قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل السادس عشر

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني بقلم آية محمد

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل السادس عشر
(
وعشقها ذو القلب المتبلد )

فتح عينيه ببطء شديد وبألم يفوق طاقته ليشعر بدفء يغلف يديه فتطلع لجواره بصعوبة بالغة بتحريك رأسه ليجدها غافلة على ذراعيه، وكأنها قضت ليلها ونهارها لجواره دون كلل...
إبتسم "يامن" بحب وهو يتأمل ملامح وجهها عن قرب والحزن قد غلف أغلب ملامحها لينقل له ما مرت به وواجهته أثناء غفلته، مرر يديه على رأسها بحنان فشعرت به، نهضت سريعاً واللهفة تحتصن لهجتها:
_"يامن"...

إبتسم بتلذذ لسماع إسمه يتردد من صوتها الدافئ، إقتربت منه بتفحص وإهتمام:
_بقيت كويس، لو حاسس بحاجة تاني أنادي الدكتور..
وكادت بالخروج ليتمسك بذراعيها قائلاً بهدوء:
_أنا كويس...

وجذب يديه لتنصاع إليه فقربها إليه ليستند بجبينه على جبينها بأشتياق لها، إنسابت دموعها بأرتباك وفرحة لعودته بعدما ظنت بأنها ستفقده، إستمع لشهقاتها فردد بهمساً بطيء:
_خوفتي عليا؟...
فتحت عينيها بذهول من سؤاله الأحمق فقالت بصوتٍ يصاحبه الألم:
_أنا قلبي كان هيقف من الخوف عليك...
جذبها لأحضانه ببسمة زارت شفتيه وسعادة سكنت بعينيه فتمسكت به بجنون لتفرغ طاقة بكائها الذي كبت لساعات متواصلة وهو لم يمانع بل حاول قدر الامكان التخفيف عنها وإحتوائها بعشق سكن بأضلاع القلب وهوس الروح...

توقفت سيارة "مراد" ليهبط منها سريعاً ليقف محله بصدمة حينما رأى الطريق عبارة عن سيل من الدماء والجثث التي سدت الطريق بعددها المبالغ به، نقل أنظاره بالكاد ليعلقها بأخيه المتصنم محله كمن أصابه صاعق كهربي، سحب نظراته تجاه السيارة فهرع إليها بلهفة ليجد حقيبتها موضوعة على المقعد الخلفي فأغلق باب السيارة بغضب جامح بعدما جز على أسنانه بوعيد مهلك لهذا اللعين، طرق "مراد" السيارة بقدميه ليردد بغضب:
_هقتلك وقسماً بالله لأفصل رقبتك عن جسمك وبأيدي يا كلب...

وكاد بالتحرك ليتوقف محله حينما لمح "شجن"ملقاة أرضاً والدماء تغطي معظم فستانها الأبيض، علم الأن ما الذي أصاب أخيه فأقترب منها ثم إنحنى ليحاول تفحص نبضها والأخر يتطلع له بترقب وخوف ليرى النتيجة، مسك"مراد" معصمها ليتفحص نبضها فوجدها حية ترزق فأشار لرحيم بهدوء:
_كويسة، متخاقش...

وكأن كلماته إعادته للحياة فمنحته طاقة وقوة للأقتراب، ليقترب منها سريعاً ليحملها بين يديه لسيارته ثم جلس بداخلها، ليحرك رأسها بحرص، ليرى إصابة رأسها الواضحة، ضغط على معصمه بغيظ مما أصابها، فتفحص فستانها بعناية ليتأكد بأن الطلق الناري لم يصيبها بتاتاً.فأحتضنها بجنون وكأن روحه ترد له على مراحل وأخر مرحلة كانت بعدما إستردت وعيها...

فتحت عينيها برعب لتتراجع للخلف برجفة تكتسح جسدها وكأنها مازالت ترى مظهر الدماء، أصوات تبادل الطلق الناري مازال يتردد بآذنيها دون توقف وكأنه يتعهد بأخافتها أكثر من ذلك، كان "مراد" يقود السيارة بذاته ويراقبها بأهتمام بعدما توجه لمكتب "رحيم" كما طلب منه، إقترب منها "رحيم" مشيراً لها بيديه:
_إهدي يا "شجن"...

تفحصت فستانها الذي أصبح لونه أحمر كالدماء برعب وهى تحاول أن تبعده عنها وكأنها لا ترتديه أو يفرض عليها إرتدائه، حالتها النفسية سيئة بالأساس فما كان ينقصها ما تعرضت إليه، أصبحت بحالة تفوقها اضعاف فأخذت تبعد عنها فستانها حتى تمزق أطراف ذراعيه وصدره دون قصد منها لتعي ما تفعله فسلبت روحها وهي تحاول التفكير عما فعلته ولكن رؤية الدماء كان بشع للغاية...،

فتح"رحيم" ذراعيه إليها ليجذبها لأحضانه فلم تمانع او شاكسته كالمعتاد فكان عكس المتوقع تشبثت به لتخفي ذراعيها العارية عن أنظار من بالسيارة فخلع "رحيم" جاكيته ليداثرها به، فتمسكت "شجن" بالجاكيت بجنون ثم رفعت عينيها لرحيم بنظرة لن يتمكن من نسيانها عهداً كاملاً، تمسكها به وإقتناعها بأنه زوجها جعله يعيش لحظات عوضته عن ما إختبره لدقائق ذبحت فؤاده حينما ظن بأنها لقت حتفها، توجه "مراد" للقصر أولاً فهبطت "شجن" للداخل ثم توجه سريعاً لمكتب "رحيم" الذي جلس على مقعده ليخرج حاسوبه أمام عينيه...

جاب "مراد" الغرفة ذهاباً أكثر من مرة ليزفر بغضب أخرج ما يكبته منذ وصوله للمكان:
_ممكن تفهمني أحنا هنا بنعمل أيه؟!..
قال "رحيم" دون التطلع إليه والهدوء يشكل على ملامحه ببرود جلي:
_إهدى وهتفهم...

ضغط على معصمه بقوة ليصرخ بغضب:
_أهدى إزاي أنت عارف الحيوان دا هيعمل أيه أول ما هيأخد توقيع "حنين"؟!..
رفع"رحيم" عينيه إليه بثبات والتمرد يطغي نظراته بلهيب شيطاني مخيف:
_مش هيلحق...

ثم عاد ليعبث بحاسوبه ليدق هاتفه فرفعه على آذانه ليضغط على الحاسوب من أمامه بالأرقام الذي يتلاقها من المتصل ثم أغلق ليبحث عن الرقمين ليدير الحاسوب لمراد قائلاً بثقة:
_"حنين" فى مكان من الأتنين دول...

تطلع "مراد" للحاسوب بأهتمام ليجده يتبع موقع رقمين من أرقام هذا اللعين فأبتسم بأعجاب على تفكيره المهيب، نهض "رحيم" عن مقعده ليجذب سلاحه الخاص من خزانة مكتب عمله ليشير له للخروج قائلاً بتعجل:
_أنت هتروح مكان وأنا هروح التاني عشان منضيعش وقت ونبقى مع بعض على الفون ...
أشار له بالموافقة على خطته المنمقة ثم غادر كلا منهم لسيارته ليتبع إشارة الهاتف للمكان...

بمكان يعج بالموسيقى الصاخبة، والشباب الذي يمارس بعضهم الرقص على بعض المهرجنات والفتيات التي تلتف حول الصديقة التي دعتهم لحضور حفل ميلادها، وعلى أحد الطاولات الجانبية بالأخص كانت تجلس "سما" بجوار عدد لا بأس به من الفتيات، تجلس بحزن يتغلب على عينيه، مازالت تتذكر كلمات "آدم" عنها وسخريته منها ومن ملابسها وخاصة من لقبها الذي يعده يناسبها قلب وقالباً، أرادت ولو لمرة أن تخبره بحبها إليها ولكن بالنهاية كانت تنصاع لتمردها فتستمر بمشاكسته فعلاً وقولاً...

وزعت نظراتها على من حولها بسخط فهي رفضت مراراً القدوم للحفل حينما علمت بأنه بمكان شبيه بالملهي الليلي ولكنها إنصاعت بالنهاية لمحايلات صديقاتها المحجبات بعدما أكدوا لها بأن المكان ليس كما تتوقعه...

راقبتها تلك العينين من بعيد والغل يتمرد بحدقتيه، يلتهم كأس النبذ بتلذذ عجيب وهو يصارع رغبته العارمة لتذوق ما تخفيه تلك الفتاة خلف حجابها وإلتزامها لأعوام، ولكن ما جد بالامر هو أنه علم بأنها على وشك بأن تعقد قرآنها باليوم التالي، إستأذنت "سما" من صديقتها بالدخول للحمام فتوجهت للرواق الطويل للبحث عن المرحاض وبالفعل تمكنت من قراءة ما يحمله فعلمت بمكانه الصحيح، توجهت إليه ولكنها تفاجئت بيد تجذبها بالمنعطف الذي يليه، صعقت "سما" للغاية حينما رأت زميلها المشاغب امام عينيها وبحالة سكر متدنية، دفعته بعيداً عنها بغضب:
_أنت مجنون ولا أيه؟!..

إبتسم وهو يحاول الثبات بوقفته المهتزة جراء ما تناوله فقال بفحيح صوتٍ مخيف:
_هو في أحسن من كدا جنان...
وإقترب منها ليجذبها من خصرها إليه فدفعته بكل ما أوتت من قوة وهي تتفحص المكان بخوف:
_أبعد عني يا حيوان...

وصرخت بصوت مرتقع حتى يستمع إليها أحد ولكن الموسيقى كانت أعلى بكثير من صوتها الهزيل، حاول أن يقترب منها مجدداً وينتزع ثيابها فلكمته بغضب ثم حملت حقيبتها وهرولت للحمام الاقرب إليها، ولجت للداخل لتغلق الحمام جيداً ثم وقفت تستمع لما يدور بالخارج ظناً من أنه سيعود حينما ييأس ولكنها صعقت حينما إستمعت لأصوات اصدقائه، ينتظرون خروجها لتكون وليمة جماعية!...

بكت بخوفاً شديد حتى ألهمها عقلها بأنها تحمل هاتف بحقيبتها فأخرجته لتهاتف اخيها سريعاً ولكن خاب ظنها حينما وجدته مغلق حتى أصدقائها حاولت طلبهم أكثر من مرة ولكن إرتفاع الموسيقي جعلهم غافلون عن أصوات الهواتف، لم يتبقى لها سواه فبدون أي تردد رفعت هاتفها لتستغيث ببكاء:
_"آدم"...

وصل "رحيم" للمكان المنشود، فأخرج سلاحه ثم هبط ليتفحص المكان جيداً، فأذا به وقراً سري له، يحتفظ به بعدد لا بأس به من السلاح، تطلع "رحيم" للكرتين الحاملة للبضاعة بسخرية:
_يعني أبوها الوزير ومش عارف يمسكهم متلبسين بالأسلحه دي ويخلص منهم!..
وأعاد سلاحه لجيب جاكيته ليسرع لسيارته متوجهاً للمكان الأخر الذي بات الان على علم مؤكد بأنه المنشود...

بمكان مغلق للغاية شبيه للقبور من رائحة الموت التى تعج به، تمكن "عادل" من الضغط عليها لتوقع الوثائق بتنازلها عن كافة أملاكها له في حال إن توفاها الله فأبتسم بمكر وهو يشير لرجاله بالتخلص منها، فجذبوها بداخل زنزانة شبيهة لمعتقلات السجون ثم أشعلوا النيران بها، حاوطتها النيران من كل صوب وإتجاه ؛ فتراجعت للخلف بزعر وهى ترأها تكاد تلتهمها، إنقبض قلبها بعدما تلامس ظهرها الحائط، لم يبقي أمامها سوى البكاء، ركضت بأتجاهات متفرقة لعلها تجد المخرج من هذة الحجرة الحديدية المريبة أو لعلها تلمح طيف معشوقها لتأكدها بأنه لن يتخلى عنها بتلك البساطة...

بالخارج ...
أصيب كتفيه الأيمن بالطلق الناري ولكنه مازال صامداً على قدميه، مازال متشبث بلقبه لأخر رمق، أسرع بخطاه البطيئة للبحث عنها من جديد ليعترضه أحدهما، بقى ثابتاً كما هو ليرفع يديه فى لحظة ويحطم عنق هذا الرجل البائس الذي خدعته حواسه المرهفة بأنه سيتمكن من إيقاف الجوكر!، حتى وأن كان مصابٍ بشدة! .، أكمل طريقه إليها ليجد النيران تطوف بالغرفة التى يحدها الأعمدة الحديدية من جميع الأتجاهات، إقتربت لتقف على حداً منه قائلة بفرحة لرؤيته:
_"مراد" ..

أشار لها بالأبتعاد فأنصاعت له ثم جذب خرطوم المياه الموضوع لجواره ليخمد النيران أولاٍ حتى يتمكن من إخراجها وبالفعل بعد دقائق معدودة إنطفئت النيران فمهما طالت إشتعالها سيكون لها أخر أمام قوة المياه كأنها تحاكي عاصفة الجوكر الذي إنهت معركته بفوز تلك الفتاة التى كان يرأها ضيئلة للغاية أمامه، ها هي تحطم أخر أسوار قلبه المحجوب ليرى عشقها موسوم خلف حواجزه فتغلبت منه لتهزمه هو!، هزمت ذو السلطة والنفوذ، هزمت الجوكر الذي ظن لعدد من المرات بأن ما ينبض بداخل هذا الجسد بتر مع ذكريات الماضي! ...

رفعت يدها على وجهها تكبت صدماتها حينما رأت من يقف خلفه ويتربص له بسكينٍ حاد، تعجب من ملامحها فأستدار ليرى لماذا تتطلع هكذا! ...
طعنه "عادل" بقسوة قائلاً بحقداً دفين وغضب يشعل حدقتي عيناه:
_معتقدش هتقف على رجليك تاني بعد كل الأصابات دي ...

وأخرج السكين ليعيد الكرة مرة أخري تجاه قلبه ولكن منعه "مراد" تلك المرة، ليكبت آلآمه كما إعتاد فرفع يديه يبعده عن جسده بنظرات ثابتة جعلت الأخر يرتاد من الرعب بعدما رأى القوة تسكن عينيه مثلما رأه أول مرة، إبتسم بسخرية وهو يرى خوفه الذي رأه بأعين من أنهى حياتهم من قبل، خرج عن صمته قائلاً بثبات بعدما أخرج السكين من جسده ليضعها على عنقه ليهمس بصوته القاتل_المعلومات اللي أتنقلتلك عني مش كاملة جايز نسوا يبلغوك أن الجوكر عمره ما خسر حرب دخلها حتى لو هنتنهي بموته ...

وحرر سكينه ليذبح هذا اللعين الذي تجرأ وتحدى قوانينه بل أبشع من ذلك أراد أن يقتل صغيرته ...أراد أن يقتل من أحيت قلبٍ قتل منذ ما يقرب العشرين عاماً! ...
أنهي معركته بنجاح فسمح لذاته بالأنهيار بعدما تلاقي طلقة بكتفيه وطعنة أسفل صدره، جلس أرضاً على ركبيته وصرخاته يكبتها بحرافية فلم يكن يوماً بالضعيف، تحرر صوتها لتجلس أرضاً مقابل له فأخرجت يدها من خلف القبضان تحاول لمس يديه القريبه منها فلا يفصلهما سوى أعمدة مصفوفة خلف بعضها كجدران المعتقل ...قالت ببكاء وصوتٍ مشحون بالأنكسار:
_ "مراد" ...

ثم تعالت صرخاتها لتبكي دون توقف قائلة برجاء_متسبنيش ...أنا بحبك
جلس بأستقامة ليستند على الأعمدة من أمامها فلامست كتفيه ليبتسم وهو يحجب آنينه:
_عارف..
أجابته ببكاء وهى تتفحص قميصه الأبيض الذي صار بلون الدماء الغزيرة:
_أنا مش عايزة الأملاك ولا عايزة حاجه هتنزلهم عن كل حاجة أنا مش عايزة غيرك أنت ...

رفع عيناه لها قائلاً بصوتٍ ساخر وهو يتأمل إبن عمها القتيل:
_تتنزلي لمين ؟ ..هو لسه فى حد ! ..
تطلعت لما يتطلع إليه ببسمة رسمت رغماً عنها فمازال يتمتع بكبريائه وغروره المعهود، شعر بأن الظلام يخطفه إليه، أنفاسه تتثاقل شيئاً فشيء، أغلق عيناه لثواني فصرخت "حنين" بألم وعادت لنوبة البكاء مجدداً ليفتح عيناه سريعاً ...أستدار إليها بصعوبة:
_أنا كويس ..

أشارت له ببكاء بأنه ليس على ما يرام، زحف بجسده حتى وصل أمام باب هذا المعتقل اللعين فرفع قدميه يحطمه بكل ما أوتى من قوة حتى إنهار بعد عدد لا بأس به من المحاولات وخاصة بأن النيران جعلته هين للسقوط، خرجت تهرول إليه وهو يستند بجسده على الحائط ويحاول أن لا يفقد وعيه فتنهار هي خوفاً عليه! ...
أغلق عينيه بألم لم يعد يحتمله لتزداد ببكائها ورجفة جسدها الهزيل، حاولت أفاقته فلم يستجيب لها، صرخت بدموع:
_ مرااااد ...

لم يجيبها هذة المرة فأرتمت على صدره تبكي بقوة، إنسدلت دموعها على صدره فشعر بها، صفع ذاته وعنفها ليتمسك بقوته لأجل صغيرته الرقيقة وبالفعل فتح عيناه من جديد فرفع يديه يحاوطها بأحضانه قائلاً بصوتٍ يكاد يكون مسموع:
_أنا جانبك على فكرة مش بعيد ..

رفعت عيناها إليه بلهفة فعادت البسمة لوجهها من جديد، مرر يديه ليزيح دموعها ببسمة صغيرة:
_فكريني لما نخرج من هنا أكافئ أبوكي على الجوازة دي ...
لم تتمالك ذاتها وتعالت ضحكاتها أما هو فتماسك بثباته لأخر لحظة ولكنه بحاجة للضعف قليلاً، رفع عيناه على باب الدخول بغضب من تأخره الملحوظ وما هى اللي ثواني حتى وجده يدلف للداخل بعدما أنهي مهمته هو الأخر، إقترب منه بصدمة من رؤيته ينزف هكذا، أنحنى على قدميه بفزع:
_مرااااد أنت كويس ؟ ..

أشار له بهدوء:
_خرجها من هنا ...
إعترضت "حنين" لحديثه فقالت بصراخ_لا مش هسيبك ..
أشتدت آلامه فقال بصوتٍ معافر للتحلى بقواه_ "رحيم " ..
أنصاع له على الفور فجذبها بالقوة تحت محاولات تحرير ذاتها وصراخها ولكنها لم تتمكن من تحرير ذاتها من قبضة تناهز قبضة الجوكر، أخرجها "رحيم" للخارج لتصعد لسيارة الحرس التي تحركت بها للقصر أما "مراد" فما أن تأكد من خروجها حتى هوى أرضاً كالقتيل، عاد "رحيم" للداخل سريعاً ليحركه بصدمة فزفر الأخر بغضب:
_أتاخرت ليه؟ ..

إبتسم وهو يعاونه على الوقوف ليتعلق برقبته ويخطو به للخارج برفق قائلاً بسخرية:
_كان عندي معاد معلش .
ثم زفر بغضب_يعني يوم ما تحب توقع فى الحب ما تلقيش الا بنت الوزير ! ...
إبتسم "مراد" بسخرية_مكنتش أعرف بالبداية فكرتها بنت "مصطفى" ..
"رحيم" بسخرية_مش هتفرق المهم النهاية واحدة ...
"مراد" بشبح بسمة _أتصابت ؟ ..

تأمله بعيناه الثاقبة قائلا بلهجة ساخرة_لا متقلقش عليا أنا كويس جداً...
إبتسم قائلاً بمرح يعهد حديثه لأول مرة_طب يا راجل بسيطة أنا اللي عايز أتشرح من جديد ..المهم أتاكدت أن محدش بره ..
أجابه بألم وهو يمرأ من جوار جثث القتلى:
_معرفش أيه غايتك تمشي الأسعاف والكل وأنت بتموت كدا! ..
أجابه ببسمة مكر:
_محدش يشوفني وأنا ضعيف ...

ثم قال بخبث_الا أخويا ...
تعالت ضحكات "رحيم" الرجولية لتزيد من جمال وجهه الأبيض الملطخ بالدماء:
_وجهة نظر برضو، طيب مش خايف أحيي الذكريات القديمة وأنتهز الفرصة فأخد حقي وأنت ضعيف كدا ..
جر قدماه بألم وهو يشدد من أستناده علي ذراعيه:
_مفتكرش الأسطورة بيدخل معركة فريستها فى حالة لا ترثي لها ..

تأمل جروح جسده بنظرة شفقه_لا دي فى حالة منحدرة جداً ...
أسنده بصعوبة ليجلسه بسيارته ليصرخ الاخر بألم فقال رحيم بمرح لرؤيته يتألم:
_ما تطلقها وأخلص ..
فتح عيناه بصعوبة قائلاً بسخرية _خايف تموت وأنت بتساعدني ؟ ..
أجابه بحدة:
_على فكرة لولا أنا وصلت بالوقت المناسب كان زمانك مرمي مع الجثث اللي جوا دي وبتتحاسب عند واحد أحد...

زمجر بألم:
_ولو مطلعتش دلوقتي هحصلهم...
كبت ضحكاته وقال بخبث بعدما قاد سيارته_متقلقش هوديك القصر حالا ..
أستدار بوجهه بغضب_قصر أييه يا عم أنت بقولك بموووت ...

تعالت ضحكات "رحيم" قائلاً بسخرية _متقلقش يا عم الجوكر دانا ولا أجدعها دكتور هما شوية مسامير على شكوش رفيع من بتوع الجانيني دا وهتبقى فلة ...
رمقه بنظرة مطولة ثم إستند على ذراعيه قائلاً بأستسلام_إنتهيت ...
تعالت ضحكات رحيم ليسرع من قيادة سيارته ليتوجه لاقرب مشفي وبداخله سؤالا لا يفارقه كيف صاروا بهذا الجحم من القرابة بعدما كانوا اشد أعداء! ...

فتحت "ريناد" باب شقتها بمفتاحها الخاص ثم ولجت للداخل، فكادت بأشعال الانارة ولكنها أضاءت تلقائياً فأستدارت برعب وأنفاساً متقطعة حينما رأت "جان" يجلس على المقعد واضعاً قدميه فوق الأخرى بكبرياء ليبتسم بفحيح شيطاني:
_متعودتش أستنى حد!...
إنتظروا الفصل القادم لكشف حقائق جديدة وإزالة الستار عن حدث جديد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة