قلبه بأن يترقف لرؤياها هكذا فكان يمرر يديه علي وجهه بضيق شديد ولكنها وسيلته الوحيدة للحصرل علي ميثاق يجمعه بها حتي تتمكن من رؤية ما بداخل قلبه فتشعر بوجود معشوقها بداخل هذا القلب!..

جذبت القلم بأصابع مرتجفة لتضع إسمها جوار إسمه والدموع تسبقها، إبتسمت بسخرية حينما رأت العقد كامل متوقف فقط علي إمضاءها كأنه كان علي ثقة من تمكنه من ذلك...
جذب "رحيم" العقد بعدما وقعته ليتطلع لها مطولاً وهي تحتضن وجهها بدموع، رفع يديه ليجذبها لتقف أمامه ولكنها دفشته بعيداً عنها بصدمة لتشير له بدموع_أبعد عني...

إقترب ليقف أمامها بهدود_أنا بعيد يا "شجن" وهفضل بعيد متقلقيش..
وأشار بيديه علي القصر _دا بيتك اللي بوعدك فيه أني عمري ما هضايقك ولا هتعرضلك أبداً..
ورفع العقد لها بحنان_عقد الجواز دا مش عشان اللي أي ظن في دماغك عقد الجواز دا عشان أكون قريب منك حتي لو هعيش محروم من قربك بس علي الأقل أكون معاكِ ببيت واحد يمكن ساعتها تحسي بفريد اللي مدفون جوايا..

تطلعت له بأرتباك من كلماته ليبتسم قائلاً بهدوء _من بكرا "يوسف" هيكون عندك مسمحواه يدخل ويخرج زي ما هو عايز وأنتِ كمان بس بالحرس..
وتركها وصعدللأعلي حتي يتمكن من أن يشكو جراح قلبه الذي يكاد ينشطر من فرط الألم فلا بأس بذلك أما بالأسفل جلست علي المقعد مجدداً تعيد كلماته الغامضة بأستغراب، رفعت عيناها تتأمل القصر الضخم بذهول ليطاردها سؤالاً واحداً دون توقف... كيف صار فريد رحبم زيدان؟!..
كيف حصل على مثل تلك التركة والجاه؟!
والأهم ما الذي جعله بمثل هذة القسوة؟!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة